مدونة فاطمة الزهراء العلوي - الصفحة 62 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ۩ مـــداد ⋘

۩ مـــداد ⋘ مدوّنتك ...بعيدا عن الردود والتعقيبات (المشاركات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-2016, 10:38 AM رقم المشاركة : 1526
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: نصوص شهوة قراءة

3 رائد حسين عيد


شرنقة !.


سأمزِّقُ عنِّي شرنقتي
وأعالجُ كلَّ خيوطِ العقلْ
هل ينفعُ أن أبقى حَمَلاً ؛
وقطيعُ ذئابٍ يغزو الحقلْ ؟!.
مخبولٌ منْ آمَنَ يوماً ؛
إلا بالقتلِ لوقفِ القتلْ


مداخلتي :
الله
في الوقت الذي تاتي صورة الشعر وجعا من حيث موته ومن حيث فقدان لمعانه ،إن صح التعبير ، / لمعان الوهج والهدف والشعرية البانية
تاتينا صورته الحقيقية حاملة وجع هذا الوطن / حاملة وجع أمة مارستها اللواعج رهانا فاسدا/ حاملة رؤية التغيير والبديل لمساحات حضور اخر ومساحات عيش آخر وتصفية اوراق هذا التواجد من غبن الدم المهروق سفكا واعتداء من خلال أقلام جادة وعميقة
هنا ماء الشعر






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 08-09-2016, 04:32 PM رقم المشاركة : 1527
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: رسالة إلى با جدوب

ركن مداد
رجاء وشكرا كبيرة






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 09-09-2016, 12:57 PM رقم المشاركة : 1528
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: حصاد الريق...

أيها الصباح
لا شيء يغري
قهوتك ووسادتي وحلم ضاع






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 09-09-2016, 05:50 PM رقم المشاركة : 1529
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: نصوص شهوة قراءة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منوبية الغضباني مشاهدة المشاركة
نصوص شهيّة لقراءة أشهى.
أبارك جهدك صديقتي الرّائعة الزهراء فعمليّة التّلقي وعمق التّواصل مع النّص البديع عمليّة إبداعية في حدّ ذاتها وهي محفّزة للأقلام ...
أتابع دوما زخرفاتك ومباهجك في قراءة النّصوص المستفزّة لذائقتك الرّاقية
هو بعض مما عندك يا منوووووووووووووب الغالية
هي محاولات انطباعية تتبع خيط المخاض علها تقبض عليه
لك حبي






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 09-09-2016, 06:05 PM رقم المشاركة : 1530
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي مدونة خط تباشيري .... زهراء

لم أخن الوعد..

إلى روح حبيبي أبي***

....وصوتي خافت
وفي وريد الكلام تتعامد الصور
عبثا أرتق ثوب الأسى
جسدي بألف جسد
على صدره ينفجر
وكومة من سحب حارقة تنسكب جمرا
على خديه
يندثر....
يتزاحم في النزيف هجره / عشقه
يتأبط ما كان ويرتحل في صمت ودود
هذا الصوت مني ولا أعرفه
كنا وحيدين في مفترق حلم
كم ضحكنا عند حضن النوارس تغازل ُ //أمواه النهر// الراكدة
كم دمعت عيوننا حين مزقت أشرعتنا الأمواج الصاعقة
تتقدم نظراتنا منا
تمسح من على مساحة الحلم ما تبقى من أتربة الانتظار
لم أخن الوعد
حين َبرمـْتـُه تحت شجـَرة ِ البلوط الكبيرة في حديقتنا الجميلةِ
كانت السماء ُ شاهدة ترى
شددت على يديك وأخبرتك بأني ماضية قـُدُمـًا وسيتحققُ الحـُلم ُ
كنت ُ طـِفـْلة ً قويـّة ً
ما بيني وبين الوجع لا مواثيق َ ولا عهودٌ
كان نكرة في حضرتك
وكنا ...
لم يعد ما يفصل ما بيني وبين الوجع
صرنا يا أبي هو وأنا جسدا واحدا قلبا واحدا نبضا واحدا وحلما واحدا
و
ا
ح
د
ا....


بالأمـْــــــس ِ سنلتقي....

بالأمس سنلتقي
كان غدنا ما بين خطوتين
يتنزه ُ على رصيف انتظار
لم تمرْ عربة ُ الوقت
ضيعت الخطوتين
وضاع النهار...

بالأمس سنلتقي
هل يدرك ُ البحر ُ
كم من صدفة ٍ أودعناها السـرَ
وهل ستعبر موانىءَ الشوق ِرسائلُنا المنسية؟؟؟؟
تــــُوصـَد ُ أبواب ُ المدينة ِ
والنوارسُ لم تنته من ترتيب خصلاتها على مرايا الضفاف
يتقدم الحلم
قاب قوسين من شفاه الحنين
ونلتقي في الأمس الجميل


ست ساعات وبعض فتات...


الزمن :ست ساعات وخمس دقائق و30 ثانية
بتوقيت الشوق
المكان: الحلم حيث الجدارُ شرق ، يؤثث الفضاء عند قبة الأندلس..
حيث شجرة السنديان أين التقينا..
حيث بعض من فواكه الكلام
وهمسة ليل : متى تأتي الأحلام ؟...


قلت أحبـكـَ


حين سكنتُ إسـراء قلبه..ونـضـحـتْ كلماتي به اعترافا في كل المحافل...
لم أكن أعرف بأن له أقنعة مسلكها ألف لون ولون...

طردت كل تعفنات الماضي ، وارتميت بالبوح أُسَطّر نهرا من أماني.وفي ساحة العشق أرسم لوحة اللقاء بزمرد الأغنيات...حرصت أن تكون الألوان مائية شفافة..فقد اختنقت زمنا في رداء صاحبة الفستان الأخضر..بعتمة الألوان الزيتية القاهرة.
قلتُ له: سيدي أحـبـك...

مات الزمن لحظة...

ورماني صياحا بضباب من كل اللعـنـات..

~ مسحوقة أنتِ ..اذهبي بعيدا عني ..غيرت مجرى دفاتر العشق...

إن ميلادكـ ِعند طوية الغد شؤم.. صـبـأت..اذهبي .. منبوذة أنت إلى يوم الدين..
واعترافكـ انحدارا سيبقى في دربي..
..
انتظرتُ حمقاءَ انهمار وداعة الإنسان ..أن ينصف امرأة تـمـسـَّحـتْ بنبض من شروق ، يضفي بهجة على كآبـة الأنهار، والقصائد الموشومة بالحرمان..

تمتم الجمع غاضبا :

سيكونُ الرجم أمام العالمين..لن يكون لها صدى .. لن تأخذها منا شفقة ، لن تسحبها إلى برالآمان المجاديف. غـِلا في حقل النسيج سيرقشها وجه ُ الأرض ، عبرة للآتين على مر السنين ..
.
وُقـِّعـَتْ وثيقة الرضاما بينهم وعين السماء شاهدة..تـرى..

وما بين الصحوة والأحلام صحتُ بالأقنعة الزائفة :

~ تـبـا لكم ..قـلـبـي منكم تبرأ يا أصحاب العقول المضخمة بالفراغ..وستـَرجمكم حبات ُ العـرق التي نضحت بكم ألـمـا..

ثم سـرت في طريقي
أذيـعُ سـري للماء ، كي يغسل الأشجارَ البائسة بتمردي..بانعتاقي من سجن الحصارات
..
لا....
لن تستوطنني الحمى من جديد...
لا...
سأصبغُ قلبي بحروف الوعـيـد..وأنشرها إهـانـة في جوف الربيع.وأسكن حصن الوحدة ، وعند ساقية الشـتـاء ، سأغزل حكايتكـَ أيها الزمن العنيد...


أعترف أبي ..حبيبي أبي..

لم تكن الخطوط مستقيمة ولم أكن أحسن السير فوق الإنحناءات
كانت تغوص بي إلى جوف الأرض ..وكنتُ أنهض من ثنيات الذكرى وأمشي وقدمايا تبصم الارضَ دما أحمر.
لم أخن مواسمَ نكستي بعد موتكـَ , نعم , لم أبكـ الرجل الأعظم في حياتي ..

فـَحـِبـْرُ دمعتي كان جوعا أنشبني انسيابا مجنونا في درب الكلمات , مجنونا في أعين الناس و ألجموني صمتا واختباء في زوايا المنزل..فلا يعقل أن ألتهـِمَ موتكـ جوعا..
ضاقت بي طاقتي ...لم تعد تعترف بي..خارت قواي
لم تنزلق المساءات إلا غـِبَّا في جوانحي.. قذفتني في تيارات الحزن
تمددت جـَزْرا في شراييني ..فاستقالت كل النبضات ..

أعترف..
أوراقي توقفت كليمة بالغياب
استهوتني بعد رحيلكـ، صحاري الجراح ، أدمتْ في خاطري كل الأزهار ، فسمحت ُ لها بذلك ،
أردتُ أن أقبر الألم بالألم ..يقال في تعاضد الأشياء قوة للنسيان

لكنني لم أنس ولا أستطيع أن أنسى.. فلوعـَتي لفظتني هامشا موبقا على دفاتر الحياة
فنما غيابك عتابا وأرقا ، كـَحـَّلَ العين أغنية عشقتني وداعا وتغيبا..

انسحقت في داخلي القناعات ..كل القناعات ..اغـتالتني احتراقاتُ الصبح خارت قواي
لم تعد تستهويني الدنيا خيارات
لا شظايا نار ولا قمر فتان ..
لاظلمة ولا نور ..ولا اي شيء .. لا شيء...

فلا الشمس قادرة على مداواة الجرح ولا أنا قادرة على فراق الذكريات

أينك الان؟ أينك يا أنت ؟؟ ألم تعدني بالبقاء..؟؟ ونحن نحتسي شاي المساء سؤالا نتمشط مقاعد الكوفة والبصرة وعمامة اللغة الفصحى ..تخبرني بابتسامتكـ َ الوديعة بأن "رُبَّ " لها الف صياغة فهي للتكثير وللتقليل وقد تكون مساحة وُد يلغي خط الفصل..
ألم تعدني بانكَ ستكون في الصفوف الاولى حين أتسلم جائزة رسالتي للدنيا ؟؟
لم اناقش مبادءكـ َ الحرة ...غابت عني الآن ولا أرغـب في أن أكون وحدي هناك حيث لا توجد أنت ..
لا أرغب في أي شيء ..سوى نظرة أخيرة منك ، كي تنعتق دمعتي وأستطيع المواصلة..
فهل تسمعني ظلمة اللحد وتأخذك إلي ولو لثانية ..أضمد بها الجرح
أسمع أغنيتك المفضلة وأنا أخط لك هاته الكلمات .".أنا إن مـِتُّ فادفنوني بأرضه ، واكتبوا على قبري هذا الذي مات على الحبيب صبرا "

يقال الأرواح تتناجى ..سأقول نعم لأطعم النفس صبرا وألتهم ما بقي من ألم , وتنفرج في داخلي الازمة ..ازمة غيابك ..

أحبك أبي حبيبي أبي

وحدها تعرف ..وحده يعرف

متى ينقر وجع السنين الجنون ، والغوص في أعماقها يحتاج ألفا من دهور...
يحتاج مراكبَ بسعة كل الفضاء و كل المحيطات والبحيرات والجداول وكل السواقي
فالدرب" طويل معها طويل"

وحدها تعرف
متى تـَتـَهَجَّى شرفة ُ العبور الحنين ...
فالمتاهة فيها اعتراف صارخ
وفيها مسالك شوق "والدرب طويل معها طويل..."

وحده يعرف
فحين سحبتها وريقات خضراء
اتسعت باردة خيمة ُ اللقاء بأوتاد من حنين
حنين في كل مساء يتجمل على صدر الآهة ...
يعرف بسر الليل الأبكم والنهار البليد ...

وحدها تعرف
سنابل الحكاية غـيم ظليل تعزفها أوتار المطر
عشق أبدي لا تسجنه مرايا الخريف
تتهافت عليها ألوان باهتة من جمر الرماد
تسامرها غصة في الحلق تطاردها ... تجادلها ... تعزف عنها ... تعود لتراودها ..
فتفزع ... تتسابق ... تلهث ... تمشي ساكنة ... تقف صارخة
تهذي انفصاما ... تبوح بالأسرار ... تنكمش ... تتمدد جرحا قصيا في زاوية من النسيان..

وتراه...
من كل الألم تراه
تحتمي فيه بكل قصائد الحب
من طاغور ونزار وبشار وامرىء القيس ودرويش الكلام والمجنون
مفتونة بوجهه الوضاء
لا تأبه بالرحيل أو الترحال
فجفنة العين فيه ابتسام ـ استظلت بها كل الآمال
مفتونة بإشعاعه الجميل ...أعـز الأحباب هو في القلب...

وتراه
أنشودة بكل الألحان ...
من موزرات وشوبان وباخت وعبدالوهاب...
وديعا كابتسامة الأطفال ...رقيقا كأغنية فيروز من ثنيات شجرة الأرز
تنشر شجونا على الفضاء ، ولونا ورديا لا يشبه كل الألوان


وحده يعرف ...وحدها تعرف ُ
وتراه...
في إغماضة العين ...في إشراقة الصبح ...في زقزقة العصافير ...في هديل الحمام ومهجة الفرح...في كسر انتظار بفرحة اللقاء..

تراه..
ندى من وراء التلال ...وواحة عطاء هبة من الرحمن...
يا أعز الاحباب أنت سيدي ...أيها الساكن حرفي بكل الإرتعاش
أحبكـَ نعم أنا أحبكـ
صمتا عند مشارف الوادي
جهرا على كل الجدارات ...
رسمت ُ اسمكـَ حبيبي فاتخذ كل الوجهات
خلسة من تبعات الدهر ، أي نعم ، أحبك َ..
افتتانا رغم قهر الزمان ..أي نعم ..
أحبكـ َ يا أعـز الأحباب




مواجهة خاسرة



عفوا ..لا أصدقك
لا لا .. لاتقولي شيئا
أذكرُ يوم التقيتك بباحة العمر ..كنت ِ وردية ،حاملة زهوة في عينيكـ ِ ..
أغْـرتـْني بالوصال معكـ..
سألتني كيف ينبتُ الزرع ُفي بـُوار الحقول؟ سألتني عن وهج الكلمات؟
عن معاناتي ؟ عن مراكب تـَصَدأتْ على موانىء منسية في جوانحي؟؟
تـُرى من السبب ؟ ما السبب ؟ قلت ،وأودعتـِني ابتسامة بسعة الفضاء
وصدقـْتكـ ِ .. نعم صدقتكـ
..ووشمت ُيدي بيديكـ اعترافات من حياتي ، أودعتك أسراري...وبكيت ُ كثيرا في حضنك ، أشكوك همي وتعبي وضعـفي وحبي وآلامي.وكنت تضعين رأسي , على كتفيكـ وفي الجهة المقابلة ، ترسمين ابتسامة الغدر..تتوددين ،تلبسين في كل موسم قناعا جديدا ..

صعب جدا أن أسايرك .. أختنق لا أستطيع وضع الأقنعة .. لا..
لا أستطيع وضع ’’ الماكياج ’’ يؤسسنني امرأة غريبة .. أبدو كالغجرية التي تلتحف كل الألوان..

أعشق لونا واحدا ،أحببته شفافا لا يدع مجالا للإختباء ..راقيا ..أنيقا ..يتلاءم وللون الأسود ،لأنه فيه أكثر بياضا

أعشق الأبيض. نعم ...سرمدية فيه حَد الإنصهار..

لا أصدقكـ لا أبدا ..
صعب جدا أن تـتـعرى الحقيقة... أمام من تسربله البساطة حد مطلقيه النقاء...فيبدو تافها معقدا أعين من تسربله شراهة الحياة..

صعب جدا ثلاثة أخماس ورابعهم يرفعكـ َ بـُعـْدا سابعا ،لكن ليس إلى السماء
توغـل في ثنيات جثة الأرض ،تهرب من ذاتكـ إلى عوالم َ الخفاء..

صعب أن لا ترى وجهك في وجه الآخر سوى لحظة إعياء..
صعب جدا..صعب جدا .. صعب..

صعب جدا أن ..
أن تختمر فيكـَ الأشياء ،القيم ، المبادئ ...فتعتنقها مذهبا لا تحيد عنه وتؤسس علاقتكـ َ بالآخر ، من هنا ، من هذا الإختمار من هذا التشبع..وتكون أنت فقط انت .. أنت ..
ثم..

ثم يصفعكـ ... وهج السراب ، ويدك َ فيه ارتطام بالخواء..

يمور التمرد العصيان فيكـ ،وتبدو كاريكاتوريا ..حين تكسر كل المرايا ..وتكره صورا من بقايا الإنسان فيكـ َ..

وتقهقه ضحكا ...تستلقي في حنايا الهذيان وأنت تقهقه..وتغيب ..

تغيب عن كل الوجود ..إلى هناك ..إلى حيث منبع الصفاء...لا تلبد لا كثـل بحجم الوهم فينا ...لا لواعج كظيمة...لا أسرار ...لا شيء سوى وجه النقاء

نعم لا أصدقكـ ِ

أغروك هؤلاء الذين حرضوكـ ِ ..قالوا :
أنت الأحسن ،أنت الأرقى ،لا تجعليها تـَمُر ..أغـْلقي كل النوافذ كوني خندقا تسقط هي في هوته سحيقة لأننا نرفض اللون الأبيض ونرفض حبها الإنساني الكبير ..لا نفهمه... لا نريده..

لستِ الأحسن لالالا ...

ولا أنا الأحسن لا أحد أحسن من أحد ، إلا بالوجه الأحسن ، لأنه من رحم القلب الأحسن..

عفوا سيدتي ..أنا الأحسن ..إيه نعم أنا الأحسن ..


لا أتفلسف ..إنها حقيقتك ، فرغم الأقنعة الشوهاء ..رغـم ذلك ،ولأنني الأحسن أكثر من مرة سامحتكـ ِ، ومددت يدي ياسمينا أبيض إليك ِ ، تذكري ..أحب اللون الأبيض..

جرحتِه أكثر من مرة ،كانت بصماتُ الجرح فيه نشازا ..غربة ..وموجة عارمة تدفقت فيه حزنا..

ورغم ذلك ،ولأنني الأحسن ، سامحتكـ ِ ..ألف مرة سامحتكـ ِ

لكن اليوم
اعذريني تعبت لم اعد قادرة على احتوائكـ ِ , فإما , أنا أو أنتِ ... إما سماحتي أو تهجمكـِ وسخفكـِ
إما أغنية الورد أو نعيق الغربان ،إما البساط المخملي الذي يمتص الوقعات،أو أشواك من سدرة حدودها الأرض واتجاهاتها الرياح الرعـنـاء ..

إما أنـا أو أنتِ..

وسأريحكـ :

خذي نـفسا عميقا
إنه أنت ِ

إذن كوني كما تشائين ...تفوقي ورددي أهزوجة النصر
أنت...نعم ..ستكونين أنت...
وسأنسحب منكـ ..تعبت ..والعمر تقدم بي إلى مشارف الخريف

لالالا ... لم أعـد قادرة على احتوائكـ
فكوني أنت
فقط أنتِ


أحقـا عليكـَ أهـــــــــــون ؟؟؟
كيف أخبرك عني؟
وأنت هناك صمت قابع..
وأنا الشوق يأكلني هنا..
يرسم بدل تفاحة القلب ، سنين متراكمة ، مكتهلة الخد
عنيدة قاسية
فما أعمق في البعد عنك ..جرحي..

ما أعمق جرحي..
وكلماتي تنشرني اعترافا
تنشرني تعبا أصفر بلا ستائرَ
يقتنص فرحتي
ويمنع الزهور من لقاء الندى...


ما أعمق جرحي ...
وشمس النوافذ .ضائعة..
ألقي عليها القبض َأصحاب ُ زماني..
والعين لا تكتحل برؤيتكـَ ولو لثانية..
ثانية ألامس فيها حنانك..صورتك..
أضمد بها انتصارا جرحيَ...

ما أعمق جرحي
ومدارات الوصول متعذرة
أنساقها افتتان...
وجوعي إليك
حقول ُغبن...وانهيار..
ومراكبي لا تلفظها أمواج...
والأماكن تنكرني ومعاند ينكرني الضياء...


وفي منعطف الطرقات...
اصطاد وجعي طفولة َ القصائد
مزق خضرة الربيع..
فما استطاعت التحليق الفراشات..
والضوء ما توحد...لا...
لا لا لا ..
وما توهجت السماء...

سأجرجر دمعي..
إلى مسامع الطير
عل إغماضة قلبك تروى وتراني
عل من أفول الحزن
يـُعتق المساء ُ...


أحلام في قبضة نهار بليد


في الحديقة المجاورة للحلم
حافية من أغصانها أشجار القمر ، ترقص احتفاء بطلة الغياب
والمرايا تلعق ما تبقى من وهج في ضلع السراب...
وقبلات مبعثرة على شفاه الصيف تثرثر
كلما حلق بعيدا و انتفض ريش الشتاء...

وأنا..
وأنا في تجوال الرسائل..أقلب عراء ورقاتها وأطفو على هدير موجة الانتظار سعفات..


في الحديقة المجاورة للحلم..
عبثوا بجمرة الشوق..فتتوها في رحم الصد
فتكاثرت مدن الغبار..
ووجهة الربيع الآثم طروادة أخيرة
تتعثر اجتياحا في جثة الأرض
وتهبط شهوةَََ َ فوق سريرها ورهينة كل الغيمات...


أرتاع
ووجهي خلف الكلمات هارب مني
يرصد مساماته .. قد هجرته بحثا عن أقنعة اختفاء
تتكور الأحلام لهبا في قبضة نهار بليد
يعتنق المرايا ملاذا... ويصنع من شظاياها وشما يليق بمحياه...
هارب مني
يتردى على عتبات الأصفار
ستة تراقبه:
حلم من أوتار مكابرة
ونار تستطيب في الجوانح مقاما
وابتسامة تسلك طريق الصعاب في الأحداق
وثلاث باقيات ..
تطاردها ريح التيه ، وترسمها موعد انسحاب .

من قال : إن الأشواق أنثى ؟؟
من أقحم البحر في غل الانكسارات؟
من شوه ترتيل أمواجه وعبأه بالديجور والآهات؟؟
أجالسني طويلا
أرتاع من صورتي
ينكمش فيها ( تجاعيدَ ) رنين ًُ تصفيقاتهم وهي تزغرد في المدارات جفاء..

أرتاع
مزدحمة بدوائر الكلام
وفتنة تنفث دخان هزائمها على وجوه المرايا
وتغيب شكلي المعتاد...
أطرد إذن عباءة الليل المأجورة للسديم
و أستنكر لدمع ظل يحاصر مقلتي أرقا
وألغي من الحديقة المجاورة للحلم
حبقا أحمق نما في عباب المستحيلات...


أجل صديقي وعدتك َ

أجل صديقي
نذرت سنين مضين...أن أرسم وجهك قصيدة..
إذا تلاشت تحديات الأرق...واتفق الساسة العرب
على أن لغة الجدل عدم...والحب هو الفضاء
الذي تموت فيه كل سخرية شامتة تولد
من رحم بلا وجع..

...ووعدت الولي الصالح بالوشاح الأخضر ..
المطرز بكلمات العشق..إذا احتدمت حروفها
من ضخات الحبر ساخنة كضخة دم...حارقة
يصك دويها أسماع الرثاءات الغبية..

...ووعدت أن نشرب الشاي عند ساقية الشتاء
نعم..نتدفأ بالحكايا ..بالسمر..نتناسى لغط الزحم..
نعصى حراس الحدود..نغني فيروز...ونستريح بلعبة
الاستغماية..وليكن إذا زاد العمر عن عشر
...
لكن – صديقي - حين مشيت استظلت بي هجرة الحقول
وأاشرقتني الانطفاءات شجرا حزينا..
ورأيت وجه حبيبي – الوطن - تتسرب منه لغة الشموخ
والرجل العربي يتدثر بأدوات التمنيات الخاسرة
{ لو أنني ..وليتني ..ويا خسارة على الزمن الفائت...لو ولو ولو... }
..
فغاص بي محيط الخريف الموشوم بالردى..
ورأيت أسراب الطير تهاجر خوفا من زكام
نبت بوحشية شوهت وجه – حبيبي- الوطن..
...
والصيف قادم ..وأخاف الصيف ..أخاف السباحة المنحوتة من عدم..
لكن ..
... ولأنني أحبك بعمق...أعدك بأن أرسم وجهك قصيدة
حتى تغار منه جدارات "اللوفر
وتسرق إشراقتك ابتسامة الموناليزا الذكية
أعدك ..
أعدك ..











الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 10-09-2016, 11:41 AM رقم المشاركة : 1531
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي مدونة خط النثرية المركزة .... زهراء

وأسعى خـمرا في عينيكـ ..َ

وأسـْعـَى...
في خـَوابـي عـَيـْنـَيكَ خـَمـْرا
من رمانة النـَّجـْم البـَعـِيـد ..
تـُهـَامسني
على صحن المساء المـَظـَنـَّاتُ :
هل في طيات الجزر للقمر أغطية ؟؟
وبعد الصدإ..
هل القناديل ترجها الأمواج ُ
وهل للأوراق لغة..
وهي تتدثر الغياب ..؟؟؟
..

وأسـْعـى
وتحت وسادة الحلم...
أتسلق وجهك أمنياااااات..
يخبو الحضور إلغاء...
والليالي ..تتقوس شوهاء يا حبيبي..


وأسـْعـى...واهمة
تضمني جروح قيس. هنيهة ..
أستعطفها الصبر بقاء..
فتطوف بعيدا عني
تـعـَانـِقُ طيف الهوى
وفـي الأفـُقِ
ذكرى ليلى .. إبـــاء ُ


وأسـْعـَى
و البراري تستقدمني جداول قاحلة
تستقدمني خواء..


أٌقـْنـِعـَتـِي..
حزن من طيف هواك...
أمتـَطـِيـهـا احتمالات
وظـَمـَئـي
تقرأه القصيدة
مغامرة في أفياء اللقاء..

وأسـْعـَى
وأنتَ وحيد هنـاكـ ...
تـسـْكـُـبـُنـِي فيكـ حبلى الكلمات
وفي جوانحي تسكبك ظمأى اطياف
من تمنياااااااات..


لالالا...لست أنـا

عند خاصرة البحر تتساقط أقراط ارتحالاتي فيك
لم يكن هناك على الشط مد ولا جزر ، ولا رمال تحمي الأقراط المتدلية من وجه الشعر
فكانت الفوضى...
تعرى جسد القصيدة وأحقاب من نار في صدر الريح ، تعبر بالأشجار الآثمة
وأكياس من شموس بعيدة أسرجتها عفراء ُ
ويداي والحـِناء الخضراء تيبست في أحداق الكلمات ..


عند خاصرة البحر تنام كل المسافات
والحلم حمم مثخنة لزمن العاهات
لم تعد قادرة الأرض كبح عنفواني ، ولا أوراق العرافة ولا فناجين التبصير قادرة على تنويمي
تشبع بالصمت العنفوان ، اكتهلت فيه كل السموم ُ
صارت له الآن مناعات ....
فلا تحسب دمعي من أسطورة امرأة ، تجيزه بريقا لاستيلاب أنغام الحياة..

لست أنا من تبثَ فيها يوما النظر
لست أنا من تسكن طيات حروفك ونسيم من ورقات ياسمين
هل تخطىء حماسة الألم ؟؟؟
لست أنا حبيبي
كان خيالا ، ووهما ، من ضجة أحلام واندثر..

في بعض أنفاسي رسائلك إلي ..أي نعم ...
غائمة اليوم فيها بصمتك ، استعصت شفرتها على القراءة
تكسرت الكأس
سأبحر بالجنون على صدر القول ..
سأعاند الريح َ ، ببياض الاحتمالات ، وأحدق في الفضاء لأبدد طرائق كل الأسوار ..وأعود تلك البداية ، تغازلني موجة أخرى ، أرتجف كما في لوعتي الأولى

انتهى زمن البكاء
لم تعد للأطلال في الفؤاد معنى
لا لست أنا لم أعد تلك المرأة الاولى..
انتظرني على ميناءات الخواء ستبدأ رحلة الجنون فالقوارب كل القوارب صارت ملكيتي الآن..


فضيحة الســـــــراب

واقف ما بين المد والجزر
يتنصت على همسه المتبقي
من رتابة قصيدة
من غابة بلا سيقان
والليل يمضي مشردا
حتى آخر النهار...

إلى الصدى هربت أنفاسه منه
فرب قافية
تخيط خصر القصيد
ترمم بثور الجسد
كي يمشي منتصبا..


الليل وحيد
يمضي مشردا حتى آخر النهار
يلملم السكونَ المعلقَ على صدر الحكاية
والغدير أسواره شبيهة بتلك السحابات
الممتلئة بضجر الدخان
الحبلى بالخواء
الحبلى بنتوءات سافلة
تبشر النوارس ب / فضيحة السراب / ...


ثمة غيابات يتبناها الحبر

..1
مساء كسيح
ثمة
مدن تخلت عن جدرانها
وغرست
مساء كسيحا ...

2...

طفل
ثمة طفل يلعب في الشارع الطويل
وثمة أوارق تــــُمحى من دفاتر تاريخ محموم
حاول أن يغيب الطفل

3...
أجراس
ثمة أجراس تقرع
لتبدأ هيبة الإغفاءة من جديد

..4
طواحين
ثمة طواحين لتجار الكلام
تنبت على طاولات بكل الأحجام
وتطحن الصمت ليختمر اكثر

..5
ميناء حلم..
ثمة شابة على الرصيف المحاذي لميناء الحلم
في يدها قلم رصاص
وورقة تنتظر نقطة البداية....

..6
قبرة

ثمة
قبرة وحيدة
في غابة المنفى
ومركب ينكسر على انتظار طويل...


..7
مساحيق
وثمة مساحيق تلهو على وجه عجوز


اقترب لنخون الجسد معا

لم يعد الحلم يعلن التمرد في الجفون
وكل السنابل تسكب ريقها ريحا مثقوبة ..وطيفا باهتا أخرس ..كان ذات عشية يمارس لغة الجنون أغنية ، ويمنح الظل لجوازات الاستحالة والعدم.
لم تعد الجوازات تحاصر الحدود فرحا
لقد جهز الليل رشوة الانهزام مسافات .. رماها في الحقول المنبسطة على أكف الحياة


اقترب
ففي ذوباننا سيلملمنا الغياب
نمتص ريقه
ندشن به اختراق السراب لزغاريد النهر
اقترب
لننمو معا على حافات الصدى
كي تردده لغة الوهم عبثا أو تمشطه دروب الانزواء..أو يفرجه غضبنا انفلاتا...

يا صاحبي
هذي الغيمات الموغلة في حضن الغربة استرخاء ، تهشم ملامح الشتاء ،
وتدعو زبائن الشح للانضمام
يا صاحبي اقترب
وعكتنا ستعزف بعد حين .. بعد أحيان فاكهتنا حصارا
وستتحرر نبضاتنا من أجور الخصام
يقال " الشيء بالضد انتصار "...

اقترب
سنخون الجسد القابع في الصمت ألف مرة
ونتقيؤه انهيارا
فالمسافات المبشرة بمصادرة الحلم
تتنزه في رواق شطحات عاصفات...
تمزق ثوب الشمس انتقاما
وتأتي عارية
لسهرة الانتفاضات المنكسرة

اقترب
سرائر الظمأ إخفاق
يقف ما بين كاف ونون
والمساء يلتحف البلادة مزهوا ..خدعوه بقولهم: افتتان
فاقترب
لتبصرنا عن قرب شوارع المرثيات
فأول الارتجاف خريف كوجه الاسوداد ...

يا صاحبي
آخر الاخبار: دمع ترمل
قطعوا حبله السري غصبا
وعصفت به مكابرات لقلب على أضرحة اللهاث
لم تعد تفسره أضواء...

ها هو الكلام يلملم تبعثره
وينسكب في جوف الريح سكبا هجينا
فاقترب
قد نـُصَدرُ يوما إلى مدينة الحمائم الوديعة
ونفرخ قصائد جميلة
وربما
تعود كل الأقمار إلى ضفة الحلم أسيلة
اقترب...


صهيل الجرح

أيها العبء
في داخلي أنت حكاية..
تخيطني سرابا وكلمات مستعارة..
الفجر فيك تائه
تمضي به سماسرة الغياهب
إلى جسد ريح وقت الظهيرة لا تنام


أيها العبء
أغرقت دمي في قبضة قراراتك
وغسلت كلماتي بتمزقاتك
وحين أتناسل فيك انهزاما
تعلن حصار الكلمات
وبصيغة الجمع تعلن باب النهايات...


أيها العبء
انكسرت فيك غبطة الأرض
وصرخ الفضاء بمجيء عاصفة الخوف
ومازلت تكبر في القلب .. مازلت..
مازلت تأخذني شهوة إليك..مازلت َ..


أستجير منك بزوايا الليل ..كم أستجير..
فيرج بي الهذيان جوعا وحـَرا
يرج بي دجى ومنفى
ويد من مجهول تمضي بي إلى عباب المستحيل..


أيها العبء أنت في داخلي غيم عقيم
وطفولتي بوشم الحصير امتداد كئيب
فارسمها غموضا إن شئت أو إبحارا
ضوءا أو في الرياح الرعناء ظلاما
ما عاد يهمني والمقلة صارت جفافا..


هذه قلاعي ذبـحتها الهجرة حجارة
حاصرها بمرض العزلة
أو اكتب على بابها :
"هنا مجانا تقام سهرات الاستحالة "
ما عاد يهمني
فما جدوى البكاء
ما جدوى الحزن
والمقلة لم يعد فيها ماء..


ضاع الحي القديم


كنا في الحي القديم عشرة
مريم وأحمد وحليمة وحفصة
وربيع بالندى أبدا لا يغيب ُ
أجـــواء منسابة
وأشجار تردد المطر الغـزير..

جاءت حومة من ضباب
سرقت مساحتنا الخضراء
ضاع فيها الحي
ومتاهة الحديث
ضاع النط على الحبل
والمطر صار جليدْ
ونافذة الجارة من الطابق العلوي
لم تعد تنتظر القادمين من المدى
فالمدى لم يعد له سبيل ..

ضاع الحي القديم
هزمته هجرة الجراد
تسلل كما الضباب
وعشعش على نافذة الجارة
ساخرا من حكاياتنا
غير دفة الشمس
غابت عن الحي القديم..

تكاثف الضباب ُ
تدفأ الجــــــــــراد ُ
تغلغلت حبات العرق
في الفؤاد انين ْ..


ضاع الحي القديم
ضاع...


ذاكَ الأربـعـــــــــــــاء ُ

تندرتْ ثرثرة ُ الكلمات ِ
وصفحة الضحى
على طاولتي مغيبة ٌ
والأنهار حافاتها
شتاء ْ..

بصدرها الأعجف ِ
دارت ِ الارض ُ
أبطأت ْ أجنحتي
وبنصف لهجة اشتكت
" لاتستطيع ُ التحليق َ الفراشات ْ "

ذاك الأربـعــــــــــــــاء ُ
أمسكتُ صلابة مهبة َ الريح ِ
والديار بعيدة
يبعثرني اشتياقي لحظة
وحين أغفو
تجيئني محتلة كل الذكريات ْ...

يا غربة
يا همجية َ الغرام
جـُرحكِ اغتال صحوة َ الورد
تقطري بالطيب
واغسلي أحضانك ِ مني
فعروس البحر
لا تظهر استفاقة للأمنيات ْ..

يا لهيب الشوق
سـَرج أوردة السفر
من مجيء وذهاب
وقاطرات في كل المحطات
قـَربِ المسافات
فالروابي
صهد لا يشبعه ُ ماء ْ..

يا لهيباً
يا غربة ً
أرفض أن يقرأني الليل ُ
سهام وجع
أرفض أن يقرأني
مجردَ أمنيات ْ ..

*الى روح خالي الحبيب ياسين *



كل شيء تغــــــــير...

كل شيء تغير
أرمي بعيني إلى مدينة الغروب
تلتقطني الشباك الخاوية المهمشة على شط الانتظار
تلتقطني غيرة .. تلتقطني حيرة ..تلتقطني توترا
وقوافلُ من ظنون بكل المساحيق إغراء ُ..

كل شيء قد تغير..
عباءة الزبد : ثقوبها على كتف المـَد زجر
وطاولتنا : بلا رداء تبحر في لـُجة الصمت
ويتمزق الـَوصْـلُ هَــجـْرا.

كل شيء تغير ..
أسراب الطير ترفل في الانخفاضات
أجنحتها في مزاد دون علن
تـُباح لتجار الموت
والمدن شاهدة
تغزل طاقية لليل رشوة
تزداد كثافة العتمة
فــــــ تنسرب خيوط ُ المزاد...


كل شيء تغير ..كل شيء قد تغير :
ذاكرة المواعيد تعـَثر
أقواس الضوء حـُبلى بمواسم َ لا تعشب..
وضجيج الغياب يغمس من الفراغات
يرديه الصدى
حـُضنَ بكاء...

كل شيء تغير
انتفض الرخام
غير اللون الف مرة بهدوء
هذا الهدوء يخيف
كنتَ تمرح ُ في استرخاء الفنجان
قبل أن تستعمر الأليافُ الرمادية هديلَ الحمام
انكسر الجواب ُ
والسؤال قبضة من حديد وصداع
وكنتُ أتبينُ ابتسامـَتـَك من بين ألف
أتكئ عليها وسادة
وكــُـــنت َ..
كنت َكما الندى حين يفترشه الفراشُ انتصارا
وكنت ُ...كل شيء ..
كل شيء يتغير ..
أحيانا فوضى
وأحيانا استرخاء وأغنيات مساء
مرة نجوى مركونة في كبت السؤال
ومرات دمعة في منعطف الجواب..


ما تزال الدائرة تدور
ويمتلئ الفنجان بالتوحش
تتزاحم الانكسارات وشـْما على الجسد
وعلى عتبات الغياب
ظل في قبضة ٍٍاستوائيةٍ يرتقب ُ...


وكنت َ البحر والموج
وكنت ُ الحبر والكلمات الهامسة
وكنا روحا واحدة...

وعلى مقاس طيفك وطيفي
فـُصلت الحكاية
سيعلن الشتاء
تدابير المواسم القادمة :
ورقة رابحة لشهرزاد

تغير كل شيء
تورطنا فينا حتى اللا حتى
تورطنا فينا حتى أعماقنا
نحيفين كقبو الليل الوحيد
مـُفتـَتـــَيـن
متشظيـَيـْن كتنور رماااااااااااد
نخرج من قيودنا كبرياء
ونردد : لا لن يتغير الفؤاد..



على باب الشحوب


في عمقه القصي غربتان ونافذة
وامرأة من رحم الكواكب البعيدة
تنشر على حبل الحلم أنصاف دوائر
وفي صور الاحتمالات أنصافها الباقية...
والمطر قذيفة تتكوم بألف أعذار
وتنفجر على ممرات الأرق ...

في عمقه القصي ثرثرة دخان...
يتمسح صدر الحب بغبارها
تولد طيور
تشرب قذائف الأعذار...


في عمقه ربيع يقف على باب الشحوب
وخد المساء تطبعه الجراحات
تسللت من شقوق المرايا زحمة حمقاء...

في عمقه فوضى وطن
الهدوء مخيف يتأبط ذراع الحلم مستحيلا
وكل المواعيد في ذاكرة النسيان تعبث بها أيادي البعد الآثمة..


في عمقه القصي جدا
هروب محطم ما قوضته أحلام
تلك خطاه نهايات تستقيم حارقة...

في عمقه القصي
حكاية نهر بعثرته مسارات الجفاف
فاقلبي فنجانك أيتها العرافة المغرية بالعبور
كسريه
لقد تجاوزته جبهة الدجى
والريح التي علمها
كيف تتقوس على ضفافه زغاريد
غادرت جداران الماء
وتركت متكآته خواء...





شهوة الخريف
تزدحم على باب الصبح مراوغة
وكل الحقول ابتسامة ذابلة
ووهم عانقه فقراء أرض الحلم
وريشة "دافنشي " تنكسر على باب التـأويل انسدادا


تلك الافواه الجائعة
عقوق لكل ابتسام
تلك العيون الممتلئة بالخواء
تعمش تهميشا
وتسجلها المساءات البليدة في دفاترها غبينة



شهوة الخريف
انطفاء متقد بالزفرات
وأنثى الشوق
ضباب على سواحل البشاراااات الداكنة...
وكمثل السهم
يخترق سقف الأشياء
يضج جسد البحر ذبولا وانكسارا
وكل الموانئ قبلة متيبسة
على شفاه الانتظار...


شهوة الخريف
ولودة ...
تخصب في العام أربع مرات
وتبتاع لفلذاتها الأتربة حفرا...


يــُخـْرج البحار الوحيد المتبقي
منديله الأبيض
وينهل حفنة
من بقايا زبد مهشم

من يدري ...
قد تحتاج الحفنة
قد تحتاجها تلك الحفر..

ويرى فيما يراه اليقظ نوما...
امرأة في الخامسة والعشرين
مبتلة بالأنوثة وأحمر الشفاه غمزة
ووردة على الجانب الأيسر
من شعرها المنسدل كالحلم
تتطاير من حوله القبل ُ
يثمل ...يسقط مغشيا عليه
كما الزبد المهشم
فتحبل القصيدة
وتتشكل شهوة الخريف
خريف غير منتظر


هذا المباح يا سيدتي

وتحـَطـَّمَ الماء ُ
عضته محنة ُ الربيع
وعُـريُه في جوف الريح
ينزلق ريقا على صدر الليل..

كان العبور خبط عشواء
في قبضة الجزر...
وحين دارت رحى الفصول
ضيع الضوء البوصلة
كشراع ضاع قاربه في لجة سديم


أرمي بعيني إلى خارج جسدي
وأحـْضرُ العتابَ: متى تنتهي شهقة الغبن؟؟
قال:
هذا المباح يا سيدتي :
ضفتان في عرق الفجر انتظار
مذ ولدتنا اشتعالات الصد بقاء
ومذ انغرسنا إلحاحا
كأجاج الملح للبحر وفاء..

أستدير نحو تحطم الماء
أناجي:
أيها النهر
أفرغ ْ جُعـْبتك من رشوة الصمت
وتكلم..
في تلابيبك جذوع الارتعاش تترهل
وشهب الرماد شرفات
تفتل من الانزلاق عصبيتها
تجر الموج إلى أسفل جمجمة النهايات
وينتحر المد...


أعريني من كل الخجل الآثم
أحتسي صمتك
تعرج بي المدن إلى الزوايا المنسية
أنمو ظلا يندلق في جسدي أجسادا
أعريني من الضفتين
تفرخ النوارس بعيدا
حيث قبعة النهار البليد
وثم
لا تعود...

وعلى باب الليل
تزدحم سماسرة الهذيان
ينشق النهر..

وتحت ركوته المغبرة ببقايا الفتات
قصت الأحزانُ أجنحتها
وقـَرفصتْ بالحلم
كان قاب قوسين من تفاحة الضوء
أكل قلبه
ونهض آخرُ الليل منتشيا
حان موعد الارتزاق الأكبر..


سخاء يتناسل رمادا ...



في حقيبة الريح
سخاء نزق
مستورد من حقول الغبار
يركب صهوتها عقما
تضيق في حِلمته
أضواء المواسم
ولعاب الشمس
قيد على ربوة الضحى
ينتحل الأشياء ...الأرصفة... المدن و الشواطئ المنسية
يفتح لفواكه الفجر فوهة الجمر
فـــــ تتناسل غيمة رماااااااااد


في حقيبة الريح
مقلة النهار تغرس الصمت
تحصدُ الجبن ليلا سديما


يا حارات الفجر البعيدة
حطي أصابعك على جبين المرايا
وافترشي تشققاتها استراحة عشق
فالأشجار في رحم الأمنيات
انتظااااااااااار
والصراخ اهتراءااااااااااات
تسكن الكتمان
والأحلام معلبة
على الرفوف المنهارة...


يا حارات الفجر البعيدة اقتربي
العواصفُ عمياء جبارة
تصوغ سبلَ البراءةِ كدرا مقيتا
هاديسية الترحال
تحارب القصائد البـِكــْر
محمومة
تتجمل بأقراط الاغتراب...
تتوسد جمجمة المساءات العاهرة
مكتظة بالاحتراق...

في حقيبة الريح
جزء مني
والقصيدة كـُلًُُ على الهامش
يتسكع في الصمت انتكاسة
تضيق رقعة الأرض
تفرغ الكلمات من البطولة
وفي قلوب الحمائم الوديعة
ترسم القيودَ حدادا...

في حقيبة الريح
وتـــر من رخام
وكأس ممتلئة غيظا
حتى الغثياااااااااان...


أقسم ..رأيتهما..
اقسم
صورتي كانت محطمة على التفاصيل الصغيرة
و الفجر كان عند بوابة الأشجار الملغومة
وهما كانا يهمسان:
تغطى الليل بالفواكه المحظورة
والنصف الباقي عار
يتربص أرواح حقول بريئة..

أقسم رأيتهما يتدثران بكل المدن الجائعة
والممرات بلهاء تبتسم
الممرات ضيقة خانقة .. أقسم..

قربت قهري مني حين لمحتني تلك الصور السافلة
توسدته عباءة
ومشينا نهذي سـِفـْرا آخر للحلم
يتغذى من أثداء لا تعرف الجبن..



مهلا...سيدي
أضَرك َمني تواتر ُ الخطى ؟
وتسكعي في دفاتركَ
الذكرى..

مهلاً...
أنا من يـَتجَرَّع ُ في هــَـواكَ وجعا
والحماقة ُ تـَتـَقـَفـَّاني تمرداً
أنا
منْ بالعيون حاقتْ سـقـْطـتي
أدمتني غياباتـُك َ
فتعلمتُ بأن البحر
قد لا يلد الموج َ

مهلا..حبيبي
يا رفيق الخمائل ِ
رفـْقاً بالفؤاد
نبضاتي
فيكَ بلا ستائـِرَ
وطـُلـُول من مدى
حين أسافـرُ فيكَ عـشقا ً
فارهـف ِ إلى دقات القلب ِ
أرهف السمع َ

مهلاً ..
دعني
أرجعُ للبحر الموج َ
أريد أن أكون فيك َ لحظة ميلاد
وليس فقط ذكرى


أحبك َ
ألم تسمعني بها أتغـنـى..




بعض من أشياء ضائعة

بعض من أشياء ضائعة
في مدينة العطش
في أمكنة على صدر الحكاية جوع
وعاصفة من شوق
تستعصي على الكبح
بعض من أشياء
فوضى وجنون...

بعض من أشياء تقيم حيث الحصار
تنبت على أنامل الفجر
وفي أحداق البحار
ملحا أجاجا أحيانا
وأخرى دافئة كلمسة حنان....


أودع القصائد في ردحة الفوضى
وبعضا من سرود
وطفولة زرقاء شفافة كوجه السماء
أتمدد على شواطىء الانتظار
حبلى بريح تنبض في قلوب العاشقين مثلي
ريح سابعة
تشرع خطاها
تارة في الجسد ارتعاشة
تارة في الشوارع انتكاسة
تارة كالملاك تغفو
وتسرح بالخيال
ثلاثة ..ثلاثة..


بعض من أشياء
لاهثة..شامخة..نائمة..ملتاعة ..
عارية من كل الزيف
موطنها
قـِبلتها
هويتها
حيث تربة الأحلام
حيث النجوم عذراء
حيث لا مساومة ولا عقبات
تعثر الخطو الطروادي
حيث أنت
يا فجر الحرية...

بعض من أشياء ضائعة
في زمن كفته تصدأت
خارت قواها فاغتربت
تجالس اليوم نصرة الخواء امتلاكا

يا حقائب العشاق
أفرجي عن كل الرسائل
وامنحي جناحيك ظلا
لزمن كفته كانت يوما ثقلا..
كلمته تفجر الأصقاع
وترنو إليها الأرض الصلد طراوة وانصياعا..

لملمي الأشياء الضائعة
أبرميها امتناعا عن خفافيش السديم
أسقطيها على طرقاتهم
غيما يابسا...

فترحالاتنا غربة
تنتفض في بيادر تحتسيها الغوايات
مهزومة
كسر ذاع في أقمطة الكون...

بعض من أشياء ستبقى ضائعة.



مواسم الشـــــــرود..


صفقت أكف العتمة ليلها الطويل
ونامت في خدوده مسترخية ، كما السنابل الحبلى بالفراغ تسترخي في بطن المواسم الشاردة
كما الضفاف ، حين تهجرها نسائم الربيع..وتركن في عمق الاحتضار...
كفنها نهر يابس
وحضنها عواء.

كل المساءات تنحني ، وتدخل أقفاصا
لا تفرخ فيها الطير
ولا تنبشها معاويل المخاض..

مواسم الشرود عند شافية الصيف تردد أغاني الطين
وتلبس جبة غامقة حد الاسوداد
ومركبة تجار الكلام هائمة ، ما بين يمين الحرف ويساره
مرة مخملية الخطى
مرة اعوجاج
مرة حمق يسرق قلب القصيدة ويفضحه النهار
ومرة صمت رهيب يغمس تجذرا كل الخواء..

يا تيهي في قوافل بلا رقيب
يا خوفي من شمس تـُجبر على الاقصاء
فحبر الكلام سائل ما بين المد والجزر في مدن الذكرى
والخطو انكسار
عرشت في منتهاه كل الكلمات..


المواسم شرود
والخطوة تكسوها بلبلة السؤال
تشققت أوردتها
والحلم مظنات
أرتشف الصمت
أودعه أسراري
وضحكاتي المبتلة بالغيمات
كانت في ظلك خصيبة حبيبي ..
كاااااااانت...
واليوم يباس اليوم يباس اليوم يباااااااااس....
يباس
يتعثر وينكسر على دروب الغياب

الخطوات ليست ثأرا
الخطوات ليست غضبا
الخطوات ...

خطواتي طفلة تحبو في عمق الذكرى
وفي قبة الماء التي منها ارتوينا
نتوءاتها تحفر الأخاديد عروشا اليوم
وتمشي القافلة الهوينا
في طريق لم يكن في احتمالات رسم اللوحة لحظة المخاض..



خطواتي
ضفاف شرحها الغياب
سليلة قيس
حين تنفض الصحاري من سراباتها كل القوافل وتحن ل *ليلى*
هل ستحبل مواسم الشرود
وتلتقي الضفاف بنوارس الفصول القادمة من عين الشمس ؟؟
أم ستتكرر وتتلمظ الجرح ؟؟
من يدري...
من يدري ...

إلى روح والدي الحبيب رحمه الله ...



حين يفتل الماء جحودا


وتحج قيودا خطاكـ َ
تنسج شقوقا في صدر المدارات
التي ضيعت ثوب الشمس..

وكل الخفافيش
كفنت ليلها اندثارا
وارتدتِ الصبحَ حـُلة انتصار
فما قيمة السيل العرم في أرض بوار؟؟
وما قيمة عتمة فضحتها مساحات الألم ؟؟...

من يدرك عمق ما يخفيه الثلج من الهزائم؟؟
من يدرك أغنية الطين حين تفتل الماء جحودا؟؟

فـــــــــ هون عليك يا طموح المتاهات
واسكن دربَ القصائد
ضاعت طريق الأشجار
لن يرتفع غصن بعد اليوم
لم يعد ما بيننا وبين الهـُزال فصام...
كالإعصار صمتنا فينا
يختفي في جنحة الهدوء
ثم يرديه قتيلا..


أيها البحر
كيف تنقذك منك ؟؟
وموجاتك صراخ وجنون وانكسار
تقذف بك مـُصابا آخر
تحتسيه الشوارع ُ غضبا
تحتسيه اغتصابا
وتخادعه أروقة أقمار عارية
في جوفها
أشياؤنا المحطمة ... جدراننا المحطمة...إفراغات ذواتنا المحطمة وتحرشاتنا المحطمة
وكثير من مآرب أخرى ذبحت ِ الوصالَ..


قربانا أهديك جسدي
يا استحالات التغرب
مشطيه بالعدم
سأفتتني شظايا وأعيدني إليّ جمرا
ففي صدر الانزلاقات العمياء هياكل سفن تبحر بسندباد آخر
لا يعرف جفنه النوم ولا يستكين بعد زاد ..
وفي جوفها ازدحام حكايا
تمردت على ورقة شهريار الرابحة :
لا فجر يقطع حبل التمني
فهشم ما تبقى فيك من "ليال ملاح "
ستباح لشهرزاد كل المساءات وكل الصباحات وكل الأوراق
وليلة واحدة أخرى تنزع من عليك قناعك الوهمي
فماذا أنت ذابح ؟؟


امرأة المرايا كجنيات الأرض بألف جسد
تتحداك
تعتمرك تجاعيد شهوة لغضب
بأشلاء تأوهاتك يتباهى
فانفث دخان هزائمك
قد أعلن الماء توبته وسكن السرابَ...











الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 10-09-2016, 04:42 PM رقم المشاركة : 1532
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي مدونة الق ق ج ..زهـــــــراء

تردد وحيرة ..

أمام المرآة تسمر أكثر من ساعة يتأملها بعمق
هل يغتصب حضورها وينتهي منها نهائيا؟
هل يقص جناحيها ؟
أم يضيف بعضا من لمساته الرجولية ، فيزينها ببعض من لون ذهبي ، وآخر بنفسجي حتى يلائم العصر ؟؟
فكر مليا أعياه التفكير فقرر اغتصاب لحيته البيضاء ، لقد صنعت منه دائما رجلا وقورا بالتقسيط..



تـــــَرِكــــَـــــة

تربض في ركن قصي منذ زمن...
وبمحاذاتها الريشة واللون
لم تستطع أن تكتب شيئا فوقها
حين حاولت ...
انزلقت الحروف على بياض اللوحة هاربة إلى جمجمة الصمت
والقصيدة بقيت تـَرِكة وَقـْف...


شهادة
عندما اكتملت الدائرة
ترجل القمر من محرابه ، وأنشب أظافره في لحمها الطري.
فتحت فمها مزقت مدن الصمت بالصراخ .. وهو يمد يديه ليسكت صرختها ..
جرفته دمعة كانت شاهدة عيان..
ّّمهداة إلى روح الشابة أمينة فيلالي


رحيل..

كانت تتهاوى امامه وجعا وهو يودعها
وبركة من ماء مالح تنسرب شقوقا في الرأس
يترهل الجسد ..ينكمش ..وتخفت النبضات
ينظر اليها ...مطولا..

يخرج منديلا ورقيا من جيب سترته ..يمسح حذاءه ..ثم يختفي..


سقوط

كانت النافذة تطل كماء الصباح
نسي الحلم هندامه
سقطت سارية كانت تخبىء الوجه



الموعد

جاء متأخرا كعادته ، وشهوة ليل غجري تفوح من فضاءاته ..ونامت هي على غير عادتها مبكرا
وفي الصباح على صوت ابنتيهما استيقظت ..
على جانب السرير وجدت مبلغا ماليا ورسالة تقول:
رائعة أنت حبيبتي ..نلتقي بعد أسبوع...


الأعمى..

في جوقة من أعين ، امتدت إليه عطفا ، استعاد وعيه من ثمالة عاقرها صحبة طويلة..

فرك عينيه عدة مرات ..توهجت في لون أحمر قان.

تمردت يداه ، سحبت أقرب الأعين ، فكانت نهاية البصيرة.


انتقام
تربص في زوايا العتمة
وجهز أنيابه
حدث دوي
في الصباح سمعت المدينة ..............


سفالة
ركبته شهوته سفالة
حاول اختراق السبل ألف مرة وبألف وجه وأحيانا بعراء فاضح ..
بلا جدوى...
استعصت السبل النقية
تمدد في عمق وهمه حلما..
عند الفجر وجدوه عفنا مشتتا...

نظرة ..فابتسامة..ف..

نظر إليها
خجلت وتوردت وجنتاها
نظرت إليه فتشجع وأقبل عليها يسأل العنوان ورقم الهاتف الخلوي

أيقظ في عمقها انتعاشا
فتحت حقيبتها لتعطيه الرقم
خطف الهاتف ، أطلق ساقيه للريح وغاب في الزحام

*م* قصة من واقع الحال ..اعدت صياغة الصورة بالحرف فقط
ليس لي فيها اي إبداع..

وشــــــــايـة

شغلتهم كثيرا والصمت يلبسها رداء هدوء
كانت معاولهم تنكسر كلما بدؤوا الحفر في تربتها النقية
جربوا كل المياه العفنة ونقلوا عمقهم الآثم تبريكا
وحين باءت محاولاتهم بالفشل
قرروا نشر الخبر:
"تمارس اللعنة كلما انزوت الشمس بعيدا.."
أقاموا عليها الحد وحاصروها متلبسة :
قـِبلتها شرقية ومن نور القمر كانت تحيك تسابيح لا تنتهي..


غريزة
حين امتلأ جوف المدينة بهامشيته ، ردحا من زمن..
انتفضت غرائز جوعه ، عرت صدره المنحوت بالصمت ، وتقيأته خبزا حافيا..
إلى روح المبدع محمد شكري..



اختنااااااااااااااااق


في الداخل كان نارا يغلي . واختناق قوي يطوق أنفاسه...

فتح الشباك ...كانت زخات من مطر ودودة تداعب وجه الفضاء...

أخرج يديه ليروي جسده الفقير إلى الماء
عندها...
صاح صيحة انشقت لها الأرض ، وهو يحاول استرجاع ما تبقي من جسد...

بثور سوداااااااااااااء

حكت لي كثيرا عنه.
ذرفت دمعا سقى وحدتها الكئيبة
وشمته بكل الايذاءات. وما تركت في الجعبة للسامعين نصيبا .
تفتح الصبح ...
كانت بثور سوداء على وجهها إقامة مستديمة..


استغرااااااااب

في المقصورة المخصصة لغير المدخنين
امرأة متخشبة الوجه ، تنفث دخانها حرائق راعفة دون توقف...
وفي الجانب المقابل ، إغفاءات عارية من الحلم ، تتناسل في الدخان استغرابا.


نسيان

صفق الباب من ورائه مسرعا
ناسيا أن يتأمل وجهه في المرآة مدققا متفحصا كعادته ..
مساءََ وهو في طريق عودته إلى البيت ..
تعثر .. سقط..
فتهاوت من جوفه وجوه كثيرة ...


قـــــــرار

مج من سيجارته نـَفـَسا عميقا
التفت يمنة ويسرة ..
وجد ضالته...
فأردى قتيلا ما تبقى من جسد


اعتداااااااااااء

زرعـْتـُنِي في رئة الليل ضجة حنين..
اشتكاني الصمت للفجر
وملف قضيتي : هذيان اعتداء من غريب...


منطق

مهداة إلى غزة الجريحة كتبت في اللحظة والآ
ن


قال له : سيدي غزة تـُـَقصف
رد عليه بافتخار: لدينا الكثير من البطانيات والكثير من القمح سنرسل الاعانات لاخواننا بغزة
كـدائما فنحن فيها امتثال
ثم
استدار نحو التلفاز يرتل القنوات مشاهدة حرة ...


مقايضة
جرب جميع وجوه الطير أقنعة مضيئة
عندما اكتشفت حيلته العتمة
جردته من وجهه


الهـبلة..
كانت تصعد إلى الأعلى ..
إلى القمة تحت تصفيقاتهم ..ووصلت ..
نظرت من فوق رأت أيديهم بساطا أخضر.
قفزت فالتقطها الحضيضُ.

عـــــــودة
عادَ إلى أرض الوطن بعد غـيّاب قسري ..
وهو يـُخرج رأسـَه ُ من نافذة السيارة ، لاسترجاع رائحة الذكرى...
ألقي عليه القبضُ بتهمة : استنشاق الهواء غير المرخص...



غـُبــــــــار

دفعت بعينيها ، إلى اللوحة الوحيدة المتبقية على الجدار .
بدت الألوان غريبة و منكسرة ، عند عتبة في أسفل الصورة لباب عتيق .
أخرجت منديلها ومسحت الغبار، من على النظارة..
كانت الألوان لوجه ضائع القسمات ، وليدين تلوحان بالوداع.
أعادت النظارة إلى الحقيبة ..وصوت ارتطام لجدار يهوي..


الوشم العاري..

في الليلِ يفتحُ بابَ كبت يشاغله، وشهوةً تنفلتُ؛ لتقتاتَ منهُ؛ وهي تصيح، وعند انفجار الديك؛ تنفرجُ أساريرُ النهار عن جثة مستكينة؛ ووشم عار قد تلحفتْ بهِ


الصفعة..

وهو ينزلق من غياهب المجهول كمشة من لحم ..
صفعوه كي ينطق ويعيش
وحين أدرك جهلهم وتكلم بالحجة
جلدوه صفعا
فخرس للأبد..

استقالة..

أخيرا قرر أن يقيلَ قدميه من موضعهما، و قد تعتقتا هناك.
وحين ابتعد الشبحُ عن عينيها؛ تنفس الصعداء جسدُها المثقلُ بالبصمات ، ونورٌ أطلَّ عليها؛ كان قد غاب!..


مــُـــروءة...

امرأة تقف على حافة النهر
تغرس عينيها في حقيبتها الصغيرة السوداء
وتنزلق في قاع الماء...
رجل يدخن سيجارة على الحافة الأخرى يتابع المشهد
يغرق الجسد..
يضع الرجل يديه في الماء ، ويمسح من عليه ما تركه من اعوجاج ارتطام ُ الجسد...




مـُغــَـــــــازلة

على صـَدْر نهر ، ٍ تجلس ُ عـُصفورةٌ جميلة..

تـُغازل الماء َ بقـُبلات توزعـُها هـَزّاتٍ خفيفة

يقـْفز إلى السطح دم ٌ مـُعـَتـّق بلون الرصاص

يرتـّلُ تعاويذَه القديمة...

وبينما تنكمش القـُبـُلات، يتطاير زغـَبٌ في السماء ...



ذُهــــول ْ

قال لي :
إنه كذا وكذا وكذا
ويقول عنكم كذا وكذا وكذا
لبسني ذهول ووجع...إلى غاية أن رأيتهما معا : الراوي والمروي عنه ، يرتشفان فنجان قهوة ، ويمسكان بضفاف من ضحك...
عندها مات ذهولي في يـَمِّ حقيقة...


شهـــــــوة ...
إهداء لنعيمة زايد


مدت يدها لتقتلع الزهرة
كان السور عاليا جدا
وكانت يدها قصيرة جدا
تحركت في داخلها شهوة الامتلاك..
في المساء كتبت الصحيفة الرسمية: وجـِدت ثقوب في السور وبصمة يد قصيرة
وعليه تمت مصاردة جميع أصابع اليدين...



غـــــــــــيـاب

كان يقف على شفا الانتظار ، يغازل غيمة ترنو من بعيد ..
حين تأخر في المجيء..
تسللت القصيدة من حضن المخاض
وأسفرت عقما..






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 12-09-2016, 04:36 PM رقم المشاركة : 1533
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي مدونة وطنيات حرة لا تعترف بحدود ... زهراء

رسالة إلى حبيبتي غزة

يتسكعون قذائفا فيكـِ غزة ُ..
وطاولات من قـِمار بيادق تتوجكـِ في التسكع وِفـَاقا ..
محمومة فيكـ ِ أنا ، وجع مثخن بالعراء..
تسكنين الريح ، أي نعم ، صارخة بالعبور فداء..
صارخة ..
وشُرفة الفجيعة تنقر جسد الظلام .ودمكـِ ...
دمكـِ استيباحة ينضح بدل الماء.

أسائل عنكِ مهاد الصبا ، أراهم من خلف ستار أصفرَ كالإعياء ..

يرددون : اكتبوا على ألواحكم ، أ بناءنا ، ما تشاؤون ..ارسموا "ميكي ماوس"..واجعلوا مخبأ كم صمتا عند العشية ، وأنتم تمرحون في شوارع الصدى الآتي من هناكـ ..
لا ترسموا باللون الأخضر العشب...اتركوه أحمرَ قان
أستأذنتهم ومقلتي ثكلى بعدد الجرحى فيكـ ِ والقتلى..

سادتي :

النخيلُ خبط عشواء ، والزهر على عكازتين يـُصَفـِّدُ تربة الأنبياء..
والمـَظـَنـَّات ضجر، ووجوهكم مرايا ، والهزال فضيحة العالمين..

تمتموا بالقول الهجين:

أسوأ هزيمة لنا أنت ِ ، حين تخرجين من البياض سؤالا...سكنكـِ الوهم ُ ، شجرة اللوز فيكـِ مـُرة..
وأنـَّى أتيت حدودَ المناعة فينا ، فـَورقـُكِ يابس كوجه خريف ، ما وحـَّدته فصولُ..
وارتحـلت ُ ..
بمنطق لا يحكمه زمان ولامكان ، وخاطري مابين العقل والقلب ، ذهاب وإياب. ينقشني فيكـِ مرجعا للأحزان...

ارتحلتُ فيك غزة ذاكرة لا تجمل نزق الثوار
اختبأت في جثة الارض ، كي أنموَ وإياكِ ابتسامة مع طلوع الفجر...
يقال في التعاضد تطمئن النفس ، ينبت المطر..افترشتكـِ لواعج من يباس ..شطآنها تتحركـُ هجرا صديدا..افترشتك ورقبة الزمن عشق يتسقطني عسرا تعلو وجهه المحن.

تمضي بي وأزقة الدهر جراد يمنع خصوبة عصفورة الشتاء..
غزة ...سنعلن للعالمين غدا على شفة بحركـ الفتان :
الموت انشراح في غصة الندم..
الموت فيه إسمكِ يعلو ورق زيتون للسماء.

أعــــراس ُ الهـزائـم ِ

تـــَهـــَامـِسُني المـَرايا والحـُلمُ قابَ قـَوْسين من مَـــدّ :
في هـُبـُوب الهـَزائـِم يـُقيم السديم عـُرسه
تـُحـَدق ُ الغـُيوم ُ بالشوارع نـَحو مـُصادرة الشوق
ينفتح الجسد على تشققات الصداع..
ووحدك كـُنت َ خلف الشعاع
وكنت ُ أتأبط ذراعَ الشمس ِ
تقذفني والشوارع ظهيرة قائظة
يلوك البياض طيبته الآثمة
ويرحل...

يرحل ُ
يصـُوغ ُ من تَبـْر ِ الرّمـْلِ تـَسـَابيحـَه ُ
مـِزاجٌ في قـَبْضة الفصول ، يـَتـَنـّهـَد ُعلى ضـِفـّةِ زَبـَدٍ..
يـــُشهر ربيعـَه ُحماسا باهتا ويـَمـْضِي ....
يا حـُقـُولَ الإنتظار ...
مـُري بمملكة الحـُلـُم ، وهزي الذكريات َ
الشوقُ هروات ُ دموعه تستبيحُ هدوء َ الأشـْجــــــــــَار ِ
والمـَطـَر ُ قـــــــَابـِع ٌ فـِي صـَمـْتـِهِ الْمـُعـْتـــَاد.ِ...
يـَسـْقـُط ُ الماء ُ
يـَسـْقـُط الشجر ُ
يسقط الضجر ُ
والسراب ُ يرتل ُ انتصـَاره ُ أغنياتٍ للنهر...
في جَفـْن الشَّمـْسِِ تـَنـام السَّنـَابل ُ
وتــُرَقـِّع ُ جـُبــــَّة َ المساءِ ضـَفيرة ً ملساء َ ...
يحتشدُ في النبض العراء ..الغربة
انتـُهكت حرمة ُ العصافير
لم يبق أثر لأغنيات الربيع
ضل الطريقُ الطريقَ


لن أسامح أبدا

يستحيل أن لا أنشر الرسالة فهي من غزة
وردتني هذا المساء
كنت قاب قوسين من ترتيلة وجع على خد ورقة
حين سمعت طرقا على نوافذ مقاومة :
هنا نشرة المساء..قالت المذيعة بصوت مبحوح بالكاد يفهم ما تقول
غزة تحت النيران وما يزال القصف مدويا في سمائها
سقط الكثير من الشهداء ومجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار
انتزعت ُ ما بقي من هدوء مني
ورميت به على وجه الشاشة
أظنه اخترق المذيعة غضبا فقد تغيرت ملامح وجهها بغتة
تحرك نبضي تجاه الهمس
بدأ ب/ شوية/ ثم تحولت نبراته اقوي فاقوي
لن أسامح قالت غزة مرتدية جبة جهاد
نكبتنا مستمرة منذ ستين سنة وأكثر
ومذاك الزمن وإخوة لنا يسبحون في متخيل الأمنيات
تفصلنا عنهم الأرض جغرافيا
وبتنا بعيدين عنهم حسيا وإنسانيا
نحن نموت إلف موتتة في الثانية وفي كل ثانية تتجدد حياتنا
وهم موات مرة في كل دهر والباقيات من الزمن نيام
لقد سكت المطر
وهذا معناه انه يرتل الآن جحود البشر انزواء

لن أسامح. الخذلان والطعن والحبن والصمـــــــــــــ.................
لم تتم الرسالة لقد ارتحلت غزة في رد عدوان بكل ما لديها من قوة
ما يزال القصف مستمرا
وما تزال همسات فوق طاولة عدم ،من قبة خواء تردد : مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار على غزة
.............

غزة لن أبكيك اليوم
الى كل الفلسطينين في غزة الجريحة بالإعتداء اليومي

جميعاً..
تربصوا أشلاءك
و وأدوا مسالك الرجوع...
وريح من صراخ الأضلاع
هو رحيل فيك يا غزة
حد القهر..

جميعاً
ارتموا في الخطوات جريا ً
خلف استحالة الأضواء..
خلف فجر ٍ ..
لم يخفق له صدرُ النيل..
لم تستطع الشمس أن تحمل عنه العبءَ
تنهدَ فيه الحرف..
أقام حيث أزمنة التجريب:

استئصال
انشقاق
ومحيط من غبار العبور..
من عبور الغبار
جميعاً خذلوك ...جميعا ً..

جميعاً...
تـَنـَفـَّحـُوا برائحة النار..
وشـَمروا عن تاريخ عسير..
فيه صرختك إغماضة
وبتر لضفاف النيل..

غزة لن أبكيك
أنكر عليك اليوم دمعي
لقد رأيتكِ في سدرة المنتهى ...
سـُجـَّدا على عتبات بابك الحروف
رأيتكِ في سدرة المنتهى...
وكشفت سر كنه الجرح الأليم


إلى أطفالي بغزة

كتبتها يوم الاعتداء على غزة ...وما يزال الإعتداء مستمرا والصمت العربي المهين جاثم
ا

...ويملأ سطح صبحي غيابكم ..
تحتبس الأمطار ..تعزف في المدى عنفوانكم..

أطفالي ... يا أطفال وطني..
من أوصالي شربتكم انتفاضة نسيان...
تـَحـَدَّرَتْ بي خطواتكم بكرا ، وتوحد َ في الإحتراق النبض
لم تعد تحضن الأرض الأخيلة والحصيرُ مسْخٌ جنائزي لضحكاتكم...

لم تعد للجراح صورة...
وفي عيونكم البريئة تلتمع صورة مـُوثقـة غدرا...

في عيونكم ..
خطابة أنا تدقها طبول فارغة ...داكنة. ..ناسخة للصمت بالمجان
نثارها تراب غير خصب...

أطفالي...يا أطفال وطني
هل تلهيتم عند العشية ،
وتدفقتم في الحياة جـَريا ..؟
أرجفني سكوتكم فهو لي عذاب في الدنيا...
قولوا ...أجيبوا..
الطريق إليكم أفعى
الطريق إليكم تـَلِـجُها الملاحم ُ الفارغة...
والمسارح في وطني شعائر وأبواق زاغـت عن الحق...

أطفالي
سأطارد اليباس ..
سأقاتل الظلماء..
وأعدو إليكم بضوء لا يشبه الضوء ..أقسم
أقسم ...
ستعود ضحكاتكم الغائبة
ولن أتنازل عن فلذاتي ..حتى أبيدَ الصمت.َ.
أقسم.
*****


نســيلة الحـــــــصار

يتبنى صخورا من عدم
تحمله على كتف الانتظار فتنة وصهدا
وفي جوف الكلمات يواصل واقفا وشم الاحتراق....

كل الأمكنة
ضمادة عربدتها ألياف الرهانات القاسية
وسماء القصيدة حـُبُكـُها مشتتة ضائعة الخطى
تبرم لياليها ارتجاعا رتيبا للسؤال
وتنكث العهد
واعترافات الدم على جسد الشوارع وثيقة اعتداء...

لم يتبق في جعبة النهار احتمال آخر
فــــ كل الأنفاق مفتوحة على مـُر الرحيل
وكل الأضواء تخطفتها الأيادي الآثمة...
وصنعت من خيوطها حدود إلغاء

أيهذا الجرح
رثاؤك في قبضة الأوراق الصفراء
نسيلة حصار...

ووحدك تقاوم رعـْب َ الاعتذارات وجموح َ الأحلام واعتداء َالليل على سنابل الفجر المورقة...
ووحدك تقاوم زحف النيران الطاغية
ووحدك في الميدان
ووحدك على تلة الانتظار...
بصموا سجلك بالهروب
وما تزال واقفا
استنسخوك أزمنة خواء
وما تزال واقفا
وزعموا : رحم الحقول يستوجب الإقصاء
وما تزال واقفا وحدك على تلة انتظار..


تتسع رقعة العواصف
وغنيمتها أرواح بريئة
وصكُ يباس يصارع مطرا كسيحا

كل الأحلام العائدة
تطاردها فوارس مترعة بالانحدارات
والجبن غمازتان
تقهقه على الوجوه المراوغة...

وما تزال واقفا وحدك...

ما تبقى من وجهي

هل تذكر وجهي القديم
والروابي وظل النخيل؟؟
هل تذكر تلك الجرادة التي استوطنت الحارة ؟
تبعناها ضاحكين
مزقنا أعشاشها عبرة للقادمين
وورَّثناهُمُ الرحيلَ..

هل تذكر
كم ضحكنا
والجرادة تلملم بقايا حزنها
وتذهب إلى الجحيم ْْ..؟

اليــــــــــــــوم
مربعات الكلام تتلذذ بالنشاز
تنسخ القـُبـُلات حلما هجينا
وأوراق المساء عمياء
حتى باب النهار تهذي
تلتحف ببركات الجمرِ
ومذ اغتصبوا بسمة الربيع
على الخد ندبة َ شـُح
تحملها الفصول وفاء..

أهرب مني إلي
أتسكع داخل منفاي
تعشب الأرض اكتظاظا
تعشب أوراقا صفراء َ
يتمادى تجار الكلام
في أسواقها عراة
من خجل رحل مع الثقاة

كل الهواجس اليوم نوايا جوفاء
كل المسرات تـُغـْرس ُ في السُّهاد
كل الموانئ نزيف من كبرياء
عرجت الأمواج على الزبد
استلذت البقاء
وأقواس قزح تشردت في الجرح
تبرأت من الألوان

باق من وجهي سلالة ُ عهد قديم
باق فيض ُ طفولة
للوعثاء أبدا لا تلين.

ضجر ..ضجر..ضجر..

ضجر
غائم كلحظة الموت
دَوَّن القصيدةَ والأرض والحجر
مِـحـْنـَة وخجلا أ ثيما..

ضجر...
غائم يقتفي الجسدَ
في طاحونة الاحتمالات العديدة

تمائمُ
مُـدَجّـَجـَة بالسـُّبـَاتِ
رشوة للعابرين الهزيمة...

تـَمـَائـِمُ
تمسح المقاومة من كـُتـُبِ الباقين
والورد
ثكلته كآبة الندى
سقط قتيلا....
وخبز أمي وشجرة الصفصاف..
وصمودُ الواقفين عند بوابة الصبح
ورق يابس
خِصْره جثمان أرواح بريئة

اهتزي يا أرضُ
فهجاؤك صار بحجم المدينة...
هجاؤك..
مابين الكاف والنون يرسمُ الإشتهاءات
عديمة...
قالوا:
اعتداء..
انتهاك...
زور...
وقبة فضيحة للعالمين
وخجل أبثر سكن الطريق
إلى القدس الشريف
وختاما
جرائد صفحاتها
تزحف على عكازتين
قسرا وحريقة...

ضجر...ضجر...ضجر...
والعالم
شاهد تنقشه ضحايا بريئة



زحمة الغضب..

في زَحـْمة ِ الغضب
استحمتِ العيونُ
ظهيرة ً بالعراء
والترابُ عـَصِيب يرتوي
من دم الشهداء...

والتاريخ ُتـَعـَـثـر..
كوجه قديم
لا تقربه الخطوات ُ...

هوجاء غـَمامتكَ
وطني...
إعياء هبوب الجراحات فيكَ
ومدينتي
مـُشـَرَّخـَة مسالكها
مسافرة في أنواء
الصمت الجبان.

وطني...
من هـَودج هويتكَ
نقـشـتنا الحجارة ُ
ورحيلنا شـكوك ومتاهات

وطني..
حـَادنـا ضوءُ النهار
ما صاحـبـَتـْنا ليلا أقمارُ...
وعلى بابكَ
خسرت ِالبضاعة
والمجد ُ سلطان ٌ
تـُغـَربله الهجيرة ُ
شاهد َ فناء...

وطني..
تـَمـَردنا
غـَافـَلـْنا القوافـلَ المشدودة ِ
بخيوط الظلام
رمانا الحريقُ انتكاسة
في بطن خرساء َ
دون استحياء
تـَوَغــَّل في عظامنا
عصرُ الإهـانات
فكن وطني مـَسْندا
نمتطيه إسراء
نحو السماء

وطني
غاضبة جدا
فهل تـُراك تسمعني
أم انتَ في حوض الصمت
استرخـاء ؟

الإعصارات السافـلة



تقطري يا فصول العدم ظلاما
خذلوا الحلم فيكـ
لم يعد طليقا
انتعله السؤال شكوكا
انتعله كدرا ووباء...


ياحمولة الإعصار السافـل
تيهي انحدارا
واستلقي بين الجوانح نارا
فالأرض منتفخة بالوجع
وسيول الليل مـُلـَبـَّدة بالاستحالات

ارتجف الأمـان فيك زمني
ضاع الضياء
يا أبناء وطني
والنهر جبان التف بالجفاف
نقض العهد
رَحـَّلَ الطيورَ كبرياء..
و...
الجسد عـليـل
يقتات على المحن
يـَجْـتـَاحهُ الهذيان
ومــداهُ
تـَحـَدرتْ بالنبض..
تراجعـتْ مـُكـْرهة خلايا الكلمات
خـَطـَتْ بـِكـْرا
وغابة من شماتة
إجْتُـثَّتْ منها خضرة العطاء


الجسد بألف جسد
زحمة من نواح
يشرعـني دجى
لا تمسكـ ُ بها أنوار
وسفينة تتبرا منها المياااااه


أيها الإعصار السافل
لن يسكت النبض ُ
والسبيل جوقة ماء
تفسح فيه الاغترابات ضوء
أيها الإعصار السافل
غدا
سيطلع من جمر دمارك
الصبح...


اعـتراف

بمناسبة عيد الحب المفتول بألف سؤال ومنع وحجز وحرام
نعترف : نحن البسطاء من بني البشر ، الكتاب الشعراء وبعض المفكرين وأصحاب وجاهة النظر
نعترف:
بأننا خـُنـّاك يا وطن
لا نملك سوى المداد
نرش بعضه عليك
والبعض الآخر نتركه للألم
وما بين الفينة والفينة
نصرخ نبكي نتلهى
وفي انتظار الفرج أو العدم
أحيانا نبتسم..


أعلن اليوم عليك العقوق وطني...

أعلنـْتُ
عليكـَ العقوق وطني..
وعند كل ميلاد فجر جديد
سأرفعكـ َ قضية للتاريخ ..


نقضت العهد ما بيننا...
ونبذتني هوية
بالف سؤال....
نبذتني فسحة لغارات
فاجرة..
باكرتْ عرصات الفؤاد
بلغة ملعونة كاذبة..

أعـلنـْتُ العقوق َ
سأبعثركَ ضجيجا...
وأفـْرِدك إفراد البعير المبعد
ومن دماغي
أقذفك خثورا
وعلى جدارات المدن
كل المدن
أرسمكـ مناخا ملغوما
أرسمكـ اغترابا مشوها
اندلـقُ فيه فجيعة
ورحلة هاديسية
مابين الحياة والموت


أعلنُ عقوقي أمام الملإ
اليوم عليك وطني...
دمعي غبينة
لست ضعيفة
أختبىء في الدمع
لا لا لا
شبح دمي سيسكنكـَ
تحمله الصحراء ُ
البحر والسماء ُ

لالالا
دمي شبح يحاصر قسوة الصمت ِ
أتحداك وطني...
اليوم أمام الملإ
أعلنُ الرفضَ
أعلن العقوق َ
اقصفْـني بالهـِجـْرات
زاحم كراسي الأمم ِ
واكتبني معادلة
لا تفوضها محادثة
لا يفوضها سلام
اكتبني ضياعا أو كما تشاء ْ
كما تشاءْ ..

سأتقفى خطاك المبتورة
في انتظار الحكم
وأنسرب فيك غواية
لعلك تعيد لأرضي المجد
وأحبك
من جديد وطني



عـــــارية جراحك يا غزة...

كتبت للتو ودون تهذيب أو تنقيح إهداء لغزة الجريحة

عارية في عروقها الجراح ُ
تسكب ُ الخطوَ اغتيالا
والصدى من أعلى قبة
يردد :
والصالحون مغللة وعودهم..
باق عمر آخر
نقيم في السؤال
ونقصف العراء َ
بجوعنا نقصف العراء ، بجبننا نقصف العراء َ، بذلنا بانكسارات سنقصف العراء
وبتشتيتنا سنراوغ ُ النضال َ
سنحاكي الآمال في عيون الصغار
سندربهم على القتال
حان وقت قطاف الجبن
أبجدية حجارة ستعلن الانتصار
هيا يا أطفال
تفجروا عبوات ناسفة
كونوا ورقتنا الرابحة
نحن هنا على الكراسي انتظارا

عارية في عروقها الجراح
خذلها الدم وسوس له الشيطان :
دمر اقصف اضرب ضلعك
وليس لك معنا خيار
تلثم مهجة الأرض صرخاتها
يستريح الليل من أناته
كـُشِفَ المستور وسقط الستارُ...



سجل
أنا صمت
في قبة العدم متسلطن
أحتمي بسقفها ودم بالخارج ينفجر
سجل
أنا الخنوع في سجلات التاريخ أتمختر
ارتقت الأمم ..وسرت أنا خطوات إلى الوراء...عشرات الآلاف من السنين عثر ؟؟
لا يهم
وماذا في ذلك إن كنت على قيد الحياة أستتر؟؟


سجل
أنا صمت وأفتخر
منطقي : لا ثورة لا رد عدوان
في انكماشاتي أرتقب
وعلى تمنياتي الخاسرة أرنو عهدا جديدا في الصمت يعبر

سجل
ها قد أتيت بكل الصور
التي ذُُبحت فيها غزة في عز الظهر
حيث العيون دهشة غبية لبحر الدماء وجثث العزل
فسجل يا تاريخ حراكي الأكبر:
وفاء لهذي الصور
ببعض بقايا من قمح وإعانات تذلني وتقهر

خروج:

في حقيبة الوطن : جماجم صمت تتناسل شهوة باستمرار



يا شام دمك صمتا لن يرحل

ملء
المواجع دروبنا فيك عهد
يا شام
ملء َ
الجنون الراعـف
وثقنا القصائد رثااااء


سنمضي
عبر أنفاق منع التجوال
سنمضي
نرشقهم بالصمود
حد المماااااااااااات
يا شام
قفي منتصبة
فصرختك زيتونة لا تقهر
وطفلك زغرودة في وهج الضياء
ودمك لن يرحل صمتا
لا لن يرحل...

تلك أعشابهم الفاجرة
تتنهد إعياء
أرجفها الصمود
والحقول منها براااء
تلك أجراسهم بالغي صدأ
نبذتها المآدن
نبذتها السمااااااااااء
عيونهم رمـد
عصفت بها الأشلاء البريئة
ألقمتهم وجعا
من حماة الى الحولة
طفلك عليهم انتصر
بالشهادة
سليل الأنيبااااااااااااء انتصر



يا شام قفي منتصبة
فدمك لن يرحل صمتا
أبدا لا لن يرحل...


.... ويأتون واجهات الحدث من خلف شاشات الكذب والتلفيق
ولمن سار على غير جورهم وخاف الله ,هددوه بالقتل والعنف والتهجير
مدخل المدينة في اتجاه العتبات الفاجرة حالة ترصد لعيون لا تهاب الموت
تمضي إليه نقية مفتوحة لها يد السماااااااااااء


يا شام
قفي منتصبة
فدمك صمتا لن يرحل
لا أبدا لن يرحل ...



قامات السراب....




والقدس ُ تُلحّ في السّؤال طهارة ً
قهرتْ سراب َ الخداع ِ
و حجارة ٌ جريئة ٌ
في يد بريئةٍ
أسقطت ْ قامات السراب
تمردت فتنتها على كراسي الهزيمة
والقدس ُ صابرة ٌ كليمة
غرسوا في رحمها شقاقهم وما التام ..
جراحها لا تهادن ُ من باع سفاهة ً سيدي الوطن
جراحها حوامل ٌ بالوجوه المشينة
جراحها وشم على صدر تاريخ زورته قبة هزيمة
والقدس تـُلح في السؤال
وتراتيل ُ صلواتهم تهمهم في العتمة ابتذالا
جراحها حنين
تربص به الموت
والشوارع صراخ ...
صراخ يصهل وحيدا ...



حجر ورشاش
مهداة لأطفال غزة



قف
مكانك لا تتحرك
دوى الصوت المكان...
والرشاش في اليد للأمم إهانة ..
ابتسم الطفل طافت عيناه أرض الله
اجتاحت بوابل من الحجر الإهانة...

مكانك..قف..لا تتحرك
سنحمل مواجعكم نصلبها على جسد الفجيعة
ونسحب من لغتكم- قوتها العنيدة
كي تثمر صداعا كي تثمر غبينة

حينها والرشاش في اليد إهانة..
أطلت بوابة المدينة كوكبا من ماء..
جرف الى أسفل الأرض وجوههم السافلة المشينة المغبرة إثما
حرض الشوارع..
فأمطرت باللعنة الكلمات كل الكلمات الحاقدة

مكانك
سنبيد العبور .. ونخسف الأماني...
ونسحب عنوة الضوء من الأشجار...
لقد ضاعت أوراقنا..وكم خططناها في الظلام
ضاعت ...
قهرتنا ابتسامتك البريئة..


حينها والطفل مبتسم شاهد عيان..
طافت الأنهار سبعا..صعدت إلى السماء
بزغاريد النصر بدم الشهداء..
نطقت السماء :
الأمس واليوم وغدا فلسطين نصرمستمر
لا تشيخ .. لا تعرف الرهبة
فلسطين..لا تشيخ خطاها
شمس لا تقهر

وأنتم يا جبناء التاريخ....
ياأبناء دموع الجدارات الواهية...
يا نبات لا يرجى منه شيئا
تبرأت منكم الأرض مذ بارك الله فيها الخليقة
وفلسطين إشعاعة
وشمس أبدا لا تعرف الهزيمة






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 14-09-2016, 04:58 PM رقم المشاركة : 1534
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: الرسالة الأخـيرة

يبدو لي مكانها المدينة
تقديري






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-09-2016, 12:42 AM رقم المشاركة : 1535
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: فواصل

فاصلة درويشية






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-09-2016, 08:15 PM رقم المشاركة : 1536
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: حصاد الريق...

على أرض الصيف / ذاق الشعر فتنة عبور كاسد
وكان ظلا يـُورّد العاشق
مثقلة رياحنا بشرق الموبقات
سراب مواعيدنا
تعشعش في حنايا الكلمات
كذبنا كذبنا كذبنا
وجعنا رحلة نفاق
كذبنا
لم نكن ظمأى
حين شهرنا جروحنا للنهار....






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-09-2016, 10:36 PM رقم المشاركة : 1537
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: يا سيد الحروف كلها

كثيرة هنا ذكرياتي






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 16-09-2016, 07:51 PM رقم المشاركة : 1538
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: حصاد الريق...

العلوي الزهراء
الفاطم ليلى






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 17-09-2016, 01:44 PM رقم المشاركة : 1539
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي مدونة السيدة القصيرة ... / زهراء

..ومـــات الحلم ُ

حين وعدت كنزة صديقتها سعاد بحضور زفاف أخيها ، لم تكن تعلم بأن حياتها ستعرف مسارا آخر ، وتتغير تماما.
تعرف جيدا حرص والدها عليها ،، فهي البنت الوحيدة بين ستة ذكور في منطقة شبه نائية..

كانت يومياتها تقتصر على الذهاب والعودة من المدرسة .عدا ذلك فهي تتعلم الخياطة وتتدرب على أن تكون امرأة صالحة.
وجدت حيلة مقنعة لذهابها خلسة للعرس ، فالإمتحانات على الأبواب والتقوية في بعض الدروس مهمة وضرورية ..
انطلت الحيلة على الأسرة ، وذهبت "كنزة " إلى الحفل مسرورة لا تمسكها أرض.
لقد وعدت صديقتها بأن تغني في العرس. فهي صاحبة صوت جبلي قوي تردده في بعض الحفلات الموسيقية التي تقوم بها المدرسة ضمن احتفاليات وطنية أو ما شابه.
كان الحفل ناجحا جدا وأطربت "كنزة " الجميع وصفق لها الحاضرون بالكثير من الإعجاب ناصحين لها تزكية صوتها بالدخول إلى المعهد الموسيقى لتنمية قدراتها الفنية .
وكانت تضحك شاكرة لهم النصيحة ، فهي تعرف انها أبدا لن تدخل المعهد ، ولن تصبح مغنية ، ولذلك تكتمت على أمنياتها وكان الحفل مناسبة لتعيش ولو لثوان هذا الحلم الصعب.
انتهت مراسيم الحفل في أبهى حلة وسعادة . وعادت كنزة وقد أغلقت على الأمنيات ومن جديد.
وهي تعود من المدرسة ذات يوم .. أحست برهبة قرب باب المنزل ، فالصمت المخيم ينبىء بعاصفة في الأفق.
وبمجرد ما وطئت رجلاها باب البيت أرسل الأخ الأكبر بكل ما يملك بقوة شيئا كان بيده صوبها ،ولولا هروبها لحدث المصيبة ، وهويشتم ويتوعد بأن نهايتها ستكون على يديه .
صعدت بأقسى سرعتها إلى غرفتها وأمها تتبعها باكية ، تسألها عن سبب وصول صوتها إلى أشرطة الكاسيت وتداوله بين الباعة ؟
لست أدري تمتمت كنزة بداية ، ثم أقسمت بأغلظ الإيمان ، بأنها فعلا لا تعرف شيئا لقد غنت في حفلة زواج أخ صديقتها سعاد ، ولاتعرف شيئا..
"اسمعي خذي ما تحتاجينه وارحلي ..سيقتلك إخوتك أعرفهم جيدا. ارحلي..لمَ لم تخبريني لم ؟ كيف خيبت ظني فيك .؟؟ كيف ؟ ارحلي .." قالت الام بمرارة خوف امراة ضعيفة فسرته كنزة بالحجود..
"أرجوك سامحيني خفت ان لاتقبلي ؟ أمي سامحيني وقفي بجانبي .." قالت كنزة بصوت متقطع تخنقه العبرات
لكن نظرة أمها وبكاءها بحرقة يقول كل شيء
خرجت متخفية من الجهة الجانبية للبيت قاصدة ، بيت صديقتها سعاد التي أخبرتها وبكل برودة بأنها سجلتها باتفاق مع أحد باعة الأشرطة الغنائية وأخذت مبلغا من المال
ارتمت عليها كنزة وبكل ما تملك من قوة وهي تردد إما أنا أو أنت ِ ...
وتدخل الجميع لينزعوا رقبة سعاد من يد كنزة وتوافد الجيران وفي لحظة هاربة من الوقت ..
اصطدمت كنزة بالحائط فسقطت من أعلى الدرج تجرف معها وداعا حلمها الجميل...


* هامش*
هي قصة واقعية لم آت بشيء جديد سوى الصياغة
إهداء لشخصية أحبها جدا *



الجنين


كانت تمشي وحيدة..والشارع الطويل ، تـنحته ظلمة حالكة هذا اليوم على غير العادة..
تقطعُ صمته الرهيب ، مابين الفينة والأخرى ، انكسارات ضوء السيارات المارقة ، ومواءات قطط ضالة ، تلتطمُ جروحا ، حول البقايا ، لتروي عطشا وجوعا لا ينتهي ..

كانت تمشي بخطوات وئيدة ، تـتجمع فيها رويدا رويدا مغاصات داخلية ، تـُعـْلـِنُ عن اقتراب الساعة " ..ساعة " ولادته" .

خبرتها إحدى الممرضات هذا الصباح ، بأن الوقت قد حان " وفدوى " تـسـْتـَجـْديها ، المبيت هذه الليلة فقط ،وغدا ستلتجىء الى " دارالأيتام " لإيداع طفلها هناك ، تعقب الاستجداءات دعوات صالحة بأسماء كل الأماكن المقدسة..

" يستحيل.. يستحيل عـَلي فعل ذلك قالت الممرضة بجفاء..أين كان عـقـْلـُكِ ؟ ولماذا لم تفكري في هذه اللحظة ؟؟ تفعلونها...ثم... اسمعي هذه عيادة خاصة..ويلزمك عقد الزواج ووثـيـقـة...ووو

تمسكت " فدوى " بحائط المبنى وهي تغادره ، وتعب أصفر ينظمها حـُبـَيـْبـَات عرق واختلال توازن...

تاهـتْ في الطرقات طوال النهار ، متسكعة بالزوايا ، باحثة عنه...

سألـتْ كل الأصدقاء..

لا أحد يعرفه..لا أحد يتذكره..
لا أحد يريد أن يتذكره...

- " الآن اجترعي لحظات متعتك الساقطة ألما " .. راقصها بالتهكم وبكلمات جارحة أحدهم ..

توقـفـت ...
أحست بأنه يهبط ...سينزلق الجنين ...أطلقت آهة مكتومة ، فالصمت سيد المكان وأدنى حركة ستجلب لها متاعب أكبر وأكثر..

اشتد الألم كثيرا ، مؤبدا بالعياء وبـِرَكـَلات مـُتـَتـَابعة، تسابقُ المغاصَ .للخروج. انزوت في أحد مداخل العمارات القديمة ، منكمشة تحت السلالم .

تـَصـَوَّرتـْهُ بجانبها، يتكحل بعين وليده..ويقدم لها هدية" شرعيـتـه " . تـَصـَورتـهُ لحظة توادده معها، وهويقسم بأغـلظ الإيمان احتواءها والشمس والقمر شاهدان.، فانـْكـَتـَبـَتْ فيه لحظة أمانٍ ونـَاغـَمـَته بصدق ، وهي تقدم له باكورة الصبا، والأبيض والأسود عراء، بملامح الشيطان...

" وجـَدَتْ نفسها وحيدة ، بعد موت خالتها...قيل لها بأن والدها مات في حرب التحرير، وأمها خرجت ذات صباح ، ولم تعد. لم يتجاوز عمرها الثلاث سنوات حين احتوتها خالتها،و الثمانية عشر حين فصلتها " دار الأيتام"...

اشتد الألم ، وتحسسته يهبط . وضعت منديلا في فمها ، تحاول أن تـُخْرس آهاتها وتخرسه معها إلى الأبد وفي رأسها تـَتـناغـلُ إمكانيات كثيرة للتخلص منه...

حين...

فتح باب في الطرف الآخر من الدهليز ، وخرجت منه نقاط ضوء، رسمت ملامحها المذعورة للمكلفة بالعمارة...
ربـَتـَتْ على كتفيها " الخالة طامو" وأدخلتها بـَيـتـها..وهي تلف كمشة من لحم مابين يديها..في انتظار صباح آخر..

والتقينــــــــــــــــا


وصلت قبل موعد القطار بنصف ساعة...لم يكن رصيف الانتظار يغص بالحقائب كعادته..ربما لأنه يوم عطلة. مما جعلني أحس بنشوة غريبة..
فعادة ما أحرج من السؤال والتطفل من الذين أعرفهم والذين لا أعرفهم.

ومما زادني انتعاشا رغم حرارة الجو ورطوبته التي كانت تفوق المعتاد ، موسيقى حالمة تنبعث من أرجاء الصالة - صالة الانتظار - ..

بدا لي في هذه اللحظة النقية أن أعـرج على كشك المجلات والدوريات
لإقتناء بعضها ، والتسلي بعناوين البعض الآخر التي عادة ما تكون
جاذبية للشراء.

كانت المجلات محفوظة بعناية ، في غلافات بلاستيكية واقية. واقية؟ ؟
من الأيدي فكرت وربما من العرق أيضا.. ولافتة تتصدر الكشك كتب عليها بخط واضح "يمنع اللمس والتصفح قبل الشراء وشكرا" .

تحسرت كثيرا على الزمن الماضي ، حيث كنت أقتني الكتاب بدرهم واحد.
بعد أسبوع أعيد الكتاب ويعاد إلى الدرهم.

سألت صاحب الكشك الذي تربطني به علاقة ودية : لم اللافتة إذا كان البلاستيك يقوم بالحماية ؟ ؟ لا أتذكر بما أجابني ..فلعله استفاض كعادته في الحديث
عن إهمال الكتاب وهوس الأطفال بقاعة اللعب والكمبيوتر ...وربما انتقل إلى الحديث عن الغلاء وندرة الماء وكل المشاكل التي باتت تثقل كاهل الناس..هكذا هو عمي حسن وظرفه هذا هو الذي جعل منه رجلا محبوبا.

لكنني أتذكر جيدا أنه سكت فجأة . ودفع بعينيه إلى الزبون القادم مرحبا وقد تغيرت تماما ملامح وجهه. حاصرني الصوت وهو يرد التحية من
كل الجهات حتى قبل أن أستدير...

صعدت كريات دمي إلى سطح وجهي حمرة حارقة أذابت الإنتعاش الذي اعتراني منذ لحظات..إنه هو...نعم هو...

عشرون سنة مضين ، منذ وعدته ذلك المساء بأن الكرسي الشاغـر بجانبه هو لي..وبأنني سأعود لأناقشه بحدة..في مواضيع كثيرة...ابتسم ووضع النظارة على عينيه وغاب في الزحام..

أحسست بخجل مفاجىء ، مـَتـَح الحمرة من على وجهي ونشرها
تلبكا في كامل الجسد..لقد كان يعرف بأنني لن أصل..فمن أخبره ؟
هل أرد التحية إذا بادرني بها ؟ هل أستمر في استقراء العناوين
متجاهلة وجوده؟ هل أغادر؟

- أما زلت مهووسة بالكتاب..متى رجعت إلى الوطن؟ سالني..

- استغربت أن يتعرف عليَّ ، رغم النظارة السوداء وتقدمي كثيرا في العمر..سالني تشفيا كانه يقول..ألم أقل لك ؟؟

- صعد الضغط إلى رأسي شقوقا ، والتفت لأقذف في وجهه أوجاع الماضي..أهنئه على كسب الرهان...

لم يتغير كثيرا..نفس البريق. .نفس التحدي..وشعيرات الشيب في رأسه تزيد الوجه جمالا..

مد يده مصافحا بابتسامة كما اشتقتها دائما أن تكون. غيبت ِ الألم َ وكل الماضي الحزين..غيبت كل شيء إلا وجهه وصار المكان في حضرته ورودا حمراء..

-أتستقلين القطار؟ سالني..

- نعم نفسه القطار.. أجبته


عــَرْجـــُونـَة
تحدق في المرايا لبضع ثوان
تعيد ُخصلات متمردة من شعرها الفاحم.
ترتدي تنورة قصيرة وأحمر شفاه يلطخ بأناقة شفتيها ،وبغنج تدير محرك سيارتها السبور الحمراء.
سقط الكثيرون على شوارع داستها الخطى
وعند الشباك رقم : 01 ، تــُمـَرر غمزة وابتسامة
عرجونة آية في الجمال المدجج بالعمليات...
شفتان مذهلتان وقد ممشوق ومشية بخطوات عارضة أزياء تقليدية ، وكثير من عطر *شانيل*
يصحح أوراقها عون المكتب ، برقة ووداعة ، تمحوان ما كان منه قبيل حضورها من زمجرة وعنفوان
يرمق الصف الطويل بنظرة تتوعد
يفهم الجميع ويسكت
ويصحح لعرجونة اور اقها البنكية
فعرجونة وقد نسيت أن أخبركم : لم ترتد يوما مدرسة ولا تفك الألف من الباء
لكنها امرأة أعمال يشار لها ب: البنان....


دملج من نضار
مهداة لعميدنا القدير زياد السعودي


أمام باب الفيلا الأنيقة الضخمة ، توقفت السيارة الفارهة. نزلت منها صديقتي – سعاد - وأنا أتبعها بخطوات مترددة..محاولة عبثا إخفاء ثـقـب حذائي القديم. طلبت مني مرافقتها مرارا إلى منزلها ..وتحت الإلحاح الكبير ..وافقت.. الامتحانات على الأبواب ..وعلينا تدعـيم دروس الفلسفة المعقدة.لا نفهم لمَ – الفيلسوف سقراط- يكره زوجته. ويشهر بها في حكمه و هي سبب نبوغه الفائق ؟ ولماذا يحاول – أفلاطون- إغراءنا بقبول مدن بلا دعائم..ولا ركائز منطقية؟ مدينة فاضلة في زمن يشرب أفراحنا علنا..والآذان صماء؟

لست أدري...كيف فتحت – سعـاد – الباب..لم تطرق الجرس ، شيئا صغيرا أسودَ كان بيديْها، لمسته بحنان ، ففتحت الأبواب.. يؤدي دهليز الفيلا مباشرة إلى المدخل الرئيسي ، تعانق جانبيه نباتـات تتدلى من الأعلى باتجاه الأسفل وكأنها – هنا - نبتت منذ الأزل. في الوسط نافورة ، تُمِـد الجُـنَيْنَةَ بالماء ، ويتدفق الباقي طيفا من سيول ، تتماوج فيها الألوان في نسقية فريدة..تصعد باتجاه السماء..تنقلك إلى عوالم أخرى من الجمال.. وأنا أعبر الممر... , طافت بمخيلتي صورةَ بيتنا القديم..ينحصر فيه الزمان إلى ليل حالك كلما صعدنا السلالم..فالمصعد الكهربائي معطل منذ عام...بل وُلِدَ معطلا. كنت خاوية من كل الأحاسيس..وجملة معقدة من الأسئلة والأفكار المتناقضة ..والخادمة تسألني :ماذا أفضل بداية لفتح شهية الأكل...

أجبتها ؟ طلبت شيئا ..؟ لم أعد أذكر ..بلى أذكر ..قلت ..كأسا من ماء.. لمحتني "أم سعاد " بنظرة عابرة.
امرأة لم يستطع لها الزمن شيئا..تبدو اصغر من عمرها بكثير.ألقت السلام..واستعجلت السائق الحضور ..فدرس الموسيقى , قد حان.... ودعتها باحترام..وصورة أمي في ذهني تستعجلها..قساوة الأيام .

غمست وجهي في تقاسيم – سقراط – أستقرىء حكمه...حِلْمَهُ..ذكاءه...وفي داخلي يَسِفُّ ظلامُ السؤال متعة الجلوس على الأريكة الحريرية الناعمة..وكأن أعواد الحصير ..تعمقت في نبض القلب وترفض ..وفاءً الخروج... -أيمكن لليل أن يحفظ وجه ماء النهار؟؟ أتستطيع في كبده أن تشرق السماء؟؟ هل يستطيع الموت , وحده أن يبحر بعيدا..بالفروقات ، ويأتي بالدنيا من هناك ...عدلا؟؟ أعادني صوت صديقتي إلى واقع الحال..

سألتني أن أكرر الزيارة غدا -غدا ...ربما ..آتي أجبت باقتضاب.. وفي الغد لبيت النداء...وعلى نفس الأريكة المريحة , انتظرت للحظات وحدي..فجأة أحسست بوخز..التفت ..فإذا ب-إسويرة من ذهب خالص.." دمْلُـج من نضار" وساعة مرصعة بكريم الأحجار ، لم تصادف عيناي إلى حد تلك الساعة شيئا مثل هذا...مددت يدي نحوها..أردت فقط ملامستها...أن اقبض على الضوء المنبعث منها ..أكسر به ظلمة دهليز بيتنا..انعكست صورتي على سطحها امتد فيها الطول بالعرض بقياسات غريبة أخافتني ..فتراجعت إلى الوراء..وقد أصابني شلل تام... استرجعت قواي .. ناديت بأعلى صوتي صديقتي.. خرجت أمها من الغرفة المجاورة..تهدئ من روعي ..وابتسامة ماكرة على شفتيها..وتقول بأنها تجربة فقط..فهي تضطر لإجراء امتحان الصداقة لابنتها المصون بهذه الطريقة..بتجارب من الواقع... خرجت ...ولم أعد ثانية إلى ذلك البيت الأنيق الضخم .ومدينة –أفلاطون- تتهاوى أمامي ..تنحفر في القلب أخدودا ترقص فيه الحسرة نارا.


محـــــــــــــاولة اغتصاااااااااب



ثلاثون سنة وحوض المسافة ، صرخة طفلة في التاسعة من عمرالحياة ، تتمدد كل يوم هذه الصرخة وكل ثانية بشعاب الذاكرة ذلك المساء..
ما تزال تذكر ذلك اليوم " أميمة " جيدا ، وكأن الزمان انتفت دقاته وتسمرت في تلك اللحظة ولن تزيد..

حين استدعتها معلمتها " أمينة " إلى المكتب ، تعثرت في السنتميترات القليلة الفاصلة مابين المكتب والطاولة مرتين أو ثلاث، وانتبهت إلى أن المعلمة ما تزال مبتسمة... إذن لم تحصل على علامة " لايعتبر" ؟ ولن تضطر إلى استدعاء والدها ولن ولن ولن ...
ألف صورة جعلت رأسها الصغير مختبر لكل االاحتمالات
نعم أستاذة تمتمت "أميمة " ...
أميمة ...اسمعي في نهاية الحصة ستحملين هذه الكتب والكراريس مع زميلتك " نزهة " الى بيتي ...تعرفه نزهة جيدا ...مسافة عشر دقائق ...عودي الى مكانك ...

انتفض شبح الخوف مهدت له الابتسامة على غير العادة ، وهذه الترقية الجميلة سعادة في قلب أميمة .

كان البيت تحفة فنية بالنسبة للصغيرة أميمة ، التي فتحت عينيها على سمفونية قطرات الماء شتاء تتسرب من أوتار ألواح السقف المهترىء قدما في غرفة تتكدس فيها أرواح العائلة ، وصيفا تأخذ السمفونية أوركسترا حشرات استيطانية بالقوة
تكررت الزيارة إلى بيت المعلمة والإستقبال الأكثر من رائع ، بالإضافة إلى مائدة من كل أصناف الطعام ومتجددة كل يوم .
والتلفزيون هذا الصندوق العجب وسلسلة " تارزان " وقردته التي يعاندها قفزا ونطا على كل مسافات ومن كل المسافات

أميمة ... أميمة ...كانت أقسى اللحظات هذه حين تنبهها صديقتها نزهة بأن الوقت حان للذهاب
صارت علامتها أحسن تورد الوجه نضارة وأقبلت على الدراسة .
وفي صباح جميل تمردت فيه الأمنيات وطفت الى سطح الواقع سجلتها انتصارا أمنية المعلمة "آمنة " في ان تكون معها "أميمة " في البيت وتعيش معها مؤنسا لطفليها{ يونس وسهير} وهما في نفس عمرها
أميمة ...قالت المعلمة بتردد ...هل يعجبك المجيىء إلى هنا ؟
نعم جدا قالت اميمة
أعرف ظروفكم في البيت ،، فإذا كنت ترغبين بالمجيىء والمكوث معي أخبري أباك أن يزورني
نعم أستاذة آمنة سأفعل ...

كان الوالد زحمة من ألم
خسر بضاعته وتجارته وكل أمواله ما بين عشية وضحاها ، في بلدان عديدة ومحطات كثيرة ركبها عمرا كاملا بهجة . توسدتها طرقات روما وباريس ومدريد وجنيف وكل العواصم العربية أوسمة من قصورها وأسواقها وأفراح أناسها ..
كل شيء ضاع في ذرة من ثانية
لاشيء ... وعودة للوطن خاوي الوفاض وسبعة أطفال في سن لقمة العيش وزوجة كريمة ودار للإيجار وهو بلا فلس واحد ..
قـَبـِل أن تعيش "أميمة " عند المعلمة "أمينة " ..قبل على مضض حين رأى فرحة في عينيها تبسم وقال
على بركة الله..واستحضري الله في غيابناعنها.. إنهاالآن ابنتك..قال للمعلمة
البدايات دائما تحمل ضوء الفجر، والنهايات تتلحف ظلمة الليل لتبحر بكل الأفراح
تغيرت معاملة المعلمة لــــــ أميمة ..صارت تعنفها أكثر وتـُحـَملها أكثر من طاقتها وتمنعها مشاهدة التلفاز والنوم بعد إنهاء كل أشغال البيت
وخوف شديد رهيب يتملكها أن تقول لعائلتها في مناسبات اللقاء رغبتها في العودة إلى أحضان البيت .
كان زوج المعلمة بداية لا يحفل بها ولا يعتبرها أصلا
ثم...
تغيرت ملامح الرجل وصارت " أميمة " محط اهتمام ارتكزت عليه قوة لتبقى ..
اكثر المجيىء ساعات عمل زوجته واكثر " الهدايا " من حلويات وشكولاطة وكل ما تشتهيه طفلة في عمر الزهور وأكثر أيضا من التمسح على شعرها الفاحم كوجه الليل واكثر من مناداتها كل دقيقة لتشاهد التلفاز بجانبه
حركاته غربية كانت بالنسبة إليها ...تصرفاته ..ابتسامته البلهاء كلما كانا معا..
يدخل عشية ذلك المساء حاملا نفس هداياه اليها ..يدخل غرفته وينادي عليها كعادته ... وتهرع إلى الغرفة ظنا منها لإسدال ستارة النافذة .وفتح جهاز التلفاز
لكنها ..
تراجعت إلى الوراء ...تسمرت فيه رؤية ... أغمضت عينيها وأعادت فتحهما لتراه بجانبها عاريا من اخلاقه ومن اثوابه ومن انسانيته ... يحاول تقريبها منه...دفعته بأنامل هشة أعادتها إلى الوراء وسقطت هي بدله..

استجمعت قوتها الصغيرة المعطرة برحمة من السماء وهربت إلى أقصى حدود الأرض ، إلى الشارع ، إلى بيت أبيها..

استطاع أن يفهم ما جرى من خلال دموع متقطعة وكلام غير مفهوم
وضع رأسه ما بين يديه وبكى بحرقة ، و لأول مرة ترى أباها يبكي فتحكمها غصة أليمة
إنها السبب في بكاء والدها حبيبها ..
استدرك خوفها وأحس بما تعانيه ..

من أقسى اللحظات أن ترى فلذة كبدك تتمزق أمامك وأنت السبب
تقارير الطبيب تؤكد سلامة " أميمة " وتفضح الرجل في كل أرجاء المدرسة التي تعمل بها زوجته " أمينة " التي انتكست بعد أن عارضت نافية أي صلة لزوجها بهكذا تصرفات فهو المؤمن الورع وصلاة الجمعة لاتفوته ..
ولكنها انتكست حين توغلت الحقيقة وجه النهار
وتدخل العديد من وجوه الخير..و تراجع الأب عن القضية خوفا على ابنته من تردي سمعتها مستقبلا وهي النظيفة النقية.. ووكل أمره لله..
ثلاثون سنة مرت وتلك الثانية من ذلك المساء ، ما تزال عالقة كوجه الزمان في قلبها الموجوع أبدا...


صديق ٌ حميم ٌ


هيت لك
ضج الصدى بترداد الجملة / هيت لك/ حين التقيا أول مرة ..
منحته ثقتها ، ومنحها اطمئنانا على مدار سنوات عدة.
طافت به أرجاء معمورتها الصغيرة: مساحات ممتدة من : شارع محمد الخامس ، مرورا ب * كَراج علال * وخط النهاية : مقهى الجامعة العربية .
شهد معها لحظات ، اختلفت درجاتها ، ما بين توتر وهدوء -
وإقبال على حياة خلقت توازنا متناقضا ما بينها وبين أقرانها ، و أحيانا امتعاض لا تدرك سره؟؟ بلى تدركه جيدا .
فالسجادات الحمراء التي تبسط خدها لـ أحذية
المشاهير بعيدة المنال، وفي جوفها غصة عدم الوصول...وغصة التمنيات المنتحرة على درب صعب جدا...
"" يوما ما ستجلسين بقربي هنا ، انا واثق جدا. " قال لها أستاذها ""السي محمد "" وأشار إلى كرسي شاغر يقابله..
حلقت لحظتها حتى السماء...؟؟ لم تعد تذكر ، فالفرحة أنستها العد...
ثم نزلت من الأعلى بنظرة غريبة من الكرسي ...أو هكذا تهيأ لها ، نزلت واحمرار رهيب ٌ يفتت استقامة صديقها الحميم ...
وجاءت الأمسية التي انتظرتها طويلا..
صعدت المنصة . قدمت الحفل تحت تصفيقات أساتذتها الأعزاء..
أعزاء ...وتسقط صور من ذاكرة غنية بإنسانهم الجميل في مواقف كثيرة ..
في اليوم التالي قدم لها مصور الجامعة ، * عزيز * ، بعضا من صور الحفل..
كانت عورة الحذاء / الصديق الحميم / ، تنزلق من الصور ، وتسكن ارتعاشة ً في كامل الجسد ِ.


رفعتِ الجلسة ..

أوصل زوجته إلى المطار برفقة ابنيهما ، ريم ثمانية أشهر، ووسيم ثلاث سنوات.. تمنى لهم رحلة طيبة في انتظار اللحاق بهم نهاية الشهر.

عاشت "زهرة" أسابيع عديدة وهي تجهز لهذه الرحلة. مرت أكثر من أربع سنوات دون أن ترى أهلها وذويها ودون أن تلمس ريح الوطن.

تعيش وزوجها هناك في الضفة الأخرى ، المقابلة لأحلام واجهات البحر." لكن لو فقط يعرف هؤلاء الذين يتمسحون بالغربة أملا ، لو يعرفون شدة الألم بعيدا عن الوطن..بخبزه الحافي وتقتير الايام ومجاريه المفتوحة على كل الأبصار ، والغيابات والريح الشرقية القاسية ..بكل هذا فهو الحبيب الوطن.
وماؤه لا يشبه أي ماء ..ماؤه فرجة للضيق واقتناص سهرات العيد من لعبة القدر.." كانت تهمس لنفسها وتعزيها بالقول...

وجاءت اخير ، فرصة زواج ابن عمتها الورقة الرابحة للحضور إلى البلد ، والخروج من ضيق السؤال واحتياج مد الحنان بالرؤية
أقيمت الأفراح بالمناسبتين ، وصول * زهرة وزواج ابن العمة..
كان العرس رائحة برتقال أعادت الابتسامة لكل الاحداق وانفرجت غصة اربع سنوات غياب. ومر بحلة تقليدية رائعة ومنقطعة النظير

وفي صباح غابت عنه شمس أيلول الحارقة ، وتوسد ضباب كثيف ثقيل وجه المدينة فانحبست الانفاس ، احست زهرة بكآبة مفاجئة ارجعتها إلى تغير الطقس وحماقته التي تأخذ في اليوم كل الفصول .. لكن الكآبة امتدت إعياء مفصليا حادا جهة العنق ودوارا أعقبته ردات فعل غثيان لم يتوقـف ، اضطرت العائلة على إثره نقل زهرة إلى أقرب مشفى..
ورم خطير في الثدي جهة اليسار والبثر إجباري ومستعجل وإلا استفحل جهة اليمين وسرى في كل أوردة النبض
كانت الأشعة والتقارير الطبية حاسمة ، وحضور الزوج في هكذا حالات إجباري ايضا ومسؤولية عليه أن يتقاسمها مع الطبيب.
اتصلت زهرة بزوجها وأخبرته بهدوء مذهل كأن تزرع في نفسه الأمل
نعم سأحضر غدا أوبعد غـد ترتيبا لأوراق السفر وعلى أول طائرة.
مر اسبوع والغثيان مستمر والاغماء أيضا ..
والعملية تجاوزت حضوره ، وتمت في ظروف صحية نسبيا ناجحة بعد أن تكلف بالمسؤولية الأخ الأكبر
استفاقت زهرة بعد ساعات ونادت زوجها ..أخبروها بأنه ربما غدا قادم
اتصلت به بعد مرور أسبوع آخر من الغياب ..

-""مغلق أوالجهاز خارج نطاق الاتصالات ""
ثم " هذا الرقم لم يعد في الخدمة"

أغلقت كل نوافذ الأمل ، وتأكد لها بأنه نسيها ، وصارت في خبر كان عشرة امتدت أكثر من خمسة عشر عاما.

أكدت هذا بقوة ورقة صفراء حملتها إليها نفس الرياح ولكنها غربية قاسية من هناك..
لابد أن تكون قوية لابد أن تنهض لاجل ولديها الصغيرين
ولكن العملية لم تكن بنسبة الراحة التامة .نتج عنها تدهور صحي
وآلام أخرى أعلى الراس من جهة القفا ..
أحست بالنهاية وخافت لحظة فراق وضياع ولديها في جبة الأخذ والعطاء ، ما بين الزوج والعائلة ، التي تحقد عليه أشد الحقد..إنها زهرة الغالية وتخلى عنها في أشد لحظات الحياة قسوة ، إذن هو ليس منا ..

لكن زهرة تنتصر للعشرة ولأعوام جمعهتا به ..جعلتها تتصل به خفية عن الأهل
كان صديق العائلة المغترب معها هناك " عمر " يعرف بقصتها، فـَرقَّ لحالها وأمدها برقم هاتفه الجديد ..

"" نعم ..بجفاء رد عليها ..

اسمع لا اريد شيئا ..أحسني تعبة جدا ، فإن حصل لي مكروه خذ أنت وسيم ..واترك ابنتي لوالدتي إنها صغيرة وتحتاج مد حنان أكبر وأنت مشغول و..

"" لا يستحيل إنهما ولداي ولن أتخلى عنهما رد عليها محافظا على نفس لهجة الجفاء.
انا ..

انتزع الأخ الاكبر من يديها السماعة ، وهو يتفاجأ بمكالمتها لكنه كتم غيظه فالأهم هو أخته ..وصحتها ..وسيرجىء أي كلام الى وقت اخر.

واتحدت العائلة ماديا ومعنويا وأرسلت " زهرة "الى أكبر المستشفيات .وكان دعاء الجميع لحظة انفتاح السماء فـقـبلت كل التمنيات وكل الدعوات من الرحيم العزيز بان تعود زهرة للحياة .

استجمعت كل قوتها ورددت أمام القاضي كل تفاصيل الحكاية وأرغمته بالصدق :
الرعاية الكاملة والشاملة تعود للام..قال القاضي بضربة خفيفة على الطاولة الممتدة على طول القاعة .
رفعت الجلسة.
*****


المعـطـف



خرج من الدار التي شهدت أحداث البارحة ،مسرعا.يلف جسمه معطف ثقيل بلون السواد.رغم أن البائع أصر على أن اللون أزرق قاتم ، عليه فقط مراجعة نظارتيه.لم يصدق قضية اللون ..لكن تأكد له حقيقة النظر..لقد كاد يسقط لولا تشبثه بدرابيزالسلالم.

في الخارج ، ما يزال صفير المنهكين ليلا يعبق المكان..والشمس على استحياء تعانق بداية نهار جديد.
كان يمشي فارغا من كل شيء.. نسمات ديسمبر الباردة تصفع وجهه..
تتسرب إلى جزيئات جسده ، يبدو أن المعطف من النوع الرديء أيضا..

كان يمشي فارغا من كل شيء..سوى من صورة لامرأة ...لا يتذكر كيف التقاها..كيف كان معها ..كيف انشد إليها تلك الليلة ..

لا يستطيع أن يتذكر..ولا أحد قادرعلى مساعدته.تهالك على أحد الكراسي المترامية
و جسد منهك ..تفوح منه رائحة طقوسها ، مفعمة بلحظات ضعف ، أسقطته في اشتهاءات عارية ، وليل غجري أحمق .

حاول لملمة أفكاره ، أن يتذكر فقط يتذكر.

كل شيء تعمق في ذاكرة ، تسقط منها شاهقة ، كل الدعوات ، كل الرقة ، التي حرص طول عمره على التقاطها.

رجته أمه أكثر من مرة الزواج...لا ..لا يستطيع أن يضمن حب امرأة لأمه ، يحبها أكثر من نفسه ، قرر أن يخدمها - هو- طوال عمره
قبل يديها ، دعت بالخير ، أوصته بعدم نسيان الدواء ، خرج ذلك الصباح مودعا..راضيا.
ثم لاشيء ، لا يذكر شيئا .

تابع السير خوفا من أن يتجمد من البرد.. صورة أمه تلاحق صورة المرأة في لحظات العري الأولى ليلة امس.

على بعد أمتار من منزله...كان القوم عبسا... لم تشرق الشمس في الحي بعد..
لم يسأل أحدا
أحس بأنه يعرف ما حدث
غريب أن تدرك الأمور قبل مخاضها ، قبل ولادتها ، وتغيبها لأنك بوعي أو دونه تريد أن تحضر لحظة ولادتها .

اختبأ، أرهف الصمت.

- انتظرت ابنها طويلا..خافت المسكينة وخرجت للبحث عنه..تعثرت في نهاية الدرب..لفظت أنفاسها على يد الغرباء....قال أحدهم.
- ما فائدة أن ننجب إن لم نجد أبناءنا وقت الشدة ..قال غاضبا جار آخر.
- لقد تغير الزمن ..جيل لم يعد يحسب للأبوة والوالدين حسابا ..كيف ستكون عاقبتهم ..أكمل متطفل آخر.

امتلأت جوانحه بكل الكلام ، وعمقت لحظة الإعياء ؛ فكانت الكآبة .

تابع السير إلى مكتبه ، حاني الرأس ، هاجمته نظرات زملائه..لم فعلت هذا؟؟

أغلق الباب عليه باكيا ، على طاولة المكتب ورقة صفراء في انتظاره ، أخذها وخرج
دون أن ينبس بكلمة ، تاركا المعطف فوق كرسي المكتب .





القبعة
قصة مهداة إلى لبنى علي





رأيتني في المنام
أحمل باقة زهور وأضع على رأسي قبعة
وأسير في شارع دامس ممتد بلا نهاية.
تنفرج تحت أضواء السيارات المارقة بعض اللافتات الإشهارية
تتحدث عن البيئة ...عن جمال الطبيعة ...عن احترام القانون.... أو عن شيء من هذا القبيل.

لم تكن رجلاي تلامس الأرض ، كأنني كنت أطير...فعلا لقد كنت أطير
وأنا أحلق عاليا ، بدت لي المدينة عبارة عن جدارات...زحمة من الجدران والبنايات والحيطان..
تتعانق فيها الأصالة بالعصرنة بشكل مثير للقرف ، جعلني أضيف السرعة في الطيران
وأحلق عاليا وبعيدا في الفضاء..
لا أتذكر نوع الزهور ولا ألوانها ، لكنني أذكر جيدا لون القبعة زرقاء بلون السواد فرنسية جميلة الشكل ..
فجأة ..
انتهى الشارع الطويل عند محل "مدام كاترينا " لبيع القبعات...وفي غموض شفيف
رأيتها تجلسني قربها ، تدعي اللطف ، وتقول بفرنسية ركيكة وبلكنة روسية حافظت عليها أكثر من أربعين سنة تقول :
بأن القبعة لها وبأنني لم ادفع الثمن وبأنها تتفهم الوضع لكنها مجبرة لاستدعاء الشرطة في حالة عدم الدفع.
تحول الغموض إلى كثافة ، ثم إلى وصراخ استدعى الشارع كله عيونا تنقب السبب
تهاوت واجهات المحل ...تكسر الزجاج وسقط أمامي حشد من الفضوليين
وعليهم العارضات البلاستيكيات تباعا...وتشتتت باقة الزهور التي كانت ياسمينا أبيض...وهي تتشتت أراها جيدا
هل جرح أحد؟ لست أدري...لم أعد أذكر
كنت أصرخ وأصرخ دون توقف حتى بعد سقوط الحشد من الفضوليين والعارضات البلاستيكيات ، أصرخ بأن القبعة لي وأهداني إياها الولي الصالح
ومدام كاترينا تندب حظها السيئ وتهددني باستدعاء الشرطة...
وفجأة
تحول الصراخ إلى عشب أخضر ، غطى سواد الشارع الطويل..وعبقت رياح الربيع..
استيقظت وعلى رأسي الخالية يداي الاثنتان و صوت نسيت وجه صاحبه يقول :
""أش خاصك المحتاج قال :خاصني خاتم امولاي ""


ذهـب مع الريح

عندما قررت إدارة " جامعة الآداب والعلوم الإنسانية " بالبيضاء في بداية التسعينيات ,اختتام الأسبوع الثقافي المدرج كل سنة , بعرض فيلم"حلاق درب الفقراء " للمخرج "محمد الركاب". تعمدت حضور كل اللقاءات , والمحاضرات ، أترقب وصوله بفارغ من الصبر.

ومن خلف أعمدة تخيلات كثيرة ، وضعت " الرجل " في عدة صور...أكثرها إبداعا في المخيلة نظارة سوداء ، و" ليموزين" فارهة بمساحة حي بالمدينة "القديمة" ، وجملة من رجالات النظارات السوداء ، والنظرات الثاقبة التي تبعدك أمتارا عن رجلهم المحمي " الستار"..
هكذا تخيلته...

امتلأ المدرج عن آخره ذلك المساء ، ولفحات ديسمبر الباردة تتجمع في المكان دفئا جميلا بين كل الأحبة والأساتذة وكل الأطر الذين حضروا نهاية هذا العرس الثقافي الجميل.
أخذت مقعدا أماميا منذ إشراقة الضحى , حتى أتفرس بإمعان وجه " محمد الركاب" ، مصحوبة بكاميرا صغيرة ، صورة للذكرى ودفترا خاصا لتوقيعه عليه. وأيضا ليسهل علي اللحاق به متى انتهى العرض
انطفأت الأضواء وأسدلت الستائر وبدا العرض..ومابين الفينة والفينة حين تنفرج صورة لمشهد, ما , تقترب مني صورته رويدا رويدا..
أعلنتِ التصفيقاتُ الحارة بداية المناقشة وأشْعـِلـَتْ من جديد كل أضواء المدرج
هاهو "محمد الركاب" بكامل صورته..طيب وبسيط للغاية..

تحاملت عليه أسئلة ..فتتت كل جوانب الفيلم لم أكن راضية عن بعض المشاهد ..رفعت صوتي عنوة فاخترق جدارات الصالة..وطلبوا مني إبعاد " الميكرفون " نهائيا..بحجة أن الصوت واضح.
كان يكتب شيئا على الورقة دون أن يرفع رأسه إلي.. وتوالت الأسئلة والأجوبة .والنقاش
وتلتها تصفيقات ثم توزيع الشاي والحلويات ..وأخذ صور للذكرى
وأنا أستعد للخروج سمعته
"آنستي ..هل تعملين في حقل الإعلام ؟ الصحافة" هل أنت في الميدان الفني السينمائي..؟
" أنا؟..لا لا
قلت مرتجفة..فقط لدي ميول للنقد..
" طيب هذا عنواني ..أتمنى أن تزوريني ..لدي أشياء كثيرة أود مناقشتكـِ فيها.. إلى اللقاء

كدت أقول له طبعا سأكون حتى قبل الموعد..
ولكنني أحجمت عن ذلك وتعمدت الرزانة

"إلى اللقاء أستاذ .. إن شاء الله..

كدتُ أطير من الفرح . أخبرتُ الجميعَ وطلبت من صديقتي أن ترافقني ربما أردت أن تحضر لحظة " تاريخية " ستسجلني شيئا آخر..
ذهبت وصديقتي إليه...
كان بيته تحفة فنية رائعة..مصمم بروعة المبدع وبريشة تماوجت ألوانها وهندستها في اختيار الألوان واللوحات الرائعة مع بساطة منقطعة النظير
تبادلنا التحية وشربنا شاي اللقاء
"اسمعي " فاطمة " أريدك أن تعملي معنا في الحقل السينمائي..لديك قدرة على استخراج ما لا تستطيعه الصورة أحيانا...لدي بعض الأصدقاء في الصحف المحلية ..سَأدرِجُ اسمكـِ وستتعرفين عليهم..ستكتبين مقالاتكـْ في ركن خاص بالفن السابع..
تمتمتُ تقريبا.. أريد كأس ماء سيدي من فضلكـَ ...
"طيب لك أسبوع كامل لتستشيري نفسكـِ , إذا كنت قادرة على ذلك..ونوقع العقد "
شكرته وخرجت تحملني كلمات صديقتي المشجعة
ثم الاتفاق بعد أسبوع ..وأرْسـِلَ ملفي إلى إدارة الهيئة الفنية, بالمدينة , في انتظار تسليم العقد وإمضاء المعنيين..
لم أنم ..طوال أسبوع لم أنم
رأيتُ كل الأفلام ..استمعتُ ألف مرة إالى تسجيلات الصحفيين..سجلت صوتي عبر مسجل صغير ..كرهت صوتي حد الحب وأحببته حد الكره.. وكثير من إحساسات متناقضة أتذكرها الآن ..بنفس تلك التناقضات
وجاء اليوم الموعود وذهبت
كنت اصعد السلالم أربع أربع..وحين وصلت ُ باب الشقة ، أخذت نفسا عميقا ورتبت هندامي ، ثم رسمت ابتسامة لقاءوأنا اطرق الباب
للمرة الثانية والثالثة..لم أعد اذكر كم من مرة...
حين
انفتح باب الجار من هناك في الواجهة المقابلة
" سيدتي..الأستاذ ليس موجودا ..نـُقـِل البارحة إلى المستشفى ..إثر نوبة قلبية..توفي هناكـ..
كان رجلا...

نزلت السلالم ، هذه المرة واحدة واحدة ، وصوت الجار يـُتـِم الحكاية وحلم احتضر في أروقة زمن رديء وقـَدر يضيق الخناق
جاءتني رسالة من الهيئة السينمائية بمدينتي تعلنني عضو وتخبرني حب واحترام الأستاذ " الركاب"..
لكنني كنت قد رحلت من البلاد بأكملها ..

اللوحة



اصطدمت بها عيناي وأنا أعانق في أحد المتاحف ، لحظة إبداع الإنسان وتوادده مع الطبيعة ، حيث من مخياله تتدفق إسراءات العطاء ، ومنها يتدفق الإستيلاد دون انقطاع...

كان الوقت صيفا ، والحرارة في الخارج - خارج المتحف - تفوق الأربعين...
لذلك تعمدت أن أمتد مساحة زمنية طويلة في بصماتهم… هؤلاء الفنانين ... تصاحب خطواتي في الرواق سمفونية رقيقة هادئة من أنامل بتهوفن..
حين ...
اصطدمت بها عيناي...إنها لوحة الجامع " الكتاب ".
تتوسط مجموعة كبيرة ونادرة من اللوحات ولأشهر الفنانين. يتماوج فيها اللون الرمادي الفاتح والبني الغامق. الصلصال من عليها يبدو باهتا...لكن " سورة الفاتحة " يتوهج ضوؤها ألقا ، يسقط كل الألوان ، في إبداع فريد لا يعرف كنهه إلا الرحمن.


لوحة الجامع...وتتدفق الذاكرة...تسقط كـ"جلمود صخر"...
يتراءى لي الشيخ – با عبد الرحمن- بجلبابه الأبيض الذي يتوسل آلية اللون أن تبقي ذرة فيه ، وبطربوشه الأحمر القاتم ، وبعصاه الرقيقة التي ترجف الأعين الصغيرة إذا ما امتدت في الهواء.

كان يأمرنا بمسح الصلصال من على الالواح ، إذا نحن لغونا...وبشدة وبصوت مبحوح يأمرنا بحفظ "سورة الرحمن وسورة الواقعة "...وبجملة قاسية ينهي عقوبته "إن لم تفعلوا سأنشركم على الحائط بدلا من الألواح "

اللغط كبير... يغالط القراءة أحيانا. ونحن نتسرب تحت بعضنا البعض هروبا من العصا الرقيقة.

الشيخ – با عبد الرحمن- لم يغير مكانه أكثر من أربعين سنة. يحادي كرسيه الباب وتحادي عينه مسامات الحارة. يعرف كل شيء عنها.ولذلك اعتمد عليه السكان في تقريرات الزواج والنسب فيما بينهم.والإتيان بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة فيما يخص العروس المرتقبة مستقبلا ... كل خاطب يتوجه إليه - إذا كان غريبا عن الحي - بداية ليتعرف على العائلة وتفاصيلها ..

ظل "با الشيخ عبد الرحمن " يناديني باسم غيرإسمي. وكلما مررت ُبجانبه وأنا في سن تخطت الطفولة بكثير ، أنحني أقبل يديه وألمس العصا بحنان

طرقت بابه هذا الصيف ، فوجدتها...اللوحة تتصدر بيته المتواضع.
ومن صوتها المليء بالحشرجة ، عرفت من ابنته بأنه قد ودع الحياة.

تاركا اللوحة...هدية
وابسمي الحقيقي..






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 18-09-2016, 01:32 PM رقم المشاركة : 1540
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: حصاد الريق...

كذب الصدى
كانت آهة المساء قطرة جوع تلاحقها مرارة البيادر المقنعة
كذب الصدى وكذبنا
فاضت دموعنا هزوا
وأحرقنا الاجراس
كي يستمر الصدى عاريا مفتونا باتعابنا الصفراء






  رد مع اقتباس
/
قديم 18-09-2016, 08:00 PM رقم المشاركة : 1541
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: رسائل حب هاربة من قبضة الحدود

أتبرأ من محيطكم وخليجكم وكراسيكم ومعاطفكم ومائكم وطاولاتكم وقصائدكم وحبكم
وجراحي وحدها حليفي وحصني المنيع
لغتي ماء
وجبل شامخ وطني
لا تفض بكارته






  رد مع اقتباس
/
قديم 18-09-2016, 09:20 PM رقم المشاركة : 1542
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: إلى دعد كامل** قد تكون رسالة**

ركن مداد رجاء وكرما






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-09-2016, 12:29 AM رقم المشاركة : 1543
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: إلى دعد كامل** قد تكون رسالة**

ركن مداد رجاء






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 21-09-2016, 11:27 AM رقم المشاركة : 1544
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: حصاد الريق...

مشاكل القلب الحنين






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 21-09-2016, 05:42 PM رقم المشاركة : 1545
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: حصاد الريق...







الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 21-09-2016, 10:14 PM رقم المشاركة : 1546
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي مدونة الهمس الشاعري

استغـنـاء..

ما بيني وبينه
حزمة من شوق
نظمتها لليل عِقـْدا
فاستغنتْ عن النجوم السمـاءُ


غـــــــباااااااء

عند منتصف الجرح
سيصبح الليل عاقلا...
لن تتمرد الجدران
لقد وقعوها بمواثيق عارية
عبوة ناسفة على حدود الوطن
ورموا على جسد الكتابة
أسراب الغباء..

مقاضاة

...وفي حضن النهار
رفعت قضية ضد الليل وغياب الأحلام والسمر
أودعت ضوءه عمقي كي يراني
ارتد النهار مـُهرولا
والليل مستمر يقصفني بالجمر..


انهزام..

حين يخترقني الشعاع إلى حدود عينيك ..
تتنهد فواصل الشجون ، عند سفح الشمس ظلا
وينهزم عبء الانتظار الطويل...



احتراق
بسطت حبي
على أذرع الشمس
فاحترقت كل العتمااااات


وصفــــــــــــــــــــــة



إذا هطلت فتنتها سؤالا على قلبك
وشرعته للضجر من جديد..
بعـْثر ثلاثا من خيوط الشمس على ركام الصمت
وثلاثة أخرى من ضياءات ذكرياتكما
والسابعة ختام :وجه قـِبـْلتك للحنين
وارسم جدارا مضادا للنفي..


إصـــــــــــــــــــرار
كلما جف حبري مني
أستعيد ما كان ذات حلم .. ماء..

انتظـــــــار
ريثما تلبس الشمس ثوبها الجوري
سأضع ُ قبعتي الزرقاء َ
أتأنق بلمسة وفاء
وأقف انتظارا على ناصية بريد القمر.


نبض ....

ذات حـُلـُم ٍ

رمتـْني ضمـّة ُ وجد

على ناصية ٍ زرقاء َ..


راية بيضاء
سألني عن الطريق ْ
وكأسة الجوى أين ضاعت وسرّ الحريق ْ
عجل احمرارُ المقلتين زائرا
وتدلت من حزنها شاهقة دمعة
تداولتها الأحلام رفيق ْ



آسفة جدا
آسفة جدا
سببت الأذى للقمر
وعكرت الماء في النهر
هذه أنا
مسودة اعوجاج على طول الزمن
..............................

فوضى ...


أسقط في أجندة الشوق فوضى
تلقح نبضي بصراخ رهينة
وتفتحني على البكاء فضيحة انهزام....


وعيد من خلف زجاج...

يحصي أنفاسه اللاهثة
من خلف مرايا يتوعدها بأثداء فاسدة
والجسد في بركة ظلمتها متقدة.

عبور
للسفر
نور الاحتمالات البعيدة..
نلتقي عند خاصرة البحر
حيث أقراط القصائد المتدلية عشقا
تنحني لنا
وفي المدى الآتي
كل أكياس الشموس قريبة منا



عـتــــــاب

لا تسألني لـِمَ العتابُ..
تجردْ في كل الصور تر َ:
لقد شرعني الريق ُ فيها انتظارا مـُرا
تكررت ُ توسلا
أبرق الصدى
فلم تحملني ريح ُُ ُ
ولم يظللني شجرْ.....


مـــــــــــُراودة..

في الغياب يستفرد بي الوجع ...
ويراودني ، كي أتناسل ضعفا جسديا مقيتا...


ارتقــــــاب

أتسكع في غابات الانتظار شوقا حارقا ..
وكل الأشجار ظلالها تنام في أرضكـَ
سـأسـتـقطرُعساقل نقاهتي..
حين تلتمع في جوانحي ابتسامتكـ...


استـغلال ٌ

أيتها الريح ُ
فـَرسخ الموج ُ بعيدا
وانتفخ النهرُ بالانهيار
وكـ حطّـّاب الفتن
يمتح الزبَد ُ من ضياع الحنين ...


تـحـريض

تناديني من أسر الفراغ زوبعة من أفكار
أنزع من على صدري الآثم بالثرثرة
قميصَ الانتظار
وأنشق في فوضى الصمـْتِ انهيارًا....


رهـــــــــبة .
حين كنت صغيرة
خفت كثيرا من ظلي
كبرت...
وماتزال تلاحقني رهبة الظل
لذلك كثيرا ما أنحت من عزلتي وصمتي
ابتسامة ضوء...



في ريق الشمس

في ريق الشمس
تجلس امرأة القرفصاء
وتغزل طاقية للقمر...



حـصــــــــــــــــــاد


عارية ٌ أشجار ُ المساء ِ
لم يأت وقت ُ الحصاد بعد ُ
ولم يمر على الحقول مسلما الشتاء ُ




أحــــــــبـــكــ َ
للزمـَن بعض من ذاكرة الأشياء ...
ولإسمك كل الذاكرة .
فـــــ أنت َ كـُل ّ ُ الأشياء ِ..



شــفـــــــافـية

من شفافية الأفق
تطالعها عيناهُ..
تنبت شجرة ...
والمسافات ما بينهما في قبضة القـُبلات
كأس ممتلئة...

تـَحـالـُف

وصاح القـُدسُ : يا عــَـرب ْ
ردد الصدى : ياعــِـــــــبءْ


هكذا أحبكــ َ

أستوقف قطار منتصف الخريف
ألملم أوراقه الصفراء .
أصنع عربة تتسع لروحين
أرشها بماء لقاءاتنا ...
تنبت قبلة على أفواه الشتاااااااااااااااااااااء


نــــــــــــداء


أيتها الأرض الطيبة ُ
افسحي الطريقَ للريح ِ
فالشــــــــوارع ُ
تورمت ْ عيونـُها من رمـَد العزلة...



مواجهـــــــــــــــــة

تُباغتني الريح ُ المعبـّأة ُ بالتصدع ..
نتقابلُ وجها لوجه ..
تحاول هنيهة ، ثم تضطر للانحناء...


في المنْعـَطفِ

ريحِي تتمايل ُ على خاصـِرة ِ الشانزيليزيه
وصديقي السيد سوغان لم يأت بعدُ ..
ربما في منعطف السؤال
يجرأذيالَ خيبة ِ انتظارها
مثلي...
فـــــــــ
مـُذ قبض الحلم ُ على الفؤاد متلبسا بنبضه
لم يبرحْ جسدي ظلـّه ُ...


ســــقوط
اغترب َ الظل ّ
وتمدد الصّدى حتى فوهة النهار
ما يزال الأفق ُ يـُنذر بسقوط الذكريات


جوقة خريف


مهداة إلى زمن الحصار ...


أتـَيـْتَ رهبة..
غائـم فيك المساءُ
مـُحـَمـــَّل غثاء
كــــــ خريف جوقته في الأضلع
تتنقل آهة واحتراقا






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 22-09-2016, 11:21 PM رقم المشاركة : 1547
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: الحوارية السادسة ** حجة **

ان يتغير المكان
حجة لاعود اليك






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 23-09-2016, 01:24 AM رقم المشاركة : 1548
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: حصاد الريق...

سبحان الله






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 23-09-2016, 01:35 AM رقم المشاركة : 1549
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: أمي الحبيبة

مداد
شكرا






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 26-09-2016, 08:53 PM رقم المشاركة : 1550
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: رسائل حب هاربة من قبضة الحدود

مالي أكتم وجعا يهري جسدي
وتدعي الانتخابات كذبا
حب وطني
مع الاعتذار لابي احمد






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط