قراءة في قصيدة خِـتمُ مملكة الخفـــاء للشاعر سمير سنكري - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :إيمان سالم)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-2017, 11:43 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مهتدي مصطفى غالب
عضو اكاديميّة الفينيق
رابطة الفينيق / آرام
يحمل وسام الفينيق للإبداع
سوريا

الصورة الرمزية مهتدي مصطفى غالب

افتراضي قراءة في قصيدة خِـتمُ مملكة الخفـــاء للشاعر سمير سنكري

قراءة في قصيدة خِـتمُ مملكة الخفـــاء
للشاعر سمير سنكري
.. إن من يريد أن يتعرف علي الشاعر سمير سنكري صديقي الجميل كقصائده و على منهجه الفكري عليه أن يقرأ قصيدة له... شعره هو نسج لفكره بحروف من لغة تعرف كيف توصل أفكاره التي يحمل ... تشعر عند قراءة نصه (ختم مملكة الخفاء) هذا النص الذي يمثل شعره و قصيدته أصدق تمثيل و يعبر عن اجربته الشعرية بشكل يتيح لك أن تكشفه و تكتشفه من خلال هذه القصيدة التي توحي لك و كأن لا عاطفة لديه ...كلها فكر و عقل ... و لكن هل الفكر و العقل منفصلان عن الإنسان و بالتالي هل ينفصلان عن حساسيته الشعرية ؟؟!! أقول لا ...؟؟!! إن الفكر و العقل أهم ما يميز القصيدة شرط ألا يفرضا عليها دكتاتورية تجعلها نصاً أيدلوجياً (مؤطراً بالتنظير ) فتفقد التعبير الفني الذي لا تنتجه إلا العفوية و الطفولية المبدعة ...
تبدأ القصيدة بهجوم فكري لاذع النغمة (مجمـــوعة جـُنـَّتْ مقاصـدُها أذىً ...) إذا قال القصيدة في جملة ثم بدأ خيط تفسير هذه الجملة الشعرية الجميلة التي اختزلت مقصده الفكري ... لكنها فتحت أبواب اللغة كي تتعرى أمام الفكر فيكتشف القارئ هذه المجموعة (مجموعة ماذا و ممن أو مما تتألف) فإذ بها مجموعة وحشية ( نشــبتْ أظافــرَها بـِلا خوف ٍعلى وجـهٍ لنا ...) فيروح الأسى ماشياً على دمع الشاعر ... صورة ساحرة و مبتكرة تحمل عبقرية نحتية في اللغة الجمالية للقصيدة ...فينفجر الدرب بسهام من شياطين القتامة و الضياع رمــى دربي سـِـهامـاً من شـياطين ... / القـتــامةِ والضـَياعْ ...
إذ لا خطاً ترســو على دربي رؤى ... / فالعتــمُ حـالفـَــهُ الفـــراغْ ...
يســري بهِ كعناكب ِالمــوت ِالخفيَّة ِ... / في المســارات ِالضنينة ِبالوضــوحْ ...)
صورٌ بنيتها الفنية نحت في حجر الفكر بأزاميل الحساسية الشعرية التي تسرق القارئ من وحشته إلى وحدته مع الفكر المخبأ في كل حرف يستر خلفه قضية فكرية تبدو للشاعر أنها رؤيوية لكنها مغرقة بالمباشرة و السردية و الأهم بالوصفية التي تجعل صخر القصيدة يتآكل إذ تحته بقسوة وعنف ... و الشعر ليس صوت الفكر بل صداه في عمق ذواتنا .. القادرة على الرؤية ببصيرتها و ليس ببصرها ... هي القصيدة ترمومتر التوازن بين ماديتنا و روحنا ...
كم جمالي من الصور المتلاحقة ببهاء غريب ترسم لوحة ... متقنة الصيغة الفنية لكنها حادة الرؤية الفكرية ( إذ لا خطاً ترســو على دربي رؤى ) إلى أن تدهشك صورة بجمالية لوحاتها (يتراقص النـــور الذي مـَسـَـخَ الرجــاءَ .../ فضـاعَ منهُ كلُّ حالات الســمو . !)
... فيتراقص النور ؟؟ أي نور ؟؟ إنه النور الذي مسخ الرجاء !! أي نور هذا هو هل هو نور العتمة أم الغفلة أم نور الجهل أم الحقد ... أم أيُّ نورٍ هذا الذي يمسخ الرجاء فيضيّع منه حالات السمو ، فهل هي ضاعت من النور أم من الرجاء ... أقول ضاعت من الرجاء... أم لا رجاء من نور يأتي من مجموعة وحشية الفكر و الرؤى ؟؟ هذه آفاق رؤيوية تضع القارئ أمام السؤال و التساؤل فتفتح أمامه أبواب الكشف و الاكتشاف ...
(مجمـــوعة ٌ .... / حـَلـَقــاتها ممهــورة ٌفي خـِتم مملكة ِالخـَفـــاءْ ...
كم تنتشــي طـَـرَباً إذا ... في ساحة الوجدان ِ.../ أقـفـَــرَتِ الدروبَ منَ الضـِيـاءْ ...
حـَلـَقـَـاتـُها الأعـلى إلى ما لا نهاية َ... في الحضيضْ ... / قد ألـزَمتـْـنا في خبـــاء ِالضــوء ِ...
أن نرضــى بما تســعى إليه ... / في أراجيـــح الظــلامْ ... / والصــوتُ أخرســهُ الهــروبُ إلى الأمـــامْ ...)
إنها مجموعة حلقاتها الفكرية ممهورة بختم الخفاء ... إنها كقطط الليل تبرق عيونها لكنها تفرُّ أمام الضوء الحقيقي ... لتبقى في النور الذي تحدث عنه الشاعر و هو نور الوحشية و العتمة و الضياع ... هي حلقات مفتوحة إلى ما لانهاية في الحضيض الفكري ..قد حاولت إلزام الشاعر و أمثاله بالصمت في خباء الضياء كي يرضوا بما تسعى إليه في أراجيح الظلام الفكري التي تروح وتعود كالنواس ... هاربة إلى أمامٍ مجهولٍ لا تعرفه و لا تدركه بل تحاول أخذ نفسها إليه كي لا تفكر في اللحظات المعاشة ...(صوت أخرسه الهروب إلى الأمام ) صورة من الفكر المصفى لكنه مليء بعسل الرؤية و الفنية و الصفاء التعبيري الجميل ...ليختم
قصيدته بفكرة شعرية أوصلها بقصديته إلى بحر الفكر الواسع :
(خوفي نمـــا في حقــل ِمعرفـَتـي ...
بـأنَّ مصـائرَ الإنســان ِ...
تهـــوي للعـــدمْ ...
تســعى لـتبـقى ترتدي آلامنــا ...
ونسير في عــرَج ٍ إلى ...
أكــوام ِمزبلـَـةُ الأمــمْ ...
لكننــا ســنكونُ في جســد ِِالعــزيمة ِ...
مـِشــعلاً ... نحمي به ِدارَ الحضــارة ِوالرؤى ...
وتأكدوا إنْ أشــعــلَ المظـــلومُ بـيـدرَ ظـُلمــه ِ
سـَـينـيـرُ حتى تهتدي منه المسالكُ ....
ثمَّ تهــوي كلُّ أرصدة ِالضلالة ِ... فـَجــأة ً
دونَ احتضـــارْ . !)
نكتشف في (خوفي نما في حقل معرفتي) صورة خلاقة لا يبدعها و يكتشفها إلا شاعر يتوه عشقاً بالقصيدة و الفكر الذي يحمله .. هي كشف لما قد تولعه المعرفة من حرائق في كيان الشاعر كي يضيء للآخرين دروبهم ... خوفه نابع من قلقه المعرفي من مصائر الإنسان الذي تفتك بكيانيته مجموعات متوحشة كالتي يحكي عنها الشاعر ... فيفجر مساحات الأمل في هذه الخيبات التي تراكمت كبيادر ظلمة كي تهتدي منه الدروب نحو انتصار إنسانية الإنسان على وحشية المجموعات المتوحشة بترهلها الفكري ... فتحترق كل أرصدة الضلالة في بنوك التوحش و انغلاق الرؤى ... فجأة دون حتى أن تحتضر ...
نصٌّ بنائي التركيب نما كأشجار مقلمة و منسقة كي تعبر عن روحية الفلاح لا عن روحية القصيدة فكانت جميلة و ممتعة للبصر و الأهم للبصيرة ... لكنها كانت فقيرة بالعفوية و يعود ذلك للموضوع الذي بنيت لأحله القصيدة فكانت قصيدة قصدية التركيب .. لكنها عميقة الرؤية الفنية ... إنما هي قاسية على المتلقى لانهزام العفوية أمام القصدية إنما هكذا هو الشاعر سمير سنكري و هكذا هو يبدع قصائده التي تعبر عنه بشفافية مطلقة ... و تخاطب عقل المتلقي قبل إحساسه و حسه وهو متقن لنصه و مبدع في كتابته و في هذا النص أكد الشاعر تمكنه من نصه فكتبه كما يشاء جمالية و شاعرية

الشاعر : سمير سنكري
ولد في السقيلبية – محافظة حماه - سوريا – عام 1946م
عمل في التعليم لسنوات عديدة في سوريا و اليمن
عضو جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب
أعماله المطبوعة:
1- عبرت حزني – ديوان شعر– دار الفرقد – دمشق عام 2006م
2- لبس الصمت جراحي .. فتكلم – ديوان شعر – دار بعل – دمشق – عام 2009م
3- همسٌ و رمزٌ و صدى – ديوان شعر – دار بعل – دمشق – عام 2010م







  رد مع اقتباس
/
قديم 30-07-2021, 04:27 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

افتراضي رد: قراءة في قصيدة خِـتمُ مملكة الخفـــاء للشاعر سمير سنكري

شاعرنا القدير أ/ منتدي مصطفى غالب،
غوص رائع و متمكن في بحور الكلام و المعاني،
في قصيد بارع لشاعر متمكن، افتقدت منذ سنوات القراءة له، القدير أ/ سمير سنكري،
فتحية لكما، عملاقين من عمالقة الحرف الجميل

شكرا لك قديرنا،
و كل الاحترام.






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
قديم 23-12-2021, 09:49 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: قراءة في قصيدة خِـتمُ مملكة الخفـــاء للشاعر سمير سنكري

قراءة رائعة ومدهشة
تحيتي أستاذ غالب






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط