روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة) - الصفحة 2 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ مَطْويّات⊰

⊱ مَطْويّات⊰ للنصوص اللاتفاعلية ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-04-2018, 12:14 AM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد النبالي مشاهدة المشاركة
على مر التاريخ معروف بان هناك أدب ساخر وخاصة بما يخص المجتمعات والحكومات والنقد للحكام
ولعل الأدب الساخر غير الكثير من سياسات الحكام وبعض سلوكيات المجتمع الخاطئة
اذا له أثر كبير على الواقع وهو المؤثر الأكبر ز
وهنا قرات سردا طيبا وفيه بعض الساخر لما يجري وما زال يجري في سوريا
وقد استطاعت شاعرتنا ثناء بان تصنع الفارق في الساخر بمزج السرد الققصي بالساخر الممتع
سوف نتابع هذا الجمال
تحياتي . النبالي
أهلا بالأستاذ الشاعر المبدع محمد خالد النبالي
وأرجو المعذرة لتجاوزي الرد على مشاركتكم الكريمة ، فإنني والله لم ألاحظ هذا الخطأ في تسلسل الردود إلا الآن .أشكركم لمتابعتكم التي تسرني كثيرا ، وأرحب بحضوركم الكريم .
لكم كل التقدير والاحترام
وأطيب تحية






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-04-2018, 12:28 AM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبدالرحمن مشاهدة المشاركة
أجزم أن محنة الحرب من اصعب وأألم المحن لاندري فيها أنحيا أو نموت ، ولعل من المناسب ان أذكر أني جربتها وكنت صغيرة جدا جداولاتزال ذاكرتي خصبة بها رأيت الذعر بأم عيني ..ولكن قدر الله وما شاء لطف .. وقد تكررت مأساة حلب منذ عامين على ما أذكر بالبراميل والصواريخ المدمرة ...اللهم ألطف بأهلنا في الشام وفلسطين والعراق واليمن وليبيا وكن في عونهم ..آمين
أستاذتي ثناء صالح
الأديبة القديرة والرائعة
جميل وأكثر البوح هنا ..
وشفاف جدا..
مودتي وكل الإحترام والتقدير..
الأستاذة الأديبة المبدعة أمل عبد الرحمن
تشرَّف النص بقراءتك له . تجارب الحروب من أبشع التجارب التي قد يمر بها الإنسان . وتكون أبشع وأبشع عندما تكون حروبا أهلية . فالحروب مع العدو الحقيقي وإن كانت صعبة وذات نتائج مؤلمة إلا أن آلامها تبقى أهون على مشاعر الإنسان من آلام الحرب الأهلية التي يرى فيها الإنسان دمار وطنه بدون مقابل وربما بمقابل مؤجل أو أسوأ . كما يحدث حتى الآن في ارتدادات زلازل ثورات الربيع العربي الدموي . إذ يحل اليأس محل الأمل ويحل الدمار والموت والرعب محل الحياة والأمن ، وكل ذلك بدون مردود وبدون مقابل .
فحسبنا الله ونعم الوكيل
أشكرك على حضورك الكريم
بارك الله فيك
ولك محبتي وتقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-04-2018, 12:57 AM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
أهلا أختي المكرمة ثناء
ليس ما عنيته من مفردة الساخر أن يكون مضحكا
ما عنيته أن الساخر له أبعاد كثيرة ك السياسي
وما يخص حياة الناس ومعاناتهم وضنك العيش
والتطرق لشؤون الدولة من الموظف حتى الرئيس
في تسليط الضوء على أماكن الخلل في النظام وإظهار
بواطن الفساد فيه من سرقات ونهب لمقدرات الوطن

هذه أمثلة عامة لما عنيته وقليلة لما يتطرق له كاتب
الساخر بشكل عام أما أن يكون في سرد أحداث دامية
وطويلة بشكل رواية بكل صدق لم أقف على هذا الأمر
لا أعلم ... لكني أحببتها رواية بمفهومها الأدبي الخاص
لديك أدوات جميلة ونفس جميل في سرد الأحداث
وتمتلكين أوراق حية لهذه الكارثة الإنسانية وبيدك
تغيير مسارها من الساخر للرواية الأدبية ببراعة وأحيلك
للإطلاع على أعمال الروائي السعودي عبد الرحمن منيف
في روايته شرق المتوسط ومدن الملح وغيرها والروائي
الفلسطيني غسان كنفاني في روايته رجال تحت الشمس
وعائد إلى حيفا وغيرهم الكثير لتتجرعي أدبا تحدث عن
المعاناة والتهجير والتنكيل والتعذيب.
أعتذر عن إسهابي المفرط لكني أتمنى أن تعيدي
النظر في كونها ساخر
كل ما قلته وجهة نظر ولك واسع النظر
خالص تقديري
شكرا لك أستاذي الفاضل خالد يوسف أبو طماعة
اتضح لي قصدك .
في الحقيقة ، أنا أرى أنه ليس للأسلوب الأدبي الساخر فضاءات أو مجالات محددة ومتفق عليها .
بمعنى أنني لن أضع نصب عيني أن أتقيَّد بما هو شائع أو معروف أو معمول به عندما أختار الأسلوب الذي أخرج به النص. ولقد كنت أفكر منذ البدء بأسلوب مختلف جديد أمزج فيه بين ثلاثة أساليب متباعدة هي السخرية والفنتازيا والواقعية.وهي كما يبدو ظاهريا أساليب متناقضة ومتعارضة وقد لا يصلح الجمع بينها إلا على سبيل التجريب.
ولأن مثل هذا الأسلوب الثلاثي لا يملك في الواقع مصطلحا أدبيا يصلح كتسمية لوصفه فقد رجحت وصف الرواية بالرواية الساخرة ترجيحا للأسلوب الساخر على الفنتازيا والواقعية .
ولا أخفي أنني مع خوض تجربة (مزج الأساليب ) هذه اكتشفت إمكانيات تعبيرية واسعة تكمن فيها متعة الكتابة ولن أستطيع التخلي عنها بعد اكتشافها .
كل التقدير لتفاعلكم الراقي والجميل والغني
وكل الاحترام
وأطيب تحية






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-04-2018, 10:24 AM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
غلام الله بن صالح
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الجزائر
إحصائية العضو








آخر مواضيعي

غلام الله بن صالح متواجد حالياً


افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

رائعة
كم نحن بحاجة إلى مثل هذه الروايات الساخرة والنادرة
مودتي وتقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-04-2018, 04:07 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء حاج صالح مشاهدة المشاركة
شكرا لك أستاذي الفاضل خالد يوسف أبو طماعة
اتضح لي قصدك .
في الحقيقة ، أنا أرى أنه ليس للأسلوب الأدبي الساخر فضاءات أو مجالات محددة ومتفق عليها .
بمعنى أنني لن أضع نصب عيني أن أتقيَّد بما هو شائع أو معروف أو معمول به عندما أختار الأسلوب الذي أخرج به النص. ولقد كنت أفكر منذ البدء بأسلوب مختلف جديد أمزج فيه بين ثلاثة أساليب متباعدة هي السخرية والفنتازيا والواقعية.وهي كما يبدو ظاهريا أساليب متناقضة ومتعارضة وقد لا يصلح الجمع بينها إلا على سبيل التجريب.
ولأن مثل هذا الأسلوب الثلاثي لا يملك في الواقع مصطلحا أدبيا يصلح كتسمية لوصفه فقد رجحت وصف الرواية بالرواية الساخرة ترجيحا للأسلوب الساخر على الفنتازيا والواقعية .
ولا أخفي أنني مع خوض تجربة (مزج الأساليب ) هذه اكتشفت إمكانيات تعبيرية واسعة تكمن فيها متعة الكتابة ولن أستطيع التخلي عنها بعد اكتشافها .
كل التقدير لتفاعلكم الراقي والجميل والغني
وكل الاحترام
وأطيب تحية
الحياة كلها تجريب
أتمنى لك النجاح
تقديري






حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  رد مع اقتباس
/
قديم 29-04-2018, 11:07 PM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
هذا الجزء رااااائع جدا
كتب بحرفية تامة وبمشاعر حية لا تكلف فيها
وتقولين لي ساخر؟ حرام عليك........
بكل صدق عشت ألم وخوف وقناعة ريم
رائعة بكل المقاييس
ملاحظة:
شعرت بالقهقهة ... ههههه ... كأنها
أقحمت في النص بدون مبرر
شكرا على هذه الجرعة الدسمة
أعد نفسي بأن أتابع هذا الجمال المفعم بالألم
كثير تقدير
شكراً لمرورك الجميل أستاذي الكريم خالد يوسف أبة طماعة
بارك الله فيك
تسرني ملاحظاتك وآخذ بها .
وأهلا ومرحبا بك دائما
مع التحية والاحترام






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-04-2018, 11:14 PM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني مشاهدة المشاركة
كنت محظوظاً بما يكفي اليوم لأحظى بشرف ومتعة قراءة هذه التحفة الأدبيّة/الفنيّة.
وكي أكون أكثر تحديداً وصدقاً ، فقد قرأت الجزء الأوّل فقط ، قرأته ثلاث مرّات.
قرأت الجزء الأوّل ثلاث مرات ، وأنا على يقين بأنّي لو قرأته عشر مرّات لكانت حصيلة أرباحي عشر دهشات ، قياساً على الثلاث دهشات الّتي حظيت بها اليوم.
لماذا لم أقرأ باقي الأجزاء ؟ ، لأنّي حاولت تجنّب تكرار الخطأ الفادح الّذي ارتكبته كثيراً في الماضي حين قرأت روايات : زوربا/وداعاً للسلاح/الحبّ في زمن الكوليرا/لمن تقرع الأجراس ، وغيرها ، إذ أّنّني كنت أقرأ ما يقع تحت يدي منها دفعة واحدة ، ولا أتركها حتّى أنتهي منها ، ولم يدر بخلدي حينها أن أمارس فن إدارة المتعة والدهشة واستدامتهما.
ولأنّ مثل هذا السرد الرائع والحقيقيّ من النادر أن أحظى به كثيراً ، لذلك قررت بعد الإنتهاء من الجزء الأوّل أن أعيد قراءته كثيراً ، وألا أتسرّع بقراءة بقيّة الإجزاء كمحاولة لاستدامة متعة القراءة.

هذا سرد حقيقيّ.
هذا سرد ساحر.
هذا سرد تعدّى حدود السرد والرواية ليمارس تأريخاً للحدث /الأحداث والّتي ستشكل ذاكرة المكان والإنسان ، ويمنح اللحظة (على اختلاف زمن ديمومتها طالت أو قصرت) صفّة الإستعصاء على النسيان ، ويجعلها تبدو إمّا كشامة أو ندبة في وجه العروس / المدينة / الوطن / الذاكرة / الإنسان الجامع أو المختصر المفيد لكل من عايش هذه الأحداث / الزمن / حصيلة النتاج الأدبي لهذه المرحلة ، قلت شامة أو ندبة كما لو أردت أن أقول ضحك أو بكاء لأنّي ضحكت ودمعت عيني وأنا أقرأ الجزء الأول واقتنعت أنّ الضحك والبكاء وجهان لعملة واحدة (شعور الإنسان)، وكيف استطاعت الكاتبة أن تستضحك المحن بسردها الساخر/الساحر ، وأن تقول المأساة.

ولأنّ المكتوب يقرأ من عنوانه ، فإنّي على يقين بأنّ باقي الأجزاء لن تقلّ روعة عن جزئها الأوّل.

فردة حذاء/ نصف عاقل / نصف حنون / أدرينالين / محاولة إنصاف الصراصير والطيّار / الكاتبة حين كانت تبرد / نظرة الطلّاب وثقتهم بمعلّمتهم / الزهرة الصفراء الشاحبة / الزوج (اللي ماخذ على خاطرة) في الوقت غير المناسب / درس الفيزياء ..... وغيرها الكثير من التفاصيل شكّلت بنك المعرفة الحيّاتيّة (إن جاز التعبير) ورصيد التجربة المختزنين في الذاكرة والّذين لم يخذلا الكاتبة وهي تمارس هذا السرد.

يبدو بأنّي ثرثرت كثيراً (مع كرهي الشديد للثرثرة) ، ولكنّني أحببت أن أنصف هذا السرد الرائع ، وأحببت أن أشكر أستاذتنا المبدعة الشاعرة والروائيّة ثناء حاج صالح لما قدمته من نص ساحر أمتعني وأدهشني كثيراً.

شكراً جزيلاً أستاذتنا ثناء.

تحيّاتي واحترامي
وتعظيم سلام


(والمعذرة إن كان هناك أخطاء نحويّة أو إملائيّة)



أقترح وضع نسخة في قسم السرد.

الأستاذ الشاعر والأديب المبدع والمتميز بشاعريته وإبداعه ياسر أبو سويلم الحرزني
كل هذا التشجيع لا تتحمله أعصابي!
أشكر لك قراءتك ومكوثك ورغبتك بعدم الاستعجال في القراءة حفاظا على قيمة الدهشة !
في الحقيقة هذا يطربني !
ومن لي بمزيد من القراء يشجعونني مثلك ؟
أشكرك بعمق
كل التقدير لتعقيبك المثري وللفتاتك إلى بعض مواضع السخرية التي كنت أخشى عدم التفات القارئ إليها .
ولعلي أضع نسخة في قسم السرد بعد انتهائي من كتابة الرواية كاملة.
أجمل تحية أخي الكريم






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-04-2018, 11:21 PM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني مشاهدة المشاركة


فشلت بامتياز في تأجيل قراءة باقي الإجزاء إلى أوقات قادمة في محاولة منّي لتجريب إدارة المتعة واستدامتها ، وكما فعل إسلوب نيكوس كزنتزاكي ، وإرنست همنجواي فعلت ثناء حاج صالح في تسليط سيف التشويق على رقبة القراءة ، وبممارسة هذا النوع من الديكتاتوريّة الجميلة يعمد الكاتب إلى استبقاء القارئ وإجباره على مواصلة القراءة حتّى ينتهي من قراءة الرواية كاملة ، ولكنّها وعلى عكسهما لم ترم بكامل بياضها (كما يقول لمثل المصري "إرمي بياضك" هههه) إذ أنّها تعاملت معنا "بالقطّارة" (كما نقول) ولم تنشر النصّ كاملاً ، ربّما في محاولة منها لضمان قراءة كلّ ما تنشره هنا ، وقد تكون محقّة في هذا النهج ، وأنا أتفّق معها في ذلك ، فربّما لو نشرت الرواية كاملة ، فستستغرق قراءتها وقتاً طويلاً ، أو ربّما (وهذا تخمين) أنّها لم تنته من كتابتها بعد ، وتقوم بنشر ما يتمّ إنجازه ، وهذا شيء جيّد إذ إنّه يمكنّها من قياس درجة حرارة القراءة والتلّقي بشرط عدم الوقوع تحت تأثير أراء القراءة حين كتابة بقيّة الأجزاء ، ولا بدّ أن أؤكّد أنّ هذا مجرّد تخمين.

خلاصة هذه الثرثرة : إن كانت الكاتبة قد راهنت على عنصر التشويق فيما تمّ نشره إلى الآن ، فإنّ رهانها كان ناجح بامتياز ، إذ أنّ التشويق قد مارس دور البطولة المطلقة في الإسلوب.
في الحقيقة أنا ما زلت أكتب الرواية ، وأنشر منها ما أقوم بإنجازه فعلا . فتخمينك أستاذي الكريم صحيح وفي مكانه .
وأما عودتك للقراءة فتسرني أكثر من تأجيلها ,
لذا فأنا أدعوك اليوم لقراءة القسم الجديد الذي سأنشره بعد إتمام الردود على مشاركات الأساتذة الكرام .
وأرجو أن ينال إعجابك ، كما أرجو أن أقرأ تعقيبك الكريم عليه .
يسعدني جدا حضور قارئ مميز كحضرتك هنا . وهو شرف عظيم لنصي .
فلك كل الشكر والتقدير
وأطيب تحية






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-04-2018, 01:19 AM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
Smile رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني مشاهدة المشاركة


فيما يتعلّق بجزء طالبتي ريم ،
فإن انطباعي عنه لم يخذل ما طرحته عن انطباع القراءة للجزء الأوّل ، وما زال السرد وفيّاً لمستوى تقييمه ، ولم يخذله.
ما زال السرد حقيقيّ ورائع ، وما زال إسلوبها الساخر يحافظ على كونه إسلوباً فخماً وراقياً.

وما زال تعظيم السلام واجب ومستحقّ لهذه الكتابة الرائعة.



ملاحظة : أنا لست ناقداً ولا ينبغي لي . أنا مجرّد قارئ متواضع وعاديّ جدّاً يمارس تطفّلاً على نص كبير ، ويحاول أن يسجّل انطباعاته بالقدر الّّذي تسمح به أدواته المتواضعة . أنا مجرّد قارئ أراد أن ينال شرف المشاركة بقول رأيه وانطباعه في هذا العمل الكبير والّذي أتوقع له نجاحاً كبيراً.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني مشاهدة المشاركة


النزوح من الرقّة :
ما زالت الكاتبة تمسك بزمام السرد بكلّ براعة.
طربت جدّاً حين أنسنت الكاتبة أشياءها وتبادلت معها حواراً من طرف واحد ، كان الحوار مؤثّراً جدّاً.
وبين قوسين وبرأيي المتواضع أقول : أن كلّ ما يكتبه الكاتب من نصوص يكمّل بعضه بعضاً ويشرح بعضه بعضاً ، ولا بد أن يحيلنا بعضه إلى بعضه ، هذا رأي تكون لديّ منذ زمن ووجدت شاهداً هنا عليه إذ ذكّرني حوارها مع أشيائها بقصيدة لها قرأتها سابقاً تتحدث فيها عن أشيائها الّتي تركتها وراءها في حلب.

السرد في هذا الجزء ما زال رائعاً.

ولكن :
كنت أتمنى لو اكتفت الكاتبة في سردها للمكالمة الهاتفية بين الزوج وعمر بسرد ما قاله الزوج فقط ، ويمكن إعادة صياغة كلام الزوج بطريقة تشي بفحوى أسئلة وكلام عمر ، لأنّ الكاتبة هنا كانت في توازي أفقي مع باقي الشخوص في مكان وزمان الحدث.
وتمنيّت كذلك أن أعرف ماذا أعدت لهم زوجة عمر من طعام للغدء بالتفصيل الممل ، لماذا ؟ ، لأنّنا في حضرة رواية وليست قصّة قصيرة ، فالثرثرة محمودة في الرواية والتفاصيل الصغيرة حين تصاغ ببراعة تصنع الفارق ، ولأنّ قارئ الرواية فضوليّ جدّاً (ربّما) ،
(وربّما لأنّي جائع جدّاً وأنا أكتب هذه الثرثرة هههه).

كتابة رائعة ، وبانتظار بقيّة الأجزاء.
بالتوفيق إن شاء الله أختي المبدعة الأستاذة ثناء.
تحيّاتي احترامي.

الأستاذ الكريم المبدع ياسر أبو سويلم الحرزني
ما زلت أسعد بحضورك الكريم وبقراءتك المميزة وتشجيعك المحفز
بكل امتنان وتقدير أقرأ تعقيباتك السخية وأفكر فيما تضمنته من إشارات ولفتات كريمة تدل على ثقافة مشبعة مصقولة وخبرة قرائية ماثلة للعيان . وكم أنا محظوظة باهتمامك بالنص وتفاعلك الكريم معه .
أشكر لك حضورك الثري
وأرجو أن تكون قد تناولت عشاءك اليوم إذ ليس ثمة وصف للطعام في القسم التالي
مع التحية والاحترام






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-04-2018, 01:27 AM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سُلاف عمرو مشاهدة المشاركة
\

الرواية .. تروي أحداثاً تصفها الكاتبة من رؤيتها وتجربتها الشخصية لا أكثر ولا أقل ...!

بكل ما أتيتِ كاتبتي الرائعة لا يحمل في طياته ما يسمى أدبا ساخراَ ..
الأدب الساخر يجسد نقدا لاذعا بكل لباقة ..


لا أجامل هنا .. ولا أقوى على المجاملة .

خفة الروح ظهرت بعفوية السرد ...
لكن لم أشعر بتشويق عميق يشدني لما بعد !!!


كلي سعادة لمكوثي بين سطورك ...

مع احترامي المبجّل لك!
الأستاذة الكريمة سلاف عمرو
أهلا ومرحبا بك
نوَّرت الفينيق ، ونورتِ المتصفح
أشكرك على قراءتك وتعقيبك الكريمين ، وأتساءل كيف تستطيعين الجزم بأن أحداث الرواية هي من تجربتي الشخصية لا أكثر ولا أقل . وما أدراكِ بذلك ؟ وما سبب الثقة في كلامك ؟ أقصد كيف تستطيعين الجزم بذلك وأنت لا تعرفينني ؟
وبانتظارإجابتك الكريمة ، أرحب بحضورك الدائم
مع التقدير
تسرني قراءتك






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-04-2018, 01:31 AM رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غلام الله بن صالح مشاهدة المشاركة
رائعة
كم نحن بحاجة إلى مثل هذه الروايات الساخرة والنادرة
مودتي وتقديري
رائع حضوركم أستاذنا الشاعر المبدع غلام الله بن صالح
كل الشكر لكم
وأطيب تحية






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-04-2018, 01:33 AM رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

