يا أخت أندلس

[د. علي غبن]

يا أخت أندلس عيناك أندلسي
نور أشع فجلّى عتمة الغَلَسِ
من الشآم استعارت سحر مبسمها
ومن أمية نالت حمرة اللّعَس
تراقصُ الزهرَ طولَ الليل في دعة
مختالةَ المشي مثلَ الشاربِ النّعِس
تُشاكِلُ الليل.. نال الشَّعرُ عتمته
منها وفي الوجه شعّ النّور كالقبس

قد كنتِ لما سواد الليل مُنبطحٌ
صبحاً تنفّسَ في ذاتي وفي نَفَسي
وكنتِ كالحلم في صحراء قافلتي
أطوِّفُ الأرض لا أخشى من العسس
تفجرت في يديْ غيمات مَشرِقها
وعمّ في الغرب مائي غير منحبس
وكان فيك أريج العز منبعثا
من حَرِّ زفرتك (التطغى) على نفسي
وكان دمعُك إمّا سال من وجع
يجري على وجنتي رغما عن الحرس

والآن ما عدتُ.. لا التاريخ يقبلني
فحلاً لأندلس أو شبه أندلس
مدنسٌ أنا في ذاتي وفي وطني
وعابسٌ في مسراتي ومحتبسي
ورديةَ الخدِّ لا كفيّ ناصعةٌ
بالمكرماتِ ولا مائي بمنبجس
تمرُّ ذكراكِ في غيبِ الكرى عبقاً
مَرَّاً جميلاً فمِن ماضيّ فاحترسي
تمر ذكراك والدنيا قد اختلفت
وغيّبَ الدهر بغدادي وأندلسي
كانت منابرها تشدو بروعتها
فأصبحت بعد عز الصّدح في خَرَس
وكان شدو طيوري مطرباً فرحاً
فصار نوح غرابي غير منخرس
ما عدتُ سيدتي الحسناء مؤتَمَنا
عليك.. ما عدت أستقوي على النعس
ما عدت أبكي على ماضيك سيدتي
يا أخت أندلس.. فالقدس أندلسي

د. علي غبن

[خديجة قاسم]

قصيدة جعلتني أزفر الآهات بعمق الوجع
بورك الحرف الجميل ودام العطاء د. علي
كل التقدير والاحترام

[لبنى علي]

دمتَ أيها النبيل د. علي وقيثارة الريشة النبضية الناطقة وبوصلة المآقي القوس مطرية ..

[محمد خالد النبالي]

الله عليك 0 الله عليك 0 الله عليك 0 ياسلام على أخت أندلس
صديقي الجميل هل تعلم بأني كنت أغتال الثواني لقراءة السطر الثاني
لجمالها وهي مكحلة بتراث الأندلس
مبدع وعاشق لتراث الاندلس
يرجى كتابة البحر أسفل القصيدة
هذا المتبع هنا

[محمد تمار]

الله الله
ما شاء الله تبارك الله
هذه من الخمر الحلال
أثبّتها على جبين الفينيق لينهل منها المارّون..
ولي عودة إن شاء الله لهذا الجمال..

تثبيت
مع خالص مودّتي

[عبدالرشيد غربال]

معارضة بديعة البناء ،موجعة المحتوى تذكرني برائعة الامير ( يا أخت أندلس عليك سلام ) وبكائية أبي البقاء الرندي
فهل اعتبر الاهل من سقوط الخلد؟
ها هي بغداد الرشيد تنضاف إلى المأساة
ثم هاهي المكائد والمؤامرات تحاك للسقطة القاتلة في عروس مدائن الارض
-----------------------------
ورديةَ الخدِّ لا كفيّ ناصعةٌ ..
----------------------------
لعل حق الكفين الرفع هنا ( كفايَ)
ثم إن الخبر المفرد ( ناصعة ) خرق قاعدة المطابقة في التثنية انسجاما مع ( الكفين )
-------------------------------
وكان شدو طيوري مطرباً فرحاً
فصار نوح غرابي غير منخرس
--------------------------------
المقابلة بين الطيور في الصدر والغراب في الضرب غير سليمة لأمرين:
1 الغراب أصلا من جنس الطيور ..ولا يقبل حضوره في هذا السياق إلا بالاستثناء أو بذكر نوع بعينه من الطيور حمام او يمام او بلبل أو هزار
2 تم إسناد ( النوح ) إلى الغراب ..والعرف أن للغراب نعيقا والنوح لليمام والحمام ..

مع ودي والتقدير

[الحمصي مصطفى]

موجعة إذ بيّنت ماضينا المشرق وحاضرنا المعتم ..
نبكي على تتالي النكبات والسقوط ..
الشاعر الدكتور علي غبن ..
محبّتي لك وتقديري لحرفك الراقي ووطنيّته

سأقتبس أجمل ما قرأت اليوم :

قد كنتِ لما سواد الليل مُنبطحٌ
صبحاً تنفّسَ في ذاتي وفي نَفَسي
و :
وكان دمعُك إمّا سال من وجع
يجري على وجنتي رغما عن الحرسِ

[سيف الدين الخلوف]

جميلة هي حروفك
وموجعة في وصفها
لله درك بجميل الكلمات

تحياتي لك ولقلمك

[ظميان غدير]

قصيدة جميلة ورائعة

كثيرة هي الجراح المنسية
ويحق أن نتذكر دوما أبهاها وأحلاها وأكثرة مدعاة للافتخار
وهي الاندلس

تحية لك الشاعر د علي غبن

[احمد المعطي]

كمْ أخت أندلُسٍ يا أخت أندلسِ
....................في شرقنا اغتصبتْ في هيعة الغلَس؟!
كم صورَةٍ رُصِدتْ في القدسِ دمْعتُها
.........................تنسابُ منْ عينِ مكلومٍ ومبتئِسِ؟
أبدعْتَها وحروف الضادِ طائعةٌ
..........................فغمْغمَ القلبُ جرّاها على النَّفَسِ
كمْ زفرَةٍ طفرتْ من عين ثاكلةٍ
.........................وَدوْرَةُ الدَّهرِ لم تخنعْ لمُخْتلِسِ
تدورُ والحَقُّ في شريانِها مَلِكٌ
......................ما زالَ يملكُ رغم السِّلْكِ والحرَسِ

[د. علي غبن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد المعطي

كمْ أخت أندلُسٍ يا أخت أندلسِ
....................في شرقنا اغتصبتْ في هيعة الغلَس؟!
كم صورَةٍ رُصِدتْ في القدسِ دمْعتُها
.........................تنسابُ منْ عينِ مكلومٍ ومبتئِسِ؟
أبدعْتَها وحروف الضادِ طائعةٌ
..........................فغمْغمَ القلبُ جرّاها على النَّفَسِ
كمْ زفرَةٍ طفرتْ من عين ثاكلةٍ
.........................وَدوْرَةُ الدَّهرِ لم تخنعْ لمُخْتلِسِ
تدورُ والحَقُّ في شريانِها مَلِكٌ
......................ما زالَ يملكُ رغم السِّلْكِ والحرَسِ

أشكرك على هذه الإضافة الجميلة والمحاكاة المميزة لأبيات القصيدة ويسعدني أن تكون قصيدتي قد نالت رضاك واستفزّتك لكتابة هذا الجمال.
دمت بخير وود أستاذ أحمد

[د. علي غبن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ظميان غدير

قصيدة جميلة ورائعة

كثيرة هي الجراح المنسية
ويحق أن نتذكر دوما أبهاها وأحلاها وأكثرة مدعاة للافتخار
وهي الاندلس

تحية لك الشاعر د علي غبن

أشكرك على تفضلك بقراءة القصيدة وكتابة هذه الاستجابة الوجدانية عنها.
دمت بخير سيدي الفاضل

[د. علي غبن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان حماد

ما عدتُ سيدتي الحسناء مؤتَمَنا
عليك.. ما عدت أستقوي على النعس
ما عدت أبكي على ماضيك سيدتي
يا أخت أندلس.. فالقدس أندلسي

سينية رائعة ممتعة حكت واقع الحال
من استهلالها وحتى قفلتها
كنت عازف الصبر المقدس
تحياتي

أسعدني كثيرا أن تكون القصيدة قد ارتقت لسامق ذائقتك أستاذ عدنان.
شكرا جزيلا لك على ما أكرمتني من شجي عبارتك وسخي وقتك

[د. علي غبن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيف الدين الخلوف

جميلة هي حروفك
وموجعة في وصفها
لله درك بجميل الكلمات

تحياتي لك ولقلمك

لك كل التحيات والتشكرات أستاذ سيف.
دمت بخير سيدي

[د. علي غبن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمصي مصطفى

موجعة إذ بيّنت ماضينا المشرق وحاضرنا المعتم ..
نبكي على تتالي النكبات والسقوط ..
الشاعر الدكتور علي غبن ..
محبّتي لك وتقديري لحرفك الراقي ووطنيّته

سأقتبس أجمل ما قرأت اليوم :

قد كنتِ لما سواد الليل مُنبطحٌ
صبحاً تنفّسَ في ذاتي وفي نَفَسي
و :
وكان دمعُك إمّا سال من وجع
يجري على وجنتي رغما عن الحرسِ

أكرمتني بجميل تعليقك أستاذ مصطفى.
ويسرّني أن تكون الأبيات قد أعجبتك ودعتك لاقتباس بعضها.
دمت بخير أيها الحمصي الجميل

[د. علي غبن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرشيد غربال

معارضة بديعة البناء ،موجعة المحتوى تذكرني برائعة الامير ( يا أخت أندلس عليك سلام ) وبكائية أبي البقاء الرندي
فهل اعتبر الاهل من سقوط الخلد؟
ها هي بغداد الرشيد تنضاف إلى المأساة
ثم هاهي المكائد والمؤامرات تحاك للسقطة القاتلة في عروس مدائن الارض
-----------------------------
ورديةَ الخدِّ لا كفيّ ناصعةٌ ..
----------------------------
لعل حق الكفين الرفع هنا ( كفايَ)
ثم إن الخبر المفرد ( ناصعة ) خرق قاعدة المطابقة في التثنية انسجاما مع ( الكفين )
-------------------------------
وكان شدو طيوري مطرباً فرحاً
فصار نوح غرابي غير منخرس
--------------------------------
المقابلة بين الطيور في الصدر والغراب في الضرب غير سليمة لأمرين:
1 الغراب أصلا من جنس الطيور ..ولا يقبل حضوره في هذا السياق إلا بالاستثناء أو بذكر نوع بعينه من الطيور حمام او يمام او بلبل أو هزار
2 تم إسناد ( النوح ) إلى الغراب ..والعرف أن للغراب نعيقا والنوح لليمام والحمام ..

مع ودي والتقدير

الوارف الأستاذ عبد الرشيد غربال.
أن تذكّرك قصدتي بقصيدتي الأمير والرندي فهذا شرف كبير لي وشهادة فخر للقصيدة، ودلالة على سعة اطلاعك على عيون الشعر العربي في هذا الباب.
لكم أسعدني اعتناؤك بالنص وحرصك على سلامته من أي شائبة لغوية أو نحوية أو دلالية معنوية.
قمتَ سيدي الفاضل بتحرٍ دقيق وأبديتَ ملاحظات قيّمة جاءت في مكانها، فشكرا جزيلا لك على جهدك وقراءتك المتمعنة الدقيقة، وسأعمل على الأخذ بها إن شاء الله تعالى.
حماك الله سيدي الفاضل وحمى حواضر بلاد العرب من كل كيد وشر.

[د. علي غبن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران

مرحبا 🌹د/على
وكأنها مرثية فى الأمة العربية والاسلامية...
وكأنها عتاب على الزمن وماكان وما وصل..
مودتي

شكرا جزيلا أستاذ جمال عمران على تعليقك الذي أوجز واختصر رسالة القصيدة ومضامينها وحددها بدقة.
تحياتي لك، وسعيد بمرورك وتعليقك

[د. علي غبن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد تمار

الله الله
ما شاء الله تبارك الله
هذه من الخمر الحلال
أثبّتها على جبين الفينيق لينهل منها المارّون..
ولي عودة إن شاء الله لهذا الجمال..

تثبيت
مع خالص مودّتي

الأستاذ الفاضل محمد تمار
شرّفتني بتثبيت هذه القصيدة في رأس محتويات وهج القوافي، وغمرتني بكرمك ولطفك فيما أبديت من عبارات الإعجاب والاستحسان.
أعجز عن شكرك سيدي الفاضل، وأنتظر عودتك بكل الحب.
تحياتي لك وخالص امتناني وتقديري

[د. علي غبن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد النبالي

الله عليك 0 الله عليك 0 الله عليك 0 ياسلام على أخت أندلس
صديقي الجميل هل تعلم بأني كنت أغتال الثواني لقراءة السطر الثاني
لجمالها وهي مكحلة بتراث الأندلس
مبدع وعاشق لتراث الاندلس
يرجى كتابة البحر أسفل القصيدة
هذا المتبع هنا

صديقي الحبيب المبدع الشاعر محمد خالد النبالي.
لكلماتك وقع محبب في نفسي، ولإشادتك بالقصيدة وتقبّلك لها تبعات تحتّم عليّ ألا أقدّم هنا إلا ما يرتقي لسامق ذائقتك وسامي قامتك.
دمت بكل الحب يا صديقي

[د. علي غبن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى علي

دمتَ أيها النبيل د. علي وقيثارة الريشة النبضية الناطقة وبوصلة المآقي القوس مطرية ..

دمت بكل الخير والألق ست لبنى، وكلّي أمل أن أقدم ما يليق ببهاء حضورك سيدتي وروعة إطلالتك.
تحياتي وتقديري لشخصك الكريم

[د. علي غبن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خديجة قاسم

قصيدة جعلتني أزفر الآهات بعمق الوجع
بورك الحرف الجميل ودام العطاء د. علي
كل التقدير والاحترام

بوركت سيدتي الفاضلة وبوركت أنفاسك الراقية التي تتحسس الوجع وتدرك عميق الجراح.
كل الاحترام والتقدير لك ست خديجة.

[محمد تمار]

يا أخت أندلس عيناك أندلسي
نور أشع فجلّى عتمة الغَلَسِ
من الشآم استعارت سحر مبسمها
ومن أمية نالت حمرة اللّعَس
تراقصُ الزهرَ طولَ الليل في دعة
مختالةَ المشي مثلَ الشاربِ النّعِس
تُشاكِلُ الليل.. نال الشَّعرُ عتمته
منها وفي الوجه شعّ النّور كالقبس

يتدفّق الجمال انسيابا من مطلع القصيدة البديع حتّى
يشعّ نور الإلهام على آخر بيت في المقطع بحرفيّة عالية وإبداع
مبهر يأسر القارئ ويرويه حدّ الثّمالة..
ولا يمنعني هذا الجمال عن البوح بما انتابني من إحساس أثناء القراءة
فقد تصاعد جمال الصّورة الشّعرية بيتا فبيتا كلّ بيت ينسي سابقه إلى أن
وصلت عند تشبيه اختيال الحسناء بمشية الشّارب النعس ..تشبيه بدا لي
غير موفّق لما ينتاب مشية الشّارب النّعس من تمايل يفضي إلى التعثّر والسّقوط
أحيانا..

قد كنتِ لما سواد الليل مُنبطحٌ
صبحاً تنفّسَ في ذاتي وفي نَفَسي
وكنتِ كالحلم في صحراء قافلتي
أطوِّفُ الأرض لا أخشى من العسس
تفجرت في يديْ غيمات مَشرِقها
وعمّ في الغرب مائي غير منحبس
وكان فيك أريج العز منبعثا
من حَرِّ زفرتك (التطغى) على نفسي
وكان دمعُك إمّا سال من وجع
يجري على وجنتي رغما عن الحرس

إشارة ذكيّة من شاعرنا إلى مجد تاريخنا وعزّتنا حين كنّا أسياد الكون
وكان أريج ملكنا وعدلنا يعمّ البسيطة..أو هكذا فهمت المقطع..
" التطغى " بدا لي أنّ كتابتها هكذا " ال تطغى " أنسب دون قوسين..

والآن ما عدتُ.. لا التاريخ يقبلني
فحلاً لأندلس أو شبه أندلس
مدنسٌ أنا في ذاتي وفي وطني
وعابسٌ في مسراتي ومحتبسي
ورديةَ الخدِّ لا كفيّ ناصعةٌ
بالمكرماتِ ولا مائي بمنبجس

إشارة موجعة إلى هواننا وتردّي حالنا الذي فاق كلّ تصوّر
ولا يفوتني أن أثنّي على ملاحظة أستاذنا الغرّيد بخصوص رفع
كفيّ " لا كفّاي ناصعة "..

كانت منابرها تشدو بروعتها
فأصبحت بعد عز الصّدح في خَرَس
وكان شدو طيوري مطرباً فرحاً
فصار نوح غرابي غير منخرس
ما عدتُ سيدتي الحسناء مؤتَمَنا
عليك.. ما عدت أستقوي على النعس
ما عدت أبكي على ماضيك سيدتي
يا أخت أندلس.. فالقدس أندلسي

ويختم شاعرنا رائعته حزينا على " أخت أندلس " بوصف حالها وكيف
أصبحت جدار مبكى للغربان بعد أن كانت روضة لشدو الطّيور معتذرا منها
على ضعفه وعجزه عن حمايتها فالخرق اتّسع على الرّاقع والمصائب توالت
على الأمّة فلم يعد يدرى لها أوّل ولا آخر..

شاعرنا الكبير د.علي
هذا مبلغ علمي وهو من باب جهد المقلّ
فعذرا إن وجدت تقصيرا أو سوء فهم لمراد
متمنّيا لك مزيدا من التألّق في سماء الإبداع..

خالص المودّة

[د. علي غبن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد تمار

يا أخت أندلس عيناك أندلسي
نور أشع فجلّى عتمة الغَلَسِ
من الشآم استعارت سحر مبسمها
ومن أمية نالت حمرة اللّعَس
تراقصُ الزهرَ طولَ الليل في دعة
مختالةَ المشي مثلَ الشاربِ النّعِس
تُشاكِلُ الليل.. نال الشَّعرُ عتمته
منها وفي الوجه شعّ النّور كالقبس

يتدفّق الجمال انسيابا من مطلع القصيدة البديع حتّى
يشعّ نور الإلهام على آخر بيت في المقطع بحرفيّة عالية وإبداع
مبهر يأسر القارئ ويرويه حدّ الثّمالة..
ولا يمنعني هذا الجمال عن البوح بما انتابني من إحساس أثناء القراءة
فقد تصاعد جمال الصّورة الشّعرية بيتا فبيتا كلّ بيت ينسي سابقه إلى أن
وصلت عند تشبيه اختيال الحسناء بمشية الشّارب النعس ..تشبيه بدا لي
غير موفّق لما ينتاب مشية الشّارب النّعس من تمايل يفضي إلى التعثّر والسّقوط
أحيانا..

قد كنتِ لما سواد الليل مُنبطحٌ
صبحاً تنفّسَ في ذاتي وفي نَفَسي
وكنتِ كالحلم في صحراء قافلتي
أطوِّفُ الأرض لا أخشى من العسس
تفجرت في يديْ غيمات مَشرِقها
وعمّ في الغرب مائي غير منحبس
وكان فيك أريج العز منبعثا
من حَرِّ زفرتك (التطغى) على نفسي
وكان دمعُك إمّا سال من وجع
يجري على وجنتي رغما عن الحرس

إشارة ذكيّة من شاعرنا إلى مجد تاريخنا وعزّتنا حين كنّا أسياد الكون
وكان أريج ملكنا وعدلنا يعمّ البسيطة..أو هكذا فهمت المقطع..
" التطغى " بدا لي أنّ كتابتها هكذا " ال تطغى " أنسب دون قوسين..

والآن ما عدتُ.. لا التاريخ يقبلني
فحلاً لأندلس أو شبه أندلس
مدنسٌ أنا في ذاتي وفي وطني
وعابسٌ في مسراتي ومحتبسي
ورديةَ الخدِّ لا كفيّ ناصعةٌ
بالمكرماتِ ولا مائي بمنبجس

إشارة موجعة إلى هواننا وتردّي حالنا الذي فاق كلّ تصوّر
ولا يفوتني أن أثنّي على ملاحظة أستاذنا الغرّيد بخصوص رفع
كفيّ " لا كفّاي ناصعة "..

كانت منابرها تشدو بروعتها
فأصبحت بعد عز الصّدح في خَرَس
وكان شدو طيوري مطرباً فرحاً
فصار نوح غرابي غير منخرس
ما عدتُ سيدتي الحسناء مؤتَمَنا
عليك.. ما عدت أستقوي على النعس
ما عدت أبكي على ماضيك سيدتي
يا أخت أندلس.. فالقدس أندلسي

ويختم شاعرنا رائعته حزينا على " أخت أندلس " بوصف حالها وكيف
أصبحت جدار مبكى للغربان بعد أن كانت روضة لشدو الطّيور معتذرا منها
على ضعفه وعجزه عن حمايتها فالخرق اتّسع على الرّاقع والمصائب توالت
على الأمّة فلم يعد يدرى لها أوّل ولا آخر..

شاعرنا الكبير د.علي
هذا مبلغ علمي وهو من باب جهد المقلّ
فعذرا إن وجدت تقصيرا أو سوء فهم لمراد
متمنّيا لك مزيدا من التألّق في سماء الإبداع..

خالص المودّة

أشكرك أستاذ محمد على هذه القراءة التفصيلية للقصيدة ويسعدني أنّ القصيدة قد حظيت باهتمامك وعنايتك.
تقبّل جزيل شكري وعظيم امتناني على قراءتك وملاحظاتك.

[رائد حسين عيد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. علي غبن

يا أخت أندلس عيناك أندلسي
نور أشع فجلّى عتمة الغَلَسِ
من الشآم استعارت سحر مبسمها
ومن أمية نالت حمرة اللّعَس
تراقصُ الزهرَ طولَ الليل في دعة
مختالةَ المشي مثلَ الشاربِ النّعِس
تُشاكِلُ الليل.. نال الشَّعرُ عتمته
منها وفي الوجه شعّ النّور كالقبس

قد كنتِ لما سواد الليل مُنبطحٌ
صبحاً تنفّسَ في ذاتي وفي نَفَسي
وكنتِ كالحلم في صحراء قافلتي
أطوِّفُ الأرض لا أخشى من العسس
تفجرت في يديْ غيمات مَشرِقها
وعمّ في الغرب مائي غير منحبس
وكان فيك أريج العز منبعثا
من حَرِّ زفرتك (التطغى) على نفسي
وكان دمعُك إمّا سال من وجع
يجري على وجنتي رغما عن الحرس

والآن ما عدتُ.. لا التاريخ يقبلني
فحلاً لأندلس أو شبه أندلس
مدنسٌ أنا في ذاتي وفي وطني
وعابسٌ في مسراتي ومحتبسي
ورديةَ الخدِّ لا كفيّ ناصعةٌ
بالمكرماتِ ولا مائي بمنبجس
تمرُّ ذكراكِ في غيبِ الكرى عبقاً
مَرَّاً جميلاً فمِن ماضيّ فاحترسي
تمر ذكراك والدنيا قد اختلفت
وغيّبَ الدهر بغدادي وأندلسي
كانت منابرها تشدو بروعتها
فأصبحت بعد عز الصّدح في خَرَس
وكان شدو طيوري مطرباً فرحاً
فصار نوح غرابي غير منخرس
ما عدتُ سيدتي الحسناء مؤتَمَنا
عليك.. ما عدت أستقوي على النعس
ما عدت أبكي على ماضيك سيدتي
يا أخت أندلس.. فالقدس أندلسي

د. علي غبن

جميل هذه المقاربة فالجرح عميق ونحن على أبواب عصر عنوانه المزيد من التشظي والمزيد من الاحباط والقلق.

ولكن لا ننسى شعاع الأمل في رحمة الله.

أبدعت وأمتعت ياصديقي

[د. علي غبن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر الهباش

الشاعر د. علي غبن المحترم

قصيدة وارفة جميلة أخذتنا في رحلة بعيدة وعميقة التفاصيل في تاريخ بعيد
كان فيه ما فيه ومررنا بحالنا الحاضر وما فيه من ألم وأسى ولوعة وانكسار
ثم عرجت فجأة على القدس وكـأنها محور الدنيا ندور حولها فكانت النهاية غنية ورائعة
تحياتي وتقديري

الأستاذ عمر الهباش المحترم.
أشكر لك هذه الوقفة التحليلية للقصيدة.. لقد جمعت ووعيت وأوجزت، لك مني جزيل الشكر على ما تفضلت به من إضاءات تعكس واسع اطلاعك وعالي ذوقك.
دمت بخير سيدي