في أيِّ حُبٍّ تُقيمين ؟ - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: رفيف (آخر رد :صبري الصبري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰

⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰ >>>> >>>> فنون النثر الابداعي ( نثر،خاطرة، رسائل أدبية)

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-2012, 05:53 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. نديم حسين

فينيق العام 2011
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي والعطاء
عضو لجان تحكيم مسابقات
شاعر/ شاعرة الوهج 2011 / شعر الرسالة /الومضة الشعرية / الومضة الحكائية
فلسطين

الصورة الرمزية د. نديم حسين

افتراضي في أيِّ حُبٍّ تُقيمين ؟

في أيِّ حُبٍّ تُقيمين ؟
د. نديم حسين

حتَّى يفقَهَ الأُقحوانُ روحي ، كان عليه أن يتحلَّى بصَمتٍ عاشِقٍ ، حزينٍ كموجةٍ مكسورةٍ . وكان عليه أن يعرفَ في أيِّ حبٍّ تُقيمين ! وأن يقرأَ وجهَكِ من اليمين إلى الشِّمالِ ، ليُدركَ أنكِ تأخذينني إلى أقصى أقاليم الوجَعِ النَّاطقِ ، حيثُ ترمينَني بنظرةٍ متسائلةٍ :
مَن تكونُ أيها العاشقُ التـَّمرِيُّ لنخلةٍ غائبةٍ ؟
- أنا من دَمٍ وعاطفةٍ وريحٍ . أنا الزَّمنُ الطِّفلُ الذي رآكِ تستحمِّينَ عاريةً في عُقرِ مائهِ . أنا القنديلُ الذي تتـَّكئُ الشمسُ على خاصِرةِ جنونِهِ . تتـأَزَّرُ ذاتَهُ . تقَلـِّدُهُ . تتقَلـَّدُ حفنةً من نورِهِ الخافِتِ لكي تراني غافيًا . وفي زمنِ السُّباتِ يتَمـَطـَّى الحُبُّ . تتثاءَبُ الشَّهوةُ . وقد كانت لديَّ شمسٌ طارحتني الضوءَ حتى الانطِفاء وأنا أستطيع أن أحرِّرَكِ وقتما أشاءُ لأصيرَ سيِّدَكِ أو عَبدَكِ . لن أصادِقَ المَلـَلَ . فأنا أستطيعُ أن أبَذِّرَ حَوْليَ ووقتيَ كيفما أشاءُ . أستطيعُ أن أقضي ساعةً كاملةً في قياسِ حجمِ غيمةٍ عابِرَةٍ !
أدرِكُ أنَّ الحروبَ لا تنتهي في فصلِ الشتاء . وأن الماء لا يتوبُ عن طباعِ شفتَيهِ . وأنني أستطيعُ أن أحلقَ شعر ذقن الشاطئ بشَفرة موجةٍ مثابرة . وأن أرشَّ رذاذَ العطر على خدَّيه ليتوَرَّدا . أستطيع أن أصنعَ من حنيني عُرسًا لهذا الشاطئ . شاطئي هو بداية البلاد كلها ! ودبكتي الشهيَّة تقِفُ على أقدامِ شيوخِ الجبال .
أيتُها اللهفةُ المعرِّشةُ على ذاكرة الجدران العارية ، المتدثِّرةُ بقماش الذكرى ، يستنبتُ الشوكُ عذابي يا يتيمةَ الوَجدِ . وأنتِ يُلفِّعُكِ الحنينُ في أسِرَّةِ التغَرُّبِ . يا حسرةَ النعناعِ الذي يشربُ من كفَّيَّ . عودي لتنتشليهِ من ثقوبِ الذاكرةِ المتقَيِّحةِ . صبابَتي ما زالت فتيـَّةً ، فمتى يُصيبُها شَيبُ القلبِ ، واحمِرارُ العقلِ بنصاعةِ الألوان ؟
لقد ملَلتُ أن أكونَ طفلاً نقِيـًّا ، يحتمي ببراءةِ الحيادِ وصمتِ الرمادِ في حضرَةِ الطقوس الحارَّةِ . ثلجي مقروسُ السِّحنَةِ . ملدوغٌ بسخافات الشتاء . ثلجي مسِنٌّ قصُرَت خطاهُ فطالَ طريقُهُ . وعمري الواعي لا يشربُ من دِنانِ ظِلِّكِ الميَّاس . قـَدُّ حبيبتي صَحوٌ وصحوةٌ وصِحَّةٌ ومَصَحَّةٌ .. وإيابٌ وافِرُ التـَّوقِ . وأنا المُكتفي ببهجةِ أحزاني .. أرتقُها لأرتديها ! وأدَّخر في عمري الواعي ما يُقيلُني من عثاري . مهجَتي مُبتَلـَّةٌ بالنـَّزفِ . ولحشرجَتي مأزَقٌ صَوتيٌّ ، فهَل أكونُ ظاهِرةً صَوتيَّةً في بلادِ الصَّمَمِ المُريح ؟!
في مَوقِدِ الروحِ حِكمةٌ ساخنةٌ . في حِكمةِ الروحِ سخونَةُ الروحِ . وفي عناقِ النَّدى والدَّمعِ حِكمةٌ صباحيَّةٌ . ولهذا فإنَّني أبكيكِ كلَّ صباحٍ . صباحي يُذكِّرني بغروبِكِ . أتسألينني من أكونُ ؟
لكي يفقَهَ الأقحوانُ روحي كان عليهِ أن يتحلَّى بصَمتِ عاشِقٍ . وحُمرَةٍ كثيرةٍ ! وكانَ عليَّ أن أستدرجَهُ إلى أقاليم اللغةِ التي تتكلَّمني بطلاقَةٍ . والتي لم تطأها بَعدُ أقدامُ الحِبرِ . ولم تدَنِّسْ فضاءَها بَعدُ أنفاسُ المُفرداتِ المنافقة !!
أيتها المخلوقةُ الجميلةُ كروحي ، في أيِّ حُبٍّ تُقيمين ؟!






 
/
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط