(رقصٌ على حدود السكاكينْ ـ غادة قويدر/ رقم الايداع : غ.ق/ 23 / 2012) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ 📜 ▆ 📜 دار العنقاء 📜 ▆ 📜 ▂ > 🔰 سجلات الايداع>>>

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-2012, 11:12 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

الصورة الرمزية المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

افتراضي (رقصٌ على حدود السكاكينْ ـ غادة قويدر/ رقم الايداع : غ.ق/ 23 / 2012)





أغنيةُ الرمادْ
ـــــــــــــــــــــــــ

كلُّ المدنِ الجميلةِ حالمةْ
توقظُ حرابَ التضرُّعِ النائمةْ
أنا من يعرفُ كل الزوايا التي عانقتني
ورافقتني بكل خشوعْ
طبولٌ من الشوقِ تؤازرني
وأنا وحيداً تكفنني الذكرياتُ
تلملمُ أشلائي وتقذفها إلى الموتِ
وحده الموتُ يشبهني
يمشي بعروقِ يدي ّ ويرهقنيْ
والليلُ يستفزُّ حناجر الأنينِ
يتلوى كشارعٍ مسافر ٍ بلا نهايةْ
يستكشفُ أخبار العائدينَ
بلا كفنٍ ، بلا وترٍ يبدأ الحكايةْ
والجوعُ رفيقُ المساكينْ
يسجلُ أمانيهم ويمضي
ويعدهم بترابِ لن يحترقَ
وحده يعرف البدايةْ
أكوامٌ من الأجسادِ المصادرةِ
وأوراقٌ تطربها الريحُ الهاربةُ
من بين أصابعي
تغازلُ شلالا وموقداً صغيرْ
واحتضارٌ فيه يغري الرمادْ
وبضعُ فمٍ وهدِيلُ أغنيةٍ
حزينةْ..
وأخشاب ٌ تهوي بلا رجوعْ
وأراها كالصمتِ
تأوي الى حضن زوبعة نائمة ْ!!
كلُّ الحناجر تسافر الى المجهولْ
صوتٌ مذبوحٌ وأملٌ يمشي
وتكاثرُ الحزنِ يلهمُ قرائح الطبولْ
وأنا وحدي ، وأقلامٌ ماطرةْ
وصحيفةٌ بيضاء توهمني
بأنّ العاصفة َ لن تنالَ مني
ويتربَّصُ بي أخي كشبحٍ في عتمهْ
أواهٍ يا أخي...
ليتكَ تدري بأننا معاً نُساقُ إلى ذات المقابرْ
هُو الحفّارُ واحدٌ يستدرجُ ضُعْفكَ
لينالَ من صوتي الثائرْ...!!!



الحرية الحمراء
ـــــــــــــــــــــــــ

قلبٌ تفجرْ..
يقضمُ أسلاك َ الصبْرِ ويمضي
يتلو صلواته جهراً ،
ما ضرّه إن دمهُ تغرّبْ
فساعة الرحيلِ تزأرُ..
وترسم تكاتها ثعباناً وعقربْ
هاهي الريحُ قادمةٌ فلا تتعجلوا
تحملُ بين كفيها دماءً ومعولا أحدبْ
تُشعلُ ليلَ الأنين زمهريراً
وتجني حرثَ الظلمِ ومكر الثعلبْ
تغرسُ للحريةِ الحمراء سنابلاً جميلة
فيا دمٌ دوِّنْ على كراسةِ طفلٍ
وطناً جميلاً ،و وجهُ قمر ٍ هنا يلعبْ..
هاهي أحلامنا تنهضُ بلا خوفٍ
تشعلُ أغلال الظلمِ ،
في المدائنِ والأزقّة
تجري أمامنا فلا تعجبْ
كأسرابِ النملِ نحنُ ،
صعبٌ أن نموتَ
ومحالٌ أن نُصلبْ..
أيها الحاكم فينا..
أفقْ ، فقدْ صحونا من غيبوبتنا
أَفِقْ ..وناجي احتضار السحابِ الأخيرْ
واستجمعْ سموم الهموم بكأسكَ الصغيرْ
أَطِلْ00تفحص الأشياء
فأصابعُ النور تدّلتْ
تعرشُ أسقفَ حناجرنا ، عناقيد لهبْ
أعرْ صوتكَ للريحِ ودعها تتراقصُ
على أشلاء الفوضى
وتمحق جدار العتبْ
هي انتكاسةُ الأشياءِ حينَ تزولُ
بأجسادنا الساخنةِ
من حمّى أقامت بنا
ولن تستقيلَ دماؤنا
ولن تحتوي جراحنا تقوى
ولن تخمد أبواقك فينا ألسنة اللهبْ
فيا صُبحُ فوقَ ربانا توردْ
فبطلُ الصحراءِ لم يزلْ فينا
يُنطقُ الرمالَ عزةً
فأقرئيه السلامَ يا أمتي
وحملي ( معمّرٌ) آفة الإثم
واجلدي فيه الطاغوتَ ،
فالويلُ من أمةٍ حين تغضبْ !!!



أكتبْ
ــــــــــــــــ

أكتبْ
اليوم حريتي تنامت فوق السحابْ
حروفا تنتفضُ
تأكل وحشةَ الأمسِ
تنامُ ملأ العينِ
وتمضي بفخرٍ
وتمضي قارعةً جدران الذل
اقرأْ وعدا حفر إلى الشمسِ أسنةً وحرابْ
تفيضُ الأفئدةُ حباً تقبل أصواتكمْ
قبلاتَ الحقِ
تعدوا فوق مهرها عروس الخضراء
شموساً وضَّاءة تحيا
شهباً ماضية تحيا
تلفظ اليوم أنفاس التجديدِ
تكتبُ أفق المجدِ محلقةً تتعالى تعانقُ جبهة القبابْ
أسند رمحك أيها الجريحُ إلى أمل تفجرْ
إلى ترابٍ ضمك فتطهرْ
ألهبْ بدمكَ رايةً تخفقُ للأذنابْ
تحررَ الليلُ بصوتكَ
والصوتُ يدوي فهلمي بجمع أشتات السرابْ
كفنوا المقتولَ بحفاوةٍ
تعلموا لغةَ الوصلِ
أطرقوا إلى الحرية الحمراء كل بابْ
أشعلْ أصابعَ الحقِّ هنا
ومن هاهناارادةُ الشعبِّ
إذا تنفسَّ الصعداءَ تتوبُ إلى الله
أوجاعٌ شاخصاتٌ
مضغتْ الذلَّ ولفظته اليوم َ
أنفاساً مخمرةً بريقِ ينهضُ ويطرق بالصوتِ
أذنَ الغدِ
ها نحن أتينا اليكِ يا بلادي
فانتفضي حواري تونس الخضراءَ
وارسمي وجه الشمسِّ من جديدٍ
ولقني الدَّرس جيدا
فدروس الحرية لاتمر هكذا
دونَ كأس مترعٍ بدماء الشبابْ



أغنية موسم حزين
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الريحُ تخفقُ هناكْ
وانتحار الصفرةِ في وجه الشمسِ
قائمٌ ، ووجهُ الحقيقةِ
سكبُ قنديلْ
واهتراءُ الأشْياءِ بيننا
يكبرُ..
وثمةَ سُؤال؟
يتمددُ بجرأةٍ على ذراعِ العطشِ
يقطفُ أشواكَ الإثمِ بيننا
و بي فرَحٌ يفرُّ مني كغريبٍ
في مدنٍ من الضبابْ
و بي حزنٌ مستلقٍ على جدارْ
ينظرُ إلي ..
كخيالي ، يتبعني
لا يبقي مني سوى بضعُ ذراعٍ
مشلولْ ، وتمتمةُ أغنيةٍ قديمةٍ
لم أحفظْ غيرها من درس الربيعْ
أتلوها بصمتٍ
حين أتمزقُ فيكَ
وأتمرغُ بحروفها حين أنزفُ حيرةً
وأنتزع منها أذني حين أتغربُ فيكَ
أغضبٌ فيكَ أمْ عتبٌ؟
لا تفترسْ قلبي المبعثرِ بينَ يديكَ
وتتلو أعذارَ الريحِ
فكل شيء بي كومةَ قشٍ يائسٍ
يغزوها اللهيبْ
وصبحُ الوطنِ الذبيحِ يهزني
يحملُ أحلامي على نعشٍ من دموعْ
وشوارعُ مدينتي الثكلى
وأورامُ الفوضى
وحُزَمُ الشوقِ تخيطني
كغدير منسكبٍ ، ملَّ الهديرْ
وعنادٌ بيننا
يطوينا كصفحاتِ كتابٍ قديم
يساور حدود عشقنا،
ويناديني
بكل جرأةٍ
يقطفني من بين أوهامي
ويرميني
كقط أبيض بلا مخالبَ
يطاردُ فراشةْ حزينهْ...
النور يغري هناكْ
قاتلٌ صمتُ القبابِ،
حين يعلوها السكون..
والكنائسُ أترابُ حزنٍ
يسكنها النحيبْ
وأنا المتغرِّبُ فيك والغريبْ
يضمدني صوتكَ اللامعُ في مدارهِ
كتكبيرة العيدِ
ينعشني
يعكس ألمَ الروح في منفايَ الكئيبْ
إنساني إن شئتَ!
و إن شئتَ قطِّعْ مدى عيني،
المسافر إليكَ
أغنيةَ موسمٍ حزينٍ
شطرُها باسمٌ وشطرُها الآخر لهيبْ
فمدن الحسرة كثيرةٌ
ولن تغصَّ شفاهي بتوديعه واهيةْ
سئمتْ من طبعكَ الغريبْ ..!!



عرس التراب
ـــــــــــــــــــــ

قَلَمٌ وأوراقٌ وبضعٌ من فؤادي
ومبسمٌ يناجي الخيالْ..
وتهذي على مراكب الوطنِ رسائلي
تتوضأ عباراتي بسحرِ الجمالْ..
كما الشمسُ تثمر عناقيدَ
ترسل إلى الأفنان عربون الوصالْ..
وطنٌ يداوي جراحاً في لهاتي
ترقبٌ يطالُ النجومَ فتزهرُ
على الهجير الدامعِ وريقاتي
وعذاباتٌ ..
ودمٌ ينادي..
وشفاهٌ تمتصّها حسرةٌ
تلوِّن أطياف الحزنِ أهازيجَ أغنيةٍ
ترن كالأجراس وتنتفضْ
وعرسُ الترابِ يمضي
وتمضي معه أفئدةٌ ترتعدْ
بأغنيةً مورقةِ المعاني..
تناجي
فنون القبحِ المستباحِ هناكَ
أنحتفلُ ؟
والوطن تبترُ فيه السواعدُ والأوصالْ
وما هناكَ فيها من مرضِ عضالْ
أيهوي من بين أيدنا الندى ؟
والشمسُ تنام عن قيظِ الردى ..
وتبقى أحلامنا موءودة تستصرخ الرمالْ
فيا غربانُ انعقي بلحنكِ الجبانِ
فقلبي توثبه الحزنُ
وشراييني ترتعدُ كالعاصفة
وإصبعي نامت على الزنادْ
كم حلمت أن أكونَ
كطفلٍ أنا
أمرغ شفاه الحلم على وسادتي
أقلبُها فتدمعُ رئتي
وتتوسل وتتضرعُ
وأصبحُ كحبل غسيلٍ أتأرجحُ
من نسمة هواء..
أغدو باسماً..
ثم أصفق للإياب ولكن على سلالم الهبوط ..!!!



أبطالُ الحرية
ــــــــــــــــــــــــ

شقوا عباب البحر بلا خوف
قطَّعوا أوصال الرهبهْ
جمعوا الطْيب من كل صوبٍ
فرقوا أقاويل العتمهْ
نامتْ على أفئدتهم آمال الانتظار
التفوا بالثلج وصنعوا منه دثار
أجهشوا الليل بيقين ونقمهْ
ماذا تنتظرون أن يُقال؟؟
هلا كتبتم بدمائكم السخيهْ
بأنكم كنتم وما زلتم أبطال الحريَّهْ
باركتم القدوم وباركتم عناق الموتِ
من أجل كل طفل رضيعٍ
من أجل الشيوخِ والنساءِ
من أجل العصافير والمآذن ِ
من أجل كل عرق ينبض دماءً ذكيهْ
هلا كتبتم بدمائكم السخيهْ
عن غزة مصنع العزة وقلادة الشرف العربيهْ
عن رحلتكم التي أبحرت إلى ضمير الأمة
كي تستفيقَ من غيبوبتها الأبديهْ
عن شوق الأطفال فيها إلى كسرة خبزٍ
عن الدواء عن معاناة شعبٍ
انتفض من أجل الهويهْ
عن أمة تقاوم المخرز في كل صباح
عن زحفٍ تشاطرته الأحزانِ
عن اغتصاب الترابِ
عن سفر الموت والخرابِ
عن رحلة بكماء تحاكي الزيتونِ
تتلو تسمر الدمع في العيون
وشمس ضاجعت الهوان من حولنا
وآفة الخنوع استأصلت فينا
هلا تسائلتم كيف يفك قيدنا ؟؟
ومن يقتحم أسوار الظلم فينا
وينتشلنا من شهوة العبوديهْ ؟؟



نوارسُ النيلِ
ـــــــــــــــــــ

تطيب للوطن جلّ أناشيد ي
ولا تحلو القلائدُ إلا للغيد...
تهدي كنانة الـشرقِ نبال عشق
ويهفو بشطآن الروح قصيدي...
ورودا من الفردوس وجنانُ
سفر العاشق للقاء حظه السعيد...
تهزني أغاني الوطن وترجعني
إلى ذاك الماضي البعيد...
إلى أيام فيها بسمة من جلَّقَ
تأسر لبَّ النيلِ الفريد...
وتهيمُ على غصنِ الوصلِ أفئدةٌ
فتراقصت شواطيء النيل المجيد...
أنا يا مصرٌ ريحٌ تثمرُ بي لوعةً
وتهيجني جراحٌ تزيدُ من تنكيدِ...
تسافرُ روحي لصبح وجنتيكِ
وما الصبح إلا بضعٌ من عيدي...
حطمي ذلَّ الليلِ مولدٌ في كفي
وفي عينيكِ اخضرارُ كلّ صعيد...
وتصهلُ جيادُ الوفاء على خديكِ
وترتعشُ أفئدةُ الشعر و القصيد...
هزارٌ بوادي النيلِ يتعمدُ
بالعشق العفيفِ والعيش الرغيد...
وكليوباترا تنزف شرايين الهوى

تبيحُ اختمار النبيذِ بعنق ِ الوعيد...
وشوقي يرسمُ أفق الضاد عطراً
يا لعطر فاض بأغلالٍ وقيود...
اليومَ تنتفضُ طلائعُ ناصرٍ
وتلهبُ الحناجرَ أروع الأغاريدِ...
ستعودُ نوارسُ النيلِ مبتهجة
تزف لثرى الكنانة حلو الأناشيد
ويترجلُ حافظٌ فوق جِيْدِ التاريخ ِ
حين تُزالُ من معصمها أغلالُ العبيد...
غادة



قيثارة الفصول...
ـــــــــــــــــــــــــ

عمتَ صباحا أيها الوطنُ المسافرُ بي
وريداً يخدشُ حياء التذكار
وينهضُ صوتي مستفزا مخالب البعدِ
ياعبيرَ الصبحِ تدلفه تلك الحواري
تحكي قصص العاشقينَ
للياسمين الخاشع ِ بالصلاةِ
وقبل النوم ترددني أطيافُ السوسنِ
وغنجُ الحسانِ يسافرُ بي
كرمحٍ أموي مزركشٍ
يهبطُ بين حضني ولهفتي
يمهدُّ أسوار اشتياقي
ويمشط شعري اللاهث كبردى
يحملُ همومَ الريحِ والآهات والعوسجِ
تدنيني منكِ روائحَ الطيبِ
إذ يجنُّ بثوبكِ القديم
والبخورُ والآسُ واندلاقُ البهجةِ
يلملمانِ شفرات تذكاري
والذي لا يملُّ يعبثُ بمشاعري
يعجنُ رحيقَ الياسمينَ وحناء القدامى
ويسكبهُ على أشرعةِ يدايَ
فتأوي إلى هيبتها الخاتونُ وتزرعُ العزّ
كراسةً مفتونةَ السطورِ
إلى الله تشخصُ المآذنُ
تنهمرُ على مناراتها تسابيحٌ وأذكارُ
وتسترد ياقوتةً سُرقتْ من تاجِ الزباءِ
وتصلبُ دماءُ أونائس على وهمِ الأوتارِ
وتحفرُ حضاراتٍ نُقشتْ على مساحةِ ذاك الجسدِ
أين ذهبتُ تلجمني دهشةٌ غراءُ
ويتجهدني الحنينُ إلى زوايا النورِ
ويجهدني تكاثرُ الشوق على شفاهي
يرسمني الرمقُ قبلةً ماسيةً على كأسِ اللقاءِ
يا شمساً تحترفُ حدودَ عشقي
طهّري أطيافَ العبثِ فيكِ
يامدينةَ النورِ
وياسفر النبوءاتِ يا أنت ِ
يعزفني الحسن قيثارةَ الفصولِ
وتتدلى أعنابٌ تقتاتُ على شجني
وعلى كفي ترسمُ خارطةً
تتمرغُ بألوانِ عشقي
بنشوة تغازلُ شفاه الشموخِ
كضحكاتِ المطرِ تأتي
وراسخٌ كقاسيون عشقي
كؤوسا منهمراتٍ
تنضحُ لذيذَ الشرابِ على محرابك يا وطني



ذاكرةُ الدوران
ــــــــــــــــــــــــ

حين يسقط الليلُ من ذاكرةِ الدورانِ
تسقطُ آخرُ الأحزانْ فينا
وتنهضُ خرافاتُ المشعوذين
مستفزةً
غباء الرمَّال وخداع الضاربين
ويهدرُ الطوفان في مدينتي
العابثةِ بالفوضى
وتنتهي تلاوة الضعفِ
المتسمِّر في طيات الأبنية والقاطنينا..
لا تكفنوا أصابعي المصلوبة هناك
دعوها تشهدُ ما كتبوا وما رسموا
دعوها تقرأ تفاصيل الجباه
وعرق الكادحين
دعوها تلفظ نبوءات الوهم فينا
حين نقبض ثمن الأرواح
ونبدل أحشاء الحقائق وندفن اليقينا
حين نقامر بالأنوثة والوطن
وتُقتلُ البراءة بسلاح المقامرينَ
حينَ يلبسونا أقنعةٍ تعكس أنظار الناظرينا
وتموت في مدينتي الحقائقُ
وتُغْتالُ همساتنا
ونُلاحقُ بالرغم من أننا ولدنا صائمينا
نهتفُ ..
نمجدُ ..
نهلل ونكبر..
ونركع إذا ماركع إمامنا
ونسلمُّ عنوة مع المسلِّمين..
لا تكبلوا ألسنتنا الخاشعة بالذِّكر
فلم يتبقّ لنا سوى التسبيحُ خلسةً
إذا ماهدأت أوجاعنا ..
ولا تظللوا وجه الشمسِ
فليلة القدر مازالت تنتظر قيامنا
ولم تزلْ آلامنا تئنُّ
ولم نزلْ نرتشفُ وميض الغيث
يرعدُ في سكون الساكنينَ..



ضوضاءٌ عندَ حاجز التفتيشِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هنا زحامُ الشوقِ يكسر ُ انبهار المسافة
ويعدو طفلكَ الصغيرُ خلفَ قضبانِ مخيلتي
يثورُ بكلِّ مجالاتي
يحمِّلُ قلبي المتآكلِ وزرَ الأشياءِ
وتتبلورُ بنا حمى وصدى لهاثْ
ودفءُ صوتكَ يجرجرُ صمتي
هاهو وجهكَ المستدير ُ كأوجاعي
يصيدُ كبرياءَ الغيمِ في شفتي
وتبخسني ظنوني
إلا من مطرٍ يأوي هربا من عطشِ عيوني
وتتسربلُ بالشوقِ لهفتي
تسكنني رعشةٌ هادئة
فأناديكَ بأعلى همسي
وأذوّبُ كل متاهاتِ الجدالِ
وتتحولُ قصائدي زفرةً تتقوسُ بعمقٍ
ونبالٌ تتراشقني
وعبقُ النرجسُ يخطفني بعيدا
وبعيدا يستباحُ أفقي المهاجرِ إليكَ
دهشة ً00
وتغازلني نسماتٌ من قريتي
تحملُ رائحة الخبزِ والطيبةِ
والعرقِ المتساقطِ على وجناتٍ حمرٍ
وتنورٌ مسافرُ الزوايا والعجينُ
يحتفظُ بكلّ الهمسِ وبأصابعِ أمي
وبكل الضحكاتِ والسوا ليف الحائرة
يخزّنها على دفاترِ الصباحِ
ويسافرُ البوحُ ممشوقا كالنخيلِ
حيثُ يستطيلُ الحزنُ بي
كغيمةٍ رقطاءَ يبددني
وتلتحفني عيون المارةِ كضبابٍ
يسوّرَ ني ويسوّرني
لأنتهي بينَ يديكَ كقطرةِ نبيذٍ ظامئة
فيا شفاه تشردي في دفء أناقتي
وتجمّلي باللامبالاة يا عباءتي
فهنا في جناتِ الأمصارِ تُغتالُ فراشاتُ الربيعِ
وهنا على حواجز التفتيشِ تنبشُ الأسرارُ
وتلفحُ الشمسُ الوجوهَ
وتتغيرُ معالمُ النهارِ
هنا ضوضاءٌ وافتراءٌ
وهنا تُجبرُ الغيوم على الإمطار ِ
وهنا تشهدُ الأصابعُ على أخواتها
وان عَصَتْ تُقطعُ في وضحِ النهارِ




أنا وثوبُ الشوق وحمى السهرْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحتفلُ سويعاتُ الليلِ بهدوءٍ يستطيلُ بين ثنايا الهمسِ ويتفاخرُ الهدوء بانتعاشِ الروحِ التي تلوذُ إليه ، وأنا أتلو ملامحَ السنين بشيء من التأني والحذر كيما أخدش مسامع الليلِ واستنزفَ قروحا طالما توردت في جنح الظلام ِ كزوبعةٍ تائهة ٍ ،أتستقيمُ الأوجاعُ بكل أسى فتحفرَ في أقاليمَ أعماقي شوقاً ينتفضُ كعصفور بللته عيون السماء لحظة بكاءْ !
عينٌ أنا ..فأنّ ليْ برمشٍ آخر ينهرُ سهدي فأرنو إلى وسادتي أسامر فيها حكايات الزمن الرضيعِ حينَ كان للفرحِ طقس ٌ آخرَ ، وللضحكِ قرعُ طبول تهتز لها حمرة الوجناتِ فتنتعشُ بكل تواضع ..
أيها القلبُ الذي منحتهُ وريقاتَ صفوتي وأبحت لهُ بما تحتملهُ رئتاي من كل تنفسٍ ، أن يعبثَ بتفاصيلَ دمي وجعلتُ من يديّ حقول قمحٍ تنبتُ فيها سنابل اشتياقٍ دائمٍ ، واستحلفتُ لحظات المكر أن تتناساني على أبوابٍ نائية كيما يلعقُ فانوس طهري آخر قطرة زيت في معبد حبهِ الواسعِ ،و تقلدّني الشوقُ سيفا على خاصرةِ البُعدِ فكنتُ أتلوه عبادةَ السنديان في مقارعة حدِّ فأسِ خشابٍ صبورْ ، وتستنهضني شفاهي المتراميةِ على همس السؤال ترى ؟ وأين؟ وماذا؟
وترجعُ بي أجوبةٌ لا تتوبُ عنْ تمشيطِ رئتي من شظايا اللومِ وتستبدلُها وقفاتَ الصوم الأبلهِ في محرابِ الذكرى كنتوءاتٍ تستحمُّ فيها عينايَ الغائرتين في دمع الحنين!!
أيتها الروحُ المبللةُ بروحِ النقاء والمتلونة بزرقةِ السماءْ هلاّ طوقتني بذراعٍ يأسرُ مدَّ السفرِ في غابة الأشواك النائيةِ ؟ لأتخلص من مهجتي الماطرة بالنزفِ وقلبٍ يحيا اغترابَ اللهفة وهي تستدرجه إلى مأتم ِ السهد المباحِ ، والطيبةُ التي تنبتُ في ربوعِ نفسي وتعرشُ على أقاليمَ يقيني وأعايش النقاء كياسمين َ دمشقَ يقتحم النوافذَ المشرعة إلى النور ِ ويهدي عطره ُ لكل ذي اشتهاءْ .علميني كيفَ أكون ملونة الأفياءِ وعلميني كيف أنسجُ من الليلِ شرانقَ تلهو بها فراشاتي البلهاء وكيف يتقمصُّ القلب نبضا عزيرا يغزو جنون البراءةِ فيحوِّلَ طقوس الربيعِ الهانئة إلى ثلجٍ عديم الأناملِ تلفظهُ ببلاهةٍ عنوسةُ الشتاءْ...



ضجة حلم
ـــــــــــــــــــــــ

أضواء المدينة وضجتها سلبتني بضعاً من ذهولي ونامت على أحضان الوجع آهاتي ، وتمتمت مشاعري سراً لمرآتي ..ترى هل ينمو ربيع الورد وتعشوشب ذكريات الأمس من جديد؟؟
مشيت ومشيت ، تأملت وأنا أسرح بتلاطم الأمواج ، أفتح ذراعي المثقلتين بكابوس شبه مميت ، لم أشف منه بعد..
تلتئم الأرض من تحت قدمي الثائرتين والغاضبتين على حصى الأيام ،
وجوه من حولي تحبل بأنسٍ شبه وجيزٍ وأخرى تكتشفُ كاهل المستقبل القادم على أطباق المستحيل ، تزف أمانٍ خصبةِ الاندفاعِ ومفرداتٍ تائهةٍ في قاموسِ الأيامِ ، داكنة ٍأ وربما رمادية َالألوان وتستقيم نفسي مع تلكَ الألوان ِوترتاح سريرتي ، ربما لأنها تكشف مكنون َحزني ، وربما لأنها ترتق ُما فتقَ الزمان بي من مصائبٍ
ونسيمُ البحرِ يشدني إليك َ، ويغمرُ روحي بالأنسِ المزهرِ ، أرسمُ لوجهك اندفاعاتٍ مختلطةٍ لا أكاد ُأفسرها وتثبُ
آهاتي من بين جدرانِ صدري المتعثر ِبالشوقِ للقياكَ ، يشحنني كل ما فيك من عذوبة وظرفٍ في تناول العباراتِ، تناولتها وجبة دسمة أشبعت انتظاري الطويل وبحثي الحثيث عن إنسانٍ تحتملُ أكتافه عبء حلمي المترامي بين أشواك ورمال ..
كل ما بي من وهنات تركتها هنا ، وللحظات تركت شعوري مبعثراً على رمال الشاطئ يقفز مسروراً تارة وتارة تجتذبه الأمواج وتبتلعه تلك التكات المنبعثة من مرور الثواني..
" لا أريد أن أبتعد عن قلب زف لي كل ما بي من كسرات "!!
وفي الوقت ذاته رشح لي أطباقا شهية ًمن الفرح ِالموعود وأحلاما ًتثورُ في خضم المستقبل المجهول ..
وتنخر مبارد الشوق عظامي الواهنة ِو المتعبةِ مرة ًوتستقل ُالنشوةُ مركبي مرة ًأخرى وأجد الحلول لكل التساؤلات المطروحة من بين مرآتي وذاتي ، تتقاسمني أصابع الوجد والحنين لألملم شملنا الذي تقاذفته عواصف الغربة ِوطول المسافات ونرجع كما كنا توحدنا الظروف والأوجاع وتنقذنا مراكب الحبّ من التفرقةِ ونغفو على مائدة من الأنس ِالجميل ِتشارك ُضحكاتنا سلاسل الجبال ويعلو الصدى ، ويعلو ليخترق الوادي ويبذر في دوحتي بذور شوقي الطويل وتنتش ُزفراتي الطويلة حشائش َدائمةِ الخضرة ِِووروداً تنعم بربيع مديد ..
ربما نحيا ضجة حلم ولو لدقائق ولكن هذه الدقائق الهزيلة ترسم الابتسامة المفقودة على شفاهنا اليابسة وتجعلنا نتلاءم مع ظروفنا التي باتت أشبه بالوجع المستأصل وربما تنتشلنا من سوداوية كآبتنا ورماديتها الطاغتين ، وتزرع بأرواحنا وروداً وآمالاً نستشف من عبيرها زهوة القادم على مركب الانتظار..
غادة



عذراً أيها الشهيدْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

اعذر فقرنا في هذا الزّحامْ
فأنت كريمٌ ونحن لم نزلْ كرامْ
لقد فقدنا أصواتنا
وبنادقنا
فقدنا هويتنا
وأعمت عيوننا خفافيش الظلامْ
فنحن من خنق الياسمين
ونحن من قتل أنفاس الرياحين
ونحن من خرب بيوت الله
ونحن من مسح رعاف الشمس بأيدينا
ونحن من كبّل المطر بالسلاسل
ونحنُ من تعمّد أسرَ الغمامْ
* * *
عذرا أيها الشهيدْ
إن بكيناك سراً ولجمنا سيف الإمامْ
فدماؤنا تجمدت بعروقنا
وعيوننا تناسلت دموعا وأوهامْ
اعذر جبننا عن الوفاء بالنذر
وعن إعتاق أصواتنا
اعذر نا لأن أمهاتنا
لم يعلّمونا سوى كيف نأكل وكيف ننام
كي تتجلى علينا النبوءات
فتتوافدُ أفكارنا
فندونها
علمونا كيف تخلد إلى السباتِ عقولنا
فلا نوقظها
وكيف نحجرُ على أفواهنا
وكيف نرثي فينا صحوتنا
نخشى أن تسبقنا اليها شفاهنا
وكيف يسبقنا الاعترافُ
وكيف نجبنُ عن إعتاق اللثامْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدد النصوص : (13)





المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
أكاديمية الفينيق للأدب العربي

رقصٌ على حدود السكاكينْ ـ غادة قويدر
المادة محمية بموجب حقوق المؤلف عضو تجمع أكاديميّة الفينيق لحماية الحقوق الابداعية
رقم الايداع : غ.ق/ 23 / 2012
تاريخ الايداع : 22 - 01 - 2012








  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط