ألصورة ..والذاكرة المفقودة

[قصي المحمود]

الصورة..والذاكرة المفقودة
6-5-2013
بدأت افقد الشهية في زيارة بيت جدي
فمنذ أن توفيت جدتي قبل اكثر من شهر والحزن يخيم على ارجاء الدار,فقد
بدى جدي معزولا في غرفته وعيناه التي كانت ضاحكة لفها السواد قليلا وابيض
سوادها, دائما ما اجده غارقا في شروده وعيناه تائهه ليس لها مستقركأنها تبحث عن شيء ما ..فلا تجده
يجلس على فراشه وقد ازداد تقوس ظهره وفي يده المرتجفة عصا يتوكّأ عليها ويمسك بالاخرى مسبحة
يتلاعب بحباتها بسرعة تعلن عن غضبه,بدى لي في اخر زيارة شاحب الوجه وقد فقد من وزنه الكثير وكثيرا ما يمتنع عن الطعام,وجد الجميع ان ذاكرته لما حوله تلاشت هكذا يروه وكنت اراه هو من يطرد من ذاكرته ما حوله لتتفرد ذاكرته بجدتي فقط,وقعت عيناي على صورة لجدتي وهي من مقتنيات امي,كانت الصورة عند بداية زواجها وهي تتأبط ذراع جدي باستيحاء ورغم ان الاصفرار شاب الصورة لقدمها لكنها لم تمحي اناقتها ونظرتها الثاقبة وهي تنظر بوجهه,زرته اخر مرة وكان طريح الفراش .الجميع حوله
اخبرنا الطبيب انه لا يشكو من مرض عضوي ولكنه يعيش حالة اكتئاب ورفض ذاكرته لكل الاشياء من حوله
خرجت مسرعا لاعود ومعي الصورة .خرج الجميع من عنده بوجوه حزينة متألمة فقد
كان قلبه يتسع للجميع .والكل يعلم لا منافس لجدتي عند نبضه,لم يبق معه الا أمي فهي ابنته الكبيرة ولها حظوة لديه...
دخلت عليه..كان مسجى على فراشه وعيناه تدور كعادتها في محجريها..تائهه..
لم يكن لدي ادنى شك..أن جدي راحل ...فقد هزل بدنه وشحب وجهه وغارت عيناه, اخرجت الصورة من جيبي ورفعت يده المرتجفة ودسستها اليه..نظر اليها وتوقفت عيناه عن الدوران وبدى الدمع يجري جريان هاديء منها.
اومأ لأمي أن ترفع رأسه قليلا..وأشار عليَّ بأصبعه فهمت منها إن اقترب مني ....
ظننت إنه يريد أن يهمس شيئا ما في أذني فأعطيته أذنيّ..وإذا بشفاهه المرتجفة تطبع قبلة طويلة على خدي
اختلطت مع دموعه ..
في صباح اليوم التالي وجدنا جدي وهو مسجى على فراشه مبتسما ممسكا بيديه صورة جدتي بقوة وقد
فارق الحياة,حاول الجميع سحب الصورة من يديه..ولكن اصابعه قد تجمدت حولها.

[حسام المقداد]

وفاء نادر
ليتنا مثلهم
قصة تشق عمق النفس لتستقر طويلا
سيدي:
بصدق القول :
أعيش حالة جدك مع والدتي منذ رحيل أبي .. غريب هذا الحب .. عجيب هذا التعلق..
قصة جميلة
سرد متنامي
وصف أخّاذ أنيق
شخوص تتحرك ضمن منطق الحاضر والغائب أحيانا
مشهد لايفارق غرفة الجدّ وسريره رغم تبدل الشخوص في المكان
والمسيطر أبدا روح الجدة
أعجبني السرد وأحببته وليته طال لأزداد متعة القراءة
تقديري ومودتي
رحم الله من رباك لوفاء فيه وفيك
وكل عام وأنت بألف ألف خير

[فاطمة الزهراء العلوي]

جميل النفس هنا وطيب ما قرأت
مزيدا من العطاء سيدي

[الشرادي محمد]

أهلا أخي لقصي
رحم الله أيام زمان...حيث كان كل شيء صادقا ، و تبا لعصرنا حيث كل شيء مزيف.
تحياتي

[قصي المحمود]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام المقداد

وفاء نادر
ليتنا مثلهم
قصة تشق عمق النفس لتستقر طويلا
سيدي:
بصدق القول :
أعيش حالة جدك مع والدتي منذ رحيل أبي .. غريب هذا الحب .. عجيب هذا التعلق..
قصة جميلة
سرد متنامي
وصف أخّاذ أنيق
شخوص تتحرك ضمن منطق الحاضر والغائب أحيانا
مشهد لايفارق غرفة الجدّ وسريره رغم تبدل الشخوص في المكان
والمسيطر أبدا روح الجدة
أعجبني السرد وأحببته وليته طال لأزداد متعة القراءة
تقديري ومودتي
رحم الله من رباك لوفاء فيه وفيك
وكل عام وأنت بألف ألف خير

الاخ والصديق حسام
رحم الله والدك..وعافى والدتك
وهذا من اصلك النقي..والوفي
شكرا اليك..ولهذا الحرف الحاتمي
مودتي وتقديري

[قصي المحمود]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي

جميل النفس هنا وطيب ما قرأت
مزيدا من العطاء سيدي

اهلا بالاخت فاطمة
الطيب في مرورك العطر
تقديري واحترامي

[قصي المحمود]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشرادي محمد

أهلا أخي لقصي
رحم الله أيام زمان...حيث كان كل شيء صادقا ، و تبا لعصرنا حيث كل شيء مزيف.
تحياتي

اهلا بالاخ الشرادي
كل عام وانتا بخير
جزيل شكري لمرورك الحاتمي
تحياتي وتقديري

[خالد يوسف أبو طماعه]

للضوء
للمزيد من التلقي
فيها وعليها
ولي عودة بإذن الله تعالى
كل الود

[محمد خالد بديوي]

ومن خلال "الصورة" تبين أن الذاكرة لم تكن مفقودة
ربما أنها كانت في حالة أخرى.. ربما كانت تفتش عن
لحظات انزوت خلف ازدحام صور تأتي دون استئذان.

نص يحرك المشاعر..له ألم كوخز القلب بالإبر.. كأن
الروح يقرصها شئ خفي..ليس هتاك ما هو أوجع من
الرحيل سوى البقاء بجسد هزيل وقوى انهارت لا تقدر
على فعل شئ أمام انتظار وهمسات الجميع.

{رحم الله تعالى موتانا وموتاكم برحمته الواسعة}

أديبنا القدير قصي المحمود
نص جميل بسرده المتين وفكرته المائزة وقفلته
المدهشة.
أبدع برفقة الوجع والامتاع

بوركتم وبوركت حروفكم المضيئة.
احترامي وتقديري

[نوال البردويل]

نفتقد لمثل تلك العلاقات المتينة التي كانت
سمة من سمات تلك الأيام
وما أجملها من سمة وما أروع ذلك الوفاء
والحب والإخلاص إلى آخر رمق
قصة وقص جميل
كل التقدير أ. قصي
وتحياتي

[قصي المحمود]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه

للضوء
للمزيد من التلقي
فيها وعليها
ولي عودة بإذن الله تعالى
كل الود

والله نسيتها وكأني اقرأها اول مرة
جزيل شكري للغواص للبحث عن المحار
الأديب الرائع خالد يوسف أبو طماعة

[خالد يوسف أبو طماعه]

نص جميل وسلس التناول
رحم الله أجدادنا ورحم الله
ذاك الزمن الجميل العفوي
استمتعت بالنص كثيرا
كل التقدير

[قصي المحمود]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي

ومن خلال "الصورة" تبين أن الذاكرة لم تكن مفقودة
ربما أنها كانت في حالة أخرى.. ربما كانت تفتش عن
لحظات انزوت خلف ازدحام صور تأتي دون استئذان.

نص يحرك المشاعر..له ألم كوخز القلب بالإبر.. كأن
الروح يقرصها شئ خفي..ليس هتاك ما هو أوجع من
الرحيل سوى البقاء بجسد هزيل وقوى انهارت لا تقدر
على فعل شئ أمام انتظار وهمسات الجميع.

{رحم الله تعالى موتانا وموتاكم برحمته الواسعة}

أديبنا القدير قصي المحمود
نص جميل بسرده المتين وفكرته المائزة وقفلته
المدهشة.
أبدع برفقة الوجع والامتاع

بوركتم وبوركت حروفكم المضيئة.
احترامي وتقديري

هذا الزمن ..نفتقده يا خالد..ونرثي انفسنا والله
جدي رحمه الله وكنت حينها شابا يافعا..مات بين يدي
وهو يسألني عن صورة لجدتي..
هذا النص..سيرة ..وليس من خيال روائي
كل المودة والتقدير

[قصي المحمود]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل

نفتقد لمثل تلك العلاقات المتينة التي كانت
سمة من سمات تلك الأيام
وما أجملها من سمة وما أروع ذلك الوفاء
والحب والإخلاص إلى آخر رمق
قصة وقص جميل
كل التقدير أ. قصي
وتحياتي

هوذا أ. نوال..نص بسيرة ..وخلق ووفاء
نفتقده اليوم...
كل التقدير والامتنان

[قصي المحمود]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه

نص جميل وسلس التناول
رحم الله أجدادنا ورحم الله
ذاك الزمن الجميل العفوي
استمتعت بالنص كثيرا
كل التقدير

اللهم آمين...
شكري الجزيل للمتابعة والمداخلة القيمة
كل التقدير والامتنان