قراءة في ومضة "اتيليه الشرق" للمبدعة إيمان سالم / عايده بدر

[د.عايده بدر]

قراءة في ومضة "اتيليه الشرق" للمبدعة إيمان سالم / عايده بدر

سأل الخيط الإبرة : ماذا لدينا اليوم؟
ردت الإبرة بوهن: ألا تملّ السؤال !
لم نزل على حالنا، نرتّق رداء تحتفظ به أرواح ممزقة..

"أتلييه الشرق"
انتقاء رائع للعنوان شديد الذكاء
لأنه وحده وفر تهيئة للقارئ ليرسم الصورة التي يريد ابرازها النص بشكل رائع
يكفي أن نقرأه لنحدد المكان وما يدور فيه "الشرق" ويعني هنا المجتمعات الشرقية
"الأتيليه" نفسه صورة مسرحية للحياة بأكملها في هذا المكان

الصور التي اندلعت فيما بعد العنوان
أتت لتؤثث الفكرة بشكل رمزي رائع

"الخيط والإبرة" وهذا التداخل الذي يحدث بينهما
الرجل والمرأة :
الخيط/ الرجل ....... الإبرة/ المرأة
فحتى ينتج عنهما شيء لابد من هذا التداخل في العلاقة بينهما


"الوهن" الذي نعتت به "الإبرة" دلالة على أنها من تقوم بالعمل
وهي الأكثر تحملاً للمسؤولية والأكثر استقبالاً للتعب والوهن

"ألا تمل السؤال" دلالة أنه يتكرر حتى أصاب سامعه الملل
لكن كأن السؤال يفتح أبواب الأمل بثمة تغيير يرتجى ويُنتظر
لم يحدث حتى الآن

"لم نزل على حالنا، نرتّق رداء تحتفظ به أرواح ممزقة".
جاءت الختمة ككتلة مفسرة وبنفس الوقت محددة لكل ما سبق
فهذا الحال الثابت والذي يتمنى الخيط لو تبدل وتغير

وما هو الحال؟
الحال أنهما يرتقان رداءًا لأرواح ممزقة
وهنا استعارة رائعة فالرداء هو الممزق لكننا أمام أرواح أشد تمزقًا من الرداء ذاته
هذا الرداء الذي تصر هذه الأرواح الممزقة على الاحتفاظ به
لعله يقيها شر رؤيتها ممزقة
وطالما أن الخيط والإبرة وصلا إلى حالة الملل من رتق الرداء
فهذا يعني أن الرتق تكرر كثيرًا حتى أصابهما الملل

ماذا يريد النص أن يبرزه؟
أن هذا هو حال الأرواح في الشرق
أرواح ممزقة معروضة في أتيليه الشرق الذي يغفل دائما عن أنها أرواحًا ممزقة
فإلى متى يستمر رتق الرداء !
وإلى متى تتحمل الارواح تمزقها !

ما أروعه هذا النص
هذا التصوير الرمزي المجمل وشذرات تفصيلية
تفتح مساحات تخيل للقارئ لكن برمزية بارعة
ليست مغلقة تمامًا لكنها أيضًا متوازنة
ولعلي لم أذهب بعيدًا في التأويل

الحبيبة إيمان
تقبي محبتي الدائمة وكل تقديري واحترامي
عايده

[د.عايده بدر]

الحبيبة إيمان مبدعتنا الغالية
كل التقدير لنصك المبدع
وحرفك القيم دائما
تقبلي محبتي الدائمة وكل تقديري
عايده