|
☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-12-2008, 02:42 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
قراءة في مجموعة _يجمع الليل أشياءه_ لقاصد الكحلاني
قراءة في مجموعة "يجمع الليل أشياءه" لقاصد الكحلاني
بقلم رمزي الخالدي مجموعة الشاعر قاصد الكحلاني (يجمع الليل أشياءه) التي تتكون من 80 صفحة من القطع الصغير .. تبدأ هذه المجموعة بنصها الموازي(الغلاف) محتوياً العنوان بإعتباره تابعاً ومكملاً للنصوص والحواس والداخلية والأصوات التتابعية في الموسيقى ،و الغلاف حرفاً ونصاً يملك دلالة منفرده من جهة" ودلالة تكاملية من جهة أخرى" فهو –أي الغلاف- مكون من ليل مخيم ومتربع على كل الجهات ،كما أن حواس القصائد بكل إقترافاتها وحركتها تعمل وفق نظرية الإلكترونية (المكدس) : الداخل أولا الخارج أولاً \لإهداء يحمل الإهداء أول المفارقات في المجموعة ، حيث ارتسمت هذه المفارقات على واقع ترسمه المفردة(الليل) بالمكونات الداخلية له (الحلم – العذاب – الحبيبة – الوطن) . الحلم الأسود ، والعذاب الأسود والحبيبة اكتست السود وأغلقت منافذها سواداُ ، والوطن يكمل هذه اللوحة. وواقع آخر يبعث على الأمل بالضرورة (أمي – أبي). أصبحت المفارقة بمكونات الواقعين الأول والثاني. كما أن "هناك مفارقة أخرى داخل داخل مكونات الليل(الحلم والحبيبة –العذاب و الوطن) وذلك من خلال إستكناه مدلولات هذه المكونات من فحوى القصائد. المتن يفتتح الشاعر قاصد الكحلاني ديوانه بنص (على سفح جنية لا تراك) .. فهو يتحدث عن حقيقة نيرفانية يمكنها أن تتحقق ، فلا تجلي لهذه اللحظة إلا في المفردة المحسوسة التي حملت غشاءًً آخر لفاتحة المجموعة حيث الإرتطام بأكثر من نزوح وأكثر من حدث..ذي حبكة استهلالية ،كالمأثور بدلالته الشعرية ثم التماهي بإلتياع مفاجئ يخصب نتوءاته بالتآثم والاندماج وإحالة الاكتمال كمعادلة مخفية إحصائية 1+0 = 2 إنسان + الجنية = 2 معادلة تخصيبية ببناء شعري لم يكن تحصيل حاصل لقصيدة يجب أن تبنى هكذا إنما أخذت محصلتها من إشارات لمكان يمكن أن تجتمع الروح المخفية _الجنية) مع الشاعر أو كتكوين إنساني أحادي مع الجن المتخفين.. ليصبح الشاعر مخفياً أيضا.. فهو يقول: "السلام عليّ أذوب على كف جنية تعتريني تحلق بي في الأعالي وتدخلني بابها السرمدي ثم: سلام عليها ألتبسنا ببعضٍ نسينا "أنانا" "(ص6) هذا النص يدور في تكوين المعادلة التحولية من جني الى شاعر والعكس من شاعر الى كائن متخفي (جني). "وأنا من ضفاف العروس أمررني خلسة في غيابي على جرحها" آه يا جرحها.. هنا إمكانية العيش في مكان واحد بتخفٍ أو غيره مع ذات الجن في المكان المشار إليه ، أو حتى في غير المكان وإن كان محسوسا كالمراوغة /المقايضة/ الترويض إلخ.... فالنص الأول (على سفح جنية لا تراك) هو بداية التعريف بالتجريب عن الشاعر قاصد الكحلاني ، حيث إمكانية الخروج عن القواعد الملزمة لبداية النص إلى النزوح للمناغمة والتعايش مع روح الإبداع، والإنتصار للمغايرة . لا تتمثل المغايرة في طريقة كتابة النص ، إنما إدخال النماذج المتحركة فيه ، يظهر هذا في تمسرح النص عند قاصد الكحلاني ، عن طريق الحوار المسرحي من طرق الجنية المأهولة للعشق "تقول: حرام تضيّع عينيك في سفح جنية لا تراك ولا تشتهي أن تقاسم روحك كعكتها" (ص7) وكما يعرّف آلآن بروجيه الأدب على أنه (ليس كتابة المغامرة وإنما مغامرة الكتابة حتى تنامِ سريع للكملة)فالمرور على (الليل يجمع أشياءه ) حتى لو كان بعدسة واحدة ستلاحظ تنامياً عكسياً للمفردة ،بل حتى على مستوى اختيار القصائد وتوحدها الترتيبي او التنظيم كصف صعب للممايزه والمفارقة عند الشاعر.. فإختيار القصائد جاء حسب خبرة حطمت رتابة الاختيار فظهره الديوان (المضارعة المنتصف/ البداية/ ) هذا يعني أن القصيدة بدأت بترتيب المجموعة (خبيرة – فممارسة – فشابّة) وهي سياسة إختيار جيدة. هناك حمل آخر ، لا أعرف من جنى على الآخر الشعر أم الشاعر أم هويتهما ، فسيطرة الهوية أو القومية الأولى على الشاعر كهوية لابد من التشاعر بها ، مع أنها تبدو رذيلة الشاعر الجاهلي والحديث حينما اسقط هويته على النص وانشغل فيها ، فبدت له إختيار ابعد على كل الجماليات والاختيارات الإنسانية الأخرى! يحشد(يجمع الليل أشياءه) هوية المكان –أو هوية الفرد والقبيلة بشكل بارز وكثيف، حيث التمازج بالمسميات : (أنا من ضفاف العروس أمررني خلسة) ص7 (متى يا "ميس" تقطفنا النجوم كما وعدت حبيبك الصبري) في نص أنا ضوء ضحكتك القادمة.ص14 وكما هي الإشارة ذاتها في نص (سأقول للفجر القديم) " وهل في طلعة السبئي غير تمزق الأيدي؟" ص24 بعد قومية المكان والقبلية ، لا غرابة في أن تمتد القومية على نحو أشمل في المجموعة إلى المجاور الجغرافي مع ريح الأحداث لتكون طبيعة التوازن العربي العاطفي .. وهذا في نص أختار له الشاعر ما يميزه من البعد القومي أيضاً (ذوو القربى) " كي تتواشج القربى ويهطل من سماء الوعد "نصر الله" ليس الشعر أغنية لأبهة الزعيم ولا حصاناً في بلاط الحاكم العربي"كما أن نص " ذو القربى" يخبئ حزنا كبيراً وهما قوميا أكبر .. النص الصوفي(أو النص المخادع) "يجمع الليل أشياءه ".. إن المدلول في العنوان "يهرب من كون الليل هو الحياة ،حيث إمكانية التأمل ، البارسيكلوجي، والعلامات والسيمائيات، فبعد أن أجتمعت الأشياء في كيان الليل ، والتعايش مع اللامرئي(الجنية) وعشقها في ما يقارب ثلاث نصوص ، أستطاع الشاعر أن يجمع منحى النص بسياق الصوفي ، والعمارة الشعرية الرومانسية ، ومن ثم التداخل معها بسريالية غير مفرطة ، بالإضافة لتوزع الشاعرية على مجموعته ، جعلت من المجموعة أكثر قراءة وقبولاً في وسط (مازالت المدارس والتأويلات القرائية محتجبة عنه)! في نص(تحتسي ظلها) ص9 تتجلى الخبرة في تشكيل الصورة الشعرية استقاءً من نبع صوفي موغل في الروحانية ابتداءً من الاحتساء بخلفياته المتناقضة (التماهي /والضياع)وانتهاء بالتفاصيل اليومية والإيحاءات الجسدية التي يتناولها وفق مفهوم جديد للجنس (أو طار طائرها بغتة للسرير الذي ضمَّها) (وأناخ البخور مساءاته للبعاد تحتسي ظلها كلما خاصمتها النسائم أو طار طائرها بغتة للسرير الذي ضمها والفوآد الذي شكلته بأصبعها )حتى يقول:أين الذي كانني /كنته لو أوفق بحمل رسالته ونبؤاته.. كنت أخشى الشياطين أكثر منه حتى تبرأ مني شيطانة وجميع شياطين قريتنا والولي وبائعة اللوز والصبية الحافظون لقصتنا والبلادُ ) ص 21. حينما أتقصد (يجمع الليل أشياءه) أجدني في النص المعنون " سأقول للفجر القديم" الذي جمع في سياقه مفردات مليئة بالشغف الشعري وبنيّ بالمخيلات والصوتيات والتكثيف والماهيات الماورائية والخطاب.. أي نص جمع كل الآليات المغامرة في تشكيل الصدفة الشعرية من خلال الانزياحات والمفارقات في المفردة والجملة والدلالة ، كما نجد في مناداة لسور القرآن ضمن نسق من الدوران الداخلي للحظة ما، أو محاولة للأختباء مع الحزن: (يا سورة الإسراء دليني على وطني تاهت بي خطاي تزملي دمعي أعيدي سيرتي الأولى اراني عالقاً بين المصائب والشجون) ص23وإذا كان الشاعر الغربي – حسب صلاح نيازي –" يمسرح الشعر بينما العربي يعزفه" فإن قاصد الكحلاني إنطلاقاً من حداثة واعية ،كما هو وعي في الحداثة أستطاع أن يمسرح الشعر سواء في تقنية الحوار وتنامي الصراع بين الرجل والمرأة كما في : (سوف تبقين في البيت سوف تغني كما شئتَ دعني أغني) ص13أو من خلال الومضة "القفشة الشعرية " ذات المسحة الفكاهية فكما يقول في نص (مرة) "هي مرة .. لك أو عليك تأتي القصيدة فجأة .. أما تراوغها .. واما لعنة الشعر عليك". |
||||
24-12-2008, 02:57 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
مشاركة: قراءة في مجموعة _يجمع الليل أشياءه_ لقاصد الكحلاني
قراءة احتفت بمبدع فينيقي لطالما وهبنا حرفه الدهشة
الوارفة نبيلة شكرا على رفدك الطيب باقة ود |
||||
24-12-2008, 11:50 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
مشاركة: قراءة في مجموعة _يجمع الليل أشياءه_ لقاصد الكحلاني
[align=right]
الشاعرة المرهفة نبيلة الشيخ شكرا لنشر هذه القراءة شكرا لباذخ كرمك [/align] |
|||
25-12-2008, 12:03 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
مشاركة: قراءة في مجموعة _يجمع الليل أشياءه_ لقاصد الكحلاني
قاصد الكحلاني
شهادتي فيه مجروحة شاعر اسهم في صناعة المشهد الشعري اليمني صاحب تجربة يشار اليها بالبنان امتنان لنبيلة الشيخ على هذا الرفد الجميل ومثله لقاصد وكثير منه لرمزي الخالدي كل الود |
||||
17-01-2009, 10:34 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
مشاركة: قراءة في مجموعة _يجمع الليل أشياءه_ لقاصد الكحلاني
الكريمة نبيلة
مجهود ثري للاستاذ الخالدي من خلال هذه القراءة الطيبة لاشعار القدير قاصد ودوماً بانتظار كل رائع منك تحياتي والود |
||||
22-01-2009, 08:27 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
مشاركة: قراءة في مجموعة _يجمع الليل أشياءه_ لقاصد الكحلاني
[align=center]
المكرمة النبيلة قراءة وافية نشكر صاحبها الاستاذ رمزي الخالدي الذي تناول نتاج المبدع الكحلاني اثريتِ الفضاء بهذا الفيض تحيتي خضراءَ الرّوح هدى [/align] |
|||
23-02-2009, 02:57 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
السلطان الراقي شكرا لجميل مرورك ,وورودك ,ولك مثلها واكثر .
قاصد : أين انت؟ ما زلنا في شوق لروعة حرفك . سلامي عليك |
||||
|
|
|