رؤية المبدع مهنا أبو سلطان في لنص القصصي " عبور " / عايده بدر

[د.عايده بدر]

عبور ،،،

كانت أمطار اللهفة هي ما تروي أشجار اشتياقها حين تهطل من عينيها فتكاد تطمس ملامح الربيع في وجهها و هي ترجوه أن يفسح لروحها مكانا بين كثير من متعلقات تزدحم بها حقيبة سفره.. بعد دقائق ستفصلها عنه أمواج باردة لا تشبه من عينيها سوى زرقة جزيرتها
أ كان حتما أن يصطدم نجمه بأرضها و هي التي نأت عن بحار الحياة و اكتفت منها بالجلوس إلى الشاطىء تبني من الأحلام ما يسخر الموج دائما منه فيبتلعه بلا هوادة و لا رحمة .. هو نفس القدر الذي يعاود المرور بشاطئها و يمد يداه الوحشيتان ليمحو كل ما تخطه ..
أ كان لهذا القدر قلب و هو يرسم ملامح اللقاء و يمدد أشجار الوقت بينهما لتستظل بها تلك الأرواح التي طالما ألهبها عجز الشمس عن التحكم في فوران قلبها فتحرق كل ما يصادفها .. لم َ منحها القدر تلك العينان اللتان لم ترصدا من حركة الأفلاك حولهما سوى حركة شفتيه والحروف تخرج منهما نورا يرسم دروبا معبدة بحلم اللقاء ، مظللة بأشجار التمني و الوعد بأن ينفض عن أرض الوجع متاعبها .. و عن الوجه الشاحب آلامه و لكن كيف وأرض الوطن باتت عاقرا لا تنجب من الأحلام إلا أبعدها عن أيدي العاشقين للحلم ...
كانت بحار دهشتها تتسع كلما مرت بها سفن أحلامه من أي عوالم أتاها هذا الغازي لما تبقى من لحظات عمرها المتجمدة أيامه .. وأي لهفة تتسع في عينيها حين يلتقيا ؟ و تلك رعشة ترتجف لها روحها حين تجاوره؟ وماذا تسمي هذا الشوق الذي ينمو بين كفيها الباردتين حين تلامس يديه ؟ كان صمت عروقها حين يظهر من بعيد يصمت كل شيء فيها فلا تكاد تسمع حتى وقع أنفاسها...
قسمات الفرح التي تفتحت على وجهه و هو يبلغها بحتمية العبور وحيدا نحو الشاطىء الآخر و براعم وعد بسرمدية العودة رسمها بين كفيها .. أضواء هذا العالم البعيد التي لمحتها تتلألأ بقوة في عينيه و أشاعت الضباب فوق مرايا النظرات.. قسمت ظهر كل حروف اللغة فتوقف الصمت في حلقها ليمسك بكل فواصل الكلام فما كان للنطق هنا مكان ..
لحظات الوداع ما أقسى أن تقتات نبتاتها على روح افترشها الألم و أن تزهر ورد الوجع على الشفاه و بين العيون و يد تغرس كل الشوق في كف متلهف على اللحاق بدرب الرحيل .. توّدع سريعا وجه الربيع المغرق في أمطار حزنه ... تستند إلى حقيبة سفر زاهية اللون و تلتفت لتمسك بيد ربيع جديد

؛

عايده
15-12-2010



الرؤية / مهنا أبو سلطان

عايدة .. مصافحة وقبلة لروحك الماردة أولاً ..
كنت أعتقد أن للكلمات ظلالاً نتفيأها لنزيل عنا حرارة المنحنيات القدرية ..
لكني هنا تراجعت عن ذاك الاعتقاد .. وبت أؤمن أن لكلماتك وحدك صوتٌ يسمعه الضمير والوجدان قبل أن تتمرسه العيون .. وترتله الشفاه ..
غربة الروح صارخةٌ تنساب بين حروفك المنثورة عشقاً للأرض .. للحبيب ..
هجرة الراحلين نحو هواءٍ اكثر نقاءً أراها تستحثنا لتغيير الكائن .. وتستجوبنا جميعاً بأسلوبٍ شعري .. يحمل على كاهله صورنا جميعاً ليعرينا تحت ضوء الحقيقة .. أسلوبٍ راقٍ أنيق الفكرة والرؤية ..
وذاك العشق الذي يستوطن أرواحنا .. تارةً يلمع بين النجوم .. وتارةً أخرى يعانق أضواء الشاطيء الآخر بأسى ..
تلك هي الروعة مجسدةً بكلمات .. وتلك هي الأناقة العابرة للأمسيات .. وذاك هو احتراف الروعة والجماليات ..
وفي النهاية .. تلكم هي .. عايدة بدر ..
.
.
باختصار .. أحب أن أقرأك !!
همسة : "لماذا تحبين الكتابة بالـ"باهت" ؟؟

[سلطان الزيادنة]

رؤية سابرة وهبتنا عيوناً إضافية عبرت النص وقالته

الشكر الشكر للوارف مهنا أبو سلطان

والتهنئة الخالصة للوارفة عايدة بدر بما نالت قصتها من ضوء هي به حقينة

تقديري والاحترام

[فاطمة الزهراء العلوي]

اخي مهنا يدخل عمق النصوص ويقيم فيها بهاء

تحية تقدير لهذه الرؤية العميقة في عبور رائع

وتحية للعايدة الغالية
شكر على اللوحتين معا والقصيدة تاج

[زياد السعودي]

جميل هذا التناول
الشكر لكم على الرفد
وكل الود

[د.عايده بدر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان الزيادنة

رؤية سابرة وهبتنا عيوناً إضافية عبرت النص وقالته

الشكر الشكر للوارف مهنا أبو سلطان

والتهنئة الخالصة للوارفة عايدة بدر بما نالت قصتها من ضوء هي به حقينة

تقديري والاحترام

جزيل الشكر والتقدير لحضورك الوارف
مبدعنا القدير سلطان الزيادنة
تحتفي الرؤى النقدية بجميل مرورك بها
كل مودتي وتقديري واحترامي
عايده

[د.عايده بدر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي

اخي مهنا يدخل عمق النصوص ويقيم فيها بهاء

تحية تقدير لهذه الرؤية العميقة في عبور رائع

وتحية للعايدة الغالية
شكر على اللوحتين معا والقصيدة تاج

تتركين البهاء رفيقاً للحرف في كل حضور
مبدعتنا الراقية الزهراء العزيزة
كل مودتي وتقديري واعتزازي برقي روحك
عايده

[د.عايده بدر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي

جميل هذا التناول
الشكر لكم على الرفد
وكل الود

الأجمل بصمة الضوء التي يتركها حضورك
عميدنا وشاعرنا الزياد القدير
مودتي كل تقديري واحترامي
عايده