فلسفة الكيمياء

[نجيب بنشريفة]

الكثير من الضوء يبدي إشراقًا
قد يظهر جسم ما داكنًا لا براقا
لكنه قد يكون ساطعًا جلى اتفاقا
على تردد لا يستطيع له أحد سباقا

[نجيب بنشريفة]

لهو إذا منسوب إلى ظلام
وما ربُّك بذي ظلم للأنام
انعدام ضوء أذهب نور هيام
سَوادُ ليْل أحاط من خلف وقدام
أو جار عليه ولم ينصفه سائر أحلام
مَن استرعَى الذِّئْبَ لحراسة الأوهام
يأتمن خائنا ويولِّي غيرَ أمين على دوام

[نجيب بنشريفة]

وضْعُ شيءِ في غير مَوْقعه
الجور ذَهابُ قسط من مطلعه
لا يُدْرَى من أيْنَ يُؤْتَى لو من مقلعه
ناضِرٌ يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من مرتعه
أوَّلَ كُلِّ شيءٍ وحينَ اخْتَلَطَ بمرجعه
ثلاثُ ليالٍ يَلِينَ الدُّرَعَ عند مقبعه
وتُرابُ أرض مَكلُومَة لمخدعه

[نجيب بنشريفة]

مثال عرب مَنْ أَشْبَهَ أَباه فما ظَلَم
لَزِموا الطَّرِيق فلم يَظْلِمُوه أنى جثم
أَخَذَ في طريقٍ وما ترك موطئ قدم
فما عدل يَمِيناً ولا شِمالاً عن الألم
من زاد أو نَقَصَ أساء لأدب من قدم
القهر مَيْل عن قَصد نائيا عن هرم
فالزم هذا الصَّوْبَ ولا تحد عن سنم

[نجيب بنشريفة]

إذا هُوَ لمْ يَخَفْني في ابن عَمِّي
ولم أَلْقَ رجلا ظلُوما حيث غمي
تَظَلَّمَ مَال هَكَذَا ولَوَى يَدِي فزم فمي
إذا غَضِبَتْ تَظَلَّمَتْ فنكست علمي
وإذا طَلَبْتُ كَلامَها لم تَقْبَل ود قلمي
نَقِرُّ ونَأْبَى نَخْوَةَ مُتَسلِّط على قممي
وأُعْطِيَ فَوْقَ نِّصْفِ ذُو حَق مِنْ دمي

[نجيب بنشريفة]

وما يَشْعُرُ السمْحُ الأَغمُّ المتأقلم
كُعوبُه بثَرْوَةِ رَهْطِ الأَعْيَطِ المُتَظَلِّم
إذا نَفَحاتُ جُودِ أَفْنَيْنَ مالَه بالتعلم
تَظَلَّمَ حَتَّى يُخْذَلَ المُتَجبر بالتكلم
صَقَعْناه بِشَنْعاءَ تَنْهَى نَخْوة مُتعظم
قالَتْ له مَيٌّ بِأَعْلى ذِي سَلَم متردم
ألا تَزُورُنا إنِ الشِّعْبُ أَلَمّ بالمتقدم

[نجيب بنشريفة]

آتَتْ أُكُلَها ولم تَخصم مِنْه شَيْئاً
ظَلَمْتُ لَكُمْ سِقائِي ناصبا فيئا
وهل يَخْفَى على عَكِد ظلِيم بدئا
يَكادُ يَطْلُع حلْماً يَمْنَعُه عن شواهق
إلاَّ الأَوارِيَّ لأْياً ما أُبَيِّنُها كلواحق
أَبَنَّ عقَاقاً ثم يَرْمَحْنَ إباءً عن سوالق
وفيه صَوْلَةٌ وذَمِيلُ راج مسقط عوالق

[نجيب بنشريفة]

مرحلة لها أثر في عديد من مجالات متكبرة
محاولة نقد وبحث عن خيارات جديدة متحررة
من قياس ضغط جذب راغب حلب نصوص متكررة
رافض عود أمس ناقم على حدس والمشاعر المتغيرة
ترابط عضوي بعنصر اقتصادي تاريخي لما بعد حداثة متهورة
استقلت مجموع مشاريع ثقافية من وجهات نظر متطورة
سقوط مطلق في منطق ثقافي مهيمن لرأسمالية متأخرة

[نجيب بنشريفة]

حركة فنية نظريًا من قبل ناقد فني
مفارقة تاريخية مع تقاليد في تدني
لحداثة عمارة وعمران وادة تجني
ادعاء اختتام تاريخ وتجاهل التمني
جغرافية لغة ما بعد حداثة التعني
عودة لمؤلفات الماضي بالتبني
انتقاء ثقافة أكاديمية كلاسيكية جديدة بالتأني

[نجيب بنشريفة]

صاح ألا للهِ من مِرْدَى حُروبٍ
حَواه بَيْنَ حِضْنَيْه ظلِيم دروب
خدد البِطاحَ انْهلالُ حرص غروب
فَصَفَا نطاف بها بُعَيْدَ مُقْلَع عيوب
فأَصْبَحَ في غَبْراءَ بعدَ إشاحَة نذوب
جعل عَيْشا مَرْدُودا عليه خضم ذنوب
ذاك يُعْطِي نائِله وامضا قعر جيوب

[نجيب بنشريفة]

إذا ما اجْتَلَى الرَّاني منها مرموزا ترمم
إليها بطَرْفِه غُرُوبَ ثَناياها أَضاءَ وتعتم
أُولِمْتَ يا خِنَّوْتُ شَرَّ إيلام حين تنغم
يوم نَحْسٍ ذي عَجاجٍ مِظْلام في تجهم
يومٌ ذو كَواكِبَ اشتَدّت قتامته في تراكم
فصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقالِ ومتجنيا بتناغم
ليسَ على دَمالِ وتكلَّمَ فاغتمَ بيتُ تحادم

[نجيب بنشريفة]

لقيته أَوّلَ وَهْلةٍ وأَوّلَ صَوْكٍ وبَوْكٍ
ظَلَّ يُصايكُ نقلا ويُحايِك وصلا
ومُعْجِبةٍ بشباب صاك عبير بأثوابها
ألا تَرَاها كالهِضاب بُيَّكا
مَتالِياً جَنْبَى وعوذاً ضُيَّكا
فما كان ذنبُ مالك علب
بأن سُبَّ منهم غلامٌ بالعجب
فسَب عَراقِيبَ كومٍ مٍن قصب
طِوال الذُّرَى تَخِرُّ بوائِكُها للرُّكَب
له بُنْدقة من مسك يَبُوكها بين راحتيه فتفوح
فباكها مُشوَثَّق نيَاطِ ليس كَبَوْكِ بعلها الوَطْوَاطِ
قال من قريش عَلامَ تَبُوك يتيمك في حجرك
فكتب إلى حزم أنِ اضْرِبْه الحدَّ فلا حجة لعذرك
بَاكَ حُيَيٌّ أُمَّه بَوكَ الفَرَس نَشْنَشَها أَرْبعةً ثُمَّ جَلَسْ
تَعامَسُ حتى يحْسبَ أَنَّها اسْتُحِقَّت بطول النفس
يجري من صَفاءِ لون لا من ريق كفِرِنْد عند همس
طُوبَى لِلمُفَرِّدِينَ تَفَقَّها واعْتَزَلَ وخَلا لِمُراعاةِ أمْرِ ونَّهْي
آخِرِ مَحالاتِ سّتِّ تلي دَأْيَ العُنُقِ وبين التي بين العَجبِ
تَجْلو غَواربَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسمَتْ كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلولُ
إلى شَنْباءَ مُشْرَبَةِ الثَّنايا بماءِ ثلوج طَيِّبَةِ الرُّضاب
حَمَتْهُ عِتاقُ الطيرِ كل مدلهم حَوَّامِ المُقامِ رَمُوق
رَعَتْ بقَرارِ الحَزْنِ رَوْضاً مُواصِلاً عَمِيماً من الغمام
صَبْتُ لهم صَدْرَ الظَّلِيمِ وصَعْدَةً شُراعِيَّةً في كفِّ حَرَّان ثائِر
أَمْ تُرَاهُ كَشَمْعَةٍ فِي جنان أهيف هَاجَ رِيحٌ عَلَى ضِيَاهَا الْبَؤُودِ
أَيْنَ الَّذِينَ لِقَاؤُهُمْ وَوَدَاعُهُمْ بِالذِّكْرِ كَمْ زِيدَ الْوُجُودَ اسوداد
أيها الجازعُ مما فات في غياهب رمسِ يُلْقى على مهل
تَخْدِي إِذا مَا حلكة ليلِ أَمْكَنها مِنَ السُّرَى وفلاةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ
دَفَعْتُ بِكَفِّي عَنْهُ وَقَدْ بَدَتْ هَوَادِي قتامة فالظِّلُّ غامِرُهُ
ها اغمقاق دجى يَمحوهُ نهارٌ كذاكَ العدلُ يمحو كلَّ الجور

[نجيب بنشريفة]

الشيطان حرفيًا يخلع بمعنى محير لا يخنع
يا ليته ما راجعه مناظرة فأقنعه أخضعه فأركعه
تحريف قذف لـ ديا بصرف النظر و بللن كرمي حلف
يتألف من ديابلين سبب الشقاق أو التشهير حسب الظرف
تعتبره الأديان كائنا مستقلا خارقا عارفا كمالك للسر
يلعب دورًا خاصًا في المسيحية والإسلام كتجسيد للشر
في الفن يتم تصويره على أنه ملاك له أجنحة سوداء
يرمز الشكل الأسود إلى طبيعته الفاسدة جاذبة غوغاء
وَلاَ ثَوْبُ بَقَاءِ بِثوْبِ عِزٍّ فَيُطْوَى عَنْ أَخِي الخَنَعِ يَرَاع شعراء

[نجيب بنشريفة]

عَدا مُعْتَمِداً في أحَدِ شِقَّيْهِ
رافِعاً برفق تام أحد جَنْبَيه
ولِفافةُ الراوِيَةِ على شذقيه
كالشَّيْذَقانِ خاضِب أَظْفارَ علّ
ها ضَرَبَتْه شَمْأَلٌ في يومِ طَلّ
يَتْبَعُه كأَنه يَظْلَعُ من نَشاطِ فلّ
صَوْتٌ يَخْرُجُ من قُنْبِ الصلّ
ما الْتَفَّ من الجَبَّارِ دون القليل
وما فاتَ أيَادي الكد من الفَسيلِ
أرْدَفَهُ وعادَلَهُ الإِخْفَاء عن حوب
والصَّوْرُ منَ الوَدِيِّ ولَّفُّ في ثوْبِ
وُسِقَتْ له الفَرائشُ والسُّلبُ القَيادِيدُ
والدابة تَزْمُل في مشيها حثتها أناشيد
وعَدْوِها زَمالاً إِذا رأَيتها ولجت سراطا
تتحامل حينها على يديها بَغْياً ونَشاطاً
أَهازِيجٌ وأَزْمَلةٌ حِسّ جَنوب تَسوق ماء وبَرَدا
وْداً أَحَمَّ القَرا أُزْمُولةً وَقِلاً سما تُراثا متجددا
فَهْوَ سَحَّاجٌ مُدِلٌّ سَنِقٌ مسامق هواء
لاحق البطن إِذا يَعْدُو زَمَل الفراء
أَشْكُو إِلى الله صَبْري عن زَوامِلِهم
وما أُلاقي إِذا مَرُّوا من حَزَن معاملهم
زَوامِل لأَشعار لا عِلْم عندهم بجَيِّد سرائر
إِلا كعِلْم أباعر لعَمْرُك ما يَدْري بعيرُ نوادر
إِذا غدا بأَوساقِه أَو راح ما في الغَرائر
يُزَمِّلون حَنينَ الضِّغْن بَيْنَهُم والضِّغْن أَسود
كأَنَّ أَباناً في أَفانين وَدْقِه تغازله النهود
لم يَمْرِها حالبٌ يوماً ولا نُتِجَتْ سَقْباً
ولا ساقَها في زُمْلةٍ حادي النضر رهبا
لا يُغْلب النازعُ ما دام الزَّمَل
إِذا أَكَبَّ صامِتاً فقد حَمَل
ما دام يَرْجُز فهو قَوِيٌّ على السعي
فإِذا سكت ذهبت قوّته فتهيأ للنعي
أبْلِغْ فَزَارَةَ أنِّي لَنْ أُصَالَحَهَا بدار
هناك حَتَّى يَنِيكَ زَمَيْلٌ أمَّ دِينَارِ
أنَا زُمَيْلٌ قَاتِلُ ابْنِ دَارَهْ
وَرَاحِضُ المَخْزَاةِ عَنْ فَزَارَهْ
وَقَالَتْ أَبصارُهُنَّ تَفَرّستها شارح
ذا فَتًى غيرُ زُمَّيْلٍ وأَدْماءُ طالِحُ
وَلَا وأَبيك مَا يُغْني غَنائي جهول
يرعاه ذهول مِنَ الفِتْيانِ زُمَّيْلٌ كَسُولُ

[نجيب بنشريفة]

سَلاه أوسلا عنه إذا نسِيَه هناك على مشارف حلبة عراك
كأسلوك وأعلوك وها أنساك وأعلو علاك
وطابت نفسُه بعد فراق مداك
سلا هلا إسألا انتما من قرن أسلاك
مكبر لا يفتر ترديد نشيد من أجاب نداك
لا أَنْساك ما حَييتُ ولو أَشرَبُ السُّلْوان ما سَلِيتُ
ما بي غِنىً عنك وإن غَنِيتُ
يا لَيتَ أَنَّ لِقَلْبي من يُعَلِّلُه سوانا
أَو ساقِياً فسَقاني عنكِ سُلْوانا
جعَلْتُ لعَرّافِ يَمامةِ حُكْمَ هوانا
وعَرّافِ جدٍ إنْ هُما شَفَياني وهبتك أمانا
فما ترَكا من رُقْيَةٍ يَعْلَمانِها ولا سَلْوَةٍ إلا بها سَقَانا
عطل اتزانا بعثر أوزانا خلخل كيانا جانب إتقانا
لوْ أُطْعِمُوا المَنَّ والسَّلْوى مَكانَهمُ عقل لب شبعانا
ما أَبْصَرَ الناسُ طُعْماً فيهِمُ نَجَعا إلا وتحول ثعبانا
والمُنْتَجَعُ لهو المَنْزِلُ في طَلب الكلإِ تعدد ألوانا
والمَحْضَرُ ذاك المَرْجِعُ إِلى المياه نصبوا عليه أعوانا
سلا عن جوهر هيكل محرك محفل ما لبث يشرح
أَخْو سَلْوَة مَسَّى به الليلُ أَمْلَحُ ما انفك يمرح
وقَع القومُ في سَلى جَمَلٍ جانب سوق
أَعَزُّ من الأَبْلَقِ العَقوقِ وبَيْضِ الأَنُوق
لعَمْرُك ما خَشِيتُ على أُبَيٍّ مَصارِعَ بين قَوٍّ فالسُّلَيِّ
ولكنّي خَشِيتُ على أُبَيٍّ جَرِيرَةَ رُمْحِه في كلِّ حيِّ

[نجيب بنشريفة]

https://www.youtube.com/watch?v=uzGNKfsf4hk

[نجيب بنشريفة]

https://www.youtube.com/watch?v=bm6JerNrhxM

[نجيب بنشريفة]

https://www.youtube.com/watch?v=a7GqYtAbTeU

[نجيب بنشريفة]

https://www.youtube.com/watch?v=VNltTM_eGx4

[نجيب بنشريفة]

الصمت هو الشيء الوحيد من الذهب الذي لا تحبه النساء
قلب صادق مخلص مُحِبٌّ خالٍ من كلِّ شائبة همسه شفاء
والعُجب أزاله ‏عن وقاره فتمادى دون وعي في الكبرياء ‏
إذا كان كذالك في الأدب هناك نبس اِغترب حضنه هباء
استكرنَّ من إِخوان إِنهمُ خيرٌ لكانِزهم كنزاً من السماء
بِأَبْيَ امْرَؤٌ والشامُ بَيْنِي وبَينَه أسراب ناطرة الخواء
أَتَتْنِي بِبُشْرَى بُرْدُه ورَسائِلُه تحذر من ركوب الأهاء

[نجيب بنشريفة]

ذئِبَ يذْأَب ذأَبًا فهو ذئِب
ذئِب الشَّخصُ وذؤُب لا يناله تعب
صار كالذِّئب في خُبثه ودهائه
خاف من شيء ما ملازم لوعائه
صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت
والمفعول مَذْءوب محترف سكوت
أصابه فوقع في غنمه فقضى القوت
مفترس من فصيلة كلبيَّة ورتبة اللواحم
أغبشُ اللَّون خفيفُ الحركة مبدع ملاحم
حادّ البصر والسَّمع واسع المكْر والحيلة
ورماديّ من مناطق قطبيَّة لغاية بوسيلة
أشدُّها افتراسًا وهو يعيش ويصطاد بكل ليلة
على شكل جماعات تسلسليَّة هرميَّة لدفع شر
وتضع أنثى الذِّئب في الربيع جراء تدعى كلاب البَر
إن لم تكْن ذئبًا أكلتْك الذّئابُ لتحذير المتساهل
كي لا يصير فريسةَ الأشرار قعر منازل
مَن استرعَى الذئبَ فقد ظلم
من يأتمن الخائن أيخال ذاته فهل سلم
أو يولِّي غيرَ الأمين خلاف مذهب الأمم
راغب في الإنتحار يتسلق بجلد عالي القمم
وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ألا لو صنتم عرض قسم
أخفُّ رأسًا خفيف النوم جد يَقِظ أسرعُ غَدْرةً بالدمم
وصف للغدّار الخائن العهد ناهب قوت الشعب
أكلهم الذِّئب أرهقتهم السنةُ الشديدة كثيرة رعب
ألقى بنفسه في فيه ها عرّض نفسَه للخطر دون تروٍّ ولا بصيرة
داء الذِّئْب جوع وذُؤْبان العرب صعاليك ولصوص أرواح شريرة
ذئب بشريّ شخصٌ نُزعت منه الإنسانيّة مفترس أعراض قريرة
كما في جِلْد حَمَل فذاك مخادع غشّاش ظاهره مُسالِم وباطنُه مؤذٍ
ذئبُ يوسف يُضرب في براءة السَّاحة بعد زمهرير محدث رعد
رماه الله بداء الذِّئب يُدعَى به على الظالم لأنّ الذئب دائم الجوع
ها ذِئب الأرض ثدييّ مشابه للضِّباع بالأوصاف والقدرات
يعيش في جنوب وشرق إفريقيا يقتات على مدخرات مغارات
تحوي بشكل رئيسيّ على النمل الأبيض ويرقات الحشرات
عنب الذِّئب نبات برِّيّ ينبت مع القطن كالشجيرات
له ثمر صغير مرّ الطعم وأسود اللّون كعنب العصارات
جَميعُ أَجْناسِ الحَيَوانِ إِناثُها أَقَلُّ جُرْأَةً ما خَلا الذِّئْبَةَ
هاعٍ يُمَظِّعُني ويُصْبِحُ سادِراً ما نفعت معه ريبة
سَدِكاً بلَحْمِـي ذِئْبُه لا يَشْبَعُ ولسانَه جار خيبة
الذِّئْبَةُ فُرْجَةُ ما بَيْنَ دَفَّتَي رحْلِ وسرْجِ وغَبِـيطِ
فكَلَّفْتُها هَمِّي فآبَتْ رَذِيَّـةً طَلِـيحاً كلوحِ وسيط
لو جَلست بدار يوما تأبَّضتْ تأبُّضَ محيط
أَتَيْتُ ابْنَ ذِئْبٍ أَبْتَغِي عِلْما أزاوله
ألهذا طَلَّقَ حِبِّي الْبَتَّ بُتَّتْ أَنَامِلُهُ

[نجيب بنشريفة]

آها ها قد نزعت عنها قناعا
فتساقطت الألثمة بعد تباعا
قبل رمي فاس أجتثت شراعا
مجرد وهلة فأشهرت وداعا
سُعْ سُعْ من رأى بفيء مِسْياعا
تَدَعُ ولَدَها كأنها أهدتهه سِّباعا
حيث دهر ولى بات لهديل سواعا
جائت بعد هدأة دجى ودا مطاعا

[نجيب بنشريفة]

حضنت بسيطة كم جنانا
وكرعت من صلبه دنانا
وعن وله له بات هوانا
ها طير هجر حقله زوانا
عير غدر خص به سوانا
نز حنضل جد مر سقانا
هزت طامة الجل عدانا

[نجيب بنشريفة]

عتمة مؤملة غشت شمسا
حيرة مهللة نثرت همسا
سبابة ما فتئت تنقر لمسا
آلة مزلزلة أقسمت خمسا
فاقمت دسا استحدثت مسا
بظرف أقسى فرضت عسا
لإن ظل شهما جبانا أمسى

[نجيب بنشريفة]

لهو حاضر نهارات بليالينا
العاجل ضد المؤجلة أمانينا
مقدَّم الصَّداق ها تسلق أعالينا
يقابله مؤخَّر كم أهان أهالينا
أدرفت دموعا ومضت أيادِينا
الآن أعلم لم يتفجرون أنينا
أن الْغُصْنَ لِي غَصَصٌ حوى تينا
وأنما الْبَانُ بَيْنٌ عَاجِلٌ دَانِ حوالينا
إِذا عاجلُ الدنيا ألمَّ بمفرحٍ لدينا
فمن خَلفِه فجعٌ سيتلوه آجلُ والينا
أَلَا يَا اصْبِحاني قَبْلَ لَوْمِ العَواذِلِ فينا
وقَبْلَ وداعٍ مِنْ زُنَيْبةَ عاجِلِ علينا
عَنْ هول الْمَوْتِ وَهَمٍّ قَدْ جَلَا بوادينا
وَفَرَجٍ أَتَاهُ مِنْ بَعْدِ الرِّضَا ثبط أعادينا
محذِياتِ أخي الهوَى تدور بها سنينا
بِدَلالِ غَانِيَةٍ وَمُقْلَةِ رِيمِ سامرت تنينا
رهنت قسورة شرت ماتيسر بنينا
آها لو كان بدلالة حال متكلما رزينا
ها ساد في معرض بيان سكوتا حزينا
ما دل على حال ظواهر بدا أمره رهينا
انحراف سواد عين جهة صدغ لا يمينا
حدّ عدم رؤية صُّورتين تلتقطهم حينا
اختلف اتّجاه عكس لحظا وما سلينا
سلونا ذكر ما يلينا ها قسى غدا غسلينا
إِذا أردتُ مساماةً تقاعدُ دنيا ودينا
عما ينوِّه رقة حال تساقطت حنينا
مِنَ الإِخْوانِ ذووا كِشْرَة هل تعنينا
و آخر كَيْفَ حالُ بال صار سجينا
تَدُورُ دارُ دنى بِنَّفْسِ تمدها قرينا
عَنْ حَال صَب همس تناثر تخمينا