العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-11-2011, 02:13 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
منجية بن صالح
عضو أكاديميّة الفينيق
تونس

الصورة الرمزية منجية بن صالح

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


منجية بن صالح غير متواجد حالياً


افتراضي نبض البحر .....قراءة منجية بن صالح

[center]نَبْـــــضُ البَــــحر
الشـــاعــــر الفلسطينــــي
باســـــل البـــــزراوي


لكِ الشعرُ يهفو كالنسيم الذي يسري
ويبسمُ لما دغدغَ الشوقَ في الزهرِ
فيسكبُ في أعماقِ روحك بوحَهُ
ويغفو كما تغفينَ مع بسمةِ الفجرِ
تتوقُ الحروفُ البيضُ أن تلثمَ السنا
على همسِ قلبٍ طار مع خفقةِ الصدرِ
فتنسجُ من همسِ الحبابِ خميلةً
من العشق تغري القلبَ من حيث لا يدري
وتوقظُ صمتَ الحلم من هجعة الكرى
فيزهرُ في عينيكِ مرجٌ من السحْرِ
أراكِ على أردانِ دوحٍ تراقصتْ
تحلّين خفقَ الدوحِ في بوحك السرّي
أراكِ على شطآنِ بحركِ نخلةً
تُغازلُ بوحَ الشعرِ في غابةِ الشعرِ
فأنت عراقُ الروح والنخلُ لفّها
كما لفلَفَت مزنُ السماء سنا البدرِ
وأنت فلسطينُ التي ما تبسّمَت
لغيري ولا تاقت لذي خفقةٍ غيري
ولا أفعمتْ روحاً كروحي بحبها
ولا أجّجتُ قلباً كقلبي بلا جمرِ
أليلايَ تغفو الروحُ ما شفّها النوى
وتصحو على إيقاعِ ذكراك والذكرِ
فمن أرجكِ الورديّ أترعني الجوى
ومن طرفك المكحول أثملني خمري
ومن زهرة القندول عطرت أحرفي
فباتت تبث الروح عطراً على عطر
ومن نبضة البحر الجميل تململتْ
قصائديَ الحمراءُ واستعذبتْ عذري
يزينُ قوافي الشعر أنْ كنتِ نبضَها
تناغي عباب الموج في شاطئ البحر
ويبحر فيك الحلم يختال باسماً
كما أبحرت رؤياك باسمةَ الثغرِ
مقدسةً يخضلّ في طيفك الهوى
ويسكب فيك النأيُ ذوباً من الخمر
تغلغل فيكِ الشعرُ همساً ورقّةً
فبتُّ أسير البحر أشكو مدى أسري
فكان أنا أو أنتِ حتى إخالنُي
ثملت به وانثال من روضِه نهري
فلسطين في أحلامِ روحك قبلة
ومرجاً من الأشواق أحيا به عمرِي
فإن كان بحر الصمت أرخى سدوله
وخيّم ليل السهد دهراً على دهرِ
فما طال عهدُ الليل والصبح سابحٌ
يداعبُ هدبَ الشمس في موجه السحري
وأنت على جنح الصباح يمامة
تبوح لصمت البحر شدوَ الربا الخضر
وتنفث أنفاس الهُيام ورجعها
على القدس يهمي الحب في رقة القطر
وقفتُ أناجي الموجَ حتى أذاقني
هواك الهوى بين " الرصافة والجسرِ"
فأشعلتْ الذكرى سحائبَ مهجتي
فبتُّ كليمَ القلب من رقة السُّمْرِ
وألفيتُ طيفَ الإلفِ يغتالُه النوى
كما اغتالني بعدي وشفَّ الجوى صبري
فباتتْ على بعد اللقاء مشوقةً
يهدهدُها صوتي الذي لجّ في الهجرِ





قراءة منجية بن صالح
لقصيــــــــــدة
نبــــــض البــــحر
للشاعر الفلسطيني
باسل البزراوي


خلقنا لنكونَ كلماتٍ على سطورِ الحياةِ, لنا حركةٌ ومشاعرُ تتفاعلُ مع الزمانِ والمكان وتاريخِ البشريةِ, نكرِّس موروثاً لغوياً بكلِّ مفرداتهِ الإنسانيةِ السالبةِ والموجبة لنعيشَ على الأرضِ بما نحملُه من جمالٍ وقبحٍ, من فرحٍ وحزنٍ, من جراحٍ تنزفُ تارةً و تندملُ أخرى وكأنها تغفو لتستفيق ...هي الأحداثُ المتقلبة على أرضِ الواقع والتي تثير في الإنسانِ مشاعرَ تتناسلُ, تسكنُ أعماقَ البشرية لتحتلَّ ملامحَ حياتنا في مناسباتٍ عدة منها المؤلمةُ ومنها السعيدةُ التي نتعايشُ معها و بها لنكونَ مثلَ بحرٍ متقلبةٍ أمواجُهُ يسكنُ تارةً ويضطربُ أخرى, عمقهُ زاخرٌ بحياةِ الحركةِ, له جمالُ الغابةِ و نعيمُها , كنوزُ الأرض و بريقُها الأخاذُ الذي يشرقُ سعادةً وأملاً على سطحهِ ليكونَ للأيامِ المسافرةِ ومراكبِها مجرىً ومرسىً باسم خالق يحيطُها بعنايتهِ لنستشعرَ سعادةً ليس لها مدىً... تحتضنُ زمانَ لحظةٍ لها جذورٌ في الماضي لتتواصلَ مع مستقبلٍ تُخلِّد فيه بصمةً هي مورثُ واقعِ الفرحِ والألم... صورةٌ تتفاعلُ مع حدثٍ يثيرُ وجودُها تطفو على ملامحِ الإنسانِ لنكونَ الكلمةَ والمعنى المحلّقَ في سماءِ الوجودِ نخترقُ زمانَ مكانٍ يتلاشى من أمامنا لتبقى اللحظةُ المعاشةُ ألماً أو أملاً يكتبُنا على صفحاتِ أيامِنا و ليالينا تحتضنُنا لنعيشَها, نمرُّ معَها وبها فتكونُ في الإنسانِ طبيعةٌ تتماهى مع الوجودِ و جمالٌ سابحةٌ مفرداتُهُ مثلَ طيورِ غابةٍ غنّاءِ أو نوارسَ تحلقُ فوق موجٍ هو مدادُ كلمات بل هو كلماتٌ تبوحُ للإنسان بأجملَ ما فيها , لها إيحاءٌ وهمسٌ يسكنُ الوجدانَ ويشرقُ على القلبِ بنورهِ ليكونَ العشقُ حاضراً والحبُّ أمواجاً تتهادى تطفو على مُحيا الإنسان وكَلِمِهِ , ويشرقُ كشمسِ فجرٍ من بين جفونه... فللحبِّ روحٌ تطلُّ على حبٍّ أكبر يحتضنُ الكونَ وروعة خلقٍ لأجملِ المعاني وأرقِّ المشاعر.
هو وحيُ الطبيعةِ وتواصلُ مفرداتِها المتألقةِ في سمائِها مع قلبٍ هو كلمةُ حبٍّ وبسمةٌ على ثغرِ عاشقٍ ودمعةٌ تناجي ربَّها في محرابِ مريم .... فللروحِ اشراقةُ فجرٍ على ورودٍ إحتضنها قطرُ الندى لتكونَ الكلماتُ نوارسَ محلقةً في سماءِ وجودٍ أبدعَ الخالقُ بيانَهُ.
له آياتٌ كدُرٍّ منثورٍ تسكنُنا وتحيطُ بنا نستشعرُ وجودَها ونقرأ مفرداتِها الحالمةَ فينا, لها روعةٌ وخصوبةُ فكرٍ وجمالٌ خلاقٌ يرسمُ بريشةِ القلمِ ألواناً لها حركةٌ وحياةٌ في وجدانِ القارئِ تحيي أرضَهُ العطشى للحبِّ والعطاءِ ولنورٍ يزيحُ عنها عتمةَ ليلِ الجهلِ بمقوماتِ الإنسانِ وخصوبةِ فكرٍ يستمدُّ حياتَهُ من آياتِ الخالقِ في الكونين الكبيرِ و الصغيرِ, ألا وهو الإنسانُ ومحيطُهُ الذي خلق من أجلهِ ليكونَ الأجملَ والأسعدَ والمثمرَ لكلمٍ مبينٍ وفكرٍ فاعلٍ على أرضِ الواقعِ والزمانِ, فللكلمةِ روحٌ تحيي الأحداثَ و تجعلُها فاعلةً وخلاقةً على أرضِ الوجودِ الإنساني.
وجدتُ نفسي أمامَ قصيدةِ الشاعرِ القديرِ باسل البزراوي كلمةً على سطرٍ لأكونَ لبنةً في مبنى القصيدةِ محلقةً في معناها, أطوفُ في عالمِهِ المشبعِ بجمالٍ نابعٍ من ذاتٍ شاعرةٍ كأنها خلقتْ منهُ لتكونَ "نبض البحر" قصيدةً تحكي روعةَ الوجودِ الإنسانيِّ الذي له جذورُهُ الممتدةُ في أرضِ كونٍ خُلقَ من ترابِهِ ليكونَ كأنهُ هو..... يقولُ الشاعرُ:

لكِ الشعرُ يهفو كالنسيم الذي يسري
ويبسمُ لما دغدغَ الشوقَ في الزهرِ
فيسكبُ في أعماقِ روحِكِ بوحَهُ
ويغفو كما تغفينَ مع بسمةِ الفجرِ

تنثالُ المشاعرُ شعراً لتأخذَنا الكلماتُ على بساطِ أحلامِها إلى عالمِ الشاعرِ ورسومِهِ المتلاحقةِ على صفحاتِ خيالهِ السابحِ في بحورِ القصيدةِ لتكونَ القوافي هي الحاديَ لمعانٍ محملةٍ بأروعِ المشاعرِ الإنسانيةِ والتي خلقنا بها لنعيشَ بين أحضانِها, هو الحبُّ هذا الحاضرُ الغائبُ في حياتِنا, كلٌّ يدَّعي امتلاكَهُ في قلبٍ صغيرٍ لا متناهي الاتساع لأنه يحوي شتى مظاهرِ الكونِ ويختزلُ جمالَهُ ليصبحَ قادراً على التواصلِ معه بلغةِ الصمتِ التي تذوبُ عشقاً, فيكونُ للخشوعِ دمعٌ يترقرقُ على شواطئ بحرٍ من الحبِّ و الجمالِ ليتواصلَ الماءُ مع الماءِ والترابُ مع الترابِ, والروحُ مع روحِ الكون , هو الإنسانُ عناصرُ كونٍ ومشاعرُ رقراقةٌ فيها حياةُ الروحِ وتجلياتُها المشرقةُ من بين جفونٍ ترى الجمالَ وتعيشُ مفرداتِهِ... هو الإنسانُ كلمةٌ وروحٌ تنطلقُ في المدى لأنها جمالٌ محضٌ نستشعرُ وجودَها فيكونُ البيانُ شعراً مسافراً عبرَ زمانِ اللحظةِ التي تختزلُ أجملَ الصورِ الناطقةِ بأرقِ المشاعرِ المعبرةِ عن أسمى ما في الإنسانِ, ألا وهو الحبُّ الذي يحتضنُ وجودَ الآخرِ ليتكاملَ معَه ...فللشعرِ نسيمٌ و سريانٌ يحتوى المتلقِّي ويستقرُّ في أعماقِ أرضِهِ العطشى لحبٍّ نفتقدُ وجودَهُ حيثُ بعثرت مفرداتِهِ رياحُ الهوى العاصفة... تطمسُ معالمَ حقيقةِ الحبِّ فينا وهي التي لا تتجلى إلا عندما نتكاملُ مع الجنسِ الآخرِ لتشرقَ الروحُ بنورِها على الإنسانِ وبيانِهِ يحملَ في ثناياه حياةً أخرى أجملَ تتخلقُ فيها أروعُ مشاعرِ الحبِّ التي نعيشُها كلحظةٍ لا ينقطعُ زمانُها تخلِّدُها الذاكرةُ لتبقى مستديمَةَ الأثرِ لأن الروحَ هي الحادي والشاعرُ المسافرُ على أرضِ القصيدةِ بالكلمةِ التي لها رقةٌ وإشراقةٌ لصدقِ معناها ومتانة مبناها فهي تحملُ الأحاسيسَ التي يعيشُها الشاعرُ حين لحظةِ الكتابةِ, يقولُ الشاعرُ في هذا السياق:

تتوقُ الحروفُ البيضُ أن تلثمَ السنا
على همسِ قلبٍ طار مع خفقةِ الصدرِ
فتنسجُ من همسِ الحبابِ خميلةً
من العشق تغري القلبَ من حيث لا يدري
وتوقظُ صمتَ الحلم من هجعة الكرى
فيزهرُ في عينيكِ مرجٌ من السحْرِ


للقلبِ همسٌ وللحروفِ نقاوةٌ بيضاءُ اللونِ تلثمُ السنا لتنسجَ من همسِ الحُبَابِ خميلةً عاشقةً لها إغراءٌ يتسللُ إلى الأعماقِ من حيثُ لا ندري, صورةٌ رائعةٌ تتشكّلُ خيوطُها من همسِ حركةِ أمواجِ البحرِ لتكونَ الكلمةُ تموجاتٍ في قلبٍ مُتْرَعٍ بحبّ,يتوقُ إليه و ليس لغيرِه, لها صدقٌ هو روحُها التي تحركُ مشاعرَ المتلقي ليستشعرَ جمالَها و يتعلقُ بها... فللحبِّ نورٌ وصمتٌ حالمٌ لا يشعرُ بوجودِهِ إلا من تعرّفَ إلى مفرداتِه ... يزهرُ في عينيْ ليلى الشاعر لتكونَ مرجاً من السحر .
صدقُ المشاعرِ يجعلُ للكلمةِ حركةً أفقيةً وأخرى عموديّةً على أرضِ القصيدةِ لتكونَ لها حياةٌ في عالمِها الذي ينتقلُ بمفرداتِهِ إلى المتلقي ليصبحَ لها امتدادٌ يحتوى مشاعرَ القارئ ويتفاعلُ معه ليجعلَهُ حاضراً لحظةَ الكتابةِ وكأنهُ الشاعرُ نفسُهُ..... يعيشُ تفاصيلَ التجربة الشعوريةِ يسكنُها وتسكنُهُ, يتواصلُ مع المبدع من خلالِ الكلمة.
للتواصلِ جماليةُ مشاعرَ جياشةٍ لا يحذقُ أدواتِها الكثيرُ , فهي التي تجعلُ للقصيدةِ حياةً لا يتوقفُ نبضُها عبرَ الزمان .... في كلِّ قراءةٍ لها تجلياتٌ أخرى نشعرُ من خلالِها و كأننا نقرأها لأولِ مرةٍ ...
يمكنُ أنْ نألفَ منظراً طبيعياً جميلاً لكننا كلما نشاهدُهُ نكتشفُ فيه روعةً أخرى لم نعرفْها من قبلُ .....فالمعاني متجَدّدة بتجدّدِ التواصل مع الكلمة-النصِّ, لألوانِها تفاعلُ مع روحِ الإنسانِ لتكونَ لها في كلِّ مرةٍ إشراقةٌ أخرى مختلفةٌ, يقول الشاعر:

أراكِ على أردانِ دوحٍ تراقصتْ
تحلّين خفقَ الدوحِ في بوحك السرّي
أراكِ على شطآنِ بحركِ نخلةً
تُغازلُ بوحَ الشعرِ في غابةِ الشعرِ


ينتقلُ الشاعرُ من الحديثِ عن الشعرِ والكلمةِ ليرى ليلاهُ- الرمز- بنورِ قلبِهِ المحبِّ ليكونَ للفعلِ المضارعِ حضورٌ لا يغيبُ ولا يتجددُ وكأن الزمان يتوقفُ لتصاحبَنا الرؤيةُ َ بالكلمةِ والحركةِ والمشاعرِ لتصبحَ وكأنّها مشهدٌ حقيقيٌّ يعيشُ في خيالِ الشاعرِ و على أرضِ واقعِ اللحظةِ لنقولَ أن لصدقِ المشاعرِ إبداعاً يجعلُ للكلمةِ روحاً نخالُها ساكنةً لنكتشفَ أن لها حياةً نابعةً من روحِ كاتبِها وحقيقةً يعيشُها داخلَهُ استحوذتْ على عالمِهِ الداخليِّ لتصبحَ القصيدةُ مرآةً عاكسةً لرؤيةِ يَقظةٍ على أرضِ الواقعِ لأقولَ: هل حقاً للكلمِةِ حياةٌ وحركةٌ فينا وفي محيطِنا ؟ و إنْ كان كذلكَ, فلماذا لا نعطيها حقها ونعاملُها على أنها كيانٌ حيٌّ
وفاعلٌ ؟ ربما عدمُ اعترافنا بحياتِها هو من يجعلُنا نعيشُ موتَها.... يقولُ الشاعرُ مخاطباً ليلاهُ :

فأنت عراقُ الروح والنخلُ لفّها
كما لفلَفَت مزنُ السماء سنا البدرِ
وأنت فلسطينُ التي ما تبسّمَت
لغيري ولا تاقت لذي خفقةٍ غيري
ولا أفعمتْ روحاً كروحي بحبها
ولا أجّجتُ قلباً كقلبي بلا جمرِ

ينتقلُ الشاعرُ من حياةِ الكلمةِ لحياةِ الوطنِ يجعلَ من ليلاهُ عراقَ الروحِ لنتعرفَ إلى رغبةٍ جامحةٍ داخلَهُ تتوقُ إلى تحريرِ أرض محتلٍّة فكأنَ إنتسابَهُ للروحِ يحرِّرُهُ من الأسرِ فتتماهى روحُهُ مع ليلاهُ والوطن, إنّهُ تداخلٌ رائعٌ تتواصلُ فيه أرضُ الإنسانِ بالوطنِ و الكلمةِ لتكونَ الروحُ هي العنصرَ الحيَّ الوحيدَ الذي يعطي الحياةَ لكلِّ مكوناتِ عالمِ الشاعرِ مجتمعةً في محيطِهِ والتي من دونها تُفقدُ حركةُ الحياةِ فيها لنقولَ إن الفقدَ الذي يعيشُهُ الإنسانُ لنصفٍ آخر يتكاملُ معَه حتى لا يشعرَ بغربةٍ وحَيْرةٍ وجوديةٍ, يجعلُ الروحَ تتحررُ من سجنِ الجسدِ والواقعِ المُتعبِ إلى عالمٍ أرحبَ تتواصلُ فيه مع روحٍ أخرى ليشعرَ القلبُ بهذا التكاملِ الجميلِ يعطيهِ جرعةَ أملٍ ورشفةَ سعادةٍ مستديمةٍ تتركُ أثراً جميلاً في ذاكرةٍ تَخلدُ فيها لنعيشَ معها وبها نتلذذُ وجودَها وتصحبُ واقعَنا المأساويَّ لتعينَنا على تحملِّهِ وربما تعطينا القدرةَ على تغييرهِ ولأننا خلقنا بحبِّ فكلُّ أعمالِنا التي نريدُها فاعلةً لا بدَّ أن يكونَ رافدُنا الوحيدُ فيها هو الحبَّ.
ليلى هي الحبيبةُ وعراقُ روحٍ لفها النخلُ يستلهمُ منها الشاعرُ الحريةَ لينموَ أملُهُ لتحريرِ وطنٍ سجينٍ ليس العراقُ وحدَه بل أيضاً وطنُهُ فلسطينُ التي رغمَ أسرِها لا تتوانى عن التبسمِ, فجمالُ روحِ ليلى يضفي وجودَهُ على واقعٍ مؤلمٍ يهفو الشاعرُ إلى تغييرِهِ بمشاعرِ حبٍّ جارفةٍ تحلقُ في سماءِ الوطنِ من بغدادَ إلى القدسِ, فليلاهُ الروحُ تحدو كلمات القصيد ليكون الشاعر مسافرا على أرض مشاعره في ترحال مع أبجدية لها بيانٌ وحياةٌ نابضةٌ بحبٍّ ينطلقُ من قلبِهِ الشاعرِ ليحلقَ في سماءِ الوطنِ لتكونَ العراقُ وفلسطينُ أرضَ ليلاهُ تسكنُهُ ليتفيأ ظلالَ روحِها الحرةِ, و التي لم تبتسم و لم تعرف ولم تحب غيره فهي حواء وجوده ووطنه تداخل جميل بين أرض الإنسان و الكون و البيان تتواصل معهم الروح لينعم هذا الوجود بحياة أخرى تنبض بحب كبير لا يعترف بالجزئي بل بكُلّ لا يقبل التجزئة و التشظِّي هو الكمال الوجودي في أرقى معانيه يعيشه الشاعر يتماهى به و معه مع عالم تسكنه روح حبيبة هي حب محض
ويقول الشاعر:

أليلايَ تغفو الروحُ ما شفّها النوى
وتصحو على إيقاعِ ذكراك والذكرِ
فمن أرجكِ الورديّ أترعني الجوى
ومن طرفك المكحول أثملني خمري
ومن زهرة القندول عطرت أحرفي
فباتت تبث الروح عطراً على عطر
ومن نبضة البحر الجميل تململتْ
قصائديَ الحمراءُ واستعذبتْ عذري


تسكنُ الروحُ أرضَ الشاعرِ تلكَ الأرضُ التي تتماهى معَ حبيبةٍ هي ليلاهُ, ومعَ وطنٍ هو الوطنُ الكبيرُ الذي يسكنُ حبُّهُ أرضَ القصيدةِ لتحيا عليها كلماتُهُ. تغفو روحُهُ وتصحو على ذكرى ليلى وذكرِها, تعطّرُ حروفُهُ بزهرِ القندولِ الفلسطينيِّ الذي يلحُّ على الشاعرِ حتى في حديثِ العابرِ, لتبثهُ عطراً يفوحُ في أرجاءِ وطنِ الحبيبةِ والأرضِ الأمِّ. إنه تواصلٌ رائعٌ حذقَ الشاعرُ مفرداتِهِ, وشكّلهُ عبر أدواتِهِ الفنيّةِ المختلفةِ ليجعلَ من الحبيبةِ والأرضِ وطناً يسكنهُ ليسكنَها حبٌّ كبيرٌ تتواصلُ الروحُ بالروحِ لتكونَ للكلمةِ حياةٌ وحركةٌ تحرِّكُ مشاعرَهُ ينقلَها إلى القارئ فيثيرُ فيهِ المشاعر ذاتَها, ويحملُهُ على جناحيْ الكلماتِ ليعيشَ التجربةَ الشعوريّة نفسَها..
للقصيدةِ جمالٌ يحيا فينا ويتخلّلُ المتلقي لتتربّعَ الروحُ على عرشِ قلبِهِ ....هو الحبُّ العذريُّ في أسمى معانيهِ يجعلُ الكلمةَ تتنقلُ طليقةً في ربوعِ الوطنِ وتتفيأ ظلالَ وجودِ المحبِّ ليسكنَهُ جمالُها ويشاهدُ ببصيرتِهِ تجلياتِها. فللحبِّ نورٌ لا يعرفُهُ غيرُ قلبٍ صادقِ المشاعرِ مرهَف الإحساس, وكأن نبضَ البحرِ ينطقُ في قصائدِ الشاعرِ الذي يُسخِّرُ مكوِّناتِ الطبيعةِ لتُعَبّرَ عمّا يجيشُ في داخله, ويعتملُ في نفسِهِ من رقةِ الأحاسيس التي لها عذوبةٌ رقراقةٌ تتواصلُ مع أرضِ وطنٍ وإبداعِ كَونٍ يُقيمُ فيه الجمالُ ليستعملَ بسلاسةٍ وحرفيةٍ رائعةٍ مفرداتِهِ التي يعبرُ بها عن خَلقٍ له روحٌ لا يكتملُ الشاعرُ إلا بها ...هي ليلى الحبِّ والجمالِ والرقةِ تنسابُ فيه كجدولِ ماءٍ عذبٍ يسيرُ على إيقاعِ خريرٍ يقودُها إلى بحرِ مشاعرَ متدفّقةٍ لترتمي في أحضانِهِ بكلّ صمتِها الجميلِ أمام روعةِ عالَمِها المتخيَّل في بعدِه الفنيِّ .يحتارُ الشاعرُ بين الروحِ والجسدِ تارةً ويضنيهِ الشوقُ أخرى, تغفو الروحُ ما شفَّها النوى ويترعُها الجوى, فبين سعادةِ الروحِ وشوقِ الطينِ يتواجدُ الشاعرُ ليكونَ الجسدُ و روحُهُ الفقدُ والوجودُ , الحضورُ والغيابُ مفارقاتٍ يعيشُها بالمشاعرِ وعلى أرضِ القصيدةِ ليكونَ للبيانِ جمالٌ آسرٌ.
ويقول الشاعر:

يزينُ قوافي الشعر أنْ كنتِ نبضَها
تناغي عباب الموج في شاطئ البحر
ويبحر فيك الحلم يختال باسماً
كما أبحرت رؤياك باسمةَ الثغرِ
مقدسةً يخضلّ في طيفك الهوى
ويسكب فيك النأيُ ذوباً من الخمر
تغلغل فيكِ الشعرُ همساً ورقّةً
فبتُّ أسير البحر أشكو مدى أسري
فكان أنا أو أنتِ حتى إخالنُي
ثملت به وانثال من روضِه نهري


من نبضِ البحرِ ينتقلُ الشاعرُ إلى قوافٍ تنبضُ فيها روحُ ليلاهُ لتعطيَها جمالاً آخرَ وحياةَ حبٍّ لها إيقاعٌ يناغي عُبابَ الموجِ في شاطيءِ البحرِ... يبحرُ الحلمُ لتكونَ رؤيةُ الحبيبةِ ثغراً باسماً فهي المقدسةُ التي يخضلُّ في طيفِها الهوى... تَعامُلُ الشاعرِ مع ليلاهُ الروحِ والحبيبةِ يضفي عليها هذه القدسيّةَ ليكونَ لمشاعرِ الحبِّ شفيفاً وتجلياتٍ نورانيّةً يتعلقُ بها المحبُّ لتكونَ مشاعرُهُ بحراً آسراً يشكو له أسرَهُ يجلسُ على شاطئِهِ ثملاً بجمالٍ له روضٌ وأنهارُ حبٍّ تُحيي أرضَهُ العطشى للتواصلِ مع حبيبةٍ تغلغلَ فيها الشعرُ همساً ورقةً. ويقول الشاعرُ:

فلسطين في أحلامِ روحك قبلة
ومرجاً من الأشواق أحيا به عمرِي
فإن كان بحر الصمت أرخى سدوله
وخيّم ليل السهد دهراً على دهرِ
فما طال عهدُ الليل والصبح سابحٌ
يداعبُ هدبَ الشمس في موجه السحري
وأنت على جنح الصباح يمامة
تبوح لصمت البحر شدوَ الربا الخضر
وتنفث أنفاس الهُيام ورجعها
على القدس يهمي الحب في رقة القطر


للحبيبةِ شوقٌ معتّقٌ لفلسطينَ أرضِ الأنبياءِ, فهي قبلةُ أحلامِ روحِها المحلِّقةِ في سماءِ الوطنِ المحتلِّ الجريحِ ... عندما تقامُ الحدودُ وينقطعُ التواصلُ تكونُ الروحُ هي الحمامَ الزاجلَ الذي يحلّقُ في سماءِ الوطنِ ليكونَ للودِّ نصيبٌ وللحبِّ وجودٌ بين أهلٍ فرَّقتهم الضغينةُ والأحقادُ لتحاصرَهم الحدودُ وجحودُ النفوسِ المريضةِ و الأسيرةِ لمشاعرَ قاتلةٍ للإنسانِ وبيانِهِ... تخطّى الشاعرُ هذا الوضعَ ليكونَ للتواصلِ وجودٌ توثقهُ الروحُ على أرضِ الذاكرةِ ويعيشُ تجلياتِهِ ورآهُ قلبٌ سكنَهُ حبٌّ نقيُّ السماتِ طاهرُها يتخلصُ من الجسدِ الطينيِّ وقيودِهِ لينطلقَ بحريّةٍ يخترقُ الجغرافيا وحدودَها ليختفيَ الزمانُ والمكانُ فيعيشُ اللحظةَ المطلقةَ الوجودِ المفعمةَ بسعادةٍ و فرحٍ باللقاءِ على شاطيءِ بحرِ صمتِ الروحِ الذي يُجسّدُ وجودَ الحبيبةِ السابحةِ في مدى الجمالِ الساكنِ فيها ليخيّمَ السهدُ دهراً على دهرِ الشاعرِ وكأنه ليلٌ لكنّه لن يطولَ فللصبحِ شروقٌ يداعبُ أهدابَ الشمسِ في موجِهِ السحريِّ لتكونَ ليلى الشاعرِ يمامةً تبوحُ لصمتِ البحرِ بشدوِ رباها التي سكنتها غاباتُ ألوانِ شعرِهِ.
وقفتُ أناجي الموجَ حتى أذاقني
هواك الهوى بين " الرصافة والجسرِ"
فأشعلتْ الذكرى سحائبَ مهجتي
فبتُّ كليمَ القلب من رقة السُّمْرِ
وألفيتُ طيفَ الإلفِ يغتالُه النوى
كما اغتالني بعدي وشفَّ الجوى صبري
فباتتْ على بعد اللقاء مشوقةً
يهدهدُها صوتي الذي لجّ في الهجرِ

للهوى مذاقٌ وللموج مناجاةٌ تجعلُ الذكرى حاضرةً بنارها تشعلُ سحائبَ مهجةِ الشاعرِ , صورةٌ رائعةٌ نرى من خلالها كيفَ تشتعلُ السحائبُ بنارِ الشوقِ الذي يستبدُ بالشاعرِ حتى أنه لا يرى في النارِ إلا الإشتعالَ ولا يرى نورَها المضيءَ. صورةٌ تحكي حالَه ليكونَ الطينُ هو ألمُ عبّر عن عنصرِهِ, فالقلبُ كليمٌ لغيابِ روحِ الحبيبةِ المشرقةِ على عالمِ الشاعرِ وإبداعِهِ , للجسد شوقٌ ونارٌ, وللقلبِ نزفُ جراحٍ ,وللنوى إغتيالٌ لِطَيفٍ أحبّهُ الشاعرُ وألِف وجودَهُ في حياتِهِ ليكونَ هو نفسَهُ ضحية هذا البُعد .
للشاعرِ ترحالٌ يحدوهُ الخيالُ بين عالمين يحذقُ مفرداتِهما وهو الراسخُ بالفكرةِ و اللغةِ على أرضِ أبجديةٍ تتخللُ وجدانَهُ ومشاعرَهُ فللجسدِ والروحِ حضورٌ لا يستطيعُ الشاعرُ الجمعَ بينهما, يتواصلُ مع الأول فتحلقُ الروحُ في مداها بحريةٍ مطلقةٍ, أما الجسدُ فهو يخضعُ لحدودٍ جغرافيةٍ ورؤى إجتماعيةٍ ونفسيةٍ ضيقةٍ تكبلُه وتضني كيانَهُ, يجدُ الشاعرُ نفسَهُ أمامَ أبوابٍ مفتوحةٍ وأخرى موصدةٍ ليعيشَ إزدواجيةً مرهقةً, فنراهُ يتواصلُ مع الفرحِ والحزنِ, الحلمِ واليقظةِ ,القربِ والبعد يمتلكُ قلبَهُ حبٌّ يقيمُ على أرضِهِ وخيالِه لتكونَ القصيدةُ نبضَ شاعرٍ وبحرَ مشاعر كلماغصنا في أعماقِه كانت لكنوزِه إشراقةٌ على انفعالِ الوجدان وتفاعلاتِهِ معَ واقع يتخللنا فنصبحَ الفاعلَ والمفعولَ به في نفسِ الوقتِ, ليكونَ الفعلُ مجهول النسبِ, ربما هو القدرُ أو الصدفةُ أو المشيئةُ الربانية التي تجعلُ الإنسانَ يلتقي بأخيهِ الإنسانِ أو بنصفِهِ الذي يتخللُ روحَهُ ليتكاملَ معه ليصبحَ وكأنه جزءٌ منه لا يستطيعُ أن ينفصل عنه ولا أن يتخيّلَ نفسَهُ من غيره هو بحثُ الأصلِ عن فرعِه الذي خلق منه وهي سنةُ الخالقِ في الخلقِ لا يمكنُ أن نتجاهلَها وإن فعلنا يختلُ توازنُ طبيعةِ الإنسانِ والمجتمعِ والبيئة.
أبدعَ الشاعرُ باسل البزراوي في رسمِ أرقى المشاعرِ الإنسانيةِ الخلاقةِ على أرضِ قصيدةٍ لها إنسيابيّةٌ كجداولَ رقراقةٍ تنبعُ من عينٍ جاريةٍ وقلبٍ سكنهُ حبٌّ فيه إشراقةُ فجرٍ على فضاءٍ أبدعَ الشاعرُ في صياغةِ مفرداتهِ الحالمةِ لتكونَ للكلمة الشاعرةِ حياةٌ وروحٌ تتواصلُ مع روحِ حبيبةٍ لها حضورٌ وغيابٌ في خيالِ الشاعر ووجودٌ بين يديه, وكأنها ظلُّهُ المرافقُ لحركاتهِ تسعدُ روحَه وتلهبُ مشاعرَهُ شوقاً للقاءٍ بعيد المنال .
يحتمي الشاعرُ بخيمةِ الأبجديةِ ليجدَ في التعبيرِ متنفساً وفي الكلمةِ معنىً يحررُهُ من حبٍّ آسرٍ ومن فقدٍ يتوقُ إلى التخلصِ منه. يلتجيء الى الحلمِ ليغوصَ في أعماقِ بحرٍ من المشاعرِ الرائعةِ له فيه حياةٌ أخرى بعيدةٌ عن الواقعِ ليكونَ له نبضٌ يعيشُ به ومعه يشكلُ من مكوناتِ أعماقِهِ عالماً آخرَ يحيطُهُ بسحرِهِ لتكونَ روحُ الحبيبة جزءاً منه, فهي الآسرةُ والأسيرةُ بمقياسِ العقلِ الطينيِّ لكن الشاعرَ سرعانَ ما ينتبه لهذا القيدِ الافتراضيِّ فيجدُ أنّ الحضورَ هو نفسُهُ غيابٌ, فلعالمِ الروحِ خصوصيّاتُه التي تختلفُ كليّاً عن عالمِ الطينِ, فالعقلُ البشريُّ المحدودُ يصعبُ عليه إستيعابُها
هناك غيبٌ نعيشُهُ ونتعاملُ معه دونَ أن نفقهَ حقيقتَهُ ولا نستطيع اختزالَ مكوناتهِ وتفاعُلِها في حياتِنا لنقولَ هو الحبُّ, هذا الشعورُ الرائعُ الذي له مفرداتٌ نعيشُ بها ومعها تكونُ لها حياةٌ في النصفِ الآخر الذي يمتلكُ حريةً تحلقُ معها الروحُ في عالمٍ له قدسيتهُ يفرضُ علينا معاملةً خاصةً حتى نتواصلَ معه يحتضنُ حباً نتوقُ إليه فمن دونه تفقدُ هذه المشاعرُ وهجَها وتأفلُ , لنبحثَ من جديدٍ عن حبٍّ آخرَ, لأن الأولَ لم يفِ بالغرضِ, هل هو حقاً كذلك؟ أم أننا عشنا هذا الحبَّ بجسدٍ فارقَهُ حبُّ الروح ؟ وأقولُ أنَّ الحبَّ الذي لا يعترفُ إلا بالوجودِ الماديِّ دون الروحِ هو حبٌّ فاقدٌ للحياةِ سرعانَ ما يتآكلُ ويتلاشى بمرورِ الأيام.
الشاعرُ القديرُ باسل البزراوي نجحَ في ما لم ينجحْ فيه الكثيرُ من الشعراءِ لقد استطاعَ أن يزاوجَ على أرضِ القصيدةِ بين الروحِ والجسدِ الطينيِّ ووطنٍ خلقَ من أرضِه لتنصهرَ كلُّ هذه المكوناتِ وتصبحَ وحدةً متجانسةً لها كيانٌ ماديٌّ وروحٌ هي حياةُ في خيالِ الشاعرِ ومحيطِه
الحبيبةُ كانت ليلى الروحِ هي أرضُ الخصوبةِ التي جعلتْ الشاعرَ يبدعُ بكلمةٍ لها حياةٌ نابضةٌ على أرضِ القصيدةِ التي لها ارتباطٌ وثيقٌ بوطنٍ استوطنَ حبهُ الكبير لتكونَ الأنثى جزءاً منه لا يتجزأ وكأنها تسكنُه يغوصُ وجودُها في بحرِ مشاعرِه ليعيشَ الشاعرُ لحظةَ رجوعِ الفرعِ إلى الأصل ,وكأنه توحُّدُ حوّاءَ مع آدمَ, صورة تغفو في الذاكرةِ فيقضي الإنسانُ حياته يبحثُ عنها ليعيشَ لحظاتِ سعادةٍ تسكنُه يضنيهِ فقدُها, نراهُ يبحثُ عن الخلودِ في الحياةِ الزوجيةِ ليكونَ الأبناءُ هم طموح الإنسانِ إلى وجودٍ دائمٍ منشود , هل هذا حقا هو الخلود ؟ أم أنه آخر؟ أم أنَّ الخلودَ هو لحظةُ سعادةٍ تعيشُها الروحُ عند تواصلِها بأخرى لتكونَ لها بصمةٌ في ذاكرة الجسدِ وحضورٌ دائمٌ لا يأفلُ نجمُه ؟
كنت معكم في قراءةٍ لقصيدةِ شاعرٍ نبعت كلماتُه من أرضِه التي اختزلت تراب الوطنِ, أشرقت عليها روحُ حبيبةٍ انصهر فيها حباً فكان بحراً ونبضَ حياةٍ و مشاعر.....
قراءة نقدية لقصيدة نبض البحر للشاعر الفلسطيني باسل البزراوي منجية بن صالح .
[/center]






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-11-2011, 01:13 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبض البحر .....قراءة منجية بن صالح

مرحبا بك اختنا القديرة منجية في رحاب الفنييق الذي يتشرف بحضرتك وبطلتك لادبية وبغيث حرفك كتابة وقراءة

وننتظر لكثير من الغيث لتبتل اوردتنا ويمتد فضاء العين

شكرا على الجهد المبذول هنا والقراءة النقدية الواعية بعملية الحياكة في الكتابة

وتحية للشعر باسل

تقديري

زهراء






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 26-11-2011, 01:15 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبد المجيد الفيفي
عضو أكاديميّة الفينيق
ابْنُ فَيْفون
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
السعودية
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عبد المجيد الفيفي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبض البحر .....قراءة منجية بن صالح

القارئة العميقة و الأديبة الأنيقة

أ . منجية بن صالح

ما هذا الحضور المغري و التحليق المثري

أسعدك الله كما أسعدتنا , وأهلا بك دائماً في بيتك الفينيق العريق

أتمنى أن أقرأ لك أكثر هنا

ثم موضوع وحدة النص الروحي والله راق لي كثيراً جدَّا

ولعلي أفتتح له دلالته في قادم الأيام وخصوصاً في نصوصي

شكراً لحضورك معنا مجدداً وسعيد برؤيتِك معنا في سماء الفينيق

لحظة هل أنتظر وعداً منك بقراءة لنص "ما تيسر من نزف" أو "هلا أشركتماني" أو ما شئتِ لي ( :

أنا بصراحة شاعر استغلالي


تحيتي وتقديري أختي .






.
أَبْدُو...
  رد مع اقتباس
/
قديم 26-11-2011, 02:03 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
منجية بن صالح
عضو أكاديميّة الفينيق
تونس

الصورة الرمزية منجية بن صالح

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


منجية بن صالح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبض البحر .....قراءة منجية بن صالح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
مرحبا بك اختنا القديرة منجية في رحاب الفنييق الذي يتشرف بحضرتك وبطلتك لادبية وبغيث حرفك كتابة وقراءة

وننتظر لكثير من الغيث لتبتل اوردتنا ويمتد فضاء العين

شكرا على الجهد المبذول هنا والقراءة النقدية الواعية بعملية الحياكة في الكتابة

وتحية للشعر باسل

تقديري

زهراء

أختي الكريمة فاطمة الزهراء

سعيدة جدا بتشريفك متصفحي و لي شرف الإنتماء إلى هذا المنتدى الزاخر بالأقلام السامقة
أتمنى أن أستفيد و أفيد و أن أقدم الجيد و الأفضل
كل عام و أنتم بألف خير
مع كل التحية و التقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-11-2011, 02:11 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
منجية بن صالح
عضو أكاديميّة الفينيق
تونس

الصورة الرمزية منجية بن صالح

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


منجية بن صالح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبض البحر .....قراءة منجية بن صالح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المجيد الفيفي مشاهدة المشاركة
القارئة العميقة و الأديبة الأنيقة

أ . منجية بن صالح

ما هذا الحضور المغري و التحليق المثري

أسعدك الله كما أسعدتنا , وأهلا بك دائماً في بيتك الفينيق العريق

أتمنى أن أقرأ لك أكثر هنا

ثم موضوع وحدة النص الروحي والله راق لي كثيراً جدَّا

ولعلي أفتتح له دلالته في قادم الأيام وخصوصاً في نصوصي

شكراً لحضورك معنا مجدداً وسعيد برؤيتِك معنا في سماء الفينيق

لحظة هل أنتظر وعداً منك بقراءة لنص "ما تيسر من نزف" أو "هلا أشركتماني" أو ما شئتِ لي ( :

أنا بصراحة شاعر استغلالي


تحيتي وتقديري أختي .
الشاعر القدير عبد المجيد الفيفي
مرحباااااااااااااا بالشاعر الإستغلالي و أنا تحت أمرك شاعرنا الراقي و إن شاء الله تكون لي قراءات لشعراء الأكاديمية و هذا شرف لي و لقلمي و إن شاء الله يكون بيننا تعاون و أنا هنا لأتعلم من أقلامكم المبدعة و لتقديم ما يجود به قلمي من مقاربات للنصوص الشعرية و النثرية
شكرا لحفاوة الإستقبال
مع كل التحية و التقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-11-2011, 11:25 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
باسل بزراوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
فلسطين
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


باسل بزراوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبض البحر .....قراءة منجية بن صالح

الأستاذة الأديبة الأريبة منجية بن صالح
سلامُ الله عليك
لا أدري ماذا أقول وقد وقفتُ أمام نخلةٍ
تطاول عنان السماء أدباً ورفعةً وبراعة.
كنتِ حقاً سامقةً في قراءتك النقدية للقصيدة
وأشرتِ إلى كثيرٍ ممّا غاب عن مخيّلتي في
أثناء كتابتها,,
لك أستاذتي كلّ شكري وتقديري
ودمتِ مبدعةً كعهدي بك دائماً..
أحييكِ.






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-11-2011, 09:29 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
منجية بن صالح
عضو أكاديميّة الفينيق
تونس

الصورة الرمزية منجية بن صالح

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


منجية بن صالح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبض البحر .....قراءة منجية بن صالح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باسل بزراوي مشاهدة المشاركة
الأستاذة الأديبة الأريبة منجية بن صالح
سلامُ الله عليك
لا أدري ماذا أقول وقد وقفتُ أمام نخلةٍ
تطاول عنان السماء أدباً ورفعةً وبراعة.
كنتِ حقاً سامقةً في قراءتك النقدية للقصيدة
وأشرتِ إلى كثيرٍ ممّا غاب عن مخيّلتي في
أثناء كتابتها,,
لك أستاذتي كلّ شكري وتقديري
ودمتِ مبدعةً كعهدي بك دائماً..
أحييكِ.

شاعرنا القدير باسل البزراوي

رطب نخلتي تسقى بماء حبي لفلسطين و العراق ووطني الكبير من المحيط إلى الخليج
و ما يجود به قلمي هو ثمرة معانات شعوبنا الأبية و المناضلة بالفكر و الساعد و إيمانا مني
أن هذا الوطن يستحق منا كلمة صادقة تقال في حق شاعر مبدع تظمخت كلماته بحب هو مداد قلم
كل التحية و التقدير لك شاعرنا الكريم باسل البزراوي






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط