لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
31-12-2012, 02:21 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
حكايات من بلادي
حكايات من بلادي – محمد الفاضل
في تلك القرية الحالمة التي بدت وكأنها خرجت من كتب الأساطير حيث يسمر أبناؤها الطيبون كطيبة أرضهم تحت سماء ليلكية ، عالياً كان القمر في كبد السماء ينظر مبتسماً ، وهم يتناقلون حكايات العشق ومواسم الحصاد ، والأطفال يطاردون الفراشات الملونة بألوان قوس قزح , وينشرون الحبور وسط بيادر القمح وهي تتمايل بغنج بصفرتها الذهبية مثل حسناء تزهو بضفائرها بدلال. نسمات عليلة تهب فتتراقص السنابل على ألحان الطبيعة الخلابة ، لايكسر إيقاعها سوى حفيف أوراق الجوز والكون يحبس أنفاسه. اعتاد خالد أن يسند ظهره إلى شجرة جوز عملاقة في فناء دارهم التي تقبع خلف رابية خضراء ، كانت خيوط الشمس تتسلل على استحياء عبر الأوراق فينعكس الضوء على قسمات وجهه الذي يطفح بحمرة مشربة. ومن حوله كان أبناؤه الثلاثة يضفون جواً من المرح وهم يبحثون بنشوة عارمة بين الحشائش عن بيوض طائر الحجل. وقف الوالد بقامته الشامخة كجبال قاسيون والألم يعتصر قلبه وهو يرقب مشهد زوجته وهي مسجاة على الأرض جثة هامدة وبقربها يرقد فلذات كبده والدماء تغطي أجسادهم الغضة . في تلك اللحظة توقف الكون عن الدوران وأصبح كل شئ بلا معنى ، الحياة والموت سيان. ألقى عليهم نظرة وداع أخيرة وهويحمد الله على هذا البلاء الذي ألم بأسرته ، رفع رأسه إلى السماء وبدأ يتمتم بعبارات مبهمة وقد شل المشهد تفكيره ! كيف يمكن لتلك الوحوش الاَدمية أن تقتل بدم بارد عوائل بأكملها وتستبيح قريتهم الوادعة التي تغفو تحت ضوء القمر؟ سؤال دار في خلده وبدا وكأنه يهذي من فرط حزنه وهو يشيع بنظره أحبته تنقلهم سيارة الموتى إلى مثواهم الأخير. حكايات من بلادي – محمد الفاضل
|
||||
02-01-2013, 10:45 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: حكايات من بلادي
مرحبا أخي العزيز محمد
أعجبني الوصف للمكان ولكني لا أوافقك في عبارة يحبس الكون أنفاسه كما وددت أن هناك شخوص تتحرك في القصة أو أحداثا وباعتقادي لا يكفي أن نتحدث فقط عن القتل بدون أن نقول آ راأنا، ونكتب الحل الذي نتصور أن يقينا هته البشاعة أو يخففها عنا لكن وصفك باهر تحياتي أختك روضة |
||||
03-01-2013, 05:29 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: حكايات من بلادي
فكرة القصة واضحة وواقعية وعبرت عنها بطريقة السهل الممتنع
لكن حدث توتر في سردية القول حين انتقل الفعل من حيوية الصورة في الآني السردي/ * أطفاله يمرحون* ثم ودون رابط حتى عن طريق - الفلاش باك - لم نحس بالإنتقال الموضوعي ... فبدا الجو متوترا حين وصفت الاب امام جثة الأطفال والزوجة؟ فهل هو فلاش باك لاسترجاع صورتهم يمرحون؟ واقصد الاطفال ام ينقص رابط ما لواقعية الربط السردي هنا؟ ام انني لم أفهم جيدا الربط الذي حدث؟؟ في انتظار توضحيك أحييك أخي محمد
|
||||
04-01-2013, 09:06 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: حكايات من بلادي
اقتباس:
الزميلة العزيزة حضورك مصدر سعادة سيدتي وماتفضلت به صحيح أما بالنسبة لقصر الأحداث فمرده أن القصة قصيرة والشئ الاَخر هو الحالة النفسية الصعبة التي رافقت أجواء كتابة القصة من مشاعر مختلطة كانت تنتابني وهي مزيج من غضب عارم وحزن لما يحصل من مجازر لايتخيلها عقل ، وهي مسلسل يومي من قصف لمخابز ومحطات وقود وجرائم مروعة . حتى القلم تمرد ولم أفلح في ترويضه بسبب كم المشاهد المروعة التي نشاهدها كل يوم من تعذيب في الأقبية الثورية وقتل بدم بارد لكل من يعارض مما أفقدني توازني النفسي ! في ذلك اليوم الذي لن يمحى من ذاكرتي شاهدت مقطع يوتيوب للأب الذي فقد زوجته وأولاده وهو يودعهم والألم يعتصر قلبه وهو يبكي بحرقة فقررت توثيق الحالة على طريقتي. أختي العزيزة بالنسبة لموقفي فهو واضح ولي مقالات كثيرة منذ زمن بعيد وأنا أسخر قلمي لفضح الأنظمة القمعية ولست بصدد عمل دعاية شخصية لي وأكتفي بنشر خاطرة اليوم في منتداكم الجميل للتعبير عن الحالة برمتها . أرجو منك قراءتها أكرر شكري العميق لقلبك باقة ورد جوري
|
|||||
04-01-2013, 11:26 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: حكايات من بلادي
اقتباس:
نعم أختي العزيزة هو فلاش باك والنقلة السريعة للمشهد يهدف إلى خلق حالة من التوتر لدى القارئ كي يعمل فكره ويتساءل عن الغرض وهو انعكاس للواقع المرير المعاش . شاكر حضورك العطر لقلبك باقة نرجس
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|