|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-07-2011, 10:32 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||||||||||
|
كابوس فوق السحاب
كابوس فوق السحاب وعندما جلست على كرسيّها في جوف الطائرة الواسع.. أغمضت عينيها لتُبْقي على أجمل لوحة محبة فارقتها قبل لحظات، حين ودّعت أختها التي رافقتها حتى شباك المغادرين.. ابتلعتها الطائرة. وسرعان ما ابتلعها ظلام كثيف.. غاصت به، ظلام ثقيل، يضجّ بموسيقى صاخبة، يمزق الآذان.. رأت من خلال كثافته بحرا يمتد إلى اللانهاية، يطلُّ من أفقه وجه أبيها المحفور في ذاكرتها منذ فقدته وأمَّها عندما كانا عائدين من سهرة حفلة زفافها، في حادث طرق أليم.. يومها ركضت نحوهما، وهي تمسك في ذيل فستان سهرتها..وتمنت لو تنتصر على القدر، تحدّته ..لكنه كما ينتصر على الجميع، انتصر عليها، وصلت متأخرة للحظات، بعد ان فارقا الحياة...ومنذ تلك النكسة لم يندمل جرحها، وطيف أبيها يطلّ عليها بزيارات ليلية، يضيء ليلها الكثيف كما يضيء الأمل النفوس الميتة، ويوقف شلال دموعها التي لا تنقطع. أحست أن الظلام ثقيل على صدرها، وأن أرجلها ملتصقة بأرض الطائرة، وأنها تركض في بحر ماؤه لا تبلل ثيابها، كالعرق المتصبب من وجهها وعنقها وكتفيها شبه العاريتين. نظرت نحو أبيها في الأفق البعيد ...لوّح لها بيده..فلوّحت له بيديها الاثنتين...رفع يديه يحثّها أن تترك الطائرة لتاتيه بسرعة أسرع من سرعتها. حاولت أن تصرخ، فلم تسمع صوتها..حركت رجلها فلم تتحرك، حركت يدها فأبت أن تطيعها.. كأنها أصيبت بشلل...!!! سألته عن أمها، وهي متوقعة أنه لن يسمعها، فخيّل لها أنه قال " إنها تستظل بظل شجرة قريبة من بيت،بُنيَ من أجلهما ،بعد وصولهما، على ضفة نهر يجري بين الأشجار والبساتين، تحيط به حوريات جميلات،وطيور متنوعة الألوان والأحجام، وبلابل تغرد، وورود برّيّة وجويّة ، وأزهار بديعة الألوان تعجز ريشة أمهر الرسامين عن نقشها، ازداد شوقها للوصول إليه، فحاولت مرة ثانية تحريك أرجلها، لكن الماء أعاقها... استغاثت فلم يسمع أحد استغاثتها، أدارت عنقها نحو اليمين، ثم نحو اليسار، كأنها تفتش عمن يزيح هذا الكابوس عن صدرها،أو يفك القيد عن رجليها، أو يميل بها عن هذا البحر الذي تحس انها تغوص فيه حتى وسطها، ويشلّ الحركة من قدميها.... بدأت تخرج أصواتا مسموعة.. غير مفهومة... كأنها تبكي بكاء مغموما، ومناداة مبهمة.. نفضت جسمها المبلول بعرقها، فاصطدم بجسم زوجها الجالس على يسارها... لم يوقضها .. تركها تعيش الحلم، وترك الحلم يمتص حزنها، كما كان يتركها كل مرة، تفرغ هذا الحزن المشحون بكابوس كلّما زارها في ليالي الشتاء الباردة، فيغمر جسمها بالعرق رغم البرد، وفي ليالي الصيف الحارة ليسبح جسمها في عرق الكابوس لا عرق الحرّ ... وعندما هدأت هزّها برقة المحب، المتفهم، حتى استفاقت... وما أن فتحت عينيها حتى أحست أن جسمها يهتزّ، رافقتها ارتعاشه الخائف الذي وصل مرحلة الأمان حين لامست عجلات الطائرة أرض المطار مسكها زوجها من يدها، وسار معها إلى باب الطائرة.. وحين وضعت رجلها على أرض المطار، لم تلتفت إلى الوراء..انطلقت على أرض صلبة لا سراب فيها ولا ظلام تريد أن تطير لملاقاة أبنائها الذين كانوا بانتظارها...
|
|||||||||||||
08-07-2011, 12:42 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: كابوس فوق السحاب
خيال محلق جميل رغم مرارة الوصف والماساة
|
|||
08-07-2011, 01:24 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: كابوس فوق السحاب
هي هكذا الدنيا تدمينا لنعالج أنفسنا بالحزن الحزن علاج ما انسكر اللاصق الذي يعيد لمّ أجزائنا المنتثرة تحت أقدام الأحباب .
قصة موجعة بأسلوب راق ، جميل ما خطته يداك هنا لغة و طرحا . دمت بخير . |
|||
08-07-2011, 01:37 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: كابوس فوق السحاب
سلام الله
و تحية ترقى لتليق يقينا انتم حريصون على العلاقة التشاركية بين الناص والنص والمتلقي عرجوا كرماً ولطفاً على سابق نشركم http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=95 قبل نشر الجديد خذونا بحلمكم كل الود ******* |
||||
08-07-2011, 02:12 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: كابوس فوق السحاب
الأديب القدير أيمن موضوع مهم جدا السرد منساب كالمياه الرقراقة والنهاية جميلة جدا أنت دائما تثرينا ألف شكر |
||||
08-07-2011, 06:20 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: كابوس فوق السحاب
السلام عليكم
الأديب الكريم أمين خير الدين نص من المدرسة الواقعية يصور تلك العلاقة بين الآباء و الأبناء.. فشخصية النص في عالم اللاوعي ترى أبويها وثمة ما يستل شجنها نحو تلك الرؤى ..وفي المقابل هي تغادر واقعها ( عبر أرض صلبة ) تحملها إلى أبنائها.. ذلك التمازج الغني الإنساني ، و اللغة العذبة ، والاشتغال على الأحداث بروح سردية مميزة أعطى النص بهاء و جمالا يعيشه المتلقي. خالص التقدير. |
||||
08-07-2011, 12:21 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||||||||||
|
رد: كابوس فوق السحاب
الأخت ريما ابراهيم فائق
هي حكمة الله في كل شيء في الأحزان، وفي الفراق، وفي اللقاء في الموت وفي الحياة شكرا لمرورك الكريم وتحياتي لك دنت بود وأخوّة
|
|||||||||||||
08-07-2011, 12:25 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||||||||||
|
رد: كابوس فوق السحاب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روضة الفارسي الأديب القدير أيمن موضوع مهم جدا السرد منساب كالمياه الرقراقة والنهاية جميلة جدا أنت دائما تثرينا ألف شكر ألأخت روضه الفارسي
شكرا لمرورك الكريم المتوج بكلماتك الراقية دائما تشرقين وتشرّفين نصوصي وأنا دئما مدين لك بالشكر تحياتي
|
|||||||||||||
08-07-2011, 12:27 PM | رقم المشاركة : 9 | |||||||||||||
|
رد: كابوس فوق السحاب
تحية من الأعماق
لإدارة الفينيق شكرا لمروركم شكرا لإشرافكم وشكرا لتنبيهاتكم تحياتي
|
|||||||||||||
08-07-2011, 12:38 PM | رقم المشاركة : 10 | |||||||||||||
|
رد: كابوس فوق السحاب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسنيم الحبيب السلام عليكم الأديب الكريم أمين خير الدين نص من المدرسة الواقعية يصور تلك العلاقة بين الآباء و الأبناء.. فشخصية النص في عالم اللاوعي ترى أبويها وثمة ما يستل شجنها نحو تلك الرؤى ..وفي المقابل هي تغادر واقعها ( عبر أرض صلبة ) تحملها إلى أبنائها.. ذلك التمازج الغني الإنساني ، و اللغة العذبة ، والاشتغال على الأحداث بروح سردية مميزة أعطى النص بهاء و جمالا يعيشه المتلقي. خالص التقدير. الأخت الكريمة
تسنيم الحبيب اللاوعي خزينة الوعي.. وصندوق مدّخراته والوفاء ....وفاء الأبناء للآباء قيمة اخلاقية ودينية من ضروريات الواقع وحب الحياة "هدية الله للإنسان" من ضروريات الإنسان والنصّ وإن كان مسرحه الفضاء والخيال إلا أنه جاء يصور الواقع بأسلوب الواقع لك الشكر على هذا المرور الكريم وعلى هذا التحليل المفيد ولك المودة والأُخوّة والتحية
|
|||||||||||||
29-07-2011, 02:08 AM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: كابوس فوق السحاب
أخي الكاتب امين خير الدين
قصة جميلة استطعت الغوص في نفسية البطلة بفنية كبيرة محبتي هادي زاهر
|
||||
30-07-2011, 10:42 AM | رقم المشاركة : 12 | |||||||||||||
|
رد: كابوس فوق السحاب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف هداي الشمري خيال محلق جميل رغم مرارة الوصف والماساة أخي يوسف
ألف تحية صباحية مشرقة لك وال ف اعتذارللتأخّر في الرد كلماتك مضيئة ومشجعة شكرا لك وتحيتي ومودتي
|
|||||||||||||
30-07-2011, 10:46 AM | رقم المشاركة : 13 | |||||||||||||
|
رد: كابوس فوق السحاب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي زاهر أخي الكاتب امين خير الدين قصة جميلة استطعت الغوص في نفسية البطلة بفنية كبيرة محبتي هادي زاهر أخي أبا الرازي
كم انت عزيز على نفسي شكرا لكلماتك المشرقة المنعشة كنسيم الصباح وكبسمتك المشعة
|
|||||||||||||
|
|
|