بين الثرى .. والثريا - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: نكوص (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: الثمن..//فاتي الزروالي (آخر رد :فاتي الزروالي)       :: الوطن ...أرقام! (آخر رد :فاتي الزروالي)       :: وجبة (آخر رد :فاتي الزروالي)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: عبير (آخر رد :فاتي الزروالي)       :: هل تحب الليل؟ (آخر رد :فاتي الزروالي)       :: في منتصف الحب (آخر رد :فاتي الزروالي)       :: وحيد بين عيدين - محمد البكري (آخر رد :فاتي الزروالي)       :: عين الكاميرا (آخر رد :فاتي الزروالي)       :: بأعلامنا التحفي (آخر رد :فاتي الزروالي)       :: معايدة للجميع وغزة في الطليعة (آخر رد :فاتي الزروالي)       :: بائسة (آخر رد :زياد السعودي)       :: إحداثيات* (آخر رد :زياد السعودي)       :: رثاء السيد عثمان فدعق:: شعر:: صبري الصبري (آخر رد :صبري الصبري)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ قال المقال ⊰

⊱ قال المقال ⊰ لاغراض تنظيمية يعتمد النشر من عدمه بعد اطلاع الادارة على المادة ... فعذرا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-2020, 05:34 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ياسر سالم
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمةالأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية

الصورة الرمزية ياسر سالم

افتراضي بين الثرى .. والثريا

يقول سيد رحمه الله:
" حين يتمحض الشر ، ويسفر الفساد ، ويقف الخير عاجزا ، والصلاح حسيرا ، ويُخشى من الفتنة بالبأس ، والفتنة بالمال. عندئذ تتدخل يد القدرة سافرة متحدية (*)، بلا ستار من الخلق، ولا سبب من قوى الأرض، لتضع حدا للشر والفساد " ا.هـ (**)
قلت :

(1)
الغائب الذي ينوب عنه ضميره في هذه المعركة البائسة، طرفان يمثلان كفتا الميزان الشائل،
تحوي هاتان الكفتان فهوما مشتجرة ، ورؤى متعارضة.. تنتمي مفرداتهما إلى سلوكيات متباينة ، تتوزع في النهاية بين :
قاهر ومقهور - ظالم ومظلوم - وعتمة ونور ...

(2)
الطرف القاتم في هذه المعادلة المائلة يأتي أبدا بصيغة الجمع (كثرة )، بينما يجئ الطرف الآخر بصيغ هزيلة ، لا تبلغ - إلا نادرا - أن تكون جمعا ذا بال ، إنها القلة التي تحلم بشمس تنسخ ما تراكم من طبقات السواد
والقلة هنا والكثرة هناك ، هما ناموس الحياة ، وقد جرت بذلك سنة الله في كونه،
إنه قانون الفئة القليلة التي ترفع وتجمع ، في مقابلة الفئة الكثيرة التي تخفض وتطرح..
في هذا المشهد المزدحم ، تبرز الفئتان بهذه الصفة غير المنفكة ، ليؤكدا على شراسة مرحلة ما قبل النور..
وهي مرحلة تنتمي في تفاصيلها لأسراب من معاناة ، تتوارد تترى ، وينهض أطلاؤها من كل مجثم.. لتذهل كل ذي لب، وتخلع القلوب من صدورها!
في هذه البقعة غير المباركة ، تُستَحل الحرمة .. وينطفئ شعاع الكلمة، ويباح المحظور وتعمى القلوب التي في الصدور... وتتلاشى مواكب النور.. وتنتهي الاضداد، حين يصطبغ الكون بمُرّ السواد..
فليس ثمة قانون يهدي ، ولا خُلق يجدي، ولا عرف يكبح ، ولا عقل يكف.

(3)
تسقط الأقنعة التي كانت براقة لامعة ، ويرن زيف العملة البائدة ؛ ليُحدث ضجيجا مريعا ينبئ عن خوار مخيف .. ترتاع له الفرائص الساذجة من هول الصدمة المُطغية المُنسيّة ، وتشْدَه العقول أمام مشهد المحو والإبادة المهلك المُبِير..
هنا يبرز على السطح ما يمكن ان نسميه بالكتلة المتميعة التي تقف بين حدين متقابلين ، لا تدري إلى أيهما تفيء..
يحدها الخوف والحيف من جهاتها الأربع..
تخرس الألسن وتعمى الأبصار..
الأذن وحدها هي الحاسة الأكثر ريادة وسيادة بين الحواس الخمس عند هؤلاء..
الإرهاب والإرجاف.. وانتظار إنفاذ الوعيد الشديد بحمومه وسمومه، وبَطَره وشَرَرِه.. وما يملأ به الأسماع من فحيح قبيح .. ( وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ)

(4)
تعلو الحناجر الآثمة بخوارها المستعلن ، لتطمس المعالم ، وتنشر المظالم، وتقلب الحقائق بزيف الوثائق. . . وتنقلب المعاني في لجة المعاناة،
فيصبح الذي يتضور جوعا ... لصا يسرق
والذي يتشقق كبتا وقهرا ... مندسا يتاجر بالوطن المعبود
والذين يهرعون نحو النور ... مجانين يسيرون على درب صنع على عين الأعداء
ويُصدق الأرعنُ - وما أكثره هنا - هذا الخوار ، استخذاءً وممالأةً ودِعَة
فينقلب صدى أخرقا له
يسير على وقع كلامه ، وينافح عن كينونته السوداء
وينحدر في درك الغواية ، متوشحا بالعتمة
ويسد بجسده المستأجر ؛ مسارب نور قد بدت..

(5)
ثم ماذا ...
في وسط هذا الضجيج المخيف ، ينتصب قرن الشيطان المعكوف على كرسيه الموشى بلوعات البشر .. ونفايات الفِكَر، ينذر ويوعد .. ويرغي ويزبد ... ويبشر أحيانا !
يعلو بقامته ، يثور ويخور ، يصعد ويهبط. يشمخ بهامته المستأجرة. وتسيخ رجلاه في جثث تتراكم ، وأعناق تندق..
ويشرب بهدوء زائف ، وبسخرية مُعدّة سلفا ،كل الدم المسفوح!
ويعلن بكل صفاقة وعهر ، عن عهد جديد يأتي من (عنده) ،
عهدٍ ظاهره الرحمة ، وباطنه من قبله العذاب

(6)
وتمضى القافلتان ...
أنياب زرقاء تقتات على اللحم
وأفواه مُوصدة تزمجر غضبا ، في يوم النحر الأكبر
يطول الليل وتُسرق الأحلام...
ثم، يأذن النهار بغلس .. فيستفيق عامود الصباح من فلق الدجى.. ثم يتسلل النور رويدا رويدا، ليهزم بقوته الدافعة جيوش الظلام ، فتشرق الأرض بنور ربها.. وتطلع الشمس بإذنه .. لتغشى بنورها تلك الثلة المختارة، التي تقطف ثمار الدم الذاكي ... (***)
*****
_____________________
(*) التعبير بهكذا صيغة لم استسغه ، وأخشى أن يكون به بأس .
(**) الظلال - سيد قطب رحمه الله
(***) حقيقة كانت هذه الأطروحة مداخلة سريعة على إثر موضوع هادف , رايت - بعد تهيئة يسيرة - ان افردها بعنوان مستقل ، لما احسبه فيها من نفع إن شاء الله تعالى ، أرجو أن أكون قد وفقت في هذا .






  رد مع اقتباس
/
قديم 07-09-2020, 05:53 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: بين الثرى .. والثريا

مقاطع لامست الحقيقة بكبدها
مقال قيم يستحق القراءة






  رد مع اقتباس
/
قديم 22-03-2021, 11:17 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ياسر سالم
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمةالأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية

الصورة الرمزية ياسر سالم

افتراضي رد: بين الثرى .. والثريا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود مشاهدة المشاركة
مقاطع لامست الحقيقة بكبدها
مقال قيم يستحق القراءة
شكرا لحضرتك استاذنا القدير قصي..
مرور جميل نعتز به
تحياتي ودعواتي لكم 🌿






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط