(همس المرايا ــ فاطمة الزهراء العلوي/ رقم الايداع : ف.ز/ 27 / 2012) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ 📜 ▆ 📜 دار العنقاء 📜 ▆ 📜 ▂ > 🔰 سجلات الايداع>>>

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-2012, 05:17 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

الصورة الرمزية المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

افتراضي (همس المرايا ــ فاطمة الزهراء العلوي/ رقم الايداع : ف.ز/ 27 / 2012)




فضيحة الســـــــراب
24/04/2011
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

واقف ما بين المد والجزر
يتنصت على همسه المتبقي
من رتابة قصيدة
من غابة بلا سيقان
والليل يمضي مشردا
حتى آخر النهار...
إلى الصدى هربت أنفاسه منه
فرب قافية
تخيط خصر القصيد
ترمم بثور الجسد
كي يمشي منتصبا..
الليل وحيد
يمضي مشردا حتى آخر النهار
يلملم السكونَ المعلقَ على صدر الحكاية
والغدير أسواره شبيهة بتلك السحابات
الممتلئة بضجر الدخان
الحبلى بالخواء
الحبلى بنتوءات سافلة
تبشر النوارس ب / فضيحة السراب / ...




كسرت كل المرايا..
02/05/2011
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كسرت كل المرايا
فعلى شرفتها كانت الشظايا تلهبني جمرا
وأنيني المخبأ فيها منذ عهد
دمرته
ونامت فوق اشلائه تتباهى
وترسم للناظرين الابتسامة
كسرتها تلك المرايا ..
عبأتني بالديجور..
علقتني على أبواب النسيان
فكان ظلي من خلف الشعاع
باهتا..
وعصفورتي
كما الشتاء حزينة
عبأتني بالجمر الباقيات من الكلمات
كنت وراءها أامشي وأمشي
مضت بعيدا وأنا بقيت وحدي
وظل المرايا المكسر معي..
وحين كانت تتهاوى نبضاتي شظايا
كانت المرآة تهمس :
""غريبة هي الدنيا ..تعطيك إلى أن تصيبك بالتخمة ، وتقتلع منك وأنت طري بالفرح ما أعطتك
فإما جنون أو صبرُ ""
وماذا يفعل الذي انتهى منه الصبر؟؟ سيكون جنونا لم تشهده أزمنة ولا دهرُ..أو قد يتلاشى نثارا في موجة الخواء..
كسرتها تلك المرايا..




أخيرا أدركت..
13/05/2011
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أدركت متأخرة بان شمسي كانت ترتزق على فتح رسائلك
وغابت تلك الرسائل وغابت الشمس معاندة
هو فجر وحيد ينتظر على عتبة نهار آخر
قد تدرك عمقي حين تنظر الي وتتجلى أنهاري سابحة بك الى حنايا جسد اكتنز اسمك دما واستحم فيه حبا نقيا
كنت وحدك صديقي على رفوف عيني
كنت وحدك القادر على أن تكسر أغلالي وصمتي وطاولات توتري
كنت وحدك القادر ان تغسلني من براثين الليالي العصية
انت ايضا تخليت عني مثلك مثل الزمن يمضي بعيدا ويترك فينا لوعة لا تنطفىء
نتحسس تجاعيدنا وهي بكل المرتفعات على الجبين
وبكل المنخفضات على خدين أمتشقهما سراب الألوان
أقسم بأنك الآن على سرير حرية انتظرتها طويلا
رأيت كل الابتسامات في غيابي
رأيتك تمنحها للعابرين رواقاتك
مددت يدي لاتسقط من بعض هذه الابتسامات وافتح نوافذ اخرى تاتيك منها ظلالي غير مشوبة بالاهة
تذمرت دائما مني
وتاففت دائما مني
وتعاليت دائما عني
وعدت أسترحم دقاتي فيك عودة جديدة
لم أحس بأن كبريائي أهين
لأن الحب عندي لا مساومة فيه فاما أن يكون أو لا يكون
تتقفاني اليوم صحاري بلا سراب قد يبلل من عطش الانتظار
تتقفاني صورتك قاسية وهي تخرجني من مدارتها
أرغب في ان اقبض عليها بيدي واقول جهرا" انا هي وقوية جدا وقادرة على تحمل الغياب"*
أسمع هسهسة رقيقة تتعمق في أضلعي "مسكينة انت حد الوجع" انه يسكنك كما فجر الضياءات يسكن بطن الحياةة ولا مفر من عودته يوما
غريب جدا
كانت تلك الزهرة على طاولتي *عيونك أعشقها صديقتي ففيها استيلاد متجدد للانتباه الى لغة الصمت"
نسيت أن أبرم الورقات من أشواكها
دبابيس لا تنتهي في غيابك اليوم تمحقني ...
هل انت بخير؟
إيوا ممتاز هذا ما أريد ان أسمعه ان تكون بخير
وللطوفان زهرة اللوتس البرية




ذات مسـاء...
17/01/2012
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذات مساء
سمعت طرقا من عمق الجرح
رتبت له الجسد
ومنحته بركة التأشيرات المستديمة
ذات مساء
رشتني توتراتي
فانكفأت هزيمة
كشمس لم يقربها صبحُ..
أقف عند مفترق الذكريات ، ككل صبيحة أحد
أمشط شعرها الطويل
أصنع منه ضفائرَ
تتسلقها العصافيرُ الطرية ُ
وتعتذر منها الظنون ُ
أتحدث إلي منذ زمن
تدركني انحناءات دمع متحجر
أتغاشى من فرط الضحك
تثيرني صورتي الرديئة ومقلتاي المتورمتان..
قد أكون غيبت النوم عني..من يدري..
كم غريب أن تكتشف نفسك في المرآة
حين تنعدم الإشعاعات الزائفة وتتدرج السنون
عبر كل مساحاتها
أستمر في الضحك مني علي
فلا أحد يسكتني و لا نظرة تزجرني
فقط نظرتان ذابلتان
وتثاؤب الليل متجردا من كل الأحلام
مازلت أضحك
ومازالت الانحناءات تولول دمعا متحجرا
يا لهب الغبار الضاحك
ازدحم في عظامي ولا تبرح..
الحقول اليابسات لصوص تنام في دمي
وسماسرة اللأحلام الفارغة
اتخذت من الجسد شرفتها المستديمة
والموز البارد الذي اعتمرته المدينة قوسـَها وعمامـَتها
أبادت قشرته سافلة كل الفصول..
ركنت الثمار في صراخ مبحوح مباح..
وتعلقت أنا بنخلة البكاء...




غريزة
20/01/2012
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حين امتلأ جوف المدينة بهامشيته ، ردحا من زمن..
انتفضت غرائز جوعه ، عرت صدره المنحوت بالصمت ، وتقيأته خبزا حافيا.
* إلى روح المبدع محمد شكري..




ق ق ج
تردد وحيرة ..
13/01/2012
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمام المرآة تسمر أكثر من ساعة يتأملها بعمق
هل يغتصب حضورها وينتهي منها نهائيا؟
هل يقص جناحيها ؟
أم يضيف بعضا من لمساته الرجولية ، فيزينها ببعض من لون ذهبي ، وآخر بنفسجي حتى يلائم العصر ؟؟
فكر مليا أعياه التفكير فقرر اغتصاب لحيته البيضاء ، لقد صنعت منه دائما رجلا وقورا بالتقسيط..



الصفعة..
16/11/2011
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت تجلس في نفس المكان ، الذي شهد قصة حبهما.التقيا فيه منذ سنوات....
سجل أحلى أحاديثهما..أحاسيسهما المفعمة بالحياة..تشابك أيديهما ترسم وعود الغد..وباركها بروعة جماله.
يقع المكان في مفترق حديقة تظللها أشجار الصنوبر..بعيدا عن مناخ الضوضاء وأتربة السيارات العابرة باقصى سرعتها ..وعن زحمة المدينة.
كانت تجلس متوترة. لقد أقلقها اتصاله المبكر على غير العادة. صوته كان خاليا من كل التعابير الجميلة...نبرته حادة وملبدة بالتردد.
سألته ..ما الخبر؟ أغلق جهاز هاتفه الخلوي..وضاع السؤال تاركا الحيرة والشك يمارسان ضغوطا كبيرة ..عليها.
رأت الوطن في عينيه نهارا لا يغيبه ليل...أحبت الاشياء ..كل الأشياء التي يحبها..عشقت الموسيقى الكلاسيكية ..وانبهرت بصمت المتاحف وعظمة الابداع..علمها أن تعانق الاشياء في عظمة جزيئاتها الصغيرة..ولذلك كان الوحيد الذي شغل بالها ...وأحبته..
فكرت كثيرا...
-ماذا يمكن أن يكون الخبر؟ نتيجة الفحص؟ بقعة الأرض التي اتفقا عليها ؟ الترقية..
أعياها التفكير ..طلبت قهوة سوداء في انتظاره..
اعتذر عن التأخير..أشعل سيجارة ..مجًَ نفسا طويلا..فتداعى دخانها على وجهه ماسحا كل تعبير عنه.
لم تستطع أن تفهم شيئا...كان يتحدث .ويتحدث...دون انقطاع....لعلها فهمت..لكنها لم تستوعب...لقد قرر السفر ..وتغيير الحال.أحس الملل يخنقني..ساتطوع لخدمة الأنسانية.. في الأماكن النائية من المعمورة..و...
-أربكتني...إذن نسافر معا...
قاطعها ..لا...سأسافر وحدي..أعتذر...يلزمك وقت قصير للنسيان..و...
وضاعت بقية حديثه في دخان سيجارته التي أحجمت عنها رؤيته من جديد..
الأماكن النائية..الإنسانية...وأنا؟..ضاع كل شيء في ذرة من ثانية...وصار الوطن في هذا الجزء من الثانية المتناهي في الصغر..صار الوطن كله زحمة من الأسئلة..ظلاما أسقط أضواء النهارات.
ضاع كل شيء..وضاعت هي في احتراقات الاعتذار..وفي هذا الشلل الجديد في لغته.
أسفر الصبح ..وهي في نفس المكان تستغرب تفاهة الانسان أمام شدة القد ر ..
وتصورت للحظة نرجسية طاغية..قد لا يفعل لأجلها..لكنه..كان بالفعل قد رحل




ومضة شعرية
اغتيال..
30/11/2011
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تغتالني الكلمات
فأسقط داخلي أجراسا صدئة
أتكدس على فوهة الجسد
ثقلا
متكررا ..مملا..مقيتا..





ومضة شعرية
عبور
18/12/2011
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

للسفر
نور الاحتمالات البعيدة..
نلتقي عند خاصرة البحر
حيث أقراط القصائد المتدلية عشقا
تنحني لنا
وفي المدى الآتي
كل أكياس الشموس قريبة منا




خاطرة
رأيته.. أخيرا رأيته..
27/01/2012
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نبشت كثيرا فرأيته
كان لابد من أن أراه ، وأفتش في نظرته عن سر حقده على أزهار اللوتس الجميلة..
أردت أن أعرف من أي ينبوع يتوضأ هذا الحقد ؟
من أي ينبوع يغتسل؟
فالماء يطهر يصفي النفس ، هكذا قرأناه ، لمسناه ، عرفناه جربناه.. وبه الحياة تستقيم * " ... وجعلنا من الماء كل شيء حي ... " صدق الله العظيم
أكيد ماؤه غير الماء الذي يمحو اصفرار القلوب
ماؤه من عين لا تشبه العيون
وحده يعرف بأن للماء لونا اختاره لوحده فكان السواد..
صار الماء يعرف معه لونا
أخيرا رأيته
كانت صورته معلقة على جدارية غريبة
لم ترسمها الألوان ، لم تحكها الشوارع ، ولا المدن ، ولا حتى باقات أمل في مخيلة حلم..
نظرتان حادتان
وجه خال ، من كل التعابير الإنسانية واللاإنسانية ..
أنيقة الصورة كانت ، لكنها كأناقة القبر وفوقه ألف وردة ميتة..
كأناقة شية الحلم ، التي تتبخر مع نهاية كل صباح..
ر أيته..أخيرا رأيته
كانت في مخيلتي ألف صورة ، لهذا القلب الحاقد على كل شيء ولا شيء ..
متوتر دائما
غاضب دائما
يفصل القول حسب معتقداته ، وكم مخطئة هي..
يفصل الحكايا حسب جبة اختياراته ، وكم ضيقة هي ..
يلعن هذا ويسب ذاك
يخلط الأوراق ويقسم بأن ينتقم
وينتقم .. نعم ينتقم ، ولا يحنث ، لم يحدث ان حنث يوما ، فكل الأشياء الصغيرة الجميلة المستوحاة من البراءة ، يرفسها بحذائه
تمر كل ثواني العمر وهو يدخن سيجاره الفخم الأنيق ،
يتباهى به " هدية من كوبا " فهو من أكابر القوم ومن أعراق المدينة المتأصلة المتجذرة في تاريخ لا تملكه سوى شجرته ،
ويملك الكثير من المال
يملك الكثير من القوة
يستطيع أن يهدم .. يكسر.. يبيح لنفسه سهرات بلا انتهاء ،
سهرات غريبة يلملم فيها ثلة من عشيرته ، يوهمهم بأنه الضحية
فكل تلك الأشياء البريئة تعكر مزاجه ..تعتدي عليه..تقبض في نورها عتمته ، ولا يحسن الوجود إلا فى في تلك العتمة
وثلته " يتهامسون " بصوت كالفحيح نفاقا ..
يقتاتون من عطفه عليهم
ويبدؤون بمهاجمة خصومه
هم الأصدقاء ، والاصدقاء لابد أن يمترسوا المساعدة ولتكن بحقد ..فماذا يضير ..؟
يتسمرون أمام نوافذ ، صممها أن تكون أذية ويعتقد بأنها أذية ووافقت ثلته على أنها كذلك..
يزمجر كلما فتحت نافذة ، يرشقها بما يملك من الفصوص ، ورنة الوعيد موسيقاه المفضلة..
رأيته .. أخيرا رأيته..
كم كانت غريبة الصورة
كل احتمالات توهماتي ، ضاعت لم تكن هي.
صورته قوية ، من حيث هذا النبع ، الذي يتمشطه ويتذوقه ويغتسل منه..
دققت النظر قد تكون فجوة ما ، لم يلحقها هذا الماء العكر ، تقول بعمقه وأصله وفصله ، تؤكد ربما شجرته التي أهدي لها السيجارُ الفخم ُ
لا شيء في الأفق لحد الان ، سوى وجه بارد تماما ونظرة قاسية حادة فيها الكثير من الغبار فيها الكثير من السواد فيها الكثير من البرودة والصقيع والجليد وكل مشتقات الصلد..
رأيته..
كم كانت خيبتي كبيرة ، لأنه لم يطلع في الصورة بفجوة انفراج ،ولم أستطع أن أفهم لم الحقد..
وستبقى النوافذ آذية في عرفه
كم غريب هذا البشر ..
يتمنى أن يرى شيئا وحين يراه يندم لأنه رآه..
وأخيرا لم أره.. أعتقد بأنني لم أره
ستبقى صور عديدة تموج في المخيلة لأجد عذرا لحقده..




ومضة شعرية
احتراق
23/01/2012
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

احتراق
بسطت حبي
على أذرع الشمس
فاحترقت كل العتمااااات




قصة قصيرة

ملائكة على الأرض

24/03/2012


حين هوى ذلك الخبر ، صفعة قاسية ، كنتُ في نفس المكان الذي شهد رُفـْقـَتـَنـا ، وتعطر بعبق الياسمين الأبيض رقة...إنه الملعب الرياضي الضخم الذي كنا نلتقي فيه . كنا نراه حديقة أجنة ، لا نرى فيها غير الورود والأزاهير،،،كل رؤوس النظارة من المشجعين كانت كرؤوس الأوركيدا والعود..حتى أؤلئك من خصومنا في الفريق الثاني ، كنا نراهم نوعا آخر من الورود ، قد يبدون كأزهار النرجس والسوسن..

الآن أسترجع صورة من ماضٍ قريب ، تكالبتْ فيه علي المحن ُ، وعمامة المواجع تـَتـَقـَصاني ، رحلة سادية ، من جوانيات القلب إلى جوانياته عبر كامل الجسد ، رحلة محملة بكثير من الأسى...
لم أعد أرى الورود والزهور بين يدي،،، لا أتنسم لها أي عبق،،، لا أعتقد أن لها أية رائحة أو شذى مثلما كنت أعتقد سابقا، قبل مقتل حبيبتي " لينا" الآن صار العالم كله أسودا قاتما، الناس تبدو لي أكياسا من الفحم المتحرك على أربع...حتى قلبي الصغير لا أعرف كيف لا ينفجر من كل القار الأسود الذي يحتمله بعد موتها...

"لينا" حبيبتي .. مضى على موتها شهران..؟ عامان ؟؟ دهرا ..؟ لم أبكها..لم أبكِ التي أحببتها بسعة حلمي في هذه الدنيا..تعـلقـَت روحي بها وتعلقت روحها بي..تمازجت روحيْنا فينا حتى الذوبان...
عاهدتها على الانتقام...مهما كلف الثمن...ليس أفضل من الإنتقام لأخلص قلبي المفطور المحترق ...

تأخرت ذاك المساء لمشاهدة مباراة الفريق الوطني ، مع خصم عنيد قدم من أدغال افريقيا.
اتصلت بي " لينا " تسألني سبب التأخير..شرحتُ لها في موجة من صياح إثر تسجيل هدف للفريق الخصم في شباكنا..قلت لها:

"مسافة الطريق...إنتظريني حبيبتي...

وتشتت صوتي في غضب الأنصار ، الذين احتجوا على مراوغة حكم المباراة ، وتحيزه للفريق الخصم وصاح أحدهم ثائراً:
"إنها مباراة مباعة سلفا "...
وتصادمتِ الأصواتُ ، بين معارض ومؤيد ، ودخان السجائر يُشارك الغضب قتامتهُ،،
إنسللت من بين الجموع لأتنفس الهواء ، وأنا أسَرِعُ الخُطى نحو المنزل ..المسافة قصيرة ، بضعة أمتار فقط....
ثم..
رن هاتفي النقال:

"لقد قتلها ..المجرم..إنه حقود لم ينس اتهامك له قبل سنتين . وحكمك عليه بالسجن في قضية التهريب.. أعتذر ...آسف يا صديقي... مصطفى

:من معي ؟من قتل من من من ؟.

"لينا...

وتأجج الصوت اختناقا وظلاماً شديداً ، أتاهني في الطريق إلى البيت..

وصلت منهكاً لاهثاً ، خائر القوى ، فارغاً من كل شيء..لم أعد أسمع .. لم أعد أرى بوضوح .. الدنيا أمست ظلاما دامساً.. .بلى أسمع رثاء الأصدقاء ..كنت أسمع ..وغير قادر على الكلام ..حلم كابوس شياطين ترقص في رأسي ..وأراها حبيبتي " لينا " في كل الوجوه دمعة .. همسا ..رقة وألـما..زهرة تذوي وتموت وتجف...فتجف شرايين الحياة في قلبي....

تمت مراسيم الجنازة ، وارتحلت عبر الطرقات أفتش عنهُ ، عن قاتل بسمة حياتي..واعداً روحها أن أنتقم منه... أن أجعله يموت ألف مرة ... وفي كل موتة ، أذيقه بالثواني عذابي فيها وقهري بغيابها..سأقتله بيدي وليس بأيدي غيري...سأصب فوقه كل القار المحترق في قلبي...

لم أعد بحاجة إلى عملي في المحكمة،،، أخذتني الطرقات من هنا وهناك.. باحثا مُتقصيًا ما بين الوجوه ..لا أثرله..لكنني سأجدهُ وأخنقهُ بِيدي وسأحرقهُ بالقار...
ومرت سنة ..أعقبتها سنوات..وقسمي ممتد عبر أشرطة الذكريات..

كانت نسائم العشية تنزلق باكية في المكان..أحسست بالتعب والإرهاق..فأخذت مقعدا عموميا تحت شجرة السنديان .ورجل أخذت منه السنون كثيرا ، يحاديني بسبحةٍ عبرها صلواته وعبادته الهامسة للرحمن .

تجاهلت تحيته في البداية ولكن شيئا غريبا شدني اليه ، وهو يكرر التحية..وينتزع منى اعترافا بألمي.

حكيت له كل الحكاية...وأحسست أن بركان القار في قلبي يمور ويقترب من الإنفجار،،،هذا البركان سيدي الشيخ يثقل قلبي،،، أريده أن يخرج ، أن يثور فأتخلص من القاتل الوحش ..الحقير...

قال بابتسامة رقيقة نقية:

" انظر هناك َ، الى الأعلى يا بني..إنها عدالة السماء لا تغفل ولن تقبل بظلم وستكون لحظة الصفاء والتسامح ضوء في قبلها حبيبتك ..
يا بني دع العبد لرب العباد وامض في شأنك...تخلص من هذا العذاب الذي تحمله بين جوانحك..."

رغبت في البكاء وأردفت :

"كانت وحيدتي ..ابنتي الحبيبة..ليس عندي أغلى منها..كانت حياتي فذهبت..

قال الشيخ: "ابك. اجعل من دموعك مركب ارتقاء لصفاء القلب وسامح..حاول ذلك وسترتاح...ستعيش من جديد وستهدأ روح حبيبتك . إن تلك له ، لن يعيدها إليك ، بل سيعمق الألم من جديد وسيبقى بركان القار الأسود يمور في قلبك...

كأن قلبي يشرع في نزف القار الأسود ...أحسهُ شيطانا يتسلل مطرودا من شقوق قلبي..
أغمضتُ عيني ورأيته..ذاك الضوء صفعة على خدي الأيسر..توزع صفعات على كامل الجسد واستفقت من رغبة الانتقام الى معانقة الحياة من جديد...

ورجعت الى مدينتي خفيفا من كل براكين القار في قلبي...ليذهب القاتل إلى حيث يشاء ..له الله له الله ولي الله ..الله الذي أرسل لي هذا الملاك في صورة رجل رحمة من لدنه.




انهزام..* ومضة شعرية *
16/03/2012

حين يخترقني الشعاع إلى حدود عينيك ..
تتنهد فواصل الشجون ، عند سفح الشمس ظلا
وينهزم عبء الانتظار الطويل...



استغناء
04/03/2012

ما بيني وبينه
حزمة من شوق
نظمتها لليل عِقـْدا
فاستغنتْ عن النجوم السمـاءُ



المظـلـــــــة
24/02/2012

مهداة الى الرائعة سلام الباسل ..

جلس بالجانب المقابل، نظر باقتضاب نحوي، أحنى رأسه إيماءة سلام ، ثم غمس عينيه في كتاب بحجم ثقل المقصورة وعدة أوراق بيضاء تحاديه و تنتظر لمسة من يديه .
كانت خيوط الشمس الأولى تنزع من على المدينة ، ثوب ظلمة ليل طويل.. يتقوس فيها اللون الأحمر بكل تداعياته ، وينكسر عند شافية الأفق بنفسجيا رائعا يعيد توازن ذبذبات القلب وهدوء النفس..
مرت دقائق .. امتلأت فيها المقصورة في رمشة عين ، بفئات مختلفة من كل الأعمار..

كانت اللحظات الأولى خلف أعمدة الصمت موالا جميلا..يتناغم وبنفسجية الأفق المتحرك في كل الاتجهات ، تحولت عند دخول النادل " حسن" يسأل : ماذا نطلب فطور صباح.. تحولت إلى صيرورة من كلام .
كانت القهوة السوداء سيدة الموقف ، وعناوين الجرائد المختلفة الرؤية والاتجاه
وأسوار من دخان السجائر تعانق الفضاء لتضيق نفسي وترغب – عجبا – في البقاء.

أحببتُ هذا الجو على الرغم من اختناق نـَفَسي فيه .. لقد منحني الصوت والدخان أن أختلس النظر إليه..وكم تمنيت أن يرفع رأسه ليراني وكرهت .. نعم كرهت الكاتب والكتاب وكل أنواع القراءات في تلك اللحظة..شيء غريب شدني الى هذا الرجل وأنا أراه لأول مرة..الحب من النظرة الأولى ؟ الفضول؟ من يدري ..

انتهت الرحلة وكل اتخذ اتجاها مختلفا، وصورته في قلبي ضوء ، زلزل كل كياني ..ولكنني أجبرتُ النفس على النسيان..واحتفظتُ بسعادة من خلسة مقتضبة..
مرت الأيام على نفس الوتيرة تقريبا .. نفس القطار .. ونفس النادل " صديقنا حسن" ونفس الوجوه .. عدا وجهه كان غائبا عن الحضور..
ويوما ..عبرت الشارع الطويل
كان الجو غائما ومضطربا وسحابة قاتمة تعلن بميلاد مطر قوي تعاقنها رياح عاتية متجبرة
كانت مظلتي تحت رحمة هذه الرياح تأخذها إلى الخلف ، وتلقي بكل جسدي الى الامام . ومطر ما بين الأفقي والعمودي ، يحركني ذات اليمين وذات الشمال، وصخب السيارات ، يمور في جوانحي غضبا ، يضيع فيه توازن خطواتي ذاك الصباح.

تعثرت فوق الرصيف ، وسقطت مني أوراقي ومحفظتي ، ومظلتي هاجرت معاندة إلى السماء..

" لا عليك - سيدتي - ضاعت المظلة ...تفضلي ما بقي من أوراق أرجو أن لا يكون المهم منها ضاع..
رفعت رأسي لأشكر صاحب هذا الصوت الراقي الجميل ، وأنا أعيدُ ترتيب معطفي
حين رأيته.. إنه هو...
هزتني حبيباتُ عرق ، من لهفتي للقاءه .. كأنني أعرفه منذ زمن طويل ..ضعنا في زحام الحياة ثم التقينا فجأة

انزلقت هذه الحبيبات بطيئة، في جوانحي تتسلل.. وفعلها يتمطى عنوة ارتعاشة ، وأنا أتسلم منه ما بقي من أوراق...
ابتسم بأناقة ، وانحنى -كما في المرة الأولى عندما كنا في المقصورة- انحنى قليلا، وهو يودعني...

أكملت مشواري فارغة ومن جديد من كل شيء إلا من صورته ، ومن تلك الابتسامة التي سكنتْ ومنذ أول لحظة ، سويداء القلب..
ولأ ول مرة ... أتحسسُ شَعري...وأختلس النظر إلى نوافذ السيارات المركونة على حافات الطريق..
"كيف كان يراني؟ ماذا قال في نفسه ؟ هل هو مثلي ؟
أكيد كنت في أبشع الصور ..يقول صوت داخلي
رغبتُ في رؤيته.. وتعمدت هذه المرة أن لا أنساه.. فمررت من هناك ألف مرة ..لعل حنينَ العثرة ذاك اليوم ، يرجعه إلى رؤيتي واحتساء قهوة في مقصورة اللقاء..
دونما فائدة ترجى..والأيام طالت عشرة وأيام بلا تعداد أخرى...
وفجأة..

صوت من نور الذكرى يناديني
" سيدتي ..وجدتها مظلتكـِ.. في الشارع الخلفي ..وانتظرتكـِ ..طويلا ..لكنكِـ...لم تظهر..لم تأت ..
أجلس قرابة الساعة انتظرتك..عبثا انتظرتك .. واليوم أنا محظوظ..
الى اللقاء علي بالإسراع فموعد رحلتي بعد ساعتين...
صرخت انتظر ..كنتُ ، هنا ، يوميا هنا..ولكنه كان قد ركب سيارة الأجرة الصغيرة وصوتي قد ضاع في أغنية " فات الميعاد" ...وورقة صغيرة سقطت من المظلة وركنت في يدي..

31/03/2009
__________________



لن تفتقدني ...
28/02/2012
لن تفتقدني..حبيبي...
سأسكن أحلامك كل عشية..
حين يزور الهدوء الجداول المنسية..
يرويها أعشاب حب طرية ...
لن تفتقدني
فالورد دونك غربة
والمدينة وحشة
قلعة مخيفة
تتوسل خطواتك حضورا
تتوسل ذرة من نفسك ، تعيد بها بريق الحياة
تعيد الانغام الزكية
فكيف أفتقدك ؟ وكيف تفتقدني ؟ مستحيل..



لالالا...لن تفتقدني
يا نجمة صبح تغسلني من براثين الليالي العصية
يا لوحة على الجدارات رُسمت بألوان الصيف الذهبية..
يا علامة منيرة في طريق مسدود.. تنيرني كلما شربت إيقاع الغربة سقما
وأنهكتني حمى البعد الشقية..
يا همسة..
يا لحظة ميلاد انتظرتها مـُذ ْ كنت كالأطفال
أسابق الريح
أعلق على حبله أسراري وأمنياتي الفتية


يا سنة تخامرني..تهدهدني ..ولا أنام
وكلما تقمصني التعب ، أختار صدرك وسادة ، وأحلم طفلة شاهدة :
البدء كان ورق زيتون وميناء نوار
نبت ليوجع عتبات القهر السيزيفية..
يا حمامة سلام تغشى محيط القلب وهجا
يا إشعاعة من كمانات موزارت الجميلة

لن تفتقدني حبيبي...
فأنت ضوء بمقدمه تنطفىء خـَجـْلى كل العجاف من السنين
ضوء يهتف : لا تخافي ليلاي
فقلبك سيستعيد دقاته القديمة..

أحن إليك
غائبا حاضرا
أو يداك في يدي..
لن تفتقدني...




تبرأت منك

20/02/2012



يا مطراً
في ردهـة الحكاية شهادة وفاة
والأزمـنة ُ
والأجسادُ
فوضى وفتنة ٌ
قد عـلقت أقراط َ الغوايات
والمروج ُ اضطهاد..
تبرأت منك..

يا جرائـر الليل الحبلى
عـارا بالأسـرار
انطفأت فيكِ النبرات ُ
والنهار بليدٌ يزحف عـشقاً
في عـمق الانـحـنـااااء
تبرأت منك ..

أمشي تائهة تتلقفني المتاهات
دمي راكض
كـفـر بطفولة النجم
والخاطر مكسور الجناح
رسمته الرزايا
دَوْرية من ولائـم حمراء َ
ولوحة َ رمادية
شوهت وجه الوطن بالحصار..

يا مطرا
الغـوث ُ فيك تنهيدة حرى
لا يـُسمع لها نداء.ٌ.
والصيف آبـِق ٌ غـدار
والأمنيات جرداءُ

يامطرا
تبرأت ُمن أخيلة الإنتظار
مُغـَادرة
سألتقط محنتكَ
أنحتُ بها أشعاري
عـَلَّ دمعة َ الموت ِ
تـُغـْتـَسـَلُ من كل اللجج
من يدري ...



شهادة
14/02/2012
شهد الفجر
على منتجع القبح:
جمجمة الأرض تفرخ عصافير قتيلة
وأبواق شرقية
تجهض الغيومَ الماطرات..




الصفعة
17/02/2012

وهو ينزلق من غياهب المجهول كمشة من لحم ..
صفعوه كي ينطق ويعيش
وحين أدرك جهلهم وتكلم بالحجة
جلدوه صفعا
فخرس للأبد..




استقالة..
048/02/2012
أخيرا قرر أن يقيلَ قدميه من موضعهما، و قد تعتقتا هناك.
وحين ابتعد الشبحُ عن عينيها؛ تنفس الصعداء جسدُها المثقلُ بالبصمات ، ونورٌ أطلَّ عليها؛ كان قد غاب!..




أتجرأ عليكـَ أيها الألـم ُ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10/02/2012

أتـَجـَرأ عـلـيـك أيـُّهـا الأ لـمُ
سـأحـْتـسـيك
كي تسكن ضلوعي
فيك ومنك أتوسم الجديد

أتـَجـرأ عليك..
ومن النوى أجـْزي سلوتي
أريد سهراتكَ في جوانحي انطفاء
واشحذ ذاكرتي الموشومة بقسوتك كما تشاء..

أتـذكر
يومَ وقـَّـعـْنــا السـلامَ شاهدا
قـٌلـتَ لي :
سيدتي في عروقنا فصيلة دم
تخشاها الانخسافات..
مداها
راياتها
عيونها
من الألـم تصنع المعجزات
فشـرعـي نوافذ الأنهار
واحملي الريح مع الثوار...

صدقـْـتكَ
وتـَمـَوجـَتِ القصيدةُ بجوعي إلى الندى
سـاكـَنـْتُ الوهمَ دهرا..
والأرض ُ ثـكـْلى
لا يـَنـْبـُشها تـنـَاسل..
لا أغصان .. لا ورود
لازعتر..لا تل.. ولا رمان...
منهكة
كنعش في أزقة النسيان...

أتـذكـُرُ ..
يـومُ وَقـعـْنـا فسحة
لنـتـَوسـد منها الأمـان
تـَفـَتـحـْتَ أنت أغـصانا حمراءَ
وأنـا
تـوسـدتُ العـراءَ...

أتـجـرأ عـلـيـْك
هـددني كما تشاء
وللشـوارع هبني
عبء أسـفار
وأطـواءَ من قـهـْر..

ما عـاد يـهـُمـني
سـأطـَـري بك مـُقـْلـتـَيَّ
آثـمـَة
أذبـِّحـك بالهذيان
قـتـيـل فيك صدري
وقـصـيـة عيون الليل
والنهار
غبن وانسداد..


أتـجـرأ عـليـْك أيهـا الألم
أعبر خضراء
أسلاك كل الحدود
أتجرأ عليك
ومنك أتوسم الجديد



صهيل الجرح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيها العبء
في داخلي أنت حكاية..
تخيطني سرابا وكلمات مستعارة..
الفجر فيك تائه
تمضي به سماسرة الغياهب
إلى جسد ريح وقت الظهيرة لا تنام
أيها العبء
أغرقت دمي في قبضة قراراتك
وغسلت كلماتي بتمزقاتك
وحين أتناسل فيك انهزاما
تعلن حصار الكلمات
وبصيغة الجمع تعلن باب النهايات...
أيها العبء
انكسرت فيك غبطة الأرض
وصرخ الفضاء بمجيء عاصفة الخوف
ومازلت تكبر في القلب .. مازلت..
مازلت تأخذني شهوة إليك..مازلت َ..


أستجير منك بزوايا الليل ..كم أستجير..
فيرج بي الهذيان جوعا وحـَرا
يرج بي دجى ومنفى
ويد من مجهول تمضي بي إلى عباب المستحيل..
أيها العبء أنت في داخلي غيم عقيم
وطفولتي بوشم الحصير امتداد كئيب
فارسمها غموضا إن شئت أو إبحارا
ضوءا أو في الرياح الرعناء ظلاما
ما عاد يهمني والمقلة صارت جفافا..
هذه قلاعي ذبـحتها الهجرة حجارة
حاصرها بمرض العزلة
أو اكتب على بابها :
"هنا مجانا تقام سهرات الاستحالة "
ما عاد يهمني
فما جدوى البكاء
ما جدوى الحزن
والمقلة لم يعد فيها ماء..



وجه حضارتي انت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنت...
وجه ُحضارتي الخاسرة
وخابية ُالعويل التي ترتد فيها
مجزوعة بنات الأفكار
نفسها الأوجاع
نفسها الأحزان
نفسها الأخبار
هنا
صواعق تسكن الموانىء تهجيرا
وهناك غربة وجرح نازف
والهـَمُّ ماء
تسلق وجه حضارتي غيابا
أقـْسَم َ أن لا ينبت في السواقي
إلا جفافا
وجه حضارتي أنت َ ..
من أنثى الريح ولدت ْ
تصدح عليلة المطامح
قيتارة
هي بستة أوتار:
حنق رابض
وخيول بغي
تجني على الشجون
وبؤس عـَصوف بكل النداءات
وثلاثة أوتار أخرى جوانحها :
وحشة ... وقهر
قيود.. ودمار.
ووتر سابع
يدندن وجه المساء
قصيدة عارية وخزتها الأشواك ُ
قرنفلاتها عذاب
ورق خادع
هي
كرخام حين تلامسه الشمس يبدو بياضا
وعند جنح الليل شهوة يركب ظلاما كل البساتين .
وجه حضارتي أنت...
تسربلت بكل النبوءات الكاذبة
تقول :
مآقي الطيرِ آفاق عالية
بينما العبور استحالة ومُجون
قدر هذا العبور محتوم
ختم عليه بالشمع الأحمر
انسداد على الدوام
وفي مزاد بالعلن
ملأته سفوح الغياب ...
وجه حضارتي أنتَ ...
تسرق من مرايا الطفولة الإبتسامة
وتعكس حقيقتك خلفية المرآة
لفظتك تفاحات الحقول البائسة
على شواطىء النسيان
فانخسفت فيك لغة الفرجة
وعبرتك سبلُ الجنون
فلم تعد تفرق مابين الأسود والأبيض
أبحرتَ فيه فلم يعد لك
ولا لحضارتي وجه أمان .



رفعتِ الجلسة ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أوصل زوجته إلى المطار برفقة ابنيهما ، ريم ثمانية أشهر، ووسيم ثلاث سنوات.. تمنى لهم رحلة طيبة في انتظار اللحاق بهم نهاية الشهر.

عاشت "زهرة" أسابيع عديدة وهي تجهز لهذه الرحلة. مرت أكثر من أربع سنوات دون أن ترى أهلها وذويها ودون أن تلمس ريح الوطن.

تعيش وزوجها هناك في الضفة الأخرى ، المقابلة لأحلام واجهات البحر." لكن لو فقط يعرف هؤلاء الذين يتمسحون بالغربة أملا ، لو يعرفون شدة الألم بعيدا عن الوطن..بخبزه الحافي وتقتير الايام ومجاريه المفتوحة على كل الأبصار ، والغيابات والريح الشرقية القاسية ..بكل هذا فهو الحبيب الوطن.
وماؤه لا يشبه أي ماء ..ماؤه فرجة للضيق واقتناص سهرات العيد من لعبة القدر.." كانت تهمس لنفسها وتعزيها بالقول...

وجاءت اخير ، فرصة زواج ابن عمتها الورقة الرابحة للحضور إلى البلد ، والخروج من ضيق السؤال واحتياج مد الحنان بالرؤية
أقيمت الأفراح بالمناسبتين ، وصول * زهرة وزواج ابن العمة..
كان العرس رائحة برتقال أعادت الابتسامة لكل الاحداق وانفرجت غصة اربع سنوات غياب. ومر بحلة تقليدية رائعة ومنقطعة النظير

وفي صباح غابت عنه شمس أيلول الحارقة ، وتوسد ضباب كثيف ثقيل وجه المدينة فانحبست الانفاس ، احست زهرة بكآبة مفاجئة ارجعتها إلى تغير الطقس وحماقته التي تأخذ في اليوم كل الفصول .. لكن الكآبة امتدت إعياء مفصليا حادا جهة العنق ودوارا أعقبته ردات فعل غثيان لم يتوقـف ، اضطرت العائلة على إثره نقل زهرة إلى أقرب مشفى..
ورم خطير في الثدي جهة اليسار والبثر إجباري ومستعجل وإلا استفحل جهة اليمين وسرى في كل أوردة النبض
كانت الأشعة والتقارير الطبية حاسمة ، وحضور الزوج في هكذا حالات إجباري ايضا ومسؤولية عليه أن يتقاسمها مع الطبيب.
اتصلت زهرة بزوجها وأخبرته بهدوء مذهل كأن تزرع في نفسه الأمل
نعم سأحضر غدا أوبعد غـد ترتيبا لأوراق السفر وعلى أول طائرة.
مر اسبوع والغثيان مستمر والاغماء أيضا ..
والعملية تجاوزت حضوره ، وتمت في ظروف صحية نسبيا ناجحة بعد أن تكلف بالمسؤولية الأخ الأكبر
استفاقت زهرة بعد ساعات ونادت زوجها ..أخبروها بأنه ربما غدا قادم
اتصلت به بعد مرور أسبوع آخر من الغياب ..

-""مغلق أوالجهاز خارج نطاق الاتصالات ""
ثم " هذا الرقم لم يعد في الخدمة"

أغلقت كل نوافذ الأمل ، وتأكد لها بأنه نسيها ، وصارت في خبر كان عشرة امتدت أكثر من خمسة عشر عاما.
أكدت هذا بقوة ورقة صفراء حملتها إليها نفس الرياح ولكنها غربية قاسية من هناك..
لابد أن تكون قوية لابد أن تنهض لاجل ولديها الصغيرين
ولكن العملية لم تكن بنسبة الراحة التامة .نتج عنها تدهور صحي
وآلام أخرى أعلى الراس من جهة القفا ..
أحست بالنهاية وخافت لحظة فراق وضياع ولديها في جبة الأخذ والعطاء ، ما بين الزوج والعائلة ، التي تحقد عليه أشد الحقد..إنها زهرة الغالية وتخلى عنها في أشد لحظات الحياة قسوة ، إذن هو ليس منا ..
لكن زهرة تنتصر للعشرة ولأعوام جمعهتا به ..جعلتها تتصل به خفية عن الأهل
كان صديق العائلة المغترب معها هناك " عمر " يعرف بقصتها، فـَرقَّ لحالها وأمدها برقم هاتفه الجديد ..
"" نعم ..بجفاء رد عليها ..
اسمع لا اريد شيئا ..أحسني تعبة جدا ، فإن حصل لي مكروه خذ أنت وسيم ..واترك ابنتي لوالدتي إنها صغيرة وتحتاج مد حنان أكبر وأنت مشغول و..
"" لا يستحيل إنهما ولداي ولن أتخلى عنهما رد عليها محافظا على نفس لهجة الجفاء.
انا ..
انتزع الأخ الاكبر من يديها السماعة ، وهو يتفاجأ بمكالمتها لكنه كتم غيظه فالأهم هو أخته ..وصحتها ..وسيرجىء أي كلام الى وقت اخر.
واتحدت العائلة ماديا ومعنويا وأرسلت " زهرة "الى أكبر المستشفيات .وكان دعاء الجميع لحظة انفتاح السماء فـقـبلت كل التمنيات وكل الدعوات من الرحيم العزيز بان تعود زهرة للحياة .
استجمعت كل قوتها ورددت أمام القاضي كل تفاصيل الحكاية وأرغمته بالصدق :
الرعاية الكاملة والشاملة تعود للام..قال القاضي بضربة خفيفة على الطاولة الممتدة على طول القاعة .
رفعت الجلسة.



ومضة شعرية

بيع وشراااء
09/08/2012

بيع وشراء

...ثم
تمسحت الطرقات بوارفات الظل
وابتاعتها إرهااااصا ...
والعتمة اشترت ما تبقى من أشبار الأرض ..



مواسم الشرود

27/07/2012

مواسم الشـــــــرود..


صفقت أكف العتمة ليلها الطويل
ونامت في خدوده مسترخية ، كما السنابل الحبلى بالفراغ تسترخي في بطن المواسم الشاردة
كما الضفاف ، حين تهجرها نسائم الربيع..وتركن في عمق الاحتضار...
كفنها نهر يابس
وحضنها عواء.

كل المساءات تنحني ، وتدخل أقفاصا
لا تفرخ فيها الطير
ولا تنبشها معاويل المخاض..

مواسم الشرود عند شافية الصيف تردد أغاني الطين
وتلبس جبة غامقة حد الاسوداد
ومركبة تجار الكلام هائمة ، ما بين يمين الحرف ويساره
مرة مخملية الخطى
مرة اعوجاج
مرة حمق يسرق قلب القصيدة ويفضحه النهار
ومرة صمت رهيب يغمس تجذرا كل الخواء..

يا تيهي في قوافل بلا رقيب
يا خوفي من شمس تـُجبر على الاقصاء
فحبر الكلام سائل ما بين المد والجزر في مدن الذكرى
والخطو انكسار
عرشت في منتهاه كل الكلمات..


المواسم شرود
والخطوة تكسوها بلبلة السؤال
تشققت أوردتها
والحلم مظنات
أرتشف الصمت
أودعه أسراري
وضحكاتي المبتلة بالغيمات
كانت في ظلك خصيبة حبيبي ..
كاااااااانت...
واليوم يباس اليوم يباس اليوم يباااااااااس....
يباس
يتعثر وينكسر على دروب الغياب

الخطوات ليست ثأرا
الخطوات ليست غضبا
الخطوات ...

خطواتي طفلة تحبو في عمق الذكرى
وفي قبة الماء التي منها ارتوينا
نتوءاتها تحفر الأخاديد عروشا اليوم
وتمشي القافلة الهوينا
في طريق لم يكن في احتمالات رسم اللوحة لحظة المخاض..



خطواتي
ضفاف شرحها الغياب
سليلة قيس
حين تنفض الصحاري من سراباتها كل القوافل وتحن ل *ليلى*
هل ستحبل مواسم الشرود
وتلتقي الضفاف بنوارس الفصول القادمة من عين الشمس ؟؟
أم ستتكرر وتتلمظ الجرح ؟؟
من يدري...
من يدري ...



إلى روح والدي الحبيب رحمه الله ...
ق ق ج
تركة
19/07/2012
تـــــَرِكــــَـــــة

تربض في ركن قصي منذ زمن...
وبمحاذاتها الريشة واللون
لم تستطع أن تكتب شيئا فوقها
حين حاولت ...
انزلقت الحروف على بياض اللوحة هاربة إلى جمجمة الصمت
والقصيدة بقيت تـَرِكة وَقـْف...



قصة قصيرة

الجنين
15/07/2012

كانت تمشي وحيدة..والشارع الطويل ، تـنحته ظلمة حالكة هذا اليوم على غير العادة..
تقطعُ صمته الرهيب ، مابين الفينة والأخرى ، انكسارات ضوء السيارات المارقة ، ومواءات قطط ضالة ، تلتطمُ جروحا ، حول البقايا ، لتروي عطشا وجوعا لا ينتهي ..

كانت تمشي بخطوات وئيدة ، تـتجمع فيها رويدا رويدا مغاصات داخلية ، تـُعـْلـِنُ عن اقتراب الساعة " ..ساعة " ولادته" .

خبرتها إحدى الممرضات هذا الصباح ، بأن الوقت قد حان " وفدوى " تـسـْتـَجـْديها ، المبيت هذه الليلة فقط ،وغدا ستلتجىء الى " دارالأيتام " لإيداع طفلها هناك ، تعقب الاستجداءات دعوات صالحة بأسماء كل الأماكن المقدسة..

" يستحيل.. يستحيل عـَلي فعل ذلك قالت الممرضة بجفاء..أين كان عـقـْلـُكِ ؟ ولماذا لم تفكري في هذه اللحظة ؟؟ تفعلونها...ثم... اسمعي هذه عيادة خاصة..ويلزمك عقد الزواج ووثـيـقـة...ووو

تمسكت " فدوى " بحائط المبنى وهي تغادره ، وتعب أصفر ينظمها حـُبـَيـْبـَات عرق واختلال توازن...

تاهـتْ في الطرقات طوال النهار ، متسكعة بالزوايا ، باحثة عنه...

سألـتْ كل الأصدقاء..

لا أحد يعرفه..لا أحد يتذكره..
لا أحد يريد أن يتذكره...

- " الآن اجترعي لحظات متعتك الساقطة ألما " .. راقصها بالتهكم وبكلمات جارحة أحدهم ..

توقـفـت ...
أحست بأنه يهبط ...سينزلق الجنين ...أطلقت آهة مكتومة ، فالصمت سيد المكان وأدنى حركة ستجلب لها متاعب أكبر وأكثر..

اشتد الألم كثيرا ، مؤبدا بالعياء وبـِرَكـَلات مـُتـَتـَابعة، تسابقُ المغاصَ .للخروج. انزوت في أحد مداخل العمارات القديمة ، منكمشة تحت السلالم .

تـَصـَوَّرتـْهُ بجانبها، يتكحل بعين وليده..ويقدم لها هدية" شرعيـتـه " . تـَصـَورتـهُ لحظة توادده معها، وهويقسم بأغـلظ الإيمان احتواءها والشمس والقمر شاهدان.، فانـْكـَتـَبـَتْ فيه لحظة أمانٍ ونـَاغـَمـَته بصدق ، وهي تقدم له باكورة الصبا، والأبيض والأسود عراء، بملامح الشيطان...

" وجـَدَتْ نفسها وحيدة ، بعد موت خالتها...قيل لها بأن والدها مات في حرب التحرير، وأمها خرجت ذات صباح ، ولم تعد. لم يتجاوز عمرها الثلاث سنوات حين احتوتها خالتها،و الثمانية عشر حين فصلتها " دار الأيتام"...

اشتد الألم ، وتحسسته يهبط . وضعت منديلا في فمها ، تحاول أن تـُخْرس آهاتها وتخرسه معها إلى الأبد وفي رأسها تـَتـناغـلُ إمكانيات كثيرة للتخلص منه...

حين...

فتح باب في الطرف الآخر من الدهليز ، وخرجت منه نقاط ضوء، رسمت ملامحها المذعورة للمكلفة بالعمارة...
ربـَتـَتْ على كتفيها " الخالة طامو" وأدخلتها بـَيـتـها..وهي تلف كمشة من لحم مابين يديها..في انتظار صباح آخر..



مقاضاة
ومضة شعرية

03/09/2012
...وفي حضن النهار
رفعت قضية ضد الليل وغياب الأحلام والسمر
أودعت ضوءه عمقي كي يراني
ارتد النهار مـُهرولا
والليل مستمر يقصفني بالجمر..



في أروقة الصمت
09/09/2012


لا يذكر متى حدث ذلك لكنه حدث ..
فخلف أحقاب كثيرة من حمى الليل ، كتبتها الأحلام تيها وسهدا ...
والبدايات جنون عشق ، تعلوه المستحيلات ، والعيون غربة ضجيج
وجعجعة الريح تميل مرة غاضبة مرة حبورا
خلف كل هذه الجرعات حدث أن التقاها ...

فأحس بأنها هويته، حبيبته، وأنشودته الزرقاء

غريب أن تعبر سنوات عمرك مؤمنا بأنك وحيد ، بينما في نقطة ما...في مكان ما...من هذا العالم الرحب الواسع شخص آخر تستهويه أنفاسك ، ورغباتك رغباته وفيك هو وأنت فيه التقاء...

لكن هي فيه الآن استماتة، ولحظة تنفلت من قبضة الفهم
كيف يخبرها حنينه الدائم إليها ، والمسافات حصار والحدود جسر لا يستطيعه عبور؟
كيف تمشي على ضفيرة الشوق ملساء ناعمة ...والأشواك والظروف والحياة والبعاد والمسافات ، لغة تسقي قهرا أوردة الوصال؟

فكر في أن يكتب لها على زخات المطر حـُبه ، ويهـُب على أجنحة الطير تعبه حين لا تلقاه ، ويرسم صورتها فوق نهد الطيف ، و دقات قلبه المتسارعة في كل الاتجاهات في الحضور والغياب ..

لكن الوقت َ جفاف ، وأحيانا حين نستحضر الكلمة يضيع المداد وتسيل أنفاسه في أروقة الصمت
فكر وأعياه التفكير ، وتذكر فجأة بأنه التقاها ،، وهذا بسعة الدنيا يكفيه و...
ويكفيها...



شهوة الخريف
ــــــــــــــــــــــــــ

شهوة الخريف
تزدحم على باب الصبح مراوغة
وكل الحقول ابتسامة ذابلة
ووهم عانقه فقراء أرض الحلم
وريشة "دافنشي " تنكسر على باب التـأويل انسدادا
تلك الافواه الجائعة
عقوق لكل ابتسام
تلك العيون الممتلئة بالخواء
تعمش تهميشا
وتسجلها المساءات البليدة في دفاترها غبينة
شهوة الخريف
انطفاء متقد بالزفرات
وأنثى الشوق
ضباب على سواحل البشاراااات الداكنة...
وكمثل السهم
يخترق سقف الأشياء
يضج جسد البحر ذبولا وانكسارا
وكل الموانئ قبلة متيبسة
على شفاه الانتظار...
شهوة الخريف
ولودة ...
تخصب في العام أربع مرات
وتبتاع لفلذاتها الأتربة حفرا...
يــُخـْرج البحار الوحيد المتبقي
منديله الأبيض
وينهل حفنة
من بقايا زبد مهشم
من يدري ...
قد تحتاج الحفنة
قد تحتاجها تلك الحفر..
ويرى فيما يراه اليقظ نوما...
امرأة في الخامسة والعشرين
مبتلة بالأنوثة وأحمر الشفاه غمزة
ووردة على الجانب الأيسر
من شعرها المنسدل كالحلم
تتطاير من حوله القبل ُ
يثمل ...يسقط مغشيا عليه
كما الزبد المهشم
فتحبل القصيدة
وتتشكل شهوة الخريف
خريف غير منتظر ...



يا رحيل قلت لك أنـا مـِت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يا رحيل
ضَـيَّعـَتـْنِي فيك أوراق الحزن...
غـنـيْـتُ في الدهاليز وحدتـي كي أنسى
خـَرمغشيا عليه صمتي
واعتذر خجلا مني..
لملمتني الحروفُ زمنا في رقبة الفوضى
وحكايتي سهرة استهزاء
عند حافة الوجع...
يا رحيلُ
مواسم الشتاء ماعاد يرويها دمعي
قلت لك: أنا مـتُّ...
فلا تعـد إلى نبش القبر
منْ مرَّ بدربي ..
خط على الحائط الراشي :
غيمة -هذه - لا تستطيع الوقوفَ
اشتهاء تبرأتْ منه الدنيا
صَـفـَّدَتْهُ النائبات كفرا...
يا رحيلُ
مزهوأنت...طوبى لك
أوقـفْـتَ هودجكَ عند مشارف العمر
زادُكَ ذراعاه قويان..
يـُصـَدِّرُ مشاعا دقات قلبي
كم أنفقتَ من عهدي
كم سرقتَ من ضحكي
ألا يكفيك هذا قل لي ..؟
يا رحيلُ...
املأ صفحاتك موالا بسري
لقد مت ...
املأ كما أنت تريد
قلت لك أنا...مـِتُّ...
فقط أوصيك بعدم نبش الماضي
إهانة منك لتراب الحكاية
فاحذرأن أستفيقَ...
احذر..ان يستفيق شبح القبر ..



اختنااااااااااااااااق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الداخل كان نارا يغلي . واختناق قوي يطوق أنفاسه...

فتح الشباك ...كانت زخات من مطر ودودة تداعب وجه الفضاء...

أخرج يديه ليروي جسده الفقير إلى الماء
عندها...
صاح صيحة انشقت لها الأرض ، وهو يحاول استرجاع ما تبقي من جسد...



دمك المعلق على الجدار
17/10/202

دمك المعلق على الجدار
سلكته الحجارة اغترابا
والمساء غيم من مـُوات
يدثر المدينة..

دمك المعلق على سواحل الصمت
أدرك عين الشمس
فتأجلت الأمكنة سرابا..

خاثرا كان
يتفرسني ويتفرس الوجوه الخاوية
وحمى ترجف النبض تكرارا

فتحت يدي
لأضم ارتجافته إلي
وأغسلَ الأرصفة الصفراء
من وحشتها الغجرية
وأطلقَ سراح الكريات المستباح دمها
جاءتني الشعارات
أبواقا فارغة
اكتسحت كل الانبهارات
والجسد راحل في لواعجه الكظيمة

دمك المعلق على الجدار
رهينة ..رهينة

عبثا نقشنا الوصال َ
عبثا استأجرنا أسوار الكلام
عبثا استضافتنا طاولات القمار
والوطن من تحت الغطاء
نسيان

دمك المعلق على الجدار
رهينة ..رهينة..




ومازلت ُ...
29/09/2012

..وما زلت
على ضفاف نهرنا
أفتح صفحة الفجر انتظارا
والسحب بعشقنا راحلات
وجه الطريق نحيف
في مفترقه طاحونة حمقاء
حمى
غضب ثائر
وثورة انكسار


ومازلت...
في الغياب
أبكر الغيث أبواقا فارغة
أقيم في حضن القصيد رجاء
ومن خلف أعمدة النور
المعبر الوحيد
قرصنته الجراحات...

ومازلت
أرتحل فيك حبيبي
والصورة صمت جاثم
وباب الليل موجع
يخترقني ارتحالا ...

توسدت عتبة كل الرسائل إليك
اختارتني أسفار اللظى احتراقا ..
واستقالت مني الأحرف والكلمات ْ...

خواء أنا سيدي
أتنقل بين دفتي لقاءات خاطفة
والكأس فارغة
شردها حنيني والاشتياقْ ..

يا غائبا عني
شتتتني أفكاري العارية
وعاقرتني لازمة :
قهوتي المـُرة السوداء ْ..

ومازلت ُ ...



استغرااااااااب
ق ق ج
21/0/212
في المقصورة المخصصة لغير المدخنين
امرأة متخشبة الوجه ، تنفث دخانها حرائق راعفة دون توقف...
وفي الجانب المقابل ، إغفاءات عارية من الحلم ، تتناسل في الدخان استغرابا.




ليتني أجيد الصمت كما أنت تجيد...

خاطرة
4/10/212

تدركني مسافات كثيرة...
متعرجة... منحنية... هابطة ...صاعدة ...مقوسة كوجه الوجع
تدركني صعودا مرتفعة فيه حمرة تتشتت في كل شراييني
وحين ألامس صورتك ، تحاصرني تلك الشوارع / النوافذ التي غنينا فيها بالأمس أغنيتنا....
فتلتقيني وترياتنا وتنسيني كل التعب ...
ســــ تشرق شمس ما وســـ تمحو لحظات تعبنا...
أحس بخيوطها قريبة منا...
سيكون التعب في الانتظار ، مجرد لحظة نتذكرها ونضحك ملء ما فينا من قوة

فالصباح زبوننا المبجل
يتعطر بحبيبات الندى التي تهبها أغاني المطر ..
فتمتلىء المسافات بك ..

حبيبي...يا سيد الكلمات...

فطمني حبك على البياض ... فكرهتني العتمات المتوردة على جباه الدياجير والقسوة...

تركت لهم المدن الخاسرة بضجيجها وبعنفوانها وبقهرها ...
وسكنت مدينتك يا حلما على ناصية الأفق الوردي استولدني أنثى الابتسامة والفرح الطفولي...
جداران مدينتك كلمات *لا تشبه الكلمات*أتكىء عليها ...أتلمظها على مهل ...
وأنسى كل الدوائر الوهمية التي وشمت يوما الحياة...صفراء بيضاء حمراء زرقاء ولتكن بكل الالوان الطيفية ...لم تعد تغريني ألوانها ...
كل الألوان تبدأ اليوم من دورة حكايتنا ، ودهرا ستستند عليه الحكايات كل الحكايات...

هل تذكر يوم رسمت اسمك على الشجر ؟؟ وكنا نحتسي القصائد ونضحك ...و نستلقي على العشب الأخضر
قلت لك :
حبيبي سيبقى اسمك الدهر كل الدهر...
الشجر ينمو في قلبي اليوم ظليلا...
و يبعد ...يحرق ينفي الهجر...


تجيد الصمت وفي صمتك جبال من حنان مستتر
وأثرثر وثرثرتي سهول... لا تستقيم إلا باستنادها على الجبل...



زيارة مفاجئة...
قصة قصيرة
22/9/212

يستيقظ على نقر خفيف ، يطرق باب غرفته . خفيف لكنه ممتد في الزمان.حرك رقعة الغرفة الضيقة بالقوة وبالفعل...وأزال عنها غشاوة ليل شتائي بارد طويل.

فرك عينيه عدة مرات باتجاه الساعة ، لمح بداية :السابعة...أعاد التحقق وفرك عينيه:إنها السابعة تجاوزتها الدقائق بقليل.

وهو يقطع الأمتار القليلة الفاصلة بين السرير وباب الغرفة...دارت في رأسه صورة صاحب المنزل ، تابعه البارحة بكثير من الإلحاح :

- الشهر قد مرت عليه أيام...وإلزامية الترميم والصيانة...لا ترحم يابني...و و و و...

يعرفه جيدا...لا يسكت عن الكلام حين يتعلق الأ مر بالحسابات...جشع وفي عينيه السوداوين الكبيرتين بحجم غير طبيعي ، فيهما تكتنز لغة القساوة...

-غدا بإذن الله تفرج يا *حاج إبراهيـم *، تسلل - يوسف- من اعتقالات الإلحاح...وتضرع بوقت الصلاة.

أدار الحاج إبراهيـم وجهه ، مهمهما بكلمات غير مفهومة وغير واضحة. لكن – يوسف - صار يحفظها عن ظهر قلب :

سنرى وإذا لم تنفرج ...سأضطر إلى رفع قضية...

وتمر الأيام ...وملفات الشكاوي تطالُ كل سكان العمارة...لكنها تموت بلمسة من دفعة مسبقة. هكذا هو –الحاج ابراهيـم-..

فتح - يوسف - الباب بعد تردد....

عجوز تقدمت بها السن كثيرا...لباسها الإفرنجي وقبعتها يكشفان هويتها ، حتى قبل أن تتكلم..يحمل وجهها ، ما زال يحمل بقايا من ملامح جمال ، أخذ حقه من الحياة. يصحبها –الحاج ابراهيـم- بأسارير منفرجة على غير العادة...

آسفة - سيدي- على إزعاجك...لقد أجبرت على زيارتك مبكرا، فالطائرة ستقلع بعد ساعتين...

كانت فرنسيتها ملغومة بلكنة عربية ، تشهد طيفا يعود إلى زمن بعيد ، تكتنز فيه الذكرى بالجملة وبالتفصيل الصغير..
رد يوسف التحية بكثير من الاحترام.

تقدمها -الحاج ابراهيم- معرفا: ترغب أن تلقي نظرة على بيت .شهد ولادتها وطفولتها...جاءت من باريس لزيارة قبر أبيها ، اضطرت العائلة الى الرحيل غداة فجر الاستقلال...

تصعد الى وجه - يوسف - حفنة من الاحمرار...تعري عواطف مختلفة من الفرح والمرارة ودم الشهداء...تعود به الى مرتع الصبا...يعرف الحكاية جيدا ، ويتذكر ذلك اليوم الجميل جيدا، يوم استقلال بلاده...لكن وفي اللحظة نفسها ، تعتريه تساؤلات دفينة وتقهره بالرغم منه غربة هذه المرأة ، المعقدة ، في وطنين منفصلين متصلين بشكل أكبر من تفكيره اللحظة...

-تـفضلي سيدتـي البيت بيتك...

تلقي نظرة سريعة...تضع باقة زهور.على المنضدة التي تتوسط الغرفة

- نفسها كانت هذه غرفتي..وهناك حيث تضع المدفأة ، كان يحلو لأبي قراءة الجريدة. تمسح من عينهيا الذابلتين دمعة عاقة...وتودعه شاكرة الجميل

يودعها بلباقة ...والقلب تحوم فيه ألف ذكرى.



غـــــــباااااااء
ومضة شعرية
29/10/2012

عند منتصف الجرح
سيصبح الليل عاقلا...
لن تتمرد الجدران
لقد وقعوها بميثاقات عارية
عبوة ناسفة على حدود الوطن
ورموا على جسد الكتابة
أسراب الغباء..



كم أعشق لقيااااااااااك
26/10/2012
خـرجت َ
من بين القيود حجرا
تـَفـَتح وطنا أسمرَ
انتشرت َ
صُحـْبة َ البـُروق ضوء
انتفض هزيلا فيها الموت ُ


أتـَوْكـَ غدرا
من تحولات أشلاء الخوف
باكرتهم عزة
من شرفات الكبرياء
تعمدت إقصاءهم
بولادة فجر الطين
وأغصان الزيتون
قدسية تاج
على رؤوس كل المدن...

كم من لون باهت
انصب نارا على ألوانكـ َ
حمل دمك
مقبلات إلى موائدهم
تحرك لونكـَ الأبيضُ صـَدا
جـَلـدَ كل الجسوم
مـهـد لجنائزهم

يا طفل موطني
لغتي منكـ َ تبتدىء ُ
على مسودة الحجر الثوري
شهابا في أعينهم


يا طفل موطني..
كم أعشق لقياكـ َ



هي البدايـــــــــات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تعلو جبهة الحب كل البدايات.. الحب يكمن في التفاصيل الصغيرة التي تصنع الحياة ..

هو مرآة البدايات ، عاكسة لسحب ماطرة ، تغسل وجه الأفق من انكفاء الذات وتضخمها ، وتعيد الريح صوب ارتحال الأشواق..

لا مساومة في الحب ...

صفحة سيول من أمنيات
والخيال بشرى ولحن جميل، يأتي حدود الأرق ، يذيبها ماء لتفترشه كل النوارس زرقاء ..بيضاء.. قزحية الألوان
فتشرق في جوقته خيوط الشمس الذهبية ..
هي البدايات حبيبي هي البدايات...
تحرق غب المساءات ،وضراوة صقيع الشتاء
وحين تنسكب كلاما تنزل قصائدك ضياء
تنزل بردا وسلاما ، تطهر الأشجار من عتمة الاغتراب ، تندلق شلالا يمحو قصف الصدود
وحضن المدينة مزهو يستفتح ركبا جديدا للعابرين ...القهر ..
هي البدايات..
الخاطر فيها غدير ظامئ يسابق الغرام
وأغنيتنا معا انغمار
والحلم رقيق
والحدود شعاع تستحم فيه كل الخطوات
هي البدايات ..هي البدايات..
يقولون " الذي لا يقوى على معارضة ماضيه لا ماضي له "
وأنا أسيرة لهذا الماضي أعشقه حد الثمالة
قد تصفر الحروف وتنسحب الأضواء في زحمة الريح محمومة كدخان، كوجع على الكتف لحظة وداع ، كرخام صمت قاهر لا تورق فيه ابتسامة...
قد تطل من شرفة القلب ،حقول غبن ، تطرز تباشير الفضاء بأنوثة بلا انسيابات لكن ستظل تلك البدايات ، ملحمة لا تكف أجراسها عن الغناء.. ولا تنفيها أبدا في قلب العاشق أزمان
لأنها البدايات ..
فهل تذكرها... تلك البدايات...؟؟




سباااااااااااااااق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نستورد محطة الزغاريد قــــــــِبـْلة
وعلى خد القمر نطبع قـــُـــــبلة
يسابقنا الوجع ، يضع رأسه على المخدة قبلنا
ويسرق الحلم...



آسفة جدا
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أسفة جدا
سببت الأذى للقمر
وعكرت ماء النهر
هذه انا
مسودة اعوجاج على طول الزمن..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

عدد النصوص : (38)







المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
أكاديمية الفينيق للأدب العربي

همس المرايا ــ فاطمة الزهراء العلوي
المادة محمية بموجب حقوق المؤلف عضو تجمع أكاديميّة الفينيق لحماية الحقوق الابداعية
رقم الايداع : ف.ز/ 27 / 2012
تاريخ الايداع : 7 - 2 - 2012









  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط