لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ مَطْويّات⊰ للنصوص اللاتفاعلية .. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-11-2018, 01:52 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
" بونُ ما بينَ التَّفاهةِ و التُّفاحةِ "
" بونُ ما بينَ التَّفاهةِ و التُّفاحةِ " لقيْتُ صاحب التفاحة و كانت مفاجأةً يقصر عن إدراكها الزمان و المكان ، فعزمتُ أن لا أفلتها لا سيما و أن بعثه مرة أخرى يبقى أندر من حُلْم يشْخص ، و خيال يمْثُل . و بدا أنه استقبل رغبتي و تحفُّزي بصدٍ و فتور فشرع منسلاً يروغ و يزوغ ، فتلبَّبْتُ طريقه و أغلقتُ عليه كل مرصدٍ فصاح : _ إليكُ عنِّى أيُّها العربي ! * على رِسْلك يا صاحب التفاحة. فاستشاط غيظاً عن ذي قبل ، و أخال ذلك لقولي "التفاحة". _ تَنَحَّ عن طريقي أيُّها العربي ، فقد ضقتُ من تفاهاتكم . * تنْعتُني بـ " العربي " ! عُنصريٌّ أنتَ يا سيد " نيوتن " . _ كلا ؛ و لكنْ ما نالني منكم أيُّها العربُ إلا الهَذْيَ و الهَرْف. * سيدي فينا الغثُّ و منِّا السمين ، فلا تعجلْ بمظنَّتِك ، و استَبِنْ منطقي . _ لم ينشغلِ العربُ بنظريتي قدر انشغالهم بمآل التُّفاحة ! * و اختلفوا إن كانت تفاحة أو رمانة ، و اختلفوا أَسقطتْ على أُمِّ رأْسِكَ أم في حِجْركَ ، و بعضهم أسقطَها في فمك. _ و ادَّعوا زُوراً أنَّني اقتبستُ نظريَّتي من العربي ثابت بن قرة ... * و بعضهم نسبَها لابن الحائِك ، وقيل البيروني ، أو الخازني ، أو الإدريسي .... و لو صدقوا ـــ ولا أَخالُ ذلك ـــ فلكَ ـــ في رأييِّ ـــ السبق و الفضل ! لحظة إذٍ قرَّ نيوتن ، و هدأَ و استكان و أصْغى منتبهاً كأنَّهُ يستدرُّ مزيْدَ مدحٍ و تقريْظٍ ، فاستدركتُ : * كَمْ من حقيقةٍ علميةٍ أمدَّنا القرآن بطرف خبرٍ عنها مُذْ أربعة عشر قرناً ، فما سبقْنَا لكشف اللِّثام عنها ، و لا استبَنَّا لها طريقاً ، و أقولُها ــ منْصفاً ــ بملءِ فِيَّ ما وجدتُ أضلَّ من أمةٍ هذا حالُها ! _ زِدْني أيُّها العربيُّ الفريد . * و أن يَذْكُرَ بعضُ علمائِنا فرْضيَّةً لا تعدُوا بضع كلماتٍ عن احتمالِ جذْبِ الأرض للأجسام ؛ دون عِلَّةٍ أو بُرْهان ؛ أوَ يثْبِتُ لهم ذلك بزَّاً أو سبقاً ؟ لا و اللهِ ؛ بل ينالُ منَّا نحن الأحفاد ، و لا ينالُ منك بشيء. رفع نيوتن قُبَّعته ، و أَحْنى رأسه لي إجلالاً و تحيةً قائلا ً: _ أُحَيِّيك أخي العربيُّ على ثاقبِ فهمِك ، و إنصافِك . * تمهَّل يا سيدي ، فو اللهِ ما أراكَ إلا عجولاً في أحكامِك ، وَلُوجاَ في إِيْهامِك ! و إِثْرَ جُمْلتي الأخيرةِ بدا زائغَ البصر ، يضربُ أخماساً في أسداسٍ قائلاً بضيقٍ و حيْرةٍ : _ أيُّ إيْهامٍ تقصدُ يا عربيُّ ؟ * توهمتَ كمال نظريَّتِكَ في جذْبِ الأجسام ، لكن لديَّ شواهدَ تهدمُ ذلك ! _ تدليسٌ و تلبيسٌ ما تدَّعي أيُّها العربي ! لقد فاقتْ و سادتْ نظريَّتي علومَ الطبيعة و امتدَّ أثرُها فَغَشِيَ بُحوثَ الفلسفةِ و علومَ النفسِ ... * تَابِعْ سيد نيوتن ، إنَّنِي مُصغٍ ، و ها أنتَ تعدو نحو فخِّكَ! _ على المستوى الفزيائي تتناسبُ قوةُ التجاذبِ بين أيِّ جسمينِ في الكون ، طرْديًاً مع حاصلِ ضربِ كُتلتيّْهِما ، وعكْسيًا مع مربع المسافة بين مركزيّْهِما . * و ماذا على المستوى الفلسفيِّ و النفسيِّ...؟ _ بعضُهم اتكأَ على قوانيني في السقوط و الجذْب ، حالما فسَّرَ ظاهرة التَّخاطُرِ و تَوَارُدِ الأفكار ، و تجاذُب الأرْواح بين البشر و الكائنات ؛ فالطيورُ على أشكالها تقع ، و الإنسان بحسب ما يُراكمُ لديه من طاقاتٍ إيجابيةٍ أو سلبيةٍ يجْذبُ إليه ما يريد ، أَلمْ يخبرْكم نبيُّكم : " تفاءلوا بالخيرِ تجدُوهُ " ، و بحسب أحدِهم : " إذا رأيْتَ ما تطمحُ إليه بعينِ خيالِكَ ، فلسوفَ تُمسِكُ به بين يديْك ". ثم استطْردَ محاولاً التملُّصَ : _ أيُّها العربي لسنا في معْرِض مُحاضرةٍ علمية فاسمحْ لي بالمغادرة . * سؤالٌ أخير يا سيدي ، أيُّ الكُتْلَتَيْنِ أشدُّ جذْباً ، و أعظمُ أثَراً ؟ = الكتلةُ الأكبرُ بالطبع ؛ لذا تسقطُ الأجسام الحرِّة نحو مركز الأرض ؟ * فأيُّ السُّقُوط أهوى نُزُولاً ، و أوْغلُ وقُوعاً ؟ _ السقوطُ القسريُّ المدفوعُ جبْراً بالطبع . * فَلِمَ تعجزُ كتلةُ الشُّعوبِ عن إسْقاطِ كتْلةَ العُرُوش إذاً ؟ بَغَتَهُ سُؤالي و فَجَأَهُ ، لكنَّه نَظَرَ إليَّ مبْتسماً مُجِيْباً بِثِقَةِ العليمِ : _ و مَنْ أَوْهَمَكَ أنَّ الغُثَاءَ " كتلةً " أيُّها العربي ؟ أَرْبكتْنِي الإجابةُ و أَبْكَمتْنِي ، فمَا أدْركتُ أنَّى ومَتَى انْسلَّ وانْصرَفَ ؟! |
|||
11-11-2018, 12:48 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: " بونُ ما بينَ التَّفاهةِ و التُّفاحةِ "
اقتباس:
جميل أنها أعجبتك . دم راقياً |
||||
26-11-2018, 01:00 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: " بونُ ما بينَ التَّفاهةِ و التُّفاحةِ "
أخي المبدع / جمال عمران زعيم الغلابة
جميل أنها أعجبتك . دم راقياً |
|||
04-12-2018, 11:23 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: " بونُ ما بينَ التَّفاهةِ و التُّفاحةِ "
لقد ذكرت أشياء كثيرة دلت على سعة علم و أدب و فقه و فلسفة و ثقافة عالية..
الأسلوب رائع و جميل و ختمتها رائعة رائعة.. مما أثارانتباهي ان هذه النظرية العظيمة جاء من يثبت خلافها معتمدا على نظرية انشتاين بحيث اثبتت التجربة المعملية و الرؤية عبر مسابير فضائية نظرية انشتاين و رجحتها على نظرية نيوتن .. حرف سامق هذا الحرف... |
|||
05-12-2018, 05:11 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: " بونُ ما بينَ التَّفاهةِ و التُّفاحةِ "
و مَنْ أَوْهَمَكَ أنَّ الغُثَاءَ " كتلةً " أيُّها العربي ؟
أَرْبكتْنِي الإجابةُ و أَبْكَمتْنِي ، فمَا أدْركتُ أنَّى ومَتَى انْسلَّ وانْصرَفَ ؟! صدقت فنحن أمة فرقتها المصالح الشخصية والطائفية والحزبية شيق ما سطر قلمك من وعي وثقافة عالية كل التقدير وتحياتي |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|