لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ قال المقال ⊰ لاغراض تنظيمية يعتمد النشر من عدمه بعد اطلاع الادارة على المادة ... فعذرا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-04-2013, 12:01 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
الحداثةُ كما يريدونها والقدامةُ كما نراها !
الحَداثَـةُ كما يُريدونها و" القَـدامَةُ " كما نراهـا !
د. نديـم حسيـن (1) أالحَداثَةُ هي أن نتنفَّسَ خارِجَ " العُلْبَةِ " . أن نَجْنَحَ إلى نَغْمَةِ " الدييزْ " و " البيمول " ، ليسَ تحطيمًا " للبيكارْ " وإنَّما إِضفاءً لحنينٍ وشَجَنٍ على زَفرةِ الوترِ اللُّغويِّ ، وليسَ تَقطيعًا لهُ . (2) الحداثةُ هي أَلاَّ نهَروِلَ فوقَ سَطحٍ من الجليدِ يُخفي بحيرةً تَعُجُّ بالتماسيحِ . (3) الحداثةُ هي أن تخرجَ الألوانُ عن إطارِ لوحةِ " موناليزا " اللغةِ والوِجدانِ دونَ أن تطغى على ابتسامتِها السَّاحرة . وأن تُضيفَ نَسرًا إلى اللوحةِ دونَ أن ينقرَ هذا النَّسرُ عيونَ " الموناليزا " . (4) الحَداثَةُ هي ما فَعَلَهُ ابنُ الرومي وَالبُحتُري وَأبو تَمَّام وَالمُتنبِّي وَأبو العلاءِ المعرِّي من اسْتِقْراءٍ للمُسْتقبَلِ واستِحْضارٍ للماضي . (5) الحداثةُ هي إضافاتٌ بنَفسِ الريشَةِ والموسيقى والروحِ التي أَبْدَعَتْ قَديمَنا ، وَلَيسَتْ كَسْراً لَها . (6) الحَداثَةُ هي أن نُضيفَ طابِقاً آخَرَ إلى عِمارَةِ الشِّعْرِ دونَ أن نَنْسِفَ الطَّوابِقَ السُّفْلى ، كي لا يَكونُ شأنُنا شَأنَ من يبني طابِقاً عاشِراً في الهَواء . (7) الحَداثَةُ هي أن نَستَفِزَّ روحَنا الأَدبيَّةَ بِجَديدٍ نافِعٍ ، لا أن نُغَطِّيها بتقليدٍ قامِعٍ . (8) الحَداثَةُ هي زَحْفٌ واثِقٌ على أرضِ الشِّعْرِ وَليسَتْ عَدْواً على بُخارٍ مع طَرْحِ الحاضِرِ للنِّقاشِ وَذلكَ بَعيداً عن السَّكاكينِ التي تَقْطُرُ دَماً . (9) الحَداثَةُ هي " أنا " أو " نَحنُ " مُزاداً عليها أو مُنْتَقَصاً منها " كَذا " .شَرْطَ أن تَكونَ الزِيادَةُ أو النُّقصانُ بِمِقْدارٍ . فإذا قَلَّت الجُرْعَةُ أخْطَأَتْ وَإذا زادَت أَضَرَّت وَإذا وائَمَت أفْلَحَتْ . (10) الحَداثَةُ هي تَصْديرُ واقِعِنا نَحْنُ مُعَدَّلاً بما يُناسِبُنا ، وَليسَتْ استِيْرادُ واقِعِ الآخَرينَ بِحَذافيرِهِ وعلى عِلاَّتِهِ . (11) الحَداثَةُ هي أن " نُحَدِّثَ " واقِعَنا طِبْـقاً لأِوْضاعِهِ ، وَليسَت نَسْخَ " حَدِيْثِ " الغُرَباءِ طِبْـقاً لأِوضاعِهِم .( 12) الحَداثَةُ هي أن نَبْني لِنُرْضي أنفُسَنا ، وَليسَتْ أن نَهْدِمَ لِنُرْضي الآخَرين . (13) الحَداثَةُ هي ألاَّ نَغْتالُ الأَسماءَ المَذْكورَةَ في البِنْدِ الرَّابعِ أَعْلاهُ ، لأِنَّنا إِنْ فَعَلْنا ، فَسَيَسْـقُط طابِقُنا العاشِرُ من أَوَّلِ " مِدْماكٍ " . (14) الحَداثَةُ هي أن نَعودَ إلى ماضيْنا وَإلى تُراثِنا لِنَسْتَأذِنَهُما فيانْعِطافَةٍ هُنا وَالتِفاتَةٍ هُناكَ ، لا أن نَجْتَثَّ جِذْعَنا انتِظاراً لأِغصانٍ وَأوراقٍ وثِمارٍ لن تُولَدَ قَـطّ . (15) الحَداثَةُ هي ألاَّ ننسى أننا عَرَبٌ نَفيْءُ إلى السَّرْحَةِ المَشْرِقِيَّةِ الوارِفَةِ ، نسْتَقْدِمُ أشِعَّةَ الشَّمسِ إلى ظِلالِها عَبْرَ انْفِراجاتِ أغصانِها ، وهي نَقيضُ الهَرْوَلَةِ إلى قَيْظٍ يَستَدرِجُنا لِيَحرِقَنا في بَحْثِنا عن جُرعَةِ ظِلٍّ مُبَرَّرَةٍ ، فيكونُ شأنُنا شأنَ الفَراشاتِ الغَبِيَّةِ . (16) الحَداثَةُ كما يَدَّعيها المُهَرطِقونَ والدَّجَّالون وَالشُّعوبيُّونَ المُستأدِبون ما هي إلاَّ مُؤامَرَةٌ يرمي مُمُوِّلوهُم من وَرائِها إلى اسْتِدْراجِ الحَرَكَةِ الثَقافِيَّةِ وَالأَدبيَّةِ كَمَا فَعَلُوا بالحَرَكَةِ الموسيقيَّةِ وَالغِنائِيَّةِ " الحَداثَوِيَّةِ " إلى قاعٍ سَحيقَةٍ من التَفاهَةِ وَالضَّحالَةِ وَذلكَ ضَرْباً لحاضِرِ ومُستقبلِ كِيانِنا الثَّقافِيِّ العَرَبِيِّ لا أكثَرَ وَلا أقَلّ !! خابَتْ سِهامُهُم . وَانْمَحَقَ عُمَلاؤُهُمْ . وَانمَحَقوا !! وَخابَت " مُغَنِّياتُهُـم " الدَّاعِرات وشِلَلُهُم الفاسِقَة الَّتي سَتنالُ عِقابَها عَمَّا قَريبٍ بإذْنِ اللـه والشَّعبِ وَالحِبْرِ عَبْرَ إِلْقاءِ تُرَّهاتِها في بِئْرِ النِّسيانِ . ولكي نُحافِظَ على تاريخِ وَإنجازاتِ أُمَّتِنا الحَضارِيَّةِ عَبْرَ تاريخِها الوِجْدانِيِّ الطَّويلِ وَالأَصيلِ يَتَحَتَّمُ عَلَيْنا ، إذا تَعَذَّرَتْ الأَجواءُ النَّظيفَةُ في مَرحَلَةِ الخُصاةِ هذه ، أن نُشْهِرَ مَكانِسَنا في وَجْهِ التطفُّلِ بجميعِ أشكالِهِ للدفاعِ عن مَواقِعِنا إلى أن يحينَ يومُ الإِقتِحام . وَإنَّهُ لآَتٍ آتٍ إن شاءَ اللـه !! وَأقولُ : علينا " بالقَدامَةِ " أو " الأصالَةِ " ، إذا كانت الحَداثَةُ غايَةُ المُفْسِدين ! وَعلينا البدءِ في العَمَلِ وسَنُفْلِحُ لِنَنـَالَ الأَجْرَينِ بإذن اللـه !
ريْـحٌ يُراقِصُها اللَّهيـبُ قَصيدَتي = ومَقالَتي نِفْطٌ على نـارِ العَرَبْ !
ما كُـلُّ مَنْ كَتَبَ القَصيدَةَ شاعِـرٌ = أَو كُلُّ مَن كَتَبَ المَقالَةَ قَدْ كَتَبْ ! حَطَبٌ على بَعضِ الدُّخانِ زَفيرُهُمْ = وزَأَرْتُ إِذْ زَفَرَتْ رِئاتيْ في اللَّهَبْ !. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|