عيسو - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-2020, 02:12 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فوزي بيترو
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية فوزي بيترو

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فوزي بيترو غير متواجد حالياً


افتراضي عيسو

عيسو

لا تجزع . دَعْ قلبك يَزدَهِر بالثقة ويطمئن. إنَّهُ كابوس. افتح عينيك فيزول عنك في
اللحظة التي تدرك فيها أنك كنت تحلم .
أصبح هذا الكابوس رفيق نومي , حتى بِتُّ لا أكاد أغفو فيأتيني . يُكبلني من رأسي حتى
أصابع قدمي. يشل حركتي تماماً وكأني أغوص داخل بحيرة من الرمال المُتحركة ,
فيَنجَذِبُ جسدي نحو قعر لا حَدَّ لهُ .
انطويتُ على عجزي راجيا الخلاص . فتسربلت بالنصيب , حتى ضاق حالي من حالي .
أقصى ما أتمنّى , هو أن اُحَرِّك إصبعاً أو أن أرمش فَينصرف عني هذا الزائر ثقيل الظل .
كنت ,ُ وبكل زيارة له أفتح عيني , فأستيقظ . أحمد ربي وأعود ثانية أكمل نومي .
العجيب في الأمر أن استحواذ هذا الكابوس على مشاعري وأحاسيسي وانجراري خلفه
كالمضبوع لم يؤثر على حواسي الأخرى . كنت أرى ما يدور حولي وكأني لست نائما ،
لا بل كنت أصرخ مستغيثا بزوجتي ، أمد يدي نحوها أحاول ايقاظها كي تنتشلني مما
أنا به . لكن بلا فائدة .
ساور الشك قلبي ، فولّى اليقين بقدرتي على الحركة . ربما كنت أتخيّل أنني أمارس
شيئا ما . بينما أنا في واقع الأمر أكون متخشِّبا كاللوح .
الحق أقول لكم , أنني مع بداية كل كابوس كنت افزَعْ وأرتعِبْ وبعد هنيهة أبدأ
بالاسترخاء والاطمئنان , لِتيَقُّني أنه سيزول عندما أفتح عيني وأكتشف أني كنت بحالة
حلم ليس إلاّ .
يبدو أن هذه المرَّة تختلف عن سابقاتها , لقد طال سريان مفعول هذا الكابوس .
كأني اسمع صوت آذان الفجر . كأني أرى أشعة الشمس تشق طريقها مُتجاوزة الأفق .
ربي ألطُفْ بي . نبضي آخِذٌ بالتناقص ورئتاي مُتقلصتان لا تقويان على استيعاب الهواء
أو شفطه. أشعرُ ببرودة بدأت تنخر أطرافي وتنفذ إلى نخاع عظمي وإلى ما تبَقَّى من
دفء داخل ثنايا جسدي .
الحمدُ لله , ها هي زوجتي تتململ. سوف تصحو وتنهرني كي أذهب لعملي.
لقد نَهَرَتني بالفعل . ولكني لا استطيع , ولم أقوى على الاستجابة لندائها .
فهاتفتها بحماس وحرارة قائلاً لها :
ــ هزّيني يا امرأة ، هِزِّيني يا بنت الناس , هِزِّيني بقُوّة .
رَفَعَتْ الغطاء عن وجهي , وصَرَخَت صراخاً مُرّاً .
فهاتفتها بحماس أشدّ , ثم مستدركا في رجاء :
ــ أنا لست بميت . هِزِّيني يا بسمة هِزِّيني أيقذيني من الكابوس اللي أنا فيه .
هرع أولادي إلى الغرفة . تسَيَّد الوجوم الموقف . تطلعوا في ذهول نحوي ونحو أمهم .
أعادوا وضع الغطاء فوق رأسي بعد أن بحلقوا بي .
ارتسمت فوق أساريرهم إشارات توحي بحزن شديد , فأجهشوا بالبكاء , وربتوا
فوق كتف أمهم يقبلونها ويُبعِدونها عنّي إلى خارج الغرفة .
بدوت كالغريق , لا حول لي ولا قوة . فاجتاحني غضب ثم هتفت :
ــ اللعنة على الغباء , أنا الذي يحتاج أن تُطبطبوا علية وتقبلوه. هيّا افعلوا قبل فوات
الأوان عللني اصحو وينزاح عني وعنكم هذا المَسْ الذي وسوس عقلي فقيّدني وامتلكني .
أنا الآن بنظرهم مَيِّتْ , وسوف أدفنُ حياً .
لكن مهلاً , حتماً سيحتاجون إلى شهادة وفاة . عندها سيكتشف الطبيب أني لستُ ميّتاً ,
وآمل أن يقوم بما يملك من خبرة بعمل ما يلزم فأصحو ، ألَّعب لهم لساني ، أتهكم
وأسخر من ظنونهم المخجلة والمعيبة نحوي .
قاموا باستدعاء جارنا الدكتور رمزي . سرعان ما تقهقرت حماسته في إنعاشي .
طوى سمّاعة الفحص ودسّها داخل حقيبته ثم قال مستسلماً :
ــ رحمة الله عليك يا عيسو . البركة فيكم وشِدّوا حيلكم .
هتفتُ بلا وعي :
ــ افحصني جيداً يا دكتور الغفلة ولا تتمادى بالثقة , قلبي لم يزل ينبض ويلعن
اللحظة التي تَعَرَّفتُ بها عَلَيك .
غادر أخي يعقوب شقته الملاصقة لشقتي وصوات بسمة زوجتي يلاحقه .
واندفع نحوي مقاوما دموعه في كبرياء .
اتجه أكبر أبنائي نحو عمه . همس بأذنه :
ــ أنت الأقرب لأبي يا عمي , من فضلك انزع عنه ملابسه وقم بتهيئته ببدله عرسه كي
يُدفن بها , ولا تنسى أن ترش عليه قليلا من عطره المفضل .
مَنْ هذا الذي سيُكفنني ويُلقي بي في القبر ? ألا تعرف يا ولدي أن عمك يعقوب هو ألد
أعدائي ، فكيف بالله تأتمنهُ على جسد أبيك ؟
سامحك ألله يا أمي . قمت بتدليل يعقوب على حسابي . ألستُ أنا ابنك البكر ؟
لماذا زرعتِ الكره في قلبه فبات حقده عليّ أبديَّا ! أمن أجل أنني أحببت إبنة عمي
إسماعيل الذي تحقدين عليه وعلى زوجته ؟ ياه لكيد النساء !
تمَهَّلْ يا رجل , تمَهَّل , ستكسر عظامي. لا, لا, ربطة العنق هذه لا أحبها,
اني أمسح بها نِعالي .
حتى وبهذا الموقف , ترغب في اذلالي يا يعقوب . قادتك أوهام الأم نحو كرهي ،
فسرقتني حيّا ! وها أنت تقذف بي في القبر حيَّاً .
لا بد أن أضع حداً لهذه المهزلة . أنا أعلم أن هذا الكابوس سيتلاشى سريعا
لحظة أفتح عيني .
لا فائدة , لم أزل مُتَيَبِّساً كقطعة جليد داخل ثلاّجة .
واكفهرَّ وجه عيسو حتى بات يحاكى لون بدلة عرسه الزرقاء .
تناهى إلى أذنيه هدير اناشيد مثقلة بالمعاناة :
ــ " وين الملايين , الشعب العربي فين ؟ "
إنه صوت مذياع المقهى المُلاصق للمقبرة . لقد دفنوه وانصرفوا عنهُ .
ــ " وين الملايين , الشعب العربي فين ؟ "
غشيتهُ كآبة ثقيلة . فهل يمتثل ويرضى بما قُسِم ؟
تدفَّقَ الدم في عروقه كسيل جارف وصرخ بعد ان نفذ صبره :
ــ إني قادم .
فَتَحَ عينيه وأخذ نفسا عميقا من أنفه . ها هي ذي الحقيقة تنجلي . اكتشف أن الكابوس
الذي حلَّ عليه لم يكن حلما بل كان واقعاً , وأنه قد دُفِنَ حقيقة .
وها هم المُعَزّون يتسابقون لبيت العزاء يتناولون جسده ويشربون دمه .
حملق في الظلام الدامس , فبدا يطالعه بوجه الموت . لملمَ قواه واندفعَ منطلقاً من القبر ,
اخترق خشب التابوت والتراب الذي فوقهُ . وطارَ كقذيفة نحو السماء ثم هوى فوق
الصليب الذي وضع كشاهدٍ لقبرِه.
جالَ ببصره فإذا بالقبور حوله مُستباحةٌ , والموتى كلٌ عالقٌ فوق صليبه.
صرخ صرخة مدويّة , ونهضْ . فنهضَ معهُ مَن كان مَيّتاً, وساروا خلفهُ
نحو مصدر الصوت الآتي من المقهى .






  رد مع اقتباس
/
قديم 12-08-2020, 03:15 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: عيسو

مرحى بكم وبايداعكم

المدينة الحالمة تدعوكم للتواصل :
http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=75533

ميمون منجزكم






  رد مع اقتباس
/
قديم 12-08-2020, 06:08 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: عيسو

نص عميق جدا وسردية تشدك من بدء الكابوس ومغامراته في الفتك بصبر عيسو إلى الاستفاقة التي تنتصر في الضربة القاضية : ضربة الختام
راق لي جدا استخدام الفلاش باك ـ كدعامة للانتقال من الكابوس إلى انعتاق لحظي ـ عكاظي / لكنه كان رائعا وسلسا

نص يحتاج حضورا وقراءات
همسة
بعض الهنات تخللت النص فرجاء تدبر أمرها
تحيتي الأستاذ بيترو






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 13-08-2020, 06:39 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: عيسو

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي بيترو مشاهدة المشاركة
عيسو

لا تجزع . دَعْ قلبك يَزدَهِر بالثقة ويطمئن. إنَّهُ كابوس. افتح عينيك فيزول عنك في
اللحظة التي تدرك فيها أنك كنت تحلم .
أصبح هذا الكابوس رفيق نومي , حتى بِتُّ لا أكاد أغفو فيأتيني . يُكبلني من رأسي حتى
أصابع قدمي. يشل حركتي تماماً وكأني أغوص داخل بحيرة من الرمال المُتحركة ,
فيَنجَذِبُ جسدي نحو قعر لا حَدَّ لهُ .
انطويتُ على عجزي راجيا الخلاص . فتسربلت بالنصيب , حتى ضاق حالي من حالي .
أقصى ما أتمنّى , هو أن اُحَرِّك إصبعاً أو أن أرمش فَينصرف عني هذا الزائر ثقيل الظل .
كنت ,ُ وبكل زيارة له أفتح عيني , فأستيقظ . أحمد ربي وأعود ثانية أكمل نومي .
العجيب في الأمر أن استحواذ هذا الكابوس على مشاعري وأحاسيسي وانجراري خلفه
كالمضبوع لم يؤثر على حواسي الأخرى . كنت أرى ما يدور حولي وكأني لست نائما ،
لا بل كنت أصرخ مستغيثا بزوجتي ، أمد يدي نحوها أحاول ايقاظها كي تنتشلني مما
أنا به . لكن بلا فائدة .
ساور الشك قلبي ، فولّى اليقين بقدرتي على الحركة . ربما كنت أتخيّل أنني أمارس
شيئا ما . بينما أنا في واقع الأمر أكون متخشِّبا كاللوح .
الحق أقول لكم , أنني مع بداية كل كابوس كنت افزَعْ وأرتعِبْ وبعد هنيهة أبدأ
بالاسترخاء والاطمئنان , لِتيَقُّني أنه سيزول عندما أفتح عيني وأكتشف أني كنت بحالة
حلم ليس إلاّ .
يبدو أن هذه المرَّة تختلف عن سابقاتها , لقد طال سريان مفعول هذا الكابوس .
كأني اسمع صوت آذان الفجر . كأني أرى أشعة الشمس تشق طريقها مُتجاوزة الأفق .
ربي ألطُفْ بي . نبضي آخِذٌ بالتناقص ورئتاي مُتقلصتان لا تقويان على استيعاب الهواء
أو شفطه. أشعرُ ببرودة بدأت تنخر أطرافي وتنفذ إلى نخاع عظمي وإلى ما تبَقَّى من
دفء داخل ثنايا جسدي .
الحمدُ لله , ها هي زوجتي تتململ. سوف تصحو وتنهرني كي أذهب لعملي.
لقد نَهَرَتني بالفعل . ولكني لا استطيع , ولم أقوى على الاستجابة لندائها .
فهاتفتها بحماس وحرارة قائلاً لها :
ــ هزّيني يا امرأة ، هِزِّيني يا بنت الناس , هِزِّيني بقُوّة .
رَفَعَتْ الغطاء عن وجهي , وصَرَخَت صراخاً مُرّاً .
فهاتفتها بحماس أشدّ , ثم مستدركا في رجاء :
ــ أنا لست بميت . هِزِّيني يا بسمة هِزِّيني أيقذيني من الكابوس اللي أنا فيه .
هرع أولادي إلى الغرفة . تسَيَّد الوجوم الموقف . تطلعوا في ذهول نحوي ونحو أمهم .
أعادوا وضع الغطاء فوق رأسي بعد أن بحلقوا بي .
ارتسمت فوق أساريرهم إشارات توحي بحزن شديد , فأجهشوا بالبكاء , وربتوا
فوق كتف أمهم يقبلونها ويُبعِدونها عنّي إلى خارج الغرفة .
بدوت كالغريق , لا حول لي ولا قوة . فاجتاحني غضب ثم هتفت :
ــ اللعنة على الغباء , أنا الذي يحتاج أن تُطبطبوا علية وتقبلوه. هيّا افعلوا قبل فوات
الأوان عللني اصحو وينزاح عني وعنكم هذا المَسْ الذي وسوس عقلي فقيّدني وامتلكني .
أنا الآن بنظرهم مَيِّتْ , وسوف أدفنُ حياً .
لكن مهلاً , حتماً سيحتاجون إلى شهادة وفاة . عندها سيكتشف الطبيب أني لستُ ميّتاً ,
وآمل أن يقوم بما يملك من خبرة بعمل ما يلزم فأصحو ، ألَّعب لهم لساني ، أتهكم
وأسخر من ظنونهم المخجلة والمعيبة نحوي .
قاموا باستدعاء جارنا الدكتور رمزي . سرعان ما تقهقرت حماسته في إنعاشي .
طوى سمّاعة الفحص ودسّها داخل حقيبته ثم قال مستسلماً :
ــ رحمة الله عليك يا عيسو . البركة فيكم وشِدّوا حيلكم .
هتفتُ بلا وعي :
ــ افحصني جيداً يا دكتور الغفلة ولا تتمادى بالثقة , قلبي لم يزل ينبض ويلعن
اللحظة التي تَعَرَّفتُ بها عَلَيك .
غادر أخي يعقوب شقته الملاصقة لشقتي وصوات بسمة زوجتي يلاحقه .
واندفع نحوي مقاوما دموعه في كبرياء .
اتجه أكبر أبنائي نحو عمه . همس بأذنه :
ــ أنت الأقرب لأبي يا عمي , من فضلك انزع عنه ملابسه وقم بتهيئته ببدله عرسه كي
يُدفن بها , ولا تنسى أن ترش عليه قليلا من عطره المفضل .
مَنْ هذا الذي سيُكفنني ويُلقي بي في القبر ? ألا تعرف يا ولدي أن عمك يعقوب هو ألد
أعدائي ، فكيف بالله تأتمنهُ على جسد أبيك ؟
سامحك ألله يا أمي . قمت بتدليل يعقوب على حسابي . ألستُ أنا ابنك البكر ؟
لماذا زرعتِ الكره في قلبه فبات حقده عليّ أبديَّا ! أمن أجل أنني أحببت إبنة عمي
إسماعيل الذي تحقدين عليه وعلى زوجته ؟ ياه لكيد النساء !
تمَهَّلْ يا رجل , تمَهَّل , ستكسر عظامي. لا, لا, ربطة العنق هذه لا أحبها,
اني أمسح بها نِعالي .
حتى وبهذا الموقف , ترغب في اذلالي يا يعقوب . قادتك أوهام الأم نحو كرهي ،
فسرقتني حيّا ! وها أنت تقذف بي في القبر حيَّاً .
لا بد أن أضع حداً لهذه المهزلة . أنا أعلم أن هذا الكابوس سيتلاشى سريعا
لحظة أفتح عيني .
لا فائدة , لم أزل مُتَيَبِّساً كقطعة جليد داخل ثلاّجة .
واكفهرَّ وجه عيسو حتى بات يحاكى لون بدلة عرسه الزرقاء .
تناهى إلى أذنيه هدير اناشيد مثقلة بالمعاناة :
ــ " وين الملايين , الشعب العربي فين ؟ "
إنه صوت مذياع المقهى المُلاصق للمقبرة . لقد دفنوه وانصرفوا عنهُ .
ــ " وين الملايين , الشعب العربي فين ؟ "
غشيتهُ كآبة ثقيلة . فهل يمتثل ويرضى بما قُسِم ؟
تدفَّقَ الدم في عروقه كسيل جارف وصرخ بعد ان نفذ صبره :
ــ إني قادم .
فَتَحَ عينيه وأخذ نفسا عميقا من أنفه . ها هي ذي الحقيقة تنجلي . اكتشف أن الكابوس
الذي حلَّ عليه لم يكن حلما بل كان واقعاً , وأنه قد دُفِنَ حقيقة .
وها هم المُعَزّون يتسابقون لبيت العزاء يتناولون جسده ويشربون دمه .
حملق في الظلام الدامس , فبدا يطالعه بوجه الموت . لملمَ قواه واندفعَ منطلقاً من القبر ,
اخترق خشب التابوت والتراب الذي فوقهُ . وطارَ كقذيفة نحو السماء ثم هوى فوق
الصليب الذي وضع كشاهدٍ لقبرِه.
جالَ ببصره فإذا بالقبور حوله مُستباحةٌ , والموتى كلٌ عالقٌ فوق صليبه.
صرخ صرخة مدويّة , ونهضْ . فنهضَ معهُ مَن كان مَيّتاً, وساروا خلفهُ
نحو مصدر الصوت الآتي من المقهى .


قرأت لكم حكيمنا الكثير، لكني وبكل جرأة وثقة أقول أن هذا النص
هو أجمل ما قرأت لك. فقد استطعت على لسان عيسو أن تقنعنا بأنك
كنت في كابوس..ثم أقنعنا بموتك (العمر كله) ثم أن الكابوس بدا وكأنه
حقيقيا أنا شخصيا تفاعلت معه .. لكنك في في القفلة أو نهاية النص
أعدت لعيسو روحه ....


{{فَتَحَ عينيه وأخذ نفسا عميقا من أنفه . ها هي ذي الحقيقة تنجلي . اكتشف أن الكابوس
الذي حلَّ عليه لم يكن حلما بل كان واقعاً , وأنه قد دُفِنَ حقيقة .
وها هم المُعَزّون يتسابقون لبيت العزاء يتناولون جسده ويشربون دمه .}}


قطعة فنية ذهبية فيها دقة الوصف ومتانة الرصف ..لم يكن في كابوس
والموت حقيقي إلا أن هذا لم يمنعه من الخروج من القبر ..وهنا حولت
المشهد وببراعة إلى مسيرة لمن كان ميتا (فقط) نحو مصدر الصوت من
مذياع المقهى المجاور ....


{{واكفهرَّ وجه عيسو حتى بات يحاكى لون بدلة عرسه الزرقاء .
تناهى إلى أذنيه هدير اناشيد مثقلة بالمعاناة :
ــ " وين الملايين , الشعب العربي فين ؟ "
إنه صوت مذياع المقهى المُلاصق للمقبرة . لقد دفنوه وانصرفوا عنهُ .
ــ " وين الملايين , الشعب العربي فين ؟ "}}

تحول مجرى النص من الكابوس ..الموت .. محاولاته من الخروج مما هو فيه
وكأنه ومن معه كانوا رغم موتهم يستجيبون للنداء..وين الملايين...الشعب العربي
فين ..(بتنا بحاجة إلى أن نصحو من كابوسنا وموتنا لمواجهة ما يحدث لنا) الأموات
يقولون كفى ..والأحياء يتساءلون (الشعب العربي وين) فما عاد أمامكم غير المقاومة
وتحرير التراب المقدس .

والحقيقة أن من يقرأ هذا النص ينفعل م أحداثه وبكل مراحله وتحولاته من كابوس
لموت عادي لصحوة كبرى أتبعها بصرخة مدوية ...


وأغرب ما أشار إليه الناص أن عيسو اكتشف بأن الكابوس حقيقي وموته حقيقي
وقد أشار إلى هذا بقوله :


{{وها هم المُعَزّون يتسابقون لبيت العزاء يتناولون جسده ويشربون دمه }}


تحول آخر يجعل المتلقي ما بين الجثة التي خرجت من القبر، إلى الجثة ، جثته
لتناولها، وليشربون دمه ..وكأنه يفتح طريقا فرعية للعودة للكابوس مع الإشارة
إلى وجود سبب كبير يجعل الكابوس يتكرر فيما مضى ، لكنه الآن يصارخ من خلال
كابوس فعلي ..فدمج الحياة بالموت ليحقق غير معنى من هذا النص الراقي ميت
يعود للحياة مستجيبا للنداء بعد كابوس طويل ..وأحياء يعيشون بعيدا عما يجب أن
يفعلوه كأحياء غافلون عن حقيقة أن الظرف ما يعاد يحتمل أكثر من هذاالموت الكثير
ولا الكوابيس التي تغذي هذا الموت بطريقة أخرى ...وكأنه يقول آن أوان صرخة
تنشق لها القبور فيخرج الأموات قبل الأحياء لمواجهة هذا الموت الذي لا تسطيع
إثباته أو نفيه .




الدكتور الأديب المبدع فوزي بيترو

رائع هذا التكنيك وبراعة الإشتغال على الدمج والمزج ثم
الإنفصال للسير في تحول جديد. السرد كان ماتعا آسرا من
الحرف إلى الحرف..حلك متين والتقاط متقن لمشاهد النص
المتقنة والماتعة.كنت أكثر من متمن ورائع .


بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 14-08-2020, 09:11 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فوزي بيترو
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية فوزي بيترو

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فوزي بيترو غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عيسو

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
نص عميق جدا وسردية تشدك من بدء الكابوس ومغامراته في الفتك بصبر عيسو إلى الاستفاقة التي تنتصر في الضربة القاضية : ضربة الختام
راق لي جدا استخدام الفلاش باك ـ كدعامة للانتقال من الكابوس إلى انعتاق لحظي ـ عكاظي / لكنه كان رائعا وسلسا

نص يحتاج حضورا وقراءات
همسة
بعض الهنات تخللت النص فرجاء تدبر أمرها
تحيتي الأستاذ بيترو
كابوس عيسو هو كابوسنا جميعا
نعاني منه مع كل غفوة ننام فيها
وندفن أحياء في زمن ترامب نتنياهو
وبيد حفار قبور من صنع أيادينا .
شكرا للمرور والمتابعة أختنا فاطمة
سوف أقوم بشنق الهنات التي أشرتِ إليها
تحياتي
فوزي بيترو






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-08-2020, 09:18 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فوزي بيترو
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية فوزي بيترو

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فوزي بيترو غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عيسو

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
مرحبا د/فوزى 🌹
هذا نص كتبه (أسطى) رايق،.
نص جمع بين النفسى والاجتماعى والانسانى والسياسي.. الخ
سرد رائع وترتيب جيد للأحداث،البداية والوسط والنهاية.
مودتي
من هو عيسو في " التوراة " ؟

عيسو هو أخو يعقوب وابن إسحق
عيسو أخ توأم ليعقوب وهو الأكبرأو من ولد أولاً
يعقوب سرق منه البكورية بمساعدة أمه رفقة .
السياسي في قصتنا هذه هو تشبيه عيسو بما جرى للشعب الفلسطيني
من سرق ونهب وإنكار للحقوق .
تحياتي لك أخي جمال
فوزي بيترو






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-08-2020, 09:20 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فوزي بيترو
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية فوزي بيترو

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فوزي بيترو غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عيسو

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
قرأت لكم حكيمنا الكثير، لكني وبكل جرأة وثقة أقول أن هذا النص
هو أجمل ما قرأت لك. فقد استطعت على لسان عيسو أن تقنعنا بأنك
كنت في كابوس..ثم أقنعنا بموتك (العمر كله) ثم أن الكابوس بدا وكأنه
حقيقيا أنا شخصيا تفاعلت معه .. لكنك في في القفلة أو نهاية النص
أعدت لعيسو روحه ....


{{فَتَحَ عينيه وأخذ نفسا عميقا من أنفه . ها هي ذي الحقيقة تنجلي . اكتشف أن الكابوس
الذي حلَّ عليه لم يكن حلما بل كان واقعاً , وأنه قد دُفِنَ حقيقة .
وها هم المُعَزّون يتسابقون لبيت العزاء يتناولون جسده ويشربون دمه .}}


قطعة فنية ذهبية فيها دقة الوصف ومتانة الرصف ..لم يكن في كابوس
والموت حقيقي إلا أن هذا لم يمنعه من الخروج من القبر ..وهنا حولت
المشهد وببراعة إلى مسيرة لمن كان ميتا (فقط) نحو مصدر الصوت من
مذياع المقهى المجاور ....


{{واكفهرَّ وجه عيسو حتى بات يحاكى لون بدلة عرسه الزرقاء .
تناهى إلى أذنيه هدير اناشيد مثقلة بالمعاناة :
ــ " وين الملايين , الشعب العربي فين ؟ "
إنه صوت مذياع المقهى المُلاصق للمقبرة . لقد دفنوه وانصرفوا عنهُ .
ــ " وين الملايين , الشعب العربي فين ؟ "}}

تحول مجرى النص من الكابوس ..الموت .. محاولاته من الخروج مما هو فيه
وكأنه ومن معه كانوا رغم موتهم يستجيبون للنداء..وين الملايين...الشعب العربي
فين ..(بتنا بحاجة إلى أن نصحو من كابوسنا وموتنا لمواجهة ما يحدث لنا) الأموات
يقولون كفى ..والأحياء يتساءلون (الشعب العربي وين) فما عاد أمامكم غير المقاومة
وتحرير التراب المقدس .

والحقيقة أن من يقرأ هذا النص ينفعل م أحداثه وبكل مراحله وتحولاته من كابوس
لموت عادي لصحوة كبرى أتبعها بصرخة مدوية ...


وأغرب ما أشار إليه الناص أن عيسو اكتشف بأن الكابوس حقيقي وموته حقيقي
وقد أشار إلى هذا بقوله :


{{وها هم المُعَزّون يتسابقون لبيت العزاء يتناولون جسده ويشربون دمه }}


تحول آخر يجعل المتلقي ما بين الجثة التي خرجت من القبر، إلى الجثة ، جثته
لتناولها، وليشربون دمه ..وكأنه يفتح طريقا فرعية للعودة للكابوس مع الإشارة
إلى وجود سبب كبير يجعل الكابوس يتكرر فيما مضى ، لكنه الآن يصارخ من خلال
كابوس فعلي ..فدمج الحياة بالموت ليحقق غير معنى من هذا النص الراقي ميت
يعود للحياة مستجيبا للنداء بعد كابوس طويل ..وأحياء يعيشون بعيدا عما يجب أن
يفعلوه كأحياء غافلون عن حقيقة أن الظرف ما يعاد يحتمل أكثر من هذاالموت الكثير
ولا الكوابيس التي تغذي هذا الموت بطريقة أخرى ...وكأنه يقول آن أوان صرخة
تنشق لها القبور فيخرج الأموات قبل الأحياء لمواجهة هذا الموت الذي لا تسطيع
إثباته أو نفيه .




الدكتور الأديب المبدع فوزي بيترو

رائع هذا التكنيك وبراعة الإشتغال على الدمج والمزج ثم
الإنفصال للسير في تحول جديد. السرد كان ماتعا آسرا من
الحرف إلى الحرف..حلك متين والتقاط متقن لمشاهد النص
المتقنة والماتعة.كنت أكثر من متمن ورائع .


بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري
الشعب العربي فين ؟
الشرف العربي فين ؟؟
يبدو أن الشعوب العربية مغيّبة أو بالأحرى ميّتة
وتنتظر " عيسو " أن يصحو من غفوته
ويقودها نحو استرداد كرامتها المفقودة .

لقد أمتعتني بقرائتك ذات القيمة العالية للنص
النص مكتوب منذ زمن بعيد ولم أقوم بنشره على أمل أن ينصلح
حال أمتنا ووضعنا الذي نحن بصدده اليوم
لكن الأمور تسير من سيء إلى أسوأ .
تحياتي لك أخي محمد خالد بديوي
فوزي بيترو






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-10-2020, 12:51 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أحمد علي
عضو أكاديمية الفينيق
السهم المصري
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحمد علي

افتراضي رد: عيسو

الخوف من المجهول هو خوفنا من الموت كانت الروح تروي هنا القصة وفلسفة مبطنة جميلة
قصة رائعة د. فوزي
محبتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-10-2020, 08:20 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
فوزي بيترو
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية فوزي بيترو

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فوزي بيترو غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عيسو

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان حماد مشاهدة المشاركة
ما دام كابوس المظلوم عيسو هو كابوسنا جميعا لماذا لا نقف جميعا ونقول ان ما بنتي على باطل فهو باطل
ولا يمكن للرب مساعدة المحتالين واللصوص
انا اناقش في العنوان فقط
عيسو مظلوم
لماذا يكرم المحتال يا سيدي
واين هو العدل الالهي الذي يتحدث عنه جمهور المؤمنين

مظلومية " عيسو " وكما وردت في التوراة
عيسو هو أخو يعقوب وابن إسحق، مذكور في التوراة (العهد القديم
ولم يرد ذكراً له في القرآن أو الإسلام
عيسو أخ توأم ليعقوب وهو الأكبر (أو من ولد أولاً) ..
كما أن يعقوب سرق منه البكورية بمساعدة أمه رفقة
وفقا للرواية اليهودية
أخذ عيسو أحد نساءه من بنات كنعان. وهي بسمة بنت إسماعيل أخو اسحق
وهناك حقد قديم بين رفقة زوجة اسحق ابن سارة وبين اسماعيل ابن هاجر
الإحتيال إرث تاريخي تعيده الأيام ..
الحقيقة أنني تعمّدت أن يكون العنوان " عيسو "
ولمن لا يعرف من هو عيسو فليبحث عنه .
تحياتي أخي عدنان حماد
فوزي بيترو






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-10-2020, 08:22 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
فوزي بيترو
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية فوزي بيترو

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فوزي بيترو غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عيسو

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد على مشاهدة المشاركة
الخوف من المجهول هو خوفنا من الموت كانت الروح تروي هنا القصة وفلسفة مبطنة جميلة
قصة رائعة د. فوزي
محبتي
هو ليس الخوف من الموت
ربما هي الصراع ومواجهة المجهول .
تحياتي لك أخي أحمد علي
فوزي بيترو






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:03 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط