لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-02-2021, 02:35 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
سندس
سندس:
** في وحدتها بغرفتها خافتة الإنارة، وكلما اعتراها حزن عابر: لا تتورع عن نزع ملابسها والتعري بكل جرأة أمام المرآة تتملى تفاصيل جمالها طالما أنها وحيدة. وحين تكون في الشارع تخفي فتنتها بخيمة سوداء كالجحيم وترمي المتبرجات بنظرات شماتة وتشف. هي لا تحقد عليهن، ولا على لباسهن الذي يكشف تفاصيل أنوثتهن، بل تحقد على العيون التي تتابع تفاصيلهن بألسنة قرمزية يسيل لعابها، وهي لا تثير في أحد مجرد نبض. تتساءل: كيف توقظ النجوم من سباتها ولا تستطيع إيقاظ مشاعر من تريده؛ رجلا فحلا؟ وتقول في نفسها ثانية همسا كنوع من التعويض أو العزاء سيان: يا حسناء الحسناوات؛ ما أبهاك! لا يضاهي جمالك جمال؛ فأين العارفون؟ أين الصلحاء لينصلح الوقت؟ ما اختل الميزان إلا لانعدام البصيرة! باركت جسدها براحة كفها من أعلى الاشتهاء إلى أخمص اللذة بتأوهات توقظ الجبال... هي الذهب الإبريز، فأين العيار؟ تذهب إلى السوق عمدا كل يوم لتتابع مهارة الجزار في تقطيع اللحم، وبقع الدم الشهية على وزرته البيضاء، لكن وجهه العبوس ينفرها، بعكس موظف البلدية الوسيم والأنيق، كلما رآها هش في وجهها وبش مرحبا، يسرع لخدمتها بأريحية، لكنها لا ترى فيه خشونة مطلوبة؛ فرقته وطراوة يده لا يمكن أن توقظ أنوثتها الغافية.. غاضبة من برودة العيون المتكلسة، توجهت صوب حقل يانع السنابل، واتخذت لنفسها مكانا قصيا، وراحت متعبدة، راكعة ساجدة، حتى هدها التعب، فغفت. مر الفلاح مبتهجا بسنابله، هاجسه كيف يبعد الطيور عن حباتها المغرية، شاهد خرقة من حرير سوداء ملقاة بالقرب، فرح بها وصيرها فزاعة مرعبة. قالت حين استفاقت: يا ألله !شكرا لك أن استجبت لدعائي ! |
|||
21-02-2021, 08:22 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: سندس
اقتباس:
آسف أن تتم محاصرة نصي في هذه الزاوية الضيقة من القراءة ويتم إسقاط بعده اللغوي والأسلوبي وطريقة البناء، وما يحمله من أبعاد نفسية وسيكولوجية... ما خطر ببالي أن أكتب نصا يهدف إلى الجنس بل إلى تعرية النفوس المريضة بالتغلغل إلى أعماقها وقراءة ما يعتمل بها. وإليك بعض القراءات التي ما التفتت إلى جانب التعري المحسوس: ** لزمها زيارة طبيب نفساني... ما تعانيه هذه "الفزاعة" من كبت و انفصام الشخصية خطير على عصافير الحقول. ** نص نأى قليلا عن الاقتصاد اللغوي والتكثيف الدلالي ليغوص في بواطن نفس حبلى بهواجس اشتهاء عارم ورغبة جامحة تنشد تصريف أماني حسية ووجدانية في محيط يرشح بتناقضات ومفارقات قد تستجيب لزخم متمنياتها وقد تنأى عن ذلك عبر مونولوغ لا يخلو من جذب وإثارة ** رائعة من روائعك سيدي.. ** هذا الثراء نواته كنز اللغة بين يديكم. ** نص ممتع ومفتوح على قراءات عدة.. ** وأكتفي بهذه العينة لأظهر أنني نشرته بالفيس الذي وكما تعلم هو فضاء مفتوح على الجميع، ولا أحد توقف عند مسألة التعري. وإذ أحترم رأيك، أجدني غير ملزم إلا بفن القصة وقضايا المجمع السياسية والاقتصادية والنفسية، راصدا، بحسب اجتهادي اختلالاته عسى أن تعود إلى سوائها. تقديري. |
||||
24-02-2021, 03:21 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: سندس
لكل فولة كيال ..
وعفة المرأة هي زينتها سرد ولغة رائعة أخي الكريم عبد الرحيم التدلاوي محبتي
|
||||
18-03-2021, 01:47 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: سندس
اقتباس:
أشكرك على قراءتك المتبصرة والنيرة. سعيد بتفاعلك المثمر. تقديري. |
||||
16-07-2021, 10:14 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: سندس
نص رائع والقفلة وحدها تثبت دون أدنى شك حرفية الكاتب واشتغاله الكبير على النص
أتمنى العودة لنصك لمشاغبته قليلا تقديري
|
||||
19-09-2021, 08:00 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: سندس
اخي الكاتب عبدالرحيم التدلاوي استمتعت.. محبتي
|
||||
20-11-2021, 10:08 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: سندس
سندس..
. عنوان يقول الكثير.. وارتباطا بالنص الحريري رغم العقد التي تخللت السرد، فإنه عميق البعد والتأثير استمتعت كثيرا بقراءة هذا الغوص في النفس الإنسانية، وبهذا الأسلوب الرائع مع قفلة رأيتها عبقرية شكرا لك المبدع / التدلاوي كل التقدير
|
||||
18-01-2022, 12:47 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: سندس
اقتباس:
مع شكري لك على تعليقك المشجع. تحياتي. |
||||
18-01-2022, 12:48 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: سندس
سعيد أن قصتي أمتعتك، وذلك هو المنى والطلب.
كرا لك سي هادي. تحياتي. |
|||
18-01-2022, 12:50 PM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: سندس
اقتباس:
حضورك إغناء وإثراء. بوركت. تقديري. |
||||
17-03-2022, 05:50 PM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: سندس
حضور أول
ولي قراءة مساء بحول الله عواشرك مبارك السي عبد الرحيم |
|||
17-03-2022, 10:45 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: سندس
اقتباس:
ضربة الختام قوية جدا العنوان ينسجم دفئا وجمال هذي المتحدث عنها / بطلة الوجع المدفون تحت الخرقة السوداء / همسة وكلما اعتراها حزن عابر:؟؟ لست أدري وجدت هذه / الواو / زائدة ورأيت الجملة دونها / كلما / ربما تحيتي السي عبد الرحيم |
||||
20-03-2022, 04:21 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: سندس
اقتباس:
شكرا لك على عطر حضورك. تقديري. |
||||
24-03-2022, 01:15 PM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: سندس
اقتباس:
همستك في محلها. شكرا لك على قراءتك المتبصرة. تقديري. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|