العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ مَطْويّات⊰

⊱ مَطْويّات⊰ للنصوص اللاتفاعلية ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-2020, 03:30 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صفاء الأحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية صفاء الأحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


صفاء الأحمد غير متواجد حالياً


افتراضي فسحة

فُسحَة
صفاء الأحمد ١٦ كانون الثاني ٢٠٢٠م


السَّاعَةُ السَّادِسَةُ صَبَاحًا،
لا أعْرِفُ كيفَ حُمِلْتُ إلى الطَّريْقِ العامّ !!

وأنا أتَأَمَلُ مصَابِيْحَ الشَّارِعِ التي لا تَزَالُ مُضاءَةً، التَفَتُّ إلى قِطٍّ يَلُفُّ نَفسَهُ بِذَيلِهِ مُستَرْخِيًا على سورِ أحَدِ البُيوتِ، قَالَ لي ضَاحِكًا :
"يَبدُو أنَّ رئيسَ البَلَدِيَّةِ رَجُلٌ مُحافظٌ لِلغَايَةِ".
ثُمَّ غَمَزَني بِعينٍ و لَمَعَتْ الأُخرى وكأَنَّ فيها نجمَةً!

تَجَاهَلْتُهُ و بَدَأْتُ أسيرُ بِمُحَاذاةِ الرّصيفِ الَّذي لا مَكانَ لِقدَمَيَّ فيهِ، جَسَدٌ بلا رَأسٍ يَمشِي إِلى يَمِينِي بِخُطواتٍ غيرَ مُتَّزِنَةٍ يبدو أَنَّهُ نَسِيَ رأسَهُ على وِسادَتِه،
و إلى يَسارِي امرأةٌ تُفتِّشُ في حاوِيَةِ القُمامَةِ ، أحْشائُها تُفَتّشُ معَها أيضًا!

عَدَدٌ قَليلٌ جدًا من السيَّاراتِ تَعبُرُ الشَّارِعَ مرّتْ سيارَةٌ مُسْرِعَةٌ رشَقَتْني بصوتِ فَيروز وبعضِ الماءِ ، لا بأس.

تجاهَلْتُ الأَمرَ وتابَعْتُ السَّيرَ واضِعَةً يديّ في جِيوبي ..
تَعَثَّرَتْ خطواتي بالكَثيرِ من الافكارِ المتناثِرَةِ في كُلِّ مكانٍ، يَبدو أنَّ عُقولَ النيامِ ألقَتْها ليلًا منَ النوافِذ،إنَّها سخيفةٌ لكنَّها ليستْ عديمةَ الوزنِ !
أيًّا كانت، سَوفَ تسحَقُها أقدامُ المارَّةِ بعدَ قليل.

تَجاوَزتُ كُلَّ الأفكارِ، تَشَعَّبَ الطريقُ وتَشَعَّبَتْ معَهُ تَساؤلاتِي؛ أيُّ الطريقينِ سوفَ أسلُك؟ كلاهُما يُؤدي إلَى عَمَلِي ..

قَطَعَ حَبْلُ أفْكارِي صَوْتُ المُنَبّه
نَهضْتُ وكأنِّي صُقِعتُ بتيَّارٍ كهربائِيٍّ..
ارتَديْتُ مَلابِسِي وخَرجْتُ على عَجَلٍ، يا إلهي، نسيتُ ارتِداءَ حِذائي!
فُوجئتُ بمُخَططاتي الليليةِ تَجلِسُ واضِعَةً رجلا فوق رجل على الرصيفِ، إنَّهُ القطُّ ذاتُه ..
يسحَقُ مُخطَطَاتي بأَطرافِه .. !
" اوه توقّفْ أيُّها الأحْمَقُ... " هكذا صَرَخْتُ ..
لأجِدَ يدَ أُمِّي تَشُدَّ على يدِي، و تقولُ بِصوتِها الحانِي : "لا عليكِ يا عزيزتي، هَدِّئي من روعِك إنَّهُ كابُوْس."
كان نَفَسِي يَتَرَدَّدُ بسُرعَةٍ إلى صدري وكأنَّ الطريقَ كانَ يهرولُ بداخلي.

رَنَّ جَرَسُ المنَّبِهِ في تمامِ الساعةِ السادسةِ صباحًا،كنتُ قد انتهَيْتُ مِن ارتِداءِ مَلابِسي.. غادَرْتُ المنزِلَ بهُدوئي المُعتادِ وتركتُ صوتَ المنبِّهِ يصدَحُ في غُرفَتي وحدَه.

سِرتُ هذهِ المرَّة على الرَّصيفِ الضيَّقِ بِمُحاذاةِ أسوارِ المنازلِ المُمتدةِ على طولِ الشارعِ، وابتَسَمْتُ لِقطٍّ نائمٍ على إحدَاها بَينَما لم يُعرنِي اهتِمامًا.






يجب أن تستمر الحياة .. لكنني نسيت السبب !!

  رد مع اقتباس
/
قديم 23-01-2020, 01:17 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


خالد يوسف أبو طماعه غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فسحة

جميل أنه في نهاية الأمر كان حلما مزعجا
نص جميل بفكره ولغته وتصوير جميل ايضا
لكن وبكل صدق النص بحاجة لبعض ( الدعك)
وسيكون رائعا أيضا ولكم واسع النظر
وجهة نظر متذوق لهذا الفن لا غير
كل التقدير






حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  رد مع اقتباس
/
قديم 23-01-2020, 04:27 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جاد ابراهيم
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
الأردن

الصورة الرمزية جاد ابراهيم

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


جاد ابراهيم غير متواجد حالياً


افتراضي رد: فسحة

ما بين السطور هُنالك شيء جميل يَستدعي التدخل
،،
،
احسنتـِ






كُومّستير
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط