لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-07-2016, 06:03 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
صورة
صورة
***** بالقرب من واد، جلست على صخرة عالية أتأمل حبيبات ندية تتراقص في مرآة الخواء، أو بالأحرى تلك الزرقة الشفافة التي رسمت على جبين الأفق المشرق صورة فاتنة!! بلهفة أخذت ورقة و ريشة ثم بدأت أرسم هذا البهاء الرباني، بينما نسيم الهواء النقي يرسم هو الآخر على خدودي قبلات حب و احترام .. و الجميل أنه لم يترك نبتة و لا شجرة إلا وقد هدهد قوامها بلطف و شفى حزنها و جرحها العميق.. كم كنت سعيدا بهذا الحضور وسط مدرسة طبيعية، نادرة في زمن العولمة الشرسة، لا يقصدها إلا من كان محظوظا حقا، أو من يحمل في طياته جمالا و روحا نقية. فجأة سمعت صوتا يهمس في أذني:" ارحل قبل أن يستيقظ الوحش..!!" نظرت بسرعة في جميع الاتجاهات لعلي أجد أحدا، كانت نفسي حينها ترتعش في صدري خوفا .. - هل فعلا يوجد هنا وحشا قاتلا !؟ أم هي فقط وساوس الشيطان اللعين الذي يكره كل من يعشق تأمل الكون!؟ ألم يقسم أنه سيكون عدوا لكل الناس الأنقياء، و أنه سيشعل الأرض نارا و حقدا !؟ تكدست الأسئلة في رأسي حتى صار مثل بالون تكفيه شوكة بسيطة لينفجر و تنتهي القضية برمتها. بصعوبة تغلبت على خوفي، و استأنفت ما بدأته بابتسامة شبه مشرقة إلى أن ارتفعت عاليا و سقطت كفأر على فمه إثر صاروخ ملتهب صاعق مر من فوقي يقطر دما.. استجمعت قوتي مجددا باحثا عن ما رسمته فلم أجده، حتى ريشتي و ألواني تبخرت كماء البحر المالح!! و أنا بصدد مغادرة المكان، لمحت وحشا عصريا مخيفا يعرج نحوي، تتضارب أطرافه فيما بينها، دماؤه تجري في عروقه في منحى معاكس !! و الشيء الذي جعلني أموت رعبا و أسفا؛ أنه كان يعرج برجل ضخمة على جماجم بشر ضعفاء، و لا ينام إلا على صدورهم عند الليل ..!! تمنيت لو لم أر هذا المشهد حقيقة .. تمنيت لو غادرت ذلك المكان قبل أن تحرق تلك الصورة الساحرة بداخلي تاركة وراءها دخانا و جفافا لا يوصف.. - كيف سأنام مستقبلا هادئ البال أمام هذه الجرائم التي تلطخ عالم الانسان و ترمي به نحو مزبلة مقرفة!؟ و لكي لا أصاب بجنون تام، أو بعدوى البطش و الانتقام و سفك الدماء، قررت ترك المكان فورا، فبدأت أجري .. أجري إلى أن لمحت في طريقي ورقتي البيضاء عالقة وسط أشواك، توقفت قليلا و بدأت أشعر بالفرح يشق طريقه إلى قلبي شيئا فشيئا؛ لأنني سأحمل أجمل صورة رسمتها في حياتي، و أنني بمجرد رؤيتها سيتبدد السواد من جديد .. مسكتها أخيرا، تأملتها بلهفة، فوجدت خدود و بهاء الكون الذي رسمته ملطخا بقطرات من الدماء على شكل أفواه عطشى ..!! |
|||
14-07-2016, 07:24 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: صورة ( إلى الأديب البهي عوض بديوي)
وأنا بصدد مغادرت المكان. تقصد مغادرة مرحبا استاذ ادريس ، منذ حوالي ست سنوات بدأت النشر هنا في الفينيق ولقد تقبلوني هنا بحفاوة وقد وجدت من اهتم بي واعانني بالنصيحة والنقد واصلاح الأخطاء والتشجيع وقد تعلمت ومازالوا يوجهوننني وها انا مازلت اتعلم واني اهتم بنصوصك لانك حقا مهوب وأومن انه سيكون لك شان وقد اعجبتني هذه القصة كثيرا لدفئها ورومانسيتها وقد تمنيت ان تكون الخاتمة أجمل اتمنى ان يدوم ألقك وتحياتي |
||||
14-07-2016, 07:36 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: صورة ( إلى الأديب البهي عوض بديوي)
اقتباس:
الأديبة المقتدرة روضة الفارسي تحياتي فعلا أنا سعيد بتواجدي هنا و أنني مهما غبت في دروب الحياة المتشعبة أعود بفرح شديد لأن الوضع هنا في هذا الصرح الأدبي يبشر بالخير و الابداع و التألق.. سعيد بمرورك و بكل ملاحظاتك القيمة .. فعلا أنا أتعلم و سأبقى دائما أتعلم بدون ملل و لا كلل. أشكر هذا البهاء فيكم و في كل ملاحظاتكم و تنبيهاتكم القيمة و السديدة.. تقبلوا مني فائق الاحترام و التقدير. |
||||
23-03-2022, 03:39 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: صورة ( إلى الأديب البهي عوض بديوي)
قصة تستحق الصدارة في المدينة الحالمة
لاذواقكم لطفا وود |
||||
24-03-2022, 05:43 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: صورة
هي صورة لها وجهان..
والاثنان متناقضان تماما.. الرمزية في القصة عالية، ولكن التأويل متاح ويحتمل التعدد فأنا قد أذهب إلى أن الروض الجميل هو (الحلم) والوحش الذي يبتلع كل شيء هو اليقظة في عالم يتوحش بتفاصيله وركضه نحو المادية، داهسا كل ما هو رومانسي شكرا لك أ/ إدريس سرني ما قرأت هنا احترامي
|
||||
12-04-2022, 04:12 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: صورة ( إلى الأديب البهي عوض بديوي)
اقتباس:
شكرا جزيلا على إعادة النص للواجهة مودتي و تقديري |
||||
15-04-2022, 01:48 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: صورة
اقتباس:
الظلم العالمي، يقتل الطبيعة، والعمران الإنساني...كذلك يطارد الجمال في ذواتنا. كيف نحمي أرواحنا من مس شياطين الدمار ومن وحوش العبثية....ونحن عزل، لا ثقافة ندرعها، ولا مرجعية نلجأ لها... هكذا قرأت صديقي ادريس هذا النص الجميل جدا . مودتي |
||||
16-04-2022, 09:41 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: صورة
من القصص ذات الرمزية العالية الجودة
نص يدين الممارسات البشعة للبشرية ويدين العنف ويغتال الجمال نص مباشر الموعضة مغلف بالرمزية المتقنة كل الود والتقدير |
||||
19-06-2022, 03:59 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: صورة
اقتباس:
مودتي و تقديري |
||||
29-01-2023, 03:52 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: صورة
اقتباس:
مودتي و تقديري |
||||
15-02-2023, 12:46 AM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: صورة
اقتباس:
وكما استطاع بطل قصتنا هنا أن ينقل صورة الطبيعة الرائعة حوله بالريشة واللون على الورق استطاع حرفك القيم مبدعنا القدير أن يرسم صورة العالم الذي نعيشه وأحسب أن الوحش هنا هو الإنسان ذاته فهو من يقوم بتشويه صورة الطبيعة والحياة بأكملها وهو ذاته من لا يستحي في وطا جماجم الآخرين أبدعت مبدعنا القدير ا.ادريس الحديدوي عميق حرفك المفكر وقوية لغته الرصينة تقبل تقديري الدائم ومودتي عايده |
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|