لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
15-08-2014, 02:21 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
دم
دم
كنت كمن يحمل صخرة ثقيلة على كتفيه الهزيلتنين و ينوء بحملها ، أو كمن أذهلته أحوال العالم و أحداثه المجنونة ، و أنا أفكر في فكرة انقلاب السحر على الساحر ، أقلبها و أعيد ، و أنظر إليها من جوانب عدة ، خاصة و أنا أتابع جنون الشرق و ما يعرفه من خطط جهنمية تروم تفتيته بأيدي أهله بغاية الاستفادة من خيراه ، كنت منحي الرأس بفعل حجم الفكرة ، فما رأيت الرجل الذي أمامي إلا حين رفعت رأسي ، أما قبل ذلك فما شعرت سوى برغبة طعن من أمامي لكونه يعرقل خطوي و يسد علي الطريق . لا أريد غير فسحة تتيح لي مزيدا من التمعن في الفكرة العجيبة ، و فهم أبعادها و القبض على حقيقة دلالتها و حضورها على أرض الواقع.الزقاق ضيق و نفسي أضيق و هذا الرجل لا يترك لي أي خيار ، رفعت رأسي لأراه ،رفعت رأسي فأبصرت عملاقا ذا جسم رياضي متناسق ، بأيد مفتولة ، إنه هو ، ذاك الذي رفع يده عاليا و وضعها على خدي الأيمن بكل حرارة ، لدرجة أن من كان بعيدا طرق سمعه صوتها ؛ فاستدار لمعرفة المصدر ؛ لا لشيء إلا لكونه اعتقد أني نظرت إلى زوجته الحسناء ،و الويل لمن ألقى نظرة عليها و لو خاطفة ، إنه رجل دعش.. و ما درى أني لم أكن أنظر إليها ، بل كنت أفكر في العلاقة الجامعة بين جمال فتان و قد أهيف ذي قوام متناسق و وحش كالطود عظيم البنيان ! فقدت توازني و تراجعت إلى الخلف متمايلا كالسكران ، بالكاد تماسكت حتى لا أسقط.. لا أخبركم بمدى إحساسي بالمهانة و الذل و أنا أتلقى الصفعة الحارة ، كدت أنكمش ، صحيح أني لم أمد له خدي الأيسر ، لكني شعرت بغيظ يأكل ذاتي و رغبة أكيدة في قتله غير أن ضعفي ونحافتي الشديدة ، و نتوء عظام صدري و وجنتي من جهة ، و قوته البارزة للعيان من جهة ثانية ، جعلتني أعدل عن أي فكرة لرد الاعتبار. لا مجال للمقارنة بين دبابة و ذبابة ، و كنت أنا الذبابة التي كادت تسحق.انسحبت بخيبة و وشم عار انطبع في أعماقي و كانت نفسي تتميز من الغيظ و تغلي كبركان. الفرصة الآن مواتية ، و لباسه يؤكد لي أنه هو ، كما أن مشيته تبعد أي ظن خاطئ ؛ ثم إني سأسدي لسكان حيي خدمة كبرى إذ أني سأخلصهم من هذا الرجل الطود ذي الأموال الكثيرة ، فلا أحد استطاع الدفاع عن حقه و هو يراه يسلبه منه . الكل يزدرد ريقه بمجرد ما يراه ، يفسح له الطريق تجنبا لسخطه و إبعادا لعقابه . السلطة كانت تقف إلى جانبه يرشيها فتسانده. طعنه الطعنة القاتلة ستكون بمثابة إحقاق عدل ظل مهدورا طويلا . الشمس تميل إلى الغروب ، و المكان ضيق ، و لا أحد موجود للإدلاء بالشهادة ، الظرف موات ، و شروط النجاح متوفرة. لما استدار أسقط في يدي ، و ما عزمت عليه صار من الماضي ، فالرجل الذي أمامي لا أعرفه ، اختلطت علي الأمور ، و أعماني الحقد ، لكن الغشاوة قد رفعت عني و صرت أبصر جيدا. حمدت الله على أني تريثت قبل إقدامي على الفعل الذي كاد يصير إجراما؛ و أن الانتقام كاد ينقلب ضدي ، فيفوز و أضيع. أبعدت المدية بكثير من الارتياح ؛ لأني لم أزهق روحا بريئة ، و لأني فزت بفرصة البقاء إلى حين أتمكن من فش غلي.غير أن المدية كانت عضوبا ، و الدم يستصرخها ، و لابد من أن تستجيب له ، و تلبي نداءه ، فتذهب عنها ظمأ ما أحست بمثله أبدا. لقد تعودت أن تنهل من الدم ولا يمكن لأحد حرمانها من تذوق ما اعتادت عليه. شرب الدم إدمان ، و علاجه مستحيل. حرنت و تراجعت قليلا ثم فرت من بين يدي الرخوتين. أنا أتبرأ منها كما يتبرأ الأب من ابنه الحجود ! لم يعد يربطني بها رابط ، كل أفعالها هي المسؤولة عنها . فما دام أنها قد صارت مستقلة و لها قرارها الخاص فلتفعل ما تريد. |
|||
16-08-2014, 07:39 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: دم
فكرت النص جميلة..ولكن هناك تشويش في نقل النص..اضنه نقل على عجل وبدون مراجعة
وخاصة في الاسطر الاخيرة..فهي مكررة ..وتشوش على النص..ولي عودة اخي العزيز تحياتي |
|||
01-09-2014, 02:08 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: دم
اقتباس:
شكرا لك على اهتمامك و تعليقك ، سرني تفاعلك المنتج. وددت لو حددت مكامن التشويش حتى أتفاداها. بوركت مودتي |
||||
04-09-2014, 09:33 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: دم
قصة جميلة وعميقة طرحت موضوع مهم وظاهرة أصبحت أوطاننا العربية تضج بها كان الوصف باهرا والسخرية لاذعة و الللغة ثرية كالعادة استمتعت حقا كل الشكر التقدير روضة |
||||
04-09-2014, 07:01 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: دم
السلام عليكم
نص عميق يرفد تجربة إنسانية .. كنت أتمنى أن تكون جرعة الأحداث أكثر قوة ، لأني لحظت تغلب الوصف عليها. و خالص التقدير. |
||||
25-09-2014, 11:29 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: دم
رائعة تنضاف إلى روائعك السي عبد الرحيم
القفلة مشهد في جوفه حمولة واقع وتاريخ كسبته * لمدية* والسكين والطعنة وما آخى هذه المفردات شكرا على الاقتناص والحرفية في السرد تقديري
|
||||
26-09-2014, 09:43 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: دم
اقتباس:
شكرا لك على ألق التعليق و رائع التشجيع سعيد بتقبلك النص. بوركت. مودتي |
||||
26-09-2014, 09:47 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: دم
اقتباس:
سعيد بتفاعلك الطيب. لم يكن الوصف إلا وسيلة تعمق المعنى و ترفده .. شكرا لك مودتي |
||||
26-09-2014, 09:48 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: دم
اقتباس:
أشكرك على مشاركتك القيمة و تفاعلك المغني. ممتن لك طيب التشجيع و جميل المتابعة. بوركت. مودتي |
||||
28-09-2014, 01:43 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: دم
سرد ممتع، وفكرة متميزة، إشتغلت عليها بحرفية عالية، نتعلم منك أخي ع الرحيم كل يوم تقنيات جديدة في فن السرد الجميل، دمت متميزا دائما...
|
|||
24-10-2014, 12:51 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: دم
اقتباس:
شكرا لعبير تعليقك. بوركت. مودتي |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|