حلم عاقر

**محمد ذيب سليمان** · 04-02-2015, 10:36 PM

أحبهـا حدَّ العشـق , بنى القصور
والآمال معها وفجـأة غـادرت دون
موعـد وتركته وحيـدا , رآهـا بعد
وقت طويل وحيدةً بلا أنيس أو جليس

حلم عاقـر

وعندمـا تفـرُّ من أسـفارهـا
ومن جبينهـا الحـروفْ
وبعدمـا حقائب الأيـام
تحُـطُّ بعد العصر في أحلامهـا
ويوغـل الخـريفْ
وبعدمـا يا لحظـةً تفلّتـتْ
وأبحرت في خاطري
في غيبـة الظروف
لا بُـدَّ عندهـا
لا بُـدَّ تذكـرين

ذاك الذي تمرَّغـت
الحـاظـه
في وجهـك الحـزين
وطـاف فيـك كوْنـه
محبـورةَ كالطائر الذي رَوى
حكـاية الكـرومْ
وسِـرِّها المخبـوءِ في
قصـائد العشّـاقْ
وخمرهـا المسـفوك في
مجـالس الحنيـنْ
وعنـدمـا
في الليـل تسـهرينْ
وحيـدةَ كئيبـةً تُقلِّبيـنْ
مع كل آهـةٍ أو زفـرةٍ مخنـوقةٍ
دفـاتر السـنينْ

لا بـدَّ عندهـا
لا بـدَّ تحلميـنْ
بالشـاعر الـذي مضى
بالشـاعر الـذي
ضيَّعتِ من سـنينْ
ذاك الذي
بنى لك المـدائن الجميلـهْ
وراح في أسـوارهـا
يرصِّع القصـائدْ
ويَنثـرُ الشـموع في حاراتهـا
ويُشـعل المـواقدْ
لبـرْدِكِ الذي
عانيـتِ من سـنينْ
وعندمـا تفتَّحـت وأوْرقًتْ
في قلبـك الحـروف
وعندمـا مواقـدي تًبسَّـمتْ
وأيْنعتْ في جسـمك الشَّـفيف
وأثْمـرتْ قصـائداً
تيّـاهةً مضيئـةَ الحـروفْ
غـادرتِ دون موعـدٍ

والآن يا أنشودة
جفيفة الحروف
ها أنـت تجلسـينْ
وحيـدةً مقهـورةً
بالخـوف تفتحيـنْ
دفـاتراً تغَـبَّرَتْ
وغادَرتْ صفحاتها
مراكـب الحنيـن
ما زلت تفتحيـنها ...
ما زلـت تحلميـنْ
لو أن ذلك الذي مضى
لو أنـه بجـانبي
لو أنـه يعـود حتى لحظـةً
يبقى معي
لو أنـه يَضمُّني
لو انـه " يشـدُّني من أضلُعي"
يفُـكُّ لي جـدائلي
يغـوص في مشَـاعري
أذوب في أنفـاسـهِ ….
من همسِـهِ
ويشـعل النيـران في مَسـامِعي
لو أنَّـه كمـا مضى
يقـول لي قصـائداً
عن حُبِّـه
عن عشـقه
عني وعن أطفـالنـا
يا ليتـه حقـاً أبـاً
لطفلي الـذي ... .
يا ليتنـي أُمٌّ لـه

لطفلي الذي
لم أُنْجـبِ
لو أنـه كمـا مضى
لو أنَّـه يعـود لي
يلومني ...
يهـزُّني ...
يصيـح بـي
أدور في أفيـائهِ
أُلقي برأسي مُتعبـاً
في كفِّـهِ
في حضنه
أبكي دموعـاً حَـرَّةً
في خـدِّهِ
أقضي نهـاري
في انتظـار عَوْدِه
أقضي المسـاء , طفلة محبورة
في همْسـه
في نبضـهِ
أُصغي لـهُ
أغيـب في أشـعارهِ
لو أنَّـه ...
لو أنني ...
لو أنني ...
أوّاه لـو يـأتي معي
يبقـى معي
17/11/2007

مستفعلن وجوازاتها

**رائد حسين عيد** · 04-02-2015, 10:56 PM

لا أظن أن قلوب العشاق بها هذه القسوة شاعرنا القدير محمد ذيب سليمان.
أعلم أنه الشعر ....
وأعلم أنها هواجس المحبين ..
ولهذا جئت أؤكد بأن هذا العاشق يملك قلبا يتسع للغفران ..

تحية ترقى لتليق بقلمك المبدع

**نوال البردويل** · 04-02-2015, 11:03 PM

فيض من مشاعر العتاب الرقيق ..
يحمل الحنين رغم العتب
تصوير جميل بكلمات رقراقة ماتعة
عشت شاعرنا القدير محمد ذيب سليمان
تحياتي وتقديري

**محمد ذيب سليمان** · 05-02-2015, 01:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رائد حسين عيد

لا أظن أن قلوب العشاق بها هذه القسوة شاعرنا القدير محمد ذيب سليمان.
أعلم أنه الشعر ....
وأعلم أنها هواجس المحبين ..
ولهذا جئت أؤكد بأن هذا العاشق يملك قلبا يتسع للغفران ..

تحية ترقى لتليق بقلمك المبدع

أسعد الله صباحاتك ايها الحبيب
نعم هو ما قلت ولكن التنفيس عن القهر يستوجب
غضبا كي يتبعه هدوء .
النص درس لكل من تبيع حبا صادقا من أجل عرض آخر
اتصدق ؟؟
اتتني رسائل تقول " وكأنك كنت تعيش معي "
مودتي لقلبك

**عبدالرشيد غربال** · 05-02-2015, 02:16 PM

تصلح أرضية خصبة لسيناريو شريط سينمائي درامي حزين

ثم إنه جميل حين استدركت شيخي الوقور ( مستفعلن الرجزية وفق كثير من تغيراتها اقرب من متفاعلن الكاملية بدليل اطراد: :

فعولْ//00 في كثير من أضرب الأسطر ( الحزين/الكروم/الحنين /السنين )

بقي فقط تسكين ( الفاء ) في ( صفْحاتها ) تجاوزا لاي لبس بين التفعيلتين وما يجوز في كل منهما

ومحبتي شيخنا محمد

**نبيلة حمد** · 05-02-2015, 09:07 PM

جميلة تتنقل إيقاعات النبض فيها بين الوجد المحترق

ونوبات محمومة من الحسرة والندم

وكنت مبدعا في رسم الوجع بكلمات تتآلف لتصنع روعة شعرية

تقديري لك وكل الاحترام

**صقر أبوعيدة** · 05-02-2015, 09:08 PM

قصيدة فيها الكثير مما يجول في كل نفس

فكيف إن كان شاعرا مرهف الحس رقيق المشاعر جياش العاطفة

هو الشعر أخي

فشكرا لك

فايدة حسن · 06-02-2015, 10:02 PM

عتاب وحنين
مشاعر نازفة من خيبة امل
نص يحاكي واقع يعيشه المحبين يتأرجح بين الرحيل والعودة

**غلام الله بن صالح** · 07-02-2015, 10:16 PM

قصيدة رائعة
استمتعت بقراءتها شاعرنا القدير
مودتي وتقديريس

**نهلة عبد العزيز** · 09-02-2015, 11:40 PM

أرى أروقة القلب منشغلة بجمع بقاياك ،، فترفق
ودع لنبضه المكلوم أملا ،،
كي يقشع عن الروح سديم الوهم والخداع
وترانيما أردفت ليالٍ خاوية بلا ألوان ،،
دخلت أغماد الجروح
اغتالت بخنجر الرحيل نزف حبٍ مذبوح
تأنى لليلٍ آخر وردي المفتاح صريح
يغزو أقفال الأنين
بشوق وعتاب وحنين
كنت رائع الوصف هنا شاعرنا القدير
لقلبك سعاده لاتفارقك
مودتي

**محمد ذيب سليمان** · 12-02-2015, 06:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل

فيض من مشاعر العتاب الرقيق ..
يحمل الحنين رغم العتب
تصوير جميل بكلمات رقراقة ماتعة
عشت شاعرنا القدير محمد ذيب سليمان
تحياتي وتقديري

الراقية نوال البردويل
ما زال عبق عطر قدومك بين حروفي ماثلا
شكرا لك سيدتي على جمال العبور والتلوين
لقلبك الفرح

**محمود قباجة** · 12-02-2015, 10:59 PM

لا بـدَّ عندهـا
لا بـدَّ تحلميـنْ
بالشـاعر الـذي مضى
بالشـاعر الـذي
ضيَّعتِ من سـنينْ
ذاك الذي
بنى لك المـدائن الجميلـهْ
وراح في أسـوارهـا
يرصِّع القصـائدْ
ويَنثـرُ الشـموع في حاراتهـا
ويُشـعل المـواقدْ
لبـرْدِكِ الذي
عانيـتِ من سـنينْ

هذا هو العشق وما يترك من شجون
تدور عجلات الحياة وقد تلتقي السنون
تحط النظرات
وتنزف من وله

نص رغم ما فيه من عتاب
جاء ناصعا برقي معانيه وجميل لغته

سعدنا في بيادر الحرف
احترامي

**محمد ذيب سليمان** · 15-02-2015, 04:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي

هي صورة مستفعلن عندما ؛
ينفعل الفعل من المنفعل ؛
الصورة..الموسيقا..مجمل البيان في مجمل النص..ثم الفكرة الأساس المشتغل عليها :
ببساطة انفعلت فلسفة وشعرا في منفعلكم هذا فصارت..
متغاعلن :
عندمـا تفـرُّ من أسـفارهـا
من جبينهـا الحـروفْ
لا بد تذكرين...
فلسفة متكاملة..وجدلية قصة عشق..!!

نص طيب راق راقني
سلمت وغنمت
تقديري

شكرا لإطلالتك اخي عوض
شكرا مرة اخرى على مداخلتك العالية
خالص الود

**أحمد الشيخ** · 15-02-2015, 07:01 PM

عتاب في بوتقة شعرية رائعة
ترجمة راقية لأمر يحصل ونجده في الواقع
دمت وحرفك الرصين الجميل
أخي الحبيب محمد
تقديري

**محمد ذيب سليمان** · 19-02-2015, 11:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرشيد غربال

تصلح أرضية خصبة لسيناريو شريط سينمائي درامي حزين

ثم إنه جميل حين استدركت شيخي الوقور ( مستفعلن الرجزية وفق كثير من تغيراتها اقرب من متفاعلن الكاملية بدليل اطراد: :

فعولْ//00 في كثير من أضرب الأسطر ( الحزين/الكروم/الحنين /السنين )

بقي فقط تسكين ( الفاء ) في ( صفْحاتها ) تجاوزا لاي لبس بين التفعيلتين وما يجوز في كل منهما

ومحبتي شيخنا محمد

اخي الراقي حرفا وحضورا
عبد الرشيد غربال
لمرورك مكانة عالية في الروح وطعم اجده قي حروفك التي طالما تنثرها
شكرا لملاحظتك الراقية
نعم هو الشاعر ايا كان تفلت منه كهذه وهذا ليس مبررا ولكنها حقيقة
والكمال لله وحده
لنسكنها ليبقى النص كما هو مع امكانية اختيار مفردة بديلة
مودتي لقلبك

صالح أحمد (كناعنه) · 20-02-2015, 11:28 PM

راق هذا النفس التسلسلي القصصي
والعمق الوجداني الذي أضفى عليها مسحة صوفية راقية
وعمقا روحيا رقيقا..
أبدعت
بل أوجعت الحروف
لك التحية والتقدير

**محمد ذيب سليمان** · 21-02-2015, 07:12 PM

شكرا لك أخي عدنان حماد على زيارتك اللطيفة
كل الحب لقلبك

**د انجي عبود** · 21-02-2015, 08:26 PM

وكم من حلم عاقر مررنا به

لم ينجب حتى اوهام

سيدي القدير

محمد ذيب سليمان

كُنت هُنــــــا

وراق لي ما نثرتم رغم الوجع

دمت برقي

مريد الوحيدي · 22-02-2015, 12:32 AM

نص جميل مع ما فيه من غضب وانفعال
وعتاب وألم
دمت محلقا في عالم الجمال
تحيتي

**نزار عوني اللبدي** · 23-02-2015, 01:50 AM

حزينةٌ مستوحشةْ،
وما لها سوى الحنين،
وغابرات الذكرياتْ،،

***

قصيدة عتاب مرّ،

أبدعت أخي محمد،،

ولكن أظن أن : تحلميـنْ ما زلـت = ما زلتِ تحلمينْ!
ألا ترى معي ذلك؟
خطأ كيبوردي!!

بكل المحبة

**محمد ذيب سليمان** · 16-07-2015, 03:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيلة حمد

جميلة تتنقل إيقاعات النبض فيها بين الوجد المحترق

ونوبات محمومة من الحسرة والندم

وكنت مبدعا في رسم الوجع بكلمات تتآلف لتصنع روعة شعرية

تقديري لك وكل الاحترام

شكرا لك اختنا الكريمة نبيلة حمد
على جمال حضورك ونقاء قلبك
ونثر عطر حرفك بين حروفي
مودتي