رسالة الى كريمة ( فقرة من رواية الحمال) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰

⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-04-2021, 06:55 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالرحيم لمساقي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للإبداع الأدبي
المغرب

الصورة الرمزية عبدالرحيم لمساقي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

عبدالرحيم لمساقي غير متواجد حالياً


افتراضي رسالة الى كريمة ( فقرة من رواية الحمال)

هممت بأخذ سيجارة و كل انتباهي لشفتيها ماذا ستنطقان، قولي يا كريمة فلا شيء غريب على من ترمي به الحياة مرارا في مقدمة الجبهة، كل سلاحه الأنياب و الأظافر و أحيانا منذ نعومة أظافره و ليونة أنيابه، كأن تضع شادن في وكر السباع، هل أبدو لك في مقام يسمح لي بأن أحاكم حكيك، أم تظنينني لا أشعر بكل كلمة تقولينها و لا يعتصرني الألم من الداخل و أنا أتخيل الأمر. لا تدعي ملامحي الباردة تخدعك و لا صمتي الطويل يحملك على الصمت عن تلك التفاصيل المشوبة بالعناية الإلهية، لا يمكن أن يكون شيئا آخر غير ذلك يبقينا صامدين و نحن في أعمق دركات ضعفنا، منكسرة أجنحة قلوبنا يائسين كالغرقى في محيط الحزن، تنتشلنا تلك اليد بصور شتى تكاد لولا النبوة أن تكون معجزة، كم سنحكي يا كريمة ! لمن سنحكي! على أي مقام تستقر شفافية البوح، و يبقى الكتمان سر سمونا و نبقى مجرد صفحات محروقة يضيع معها معنى الحكاية، أسرارنا غموضنا و من يحب الضياع يركب زورق المعنى ليبحر فينا و في الظاهر منا، أتراه يملك صبر أيوب ليفتح مدائن الرماد ليحرر فينيق أحزاننا، أم تراه ترابي قصير البصر لا يرى إلا تلك الزخارف المبهرة في تسامحنا، ما أضيق الجسد في اتساع الروح يا كريمة، لسنا أكثر من بساط لعبور الكرام، نكتم صراخ القيود و ننطوي كنار تأكل بعضها لتتبدد، لا شيء غير أثر حقير و سواد لا يفتح أي باب لاحتمال النهاية، الأرق الذي منعني النوم و أنت على فراشي ليس أكبر من حكايات مركونة بطريقة عبثية في آخر الصدر محكوم عليها أن تقرأ نفسها في أعماقي دون أن يسمعها أحد غيري، تكرر نفسها دون توقف كأرضة نهمة تقتات على ما تبقى من روحي المهترءة، ألا ترين أني أتردد على الحانة كل خميس كشبح يطوف مدائن الخراب، ألم تتساءلي يوما عن عمق جذور الهم في صدري و أنا أرويها الكأس على الكأس علها تهدأ لكنها تنمو و تنمو و تنمو دون توقف، يبدو أنني حملت هذا الصدر أكثر مما يطيق، لم أصر على سماع حكاية الزاهية إلا لأني أشعر بثقل الكلمات المصلوبة على جدار القلب. لعل حكيك لي يكون حكيها لنا جميعا و كأنها تتنفس تلك الكلمات المصلوبة، تزفرها في زفرة محررة صدرها من ثقله،






حين تهضمنا الأيام ينزل ما تبقى عصارة يواريها التراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 04-05-2021, 05:48 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالرحيم لمساقي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للإبداع الأدبي
المغرب

الصورة الرمزية عبدالرحيم لمساقي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

عبدالرحيم لمساقي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: رسالة الى كريمة ( فقرة من رواية الحمال)

#الحمال_2

بعد ذلك الموعد الذي امتد ليلتين تبددت كريمة كفص ملح ذاب، رقم هاتفها غير مشغل و الحانة باتت خالية من تلك اليمامة التي كانت تشغل مشربها، ترددت كثيرا على الأماكن التي التقيتها فيها و سألت صاحب الحانة و النادل و الحارس دون جدوى، يبدو أن قرارها كان صادقا في التغيير، حق لها أن تتخذ من القطيعة مع الماضي منهجا دون أن تعلن الأمر مرتين، دون أن تصنع من المشاعر عقبة في طريقها، ربما هكذا يجب أن تسير الأمور أن نحفر قبورنا بأيدينا و ندفن ماضينا و نغادر دون رجعة حتى إذا طرق الحنين أبوابنا تركناه خارجا و أنكرنا أنفسنا التي كان يعرف، هذا ما يفعله العابرون بنا عادة، يغيروننا للأبد، لا أحد يتركك على حالك، يكاد هذا الأمر أن يكون مستحيلا و نادرون أولئك الذين يغيرك عبورهم نحو الأفضل، الكل يختبر فأسه في تماسكك، تتحمل الضربات ثم تظهر الشقوق ثم تتصدع و بعدها تنهار تماما حين يملأ الحزن شقوق تلك الإنكسارات تتداعى كما تتداعى الجدران الوحيدة في وجه الريح و الزمن، هكذا أرى هذا الثقب الأسود الذي ابتلع كريمة مخلفة التساؤل دون تخمين أو افتراض و الكثير من الحكي المشبع بعصارة الحياة.
كانت آخر كلماتها قبل الرحيل، كلمات جمرية ملتهبة، تحدثت عن النار الموقدة في أعماقنا و التي لا يشعر بها إلا المصطلون بها، قالت؛ نقضي سنوات من العمر نحاول إخماد نار الجوف التي نجهل عم تتغذى و الذي في الغالب لن يكون سوى الصمت و التحمل و الأنين الداخلي و الآه المكتوم، لن يكون سوى التعود و الإنتظار، لن يكون سوى تلك الأشياء التي ندفع مقابلها بعض حياتنا خامة لم تعاش، حين ندرك أهمية اللحظة نتوقف عن تغذية تلك النار فنخنقها بالارتباك، ساعتها يا رحيم نولد من جديد و لا ندري في أي العوالم نولد.
حين أفكر في كلماتها الأخيرة هاته، الشيء الوحيد الذي أفكر فيه هو الموت، هل ماتت!! هكذا ببساطة ، ثم أهرب من كل تساؤل فلا شي أبسط من أن يطرق الموت بابنا و نرحل دون رجعة، دون أن نبرر لأحد أننا حقا متنا و أن سامحونا أن أخلفنا مواعيدنا المؤجلة معكم، و أننا آسفون حقا أننا لم نستجب لرغباتكم المعلقة على وجودنا، و أن القدر أرسل سفاحا أقوى من كل شيء واجهناه في ملاحمنا السابقة و التي ربما لا تعلمون عنها شيئا، لكنكم تعلمون عنا كل تفصيل كان يهمكم، كل لحظة كان لكم فيها نصيب ما، نعتذر لأننا متنا و لم نجازف بالحياة و لم نهزم الرحيل لأجلكم.، لكني على يقين أنها لم تمت حتى و إن ماتت، لا يموت من يمر عبرنا، الذين يمرون عبرنا يشربون من عين القلب فيحيى فيهم بعض منه بينما يحيون فيه بأضعاف وزنهم،
في الليلة الأخيرة و في خضم الأحاديث التي سلبت منا النوم لم تستطع ملامحها أن تصمد طويلا بعد أن فاض مد القهر من عينيها فبدت لي خلايا بشرتها تصرخ، كل خلية لها فم تصرخ به، صرخة قهر، صرخة غضب، صرخة أن يكفي، ما كل هذا العبث! ؟ لم كل هذا؟ لماذا نصر كل يوم على أخذ أماكننا في دروب الموت عارضين أرواحنا لرغي الكلاب ترتشفنا تحت قدم الذل، هذا الضجيج لا يفارق جمجمتي و يتردد كصدى من ملايين الأفواه يتداخل ليكون صداعا مزمنا ملعونا بإجبارية الإصغاء.
ربما تلك حياتها التي خلفها عبورها، صراخ النهار يردده الليل،






حين تهضمنا الأيام ينزل ما تبقى عصارة يواريها التراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 05-05-2021, 03:13 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
خديجه عبدالله
عضوة أكاديمية الفينيق للأدب العربي
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

خديجه عبدالله غير متواجد حالياً


افتراضي رد: رسالة الى كريمة ( فقرة من رواية الحمال)

بداية رواية جميلة
بإذن الله تكتمل وترى النور






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-05-2021, 07:09 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبدالرحيم لمساقي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للإبداع الأدبي
المغرب

الصورة الرمزية عبدالرحيم لمساقي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

عبدالرحيم لمساقي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: رسالة الى كريمة ( فقرة من رواية الحمال)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
مرحبا اخى عبد الرحيم
أتابع.. وأنتظر ماتجود به صفحاتك.
مودتى
وجودك يثري و يبهج و يحفز
كثير تقدير واحترام ايها العزيز جمال






حين تهضمنا الأيام ينزل ما تبقى عصارة يواريها التراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 05-05-2021, 07:10 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبدالرحيم لمساقي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للإبداع الأدبي
المغرب

الصورة الرمزية عبدالرحيم لمساقي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

عبدالرحيم لمساقي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: رسالة الى كريمة ( فقرة من رواية الحمال)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خديجه عبدالله مشاهدة المشاركة
بداية رواية جميلة
بإذن الله تكتمل وترى النور
شكرآ أختي خديجة
، إكتملت تنتظر فقط النور
امتناني






حين تهضمنا الأيام ينزل ما تبقى عصارة يواريها التراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-12-2021, 01:46 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: رسالة الى كريمة ( فقرة من رواية الحمال)

رسالة رائعة ومدهشة

تحيتي أخي الفاضل






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:46 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط