لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-02-2017, 02:47 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
سنواتٌ لم تلتق عيني وهذه الزاوية الحادة الواقفة على رأس الزقاق.
سنوات و الذكريات تدق على ضلوع القلب، كأنها الآن تعوي برأسي، والمعاني تركض لاهثة منهكة؛ كأن يدا تسحب رأسي إلى الخلف، تشطرني إلى نصفين، تريدني هنا وهناك، وجع قديم وفي المدى رجاء وأمنيات، وجع الزمان والمكان.. ودفقٌ من حياة تراها العين وكأنها الآن تنتصب للمرة الأولى على رئتيها لنفسٍ أول. خطوة أولى. لم أعد أرى نفسي وأنا أنظر إلى يميني، مبنى البريد ما زال على حاله، وأنا يافع يعصره الشوق. ركضت كالمجنون نحوه. دخلت. وعلى يساري أكملت طريقي باتجاه صناديق البريد. الموظف لم يفعل شيئا رغم غرابة ما يرى. ها هو صندوق البريد رقم (299). نعم هو. نظرت من ثقوبه. رسائل ومغلفات مكدسة. ذلك المغلف الأزرق؛ لا بد أنه (منها). هكذا هي مغلفات رسائلها، وهذه هي الأكياس الورقية. لا بد... هل أستطيع مساعدتك؟ قال موظف البريد. قلت -وأنا ابتسم -: صندوقي ممتلئ. قال: افتحه قلت: هو ليس لي هو لصديقي وأنا أستعمله؛ هو لا يمانع ثم .. ثم .. هل بإمكانك أن تعطيني ما بالصندوق؟ قال: لا يمكن! يجب أن يحضر صديقك بنفسه. استدار، و همّ بالانصراف بينما كنت أقول: ولكن .. قاطعني قائلا: يجب أن يحضر بنفسه ومعه مفتاحه. غادر، وخرجت مسرعاً. سأذهب إلى صديقي. لكن بيته بعيد من هنا. سآخذ سيارة أجرة... أنت لا تملك أجرتها حتى! سأذهب سيرًا على قدمي، وسأركض، سأبتلع المسافة، وسأقطع الوقت نعم .... كنت ألهث حين وصلت، وقلبي يكاد ينقطع من التعب. - ما بك ؟ قال صديقي. قلت : أريد مفتاح صندوق البريد قال: أي صندوق؟ قلت: الصندوق رقم (299) يا رجل. نظر إلي باستغراب وهو يسكب الماء البارد. مد الكأس باتجاهي وقال: اشرب. خذ نفساً أولا، قلت: الصندوق يكاد يختنق. هيا بسرعة يا صديقي قال بصوت ممطوط حزين ومنخفض: ما بك؟ مر أكثر من عشرين عاماً والصندوق ملكٌ لشخص آخر؛ أنا وأنت لم نستعمله منذ سنين. قلت: ولكن مغلفها الأزرق.. قاطعني وهو يصرخ: سلمت الصندوق منذ عشرين عاماً وهو الآن ملك شخص آخر .. وهي رحلت .. رحلت..! مشيت على غير هدى... أخيراً كنت أمام صندوق صغير في بيتي، فتحته أخرجت مفتاح صندوق البريد من غفوته الطويلة كان بجانبه مرآة صغيرة.. حملتها ونظرت فيها وابتسمت .. كم كان غريباً هذا الذي يطالعني... ولم أكن أنا... كان (كنترول) الحافلة يصيح: آخر محطة بعد زاوية مبنى البريد!ِ
|
||||
21-02-2017, 11:35 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
بمقدار صدق العلاقة وإن تفرّق أطرافها في فيافي الارض ومفاوزها، يكون للذكريات ووهم الأمنيات تأثيرا لا يُدفع، وقوة لا تجابه.
وكم يكون الحال داميا، حين تغلق الأبواب حين نطرقها على أمل أن نجد بريقا أو عبيرا ممن نريد. قصة جميلة، وحكاية لربما تتكرر بصور مختلفة، ولكن يجمعها شيء واحد، صدق العاطفة وعمق اشعور بورك حرفك وطاب عطاؤك دمت بخير وعافية. |
||||
22-02-2017, 02:10 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
قصة بسيطة لكنها عميقة و جميلة، لغة سلسة، أنيقة، سرد متنامي وظف فيه الكاتب المزج بين الذكرى و الواقع، دائما تأخذنا الذكريات الجميلة فجأة عندما نمر من أماكن اعتدناها كمبنى البريد أو ساعي البريد، حلقة الوصل بين شخصين يجمعهما الحب و الذكريات الجميلة.
المرآت كشفت وجه المفارقة و لكن الشعور المتدفق ما يزال هو هو لم يتغير الأستاذ و الأديب البهي احترامي و تقديري |
|||
26-02-2017, 02:32 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
أخي وصديقي محمد بديوي
قصة رائعة ومشوقة وقفلة موجعة سلم المدام احترامي وتقديري |
|||
28-02-2017, 09:52 AM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
اقتباس:
أديبتنا المكرمة خديجة قاسم
شكرا لكم على حضوركم الطيب واهتمامكم الكريم قراءة سخية من قديرة بهية احترامي وتقديري
|
|||||
01-03-2017, 09:36 AM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
اقتباس:
أديبنا المكرم أدريس الحديدوي
حضور بهي وقراءة جميلة عميقة شكرا لكم على بهاء الحضور وهذا الاهتمام الطيب سلمت الروح محلقة. تقديري والاحترام
|
|||||
01-03-2017, 10:12 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
كان حلما أو غفوة استعاد فيه البطل ذكريات لم
تبارح ذاكرته رغم مرور الزمن ذكرياتنا جزء منا من الصعب نسيانها قصة جميلة وقفلة مدهشة كل التقدير أ. محمد وتحياتي |
|||
04-03-2017, 12:09 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
اقتباس:
صديقي المبدع كمال اللحام جنبكم المولى كل الأوجاع شكرا لكم على حضوركم واهتمامكم محبتي ومودتي
|
|||||
04-03-2017, 01:40 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
يتقدّم بنا العمر و تتداول علينا أطوار و مراحل و يكون للذّات بين هنا و هناك تمزّق و شتات !
فقط ترفق بنا الأقدار أحيانا فتمسح القديم بالجديد و تسعفنا ببعض سلوى و راحة و رجاء رغم الإحباط و الصدمات . بوركت و سلمت مبدعنا الراقي الفاضل محمّد و ليسعد الله قلبك و لتدم لك الفرحة . مودّة لا تنتهي . |
|||
05-03-2017, 08:59 PM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
كانت الغفوة هنا سيدة الحكايا
فنسجت من وهج الروح المولعة بالأغاني وبعض الأماني خيوطا ماسية عادت بالذاكرة إلى المخبوء فأخرجت من فيضها حنينا معتق بأنفاس الطيب كم جميل أن نسترجع الشريط بلهفة المشتاق لنرى ما يمكن أن يزيد العمر شرارة لإستمرارية حياة قصة ذات أسلوب جميل من صندوق بريد 299 العالق بالذاكرة ومافي الدهاليز أعظم .. أكيد سرني الحضور والقراءة صحبة فنجان قهوة تحيتي وتقديري أستاذ محمد بديوي
|
||||
06-03-2017, 01:50 PM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
اقتباس:
أديبنا المكرم محمود مليكة
ما أروعك صديقي وأنت تكتب مشاعرك بعد قراءة عميقة ومتأنية .. والله أنني أستمتع بكل حرف لك أيها الكريم شكرا جزيلا لك على هذا الاهتمام النبيل سلمت الروح محلقة احتراميوالتقدير
|
|||||
08-03-2017, 04:08 AM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
سرد رائع وملفت ومتين
من لدن مبدع سرّ من مرّ وقرأ ولك الود |
||||
07-04-2017, 10:25 AM | رقم المشاركة : 13 | |||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
اقتباس:
أديبتنا المكرمة نوال البردويل {{{بداية أعتذر عن السهو والرد على من علق بعدكم ... أرجو قبول اعتذاري.}}} نصل الذكريات حاد جدا، ما أن نمسك بطرفه حنى تنزف جوارحنا ونفقد وعينا. شكرا جزيلا لكم على حضوركم الطيب واهتمامكم الكبير وهذه القراءة الجميلة. احترامي والتقدير
|
|||||
07-04-2017, 10:39 AM | رقم المشاركة : 14 | |||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
اقتباس:
"الغفوة" وربما هي خروج من الوعي الى بيادر
الذكريات العتيقة .. "يقظة" لكنها لا ترى الواقع والحقيقة وتسافر عبر الزمن الى ذات المكان ولكن من خلال مسافة طويلة.. ولا شك أن ما في الدهاليز أعظم ! لكن (كنترول الحافلة) أبى ... وصاح عند محطته الأخيرة .. أو محطة البطل الأولى ... أديبتنا المكرمة خديجة بن عادل قراءة جميلة وعميقة أسعدتني جدا شكرا جزيلا لكم على حضوركم الطيب واهتمامكم الكبير. احترامي وتقديري
|
|||||
08-04-2017, 04:36 AM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
عندما يتعانق الحلم والذكرى يكون ما يكون
سردية رائعة
|
||||
27-04-2017, 09:28 AM | رقم المشاركة : 16 | |||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
اقتباس:
عميدنا المكرم زياد السعودي ومرور رائع أحتفي به أيها الجميل .. شكرا جزيلا لكم على حضوركم الكريم واهتمامكم النبيل. دمتم ودامت الروح محلقة احترامي وتقديري
|
|||||
27-04-2017, 09:33 AM | رقم المشاركة : 17 | |||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
اقتباس:
الأديب القدير عوض بديوي
حضوري بهي واهتمام كريم شكرا لكم لأنكم (هنا) ولا عذر لكم أخي وصديقي إن لم تمروا بما فاتكم بانتظاركم وقراءاتكم المائزة. سلمتم ودامت الروح محلقة. احترامي وتقديري
|
|||||
27-04-2017, 09:36 AM | رقم المشاركة : 18 | |||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
اقتباس:
شاعرنا المبدع أحمد العربي
عانقتكم السعادة ما حييتم أيها الرائع شكرا لكم على قراءتكم وحضوركم الثري وهذا الاهتمام الكريم. سلمتم ودامت الروح محلقة احترامي وتقديري
|
|||||
27-04-2017, 03:53 PM | رقم المشاركة : 19 | ||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
قراءة اولى ..وسلام مرور ولي عودة لسلام المكوث لهذا النص الجميل
|
||||
20-05-2017, 11:56 AM | رقم المشاركة : 20 | |||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
اقتباس:
ا لأديب المكرم عوض بديوي
أظن ان البشرية على الأغلب تميل بقوة الى ( النوستالجيا) وحب الماضي وأيام زمان بل وتؤثر في الإنسان وتؤثر في سلوكه (أحيانا) أكرر البشرية على الأغلب ومن طبعي لا أحب التعميم في أي أمر كان .. ولاحظ .. (أيه الي حدفك على بحر ابو جريشة ) وأغنيته (مقادير) المقادير هي الزمان وتقلباته يا صديقي وهي ما يركب شخصية المرء وما يؤثر فيه وبسلوكياته عموما..! ولا ايه رأيك؟! كعادتكم لحضوركم عبق وألق ولقراءتكم نكهتها الخاصة شكرا لكم على حضوركم الكبير واهتمامكم الكريم احترامي وتقديري
|
|||||
30-06-2017, 07:05 AM | رقم المشاركة : 21 | |||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
اقتباس:
بشوق وسرور ننتظر عودتكم وقراءتكم شكرا لكم على هذا الحضور البهي والاهتمام الكريم. بوركتم وبورك عطاؤكم
|
|||||
30-06-2017, 10:21 PM | رقم المشاركة : 22 | |||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
سلام الله أسْتاذنا العزيز السيّد محمَّد بديوي،
شكراً جزيلاً على القِصَّة الجميلَة الرَّاقِيَة التي قَدَّمْتَها لَنا والتي تُشير إلى حال الأيَّم المُتَبَدّلة، ثُمّ صِدق ووفاء بَطَل القِصَّة لِدَرَجة أنه ظَلّ مخْلِصاً وخادِما لِصديقِهِ لآخِر لَحظة. بوركت ودام عطاؤُكَ الفريد. إحْتِرامنا. |
|||
19-07-2017, 03:19 PM | رقم المشاركة : 23 | |||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
جميل ورقيق هذيانك أخي محمد
تغرف من مدرسة الواقع بتفنن قرأت النص عدة مرات فكان حلة يرتشف المتلقي من حلاوتها تقبل مروري المتواضع ربما تكون لي عودة مفصلة لهذا السرد الجميل تقديري |
|||
12-08-2017, 10:20 AM | رقم المشاركة : 24 | |||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
اقتباس:
أديبنا المكرم جمال عمران يسعدني ويشرفني أنكم تتابعون هذه السلسلة المتواضعة من (هذيان) عشش في الذاكرة. فشكرا جزيلا لكم على حضوركم الطيب واهتمامكم الكريم. احترامي وتقديري
|
|||||
12-08-2017, 10:23 AM | رقم المشاركة : 25 | |||||
|
رد: هذيان من ذاكرة أيلول .. صندوق بريد (299)
اقتباس:
أديبنا الفاضل يوسف قبلان سلامة قراءة جميلة من وارف كريم شكرا لكم على حضوركم الأنيق واهتمامكم الكبير. احترامي والتقدير
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|