صورة - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-07-2016, 06:03 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي صورة

صورة
*****


بالقرب من واد، جلست على صخرة عالية أتأمل حبيبات ندية تتراقص في مرآة الخواء، أو بالأحرى تلك الزرقة الشفافة التي رسمت على جبين الأفق المشرق صورة فاتنة!!
بلهفة أخذت ورقة و ريشة ثم بدأت أرسم هذا البهاء الرباني، بينما نسيم الهواء النقي يرسم هو الآخر على خدودي قبلات حب و احترام .. و الجميل أنه لم يترك نبتة و لا شجرة إلا وقد هدهد قوامها بلطف و شفى حزنها و جرحها العميق..
كم كنت سعيدا بهذا الحضور وسط مدرسة طبيعية، نادرة في زمن العولمة الشرسة، لا يقصدها إلا من كان محظوظا حقا، أو من يحمل في طياته جمالا و روحا نقية. فجأة سمعت صوتا يهمس في أذني:" ارحل قبل أن يستيقظ الوحش..!!" نظرت بسرعة في جميع الاتجاهات لعلي أجد أحدا، كانت نفسي حينها ترتعش في صدري خوفا ..
- هل فعلا يوجد هنا وحشا قاتلا !؟ أم هي فقط وساوس الشيطان اللعين الذي يكره كل من يعشق تأمل الكون!؟ ألم يقسم أنه سيكون عدوا لكل الناس الأنقياء، و أنه سيشعل الأرض نارا و حقدا !؟
تكدست الأسئلة في رأسي حتى صار مثل بالون تكفيه شوكة بسيطة لينفجر و تنتهي القضية برمتها.
بصعوبة تغلبت على خوفي، و استأنفت ما بدأته بابتسامة شبه مشرقة إلى أن ارتفعت عاليا و سقطت كفأر على فمه إثر صاروخ ملتهب صاعق مر من فوقي يقطر دما.. استجمعت قوتي مجددا باحثا عن ما رسمته فلم أجده، حتى ريشتي و ألواني تبخرت كماء البحر المالح!!
و أنا بصدد مغادرة المكان، لمحت وحشا عصريا مخيفا يعرج نحوي، تتضارب أطرافه فيما بينها، دماؤه تجري في عروقه في منحى معاكس !! و الشيء الذي جعلني أموت رعبا و أسفا؛ أنه كان يعرج برجل ضخمة على جماجم بشر ضعفاء، و لا ينام إلا على صدورهم عند الليل ..!!
تمنيت لو لم أر هذا المشهد حقيقة .. تمنيت لو غادرت ذلك المكان قبل أن تحرق تلك الصورة الساحرة بداخلي تاركة وراءها دخانا و جفافا لا يوصف..
- كيف سأنام مستقبلا هادئ البال أمام هذه الجرائم التي تلطخ عالم الانسان و ترمي به نحو مزبلة مقرفة!؟
و لكي لا أصاب بجنون تام، أو بعدوى البطش و الانتقام و سفك الدماء، قررت ترك المكان فورا، فبدأت أجري .. أجري إلى أن لمحت في طريقي ورقتي البيضاء عالقة وسط أشواك، توقفت قليلا و بدأت أشعر بالفرح يشق طريقه إلى قلبي شيئا فشيئا؛ لأنني سأحمل أجمل صورة رسمتها في حياتي، و أنني بمجرد رؤيتها سيتبدد السواد من جديد ..
مسكتها أخيرا، تأملتها بلهفة، فوجدت خدود و بهاء الكون الذي رسمته ملطخا بقطرات من الدماء على شكل أفواه عطشى ..!!






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-07-2016, 07:24 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
روضة الفارسي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس
افتراضي رد: صورة ( إلى الأديب البهي عوض بديوي)


وأنا بصدد مغادرت المكان. تقصد مغادرة

مرحبا استاذ ادريس ، منذ حوالي ست سنوات بدأت النشر هنا في الفينيق ولقد تقبلوني هنا بحفاوة وقد وجدت من اهتم بي واعانني بالنصيحة والنقد واصلاح الأخطاء والتشجيع وقد تعلمت ومازالوا يوجهوننني وها انا مازلت اتعلم
واني اهتم بنصوصك لانك حقا مهوب وأومن انه سيكون لك شان وقد اعجبتني هذه القصة كثيرا لدفئها ورومانسيتها وقد تمنيت ان تكون الخاتمة أجمل

اتمنى ان يدوم ألقك وتحياتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-07-2016, 07:36 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صورة ( إلى الأديب البهي عوض بديوي)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روضة الفارسي مشاهدة المشاركة

وأنا بصدد مغادرت المكان. تقصد مغادرة

مرحبا استاذ ادريس ، منذ حوالي ست سنوات بدأت النشر هنا في الفينيق ولقد تقبلوني هنا بحفاوة وقد وجدت من اهتم بي واعانني بالنصيحة والنقد واصلاح الأخطاء والتشجيع وقد تعلمت ومازالوا يوجهوننني وها انا مازلت اتعلم
واني اهتم بنصوصك لانك حقا مهوب وأومن انه سيكون لك شان وقد اعجبتني هذه القصة كثيرا لدفئها ورومانسيتها وقد تمنيت ان تكون الخاتمة أجمل

اتمنى ان يدوم ألقك وتحياتي

الأديبة المقتدرة روضة الفارسي تحياتي
فعلا أنا سعيد بتواجدي هنا و أنني مهما غبت في دروب الحياة المتشعبة أعود بفرح شديد لأن الوضع هنا في هذا الصرح الأدبي يبشر بالخير و الابداع و التألق..
سعيد بمرورك و بكل ملاحظاتك القيمة .. فعلا أنا أتعلم و سأبقى دائما أتعلم بدون ملل و لا كلل.
أشكر هذا البهاء فيكم و في كل ملاحظاتكم و تنبيهاتكم القيمة و السديدة..
تقبلوا مني فائق الاحترام و التقدير.






  رد مع اقتباس
/
قديم 23-03-2022, 03:39 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: صورة ( إلى الأديب البهي عوض بديوي)

قصة تستحق الصدارة في المدينة الحالمة
لاذواقكم لطفا
وود






  رد مع اقتباس
/
قديم 24-03-2022, 05:43 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

افتراضي رد: صورة

هي صورة لها وجهان..
والاثنان متناقضان تماما..

الرمزية في القصة عالية، ولكن التأويل متاح
ويحتمل التعدد
فأنا قد أذهب إلى أن الروض الجميل هو (الحلم) والوحش الذي يبتلع كل شيء هو اليقظة في عالم يتوحش بتفاصيله وركضه نحو المادية،
داهسا كل ما هو رومانسي


شكرا لك أ/ إدريس

سرني ما قرأت هنا

احترامي






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
قديم 12-04-2022, 04:12 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صورة ( إلى الأديب البهي عوض بديوي)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة
قصة تستحق الصدارة في المدينة الحالمة
لاذواقكم لطفا
وود
لقد أحييتم النص من جديد من خلال ارتسامتكم النيرة
شكرا جزيلا على إعادة النص للواجهة
مودتي و تقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 15-04-2022, 01:48 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
منير مسعودي
عضو أكاديميّة الفينيق
المغرب

الصورة الرمزية منير مسعودي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

منير مسعودي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صورة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ادريس الحديدوي مشاهدة المشاركة
صورة
*****


بالقرب من واد، جلست على صخرة عالية أتأمل حبيبات ندية تتراقص في مرآة الخواء، أو بالأحرى تلك الزرقة الشفافة التي رسمت على جبين الأفق المشرق صورة فاتنة!!
بلهفة أخذت ورقة و ريشة ثم بدأت أرسم هذا البهاء الرباني، بينما نسيم الهواء النقي يرسم هو الآخر على خدودي قبلات حب و احترام .. و الجميل أنه لم يترك نبتة و لا شجرة إلا وقد هدهد قوامها بلطف و شفى حزنها و جرحها العميق..
كم كنت سعيدا بهذا الحضور وسط مدرسة طبيعية، نادرة في زمن العولمة الشرسة، لا يقصدها إلا من كان محظوظا حقا، أو من يحمل في طياته جمالا و روحا نقية. فجأة سمعت صوتا يهمس في أذني:" ارحل قبل أن يستيقظ الوحش..!!" نظرت بسرعة في جميع الاتجاهات لعلي أجد أحدا، كانت نفسي حينها ترتعش في صدري خوفا ..
- هل فعلا يوجد هنا وحشا قاتلا !؟ أم هي فقط وساوس الشيطان اللعين الذي يكره كل من يعشق تأمل الكون!؟ ألم يقسم أنه سيكون عدوا لكل الناس الأنقياء، و أنه سيشعل الأرض نارا و حقدا !؟
تكدست الأسئلة في رأسي حتى صار مثل بالون تكفيه شوكة بسيطة لينفجر و تنتهي القضية برمتها.
بصعوبة تغلبت على خوفي، و استأنفت ما بدأته بابتسامة شبه مشرقة إلى أن ارتفعت عاليا و سقطت كفأر على فمه إثر صاروخ ملتهب صاعق مر من فوقي يقطر دما.. استجمعت قوتي مجددا باحثا عن ما رسمته فلم أجده، حتى ريشتي و ألواني تبخرت كماء البحر المالح!!
و أنا بصدد مغادرة المكان، لمحت وحشا عصريا مخيفا يعرج نحوي، تتضارب أطرافه فيما بينها، دماؤه تجري في عروقه في منحى معاكس !! و الشيء الذي جعلني أموت رعبا و أسفا؛ أنه كان يعرج برجل ضخمة على جماجم بشر ضعفاء، و لا ينام إلا على صدورهم عند الليل ..!!
تمنيت لو لم أر هذا المشهد حقيقة .. تمنيت لو غادرت ذلك المكان قبل أن تحرق تلك الصورة الساحرة بداخلي تاركة وراءها دخانا و جفافا لا يوصف..
- كيف سأنام مستقبلا هادئ البال أمام هذه الجرائم التي تلطخ عالم الانسان و ترمي به نحو مزبلة مقرفة!؟
و لكي لا أصاب بجنون تام، أو بعدوى البطش و الانتقام و سفك الدماء، قررت ترك المكان فورا، فبدأت أجري .. أجري إلى أن لمحت في طريقي ورقتي البيضاء عالقة وسط أشواك، توقفت قليلا و بدأت أشعر بالفرح يشق طريقه إلى قلبي شيئا فشيئا؛ لأنني سأحمل أجمل صورة رسمتها في حياتي، و أنني بمجرد رؤيتها سيتبدد السواد من جديد ..
مسكتها أخيرا، تأملتها بلهفة، فوجدت خدود و بهاء الكون الذي رسمته ملطخا بقطرات من الدماء على شكل أفواه عطشى ..!!

الظلم العالمي، يقتل الطبيعة، والعمران الإنساني...كذلك يطارد الجمال في ذواتنا. كيف نحمي أرواحنا من مس شياطين الدمار ومن وحوش العبثية....ونحن عزل، لا ثقافة ندرعها، ولا مرجعية نلجأ لها...
هكذا قرأت صديقي ادريس هذا النص الجميل جدا .

مودتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-04-2022, 09:41 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صورة

من القصص ذات الرمزية العالية الجودة
نص يدين الممارسات البشعة للبشرية
ويدين العنف ويغتال الجمال
نص مباشر الموعضة مغلف بالرمزية المتقنة
كل الود والتقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-06-2022, 03:59 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صورة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري مشاهدة المشاركة
هي صورة لها وجهان..
والاثنان متناقضان تماما..

الرمزية في القصة عالية، ولكن التأويل متاح
ويحتمل التعدد
فأنا قد أذهب إلى أن الروض الجميل هو (الحلم) والوحش الذي يبتلع كل شيء هو اليقظة في عالم يتوحش بتفاصيله وركضه نحو المادية،
داهسا كل ما هو رومانسي


شكرا لك أ/ إدريس

سرني ما قرأت هنا

احترامي
جميل شكري و امتناني على هذا المرور القيم الذي يفتح النص على المزيد من القراءات
مودتي و تقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-01-2023, 03:52 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صورة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منير مسعودي مشاهدة المشاركة
الظلم العالمي، يقتل الطبيعة، والعمران الإنساني...كذلك يطارد الجمال في ذواتنا. كيف نحمي أرواحنا من مس شياطين الدمار ومن وحوش العبثية....ونحن عزل، لا ثقافة ندرعها، ولا مرجعية نلجأ لها...
هكذا قرأت صديقي ادريس هذا النص الجميل جدا .

مودتي
أشكر جميل مروركم .. تحياتي أخي العزيز
مودتي و تقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 15-02-2023, 12:46 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: صورة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ادريس الحديدوي مشاهدة المشاركة
صورة
*****


بالقرب من واد، جلست على صخرة عالية أتأمل حبيبات ندية تتراقص في مرآة الخواء، أو بالأحرى تلك الزرقة الشفافة التي رسمت على جبين الأفق المشرق صورة فاتنة!!
بلهفة أخذت ورقة و ريشة ثم بدأت أرسم هذا البهاء الرباني، بينما نسيم الهواء النقي يرسم هو الآخر على خدودي قبلات حب و احترام .. و الجميل أنه لم يترك نبتة و لا شجرة إلا وقد هدهد قوامها بلطف و شفى حزنها و جرحها العميق..
كم كنت سعيدا بهذا الحضور وسط مدرسة طبيعية، نادرة في زمن العولمة الشرسة، لا يقصدها إلا من كان محظوظا حقا، أو من يحمل في طياته جمالا و روحا نقية. فجأة سمعت صوتا يهمس في أذني:" ارحل قبل أن يستيقظ الوحش..!!" نظرت بسرعة في جميع الاتجاهات لعلي أجد أحدا، كانت نفسي حينها ترتعش في صدري خوفا ..
- هل فعلا يوجد هنا وحشا قاتلا !؟ أم هي فقط وساوس الشيطان اللعين الذي يكره كل من يعشق تأمل الكون!؟ ألم يقسم أنه سيكون عدوا لكل الناس الأنقياء، و أنه سيشعل الأرض نارا و حقدا !؟
تكدست الأسئلة في رأسي حتى صار مثل بالون تكفيه شوكة بسيطة لينفجر و تنتهي القضية برمتها.
بصعوبة تغلبت على خوفي، و استأنفت ما بدأته بابتسامة شبه مشرقة إلى أن ارتفعت عاليا و سقطت كفأر على فمه إثر صاروخ ملتهب صاعق مر من فوقي يقطر دما.. استجمعت قوتي مجددا باحثا عن ما رسمته فلم أجده، حتى ريشتي و ألواني تبخرت كماء البحر المالح!!
و أنا بصدد مغادرة المكان، لمحت وحشا عصريا مخيفا يعرج نحوي، تتضارب أطرافه فيما بينها، دماؤه تجري في عروقه في منحى معاكس !! و الشيء الذي جعلني أموت رعبا و أسفا؛ أنه كان يعرج برجل ضخمة على جماجم بشر ضعفاء، و لا ينام إلا على صدورهم عند الليل ..!!
تمنيت لو لم أر هذا المشهد حقيقة .. تمنيت لو غادرت ذلك المكان قبل أن تحرق تلك الصورة الساحرة بداخلي تاركة وراءها دخانا و جفافا لا يوصف..
- كيف سأنام مستقبلا هادئ البال أمام هذه الجرائم التي تلطخ عالم الانسان و ترمي به نحو مزبلة مقرفة!؟
و لكي لا أصاب بجنون تام، أو بعدوى البطش و الانتقام و سفك الدماء، قررت ترك المكان فورا، فبدأت أجري .. أجري إلى أن لمحت في طريقي ورقتي البيضاء عالقة وسط أشواك، توقفت قليلا و بدأت أشعر بالفرح يشق طريقه إلى قلبي شيئا فشيئا؛ لأنني سأحمل أجمل صورة رسمتها في حياتي، و أنني بمجرد رؤيتها سيتبدد السواد من جديد ..
مسكتها أخيرا، تأملتها بلهفة، فوجدت خدود و بهاء الكون الذي رسمته ملطخا بقطرات من الدماء على شكل أفواه عطشى ..!!




وكما استطاع بطل قصتنا هنا
أن ينقل صورة الطبيعة الرائعة حوله
بالريشة واللون على الورق
استطاع حرفك القيم مبدعنا القدير
أن يرسم صورة العالم الذي نعيشه
وأحسب أن الوحش هنا هو الإنسان ذاته
فهو من يقوم بتشويه صورة الطبيعة والحياة بأكملها
وهو ذاته من لا يستحي في وطا جماجم الآخرين
أبدعت مبدعنا القدير
ا.ادريس الحديدوي
عميق حرفك المفكر وقوية لغته الرصينة
تقبل تقديري الدائم ومودتي
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط