هلوسات بلبل سرق صوته

[عبدالرحيم التدلاوي]

هلوسات بلبل سرق صوته
**
ألتهم الوقت أو يلتهمني، سيان المهم عندي متابعة عطر النساء، هذه الكائنات الرقيقة والعذبة كفراشات، شرائح لحم مختلفة المذاقات، ما أعذبهن! يكفيني أنا القابع بهذه المقهى الوضيعة، أن أجلس على كرسي من القش، وأمامي طاولة شحب لونها على ظهرها فنجان قهوتي، ومرمدة من زجاج تحمل علامة ماركة عالمية، عليها سيجارتي، وقربهما جريدتي الصباحية مطوية بعناية لا تظهر سوى صفحة الكلمات المتقاطعة فارغة المربعات. بعد نفثة وقضمة ورشفة كانت الكلمات تنثال إلى أن امتلأت شبكتي وفاض ماؤها، فحملني إلى أرض جرداء إلا من شجيرات مثمرة، ونبع ماء. سرعان ما تأقلمت مع المكان، فبنيت لي زاوية أحاطت بالشجيرات والنبع. كانت رياضتي الصلاة والصبر عليها. لم يمض وقت حتى وجدت القوافل تحط بجواري، في البداية كانت قليلة وعلى فترات من الزمن، ثم تكاثرت. من على صومعتي شاهدت بنايات تقام، وملاه ومقاه. فكانت مدينة الراشقاني.
حلقت لحيتي التي طالت حتى الصدر، واستحممت، وتعطرت، ولبست ثيابي، ثم توجهت إلى تلك المقهى الوضيعة، جلست على كرسي من قش، وعلى طاولتي الحالكة وضع النادل جريدتي الصباحية ومرمدة زجاجية تحمل علامة ماركة تجارية عالمية، أشعلت سيجارتي، وبدأت أتأمل نافثا في وجه العالم دخاني؛ لم يعد يروق لي، أفكر في إعادة بنائه، لكن، هذه المرة، على شكل امرأة.

[أحمد علي]

يبدو أنه كاتب فاضت الأفكار عليه وانهالت كالمطر ...
فهو يفضل الجلوس على مقهى بسيط غير متكلف
وربة الكتابة هبطت عليه فحاك ثوبا أدبيا مطرزا ...
ثم عاود الكرة و ...

جميلة هذه التقنية والتصوير الجميل
يسعدني قص شريطها
وتثبيتها
مع تقديري أ. عبد الرحيم

[عبدالرحيم التدلاوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد على

يبدو أنه كاتب فاضت الأفكار عليه وانهالت كالمطر ...
فهو يفضل الجلوس على مقهى بسيط غير متكلف
وربة الكتابة هبطت عليه فحاك ثوبا أدبيا مطرزا ...
ثم عاود الكرة و ...

جميلة هذه التقنية والتصوير الجميل
يسعدني قص شريطها
وتثبيتها
مع تقديري أ. عبد الرحيم

وأسعدني تقبلك الحسن للنص، أخي أحمد
شكرا لك على تفاعلك القيم، وعلى إشادتك المشجعة.
بوركت.
مودتي

[قصي المحمود]

قصة قصيرة ..ولكنها ذات بعد فلسفي حاول الزميل الصديق عبد الرحيم
ان يوصل لنا فكرته بشاعرية وفلسفية ..اختفت السردية من النص ولكنها اعتمدت
الإيحاء النفسي ..
تعجبني هذه النصوص..فهي تشغل الفكر..لعمق الفكرة والدلالة
تحياتي وتقديري

[عبدالرحيم التدلاوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود

قصة قصيرة ..ولكنها ذات بعد فلسفي حاول الزميل الصديق عبد الرحيم
ان يوصل لنا فكرته بشاعرية وفلسفية ..اختفت السردية من النص ولكنها اعتمدت
الإيحاء النفسي ..
تعجبني هذه النصوص..فهي تشغل الفكر..لعمق الفكرة والدلالة
تحياتي وتقديري

سيدي قصي
أسعدك الله.
شكرا لك على هذا التحليل الضافي والعميق.
بوركت.
مودتي

[زياد السعودي]

سلام الله
وتحية ترقى لتليق بكم
بكل الود نذكركم وأنفسنا بضرورة المباعدة بين عمليات النشر ..
لاتاحة المجال لتنفس النصوص
والتي أصبحت ـ بتغذية راجعة من الزملاء والزميلات ـ
(5 أيام بين النص والذي يليه نشرًا)

عذرا منكم
تقديرنا والاحترام

[عبدالحليم الطيطي]

،قد أجلستني في مجالسك الجميلة التي اتقنت نسيجها ،،خيال بديع ،، لكن كيف انتهى بك الأمر ،،،الى جعل العالّم على شكل امرأة ،،،،وعقلك الخلاّق هذا ،،أحقّ بالإهتمام ،،حتى لو تعثّر الف مرّة................أسلّم عليك أخي الأستاذ/ عبدالرحيم،،والتحية والمودة

[عبدالرحيم التدلاوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي

سلام الله
وتحية ترقى لتليق بكم
بكل الود نذكركم وأنفسنا بضرورة المباعدة بين عمليات النشر ..
لاتاحة المجال لتنفس النصوص
والتي أصبحت ـ بتغذية راجعة من الزملاء والزميلات ـ
(5 أيام بين النص والذي يليه نشرًا)

عذرا منكم
تقديرنا والاحترام

علم.
شكرا لك عميدنا.

[عبدالرحيم التدلاوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحليم الطيطي

،قد أجلستني في مجالسك الجميلة التي اتقنت نسيجها ،،خيال بديع ،، لكن كيف انتهى بك الأمر ،،،الى جعل العالّم على شكل امرأة ،،،،وعقلك الخلاّق هذا ،،أحقّ بالإهتمام ،،حتى لو تعثّر الف مرّة................أسلّم عليك أخي الأستاذ/ عبدالرحيم،،والتحية والمودة

أخي سيدي عبدالحليم
أكرمك الله.
شكرا لك على هذا التفاعل القيم، سعيد بتقبلك الحسن.
دمت مزهرا.
مودتي.

[خالد يوسف أبو طماعه]

تأملات ربما تكون روحاننية
وحديث مع النفس أخذه بعيدا
هي ربما ليست هلوسات ما كان
في خاطره بل رسم الصورة
التي أرادها بكل جمال
تخطير جميل وبوح شفيف
تحياتي

[محمد خالد بديوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم التدلاوي

هلوسات بلبل سرق صوته
**
ألتهم الوقت أو يلتهمني، سيان المهم عندي متابعة عطر النساء، هذه الكائنات الرقيقة والعذبة كفراشات، شرائح لحم مختلفة المذاقات، ما أعذبهن! يكفيني أنا القابع بهذه المقهى الوضيعة، أن أجلس على كرسي من القش، وأمامي طاولة شحب لونها على ظهرها فنجان قهوتي، ومرمدة من زجاج تحمل علامة ماركة عالمية، عليها سيجارتي، وقربهما جريدتي الصباحية مطوية بعناية لا تظهر سوى صفحة الكلمات المتقاطعة فارغة المربعات. بعد نفثة وقضمة ورشفة كانت الكلمات تنثال إلى أن امتلأت شبكتي وفاض ماؤها، فحملني إلى أرض جرداء إلا من شجيرات مثمرة، ونبع ماء. سرعان ما تأقلمت مع المكان، فبنيت لي زاوية أحاطت بالشجيرات والنبع. كانت رياضتي الصلاة والصبر عليها. لم يمض وقت حتى وجدت القوافل تحط بجواري، في البداية كانت قليلة وعلى فترات من الزمن، ثم تكاثرت. من على صومعتي شاهدت بنايات تقام، وملاه ومقاه. فكانت مدينة الراشقاني.
حلقت لحيتي التي طالت حتى الصدر، واستحممت، وتعطرت، ولبست ثيابي، ثم توجهت إلى تلك المقهى الوضيعة، جلست على كرسي من قش، وعلى طاولتي الحالكة وضع النادل جريدتي الصباحية ومرمدة زجاجية تحمل علامة ماركة تجارية عالمية، أشعلت سيجارتي، وبدأت أتأمل نافثا في وجه العالم دخاني؛ لم يعد يروق لي، أفكر في إعادة بنائه، لكن، هذه المرة، على شكل امرأة.

العنوان لوحده يحتاج الى تفكيك وإعادة تركيب

{هلوسات بلبل سرق صوته}

توقف عن التغريد إذن وشرع بممارسات بديلة
كالإشارات ..وكلمات متقاطعة في مربعات فارغة .
مراقبة هذا العالم بعقل مفتوح ووعي صامت يخلق
في النفس أضاءات لم تدرك من قبل ..كما انها قد
تطفئ حماس النور المبتدئ فيها..!!
وكما قال أستاذي حسن لشهب :
{{ أليس العمل الإبداعي رؤية وتفكيكا لعالم يقلقنا ولا يمكن أن نرتاح إلا بفك رموزه واختراق سطوته الرهيبة}}
النص جميل جعل ما في الخاطر يبدو عالما آخر..

وكعادتك أديبنا الراقي عبدالرحيم التدلاوي

تاتي بما هو مختلف عبر تجارب متعددة ورائعة

بوركتم وبوركت حروفكم المضيئة

احترامي وتقديري

[عبدالرحيم التدلاوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه

تأملات ربما تكون روحاننية
وحديث مع النفس أخذه بعيدا
هي ربما ليست هلوسات ما كان
في خاطره بل رسم الصورة
التي أرادها بكل جمال
تخطير جميل وبوح شفيف
تحياتي

سيدي خالد
أشكرك على عطر حرفك.
تقديري

[عبدالرحيم التدلاوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن لشهب

تذكرت قصتي" السبحة " وأنا أقرأ هذا النص الجميل ...
هو التجريب الذي يمنح إمكانية الكتابة بشتى الأشكال وليس المهم دائما هو الحكاية بل ما وراءها والفكرة التي تحكم رؤية الكاتب للعالم وإعادة بنائه .أليس العمل الإبداعي رؤية وتفكيكا لعالم يقلقنا ولا يمكن أن نرتاح إلا بفك رموزه واختراق سطوته الرهيبة....
وثمة ما يقال...
ممتع كعادتك سي عبد الرحيم.
تحياتي

أخي سيدي حسن
أعتذر عن التأخر في الرد وما ذاك إلا بسبب انشغالاتي الاجتماعية.
شكرا ك على تعليقك الباذخ.
تقديري

[عبدالرحيم التدلاوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي

العنوان لوحده يحتاج الى تفكيك وإعادة تركيب

{هلوسات بلبل سرق صوته}

توقف عن التغريد إذن وشرع بممارسات بديلة
كالإشارات ..وكلمات متقاطعة في مربعات فارغة .
مراقبة هذا العالم بعقل مفتوح ووعي صامت يخلق
في النفس أضاءات لم تدرك من قبل ..كما انها قد
تطفئ حماس النور المبتدئ فيها..!!
وكما قال أستاذي حسن لشهب :
{{ أليس العمل الإبداعي رؤية وتفكيكا لعالم يقلقنا ولا يمكن أن نرتاح إلا بفك رموزه واختراق سطوته الرهيبة}}
النص جميل جعل ما في الخاطر يبدو عالما آخر..

وكعادتك أديبنا الراقي عبدالرحيم التدلاوي

تاتي بما هو مختلف عبر تجارب متعددة ورائعة

بوركتم وبوركت حروفكم المضيئة

احترامي وتقديري

أخي سيدي محمد
سعيد بتفاعلك المثمر.
شكرا لك على تحليلك الرائع.
تقديري