حظُّكم يَفلُق الصخر

الرقة 19 كانون الأول / ديسمبر 2012

في هذه اللحظات المرتقبة، توشك شمس لا كالشموس أن تشرق في صباح مدينة الرقة الذاهلة عن شروق الشمس. وقفتُ في الفناء المحاط بالجدران من جهاته الأربع ،بعد أن صليتُ الفجر على حصيرٍ مازال مفروشاً على المصطبة منذ ليلة الأمس ، أنظر إلى بدايات أشعةٍ متجهةٍ صعوداً من أفقٍ لا أستطيع رؤيته. فشعرت بالضيق، ثم بالغيظ، من كل جدارٍ سمح لنفسه بأن يحجب قرص الشمس عن عيني .
- من أعطاكِ الحقَّ أيتها الجدران بأن تحدِّي من رؤيتي ؟ من أعطاكِ الحقَّ بأن تَقُصِّي امتداد نظري. لا تقنعيني أنك تفعلين هذا لكي تقيني العمى الذي سأصاب به إذا حدَّقت بقرص الشمس . فأنا وحدي التي أقرر إن كنت سأنظر، أو لا أنظر، أو أستخدم نظارات تقيني العمى، أو أختار العمى . العمى !
ولأنني أعلم كما يعلم الجميع أنك ذات آذان خفية قادرة على التنصت ،فعلِّقي كلامي هذا حلقة تخشخش في أذنك المتنصتة: "وجهة نظرك لا تهمني بتاتاً . وليس عندي استعدادٌ لتفهُّم موقفك أبداً .وسأكون سعيدةً بأن يجيئني خبرُ انهيارك وتحطُّمك ."
- لا هذا كثير ، هذا تطرُّف واضح ! (قال جزئي العاقل وهو يتثاءب، ويفرك عينيه من آثار النوم) .
- وأنتَ من أيقظَك ؟ ومن طلَب منكَ أن تتفوَّه وتُدلي برأيك ؟ . إسمع إذن! إمّا أن تؤيِّدَني وتقفَ في صفّي، أو أن تؤيِّدَ الجدرانَ وتقفَ في صفِّها . لا خيارَ ثالثَ لك . فاحسم أمرَك الآن ، وتذكَّر أنك إن لم تكن معي فأنت ضدي .
- صراخك هو الذي أيقظني من النوم ،وأنت أصبحتِ لا تطاقين !فكُفّي عن التهديد والوعيد! أنت لستِ أمريكا لأخضعَ لقراراتك المتغطرسة . لن أكونَ معكِ، ولن أكونَ مع الجدران . وانتبهي إلى نفسك وأنتِ تنزلقين في مستنقع التطرُّف.
- بل انزلق أنتَ في ساقية التوسُّط التي يستطيع الكل القفز من فوقها، ثم ينكرون وجودها ! أنت عديم المشاعر .ولا تشعر بلوعة الشغف الذي يدفعني لشهود شروق الشمس.ولا تشعر بقَرَفي من استمرار تملُّق الجدران الغبية التي نصبت نفسها وصيَّة على عينيَّ. فوفِّر عليك وصاياك التي حفظتُها عن ظهر قلب! وأسمعني صوت سكوتك !
أما أنت يا جزئي الحالم ، فارفع صوت همساتك الناعمة الخجولة أكثر لأسمعك جيدا . وتكلَّم وأَشِرْ عليَّ بما ينعشك ويسرُّك .وخذ مجدك !
- امممممم ، حسنا ، أنظري إلى برج المراقبة هناك القابع خلف الجدار الفاصل بيننا وبين كتيبة حفظ النظام . هل ترينه ؟ قال (جزئي الحالم بدلال )
- نعم أراه جيداً .(أجبته)
- إذن فاقفزي من فوق هذا الجدار ، ثم اصعدي إلى أعلى برج المراقبة بثقة، وقفي هناك متحدّية كلّ الجدران البغيضة . وامتلئي حبوراً برؤية تفاصيل مرور موكب شروق الشمس، وهو يصعد في السماء الناصعة المفتوحة لكل ضوء .
- يا الله! ما أروعك ما أروعك ! تعال كي أقبِّلك أيها الحبيب ! فأنت حقاً تشبهني ، وتصلح جداً لأن تمثِّلني وتمثِّل روحي .
- هيه هيه مهلاً ! (تدخَّل جزئي العاقل الذي يشعر بالغيرة الآن، وقال ) لأي وسوسة شيطانية تصغين ؟ وأنت أيها الجزء الواهم المجنون !أوصلت بك المواصيل إلى أن تغريها بالقفز من فوق الجدار ؟ ألا تعلم بأنك ستؤدي بها إلى الهلاك هي وعائلتها وكل من يشدُّ على يديها ؟ (والتفت إلي موبخاً ومسفِّها ) وأنتِ ما بكِ ؟ ماذا أصابَكِ ؟ هل تظنين نفسَكِ في حلم ؟ استيقظي أفيقي ! افتحي عينيك ! إنه الواقع يا عزيزتي .
- لا رغبة لي بمجادلتك أيها الجزء العاقل ، وكلامك ثقيلٌ على قلبي. ولكن اطمئنَّ ولا تخف كثيراً ! فأنا لم أرَ أحداً خلف الجدار منذ جئنا إلى هنا قبل شهر. وأعتقد أنهم قد أخلَوا المكان تحسُّباً واحتياطاً لحدَثٍ ما بعد أن شعروا بالاحتقان الذي يضمره الناس من حولهم .ولعلهم انتقلوا إلى مكان آخر . وهذا هو أغلب الظن . وأنا ذاهبة لأنظر من فوق الجدار وأستطلع الأمر. ثم آتيك بالخبر اليقين.
- توقَّفي توقَّفي! تعالي والبسي حذاءك فالأرض مليئةٌ بالحصى الخشنة والأشواك الناعمة . وتذكري دائماً أن تلبسي حذاءك. فجرح قدمك لم يلتئم بعد . ثم كيف ستنظرين من فوق الجدار وهو أعلى منك بكثير؟
- اممممم، أفحمتَني والله ، الحق معك ، الجدار أعلى مني بكثير .( أخذت أتحايل على جزئي العاقل) يجب علي أن أغيِّر رأيي إذن ، فمن الصعب علي النظر من فوق الجدار ،فكيف لي بالقفز من فوقه ؟ لا لا هذا صعب عليَّ ، لا بل هذا مستحيل . لكنني سألبس حذائي استعدادا فقط . لنفترض فرضاً أنني لم أغيِّر رأيي ، فعندها ، على الأقل، سأضمن أنني لن أسير حافيةً على الحصى والأشواك الناعمة قبل أن أقفز من فوقه .
بدأ قدماي يخطوان باتجاه الجدار. (وهمس جزئي الحالم بأذني لإغرائي وتشجيعي على المتابعة، ولإغاظة جزئي العاقل أيضاً):
- هل تشعرين بالأثير الشفيف الناصع الذي يغمر الكون من حولكِ ؟ أنتِ تسيرين الآن تحت شلالات من البلاسما الضوئية التي تتدفق فوقك، وتنعكس عنك لتملأ الكون ؟
- نعم أشعر. أشعر بالضوء الزئبقي المصهور البارد المنعش يتسرب من مسامات جلدي إلى أعماق روحي ، وأشعر مع كثافة الضوء الذي تجمع في داخلي، أنني قد أصبحت منبعاً ضوئياً مشعاً . وأنت أيها الجزء الحالم اللطيف الرائع هل تسمع أصوات العصافير ؟ إنها قادرة على اختراق هذا الأثير الشفيف البلاسمي وإحداث أنفاقٍ صوتيةٍ متعرجةٍ لامعةٍ فيه . هذه الأنفاق الصوتية اللولبية في أثير الكون هي التي ستعبر بنا إلى زمن آخر . ولا أعرف بالضبط ما علاقة هذا برغبتي في شهود موكب الشروق . ولكنني متأكدةٌ من وجود تلك العلاقة . في الحقيقة ، عليَّ أن أسأل جزئي العاقل تفسيراً لها ، إلا أنني لن أسأله خشيةً من تنكيده عليَّ ؟
خطوتُ خطواتٍ أخرى باتجاه الجدار. وجزئي العاقل يراقب وهو مطمئنٌّ إلى أنني لن أستطيع حتى النظر من فوق الجدار بسبب ارتفاعه. فكيف لي بالقفز؟ ثم قال ساخرا ومغتاظا :

- كفاكما أوهاماً! هل يؤثر فيكِ انقطاع الكهرباء إلى درجة بتِّ تحلمين فيها بأن تصبحي أنت مصباح النور (لمبة )؟ ثم إن الذي اخترق مساماتِ جلدك ليس (بلاسما) ضوئية كما تحلمين . بل هي حبات التراب الأحمر الجاف التي تحملها الرياح من حفر الشوارع ،وتنسفها على وجهك نسفاً .
- أنتَ بالذات لا يهمُّني رأيُك.وكفاك تنكيداً عليَّ. جزئي الحالم يعلم جيداً أنني سأجد حلاً يسمح لي باستطلاع ما خلف جدار كتيبة حفظ النظام ،تمهيداً للقفز من فوقه، والصعود إلى برج المراقبة لكي أشهد شروق الشمس.

وقفتُ أمام الجدار حائرة ، وأخذت أبحث عن شيء يصلح لأقف عليه فأزداد طولاً. ليس لدينا كَراسٍ هنا . على ماذا أقف إذن ؟
- وجدتُها . أقف على برميل المازوت الفارغ الذي استعمله البنَّاؤون لصنع السقالة. وهو ليس بعيداً جداً عن الجدار ، فيمكنني تقريبه بسهولة . بدأتُ أحرِّك البرميل . ولكن تحريكه ليس سهلاً أبداً .وهو ثقيلٌ وغائصٌ بين حبات الحصى الخشنة ، وكلما حركتُه أحدث صوتاً مزمجراً في هذا الصباح الهادئ . وأنا لا أعرف بصراحة، ما الذي سيزعج زوجي إن هو أفاق على صوت برميلٍ فارغٍ يزمجر في الفناء ،طالما أنه ليس برميلاً ممتلئاً بالبارود وهابطاً من السماء. ولماذا سينزعج إذا أفاق للحظاتٍ طالما أنه قادرٌ على العودة للنوم متى شاء ؟ بدأتُ أفكِّر بحلٍّ يسهِّل لي تحريكَ البرميل ، نظرتُ حولي لتفحُّص ما يمكنني استخدامه باعتباره مفيداً من أدوات البنَّائين ، وأثناء النظر حولي مررتُ بنظري بسرعةٍ على الجدار ،فكأنني لمحتُ رأس شخصٍ وهو يهبط بسرعةٍ خلف الجدار.
- ما كان هذا ؟ ماذا رأيتِ ؟ هل كان ثمة من يراقبك ؟ (صرخ بي جزئي العاقل منبِّهاً )
وقفتُ ساكنةً في مكاني لا أجيب. لا أنا ولا جزئي الحالم . كـأننا ننتظر شيئا ما. ثم سمعتُ صوت جلبةٍ وحركةٍ من خلف الجدار . تراجعتُ بسرعةٍ شديدةٍ عن خطتي العنيدة ،وهرولتُ لأقفَ حيث كنتُ أُصَلِّي على المصطبة . وحينها استطعت أن أنظر جيداً وبوضوح، وتأكدتُ من أنني أرى جندياً يتسلَّق على سلَّم برج المراقبة وهو ينظر باتجاهي .

- هل أَثَرتِ الثعبان وجررتِه من جحره ؟ ويحكِ! (صرخ جزئي العاقل) أدخلي بسرعة إلى الغرفة واختبئي.

دخلتُ بسرعةٍ إلى الغرفة، وقلبي يخفق اضطراباً وقلقاً . واندسستُ في فراشي كما يندسُّ المندسّون الذين يضبطهم النظام في أثناء اندساسهم في المظاهرات .
- أين أنتَ يا جزئي الحالم ؟ أين اختفيت ؟
-......
- حظُّك يفلقُ الصخر فعلاً ، لا بل حظُّك وحظُّ عائلتك وحظُّ الذين خلَّفوكِ ، (قال جزئي العاقل ) تخيَّلي ما كان سيحدث لكم، لو أنك استطعتِ تقريب البرميل، ووقفتِ فوقه ثم ضبطوكِ بالجرم المشهود وأنت تتلصصين عليهم. تخيَّلي ما كان سيحدث وقتها .
- أخاف أن أتخيل ما سيحدث. فلا تجبرني على التخيُّل ،أيها الجزء العاقل الواعي الحكيم . لكن فكِّر معي من فضلك .أليس ما حدثَ أمراً غريباً ! أين كانوا مختفين عن الأنظار طوال الوقت ؟وكيف شعروا بنِيَّتي في القفز من فوق جدارهم، وتسلُّق برجهم، فتحركوا في التو واللحظة؟ هل كانوا طوال الوقت يراقبوننا ويتنصتون علينا ونحن لا ندري ؟
- بالطبع . حتماً . وهل تظنين أنهم غافلون عنكم ؟ أم هل تظنين أنهم قد وضعوا برجهم لكي يصعد عليه كل من يريد مراقبة شروق الشمس؟لم أكن أظنك ساذجة إلى هذه الدرجة . خيَّبتِ أملي فيكِ. حَيْفٌ عليكِ ،وعلى شهاداتك العلمية !يا ضياع تعبي معك ! ولكن فقط ،احمدي الله على حظّكم الذي يفلق الصخر .
- الحمد لله . الحمد لله .لكن أرجوك أرجوك دعني أعود إلى النوم وأغرق فيه مثل زوجي.
- نعم سأدعك لتنامي , نامي فنوم الظالمة عبادة!
ونمتُ وأفقنا ،وخرجتُ وعدنا ،وطبختُ وأكلنا . ومرَّ نهارٌ آخرُ مرهَقٌ مرهِقٌ من النوم واليقظة، ومن العقل والخيال ،ومن الواقع والحلم . وثار في شوارع الرقَّة غبارٌ ملأ مسامات الأثير وسَدَّ أنفاقه اللولبية . وحان موعد السهرة . وها نحن نسير في ظلمة الليل، في شوارعَ ترابيةٍ تلفحنا الرياح بترابها الزراعيِّ الأحمر ليتسرب عبر مسامات جلودنا إلى أرواحنا .أنا متشائمة . أنا مرهقة . و لو لم أعد ياسمين بالحضور لما خرجت من البيت. فعضلات رجلَيَّ ما تزال تؤلمني، أشعر بالتعب ، لقد قضيت اليوم أربع ساعاتٍ أمشي مع ياسمين (زوجة الدكتور خليل ) نسير ذهاباً وإياباً، ومن مَحَلٍّ إلى آخر ،ودونما استراحةٍ، في سوق (شارع تل أبيض). وكالعادة ،لم نكن نعرف كلتانا ما الذي نحتاج شراءه بالضبط .
ويمكنني القول: إن تخطيطنا لهذا التسوُّق مؤامرة حقيقية .ولكنها مؤامرةٌ مختلفةٌ تماماً عن المؤامرة الكونية التي يتعرض لها النظام البريء اللطيف الجميل المقاوم الممانع كامل الأوصاف في سورية. فضحايا مؤامرتنا أنا وياسمين كُثُر. ومع أنهم لا يستحقون التعذيب على أيدينا .إلا أن حظَّهم الأسود جعلهم ضحايا لنا . لماذا هم ضحايا لنا ؟ أنتم حتما تسألون .والجواب واضحٌ وصريحٌ ومباشرٌ : لأننا نستطيع . وهذا هو واقع الحال . وهم مكتوبٌ عليهم العذاب .وقَدَرُهم الذي جعلهم باعةً في سوق شارع (تل أبيض) هو نفسه الذي جعلهم ضحايا لنا . ومنحنا فرصة تعذيبهم .لكننا نحن (المتحضِّرتين) نوزِّع الأدوار بيننا حسب الاختصاص . أنا اختصاصي تعذيب باعة الأحذية . أما اختصاص ياسمين فتعذيب باعة الأقمشة والمنسوجات . وخطتنا التآمرية تقضي بأن لا نترك هؤلاء الباعة المساكين بعد زيارتنا الغادرة لمحلاّتهم إلا والفوضى تعمُّهم وتحيط بهم من كل جانب . كي ينهضوا بعد مغادرتنا للترتيب والعمل الجاد الدؤوب . بعد أن ينزِّلوا لنا كلَّ ما هو معروضٌ ، ويستخرجوا لنا كلَّ ما هو غير معروضٍ من الأحذية والملابس الجاهزة والأقمشة، التي لن ترضي بأية حال ذوقنا. فترون عُلَب الأحذية تنزل عن الرفوف تباعاً وتُفتَح أمامي، ويستخرج البائع ما فيها من الأحذية ،ويقدمها إليَّ صاغرة ، لأقيسَ ،وأجرِّب، وأنظر في المرآة إلى قدميَّ، وأنا أتمشَّى بالحذاء خطواتٍ إلى الأمام، وأخرى إلى الخلف، ثم أقول له : " آسفة ! (الموديل) لا يعجبني ، ارتفاع الكعب غير مناسب، الحذاء الأسود أو الأبيض في شوارع الرقة الترابية، كلاهما غير عمليين .هل لديك الحذاء نفسه بلون عسليٍّ .؟ بنيٍّ ؟ لا ؟؟ هذا الحذاء الذي أعطيتَنيه للتَّو عجيب ! فردة الحذاء اليمنى مريحةٌ تماماً ، أما الفردة اليسرى فتعصُّ على قلبي ، أقصد على أعصابي، أقصد على جرحي. مشكلتي الدائمة التي لا تعرفونها أيها السادة البيَّاعون فردة الحذاء اليسرى. لقد فاتكم لسوء حظِّكم، أن تعرفوا أن قدمي اليسرى ما تزال متورمةً من جرحٍ في باطنها يرفض الالتئام.وأنكم مهما بحثتم، ومهما أنزلتم لي من علب الأحذية عن رفوفها ،ومهما جرَّبتُ ولبستُ منها، فلا أمل لكم في أن أجد فردة حذائي الضائعة عندكم.
كما أنكم أيها السادة الذين (أعطيتمونا وجهاً، فصرنا نريد بطانةً) لا تعرفون أن ياسمين تبحث عن نسيج عباءةٍ لم يَنسُج خيوطَه نسَّاجٌ بعد .
المسألة بيننا ليست مسألة بيع وشراء. المسألة مسألة (فرعنة وفهلوة) وإثبات ذات . فكم من بائعٍ لطيفٍ حاول إيقاعنا في مأزق اللطف ليضطرنا إلى الشراء،ثم ما لبث أن انسحب من التحدي. وكم من بائعٍ ذكيٍّ أصرَّ إصراراً وألَحَّ إلحاحاً بعد أن أعلنَّا رغبتنا بمغادرة محلِّه لأننا لم نجد -وللأسف الشديد - طَلَبَنا عنده ، على أنه سيؤمن لنا طلبنا. فأرسلَ الولد على وجه السرعة إلى جيرانه من أصحاب المحلات الأخرى، لطلَب عيِّناتٍ مما عندهم، يتوقع أنها هي التي ستحوز على رضانا . ظنَّاً منه أن شفقتنا عليه ورثاءنا لحاله سيُضطرانا فعلاً لشراء ما لا نريد شراءه ، وإذ بنا نصرِّح له بعد عودة الولد وتفحُّصِنا لما أحضره، أننا إذا كنا سنشتري قطعةً ما، فما ذلك إلا لاستحيائنا منه. فليس حلواً بحقِّنا أن نتسبب في قلْب المحلِّ فوقانيَّاً تحتانيّاً . ونتعب الولد في إحضار ما أحضره، ونتعب البائع وجيران البائع ، ثم لا نشتري شيئا. وهكذا يجيء ردُّ فعله الطبيعيُّ على كياستنا ولباقتنا، أنه ليس من اللياقة من ناحيته أيضاً أن يستمر في إحراجنا والضغط علينا، إلى درجة أن يدفعنا لشراء ما لا نريد شراءه لاستحيائنا منه . وحينها يقول لنا ما لا بد له من قوله وبكل لطف : لا تهتما . المحلُّ محلُّكما وشرَّفتما المحلّ . لكن مشكلتنا الحقيقية أننا ما أن نشعر بانتصارنا عليه، وباضطهادنا له، وهو الذي لا ينقصه اضطهادٌ، حتى نحُنَّ عليه فعلاً،ونتمنى أن يعود الزمن بنا إلى الوراء كي نجبر خاطرَه المكسور أبداً ، ونشتري منه.
غير أن الزمن لا يعود إلى الوراء. فنخرج ونحن نلوم أنفسَنا ،ونستنكر تصرفاتِنا الشنيعةَ وعاداتِنا السيئةَ التي لا نرغب بالتخلص منها ! انتقاماً منا ممن يدفعنا للانتقام ،ولا نستطيع الانتقام منه ؟
اليوم كنت أنا المشدودة من أذني (للتفرعن )على المستضعفين في السوق ،وكانت ياسمين هي الشريرة صاحبة اقتراح (الفرعنة) التي لا يتحقق توازننا النفسي إلا بها.فقد أرسلت إليَّ في الساعة العاشرة صباحاً رسالةً عاجلةً (sms) أيقظتني فيها من أضغاث أحلامي المرعبة، تقول فيها : " صباحَ الخير يا فُلَّة ! ،هل نذهب للتسوُّق اليوم لأنني جدُّ مقهورةٍ وجدُّ مقموعةٍ ؟
فأرسلت إليها : " صباحَ النور والسرور يا بنفسجة! احملي نفسك وتعالي لعندي، وسنشرب القهوة معاً، ونخطط لرفع القهر عنكِ " .
فأرسلت إلي : " لا . لنذهب للتسوُّق فهذا أفضل لنا"
فأرسلت إليها : "أفضلُ لنا، ربما. ولكنه بالتأكيد ليس أفضلَ للباعة وأصحاب المحلاّت الذين طفَح بهم الكيلُ وضاقوا بنا ذرعاً . وإنني أحذِّرك تحذيراً شديدَ اللهجة . فقد بلغ الاحتقان أشُدَّه، وقد أخطأ من قال:" إن الأزمة قد خَلَصَت" ، بل ستنفجر الثورة ،وعلى أغلب تقديرٍ، وكما يقول المحللون ،ستنفجر اليوم في وجهنا أنا وأنت. وستنطلق شرارتها، على أغلب تقديرٍ ، في أحد محلات الأحذية في شارع تل أبيض .
- إذن فلا تتخلَّفي عن هذا الشرف التاريخي يا نرجسة .
- أتعلمين ؟ لن أستجيب لدعوتك خوفاً من التخلُّف عن الشرف التاريخي ،بل لأنني أشعر حقَّاً وصدقاً بالحاجة لشراء شيء ما.
- ما هو ؟ أليس حذاءً ؟ (سألتني)
- لا أعرف بالضبط فيما إذا كان حذاءً أو ليس حذاءً . (أجبتها ) ،ولكنني قد أعرف عندما أرى الأشياء القابلة للشراء.
- عجباً! أنا أيضا أشعر اليوم بالحاجة الحقيقية لشراء شيءٍ ما ، وقد لا يكون قُماشةَ عباءة .إذن اعترفي ! هل أنتِ اليوم مثلي، مقموعةٌ جداً، ومقهورةٌ جداً يا زهرة الدُّفلى ؟
- بل أنا اليوم خائفةٌ جداً . لأنني جررتُ حيَّةً بسبعة رؤوسٍ من جحرها .وهي الآن متربصةٌ بي.
- فتعالي واسأليني عن سبب قهري لأجيبك عن سبب خوفك.
- ما الذي يقهرك يا ياسمينة ! (سألتها في السوق المكتظ بالناس المقهورين الخائفين أمثالنا ) فردَّت بيأس:
- قرر خليل العودة إلى حلب بمفرده . ولن يأخذني معه.سيعمل في أحد المشافي الميدانية التي تعالج الجرحى من الثوار والمدنيين. ويقول إنه من الأفضل لي وله أن أظلَّ بعيدة عنه؟
- ولماذا يرى أن الأفضل بقاؤك بعيدةً أيتها الجورية الشامية ؟
-لأنني أرغب بالتطوع والعمل معه في المشفى الميداني كممرضة .يقمعني قمعاً يا أختي .يقهرني قهراً يا أختي ، اللهم إني أعوذ بك من الجبن والكسل وقهر الرجال !وأعوذ بك من قهر خليلٍ يا ألله .
- الدكتور خليل يقمعك قمعاً ؟ فلماذا يبدو لي طيباً ومسالماً إذن ؟
- أقصد أنه يبيح لنفسه ما يحرِّم علي. هل المسألة مسألة فرض رأيٍ وحَسْب ؟ أم هل يجب علي أن أطيعه لأنني امرأة وحسب ؟ يلعن روحك يا (خافِس)!
- أنت متوترة جداً يا زهرة الغار! لمَ لا تستمعين لوجهة نظره ؟ فقد تكون لديه أسباب جديرة باهتمامك ، وأنت عنها غافلة .
- السبب الوحيد هو أنني امرأة. وهو يخشى عليَّ من الاعتقال أو الاغتيال في حال علم النظام بأمرنا .ولكن إذا قال الكلُّ قوله هذا فلن يتطوَّع أحد. ولن يجد الجرحى من يسعفهم. هناك الكثير من الممرضات المتطوعات في المشافي الميدانية وخليل يعرفهن ويتعامل معهن ويحدثني عنهن ،أليس لديهن من يخاف عليهن ؟ هل هن مقطوعات من أشجار النخيل ؟ أم من أشجار البلوط ؟ فلماذا يفعلن ما لا أستطيع فعله؟ صحيح، أريد أن أسألك: ماذا تعرفين عن شجر البلوط ؟ (باعتبارك مدرسةَ علوم يعني) .
- أخشى أن أتكلم فأفسد أمراً . لو لم تكونا زوجين لتكلمت .
- تقصدين الكلام عن شجر البلوط خطير إلى هذه الدرجة ؟ آخ فهمت. بل تقصدين الكلام عنا . تكلَّمي أرجوكِ . ماذا تفعلين لو كنت مكاني يا زنبقة ؟ هل أنفخ في المشكلة وأدعها تكبر لأضغط عليه أكثر وأكثر فيوافق؟
- وهل من عادته أن يوافق إذا كبَّرتِ المشاكل، وضغطتِ عليه أكثر وأكثر ؟
- نعم من عادته ذلك. هو يسايرني ولا يرغب بأن يخسرني على الإطلاق.
- على أية حال ،لا أرى هذا أسلوباً صحيحاً للتعامل بين أي زوجين . مع احترامي لكما . أيتها السوسنة!
- في الحقيقة أنا مشفقةٌ عليه . خاصة بعد اعتقاله وخروجه من السجن مضطرباً قلقا . وقد أصبحت أنا التي أحاول تلافي المشاكل والخلافات بيننا لإرضائه. هو ما يزال - يا حبَّةَ عيني - مرهقاً نفسياً منذ اعتقاله .
- إذن فلا أنصحك بأن تكبِّري المشكلة . صحيح ، أنا سمعت الأستاذ عمر يتكلم عن حادثة اعتقال الدكتور خليل في مشفى حلب الجامعي ، لكنني لم أفهم القصة ، حدثيني كيف تم اعتقاله يا أقحوانة!

- كان خليل يعمل طبيباً جراحاً في مشفى الجامعة. وهو يقع في المنطقة الغربية من حلب، حيث ما يزال يسيطر النظام كما تعلمين .ولكن بعد اعتقاله والإفراج عنه أصدرت المخابرات الجويَّة أمرا بفصله عن العمل.
- المخابرات الجوية ؟! وما شأن المخابرات الجوية بعمل الأطباء كي تصدر أمرا بفصله ؟
- هههههه ،ضحَّكتِني وقلبي ما يشتهي الضحك ! تسألين عن المخابرات الجوية ما شأنها ؟ المخابرات الجوية مع الشبيحة ،يا منثورة ، لهم علاقةٌ بكل شيء. .أين تعيشين أنت ؟ لا سلطة في البلد إلا للمخابرات الجوية والشبيحة التي تعمل تحت أمرة المخابرات الجويَّة ، ألم يخبرك أحد أن نظام الأسد هو نظام مخابراتي في أساسه؟ ألا تعلمين أنه لولا الأسلوب المخابراتي لما استمر الحكم أكثر من أربعين عاما ؟ يلعن روحك يا (خافِس)!
– أكملي من فضلك . هو سؤال وسألناه ، لم تخرب الدنيا بعد، يا زهرة الحُمَّيْضة!
-كل هذا ولم تخرب الدنيا بعد ؟! أظنها قد خربت يا زهرة (الأرملة وبناتها الأربعة). سأخبرك كيف اعتقلوه : كان يوم اعتقاله ككل يومٍ منذ بدء خروج المظاهرات في حلب ،كانت عناصر الشرطة و(الشبيحة) يتجولون بكامل أسلحتهم في الممرات، وغرف الانتظار، وغرف الإسعاف، في مشفى حلب الجامعي. وكانوا يطوقون الأطباء، ويقفون فوق رؤوسهم ( ورفعت رأسها إلى الأعلى ودَعَتْ عليهم :- اللهم كسِّر رؤوسَهم يا ربِّ! اللهم كسِّر رأس رئيسهم. ثم تابعت وكأنها لم تفعل شيئا ) وكانوا يعطون الأطباءَ والممرضاتِ الأوامر، ويتدخَّلون في عملهم ويدسُّون أنوفهم ( ورفعتْ رأسها إلى الأعلى ثانيةً، ودَعت عليهم ثانية :اللهم لا تُبقِ الله لهم أنوفاً مرفوعةً يدسُّونها في كل شيء ، اللهم مرِّغ أنوفهم في الزفت ، ثم توقفت لتنتظر تعقيبي على دعائها) .
- اللهم آمين !(قلتُ وزدتُ ): اللهم ! مرِّغ أنوفَهم في الزفت والقَطِران واسحبهم عليها في الشوارع الحارَّة في عزِّ الصيف ، تفضلي، أكملي!
- سأكمل . وكان الأطباء والممرضات يتعرَّضون لضغوطٍ شديدةٍ عند معالجتهم جرحى المظاهرات المصابين بطلقاتٍ نارية، منها التهديدُ بالقتل المباشر، وبكذا وكذا
- ماذا تقصدين بكذا وكذا، يا زهرة السحلبية ؟
- أقصد ما أقصده ، دعيني أكمل . ومنذ سبعة أشهر تقريباً اعتقلت الشرطة أحد الأطباء العاملين في المشفى لإصراره على معالجة طفلٍ أصيب في عينيه، نتيجة استخدام الغاز المسيِّل للدموع، من قبل الشرطة، في إحدى المظاهرات،
- ويحي ! طفل صغير ؟ ماذا حدث لعينيه بتأثير الغاز المسيِّل للدموع؟ اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك ، اللهم أسِل دموعهم أنهارا يغرقون فيها.
-لا أعرف بالضبط ماذا حدث لعيني الطفل ، وليس هذا أصل موضوعنا يا شقيقة النعمان ! المهم ، اسمعي ! بعد اعتقال الطبيب الذي حاول معالجة الطفل غضب زملاؤه الأطباء واتفقوا أن يقفوا في صفه ويناصروه . فاعتصموا في المشفى ورفعوا لافتات يطالبون بالإفراج عنه.
- نعم ، رأيتُ مشهد اعتصامهم في قناة الجزيرة .
- نعم . ثم انتقل خبر اعتصامهم ( لا عاصم إلا الله ) إلى عناصر الأمن العسكري والشبيحة الذين اقتحموا المشفى وأخذوا يشتمون الأطباء ويضربونهم بالعصي والسياط .حتى كسروا عظامهم ، فتخلوا عن اعتصامهم وأخذوا يعالجون جراحهم بعضهم بعضا . وهذا ما لم يره أحد لا في قناة الجزيرة ولا في غيرها. يا زهرة الصبَّار!
- الحمد لله أنهم أطباء واعون وناضجون ويجيدون معالجة أنفسهم.يا زهرة الخشخاش ! ثم ماذا حدث بعد ذلك ؟ أكملي!
- بعد ذاك بدأ خليل يفكر بأنه في هذا العمر لن يسمح لأحد بإهانته. وبأنه لن يستطيع البقاء في هذا المشفى أكثر. وبدأنا نتناقش معا أنا وهو في كيفية إيجاد طريقة يقدم فيها استقالته دون لفت الأنظار أو إثارة الشكوك .
- نعم. فتقديم الاستقالة يعني المعارضة. وما كان النظام ليمرر له تقديم طلب باستقالته دون تحقيق وسين وجيم .يا سوسنة!
- وفي ذلك الوقت اقترحت أنا على خليل تحويل بيتنا إلى مشفى ميداني للثورة ، خاصة وأننا نسكن في منطقة عامرة بالمظاهرات. كنا نفكر ونخطط فقط . ولم تكن لدينا الجرأة والثقة بأننا قد ننفذ خطتنا.
-المهم؟
-المهم. لم تمهله قوات الأمن ليقدم استقالته، يا زهرة الريحان ! فما هي إلا أيام قليلة حتى اقتحمت المشفى، ودخلوا عليه غرفة العمليات هذه المرة .وكان خليل وقتها قد أنجز لتوه مع الممرضين عملية جراحية لشاب هو جار لنا ويسكن في بنايتنا أصيب بطلق ناري في كتفه في إحدى مظاهرات حي بستان القصر ، وما كاد خليل ينتهي من خياطة جرحه حتى وجد نفسه محاطاً بوجوه وعيون وقبضات بواريد وأرجل ترفسه وترفس الشاب الجريح الذي سقط عن سرير العملية على الأرض فتمزق جرحه وعادت دماؤه للسيلان دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منه .
- يا ويلي! (لطمت خدي لطمة مجانية مؤلمة ندمت عليها بعد أن شعرت بالألم ) وسألت :والدكتور خليل ؟

- أما خليل فقد قبضوا عليه في ساعتها بتهمة معالجة الإرهابيين وعناصر العصابات المسلحة والتعاون معهم. ثم قاده عناصر الأمن العسكري إلى مكان علمنا فيما بعد أنه فرع المخابرات الجويَّة . وبعد أن قضى في السجن أكثر من ثلاثة أشهر ذاق فيها كل أنواع الإهانة والجلد والتعذيب في الداخل . وشبعنا فيها أنا وأبواه وأخوته في الخارج ذلا وإهانة وتهديدا ووعيدا خلال البحث عنه في مراكز الأمن العسكري دون أن يرشدنا أحد إلى مكانه ، وبعد أن كدنا نفقد الأمل في حياته ،استطاع أحد أصدقائه من المحامين أن يعلم بطريقته الخاصة أنه ما زال حيَّا يرزق في السجن المركزي يا زهرة اللبلاب! ثم استطاع المحامي عن طريق بعض معارفه من المسؤولين ، أن يثبت للمخابرات الجويَّة أن خليل شخصٌ حياديٌّ. وهو ليس من أصحاب السوابق .ولم يشارك بالمظاهرات. ولا أعرف بماذا ادَّعى وكذب عليهم أيضا حتى أفرجوا عنه يا زهرة (فم السمكة) !
- يؤلمني جداً أن أسمع هذا ، فإياك يا زهرة (آذان الدُّب) وأن تكبِّري المشكلة بينك وبينه بعد تلك المعاناة التي مررتما بها.بل عليك أن تقفي إلى جانبه وتخففي عنه دائما وأبدا؟
- إذن بماذا تنصحينني يا زهرة (لسان الحماية) ؟ ماذا أفعل ؟ وكيف أتصرف كي أرد على قمعه لي ؟
- أنصحك بأن تصلِّي صلاة الاستخارة مراراً وتكراراً يا زهرة (إبرة آدم ) . ثم تتركي الأمر لله وهو ييسر لك الخير .
- أصلي صلاة الاستخارة ؟ هل تقصدين أن أستخير الله في تكبير المشكلة بيني وبين خليل؟ أم ماذا ؟
- نعم . بالضبط.
لا أفهمك ...ألم تنصحيني قبل قليل بعدم تكبير المشكلة يا زعفرانة ؟!
- تلك كانت نصحيتي أنا لك . ولكن لعل لله شأناً آخر معك يخالف نصيحتي . وما أدراني وما أدراك؟! يا نوَّارة!
- إذن هيا لنسرع إلى البيت كي ألحق وأصلي صلاة الاستخارة مراراً وتكراراً قبل الغد. فخليل سيسافر غدا ، وأرجو أن أكون بصحبته ،واليوم ستكون السهرة لوداعه وعلى شَرَفِه
- إذن ألتقيك في السهرة الأخيرة يا زهرة اللوتس!
في السهرة الأخيرة حيث جلسنا على البساط البدوي الكبير المفروش على الحصى الناعمة، في فناء لا تتجاوز جدرانه ارتفاع متر واحد ، كانت تستطيع طفلة فضولية إحصاء عدد رؤوسنا لتصل إلى العدد عشرين , ثم يكلِّمها أحد ما ، فتخطئ بالعدِّ وتقرر البدء من جديد .
وحينذاك تنهرها أمها وتقول : لا تعدِّي رؤوسنا يا حسناء ! فالعدُّ يذهِب البركة .
- فألُ الله ولا فألك يا ابنتي ! (تقول أم عمر ). قولي:" ما شاء الله" وصلِّي على النبي .
هبت الريح وانطفأت الشموع مراراً. حتى قررنا الاستغناء عنها نهائياً والجلوس هكذا بلا ضوء، تحت سماء لا يستطيع المرء تحديد طريق مجرة (درب التبانة) فيها، على الرغم من ظلمة الأرض تحتها،وذلك بسبب وجود القمر المنير .كان الليل غامضاً مخيفاً . والجميع حاضرٌ إلا ياسمين ، وكنت أريد الاتصال بها لأسألها عن سبب عدم حضورها . ولكن أبا مُضَرٍ الذي انضم إلى الجيش الحرّ في الرَّقة منذ أسبوع تقريباً، وهو زوج أخت الأستاذ عمر، بدأ يتكلم كلاماً لم أشأ تجاهله ؟ كان يظن أننا لا نعلم بقصة انضمامه للجيش الحرّ . وكان يريد أن يحدِّثنا عن الاحتقان الذي يعيشه الناس في مدينة الرَّقة وريفها، منذ تحرير بلدة (تل أبيض) قبل ثلاثة أشهر من أيدي جيش النظام ، وهي البلدة المتاخمة لتركيا في شمال الرَّقة ،فأبو مضر يعتقد أن الناس في الرَّقة قد بدؤوا فعلياً يتفاءلون بإمكانيات الثوار ويميلون لدعمهم بعد تحرير (تل أبيض) وأبو مضر يعتقد جازماً وعن يقين أيضاً أن الألم الذي خلَّفه إسقاطُ الشهداء على أقدام تمثال الرئيس الخالد ، في تلك المظاهرة، التي حدثت عقب تشييع جنازة الشهيد علي البابنسي، هو البركان الحقيقي الذي يوشك على الانفجار اليوم أو غداً.
وفي تلك العتمة قام أحمد ابن الأستاذ عمر وابن العشرة أعوام، يدير علينا كؤوس الشاي . وهو شاي غريب الأطوار. إذ لا يذيق شاربَه سوى طعم السُّكر الساخن ،في حين يحتفظ لنفسه وفي أعماق روحه بطعم الشاي. ويبدو أنه قد شعر بانتقادي لأسلوبه الذي يستخدمه مع شاربيه، فأبى علي شربَه ،وانسكب بكلِّ ما لديه من سخونة في حضني . غير أني وجدت في تصرفه الطائش فرصةً سانحةً لي، كي أعلن عن رغبتي بالعودة إلى البيت بحجة تغيير ثيابي ،وهو ما وافقني عليه في الحال زوجي الذي يشرب الشاي مرَّاً. غير أن أبا مضر –بارك الله فيه وبمضر - أصر على استبقائنا حتى ينهي حديثه المهمَّ حول محاولات النظام الخبيثة، في نشر عصابات الشبيحة المتنكرة في صفوف الجيش الحرّ. فمن يدري؟ لعلَّ حديثه هذا هو الفرصة الوحيدة المتاحة لنا ، لنتفهم الوضع ونأخذ الحيطة .ولعل أحدا لن يحدِّثنا حديثه هذا، بعد يومنا هذا .
هذه العصابات يشكِّلها النظام تحت تسميات الكتائب الإسلامية ، بهدف الإساءة للثوار وأخلاقيات الثورة،( قال أبو مضر ). وعناصرها مهمَّتهم سلبُ الناس أموالهم بمبرر أو بدون مبرر، بحجة أنها (غنائم) للثوار. وهم يختطفون بعض الشخصيات المحترمة والمحبوبة شعبياً بتهمة ( التشبيح) ،أو بتهمة التعامل مع جيش النظام، ثم يطلبون من ذويهم مبالغ كبيرة من الأموال فدية لهم.
وثمة من أخذ يستوضح عن هذا الأمر أكثر من الحضور الساهر في ضوء القمر، غير مكترث بثيابي الرطبة، التي هبت عليها الرياح المحملة بالتراب، فشكَّلت طبقةً رقيقةً من الطين البارد، الذي أخذ يغلَّفني في حالةٍ مناسبة لوصف الوضع مع تلك العصابات، وبدون مجازٍ، بأنها حالة مُطيَّنَة .
ولم يُنهِ أبو مضرٍ حديثه إلا بعد أن حذَّرنا خصوصاً ،وحذَّر الجميع عموماً، من أن يفتح أحدٌ فمه لينقل ما قيل هنا إلى خارج هذا المكان المسوَّر بجدرانه التي لا يجاوز ارتفاعها المتر الواحد .
خرجنا من السهرة وأعصابنا متشنجة من محاذير أبي مضر وتنبيهاته. وكانت الساعة تشير إلى الواحدة والنصف ليلا ، وكان الظلام دامساً والسكون يعمُّ الشوارع. لولا أن صفير الرياح البعيدة كان يمزق السكون ،منذرا بهبوب عواصف لا قِبَل لنا بها . وما أن وصلنا إلى البيت حتى أسرع الجميع إلى النوم .
أطفأتُ الشمعة في غرفة ولدينا بعد أن أوصيتُهما بقراءة آية الكرسي . ثم نفخت على شمعة غرفتنا نفخةً متنكرةً بزي نفخة تهدف إلى إطفاء الشمعة، إلى أنها في حقيقتها زفرة تأفف وتنفس وتفشش. وبدأت بقراءة سورة ( الملك) ورأسي الذي توسَّد الوسادة يكاد يخترقها ليغوص في الطبقة السطحية للقشرة الأرضية لشدة ثقله . ازداد شعوري بضغط الهواء في الغرفة لدرجة لا تُحتمل. ولولا صوت صفير الهواء العابر في نفق صوتي من فوق سطح غرفتنا، لما أدركت أن هذا الذي يحدث إنما هو مرور قذيفة هاون ستهوي بعد لحظات في الفناء، وستؤدي قوَّة ضغط الهواء الشديد الناجم عن انفجارها إلى خلع نوافذ الغرفة وفتح بابها . كان الصوت شديداً حاداً شعرت معه بالصمم المؤقت المؤلم في أذني ،ولا أستغرب أبداً( والله هو العليم ) أن يكون زوجي قد شعر بشعوري نفسه، وذلك ما خفَّف عني قسوة الحدَث. ومع محاولتي غير الواعية النهوض من الفراش للذهاب إلى غرفة ولدينا للبقاء معهما والاطمئنان عليهما . رأيت في التَّو واللحظة من باب الغرفة الذي انفتح وانخلع بتأثير انفجار القذيفة الأولى،رأيتُ سقوطَ وانفجار القذيفة الثانية في الفناء فوق التواليت. ها قد انهار التواليت وانتشرت شظاياه وارتطمت بباب الغرفة ونوافذها المعدنية ، فلا نامت الأعين، ولا قضى محصورٌ حاجته.
وبدأت أصرخ وأبكي وزوجي يحاول سدَّ فمي براحة يده، وينادي بأعلى صوته على ولدينا أن يبقيا مكانهما في غرفتهما ولا يخرجان . وما أن رفع زوجي يده عن فمي هممت بالوقوف مرة أخرى، فأوقعني ضغط هواء القذيفة الثالثة، وهي تهوي في الحفرة التي حفرتها القذيفة الأولى في الفناء. وأردت أن النهوض مرة أخرى غير أني شعرت بعدم القدرة مطلقاً على النهوض، ثم تفقدت يدي زوجي فوجتهما يمسكان بكاحلي قدميَّ لمنعي من النهوض, وفي لحظة اكتشافي ذلك فتح ولدانا باب غرفتنا ودخلا بسرعة . وما أن أغلقا الباب حتى صفَّرت القذيفة الرابعة وسقطت. وأظنها قد عرفت هذه المرة طريقها الحقيقي وسقطت في فناء جيراننا (جيران الهنا ).
لم يكن هذا الذعر أمرا جديدا علينا ،فقد تدربنا عليه جيداً في حلب . لكن منذ أن غادرنا حلب هدأت أعصابنا وهذا هو الغلط الذي ارتكبناه بحق أنفسنا ،فلو أننا لم ننزح إلى الرقة. ولو أننا بقينا في حلب تحت البراميل (أصلحنا الله وأصلح أمثالنا ) لما أرعبتنا بضع قذائف هاون هكذا . ولما تأسفنا على انفجار (التواليت) واحترنا أين سنقضي حاجاتنا الطبيعية .
عندما خرجنا من الغرفة لاستطلاع نتائج القصف مع طلوع الفجر وزقزقة العصافير ، تأكدت بأن حواسّي تستطيع أن تعمل بمردود عشرة على عشرة تحت وابل القذائف، فها هي فعلا آثار ثلاث قذائف قد سقطت في فناء البيت بالتمام والكمال. وهذا بالطبع ،عدا عن القذائف التي سقطت في فناء كتيبة حفظ النظام، والتي لا يعلم عددها إلا الله وكتيبة حفظ النظام فقط. ثم إن ابنينا استطاعا معا إحصاء عدد عبوات الرصاص الفارغة التي جمعاها من أنحاء الفناء وتقاسماها مناصفة، وكان بعضها تحت نافذة غرفتهما المخلوعة . وتذكَّرتُ الأمَّ التي نهرت ابنتها عن عد رؤوسنا في سهرة الأمس. وحمدتُ الله أنها أخطأت مراراً ولم تكمل العدَّ ، وإلا لكانت طارت البركة ونقص عدد رؤوسنا .
بدأنا بترتيب حقائبنا لمغادرة البيت. وقبل أن نتساءل أين سنذهب، سمعنا صوت عمر وهو ينادينا ويفتح البوابة الكبيرة،وتدفَّق من الباب حشدٌ كبير من الناس ملأ أنحاء الفناء، جاؤوا جميعا لتفقدنا والاطمئنان علينا .
لم يكن دماغي قادرا على استيعاب كل ما قالوه دفعة واحدة ، لذا لم أفهم كل ما قيل ، لكني فهمت أنهم قد قرؤوا الخبر العاجل في الشريط الإخباري لقناة (حلب اليوم) : " ثوار الرَّقة ( كتيبة الناصر صلاح الدين) يقصفون بقذائف الهاون كتيبة حفظ النظام في الرَّقة، في الساعة الثانية والنصف ليلا "
ثم رأيت الأستاذ عمر يقيس المسافة بقدميه، بين الحفرة التي تعاونت قذيفتا الهاون على حفرها، وبين باب الغرفة التي كنا ننام فيها.ويقول عبارة التهنئة بسلامتنا والتي أصبحت مثلاً شائعاً بعد ذلك على ألسنتنا نردِّدها كلما نجونا من القتل، في إثر الغارات اللاحقة ، غارةً بعد غارة " ما شاء الله !حظُّكم يفلُق الصخر " .






  رد مع اقتباس
/
قديم 01-05-2018, 06:51 PM رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

جاء الحوار كبيرا ما بين العقل والخيال
ما بين الجزء الحالم والآخر وفيه مبالغة
ولمست عدم حيادية في التفاصيل
لأن الأديب يجب أن ينقل الصورة
بكل حيادية تامة وهذا ما لم ألمسه هنا
ربما يكون الخلل في رؤيتي وقرائتي
تحياتي أستاذة ثناء






حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  رد مع اقتباس
/
قديم 03-05-2018, 10:35 AM رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
خالداحمدمحمود

عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
السودان

الصورة الرمزية خالداحمدمحمود

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

خالداحمدمحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

فالطيار الذي في الأعلى لن ينتظرك أكثر لتجدي فردة حذائك حتى يقذف البرميل .


هل لى أن اتوقف دقيقة حداد على الوطن.






  رد مع اقتباس
/
قديم 03-05-2018, 01:17 PM رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)


جزء : حظّكم يفلق الصخر.

له ، وعليه ، وبحسب انطباع قراءة أولى متعجّلة ، فإنّ ما عليه اكثر مما له.

سأعود لقراءته مرّة اخرى وبتأنّي هذه المرّة ، لعلّي أنقض ما قالته القراءة الأولى واعتذر عنه.

تحيّاتي مبدعتنا الأستاذة ثناء.






  رد مع اقتباس
/
قديم 03-05-2018, 01:36 PM رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
سهام آل براهمي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
الجزائر

الصورة الرمزية سهام آل براهمي

افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

نسأل الله صلاح البلاد بصلاحخ العباد
ما تمضيه أمتنا في هذه المراحل جد صعبة سواء على من عايشها وهو المتضرر المباشر ومن يتفرج وهو المتضرر غير المباشر للأحداث ومن بعيد أو قيب كلها حروب نفسية وصدقي يا أستاذة ثناء كم عظيم حجم تلك الحروب تأثيرا على النفوس فاللهم نسالك القوة والصبر وجبر الكسور والنهوض عاجلا في شدة وعزم أقوى مما كنا عليه ومضى من تشرذم وتفرق وجدال ألهى و أضعف الأمة والله المستعان من قبل ومن بعد

وسط كل هذه الأشجان والأحزان
أخبريني فضلا / هل وجدت فردة حذاءك أم ضاعت كخلاصة ^^
ولك البشرة فلن يضيع منك شيئ وإن ضاعت فتلك منامات يا أخيتي فاطمإني صبرا وإيمانا واحتسابا






  رد مع اقتباس
/
قديم 03-05-2018, 09:54 PM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان حماد مشاهدة المشاركة
رواية متكاملة الاركان خطت وتخط بيد احترفت تطويع الحروف

المشهدية والسرد نقلنا الى الطريق بين حلب والرقة


الاخت ثناء
للاخت سلاف الحق في ان تعتقد انها تجربتك الشخصية ذلك انك عربية سورية الجنسية والاحداث اقصد احداث الرواية تدور على الأرض السورية

وسؤال يعود على الزمكنة
الم تكن الرقة تخضع لسيطرة داعش في تلك الفترة

اخيرا اتابع فصول الرواية بنهم
لك المجد والشكر الجزيل

الأستاذ الكريم الشاعر عدنان حماد
أهلا ومرحبا بكم وأعتذر عن التأخر بالرد .
وأشكر لكم رأيكم الثمين وقراءتكم .
ما يتعلق بالأخت الفاضلة سلاف :
في الحقيقة ، أثارت الأخت سلاف إحدى مشكلات قراءة النص الأدبي عموماً من حيث لا تدري . وكنت أود لو أنها ظهرت مجددا بعد تعقيبها، لترد على السؤال الذي وجهته لها ، ولكنها آثرت عدم المشاركة في حوار، فيما يبدو .
سأسمي المشكلة التي أثارتها الأخت سلاف بخطأ " عدم التفريق بين النص والناص " والوقوع بهذا الخطأ ينجم عن القراءة الساذجة للنص الأدبي الإبداعي مع احترامي للجميع . وهو يشبه خطأ المشاهدة الساذجة عندما يستوقف شخص بسسيط من جمهور المشاهدين ، ممثلاً مشهورا ًمثلا ،ويخاطبه باسم الشخصية التي شاهده يمثل ويؤدي دورها على التلفاز . فيلومه على تصرفاته أو يحييه ويشجعه ، حسب تقبله لتلك الشخصية .
وأقصد بهذا : أنه لا يكفي أبدا أن تعرف الأخت سلاف أنني سورية ، وأنني أكتب عن فترة عشتها من الأحداث ، وأن بعض المعلومات عن شخصيتي تتقاطع في الواقع مع بعض المعلومات عن بطلة الرواية ، لتحكم علي كناصة أنني أكتب تجربتي الشخصية لا أكثر ولا أقل .
لقد استخدمتُ تقنية إسداء دور الراوي لبطلة الرواية التي تستخدم ضمير المتكلم الشخصي ( أنا) ، وهذه التقنية تفيد في كتابة نص الرواية بأسلوب أقرب إلى أسلوب كتابة المذكرات أو اليوميات . والهدف الأساسي من هذه التقنية الفنية كسب ثقة القارئ بنوع من المصداقية الأدبية الفنية يوهمه تماما بأنه يقرأ تسجيلا أو تأريخا لأحداث واقعية عاشها الراوي فعلا مما يشعر القارئ بأنه قد عاش هذه الأحداث هو الآخر عبر قراءتها.
لكنني أحب أن أؤكد للأخت سلاف بأن كتابة الرواية تختلف تماما عن كتابة المذكرات الأدبية أو اليوميات الأدبية . لأن العنصر الأساسي في كتابة الحدث في اليوميات والمذكرات هو الواقع نفسه . بحيث أن الناص لا يمتلك خطة أو حبكة فنية مسبقة يربط فيها أحداث نصه . لأنه ببساطة يعيد إنتاج الحدث الواقعي ويصفه بأسلوبه فقط . وهذا ينطبق عليه فعلا قولك : هو يكتب رؤيته وتجربته الشخصية لا أكثر ولا أقل .
ولكنني أنا هنا أكتب رواية ولست أكتب لا يومياتي ولا مذكراتي .
ولو أنني على سبيل المثال اخترت أن اكتب النص باستخدام تقنية الأسلوب التقليدي الذي يحِّيد الراوي عن الحدث، مع تغيير مهنة البطلة مثلا ، لما اندفعت الأخت سلاف لتحكم على الرواية بأنها تعبيرعن تجربتي الشخصية لا أكثر ولا أقل .
لماذا أثار كلام الأخت سلاف حفيظتي ؟
لأنه ببساطة يضع شخصية الناصة ( ثناء حاج صالح ) في الواقع في موضع بطلة الرواية التي أسندت إليها دور الراوية . وهذا أمر خطير معنوياً وعلى المستوى الشخصي ولا يمكنني تجاوزه ببساطة أو السكوت عنه .
لماذا ؟ لأن العملية الإبداعية وشروطها الفنية في الرواية قد تتطلب مني رسم ملامح لشخصية بطلة الرواية لا يمكن لي أن أرضاها لنفسي أنا ( ثناء حاج صالح) في الواقع، أو ربما تكون ملامح بطولية أسطورية مثالية لا يمكنني أن أتقمصها ولا أحلم حتى بالاتصاف بها , وقد تتطلب مني أن أدخلها إلى مختبر أحداث وظروف نفسية واجتماعية وسياسية لا أتبناها في الواقع . وقد تتطلب الحبكة الفنية مني تأزيم الأحداث إلى درجة أن أخضع أقارب بطلة الرواية ومعارفها إلى تجارب خطيرة تخدم الحبكة الفنية . ولكن كل ذلك لا أساس له من الصحة في الواقع وفي حياتي الشخصية . فهل سأجد بعد ذلك من يلومني أو يشتمني أو يحتقرني أو يحترمني أو يسائلني قانونيا مثلا؟ أو يحاكم أقربائي ؟
نعم صحيح أنا عشت الواقع الذي أتحدث عنه. والأحداث التاريخية صحيحة من حيث إمكانية وقوعها. وأنا قد أستوحي منها فعلا بعض أحداث الرواية . وقد تتقاطع أحداث الرواية مع حياتي الشخصية. ولكن هذا لا يعني أنني أكتب يومياتي ، أو أنني أنقل الأحداث نقلا تسجيليا . بل أستطيع التأكيد أن ما عشته في تجربتي الشخصية مختلف تمام الاختلاف عما كتبته حتى الآن من أحداث الرواية .
وعلى سبيل المثال : أؤكد لك أنني لم أُضع فردة حذائي في يوم من الأيام . ولم أستضعف باعة الأحذية في سوق شارع تل أبيض في الرقة . وشخصية ياسمين هي محض خيال . فما قولك ؟
لذلك ، أعود وأؤكد أن إسداء دور الراوية لبطلة الرواية التي تستخدم الضمير الشخصي أنا ما هو إلا تقنية فنية أسلوبية معروفة ومستخدمة في كتابة الرواية .
وأرجو المعذرة من الأستاذ الفاضل عدنان إذ وجدت نفسي أرد على الأخت سلاف من خلال ردي عليه .
ما يتعلق بسؤالكم حول الزمكنة :
الجواب : لا .
لقد بقيت مدينة الرقة خاضعة لسيطرة النظام كليا حتى نهاية العام 2012.
مع التحية والتقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-05-2018, 07:05 AM رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

السيرة الذاتية
المذكرلت اليومية
تصلح لأن تكون رواية
بل كثير من الروايات هي عبارة عن سير ذاتية
لكن يبقى عمل الكاتب في توظيف تلك السيرة بطريقة
فنية من حبكة وسرد للأحداث وغيرها من الأمور الفنية

..........

هل كل قراءة لا تتوافق ورؤية الناص أو ابتعدت عما قصده تكون ساذجة؟
كل الود






حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  رد مع اقتباس
/
قديم 05-05-2018, 02:06 PM رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
ســلام من الله وود ،
سرني أنني مـع هذا الألق لأديبتنا الطيبة أخيتي أ. الثناء ،
لـي حديث مفصل بحـوله تعالى لحين تكوين رؤية و حتى لا نظلم ؛
قراءة واحدة لا تكفي...وقد قرأت الأراء والمداخلات بعناية ...
لي ملحوظة هامة هنا حول الديالوج الذي أخذ السردية إلى اللغة السينمائية ..وهو تكنيك عال في الرواية وعالمها تميزت به الرواية اليابانية الحديثة ، مثال :
رواية (غيوم تائهة ) للكاتبة فوميكو هاياشي ،ترجمة : المترجمة السورية هالة دروج.
ورواية ( هذا كل ما تستحقه ) للكاتبة ميوكي ميابي ، ترجمة : المترجمة السورية كنانة الخطيب.
وثمة مزيد ..
أمنيات التوفيق
شــكرا للامتاع
لـكم القلب ولـقلبكم الفرح
بـورك مـدادكـم
مـودتي و مـحبتي
الأستاذ الكريم الشاعر والأديب المبدع عوض بديوي
وجودكم الثمين هنا شرف للنص . فأهلا ومرحبا بكم .
كل التقدير لقراءتكم ،وقد توقفت عند إشارتكم إلى اللغة السينمائية في السرد، ولكنني أرغب حقا بأن أميل بالسرد عن أسلوب التركيز على الوصف الخارجي أو الظاهري الذي يخاطب حاسة البصر بالدرجة الأولى وهو ما يميِّز اللغة السينمائية .
والحقيقة أنني أعتني بالعالَم النفسي لبطلة الرواية بوصفه انعكاسا لأحداث الواقع خلال المراحل التي ستمر بها ( معاناة الحرب والنزوح والهجرة ).
وأرغب بإبراز تفاصيل هذا العالم النفسي من خلال تركيزي على وصف تفاعل البطلة مع الأشياء أو الجمادات ، ومن خلال انقسامها على نفسها إلى أجزاء قد يمثل كل منها تيارا أيديولوجيا في الواقع . أرغب بإنتاج حوار أو ديالوج يكشف عن جوهر أو غرض ذلك التيار الإيديولوجي أو وظيفته في الواقع .
أنا لا يحق لي تقديم الرواية من منظور نقدي لأنني أنا الناصة .ولكنني في الواقع أجد معاناة في منع نفسي من تقديم تصوّري لها ، عندما يثير القارئ حوارا يتصل بتصوره لها ( وهي لم تكتمل بعد ) من وجهة نظر نقدية . لأنني مبتلاة -والحمد لله - بسيطرة الرؤية النقدية التي تستدعي أي نص أقرؤه إلى قرار المحكمة النقدية ، و حتى ولو كنت أنا كاتبته .
عموما ، أشكر لكم حضوركم الكريم ، وأرجو أن أراكم هنا ثانية .
مع التحية والاحترام






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-05-2018, 02:41 PM رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
جاء الحوار كبيرا ما بين العقل والخيال
ما بين الجزء الحالم والآخر وفيه مبالغة
ولمست عدم حيادية في التفاصيل
لأن الأديب يجب أن ينقل الصورة
بكل حيادية تامة وهذا ما لم ألمسه هنا
ربما يكون الخلل في رؤيتي وقرائتي
تحياتي أستاذة ثناء
أستاذي الكريم الأديب المبدع خالد يوسف أبو طماعة
يسعدني جداً ما تثيرونه بحضوركم الثري المثري من نقاط حساسة لا ينبغي تجاوزها عندما يمر الحوار بها من بعيد ، فتظهر غامضة أو غير دقيقة لمن يشاء الدقة .
إشارتكم إلى المبالغة صحيحة تماما . وأنا أرشح كناقدة هذا المشهد ( الحوار بين الجزء العاقل للبطلة والجزء الحالم فيها ،وإدراتها هي للحوار) كي يوصف بأنه مكتوب بلغة تميل إلى اللغة الاستعراضية المسرحية ، بسبب المبالغة الواضحة فيه . على أن هذا الاستعراض يهدف إلى تفخيم فكرة الصراع وإبرازها . وهو الصراع الذي يأتي في أصول قيام الثورة في سورية ، عندما وصِفت هذه الثورة في مطلعها بأنها (ثورة مثقفين ) وكانت أول مطالبها المطالبة بحرية الفكر والإفراج عن سجناء الرأي. ولعلكم سمعتم عن الاعتداءات التي تعرض لها الفنان السوري علي فرزات مثلا عندما تعرض للضرب وكسروا له أصابعه التي يرسم بها فكره ورأيه المعارض.
إذن فالجدران التي هي رمز القمع في الرؤيا / الرؤية تحتاج لمن يقفز من فوقها إن لم يكن قادرا على تحطيمها . والحوار بين الجزء العاقل الذي يخشى المزيد من القمع ويحسب ألف حساب لكل قفزة / مغامرة ثورية أو تجاوز للجدران، والجزء الحالم الذي لا يعترف بالخوف ويقوده الشغف والحلم والحاجة للانعتاق والحرية هما الأساس التنظيري لكل ثورة في التاريخ . وأرى أن تفخيم الفكرة وعرضها يجب أن يتلاءم مع أهميتها . فتوليد الإحساس بالاستعراض المسرحي عند القارئ يضعه في أجواء نفسية تدفعه أكثر لتأمل فكرة الصراع . هذا ما رأيتُه وأنا أكتب المشهد .
أما قولكم إن الأديب يجب أن يتمتع بالحيادية فأخالفكم فيه مخالفة شديدة جملة وتفصيلا . لأن الأديب ليس صحافيا . الصحافي تفرض عليه مهنيته أن يكون حياديا وهو ينقل الحدث . أما الأديب فعليه أن ينعجن بروح الحدث عجنا . وعليه أن يصور الحدث تصويرا عاطفيا وجدانيا داخليا . وإذا ما قرر يوما أن يكون حياديا فقد تخلى عن مهنيته التي تفرض عليه أن يكون متحيزا بإلحاح ومندفعا بقوة وشغوفا حد التمزق . هذا رأيي .

ولكم التقدير والاحترام






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-05-2018, 02:51 PM رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالداحمدمحمود مشاهدة المشاركة
فالطيار الذي في الأعلى لن ينتظرك أكثر لتجدي فردة حذائك حتى يقذف البرميل .


هل لى أن اتوقف دقيقة حداد على الوطن.
الأستاذ الأديب المبدع خالد أحمد محمود
ما أروع التأني في وقفتكم !
سنقف حدادا على الوطن أياما وسنينا !
كل التقدير لحضوركم الجميل
وتحيتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-05-2018, 02:54 PM رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني مشاهدة المشاركة

جزء : حظّكم يفلق الصخر.

له ، وعليه ، وبحسب انطباع قراءة أولى متعجّلة ، فإنّ ما عليه اكثر مما له.

سأعود لقراءته مرّة اخرى وبتأنّي هذه المرّة ، لعلّي أنقض ما قالته القراءة الأولى واعتذر عنه.

تحيّاتي مبدعتنا الأستاذة ثناء.
ما يقوله الشاعر المبدع الفذ الأستاذ ياسر أبو سويلم الحرزني يستحق الاحترام دائما ويستحق الانتظار .
كل الشكر لحضوركم الكريم
والتحايا لكم






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-05-2018, 02:59 PM رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهام آل براهمي مشاهدة المشاركة
نسأل الله صلاح البلاد بصلاح العباد
ما تمضيه أمتنا في هذه المراحل جد صعبة سواء على من عايشها وهو المتضرر المباشر ومن يتفرج وهو المتضرر غير المباشر للأحداث ومن بعيد أو قيب كلها حروب نفسية وصدقي يا أستاذة ثناء كم عظيم حجم تلك الحروب تأثيرا على النفوس فاللهم نسالك القوة والصبر وجبر الكسور والنهوض عاجلا في شدة وعزم أقوى مما كنا عليه ومضى من تشرذم وتفرق وجدال ألهى و أضعف الأمة والله المستعان من قبل ومن بعد

وسط كل هذه الأشجان والأحزان
أخبريني فضلا / هل وجدت فردة حذاءك أم ضاعت كخلاصة ^^
ولك البشرة فلن يضيع منك شيئ وإن ضاعت فتلك منامات يا أخيتي فاطمإني صبرا وإيمانا واحتسابا
أشكر لك حضورك البهي وصدق تفاعلك أستاذتي الشاعرة المبدعة الغالية على قلبي سهام آل براهمي .
بارك الله فيك وأيدك بعطاياه التي لا تبور .
أما إجابتي عن سؤالك اللطيف :
فالجواب : لا ، يا عزيزتي . لم أجد فردة حذائي . ولا بد أن أفقد الأمل في إيجادها كخلاصة .
محبتي لك وكل الاحترام






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-05-2018, 03:19 PM رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
السيرة الذاتية
المذكرات اليومية
تصلح لأن تكون رواية
بل كثير من الروايات هي عبارة عن سير ذاتية
لكن يبقى عمل الكاتب في توظيف تلك السيرة بطريقة
فنية من حبكة وسرد للأحداث وغيرها من الأمور الفنية

..........

هل كل قراءة لا تتوافق ورؤية الناص أو ابتعدت عما قصده تكون ساذجة؟
كل الود
نعم صحيح ! المذكرات اليومية تصلح لأن تكون رواية . ولكنها عندما تصبح رواية فهي تفتح المجال للناص كي يستعمل صلاحياته كمؤلف روائي له الحق في أن يضيف ويحذف ويعدل ويحوِّر ويبلور ويؤلف ما يشاء في مادة المذكرات الخام التي أصبحت خلفية للأحداث تحدد خطوطها العامة فقط . دون أن يتمكن أحد من اتهام الناص بعدم المصداقية حتى وإن كان هذا الأحد مطلعا على كل تفاصيل حياته ومذكراته الأصلية .
لماذا ؟ لأن للرواية شروطها الفنية التي تقوم على التأليف والتخيل الذي يربط الأحداث في حبكة لا بد لها من الإمساك بعنصر الجذب والتشويق . وفي سبيل الجذب والتشويق سينتهك المؤلف مصداقية الجزء الواقعي المهيمن في المذكرات .
وجوابا على سؤالكم :
أقول : بالتأكيد لا . حتما لا . ليست كل قراءة لا تتوافق مع رؤية الناص أو ابتعدت عنها تكون ساذجة .
المسألة أن الأخت سلاف قد جزمت جزماً بأنني أصف تجربتي الشخصية لا أكثر ولا أقل . فهذه الثقة في كلامها ، وهذا الجزم أعتبره قراءة ساذجة . مع احترامي للجميع .


تحيتي ومودتي وتقديري لكم






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-05-2018, 10:08 PM رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)



بعد قراءة ثالثة كانت منذ قليل أقول :

لا أدري يا أستاذة أي نصف من أنصافك (أقولها تحت تأثير سردك الرائع) كتب الأجزاء الأولى ، ولكنّي أدري (تخميناً) أنّه ليس هو نفسه من كتب جزء "حظكم يفلق الصخر" ، وأرجو أن تعيدي القلم إليه ليقوم بإعادة إنتاج هذا الجزء . مشكلة هذا الجزء أنّه لو قرئ بمعزل عن الأجزاء السابقة لاعتبر جيداً ، ولكن قراءته كتتمة لما سبق يبهته لأّن ما سبق قد رفع السقف عالياً ، وجعل هذا الجزء يبدو عاديّاً ، ولا أدري أيضاً لماذ شعرت أنّ الكتابة في الأجزاء الأولى كانت على سجيّتها وغاية في الروعة والسلاسة (سهلة ممتنعة إن جاز التعبير) ، وأن هذا الجزء قد جاء متكلّفاً في بعض أجزائه ، وشعرت أيضاً وقد أكون مخطئاً (وهذا الراجح) أنّ الكاتبة أدخلت القارئ في معادلة الكتابة وبدأت تفكّر فيه وهي تكتب (وهذا مجرّد شعور لا أستطيع إثباته).

وأقول (ومرّة أخرى كقارئ متواضع الأدوات وليس كناقد) :
1. مشهد سوق "شارع تل أبيض" استرسل السرد كثيراً ولم يحمل أي مفاجأة أو دهشة ، إذ كان يمارس أشواط دوران على نفس المحور (ذهبنا إلى السوق ولم نشتر شيئاً) ، كنت أتمنى إدخال الباعة في معادلة السرد وبما يتعدّى حدودهم كديكور لإكمال المشهد السردي أو كباعة فقط وبما يدفع بالسرد باتجاه ما تريد الكاتبة قوله في هذه الرواية ، كأن تجعلهم يقولون قصص قصيرة تخصّهم ضمن سياق الرواية .

2. كذلك الأمر لمشهد محادثة الـ sms ، لا أدري لماذ أحسسته طويل جداً كحوار يتم تبادله عن طريق الـ sms .

3. معجم الزهور البريّة الّذي كانت الكاتبة تختم به سطور الحوار في لمشهد السابق لم يعجبني كثيراً وأحسسته متكلّفاً و تمّ إقحامه في السرد بشكل غير تلقائي .

4. مشهد "شهود شروق الشمس" والحوار مع الجدار من طرف واحد ، وحوار الكاتبة مع أنصافها رائع جداً ، وأعتقد أنّ الكاتبة تعتمد على حوارها مع ذاتها في تمرير رسائلها أو ما تريد قوله وهي لا تخشى أن يقال بأنّ خطابها جنح إلى المباشرة لأنّها تمارس ذلك في جزء السرد الموصوف بالفانتازيا. (وهذا استغلال وتوظيف رائع جداً).

5. مشهد الشاي جميل ، وكنت أتمنى أن يكون أكثر سخرية (أو إضحاكاً إن جاز التعبير) في هذا الجزء الّذي قلّ به منسوب الكتابة الساخرة قليلاً.

6. مشهد القذائف جميل جدّاً ومؤثّر.

7. التشويق لم يكن كما هو في الأجزاء السابقة.


وبعد ولأنّه بوسعنا دائماً أن نعيد النظر ، فإنّي أتمنى على كاتبتنا المبدعة أن تعيد النظر في هذا الجزء كأن تفكّر في إعادة إنتاجه وكتابته من جديد ، وهذا طبعاً بعد استمزاج قراءات الزملاء وانطباعاتهم عن هذا الجزء.

أرجو أنّي لم أثقل عليك أستاذتنا الفاضلة ، وأعتذر عن أيّ مشاعر سلبيّة قد يوّلدها انطباعي عن هذا الجزء ، ولكنّي رأيت أنّ للكلام أمانة ولا بدّ أن تؤدّى.

وبانتظار بقيّة الأجزاء.

تحيّاتي واحترامي أستاذتنا الشاعرة والروائيّة ثناء حاج صالح.



(وقد أعود إن خطر لي خاطر).






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط