ضوء جهاد بدران على الومضة الحكائية/ نضال/أ.إدريس الحديدي - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-2018, 09:31 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي ضوء جهاد بدران على الومضة الحكائية/ نضال/أ.إدريس الحديدي

نضال.........../ إدريس الحديدي

فقد إشعاعه، صعد إلى أعلى جبل..
أسس مملكة من عود ثقاب..!!
...............
.
.
هذه الومضة حملت معها الكثير من التأويلات ..وبسطت جناحيها بعمق المعاني للتحليق بنا نحو أفق واسع يفيض منه مطر الجمال بدلالات عدة..
من خلال العنوان/ نضال/ يأخذنا لمفاهيم متعددة تُصب في قالب نفس المعنى إلا باختلاف المجالات والأساليب التي من الممكن أن تتقوقع في دواير مختلفة تخت مسميات النضال..فالعنوان جاء نكرة بلا أل التعريف كي يجعلنا تحت زوايا الرؤيا المختلفة في اتجاهات متنوعة في تكوين أنواع النضال..فلا يحصرنا الكاتب في اتجاه واحد أو مسمى واحد للنضال بل فتح لنا مجال التحليق للكشف عن أسرار المضمون وهذا بحد ذاته ذكاء أدبي ودراية وحرفية مدروسة لنيل ما في الفكر من أضواء تسلط على المعاني وتكشف عن ساقي المحتوى..
فهل نسميه نضال اقتصادي..أو نضال سياسي..أو نضال ثقافي..أو نضال الكتروني..أو نضال ديني ..الخ
والنضال بأنواعه تتغير وسائله بتغير المكان والزمان..وبتغير الفكر والتخطيط...
وبما أن الكاتب جعل من العنوان مفتوحاً..هذا ساهم في احتواء المبنى اللفظي والمعنوي لكل أنواع النضال واستخدامها كوسيلة لتحقيق مبادئه ومفاهيمه وفق ما يرجوه من تأثير داخل المجتمعات المختلفة..
سنبدأ بتفصيل ما يلهمنا الفكر من محتوى بين السطور كي نخرج إفرازات الحروف من قوقعتها للمحيط الخارجي كي تصل للذائقة بالمفهوم الذي وصل إليه الفكر المتواضع..
يبدأ الكاتب لوحته النفيسة البارعة بقوله:

// فقد إشعاعه//

من أول كلمة كتبها الكاتب كانت توحي للفكرة
التي تعبر عن معاناة ربما تكون لذاتٍ معينة وربما تكون لجسد وطن ذاق من نصلها الكثير من المواجع..
تلك الكلمة في فعل ماضي / فقدَ/ وهذا الفعل يوحي أن من ورائه كان يكمن شيء نفيسٌ موجود إلا أن أصابه الخلل ليتم فقدانه تحت تأثيرٍ ما مما جعله في عالم الضياع والفقدان..
بداية الومضة بفعل ماضٍ يدل على بداية حدث وتحريك ينتج منه عملية حراك متقدمة أو متأخرة..والذي يدل على النتيجة هو ما يأتي من خلال سياق الكلام القليل الذي لخّصه الكاتب في لقيمات قليلة من الحروف يعيش تحتها عالم كثيف من المعاني والمعالم التي يمكن بثها في قاموس متفرد نتيجة الوعي في ترتيب الحروف من خلال دراسة لفكر اعتصره الكاتب كي يفتح نوافذ الخيال عند المتلقي على أوسع سبله..
الكاتب هنا ابتدأ قصته القصيرة جداً بفعلٍ مؤثر عميق دقيق جدا..فهو لم يقل فعل/ أضاع بدل فقد/ لأن فعل /فقد الشيء/لا يمكن من إعادة الشيء وإيجاده..بينما فعل أضاع الشيء يكون هناك احتمال قوي بإيجاده..لذلك عملية انتقاء الفعل كان متقناً ودقيقاً وسنوضح ذلك مع القراءة لهذه القصة القصيرة جدا...
يربط الكاتب فعل / فقد/ بالمفعول به وهو الإشعاع/..
// فقد إشعاعه//
وحتى يتم فهم المحتوى نحتاج لتفصيل كل كلمة لتكون دليلاً على الإبداع..
والإشعاع هو عملية التأثير في شيء مادي ملموس..ومن ناحية فيزيائية هو اختراق للمادة لعمقها ..
وكما ذكر معناها في معجم المعاني:
/الإشْعاعُ : انبعاثُ الطاقة وامتدادُها في الفضاءِ ، أو في وسط مادي ، على هيئة موجات أيًّا كان نوعُها/..
فالطاقة المبذولة من الإنسان وتأثيرها بمن يقابلها إنما هي عملية الجهد الكبير الذي يحاول صاحبه التأثير بكل من يريده..كتأثيره في المجتمعات ومبادئها وقوانينها الوضعية وأسسها القاعدية وأنظمتها الظالمة..أو تأثيره وإشعاعه في العقول الناتجة لكل فساد أو تخريب أو ظلم..وتأثيره في السلوكيات العوجاء المتعرجة المنحرفة..أو التأثير في السياسة والاقتصاد والعلم لبناء الإنسان المستقيم وما ينتجه من مادة قابلة لتغيير المجتمعات لأفضل حالاتها..
ربما هذا هو ما فقده الإنسان الواعي الحكيم المفكر الذي يتعامل بشريعة الله وما يصحبها من السنة النبوية الشريفة..لأن العالم المادي اليوم ومن يحكمه تحارب الإنسان المسلم فقط لخوفها منه وما يستطيع أن يعمل من خلال إيمانه الذي يرهب كل الطواغيت الحاكمة للعالم..
لذلك فقد إشعاعه بعد محاولات كثيرة بطرق مختلفة..لم تأت بالنتيجة المرجوة..فقوى الشر في الأرض للأسف هي العنصر الأساسي الذي يملك ناصية الحكم ويتلاعب بها على أهوائه ووفقاً لمصالحه على حساب الإنسانية..
فعندما يفقد الإنسان تأثيره بالمكان الذي يعيشه ولا يعد له كيان مؤثر..يجد نفسه منبوذاً لا يقدر على عمل شيء..فمن البديهي أن يبحث عن مكان آخر يلائمه ويبسط فيه فكره وعمله..فلما يفقد كل ذلك يلتجئ لمكان بعيد يؤسس فيه فكره في مملكة لا يمسها أحد غيره تكون بعيدة عن أهل الظلم والفساد ليستطيع أن يبني ويوظف ويعمل رقعة أرض يحكمها العدل والحق..فكان اختيار الكاتب قمة الجبل..حيث يقول:

// صعد إلى أعلى جبل..//

استخدام الفعل الماضي /صعد/ توظيف متقن يدل على الوعي الكبير بسلسلة بناء الحروف وفق جماليتها اللغوية في عملية التوظيف..
وحتى يتم تأسيس مملكة ما فإنها تحتاج لتعب وجهد كبير في إنهائها..والمملكة حتى تنجح تحتاج لهذا الجهد الكبير..لأن عملية الصعود للجبل تتطلب مراحل صعبة وخطوة خطوة من المشقة للوصول لذروة وقمة الجبل..
الكاتب استعمل فعل / صعد/ بديلاً عن فعل /وصل/ ففي عملية الوصول لا تتضح عمليات الجهد المبذولة لأنه احتمال أن يصل بطرق مختلفة لا تلزم بذل الجهد الكبير كاستعمال الفعل/ صعد/ الذي يدل على الطاقة التي يبذلها الصاعد لقمة الجبل..وهنا أراد الكاتب أن الإنسان الذي يريد أن يصل لهدفه ومراده بنجاح إنما عليه بذل الجهد والتضحية بالجسد والوقت والطاقة...
فالصعود كناية عن الجهد وبذل القوة في تحقيق الوصول للهدف..
الكاتب أراد الصعود لأعلى الجبل..
ولماذا أعلى الجبل..؟!
أعلى الجبل هو المنطقة الإستراتيجية العالية التي تطل على كل الأماكن التي في أسفله..بهدف السيطرة والتملك والمراقبة ومشاهدة أي عدو يمكن أن يقتحم المكان..كما يفعل المحتل في بلادنا..فاليهود يختارون في بلادنا في المدن والقرى أعلى قمم الجبال ويبنون مستوطناتهم ومستعمراتهم..وهذا ليس عبثاً..إنما حتى تمون لديهم السيطرة والهجوم والتصدي وإطلاق القذائف على السكان في أسفل الجبل..موقع ملائم لأهداف السيطرة والاحتلال..لذلك أعلى الجبل هو المركز الذي يطل على كل تحرك من الشعوب أو العدو..
والكاتب أراد هذا الصعود لأنه فقد إشعاعه في المكان الذي يسكنه وذهب يؤسس قوى مختلفة ليتم السيطرة على عدوه..وهذا دليل على الصحوة في بناء مجتمع جديد يقوم على الوعي والتخطيط والبناء..وهذا ما تحتاجه مجتمعاتنا في بذل الجهد بإيجاد مكان بعيد عن حكام وقادة مسحوا الأمن والحق والعدل وافترشوا الفقر والذل والمهانة والتجهيل والتضليل للأمة حتى لا تدرك أبعاد مخططاتهم وتبقى الرؤوس منحنية لهم..
وهنا أراد الكاتب إعادة إصلاح الشعوب والمجتمعات وتجديد طرق المقاومة والصمود بفكر جديد وبناء محكم لا تناله أيدي الطغاة..
ويختم الكاتب قصته بقوله:

// أسس مملكة من عود ثقاب..!!//

بعد عدم استطاعة الإنسان التأثير في تغيير بلاده ومجتمعه ويفقد إشعاعه بشتى الوسائل..يبحث عن مكان بعيد يؤسس مملكته التي يستطيع فرز أفكاره وبسط عمله فيها..
فقام بالحفاظ عليها بدمه وكل قوته..ليؤسسها من عود ثقاب..
صورة رائعة جدااا لعملية الدفاع عن الفكر والحضارة والأرض وكل ما يملك..وصف دقيق جدا أن يجعل المملكة من عود ثقاب..
المعروف أن عود الثقاب لا يشتعل بذاته لذاته..بل يشتعل وفق أيدي محركة له ووفق مواد مساعدة للقيام بعملية الاشتعال..وهذا يأخذنا إلى أبعاد هذا الفكر الذي يتصف به الكاتب ودقة ألفاظه المغروسة بالوعي الشديد بكل أبعاد هذه الأمة المجروحة اليوم..
وتأسيس المملكة من عود الثقاب..كناية عن تلك القوة التي تمتلكها هذه المملكة والذكاء المبنية عليه..بمعنى أنه من يقترب من هذه المملكة فمصيره الاحتراق..لأن العدو هو المادة المسببة للإشتعال..وهو الوسياة التي يتم بها الاحتراق إذا ما لامس هذه المملكة..وهذا كناية عن تلك القوة التي تتحلى بها عقول من أسسها ووعي من بناها واستحداث سبل جديدة للدفاع عن النفس الإنسانية وعن الأرض وكل شبر فيها..
عود الثقاب هو الوسيلة الأخيرة التي يمكن الدفاع بها عن مملكة آمنة تأبى الظلم ويسود فيه العدل والأمن والأمان..
عود الثقاب أصبح صمام الأمان لمن اغتيلت حريته وتهشمت إنسانيته وتشردت شعوبه..
.....
الكاتب المبدع الأديب المتميز بحرفه الراقي
أ.إدريس الحديدي
كنت هنا في حضرة الفكر الواعي والحرف الفذ
وأمام بناء محكم متماسك..يخضع الخيال للتحليق بين زواياه واستخراج درره النفيسة..
شكراً لكم ولحرفكم الوارق
ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه

جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط