رئيس الوزراء،،، - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-2015, 03:19 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رئيس الوزراء،،،

قال لهم جاداً: "يجب أن أصبح رئيس وزراء"، وعندما رفعوا رؤوسهم من أوراقهم كان ما يزال على مكتبه يبتسم بثقة عميقة وهدوء غريب.

كان يحس منذ طفولته أنه يختلف عن الآخرين، وأنه يتميز عنهم بطريقة تفكيره وأسلوب حياته ونظرته للأمور.

قالت له زوجته: لا أحب أن يكون زوجي رئيس وزراء، لأنني عندئذ لن أستطيع أن أراه في اليوم ساعة واحدة، وقد لا أراه لعدة أيام سوى مرة واحدة، أحب أن تبقى مواطناً عادياً.

نظر إليها بحنوٍ وإشفاق وهو يقول: "ولكن ذلك ليس بيدي، إنه قدري، وأنت ِ تعلمين أن الإنسان لا يستطيع مهما حاول أن يفرَّ من قدره". فغضبت منه زوجته، وقتلته، ثم وضعته في الثلاجة وبكت عليه.

وداعبه صديق له قائلاً : "كيف ستصبح رئيس وزراء بدون أن يكون لك تاريخ سياسي حافل وممارسات كثيرة في السياسة والحكم ..؟" فقال له مغضباً : "إنني لا أبحث عن التاريخ السياسي بل هو سيبحث عني، ويأتي إليَّ عندما أصبح رئيس وزراء" . فتبسم صاحبه بإشفاق وسخرية ثم ذهب وعلّق نفسه بحبل ومات وهو حزين.

وعندما جلس يشرب الشاي في المساء، قال: "سأكون رئيس وزراء"، فسمعه كوب الشاي وحزن لذلك، وعندما سأله عن سبب حزنه قال له: "سأفقد صداقتك لي، فلن تعود تشربني عندما تصبح عظيماً ..". فطمأنه وطيب خاطره وعاهده على استمرار الصداقة بينهما.

وعندما صحا في اليوم التالي، وجد على باب البيت اثنين من رجال الملك انحنيا له باحترام وقالا له: "إن الملك يريد أن يراك". وقال له الملك عندما مثل بين يديه: "لقد عينتك رئيساً للوزراء، ولكن يجب أن يكون وزراؤك هم التالية أسماؤهم ... " وراح يعدد له الأسماء.

وقال للملك: "ولكنني لا أريد هؤلاء، فهم غير صالحين للعمل". فغضب الملك غضباً شديداً وأمر أن يُسجن ويُعذب، ثم قدموه للمحاكمة، وسأله القاضي: "كيف تجرؤ على مخالفة الملك؟؟"

قال: إنني مواطن صالح، ولا أريد أن أضرَّ بمصلحة الوطن".
القاضي: "ولكنك رفضت أمر الملك!"
- : "إن الملك يريد مني أن أكون رئيساً لوزراء فاسدين".
القاضي: "إنك مواطن فاسد، وأنت تكره أمك وتحسد الأحسن منك".
- : إنني أحب أمي ولا أحسد الآخرين، ولكن الملك يريد مني أن أعمل ما لا أرضى عنه".
القاضي: "المهم أن يرضى الملك".
- : "ولكن الأمور لا تستقيم وحول الملك حاشية فاسدة".
القاضي: "هل تجرؤ على اتهام الملك بسوء الذوق في اختيار حاشيته؟"
- : "لم أقصد ذلك، ولكن الملك لكثرة أعماله لا يعرف كلَّ ما يدور حوله".
القاضي: "إنك تقول إن الملك جاهل، وهذا ذنب عظيم".
- : "لم أقصد ذلك، فأنا مواطن صالح".
القاضي: "على كل حال، حكمنا عليك بالموت".
- : "لا أريد أن أموت".
القاضي: " لا تخف، سيكون موتك عظيماً، سوف نغتالك ثم نتهم أحداً بذلك، ونعدُّ لك جنازة عظيمة ومأتماً ضخماً".
- : "لا أريد أن أكون رئيس وزراء!!"
القاضي: "وسوف نعدم الذين اغتالوك أمام الناس جميعاً".
- : "لا أريد أن تعدموا أحداً".
القاضي: "لا فائدة من النقاش".

وعندما كان يخطب في الناس في اليوم التالي، وقف أحد الحضور وصوب مسدساً على رأسه وأطلقه فأحس بالأفكار التي في رأسه تقفز فجأة وتصبح سحابة كبيرة تمطر بغزارة فتبلل جميع الناس، وتخصب الأرض ..
وعندما أصابته الرصاصة الثانية في قلبه، تدفقت كل الأحاسيس التي فيه حمراء متوهجة، فاشتعلت الأرض بلونها القاني، ونبت الزرع ..
وعندما سقط على الأرض، نظر إلى السماء الصافية، فوجد فيها حزناً لا يراه إلا الشعراء، ونظر إلى التراب، فوجد له مكاناً بين ذراته، وبعد ذلك بعدة سنوات نبتت شجرة زيتون من قلبه، ونبتت شجرة تفاح من رأسه، وعندها أخرجته زوجته من الثلاجة وقبّلته وأنجبت منه أربعة أولاد وبنتاً جميلة، ونزل صاحبه عن الحبل الذي علّق نفسه به، ولم يعد حزيناً .. وانتهى الحزن من العالم إلا من قلبه هو ...







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 01-04-2015, 12:18 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
أنموذج في درر الحكي تجبرني أن :
عودا خيرُ من تعجل لنحكي عن فنيات وتقنيات...هذا القص المحترف...
كمان شوية نطلي وقولي أصل أنا بتاع كله وبكتب كل حاجة...!!
لي عودة
رائع أنت..
مبارك منجزكم ميمون
سلمت وغنمت
تقديري

لا بقول لك ولا بتقول لي،
هذا القص الموجود،
عجبك يا هلا ومرحبا،
ما عجبك انت حر،،

ورائع أنت كمان،،

وحتى تعود

محبتي







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 01-04-2015, 12:34 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

الوزارة لا تصلح إلا لمحترف يجيد كل أنواع الديبلوماسة
(من تحايل وشطارة )شاطرررررر
ولا تأتي وليدة ساعتها بل مخطط لها وبــ شطارة
بوركت شاعرنا وبورك فكرك النابض
(كنت أتوقع مثل هذا النص)بعد قراءتي
ليوميات (رأس بدون،،،)
تحياتي وكل التقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 01-04-2015, 12:47 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل مشاهدة المشاركة
الوزارة لا تصلح إلا لمحترف يجيد كل أنواع الديبلوماسة
(من تحايل وشطارة )شاطرررررر
ولا تأتي وليدة ساعتها بل مخطط لها وبــ شطارة
بوركت شاعرنا وبورك فكرك النابض
(كنت أتوقع مثل هذا النص)بعد قراءتي
ليوميات (رأس بدون،،،)
تحياتي وكل التقدير
النوال الراقية،،

الحقيقة أنني كتبت هذه القصة منذ تسعة وثلاثين عاماً تقريباً،
وكنت حينها قد قرأت للقاص السوري المبدع زكريا تامر معظم نتاجه،
وتأثرت كثيراً بأسلوبه في القص،
وحين خطرت ببالي هذه القصة، وجدت نفسي أنسج على منواله، ومع أن
القصة ليست من طبيعة قلمي، إلا أنني وجدت في هذه القصة شيئاً من الفن
القصصي يحفزني لنشرها على تخوّف من البهدلة، والنقد القاسي، ولكنني جازفت،


شكراً لك على مداخلتك الجميلة،
وحضورك الوارف،،

بكل الاحترام والمودة







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 02-04-2015, 01:42 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

شكراً يا أخي عوض على هذه القراءة الواعية،
قلت فأحسنت القول،
وقاربت فأجدت المقاربة،
ولا أقول ذلك لأنك تحدثت في نصي القصصي هذا،
ولكن لأنك حين تقرأ بين سطور أي نص تقصده بالمقاربة
فإنك ناقد مجيد،

شكراً لما منحت قصتي المتواضعة من وقتك الثمين،
ولما أطريتني به مما حملتني به مسؤولية كبيرة.

محبتي







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 02-04-2015, 02:38 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار عوني اللبدي مشاهدة المشاركة
النوال الراقية،،

الحقيقة أنني كتبت هذه القصة منذ تسعة وثلاثين عاماً تقريباً،
وكنت حينها قد قرأت للقاص السوري المبدع زكريا تامر معظم نتاجه،
وتأثرت كثيراً بأسلوبه في القص،
وحين خطرت ببالي هذه القصة، وجدت نفسي أنسج على منواله، ومع أن
القصة ليست من طبيعة قلمي، إلا أنني وجدت في هذه القصة شيئاً من الفن
القصصي يحفزني لنشرها على تخوّف من البهدلة، والنقد القاسي، ولكنني جازفت،


شكراً لك على مداخلتك الجميلة،
وحضورك الوارف،،

بكل الاحترام والمودة
لا يهم شاعرنا متى كتبت القصة ولكن شعوري أن (رأس بدون،،،)
كانت مقدمة لتقديمك شيء أكبر منها وكان توقعي صحيح
شكراً لك على الرد الطيب






  رد مع اقتباس
/
قديم 02-04-2015, 02:40 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل مشاهدة المشاركة
لا يهم شاعرنا متى كتبت القصة ولكن شعوري أن (رأس بدون،،،)
كانت مقدمة لتقديمك شيء أكبر منها وكان توقعي صحيح
شكراً لك على الرد الطيب
وشكراً لك على جميل المتابعة والاهتمام،

باقة ورد لحضورك اللطيف،

بكل الاحترام والتقدير







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 19-04-2018, 12:53 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

أعدتني (للبصارة ) قارئة الحظ في شارع الحصن.!!
هل كانت السيارة ــ داتسون ــ أنا لا أميز أنواع السيارت
أما الطائرات أظن أنني أميزها وأحدد نوعها والدولة الصانعة.

يعني تقدر أن تقول أن اختصاصي بالمحلق والشاهق.


أستاذي وصديقي الشاعر والإنسان

نزار عوني اللبدي

مرور للتحية وقراءة أولى على أن أعود لهذه
الرائعة المحلقة.

خالص محبتي

واحترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 24-04-2018, 02:14 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

حتما سأجد متعة القراءة هنا
سررت بوجودك بيننا في
هذا الركن الجميل الرائع
لي عودة لهذا الجمال
محبة






حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  رد مع اقتباس
/
قديم 27-04-2018, 03:20 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

"رئيس الوزراء" نص للشاعر الرائع نزار عوني اللبدي
تم ترشيحه لمسابقة القصة القصيرة.
نعيده للصدارة لأنه يستحق الصدارة، ولأننا نطمح أن يحظى
بمزيد من الاهتمام، وخصوصا اهتمام (الناص) في مراجعة
نصه الذي وجد من عانقوا حرفه.


شاعرنا المبدع نزار عوني اللبدي


تسعدني العودة لنصكم الرائع هذا لالقاء مزيدا من الضوء
عليه من زاوية قارئ متواضع الحرف والأدوات.


بوركتم وبورك نبض قلبكم الكبير والكثير.

احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 28-04-2018, 01:03 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
أعدتني (للبصارة ) قارئة الحظ في شارع الحصن.!!
هل كانت السيارة ــ داتسون ــ أنا لا أميز أنواع السيارت
أما الطائرات أظن أنني أميزها وأحدد نوعها والدولة الصانعة.

يعني تقدر أن تقول أن اختصاصي بالمحلق والشاهق.


أستاذي وصديقي الشاعر والإنسان

نزار عوني اللبدي

مرور للتحية وقراءة أولى على أن أعود لهذه
الرائعة المحلقة.

خالص محبتي

واحترامي وتقديري
الأخ محمد بديوي،

شكراً جزيلاً لحضورك الوارف هنا،
وكل التقدير لموقفك من هذا النص القديم،

حقيقة هو من النصوص التي أحبها،

كل المودة







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 28-04-2018, 01:05 AM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
حتما سأجد متعة القراءة هنا
سررت بوجودك بيننا في
هذا الركن الجميل الرائع
لي عودة لهذا الجمال
محبة
الأخ خالد،

سعدت بك هنا،
وسعدت أكثر أنك ستجد متعة القراءة هنا،

شكراً لترحيبك بي،

محبتي







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 28-04-2018, 01:08 AM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
"رئيس الوزراء" نص للشاعر الرائع نزار عوني اللبدي
تم ترشيحه لمسابقة القصة القصيرة.
نعيده للصدارة لأنه يستحق الصدارة، ولأننا نطمح أن يحظى
بمزيد من الاهتمام، وخصوصا اهتمام (الناص) في مراجعة
نصه الذي وجد من عانقوا حرفه.


شاعرنا المبدع نزار عوني اللبدي


تسعدني العودة لنصكم الرائع هذا لالقاء مزيدٍ من الضوء
عليه من زاوية قارئ متواضع الحرف والأدوات.


بوركتم وبورك نبض قلبكم الكبير والكثير.

احترامي وتقديري

أخي محمد،

مع تقديري لما أبديته من ترشيح هذا النص لمسابقة القصة القصيرة،
إلا أنه كان يجدر أن تستشيرني في هذا المجال،
ذلك أنني لا أحب الدخول في أي نوع من المسابقات الإبداعية
فهي بالنسبة لي ترف فكري لا يضيف شيئاً حقيقياً للإبداع،
إذا كان بالإمكان أن تحذف هذا الترشيح سأكون شاكراً لك.

كل المحبة والاحترام







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 28-04-2018, 02:16 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار عوني اللبدي مشاهدة المشاركة
أخي محمد،

مع تقديري لما أبديته من ترشيح هذا النص لمسابقة القصة القصيرة،
إلا أنه كان يجدر أن تستشيرني في هذا المجال،
ذلك أنني لا أحب الدخول في أي نوع من المسابقات الإبداعية
فهي بالنسبة لي ترف فكري لا يضيف شيئاً حقيقياً للإبداع،
إذا كان بالإمكان أن تحذف هذا الترشيح سأكون شاكراً لك.

كل المحبة والاحترام

أستاذي المكرم وشاعرنا الكبير
نزار عوني اللبدي


ربما لو عدت لركن الحالمة واطلعت على المثبت على واجهتها
(مسابقة القصة القصيرة/ صفحة نصوص الترشيحات/ ستجد ان
من قام بترشيح نصكم "رئيس الوزراء" هو الوارف عوض بديوي.
حقيقة أنني لم اقرأ هذا النص من قبل، ولا أعلم عن وجوده هنا في
الفينيق إلا حين تم ترشيحه. أحترم رؤيتك وأقدر عدم رغبتكم بالمشاركة
وإن كان هناك من يرى هذه المبادرات ضرورية لأنها محفزة ودافعة للإبداع
ورافدة لــ "وعي " ثقافة الكتابة واتساع ثقافة القراءة.


أرجو لو يتلطف الأديب "عوض بديوي" بطلب الغاء هذه المشاركة. نحسن
الظن بالجميع إلا أننا لا نحب ان نتهم بعدم احترام ترشيحات الأعضاء الأكارم.


حتى يتم ذلك سأكون في رحاب صدركم الواسع أستاذي وصديقي.
شكرا لكم على اهتمامكم ورعايتكم الكريمة.

احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 28-04-2018, 02:22 AM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
أستاذي المكرم وشاعرنا الكبير
نزار عوني اللبدي


ربما لو عدت لركن الحالمة واطلعت على المثبت على واجهتها
(مسابقة القصة القصيرة/ صفحة نصوص الترشيحات/ ستجد ان
من قام بترشيح نصكم "رئيس الوزراء" هو الوارف عوض بديوي.
حقيقة أنني لم اقرأ هذا النص من قبل، ولا أعلم عن وجوده هنا في
الفينيق إلا حين تم ترشيحه. أحترم رؤيتك وأقدر عدم رغبتكم بالمشاركة
وإن كان هناك من يرى هذه المبادرات ضرورية لأنها محفزة ودافعة للإبداع
ورافدة لــ "وعي " ثقافة الكتابة واتساع ثقافة القراءة.


أرجو لو يتلطف الأديب "عوض بديوي" بطلب الغاء هذه المشاركة. نحسن
الظن بالجميع إلا أننا لا نحب ان نتهم بعدم احترام ترشيحات الأعضاء الأكارم.


حتى يتم ذلك سأكون في رحاب صدركم الواسع أستاذي وصديقي.
شكرا لكم على اهتمامكم ورعايتكم الكريمة.

احترامي وتقديري

أخي محمد،

يبدو أنني فهمت منك خطأً أنك أنت من رشحت النص،
أرجو أن تقبل اعتذاري،

على كل حال،
لقد نشرت الآن في المتصفح الخاص بهذه المسابقة طلبي بسحب نصي من المشاركة،
أرجو من اللجنة المخولة أن تستجيب لطلبي،

أكرر اعتذاري لك،

بكل الحب







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 30-04-2018, 10:49 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

سلام الله
ثمة ضوء هنا
سبر نصّا لكم :
http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=70096
ود






  رد مع اقتباس
/
قديم 01-05-2018, 11:37 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة
سلام الله
ثمة ضوء هنا
سبر نصّا لكم :
http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=70096
ود
عميدنا المكرم،

تم الاطلاع،

كل الشكر للشاعرة الناقدة ثناء حاج صالح،

والشكر موصول لكم لحسن المتابعة،

محبتي







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 15-05-2018, 08:53 AM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار عوني اللبدي مشاهدة المشاركة
قال لهم جاداً: "يجب أن أصبح رئيس وزراء"، وعندما رفعوا رؤوسهم من أوراقهم كان ما يزال على مكتبه يبتسم بثقة عميقة وهدوء غريب.

كان يحس منذ طفولته أنه يختلف عن الآخرين، وأنه يتميز عنهم بطريقة تفكيره وأسلوب حياته ونظرته للأمور.

قالت له زوجته: لا أحب أن يكون زوجي رئيس وزراء، لأنني عندئذ لن أستطيع أن أراه في اليوم ساعة واحدة، وقد لا أراه لعدة أيام سوى مرة واحدة، أحب أن تبقى مواطناً عادياً.

نظر إليها بحنوٍ وإشفاق وهو يقول: "ولكن ذلك ليس بيدي، إنه قدري، وأنت ِ تعلمين أن الإنسان لا يستطيع مهما حاول أن يفرَّ من قدره". فغضبت منه زوجته، وقتلته، ثم وضعته في الثلاجة وبكت عليه.

وداعبه صديق له قائلاً : "كيف ستصبح رئيس وزراء بدون أن يكون لك تاريخ سياسي حافل وممارسات كثيرة في السياسة والحكم ..؟" فقال له مغضباً : "إنني لا أبحث عن التاريخ السياسي بل هو سيبحث عني، ويأتي إليَّ عندما أصبح رئيس وزراء" . فتبسم صاحبه بإشفاق وسخرية ثم ذهب وعلّق نفسه بحبل ومات وهو حزين.

وعندما جلس يشرب الشاي في المساء، قال: "سأكون رئيس وزراء"، فسمعه كوب الشاي وحزن لذلك، وعندما سأله عن سبب حزنه قال له: "سأفقد صداقتك لي، فلن تعود تشربني عندما تصبح عظيماً ..". فطمأنه وطيب خاطره وعاهده على استمرار الصداقة بينهما.

وعندما صحا في اليوم التالي، وجد على باب البيت اثنين من رجال الملك انحنيا له باحترام وقالا له: "إن الملك يريد أن يراك". وقال له الملك عندما مثل بين يديه: "لقد عينتك رئيساً للوزراء، ولكن يجب أن يكون وزراؤك هم التالية أسماؤهم ... " وراح يعدد له الأسماء.

وقال للملك: "ولكنني لا أريد هؤلاء، فهم غير صالحين للعمل". فغضب الملك غضباً شديداً وأمر أن يُسجن ويُعذب، ثم قدموه للمحاكمة، وسأله القاضي: "كيف تجرؤ على مخالفة الملك؟؟"

قال: إنني مواطن صالح، ولا أريد أن أضرَّ بمصلحة الوطن".
القاضي: "ولكنك رفضت أمر الملك!"
- : "إن الملك يريد مني أن أكون رئيساً لوزراء فاسدين".
القاضي: "إنك مواطن فاسد، وأنت تكره أمك وتحسد الأحسن منك".
- : إنني أحب أمي ولا أحسد الآخرين، ولكن الملك يريد مني أن أعمل ما لا أرضى عنه".
القاضي: "المهم أن يرضى الملك".
- : "ولكن الأمور لا تستقيم وحول الملك حاشية فاسدة".
القاضي: "هل تجرؤ على اتهام الملك بسوء الذوق في اختيار حاشيته؟"
- : "لم أقصد ذلك، ولكن الملك لكثرة أعماله لا يعرف كلَّ ما يدور حوله".
القاضي: "إنك تقول إن الملك جاهل، وهذا ذنب عظيم".
- : "لم أقصد ذلك، فأنا مواطن صالح".
القاضي: "على كل حال، حكمنا عليك بالموت".
- : "لا أريد أن أموت".
القاضي: " لا تخف، سيكون موتك عظيماً، سوف نغتالك ثم نتهم أحداً بذلك، ونعدُّ لك جنازة عظيمة ومأتماً ضخماً".
- : "لا أريد أن أكون رئيس وزراء!!"
القاضي: "وسوف نعدم الذين اغتالوك أمام الناس جميعاً".
- : "لا أريد أن تعدموا أحداً".
القاضي: "لا فائدة من النقاش".

وعندما كان يخطب في الناس في اليوم التالي، وقف أحد الحضور وصوب مسدساً على رأسه وأطلقه فأحس بالأفكار التي في رأسه تقفز فجأة وتصبح سحابة كبيرة تمطر بغزارة فتبلل جميع الناس، وتخصب الأرض ..
وعندما أصابته الرصاصة الثانية في قلبه، تدفقت كل الأحاسيس التي فيه حمراء متوهجة، فاشتعلت الأرض بلونها القاني، ونبت الزرع ..
وعندما سقط على الأرض، نظر إلى السماء الصافية، فوجد فيها حزناً لا يراه إلا الشعراء، ونظر إلى التراب، فوجد له مكاناً بين ذراته، وبعد ذلك بعدة سنوات نبتت شجرة زيتون من قلبه، ونبتت شجرة تفاح من رأسه، وعندها أخرجته زوجته من الثلاجة وقبّلته وأنجبت منه أربعة أولاد وبنتاً جميلة، ونزل صاحبه عن الحبل الذي علّق نفسه به، ولم يعد حزيناً .. وانتهى الحزن من العالم إلا من قلبه هو ...


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار عوني اللبدي مشاهدة المشاركة
قال لهم جاداً: "يجب أن أصبح رئيس وزراء"، وعندما رفعوا رؤوسهم من أوراقهم كان ما يزال على مكتبه يبتسم بثقة عميقة وهدوء غريب.

كان يحس منذ طفولته أنه يختلف عن الآخرين، وأنه يتميز عنهم بطريقة تفكيره وأسلوب حياته ونظرته للأمور.

قالت له زوجته: لا أحب أن يكون زوجي رئيس وزراء، لأنني عندئذ لن أستطيع أن أراه في اليوم ساعة واحدة، وقد لا أراه لعدة أيام سوى مرة واحدة، أحب أن تبقى مواطناً عادياً.

نظر إليها بحنوٍ وإشفاق وهو يقول: "ولكن ذلك ليس بيدي، إنه قدري، وأنت ِ تعلمين أن الإنسان لا يستطيع مهما حاول أن يفرَّ من قدره". فغضبت منه زوجته، وقتلته، ثم وضعته في الثلاجة وبكت عليه.

وداعبه صديق له قائلاً : "كيف ستصبح رئيس وزراء بدون أن يكون لك تاريخ سياسي حافل وممارسات كثيرة في السياسة والحكم ..؟" فقال له مغضباً : "إنني لا أبحث عن التاريخ السياسي بل هو سيبحث عني، ويأتي إليَّ عندما أصبح رئيس وزراء" . فتبسم صاحبه بإشفاق وسخرية ثم ذهب وعلّق نفسه بحبل ومات وهو حزين.

وعندما جلس يشرب الشاي في المساء، قال: "سأكون رئيس وزراء"، فسمعه كوب الشاي وحزن لذلك، وعندما سأله عن سبب حزنه قال له: "سأفقد صداقتك لي، فلن تعود تشربني عندما تصبح عظيماً ..". فطمأنه وطيب خاطره وعاهده على استمرار الصداقة بينهما.

وعندما صحا في اليوم التالي، وجد على باب البيت اثنين من رجال الملك انحنيا له باحترام وقالا له: "إن الملك يريد أن يراك". وقال له الملك عندما مثل بين يديه: "لقد عينتك رئيساً للوزراء، ولكن يجب أن يكون وزراؤك هم التالية أسماؤهم ... " وراح يعدد له الأسماء.

وقال للملك: "ولكنني لا أريد هؤلاء، فهم غير صالحين للعمل". فغضب الملك غضباً شديداً وأمر أن يُسجن ويُعذب، ثم قدموه للمحاكمة، وسأله القاضي: "كيف تجرؤ على مخالفة الملك؟؟"

قال: إنني مواطن صالح، ولا أريد أن أضرَّ بمصلحة الوطن".
القاضي: "ولكنك رفضت أمر الملك!"
- : "إن الملك يريد مني أن أكون رئيساً لوزراء فاسدين".
القاضي: "إنك مواطن فاسد، وأنت تكره أمك وتحسد الأحسن منك".
- : إنني أحب أمي ولا أحسد الآخرين، ولكن الملك يريد مني أن أعمل ما لا أرضى عنه".
القاضي: "المهم أن يرضى الملك".
- : "ولكن الأمور لا تستقيم وحول الملك حاشية فاسدة".
القاضي: "هل تجرؤ على اتهام الملك بسوء الذوق في اختيار حاشيته؟"
- : "لم أقصد ذلك، ولكن الملك لكثرة أعماله لا يعرف كلَّ ما يدور حوله".
القاضي: "إنك تقول إن الملك جاهل، وهذا ذنب عظيم".
- : "لم أقصد ذلك، فأنا مواطن صالح".
القاضي: "على كل حال، حكمنا عليك بالموت".
- : "لا أريد أن أموت".
القاضي: " لا تخف، سيكون موتك عظيماً، سوف نغتالك ثم نتهم أحداً بذلك، ونعدُّ لك جنازة عظيمة ومأتماً ضخماً".
- : "لا أريد أن أكون رئيس وزراء!!"
القاضي: "وسوف نعدم الذين اغتالوك أمام الناس جميعاً".
- : "لا أريد أن تعدموا أحداً".
القاضي: "لا فائدة من النقاش".

وعندما كان يخطب في الناس في اليوم التالي، وقف أحد الحضور وصوب مسدساً على رأسه وأطلقه فأحس بالأفكار التي في رأسه تقفز فجأة وتصبح سحابة كبيرة تمطر بغزارة فتبلل جميع الناس، وتخصب الأرض ..
وعندما أصابته الرصاصة الثانية في قلبه، تدفقت كل الأحاسيس التي فيه حمراء متوهجة، فاشتعلت الأرض بلونها القاني، ونبت الزرع ..
وعندما سقط على الأرض، نظر إلى السماء الصافية، فوجد فيها حزناً لا يراه إلا الشعراء، ونظر إلى التراب، فوجد له مكاناً بين ذراته، وبعد ذلك بعدة سنوات نبتت شجرة زيتون من قلبه، ونبتت شجرة تفاح من رأسه، وعندها أخرجته زوجته من الثلاجة وقبّلته وأنجبت منه أربعة أولاد وبنتاً جميلة، ونزل صاحبه عن الحبل الذي علّق نفسه به، ولم يعد حزيناً .. وانتهى الحزن من العالم إلا من قلبه هو ...


{{ قال لهم جاداً: "يجب أن أصبح رئيس وزراء"، وعندما
رفعوا رؤوسهم من أوراقهم كان ما يزال على مكتبه يبتسم بثقة
عميقة وهدوء غريب.

كان يحس منذ طفولته أنه يختلف عن الآخرين، وأنه يتميز عنهم
بطريقة تفكيره وأسلوب حياته ونظرته للأمور}}


مشاعر (البطل) الخاصة يوردها الراوي بكل شفافية وبساطة
كان يحس منذ طفولته أنه يختلف عن الآخرين.. يتميز بطريقة
تفكيره وأسلوب حياته..


فهل هذه الدوافع كافية لأن يكون رئيسا للوزراء.. لماذا رئيسا
للوزراء ، وليس وزيرا.. أو رئيسا للدولة ..!!

ممانعة الزوجة ولأسباب خاصة بها..وليست خاصة به .. ثم اعتراض
حلمه بقتله ووضعه في الثلاجة..!!


{{نظر إليها بحنوٍ وإشفاق وهو يقول: "ولكن ذلك ليس بيدي،
إنه قدري، وأنت ِ تعلمين أن الإنسان لا يستطيع مهما حاول أن
يفرَّ من قدره". فغضبت منه زوجته، وقتلته، ثم وضعته في الثلاجة
وبكت عليه.}
}

الزوجة تمثل النفس .. والنفس عادة يغريها مثل هذه المناصب إلا أنها هنا
كانت معارضة وغير سبب جعلها تعارض مشروعه.. أقواها أنها تريد الاستمرار
بالحياة ..وأن تستمتع بالحياة وما فيها. فرئيس الوزراء لا يمكن أن تكون نفسه
مطمئنة مهما حاولت ..ومهما حاول صاحبها طمأنتها.

وضعه في الثلاجة .. وكأنها تشير إلى قدرتها على قتل هذه الرغبة فيه والاحتفاظ به
كما هو.. ـــ فالثلاجة (حافظة ) والمناصب مفسدة تصيب من يطلبونها بوباء لا شفاء
له ولا رجوع عن الدرب التي يسلكها هؤلاء.



{{ وداعبه صديق له قائلاً : "كيف ستصبح رئيس وزراء بدون
أن يكون لك تاريخ سياسي حافل وممارسات كثيرة في السياسة والحكم ..؟"
فقال له مغضباً : "إنني لا أبحث عن التاريخ السياسي بل هو سيبحث عني،
ويأتي إليَّ عندما أصبح رئيس وزراء" . فتبسم صاحبه بإشفاق وسخرية ثم
ذهب وعلّق نفسه بحبل ومات وهو حزين.}}


إشارة ذكية وبارعة الى من يصلون الى هذه المراتب دون أي مقومات أو تجارب
تصنع الخبرة اللازمة لهكذا منصب ..هذا ما يحدث في واقعنا أحيانا وليس غالبا
فما تعودناه أن يأتوا بشخص مارس أدوارا سياسية كثيرة. وفي أحيان قليلة نرى
من يقفز ( من قاع القفة الى أذنيها) كما يقول المثل الشعبي، وهؤلاء من لوازم
مراحل ما لا ينفع أن يكون فيها غير من هم على شاكلة ــ بطل ــ هذه القصة.


{ فتبسم صاحبه بإشفاق وسخرية ثم
ذهب وعلّق نفسه بحبل ومات وهو حزين.}


رغم الحوار ونتائجه الذي دار ما بين البطل وصاحبه إلا أن البطل تمسك بما يريد.
أما أن صاحبه ــ ذهب وعلق نفسه بحبل ومات وهو حزين ــ إنما هو إشارة لى عدم
الجدوى من حواره فجاء الرفض (فنتازيا) كما كان رفض الزوجة .!
وهو لا يعني أنه قتل نفسه فعلا إلا أن الراوي عبر عن حالة الرفض بأقسى ما يمكن تصوره.



{{ وعندما جلس يشرب الشاي في المساء، قال: "سأكون رئيس وزراء"،
فسمعه كوب الشاي وحزن لذلك، وعندما سأله عن سبب حزنه قال له: "
سأفقد صداقتك لي، فلن تعود تشربني عندما تصبح عظيماً ..". فطمأنه وطيب
خاطره وعاهده على استمرار الصداقة بينهما.}}


هنا الحوار يميل الى "أنسنة" كوب الشاي، وتمسكه بصداقة البطل الذي تصور
أنه سيتركه حين يكون رئيسا للوزراء.. فأصيب بالحزن .. لكنه لم يقم بأي تصرف
حين طمأنه صاحبه وعاهده على استمرار الصداقة. هنا لم يبدر عن كوب الشاي
أي تصرف كتصرف الزوجة، أو تصرف صاحبه.. ربما لأن كوب الشاي يمثل الحالات
الساكنة .. الصداقات التي تؤمن بتغير الاتجاهات دون تغير العلاقات .. من منظور الأشياء
الجامدة والتي تكون غير قابلة للتحول.. نتعامل معها دون مشاعر أو بمشاعر من طرف واحد
نحن جهته ..لذلك كان من السهل أن لا يكون لكوب الشاي أي ردة فعل مشابهة لما سبق من
ردود أفعال.




{{وعندما صحا في اليوم التالي، وجد على باب البيت اثنين من رجال الملك
نحنيا له باحترام وقالا له: "إن الملك يريد أن يراك". وقال له الملك عندما مثل
بين يديه: "لقد عينتك رئيساً للوزراء، ولكن يجب أن يكون وزراؤك هم التالية أسماؤهم ... "
وراح يعدد له الأسماء.}}


وكأن الراوي الذي انتقل بنا بسرعة هائلة من تحول الأمنيات الى حقائق
كان يريد منا أن نستعد لمواجهة ــ حلم ــ يدور في يقظة البطل، فالإسراع
بطلب الملك له وتعيينه رئيسا للوزراء لم يكن إلا بعد أن علم الملك بتلك الرغبة
وهنا أراد أن يضعنا مع مشاعر هذا البطل وما يسعى إليه من إصلاحات لو أنه أصبح
رئيسا للوزراء أمام الواقع الصعب الذي سيهدم رغبته بحلمه والتخلي عنه. هنا يصير
لزاما عليه أن يستجيب وإلا فإنه سيعرض نفسه للمسائلة والمحاكمة. فرؤيته لن تكون
أفضل من رؤية الملك في اختيار بقية الوزراء وإن فسدوا وفسدت سيرتهم، وهنا تصطدم
رؤية ــ البطل ــ برؤية الملك ــ ما يعرضه للمحاكمة.




{{ وقال للملك: "ولكنني لا أريد هؤلاء، فهم غير صالحين للعمل".
فغضب الملك غضباً شديداً وأمر أن يُسجن ويُعذب، ثم قدموه للمحاكمة،
وسأله القاضي: "كيف تجرؤ على مخالفة الملك؟؟"}}


والحوار الذي يدور ما بين القاضي والبطل يفسر بساطة البطل مع الإشارة الى تميزه
لكن ذلك لا يكون كافيا فيعفيه من المحاكمة وخصوصا أنه قد عصى الملك.. حتى وإن كان
السبب حبه للوطن.. لا شئ سيشفع له معصيته للملك وإصراره على أن رؤيته هي الصائبة.
وهنا يدخل الراوي الى ما يدور في نفس البطل وما يحلم به، فمن غير المعقول أن تكون
النهاية التي بنيت على (الفنتازيا) وما يدور في نفس البطل سواء بوعي او باللا وعي أن
ينتهي بشكل طبيعي ومنطقي ..!!




{{ القاضي: " لا تخف، سيكون موتك عظيماً، سوف نغتالك ثم نتهم أحداً بذلك،
ونعدُّ لك جنازة عظيمة ومأتماً ضخماً".
- : "لا أريد أن أكون رئيس وزراء!!"
القاضي: "وسوف نعدم الذين اغتالوك أمام الناس جميعاً".
- : "لا أريد أن تعدموا أحداً".
القاضي: "لا فائدة من النقاش".}}


هذه المباشرة .. في تصريح القاضي (في الواقع ) غير معقولة.. لكنها فيما يفترض
البطل وعبر الراوي هي ما يحدث فعلا.. وهنا جاء الفعل معاكسا لما بدأ به البطل أو
الراوي هذه القصة من (فنتازيا) ــ مثلا ــ أن تقتله زوجته وتضعه في الثلاجة. هنا
نجده يقول له كيف سيدبرون له كل اجراءات محاكمته واغتياله .. واغتيال من اغتالوه
رغم أنه عدل عن رأيه بأن يكون رئيسا للوزراء.

وفي المشهد الأخير يعرض الراوي مشهد الختام والذي تلى محاكمته، وقد كان يعلم
البطل ما سيكون خلال هذا المشهد. مع ذلك لم يجد بدا من أن يعيش هذا المشهد ولكن
على طريقته الأولى .
..


{{ وعندما كان يخطب في الناس في اليوم التالي، وقف أحد الحضور
وصوب مسدساً على رأسه وأطلقه فأحس بالأفكار التي في رأسه تقفز
فجأة وتصبح سحابة كبيرة تمطر بغزارة فتبلل جميع الناس، وتخصب الأرض ..
وعندما أصابته الرصاصة الثانية في قلبه، تدفقت كل الأحاسيس التي فيه حمراء
متوهجة، فاشتعلت الأرض بلونها القاني، ونبت الزرع ..
وعندما سقط على الأرض، نظر إلى السماء الصافية، فوجد فيها حزناً لا يراه
إلا الشعراء،
ونظر إلى التراب، فوجد له مكاناً بين ذراته، وبعد ذلك بعدة سنوات نبتت
شجرة زيتون من قلبه، ونبتت شجرة تفاح من رأسه، وعندها أخرجته زوجته
من الثلاجة وقبّلته وأنجبت منه أربعة أولاد وبنتاً جميلة، ونزل صاحبه عن الحبل
الذي علّق نفسه به، ولم يعد حزيناً .. وانتهى الحزن من العالم إلا من قلبه هو ...}}



نهاية غريبة على كل ما فيها من جمال وأبعاد فلسفية (فنتازيا) تخدم المشاهد وتجعلها
مقبولة وهي تطرح الفكرة المرادة والمرامي المستهدفة من أجل استخلاص العبر وما
في النص من رسائل كثيرة.
وهنا ركز الراوي على زوال الحزن من قلوب الجميع إلا قلبه هو ــ البطل ــ ركز على دفق
المشاعر وفوران الأحاسيس.. رغم كل الفوائد التي كانت نتيجة لما حدث له: فالرصاصة
الأولى نثرت أفكاره..والرصاصة الثانية: تدفقت كل أحاسيسه..



{{ وقف أحد الحضور
وصوب مسدساً على رأسه وأطلقه فأحس بالأفكار التي في رأسه تقفز
فجأة وتصبح سحابة كبيرة تمطر بغزارة فتبلل جميع الناس، وتخصب الأرض ..
وعندما أصابته الرصاصة الثانية في قلبه، تدفقت كل الأحاسيس التي فيه حمراء
متوهجة، فاشتعلت الأرض بلونها القاني، ونبت الزرع .}}


وماذا بعد عن سقط على الأرض :

{{وعندما سقط على الأرض، نظر إلى السماء الصافية، فوجد فيها حزناً لا يراه
إلا الشعراء،
ونظر إلى التراب، فوجد له مكاناً بين ذراته، وبعد ذلك بعدة سنوات نبتت
شجرة زيتون من قلبه، ونبتت شجرة تفاح من رأسه}}


ونزل صاحبه عن الحبل ولم يعد حزينا ..
ــ وعندها أخرجته زوجته
من الثلاجة وقبّلته وأنجبت منه أربعة أولاد وبنتاً جميلة ـــ
نبتت شجرة زيتون من قلبه ــ هو السلام العامر بقلبه ــ
ومن رأسه ــ شجرة التفاح ــ هي التي هبطت بهذا السلام
الى الأرض وهذه رسالة الإنسانية جمعاء.


والشئ الخاص وجدا جدا به ...

{{ وعندما سقط على الأرض، نظر إلى السماء الصافية، فوجد فيها حزناً لا يراه
إلا الشعراء }}

لقد كان البطل شاعرا .. والشاعر لا يمكن أن يكون رئيسا للوزراء كما أن رئيس
الوزراء لا يمكن أن يكون شاعرا .. فمن كان ينمو بالمشاعر والأحاسيس ليس
كمن ينمو بالدهاء والمكر وعدم الصفاء ..!!



شاعرنا القدير نزار عوني اللبدي

قص بتقنية مختلفة وإن كان الأسلوب مقاربا لما اعتمده الكبير زكريا تامر
التأثر واضح .. ولمساتكم الخاصة كذلك واضحة. فالاطلاع على تجارب الآخرين
لا يعني أن نأتي بما يشبهها تماما.. ومن الإبداع أن نحاول تطوير ما تأثرنا به
وأعتقد أن تجربتك كانت ناجحة ومتقنة الى أبعد حد. تمكنت من أدوات القص
وبرعت في رصدك للمشاهد .. كل ذلك جاء بلغة سلسة ورائعة ..وبسرد جميل
وعميق .. حتى ضربة الختام الموفقة.

سلمتم سلمت روحكم النقية محلقة.
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 22-05-2018, 12:43 AM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

أخي محمد بديوي،

واضح جداً الجهد المبذول في هذه المقاربة النقدية التذوقية للقصة، وكذلك الوعي اللازم لدى الناقد للعبور إلى قدس أقداس الكاتب (إذا جاز التعبير)، حقيقة لقد استمتعت بقراءة ما كتبت، وليس من طبعي أن أتدخل في تصور أي ناقد لنص من نصوصي، فذلك شأنه هو، وما يهمني هو أن أطلع وأستفيد من قراءات المهتمين، بما يسعفني لمستقبل كتابتي.

شكراً لك هذا الألق،

محبتي







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 27-06-2018, 02:14 AM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

بكل صدق ودون أية مجاملة
كنت عازما على كتابة رد يليق
بهذا النص الماتع لكنني عندما
مررت بتعليق الأخ محمد بديوي
تراجع قلمي خجلا أمام ما نثره
من تحليل وتفكيك وسبر أغوار النص
فشكرا لأخي نزار على متعة القراءة
وشكرا لأخي محمد هذا الجهد المميز
تحياتي ومحبتي






حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  رد مع اقتباس
/
قديم 03-10-2018, 09:18 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
بكل صدق ودون أية مجاملة
كنت عازما على كتابة رد يليق
بهذا النص الماتع لكنني عندما
مررت بتعليق الأخ محمد بديوي
تراجع قلمي خجلا أمام ما نثره
من تحليل وتفكيك وسبر أغوار النص
فشكرا لأخي نزار على متعة القراءة
وشكرا لأخي محمد هذا الجهد المميز
تحياتي ومحبتي
أخي خالد،

معذرة بداية على تأخري في الرد عليكم،
هي ظروف الحياة.

شكراً لك على حضورك الجميل،
محبتي







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 03-10-2018, 10:02 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
محمد عبد الغفار صيام
عضو أكاديميّة الفينيق
افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار عوني اللبدي مشاهدة المشاركة
قال لهم جاداً: "يجب أن أصبح رئيس وزراء"، وعندما رفعوا رؤوسهم من أوراقهم كان ما يزال على مكتبه يبتسم بثقة عميقة وهدوء غريب.

كان يحس منذ طفولته أنه يختلف عن الآخرين، وأنه يتميز عنهم بطريقة تفكيره وأسلوب حياته ونظرته للأمور.

قالت له زوجته: لا أحب أن يكون زوجي رئيس وزراء، لأنني عندئذ لن أستطيع أن أراه في اليوم ساعة واحدة، وقد لا أراه لعدة أيام سوى مرة واحدة، أحب أن تبقى مواطناً عادياً.

نظر إليها بحنوٍ وإشفاق وهو يقول: "ولكن ذلك ليس بيدي، إنه قدري، وأنت ِ تعلمين أن الإنسان لا يستطيع مهما حاول أن يفرَّ من قدره". فغضبت منه زوجته، وقتلته، ثم وضعته في الثلاجة وبكت عليه.

وداعبه صديق له قائلاً : "كيف ستصبح رئيس وزراء بدون أن يكون لك تاريخ سياسي حافل وممارسات كثيرة في السياسة والحكم ..؟" فقال له مغضباً : "إنني لا أبحث عن التاريخ السياسي بل هو سيبحث عني، ويأتي إليَّ عندما أصبح رئيس وزراء" . فتبسم صاحبه بإشفاق وسخرية ثم ذهب وعلّق نفسه بحبل ومات وهو حزين.

وعندما جلس يشرب الشاي في المساء، قال: "سأكون رئيس وزراء"، فسمعه كوب الشاي وحزن لذلك، وعندما سأله عن سبب حزنه قال له: "سأفقد صداقتك لي، فلن تعود تشربني عندما تصبح عظيماً ..". فطمأنه وطيب خاطره وعاهده على استمرار الصداقة بينهما.

وعندما صحا في اليوم التالي، وجد على باب البيت اثنين من رجال الملك انحنيا له باحترام وقالا له: "إن الملك يريد أن يراك". وقال له الملك عندما مثل بين يديه: "لقد عينتك رئيساً للوزراء، ولكن يجب أن يكون وزراؤك هم التالية أسماؤهم ... " وراح يعدد له الأسماء.

وقال للملك: "ولكنني لا أريد هؤلاء، فهم غير صالحين للعمل". فغضب الملك غضباً شديداً وأمر أن يُسجن ويُعذب، ثم قدموه للمحاكمة، وسأله القاضي: "كيف تجرؤ على مخالفة الملك؟؟"

قال: إنني مواطن صالح، ولا أريد أن أضرَّ بمصلحة الوطن".
القاضي: "ولكنك رفضت أمر الملك!"
- : "إن الملك يريد مني أن أكون رئيساً لوزراء فاسدين".
القاضي: "إنك مواطن فاسد، وأنت تكره أمك وتحسد الأحسن منك".
- : إنني أحب أمي ولا أحسد الآخرين، ولكن الملك يريد مني أن أعمل ما لا أرضى عنه".
القاضي: "المهم أن يرضى الملك".
- : "ولكن الأمور لا تستقيم وحول الملك حاشية فاسدة".
القاضي: "هل تجرؤ على اتهام الملك بسوء الذوق في اختيار حاشيته؟"
- : "لم أقصد ذلك، ولكن الملك لكثرة أعماله لا يعرف كلَّ ما يدور حوله".
القاضي: "إنك تقول إن الملك جاهل، وهذا ذنب عظيم".
- : "لم أقصد ذلك، فأنا مواطن صالح".
القاضي: "على كل حال، حكمنا عليك بالموت".
- : "لا أريد أن أموت".
القاضي: " لا تخف، سيكون موتك عظيماً، سوف نغتالك ثم نتهم أحداً بذلك، ونعدُّ لك جنازة عظيمة ومأتماً ضخماً".
- : "لا أريد أن أكون رئيس وزراء!!"
القاضي: "وسوف نعدم الذين اغتالوك أمام الناس جميعاً".
- : "لا أريد أن تعدموا أحداً".
القاضي: "لا فائدة من النقاش".

وعندما كان يخطب في الناس في اليوم التالي، وقف أحد الحضور وصوب مسدساً على رأسه وأطلقه فأحس بالأفكار التي في رأسه تقفز فجأة وتصبح سحابة كبيرة تمطر بغزارة فتبلل جميع الناس، وتخصب الأرض ..
وعندما أصابته الرصاصة الثانية في قلبه، تدفقت كل الأحاسيس التي فيه حمراء متوهجة، فاشتعلت الأرض بلونها القاني، ونبت الزرع ..
وعندما سقط على الأرض، نظر إلى السماء الصافية، فوجد فيها حزناً لا يراه إلا الشعراء، ونظر إلى التراب، فوجد له مكاناً بين ذراته، وبعد ذلك بعدة سنوات نبتت شجرة زيتون من قلبه، ونبتت شجرة تفاح من رأسه، وعندها أخرجته زوجته من الثلاجة وقبّلته وأنجبت منه أربعة أولاد وبنتاً جميلة، ونزل صاحبه عن الحبل الذي علّق نفسه به، ولم يعد حزيناً .. وانتهى الحزن من العالم إلا من قلبه هو ...
سيدي المبدع القدير / نزار عوني
لا أقول السهل الممتنع ! بل السهل العاصف ، أو السلس القاصف ! قص منساب عبر غدران الحكمة ، في براح الفكر الهادىء .
الحكمة لا تموت و الفكر لا يبلى و الحق لا يَخْلَق و لا يصح إلا الصحيح ...
(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ "(لرعد:17)
( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ( الأعراف: 58)
لا أدري علي وجه الدقة ، لماذا تذكرت ما سبق من آيات فور انتهائي من قراءة أولى لنصك المميز .
تقديري.






  رد مع اقتباس
/
قديم 03-10-2018, 10:05 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الغفار صيام مشاهدة المشاركة
سيدي المبدع القدير / نزار عوني
لا أقول السهل الممتنع ! بل السهل العاصف ، أو السلس القاصف ! قص منساب عبر غدران الحكمة ، في براح الفكر الهادىء .
الحكمة لا تموت و الفكر لا يبلى و الحق لا يَخْلَق و لا يصح إلا الصحيح ...
(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ "(لرعد:17)
( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ( الأعراف: 58)
لا أدري علي وجه الدقة ، لماذا تذكرت ما سبق من آيات فور انتهائي من قراءة أولى لنصك المميز .
تقديري.

الأخ محمد صيام،

كان من دواعي سروري أنك مررت بنصي المتواضع هذا،
وأطريته بما قلتَ، أسعدني حضورك الجميل، وكلامك اللطيف،

كل المحبة والاحترام







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 25-06-2021, 09:20 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار عوني اللبدي مشاهدة المشاركة
قال لهم جاداً: "يجب أن أصبح رئيس وزراء"، وعندما رفعوا رؤوسهم من أوراقهم كان ما يزال على مكتبه يبتسم بثقة عميقة وهدوء غريب.

كان يحس منذ طفولته أنه يختلف عن الآخرين، وأنه يتميز عنهم بطريقة تفكيره وأسلوب حياته ونظرته للأمور.

قالت له زوجته: لا أحب أن يكون زوجي رئيس وزراء، لأنني عندئذ لن أستطيع أن أراه في اليوم ساعة واحدة، وقد لا أراه لعدة أيام سوى مرة واحدة، أحب أن تبقى مواطناً عادياً.

نظر إليها بحنوٍ وإشفاق وهو يقول: "ولكن ذلك ليس بيدي، إنه قدري، وأنت ِ تعلمين أن الإنسان لا يستطيع مهما حاول أن يفرَّ من قدره". فغضبت منه زوجته، وقتلته، ثم وضعته في الثلاجة وبكت عليه.

وداعبه صديق له قائلاً : "كيف ستصبح رئيس وزراء بدون أن يكون لك تاريخ سياسي حافل وممارسات كثيرة في السياسة والحكم ..؟" فقال له مغضباً : "إنني لا أبحث عن التاريخ السياسي بل هو سيبحث عني، ويأتي إليَّ عندما أصبح رئيس وزراء" . فتبسم صاحبه بإشفاق وسخرية ثم ذهب وعلّق نفسه بحبل ومات وهو حزين.

وعندما جلس يشرب الشاي في المساء، قال: "سأكون رئيس وزراء"، فسمعه كوب الشاي وحزن لذلك، وعندما سأله عن سبب حزنه قال له: "سأفقد صداقتك لي، فلن تعود تشربني عندما تصبح عظيماً ..". فطمأنه وطيب خاطره وعاهده على استمرار الصداقة بينهما.

وعندما صحا في اليوم التالي، وجد على باب البيت اثنين من رجال الملك انحنيا له باحترام وقالا له: "إن الملك يريد أن يراك". وقال له الملك عندما مثل بين يديه: "لقد عينتك رئيساً للوزراء، ولكن يجب أن يكون وزراؤك هم التالية أسماؤهم ... " وراح يعدد له الأسماء.

وقال للملك: "ولكنني لا أريد هؤلاء، فهم غير صالحين للعمل". فغضب الملك غضباً شديداً وأمر أن يُسجن ويُعذب، ثم قدموه للمحاكمة، وسأله القاضي: "كيف تجرؤ على مخالفة الملك؟؟"

قال: إنني مواطن صالح، ولا أريد أن أضرَّ بمصلحة الوطن".
القاضي: "ولكنك رفضت أمر الملك!"
- : "إن الملك يريد مني أن أكون رئيساً لوزراء فاسدين".
القاضي: "إنك مواطن فاسد، وأنت تكره أمك وتحسد الأحسن منك".
- : إنني أحب أمي ولا أحسد الآخرين، ولكن الملك يريد مني أن أعمل ما لا أرضى عنه".
القاضي: "المهم أن يرضى الملك".
- : "ولكن الأمور لا تستقيم وحول الملك حاشية فاسدة".
القاضي: "هل تجرؤ على اتهام الملك بسوء الذوق في اختيار حاشيته؟"
- : "لم أقصد ذلك، ولكن الملك لكثرة أعماله لا يعرف كلَّ ما يدور حوله".
القاضي: "إنك تقول إن الملك جاهل، وهذا ذنب عظيم".
- : "لم أقصد ذلك، فأنا مواطن صالح".
القاضي: "على كل حال، حكمنا عليك بالموت".
- : "لا أريد أن أموت".
القاضي: " لا تخف، سيكون موتك عظيماً، سوف نغتالك ثم نتهم أحداً بذلك، ونعدُّ لك جنازة عظيمة ومأتماً ضخماً".
- : "لا أريد أن أكون رئيس وزراء!!"
القاضي: "وسوف نعدم الذين اغتالوك أمام الناس جميعاً".
- : "لا أريد أن تعدموا أحداً".
القاضي: "لا فائدة من النقاش".

وعندما كان يخطب في الناس في اليوم التالي، وقف أحد الحضور وصوب مسدساً على رأسه وأطلقه فأحس بالأفكار التي في رأسه تقفز فجأة وتصبح سحابة كبيرة تمطر بغزارة فتبلل جميع الناس، وتخصب الأرض ..
وعندما أصابته الرصاصة الثانية في قلبه، تدفقت كل الأحاسيس التي فيه حمراء متوهجة، فاشتعلت الأرض بلونها القاني، ونبت الزرع ..
وعندما سقط على الأرض، نظر إلى السماء الصافية، فوجد فيها حزناً لا يراه إلا الشعراء، ونظر إلى التراب، فوجد له مكاناً بين ذراته، وبعد ذلك بعدة سنوات نبتت شجرة زيتون من قلبه، ونبتت شجرة تفاح من رأسه، وعندها أخرجته زوجته من الثلاجة وقبّلته وأنجبت منه أربعة أولاد وبنتاً جميلة، ونزل صاحبه عن الحبل الذي علّق نفسه به، ولم يعد حزيناً .. وانتهى الحزن من العالم إلا من قلبه هو ...
هي حالمةٌ رائعة،
أنموذجٌ للسرد بلغة الشعر و الواقع معا،
تداخل الأصوات و تغير الصور مع الحركية المستمرة طوال السرد جعلت القارئ لا يريد انتهاءها ، و في نفس الوقت يتعجل معرفة النتيجة،
كانت الخاتمة رائعة و شاعرية إلى أبعد الحدود،

شاعرنا القدير نزار اللبدي،
ما أجمل الشعر حين يحكي!

دمت فاره الروح و المداد


تقديري الكبير






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
قديم 17-09-2021, 11:38 PM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: رئيس الوزراء،،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري مشاهدة المشاركة
هي حالمةٌ رائعة،
أنموذجٌ للسرد بلغة الشعر و الواقع معا،
تداخل الأصوات و تغير الصور مع الحركية المستمرة طوال السرد جعلت القارئ لا يريد انتهاءها ، و في نفس الوقت يتعجل معرفة النتيجة،
كانت الخاتمة رائعة و شاعرية إلى أبعد الحدود،

شاعرنا القدير نزار اللبدي،
ما أجمل الشعر حين يحكي!

دمت فاره الروح و المداد


تقديري الكبير
الأخت أحلام

مرورك الطيب ومداخلتك اللطيفة أثلجا صدري،
بكل الاحترام والتقدير







أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط