العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ عناقيد من بوح الروح ⊰

⊱ عناقيد من بوح الروح ⊰ للنصوص التعاقبية المتسلسلة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-2021, 04:46 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عروبة شنكان
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عروبة شنكان غير متواجد حالياً


Smile ملف الخاطرة/خاص عروبة شنكان

1
أعمدة الحور:
حور الغابة ساكن، تختبئ بين أعمدته غزالة كانت شاردة ترقب بعينيها أفق التلال سيعود ذات نهارٍ يعانقها وستعود تضحك للحياة، تأملت كثيراً غيابهُ كان صعباً وكانت تحيا حالة انتظار على مر سنوات، تحت صفصاف البحيرات وفوق المنحدرات وبين الوديان والسهول في كل بقعة حطت فيها تركت شيئاً من ماضيها وارتحلت!
تجود في الآفاق بنظرات شاردة، تقول سيعود وتستأمن رياح كانون أنفاس اشتياقها تحملها إياها وتستحلفها بأن يعود، تنتظر فصولاً وفصولاً، تقرأ بين خبايا كل فصلٍ حكاية عن لقاء جمع بينهما، وتجنح شاردة هل من غزالة ثانية في الآفاق أجادت فن اصطياده، وتبكي وحيدة مُصدقة نبضها أنه سوف يعود.
الشتاء فصل الرتابة، حضر كهلاً مُلقياً رداؤه الأبيض فوق مروج ضيعتها، تتابع الأطفال وهم يشيدون رجل الثلج بأناملهم الغضة، يتراشقون بكرات الثلج في باحات المنازل والمباني القديمة، يضحكون حتى تدمع العيون من مفاجآت الثلج وهدايا العام الجديد سوف يكبرون، ويُداعِبُ الحب قلوبهم وتنشغل دفاترهم بقصائد لجميلات شغلن البال ويتبادلون العناق ثم يبتعدون الحياة رغم آلامها تستحق أن تُعاش.
الربيع فصل الحب وضحكات الأرض تملأ الدنيا آمالاً، فيه تلتقي الطفولة بالكهولة والحياة بالصبا إنه تجدد النبض وفاء للطبيعة التي تجود بالجوري والياسمين والفل والغاردينيا والكاميليا، إنه وعد السماء بعودة الابتسام للقلوب التي انتظرت عودة الأحباب.
الصيف فصل الملابس الخفيفة والدروب المزدحمة، تمارس فيه عشق السباحة ترافق رقرقات الماء كما سمكة تغوص في الأعماق وتعود لتقذف بنفسها فوق أحواض اللافندر ثم تعود لتغفو على حلم ان تلقاه.
ويودع الخريف أزار البراعم، تخلع الطبيعة رداء السندس، لتتوازع أوراق الشجر في حياكة معاطف فصل الفوضى وفصل الحب، في الخريف التقت به، وفي الخريف أحبته، وفي الخريف عانقته مودعة، وفي الخريف عاد يبحث عن غزالة جمحت لأجل عينيها عاد يصلي بين أعمدة الحور، سائلاً قلبها الصفح مودعاً بين ضلوعها أسرار رجولته التي اكتنزتها وفاء ولم تزل.


يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-03-2021, 04:47 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عروبة شنكان
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عروبة شنكان غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ملف الخاطرة/خاص عروبة شنكان


2
نقش الحناء
بين الأنامل لونين من الأمل، تتسلل من بين راحتها دروب للحياة تعبر منها لجنته لقلبه لنبضه وتسكن ضلوعه كما فراشة تلف بشرنقتها شغافه الهائم بها عشقاً، تتربع ويعقبها حكاية وفاء.آنات دفينة وزفرات متلاحقة ترمي جمار انتظارها بين منحنيات الدروب ويلتهب ثلج كانون!
تنقش بحناها على وجه القمر أجمل القصائد/ وتلوح بكفيها الناعمتين للنجوم تلويحة محب هام شوقاُ، تخضِبُ لون السماء بلون عينيها وتودعها خواطر شوقها لقد طال غيابه، وطالت فترات المساء الحزين، تبقى تراقب كفيها مخضبين بالحناء وتبقى على يقين بأنه سيعود يقبل وجنتيها المتوردتين خجلاً.
طقوس نقش الحناء اختلف هذا الموسم، فوق كفيها طلاسم هندية منقوشة بأبجدية عشقها صاغتها من دمعها النازف كبار وزخرفات متناغمة بين ثناياها اسمه تشاطر الرسم في القلب والوجدان، يفوح العود شذاً يجول بين شطآن الأكف يقيد صمتها ويُلهِبُ نبضها صبراً.
ياقلم الحناء يمر فوق أصابعها ذابلاً يوقظ بين حناياها حنينها له، في كل نقطة موضع جرحٍ دام حتى أعماق الوريد يسير عبر شرايينها، مدت يدها لتصافحه ذات غياب تساقطت النقوش تباعاً فوق الأرصفة العتيقة هنا نقطة وهناك ورقة ليمون فاح عبقها بين الدرب المؤدية لخطواته، استنجدت بعباد الشمس القابض على كفها أحرق مدمعها وانطوت بتلات النخل المنقوشة على ساعديها يأساً، كانت تستدني القمر ليسهر عند جديلتها أغرق دمع عينيها مراكبه وظلت تناشد قلم الحناء أن يختارا لها مرفأً تتوسد أرصفته لتبحر بحثاً عن أمل يعيد لنقش الحناء لحظة هناءٍ بين ثناياها فيورق في عينيها نبض الحب وتسعد قبل أن يتلاشى النقش فتتبدد الألوان ويعود للأكف حبرها الذي جف.


يتبع






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-03-2021, 04:48 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عروبة شنكان
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عروبة شنكان غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ملف الخاطرة/خاص عروبة شنكان


3

مدينة صغيرة ترسم قلب العالم!
يتحدث صديقي عن الحرب بعد عودته من ساحاتها الدموية فيقول:"الموت في الساحات الحمراء مأساة، خياري أن أرفع السلاح رغم مايجلبه إطلاق النار من ألم، لكنني على يقين بأنني سأحرر وطني"تصطحبني صورهم اولئك الذين أودعوني دعواتهم بالعودة ومعي قنديل الحرية.
موت في كل مكان، الساعة توقفت عند مشارف المقابر، انفجارات القذائف بين الأقدام، هدير الطائرات وهي تقذف بذخيرتها من السماء كأن المساء ترجمنا وتحتنا الأرض تتحول إلى مساحة ضيقة من اللهب لايوجد مكان نأوي إليه كل الدروب مغلقة وحده وجه محبوبتي يرسم لي من بعيد بصيص أمل بالخلاص.
الأطفال ذوي الأعضاء المبتورة لجانب أكياس القمامة، المنازل المنهارة وقد اندثر تحت ركامها أجمل الذكريات، أصبحت حدثاً يوثق ليزيد من كراهية العدو. لايمكنني وصف مشاهد الاعتقال، والعيون الدامعة، تساءلت إلى أي حد يمكن أن تنهار البشرية إثر التغاضي عن جرائم العنف هؤلاء البشر أليسوا من جلد وعظم، مشهد مرعب أن تحتضن أم ذراع ابنها أو رأسه قبل مغادريت ساحة الحرب كدست في ذاكرتي مشاهد الدمار كم من القساوة تسكن قلوب البشر ضد البشر أولئك الذين يعيشون على سفك الدماء!
كنا في ريعان الشبابا، والقلب ينبض حيوية وحباً كنا نتسابق على الخطوط الأمامية مقتل رفاقنا كان صدمة قاتلة لايوجد مكان نذهب إليه سوى أن نتقدم للصفوف الأمامية والتراجع يعني الانتحار.
تقدم بي العمر ومازلت مصرٌ في كل مرة على أن الحرب كانت خيار خاسر، فقدنا الكثير لكننا اختزلنا مشاعر الحب والسلام في قلوبنا كانت ألهمتنا كلمات العشق، وعلمتنا كيف نعبر عن آلامنا برومانسية فائضة، الحرب علمتني أن أُرافق القلم على الدوام أُدون فيه يومياتها الدامية بحروف ثائرة تحكي لمحبوبتي كيف كانت الطريق إلى مدينتها شائكة وكيف استبدلنا رصاص المدافع بياسمين عريشاتها، أراها تنتظرني ملوحة بمنديلها تستدني هامتي التي اشتاقت عناقها.

يتبع






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-03-2021, 04:50 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عروبة شنكان
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عروبة شنكان غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ملف الخاطرة/خاص عروبة شنكان


4

إليك أعود

وأختصر الثواني، أعد عينيك بنبيذ معتق وبعض من الحكايات، نتبادلها خلال لقاءنا، أحط عند كتفك فراشة وأدور في فلك أفكارك، أُلهمك شطر شعر، وتلهمني كلمات عشق، تحضنني وأحضن رأسك المثقل بالألم والتأملات، أُبادلك الحب وتبادلني رشف الحروف المعتقة حباً وأملاً.
أعود على نوافذ الوقت أنتظر مرورك، أسأل السحب المسافرة أن تهديك سلامي، وأسأل القلوب الحائرة أن تسطر مشاعرها أستفيد من تجاربها، وأضيف سطراً من حكاياتي على هوامش نبضها، أعود لأسألك الحب وأسألك النجاة من هذا الحب، أنت في كل مكان حولي هل تقرأ نبضي؟
أعود أُفتش في الصور عن رسمك، عن قلبك عن لون عينيك، عن واحة بين يديك أتوسدهاه وأغفو على همس وجدك، أُحبك ياأيها الرجل المتكبر وأنت تجود بعبق كلماتك فوق صدري، أُحِبُك يا أيها الرجل المغلف غموضاً يسحبني وراءه، أفك لغزه لغزا تلو الآخر، يلهيني بحبه ويهجرني مئات الأيام فيعود ليلقاني فراشة تهيم انتظاراً تحبه وأكثر!






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-03-2021, 04:51 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عروبة شنكان
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عروبة شنكان غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ملف الخاطرة/خاص عروبة شنكان


5

سألوني الناس

تتسلل بي ذاكرتي أشعة ناعسة وردية كما حضورك، تداعب مخيلتي وحواسي، تنتشلني من حاضر ممزوج رمادية وأشياء أتلفتها من دهر أبعدتها عن ذاكرتي أنستني تلك الفراشة المليئة حبوراً وتفاؤلاً، أنستني أغاني المساء وحفلات السمر حتى إشراقات الفجر الأولى من عمرنا عندما كانت خطوات الطفولة تُرافق أحلامنا بأن نصنع الغد ونحقق أحلامنا التي توسدت أمانينا رغم منعطفات الدروب وقساوة الأرصفة.
تمر في خاطري، تقفز بحكاياتك أفق خيالي أهيم تمعناً وأسترسل في صور الأمس، تعيد لي بعضاً من تفاؤل أن نلتقي، أن نجدد عهد الوفاق ألا تحِنُ لشرب كأس من شراب التوت في امسيات الصيف الحارة على سواحل إيجة او فوق السحاب المسافر في الفنادق العائمة، أو بين مرتفعات الألب؟!
كان السفر يعيد ترميم بعض من أحزاني، يغسل همومي، يصالحني مع أيامي يرسم لي حياة ملبئة أملاً وتفاؤلاً وحرية وحبوراً، بين الهضاب وفوق المنعطفات البرية تركت سطوراً من حكاياتنا، وبعض صور حضنتنا متعانقين نتبادل عذب الكلمات، الدروب ليست كالدروب هناك، والحياة لاتشبه الحياة التي نحياها هنا بين الأزقة الغريبة التي فرضها الحصار علينا.
في غربتنا تئن الكلمات، وتصفر دروب السطور في مذكراتنا، معانينا جافة تبحث عن رصيف تبحر إليه مع هجرة النوارس وحنبن الحبارى، تشارك تغريدات البلابل الشجية أوجاعها وتودعها افق الغابات في هذا الكون العامر صخباً بحكايات اللجوء والممزوج بدموع الحيارى من الذين أرغمتهم الأيام على هجر مواطنهم.
ترافقني موسيقى سألوني الناس عنك يا حبيبي، سألوني الناس عنك ياوطن، وتدمع عيني إنهاليست المرة الأولى التي أبحر فيها بعيداً عن وطني، بعيداً عن سواحل الحب التي تلاطمت أمواجها عشقاً فوق موانيها المحملة أمالاً وردية بعودة من يبتعد عنها تحملمهم أطيب الأماني وتترك بين ضلوع المسافرين رسائل عشقٍ وتهديم آيات وفائها وبعض من صور الصبر التي تعينهم على مواجهة حر الغربة، وقهر أوجها.


يتبع






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-03-2021, 04:52 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عروبة شنكان
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عروبة شنكان غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ملف الخاطرة/خاص عروبة شنكان


6
حضورك قهوة تخلو من منكهات القلق والانتظار

باعترافات قليلة بدأ الحيدث يطول، وصارت نكهة القهوة ألذ رشفة رشفة كانت شفاهنا ترشف كل قطرة، نستعذب حرارتها ويروق لك تأمل أصابعي وهي ممسكة بفنجان يسرق أفكاري يقرأ تأملاتي في عينيك، يغيبها لتقرأها قارئة الفنجان التي تكشف اسراري على عجل، تكشف النقاب عن جرحي الذي أحاول ان أُخفيه بين الأروقة لكنها بارعة في اصطياد عباراتي تتلوها وتكبر بين ضلوعي مساحات أحزاني.
يا أنت أُحبك، ما ذنب قلبي تعلق بدرب شائك لو أنك ما اقترفت ذنب المجئ إلي، ماكنت ارتكبت خطيئة الهيام بك، وما كُنت أحببت نكهة القهوة برفقتك، بعيد مازلت، وما زلت أُفتش بين الوجوه عن رسم لوجهك..ودربي طويل جدا أخبرني فنجاني بأني لن ألقاك عن قريب، رميت بأوجاعي قعر الفنجان، وانزويت متابعة طقوس رشف قهوتي اليومية فرغم ابتعادك يسكنني أمل بأن عودتك إحدى الطقوس التي تأتي مع فصل من فصول السنة، محال أن يخلف الربيع شتاء العام، وليس للصيف بد من أن يأتي ليبدأ الخريف رحلته الفوضوية، فيقتلع الأوراق الصفراء، ويفرش الساحات والأرصفة بألوان متعددة الأمنيات.
هاهي السماء ترسل تباشيرها، وهاهي الآمال وردية تتهاطل، تهدي قلبي بعض الأمل، تبوح لفنجاني بحكايات المساء أستودعه أمنياتي بأن تأتي تعود، تحضنني، أحضنك وتبدأ رسائل الورد بين قلبينا، تتواصل لقاءاتنا بتواصل رشف القهوة وأواصل تأملاتي.
أُحِبك، وأحب مشاركتك قهوتي ومختلف طقوس عشقي الخاصة بك، أُحبك وأُحِبُ حضورك بدون موعد على عجل ترميني بنظرة، تبتسم عيوني وتقتلع من أمامي مختلف أشواك الصد تاركاً لي ضحكات الشواطئ الطفولية تورق أملاً يجعلني أعانق الزمن الذي جمعني بك، والأرصفة التي حضنتني فوقها.


يتبـــــــــــــــــــــــــــــع






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-03-2021, 04:53 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عروبة شنكان
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عروبة شنكان غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ملف الخاطرة/خاص عروبة شنكان


7
قصفت طائراتهم منزلا لي!
انا ياسيدي فتاة لم أبلغ العشرين من العمر، لي جديلة عنيدة، وقامتي طويلة، وهامتي لم تنحن سوى لخالقها، زرعت مرة في أرض الدار فسيلة قمح، وبعض من الليمون والبرتقال، عند زاوية منزلنا لي شتلات فل وريحان وجوري، لم تفقد هذه الممتلكات حضورها وألقها منذ أن هبت رياح الحرب من أعوام عشر، صمدت تحت القنابل وعصف الطائرات العملاقة والصواريخ العابرة لزوايا الغرف الحائرة.
تعبت من الانتظار، وتعبت معي عريشات الياسمين، لم أعد قادرة على ترميم ما تبقى في صدري من آلام وجراح، لقد هدموا كل ما في جعبتنا من قدرة على الصمود والتقوى، سعينا لإنها ء الحرب المدمرة، لقد سئمنا من قتل البشر دون وازع أو ضمير، سئمنا من وجع الحجر، وآنات الشجر، الضحايا تتكدس كما أوراق الخريف تسافر المدى، تطوي أوجاعها تاركة عبراتها في الجذور العتيدة، تتجزر ومعها تورق حكايات الورد الذي ارتوى من عميق آلامها!
لقد فشلت الجهود الإنسانية بتذويب جليد الانتظار، وجمود المباحثات، ها هي الطاولات بتوسع والكراسي بتكدس لكن الحرب لم تضع أوزارها، ومازلت يا سيدي أبحث بين لاوجوه عن رسم لأخ هزمته الآه الوحشية فتلاشى وتلاشت معه مشاعر الود والمحبة.
علينا أن نعيش اوجاعنا، وعلينا عدم الاستكانة للآلة الوحشية، لي انتمائي كفتاة رسمت مستقبلها حقول قمح ودوالي كروم وأملي أن تحل هذه الازمة ونعود لنروتوي من مياه الفرات ودجلة، والفيجة، لي آمالي بلم الشمل، ورفع راية موحدة فوق مشاعل النور.
لي مواقفي، ولي ما يشغلني من التفكير بهذا العالم المجنون، ترى ما الذي سيحدث في الغد الآتي؟ استغلال وجشع ونهب وتزايد الفقر والحاجة قلبي موجوع يا سيدي!بتزايد القواعد العسكرية ومضارها الطائرات تقصف من كل جهة، والسلام كلمة عابرة للقلوب غير مستوفية العناصر، تحط عاجزة كما حمامة مبتورة الجناح.
لقد سئمت الأماكن التي تبحث عن الأمان، سئمت من انتظار القضاء على كورونا، وسئمت من انتظار مواعيد الصلاة وسئمت من صيام أصنام السلام، وكل اشكال الأوهام التي فصلتنا يمينا ويسارا، أمام حفنة من ذئاب الغدر والخيانة التي انصاعت لرسم الدولار وركعت لوشم اليورو، لم يبق سوى الحب في قلبي حبهم الذين يكوي ضلوعي، أمام غرق الكون بالعنف.
أنا ياسيدي، فتاة في العشرين من العمر، ولدي الكثير من الآلام التي أغرقتني بأوهام العزلة والوحدة، لي الكثير ما أقوله مع هبوب رياح الحرية التي تلوح نسائمها في روابي ضيعتنا العتيقة.


يتبـــــــــــــــــــــــــــع






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-03-2021, 05:07 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عروبة شنكان
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عروبة شنكان غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ملف الخاطرة/خاص عروبة شنكان


8

لاترحل لدي الكثير لأقوله لك!

وتمضي السحب تائهة، لاشئ بجعبتي سوى دفتر قديم بصفحات صفراء، ورائحة حبرٍ تحفظ ما خطته الأيام في ذاكرتنا تأتي مع اقتراب الربيع برفقة ذوبان الثلوج، مع تبدد الريح، وهدوء العواصف، وانحسار موجات البرد، تستعد الأكواخ لاستقبال حكايات المصطافين، وتستعد الحياة للابتسام أنت أهم ما يأتي مع حضور الربيع.
أنتظر حضورك مع نسائم الوادي البعيد التي تورق مع استنشاق روائح عطر الجبال العاتية، ترويها الشلالات الثائرة من خلف القمم الغافية في أحضان السحاب المسافر عبر فصول الأيام المتوالية، أبتكر مختلف الحيل لألتقي رسمك فأحتفظ به بين ثنايا الأوراق التي فيها حفظت ذكراك، وأسترق السمع لخطواتك فأبتدع حيلة مصادفتك، أو أُخبئ كتاباً لأذهب إليك وأسألك هل صادفت كتابي الذي قرأته من عدة أيام؟ فتفاجأني بأنه تحت ملابسي وفيه وشوشات زهر النارنج وأريج الحقول التي حضنت خطواتنا ذات قُبل دافئة.
..وتضحك جدائل الشمس ساخرة من حيلي، وأخجل من قلة حيلتي لم أعد قادرة على خداع الدروب التي وطأتها قدميك فأوهمها بأنك العيد، وبأني أشتري هدايا العام الجديد لك وحدك، أرسلها مع عربات الأطفال المُذهبة يجرها جياد ستة تحط وسط الغابات المثلجة، تشع بهجة وتملأ العالم مرحاً وحبوراً.
تعيد لي طفولتي، وتوقظ في خاطري أغاني الأمس الحزين التي دغدغت القلب والعين حتى فاض دمعنا بحكايات وحكايات وحتى سهرت على ضفاف الوادي أغانينا التي صدح صداها بين أعمدة الحور، وتلال الزيزفون، وتعرجات الدروب المفضية للمنازل الريفية الغافية على طقطقات الخشب الملتهب، نغفو دفئاً ويديك تحضنان رأسي المثقل بهموم الطفولة وأشعار الصبا الجميل.
لاترحل هي كانت أُمنيتي التي أودعتها الضفاف الناعسة، حتى إشعار الفجر بالحضور، وإيقاظ القلوب الغافية على أمل الغد الأفضل الواعد بإغلاق نوافذ الإنتظار!تلك النوافذ التي تعبت من الانتظار حتى طاف النعاس على حوافيها فذبل ورد نيسان وتوغل الحزن في زواياها.
لاترحل هي أُغنيتي حتى يعدني الغد بقدومك، فأرسم فوق خدود الورد رسم لقلب هام بك حتى انتفض فرحاً لدى خفق الدروب بنبض حضورك، فتغنت البلابل وهجرت أوكارها بهجة بعودة المحبين لديار عشقت حضورهم.









  رد مع اقتباس
/
قديم 04-03-2021, 05:17 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عروبة شنكان
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عروبة شنكان غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ملف الخاطرة/خاص عروبة شنكان


9

خشب البلوط والصندل حكاية عتيقة!

الضباب يلف الأفق المغيب عن الذاكرة، وحوريات الجن هجرت الأعالي لِتختبئ خلف أشجار البلوط والصندل الملتهب انتظاراً عل خطوات أحبة الأمس يعاودها الحنين فتتلهف لتسلق التلال، ومداعبة دروب الغابة البائسة التي ضجرت من حفيف الثواني فوق أوراق الأشجار المتساقطة تباعاً لتتكئ على حواف أشجار التوت العتيدة، وعند منحدرات الوديان التي يصدح بين تعرجات دروبها صدى أصواتهم وعواء الريح يعدو ليرتطم بهضاب المنحدرات تاركاً صيحة مدوية(نسيانهم محال).
هبت العواصف هوجاء، طاوية بزوابعها صورهم، بعشوائية ينتظم على إيقاعها نبض القلب لينشطر انتظاراً، هي لعبة الأيام التي لاتمل من تهميش القلوب النقية التي تنام لتحلم بالأمان، فتصحو بحالة اشتياق وطيفهم رسم مُقدر يطوف الجفون الناعسة، التي لاتُغمض إلا لتعانق صورهم!
ويدنو الوقت من وداع الشتاء! وتستعد الساعات لإيقاع فصل جديد من فصول حكايات اللقاءات العاصفة، تسافر الثواني وتحط الدقائق، وتسير عقارب الزمن، العجلات بحال دوارن دائم وأنت زاد زمني الذي تعب من رنين الساعات معلنة على الدوام انتهاء الوقت، بينما قلبي متوقف على موعد حضورك هي حالة عايشتها سنوات، أن تأتي أولا تاتي الفراغ يسكنني بكلا الحالتين!
جلدتني ساعات الانتظار طويلاً على أعمدة الثواني المستسلمة لانصياع العقارب الدائرة تحتال على الأيام، تخدعها لتسرق من عينيها طيف من مر، سطر بالوقت عبارة مودة ثم عبر لأفق الذاكرة يعود مع الليالي المتلألئة نجوما ساهرة يطوف أحلامي واشتهي لقياه من جديد.








  رد مع اقتباس
/
قديم 04-03-2021, 06:09 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عروبة شنكان
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عروبة شنكان غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ملف الخاطرة/خاص عروبة شنكان

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان حماد مشاهدة المشاركة
بداية ارحب بك في الفينيق والذي هو فينيقك اهلا وسهلا بك وطئت سهلا وحللت اهلا
ثم ان اسلوبك القصصي ممتع ومدهش ومميز
اتابع بشغف
تقديري واحترامي
كل الشكر للترحيب والتشجيع والإعجاب املي بالاستمرار والتحليق مع أعضاء الفينيق في فضاءات الادب الملونة تقديري ومودتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 01-02-2022, 11:37 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عروبة شنكان
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عروبة شنكان غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ملف الخاطرة/خاص عروبة شنكان

10عندما تشتد العواصف لاملاذ للعصفور سوى بيت الصياد:

استغربت من الوقت يمضي بطيئا على غير عادته، هاهي الثواني تنساب من بين أصابعي أحاول أن أضغط على ساعتي أريد أن أتحرر من ساعات الانتظا رالطويلة، أريد أن أعود طفلة أحتمي من نزق الوقت بين أخضانها لكن عبثاً السماء نفذت وعدها والأرض استجابتَ!
لم أكن يوما بالولد العاق لي مدرستي الحلوة ولي كراسي ولي أحلامي، أرسم عصفورا يحتمي من صخب الوقت بين أغصان الأشجارتطلقه يداي ليداعب أوراق الشجر التي يتسلل الوقت من بين أغصانها متئدا علمني عصفوري أن لاأتراجع عن عشق الحرية التي ما انكفأ يبحث عنها، علمني الحنين الدائم لأول حضن بين الروابي وفوق المنعطفات
استغربت كيف لهذا الحضن يهملني على مدى سنين ينساني مع آلامي، يهمل صرختي التي تعبر عن ولهي بأمكنة الماضي ودروب الحور العتيق المتوازعة على جانبي طريق ضيعتنا الغناء التي كثيرا ما رفضت تدخل الخطوات الغريبة فوق أرصفتها.
لم أكن يوما عاقا لما اعتنقته!شاطرتها الولاء لسماء الدار وزيزفون المرتفعات، شاركتها تراتيل الوفاء عايشت تفاصيل أحزانها وجزئيات عنادها، رسمت إيقاع ضحكاتها غيمات سارحة في راحتي شاركتني العناية الإلهية بحفظ تكوينها ولم تزل.
لم أكن يوما سوى إنسان كبرت كما عوسج دارنا، تمسكت بجدرانه كما عريشات ياسمينه على غفلة من الزمن هاج موج من العواصف بعثر ذرات الرمل المستقرة في باطن الأرض عقودا كثيرة، فتهدمت منازل الرمل التي كنت أبنيها برفقة أبناء القرية تغيبت ملامح السلالم، وتدحرجت قباب القصور التي رحنا نعلي أسوارها..
هزتنا أحزان! بكينا كيف للدار نهجرها وفي كل ركن حكاية لنا فيها، مناديل جدتي وعينيها الدامعتين كرسي جدي وعكازه النفيس كان أغلى ممتلكات الدار، كان رمز قوتنا جميعاً!معزوفات بيتهوفن بعد الأصيل ولمات الجيران والأصحاب على إبريق الشاي فوق فحم الانتظار يغلي ويستلذ الضيوف بأحاديث المساء.
دراجتي الهوائية وجسر العودة امتداد لانتظار أمي التي كانت ترقبني على الضفة الأخرى من نهر القرية لن أرحل عن عالمنا البهيج سأبقى بحالة اتنفاء على الدوام، أتحدى الظروف وأسقي أصيص ورود الدار في مختلف الفصول أهيئ عرائش الياسمين لنتكئ عليها ونستنشق عطرها الفواح على امتداد أجيال من الأزمان.






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط