العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-2020, 07:08 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


د.عايده بدر متواجد حالياً


افتراضي قراءة في نص (السكري) للمبدع قصي المحمود / عايده بدر


قراءة في نص (السكري) للمبدع قصي المحمود / عايده بدر

السّكري
بدأت خيوط الفجر تتسلل لغرفته من الشباك المطل على حديقة الدار وهو يجلس خلف منضدته وعلى كرسيه الهزاز, نهض وأزاح الستارة عن الشباك ليشاهد زوجته كعادتها ترتب زهور الحديقة وتعدل ارصفتها,ذهب إلى المطبخ لياخذ لنفسه كوباً من الشاي ويشعل سيجارته الأولى التي لا تنطفئ بعدها.ومن خلف شباك المطبخ المفتوح نادته ..تعال يا أحمد فالهواء ورائحة الزهور منعشة هنا ...
خرج وهو يحمل معه الكرسي الذي وجده امامه وأتخذ زاوية من حديقة الدار وراح يتأملها بصحبة دخان سيكارته .. وهي منشغلة بنبش التربة وترتيب الزهور,بعدها عادت مسرعة للداخل حين سماعها صوت الهاتف النقال,نمى لسمعه وهي ترحب بأبنتها وراحت تسألها عن كل صغيرة وكبيرة..
ذهب ليغلق حنفية الماء التي نستها لسقي الزهور! وعاد لكرسيه ليذهب في اغفاءة....
بين الحلم واليقظة كانت الصور تتدحرج امامه فمنذ خطوبته ومعرفته لها إلى يوم الزواج حيث متعة البدايات ،وعادت به الذكريات للولادات الأولى للأولاد والبنات ولا زالت حية في أذنيه صخب البنات وشقاوة الأولاد ,البنات تزوّجن والأولاد كذلك..فغزى البيت الصمت وغادرته الروح,أما الزوجة متعتها الحديث اليومي الطويل وبالتفصيل الممل مع البنات...
اعاده لليقظة صوتها من داخل المطبخ
-احمد أتتغدى !!حسناً سأترك لك الغداء جاهز وساذهب للنوم....
نهض كمن يؤدي واجبه لمعدته..وبعد أن فرغ من طعامه.. نظر للجدران الصماء والأرائك الخرساء ,دخل غرفته يجر صمته ليفرغه على الوسادة ......
القصي
15-8-2018


**********************
القراءة

مرحبا أستاذنا القدير القصي كل التقدير لروحك الراقية وحرفك البهي .. واسمح لي بالتوغل أكثر في جوانب النص الحاضر أمامنا...
نحن أمام حياة زوجية شرقية تقليدية تماما، بحيث نكاد نجزم أن ما تدور حوله المشاهد هنا هو ذاته ما يتكرر في بيت شرقي من الواضح فيه أن الزوج وصل إلى سن التقاعد فمن خلال المضمون المطروح فالزوج هنا لا يعمل ولا يفكر في شغل أوقات فراغه، ومن خلال تقويمه لأداء زوجته سنلاحظ أنه يستغرب بشدة الأنشطة والمشاغل التي انهمكت فيها زوجته، وهو لم يشر لنا هل كانت تعمل هي أيضا وأحيلت للتقاعد أو هي ربة بيت كل مشاغلها منحصرة بين زوج وأطفال وبيت، ولعلي سأرجح الأخيرة لكون الزوجة قد نظمت حياتها بحيث لا تملك دقيقة فراغ وهي بذلك تمثل العنصر الايجابي في القصة
في حين أن بطلنا هنا وهو الذي يمثل الطرف السلبي في هذه الحياة التقليدية، يبدو أنه ارتاح وسكن لعدم الحركة، وأنه في طور ما سيصاب بالاكتئاب وربما تداهمه الأمراض لقلة حركته وعدم تعاطيه أية أنشطة يفرغ فيها ما بداخله من حالة ضجر وملل
قد نقول باختلاف تناول المرأة عن الرجل للحياة ما بعد انقطاع العمل وهذا صحيح لحد ما ، لكن أيضا بالمقابل قد لا نشجع أبداً هذه الحالة السلبية التي يعيشها بطلنا هنا، حتى التعاطي مع اولاده بعد زواجهم يبدو أنه لا يقوم به
استغربت من قيامه بغلق صنبور الماء في الحديقة ولكن لعل صوت الماء المهدر قد يوقظه من حالة السكون والعزلة التي يبدو أنه يدخلها بارادته، ويساعده على ذلك استنكاره قيام زوجته بأي أنشطة أو شغل فراغ وقتها
أراه يعزو الصمت الذي خيم على البيت لزواج الابناء وخروجهم واحد تلو الاخر من البيت الذي فرغ عليه وزوجته فقط، لكنه لم ينتبه ان حتى تصرفاته هو مع نفسه تكاد تنطق بالعزلة (نهض كمن يؤدي واجبه لمعدته..وبعد أن فرغ من طعامه.. نظر للجدران الصماء والأرائك الخرساء ,دخل غرفته يجر صمته ليفرغه على الوسادة ..) فلعله لو شارك زوجته في أي نشاط بسيط أو ابتدع لنفسه هواية ما تخرجه من حالة الانعزال والملل هذه لما فتح للأمراض ابوابه
نعود لنقطة مهمة هنا وهي العنوان (السّكري) واسمح لي استاذنا بوقفة أخرى هنا لنرى ماذا يقول المعجم في ضبط صورة اللفظ لأن قراءته بالصورة المكتوبة عليه تحيل لحالة السكر والثمالة وليس حالة المرض أعاذنا الله جميعا منه:
تعريف و معنى سكري في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي
1. سُكَّريّ: (اسم)
o اسم منسوب إلى سُكَّر
o البوْل السُّكَّريّ / الدَّاء السُّكَّريّ : ( طب ) مرض يظهر فيه سكَّر العنب في البول وأهمّ أسبابه نقص هرمون الأنسولين الذي ينظِّم احتراق السُّكَّر في خلايا الجسم ، يسبِّب إفرازًا مفرطا للبول ، واستمراريَّة الإحساس بالعطش
2. سَكَر: (اسم)
o السَّكَرُ : كلّ ما يُسكِرُ من خمر وشراب
o السَّكَرُ : الخَلُّ
3. سَكَرة: (اسم)
o السَّكَرَةُ : المُرَيراءُ التي تكونُ في الحنطة ، وهي حبٌّ أَسودُ

هنا لابد لنا من وففة فالمضمون في النص لا يتفق مع أي حالة من الحالات التي يشير إليها العنوان ، فليس شخص البطل ولا غيره من الشخوص ينطبق عليه لا حالة السكر ولا حالة المرض، فما يعانيه الزوج هنا ليس يشبه مرض السكري في شيء خاصة، ما يعانيه الزوج هنا أقرب إلى حالة الاكتئاب والانعزال التي تصيب غالبية الأشخاص في مثل هذا العمر والظروف، واسمح لي فلن يخطر بذهن القارىء ابدا الربط بين الأعراض الداخلية لمرض السكري وما يصيب الزوج هنا لأن المرض ينخر في عظام المريض لكن هذه الاعراض تظهر تماما وليست خفية على اصحاب المرض، وكما ذكرت فإن حالة الزوج ليست تآكل داخلي لروحه لأن زوجته وهي غالبا في مثل عمره تتعامل مع حياتها بشكل أكثر اريحية، المشكلة والمرض هنا لدى الزوج الذي يبدو أنه كان منذ بدء زواجهما طرفا سلبيا في الحياة، اكتفى بأن وضع حياته بين أدراج وظيفته وعمله ولما انقضى وقت العمل وخرج للحياة العادية لم يستطع أن يجابه مخاوفه منها فلجأ إلى حالة الانعزال حتى عن زوجته وأولاده ووو وكأنه حين ينظر إليهم فهو ينظر إلى كائنات غريبة واكتفى منهم ومن الحياة بإطعام معدته وتفريغ أيامه المتبقية فوق وسادته .
قد تكون القصة متداولة وذلك لكونها تمس حياتنا جميعا وشريحة مهمة منا وهم من تجاوزوا سن العمل، لكن طرحكم استاذنا لها بشكل صادق فكأننا نرى هذه الحياة تدور أمامنا بشكل أو بآخر، أما العنوان بهذه الصورة فيجب تعديله لكن قبل التعديل اللفظي فإننا حتى الآن لاا نجد رابطا مباشرا أو حتى مجازيا يربطه بالنص، إلا إذا كان الزوج هنا مريض بالسكري وكان ضمن اعراض الجانبية ما يؤثر على حياته وقوة احتماله وتحكمه في نفسه إزاء من حوله لكون نقص أو زيادة الانسولين بالدم يشكل حالة من الضيق والتأفف والشعور بالانهاك والتعب فلا يستطيع صاحب المرض المشاركة ببعض الانشطة او مجالات الحياة.. إذا كان الزوج هنا مصابا بالمرض لربما وجدنا رابطا بين العنوان والنص ولكن الاعتماد فقط على الجانب الداخلي او الشعور بالخواء الذي يشعر به الزوج وتشبيهه بمرض السكري فهذا تشبيه غير قائم للأسف .
أستاذنا القدير تحية تقدير واعتزاز بروحك الراقية وحرفك القدير
هي مجرد رؤية للنص قد نتفق أو نختلف حولها لكنها أبدا لا تقلل من حضور حرفك القيم
كل مودتي وتقديري واحترامي
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 11-06-2022, 03:02 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


د.عايده بدر متواجد حالياً


افتراضي رد: قراءة في نص (السكري) للمبدع قصي المحمود / د.عايده بدر


حرفك المتألق القدير مبدعنا القدير
أ.قصي المحمود
تقبل تقديري الدائم ومودتي
عايده









روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:30 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط