ضوء جهاد بدران على قصيدة/غيابة الّلهو/ للشاعر محمد تمار - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-2018, 07:46 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي ضوء جهاد بدران على قصيدة/غيابة الّلهو/ للشاعر محمد تمار

غيابة اللّهو...

من خيوط هذا العنوان المكتظ بواسع المعاني وعمقها..نستطيع تجديل ضفائر القصيدة وفق معايير الواقع الراهن ..الذي يتخبط بلا استقرار بين نواة الذات ونواة الأمة في دائرة مشتركة متحركة وفق بندول المؤثرات الخارجية وانعكاسها على جسد المجتمع اليوم والتغييرات السلبية التي فارت بعتمتها كل مناحي الحياة ابتداءً من الذات الأنا وانتهاءً بالأمة العربية والإسلامية...
عنوان حرّك ركود الخيال وحلّق بتأويلات عدة على جناح الرمزية ليصيب كنوز العبر والمواعظ المؤثرة التي بنيت عليها أسس القصيدة العملاقة هذه...
الشاعر في مستهل قصيدته يقول:

(فَرَرتُ مِن فَزَعٍ سَعيًا الى فَزَعِ
كَنَاشِدِ الصَّبرِ في دوَّامَةِ الجَزَعِ)

يبدأها بفعل ماضي ..فررت..ليخبرنا أن هذا الفعل حدوثه من زمن لربما نتوارثه وتتعاقبه الأجيال..وما نوعية هذا الفعل..إلا فراراً من واقع مرّ مؤلم ..وعملية الفرار تحدث عند حدوث حدث عظيم جلل..وهو كناية عن عمق الوجع وأثره البليغ في الحراك الذاتي...بقوله..(فررت من فزع)ٍ...هروب من الويلات والمصائب والظواهر الإجتماعية التي انعكست في الذات لتستحكم بالتصرفات...ليكون الناتج..(سعياً إلى فزعِ)... من فزع إلى فزع..وهذا كناية عن دائرة الوجع والآلام التي تلوك بعضها البعض وتجترها الذات ..
وعملية الفرار من بيئة الحدث لذات الحدث..شبّهها الشاعر :
( كَنَاشِدِ الصَّبرِ في دوَّامَةِ الجَزَعِ)
وما أعظم هذا التشبيه الذي وقع على النفس كالصاعقة من عمقه وما أتى على الروح من وجعٍ... فكيف يصوّر الشاعر هنا حجم الهلع والجزع والخوف بكلمة ..دوّامة..التي تعود وتكرّر ذاتها..من عمق المعاناة التي يريد الشاعر إيضاحها والتي جلبت عنصر الصبر لمناشدته عنق الجرح لتضميده ..
صورة حية متقنة متينة التراكيب قوية البناء ..تدل على قدرة الشاعر وحرفيته وبراعته في تجسيد الجمال وترطيب الخيال...
يكمل الشاعر لوحته النفيسة بقوله:

(خَلَّفتُ عَافِيَتِي في سَرجِ رَاحِلَتِي
مُذْ عِفتُ مِنسَأَتِي وَارتَبتُ فِي وَرَعِي)
يا لهذه الصورة الإبداعية المتقنة وما حملت من معاني عميقة ..جسّدتها المشاعر وأعتقها القلم البارع.. روعة في البناء وتقسيم الحروف في منظومة جمالية مؤثرة جداً ..وكلما أبحرنا في مكنونها وسبح الخيال في عمقها ..خرج الدرّ مسبّحا لعظمة هذه اللغة العجيبة وما تحوي من أسرار ..جعلتنا نسارع في الكشف عن كنوزها وما حملت بين أناملها من جمال...
صورة نُسجت بماء الذهب من عمقها وما حملت في رحمها من إبداع ..التي نتجت عن ولادة قصيدة فخمة فاخرة ...
جوف هذه الصورة ذات شاعرية متحركة الحس ..متدفقة المعاني..تعبث في وريد الواقع وما جلب من آلام للذات الإنسانية وللمشاعر الحية..
(وَرُحتُ أَبحَثُ عَنِّي دُونَ خَارِطَةٍ
أَهِيمُ بَينَ خُطُوطِ الحِرصِ وَالطَّمَعِ
فَتُهتُ مِنّي الى مَسخٍ تَقَمّصَنِي
يَقتاتُ مِن وَهَنِي وَيَمتَطِي جَشَعِي)..
(أبحث عني)..هذه الكلمات تأخذنا لعالم الذات وأسرارها والصراع معها لاستقامتها ومحاسبتها وتأنيبها..وفق تقويمها على صراط مستقيم بلا اعوجاج...وحين نتحدث عن الذات..تدخل هنا نفحات الفلسفة ..
وأدب التعبير عن صراع "الأنا" خلال سعيها لتحقيق رغباتها الواعية بالصفات التي تحملها أو الوطن الذي يسكنها..أو البيئة الحياتية القريبة من الشاعر.. إنه الأدب الذي يسعى لترسيخ قواعد الوجود الإنساني الخير والسلام والنماء في مواجهة انفلات النفس..والتغييرات
التي تطرأ عليها..من التأثيرات المحيطة..قريبة أو بعيدة..
فالذات تتسم بالغموض الذي يتراكم من الصدمات المباغتة التي تلاحقها من كل مكان.. وهذا الغموض قادر في حدّ ذاته أن يدفعنا نحو التفكير..والتأمّل.. والإبداع.. وهو طريق الوصول للذات واكتشافها.. وكشف أسرارها..
لذلك عملية البحث عن الذات..كناية عن محاسبتها وتقويمها ..( أبحث عني دون خارطة).. هنا قمة المعاناة ..يحاول كشف الذات وتصحيح مسارها من الحرص والجشع..إلا أن عملية البحث عشوائية بلا دليل ولا خارطة توجهه وترشده سبل الإستقامة..ليكون الناتج تخبط في معالم الطريق..وهذه الصور الساحرة كانت ترتدي سربال الجمال في نسج الصورة الشعرية المبهرة التي تدل على براعة الشاعر وحرفيته المتمكن منها...
(رَامَ الحَقَارَةَ لاَ تَعدُو مَطَامِحُه
إِشبَاعَ بَطنٍ وَإِجمَامًا بِمُنتَجَعِ
عَوَى فَآزَرَهُ مَسخٌ كَخِلقَتِهِ
وَأَهرَعُوا لُكَعًا يَسعَى الى لُكَعِ
لاَ دِينَ لاَ عِلمَ لاَ أَخلاَقَ رَادِعَةٌ
شَرٌّ خَلِيطٌ مِنَ العَاهَاتِ وَالبَشَعِ
كَنَازِلٍ مِن وَبَاءٍ لاَ عِلاَجَ لَهُ
أَوعَارِضٍ مِن جَرَادٍ غَيرِ مُنقَشِعِ
تَقَاسَمُوا أَنْ يُبِيدُوا كُلَّ مَكرُمةٍ
وَيَزعُمُوا أَنَّهُ تَدبِيرُ مُجتَمَعِ
فَانتَابَهُ وَهوَ غَافٍ في غَيَابَتِهِ
طَيفٌ مِنَ الرُّشدِ صَابَ النَّفسَ بِالهَلَعِ)..
تشبيهات وتصاوير مذهلة..إسقاطاً على حالة المواطن وعلاقته بالمجتمع وتخبطه فيه..وما يحمل من آفات..يلقي اللوم فيها على المجتمع دون أن يبادر هو في عملية التغيير..لأن عملية تغيير الواقع إنما تبدأ من الفرد ثم تنطلق للمجتمع ثم للأمة كلها...
وهنا في هذه الأبيات المتقنة..كمنت عملية تربية الفرد..والأزمة التي تعانيها كل مجتمعاتنا..والنابعة من الأصل التربوي الذي يسير بلا أهداف مخططة ضمن فلسفة المجتمع والتي تعيق عملية التطور والنمو في كل ميادين الحياة...
وكما ذكر الشاعر..أن الفرد همّه إشباع بطنه والترفه في الحياة ..خالي من فكر مضيء أو علم رادع أو خلُق ينهاه..لا يعمل إلا لإشباع رغباته دون وعي لوجوده في بيئة حضارية ومجتمع يتطلب منه رعايته والحفاظ عليه من نهب فكره ومقدساته وحتى أمنه وحرّيته..
وهذه قمة الأنانية والعيش في حدود ذاته فقط ....حتى وقعت المصائب والويلات من كل حدب وصوب وبعد أن فاته تدبير كل شيء..
وهذا هو ملخص علاقة الفرد بالمجتمع وتقاعسه عن تأدية الأمانة والرسالة كإنسان يحمل هوية بلاده ويعيش على أرضها ويأكل من خيراتها..ليكون عاقّاً لها بكل شيء...
يكمل الشاعر خريدته الفكرية الإبداعية الصادقة والتي تتخدث بحرقة عن واقع مهزوم أساسه الفرد الغير واعي لما يدور حوله ..ولا يتسلح بسلاح الغيرة على ثرى مقدساته...
(صَوتٌ تَحَرَّرَ مِن أَنقَاضِ أُمَّتِهِ
كَالرَّعدِ يَهزِمُ مَهْ يَا عَابِدَ المُتَعِ
تَبرّأَ السَّيفُ مِمَّن خُضِّبَتْ يَدُهُ
كَمَا تَبَرّأَتِ الهَيجَا مِنَ الخُنُعِ
يَا آبِقًا شَلَّتِ الأَوطَانَ شِقوَتُهُ
جَاوَزتَ كُلَّ مَعَانِي الشَّرِّ فَارتَدِعِ
حَلاَ لَكَ الإِثمُ وَاستَمرَأتَ قَمأَتَهُ
وَرُبَّ فَاحِشةٍ تَحلُو لِمُبتَدِعِ
فَانسُبْ لِنَفسِكَ مَا يُرضِيكَ مِن رُتَبٍ
وَاسكُبْ بِشِعرِكَ مَا يُغوِيكَ مِن سَجَعِ
لَنْ يَستَرِدَّ تُرَابًا عَزفُ قَافِيَةٍ
أَوْ يَفتَدِي وَطَنًا تَصفِيقُ مُستَمِعِ
هَذَا أَنَا مِلءَ صَوتِي اليَومَ أُعلِنُهَا
كَفَرتُ بِالشِّعرِ إِنْ لَم يَحتَضِنْ وَجَعِي)....
هنا يختم الشاعر مناجاته الموجعة للفرد الذي يقبع تحت نزوات الذات..وهو يتلذذ بالإثم دون رادع أو خوف من الجليل والعمل بالتنزيل ولا حتى الإستعداد ليوم الرحيل...لأنه يعيش في بوتقة الفاحشة والإثم..ويعمل على العلو في المناصب والمراكز على حساب شرفه وكرامته...فلا نريد من الشعر إلا أن يكون هادفاً مشبعاً بتلبية حاجات مجتمعاتنا العفيفة النقية ..والعمل على تنقيتها من حب الذات والشهوات..ولذا لنجعل الكلمة الشعرية نبراساً لتحريك الشعوب نحو السمو ورفع الحضارة ..وكرامتها..
ويختم الشاعر قصيدته بزبدة الموضوع..
(هَذَا أَنَا مِلءَ صَوتِي اليَومَ أُعلِنُهَا
كَفَرتُ بِالشِّعرِ إِنْ لَم يَحتَضِنْ وَجَعِي)....
هذه هي أعظم رسالة يحملها الشاعر الثائر على الباطل..لرفع مسنوى بلاده..ذلك الشعر الذي يحمل هموم ووجع أمته...ويكون مجاهداً بالكلمة وبكل ما يستطيع من قوة وإن كان في القلب وذلك أضعف الإيمان....
................
الشاعر الكبير المبدع الفنان
أ.محمد تمار
سعدت جداً في المثول بين يدي حرفكم المكوثر الماسي البديع.. وتذوقت أعذب الحروف تحت ظلال هذه الوارفة الوارقة.. وهناك الكثير ما زال في جعبتي للحديث بما سبح الفكر في فضاء حرفك.. لكن أكتفي خوف الملل..
قصيدتكم تناسلت الإبداع من قلمكم الفذ ونسجت حروفاً من حرير الشعر.. حيث امتلأت القصيدة بالصور الفنية الرائعة وحكمت القوى العقلية والحسية في نظام متكامل الأجناس من أدوات الأدب الراقية.. إحساسكم بالزمن متيقظ يصور ويجسد الأزمة الراهنة برمزية عالية..وباندماج كبير بين تراكيب لغتكم المبهرة والمؤثرات الذاتية والبيئية ..
تعابير دقيقة جداً غاصت في أعماق الفكر وفرضت لنا أفكاركم النبيلة الهادفة.. صوركم تدل على براعتكم في النسج.. برونق جذاب .. وتشابيهكم تدل على موقعكم من البلاغة والفصاحة والبراعة في القول.. حروفكم جعلتنا نسبح في آفاق فكركم الناضج وعلمكم الغزير...بورك بكم وجزاكم الله كل الخير.. وزادكم هدى ونور وأكثر الخير في دربكم ونفعنا بعلمكم الواسع..
وزادكم الله بسطة من العلم يكون ذخراً لكم..

جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/
قديم 07-08-2018, 12:39 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: ضوء جهاد بدران على قصيدة/غيابة الّلهو/ للشاعر محمد تمار

جهد جهادي الوعي
حضر هنا
على اوراق الوارف التمار
تحية لكليهما
وود






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط