حروف تتقافز ...

[أمل الزعبي]

أشعلت سيجارتها البيضاء بعصبية ونفثت أول أنفاسها الى أعلى ...حيث السقف الابيض وكأنها تريد أن تترك أثرا أسود كذلك الأثر ...ألقت بنفسها متهالكة على السرير ذي الشراشف المزركشة ...حدقت في المرآة وهي تقبض على السيجارة بشفتين مرتجفتين ...كان قد كلمها قبل قليل وقد زمجر بصوته وأرعد " أنتِ مجرد حروف تتقافز أمامي ... كلكن سواء " ...


جثت الصدمة على أركان وجهها ... وعلا خفق قلبها ...تارة يعمها ارتباك عظيم وتارة يغتال تفاصيلها السكون ...كانت كلماته ترن في أذنيها تصمها ... أحكمت القبض على السيجارة من جديد بشفتيها وأخذت نفسا عميقا ابتلعته سما زعافا كما اندلعت تلك الكلمات نارا في هشيم روحها ...


ما زالت تحدق في المرآة ... شعرها فوضوي تناثر على كتفيها باهمال وتطاير بفعل تلك المروحة الصغيرة الى جانب السرير ... هاتفها المحمول ما زال ملقى أرضا ... لعنت من اخترع هذه الآلة وكادت أن تدوسه بقدميها ...


قالت له :" أهكذا تراني ؟"


- " أحاول أن أخلق من تلك الحروف روحا أشكلها جسدا "


تساءلت :"أأنا عجينة بين يديك؟"


-" أشكلك كما أريد أنا "


ذهلت ..." رباه أهذا خالد الذي عرفت ؟!.... أهذا هو الرجل الذي أسرني بصوته الحنون ؟!" ... سكنها الصمت ...أدركت أن السيجارة بين أصابعها قد نفقت وقد تحرقها ... ومع ذلك وضعتها بين شفتيها ...كم تستلذ بالنفس الأخير منها ...ثم ألقتها في المنفضة وعادت ترتب خصلات شعرها الثائرة ... قال لها يوما " كم أعشقك كلما ثار هذا الشعر غجريا متمردا " ... جمعت خصلات شعرها وربطتها برباط أحمر فبان عنقها الابيض الذي تصبب عرقا اثر ذلك الاضطراب الممزوج بحرارة حجرتها الخانقة ...


رن الهاتف ... هو خالد ...ترددت طويلا ... واخيرا ... انحنت والتقطت الهاتف وردت ... بادرها قائلا "حبيبتي " أجابته كغيمة جافة " ماذا تريد ؟ "


أنَبها معاتبا :" أهكذا تخاطبين حبيبك ؟ "


ضحكت ضحكة مجلجلة مشبعة بالاستهزاء وقالت :"ضربني وبكى ثم سبقني واشتكى "


قال بصوته الحنون المعتاد :" ريما ... أحبك ...وسأحبك الى أن يتلاشى النبض من بين ضلوعي "


هدأت ... شيء ما في صوته يخدرها ...قفزت الدمعة الى عينهيا ...تماسكت كي لا تبكي ...ناداها بحنان أكثر :" ريما ...ما بكِ؟؟"... ردت بصوت يتخافت كفتيل يخبو :"تسألني ما بي ..."


رد يستجديها :" بالله عليك انسي ما كان "


انفعلت وثارت :"انسى ماذا ؟؟ ...الى متى يجب علي ان احتمل جنونك ؟؟ ... تحملت كومة عقدك وصبرت ...وفي كل مرة تعود لتقول بكل بساطة انسي " ... قاطعها :"أحبك ... ولن اتوقف عن حبك "


ردت بيأس " ملعون هذا الحب "


قال متوسلا :"أريد أن اراك الآن "


ضحكت ضحكة باردة :" تريد ان ترى ضحيتك وهي تنزف ... يلذ لك هذا المشهد؟! "


قال والشعور بالذنب يقتله :" ريما ... افعلي بي ما شئتِ ... اصرخي .. هددي ... اقتليني ان اردتِ ... دمي مباح لك ... لكن لا تتركيني "


ردت بحزم هذه المرة " آسفة يا خالد .... أنت من اختار النهاية " وأقفلت الهاتف وألقته على السرير وهي تنتفض حزنا ألما غضبا ...رباه ...كيف لاضلاعها الصغيرة ان تحتمل كل هذه الهزة لا بل زلزالا مدمرا ... تهالكت من جديد وسقطت على السرير تشهق بالبكاء المر ...أمضت الليل بالبكاء دون انقطاع ...


قبيل الفجر بدأت العصافير تتقافز على اغصان شجرة المشمش الملاصقة لنافذة حجرتها ...رفعت رأسها بعينين قد دمرهما اعصار البكاء ...تقافزت العصافير فرحة من غصن الى غصن مغردة نشوى ..." ما أنتِ الا مجرد حروف تتقافز امامي " ...حدقت في المرآة طويلا ... رأت امرأة غريبة الوجه والعينين ... أمسكت علبة السجائر واشعلت سيجارة ونفثت أنفاسها الاولى على المرآة ... لربما التصق ذلك الاثر بهذا الوجه الغريب ...

[عبدالرشيد غربال]

السلام على الساردة اللطيفة : أمل

أن تترك أثرا ( أسودَ ) وليس أسودا...فالصفات على وزن ( أفعل ) الذي مؤنثه ( فعلاء ) تمنع من الصرف..ولا مسوغ خارج ا لوزن الشعري لصرفها

افعلي بي ما شئتي

لم تسمح لغة الضاد يوما بإشباع التاء المتحركة للمخاطبة

ما شئتِ

إن أردتي؟...أردتِ

ولي عودة بإذن الله لقراءة تليق بأقصوصتك

مع التقدير أختي

[زياد السعودي]

مرور اول
بغية تثمين منجزكم
ولنا عودة
لتناول وليدات حروفكم

كثير ود

[نجاح زهران]

رائعة انت بنصك العميق
اسلوب رق بهدفه

صدقا استمعت بوجودي هنا
تقديري واحترامي

[الشرادي محمد]

أهلا أختي أمل
بين السيجارة الأولى و الثانية جرت أحداث قصة مشوقة
تحياتي

[فاطمة يوسف عبد الرحيم]

الأديبة أمل
صورت بإحساس رائع هزيمة رجل وانتصار امرأة لكرامتها ،
من خلال قصة حب ، رائعة بأسلوب ثري وصور فنية مميزة
مع تقديري

[أمل الزعبي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم شكوكاني

قال والشعور بالذنب يقتله :" ريما ... افعلي بي ما شئتِ ... اصرخي .. هددي ... اقتليني ان اردتِ ... دمي مباح لك ... لكن لا تتركيني "


رائعة الأسلوب
سامية الهدف
وشهادتي كقاريء أني قرأت قصة
تقديري سيدتي

أستاذي الفاضل عبدالكريم

مررت من حروفي فتقافزت الفرحة في فضائي
سعيدة أنا بتواجدك العطر وأعتز بشهادتك

احترامي وتقديري

[أمل الزعبي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرشيد غربال

السلام على الساردة اللطيفة : أمل

أن تترك أثرا ( أسودَ ) وليس أسودا...فالصفات على وزن ( أفعل ) الذي مؤنثه ( فعلاء ) تمنع من الصرف..ولا مسوغ خارج ا لوزن الشعري لصرفها

افعلي بي ما شئتي

لم تسمح لغة الضاد يوما بإشباع التاء المتحركة للمخاطبة

ما شئتِ

إن أردتي؟...أردتِ

ولي عودة بإذن الله لقراءة تليق بأقصوصتك

مع التقدير أختي

أستاذي ومعلمي المبجل عبدالرشيد

وعليكم السلام والرحمة
أنتظرك دائما في كل موضوع جديد
أنتظر تفتيشك للنص ونقده
وبكل سرور أتلقى توضيحاتك وملاحظاتك
وعلى الفور أعدل الاخطاء الاملائية ...

بانتظار عودتك الراقية مرة أخرى لتحلق في فضائي


احترامي ومودة لا تبور

[أمل الزعبي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي

مرور اول
بغية تثمين منجزكم
ولنا عودة
لتناول وليدات حروفكم

كثير ود

العميد زياد

حضورك وسام تتقلده حروفي
وبانتظار عودتك الميمونة


احترامي وتقديري

[أمل الزعبي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجاح زهران

رائعة انت بنصك العميق
اسلوب رق بهدفه

صدقا استمعت بوجودي هنا
تقديري واحترامي

غاليتي نجاح

الاروع حضورك الرقيق
وبهاء اطلالتك


دمت بكل الحب والود

[أمل الزعبي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشرادي محمد

أهلا أختي أمل
بين السيجارة الأولى و الثانية جرت أحداث قصة مشوقة
تحياتي

أستاذي الفاضل الشرادي محمد

جميل حضورك وعبورك النص
اسعدني تواجدك هنا


تحياتي وتقديري

ما أكثر القصص مأساوية ودموية

فهي تذبح القلب وتضحي بالمشاعر على عتبة الجنون

ماذا لو تخلصنا من هذا القلب؟

سردية موفقة ووأسلوب سلس ولغة جميلة تخللها بعض سهوات وما دام الأستاذ عبد الرشيد بدأ بها فأرفع ليتمم

لبقفلة جاءت باهتة قليلا حيث كان يجب أن تنتهي قبلا

تحياتي

[روضة الفارسي]

العزيزة أمل

سرد ثري جعلني من الثانية الأولى في قلب الحدث فكـنني أنا الحبيببة المكسور قلبها التي تحترق بالدخان وحوار جميل جدا


بارعة أنت في الوصف الدقيق وفي السرد لذاك كانت قصتك مميزة سعدت بهذا

تحياتي

روضة

[عبدالرشيد غربال]

لغة السرد متألقة جدا ..حيث تعالق السرد والوصف والحوار

بقي أن العقدة ظلت خافتة لم تحمل توترا يخلق الدهشة

أحب أن أقرأ أمل الزعبي الشاعرة ..فهناك تتوهج أكثر

تقديري وكل الاحترام أختي

[خالد يوسف أبو طماعه]

قصة جميلة ورائعة بفكرتها ومضمونها
سرد جميل ولغة سامقة تغني لها العصافير
لها قلب ينبض بالحياة ومشاعر كتلك التي نسيتها
في شخص كانت تعشقه ولا تزال!
موفقة جدا أختي أمل في سرد القصة بكل مكوناتها
أجدت التصوير والتشبيه والحكي والحوار والمتن
وربما كنت متشوقا لقفلة تأتي بأمل الرجوع والمسامحة
استمتعت بحكيك هنا أختي الرائعة أمل الزعبي
تحيتي وتقديري

[محمد خالد بديوي]

الرائعة المبدعة أمل الزعبي

قصة جميلة باسلوب سردي مشوق وماتع
وتصوير دقيق وموفق .. جميل هذا الحرف
شكرا جزيلا لك
مودتي والتقدير

[أمل الزعبي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة يوسف عبد الرحيم

الأديبة أمل
صورت بإحساس رائع هزيمة رجل وانتصار امرأة لكرامتها ،
من خلال قصة حب ، رائعة بأسلوب ثري وصور فنية مميزة
مع تقديري

الغالية فاطمة يوسف

حياك الله في مدينتي الحالمة
محاولات ليس الا لوصف جزء يسير من تلك العلاقة الأزلية

دمت بكل الحب والود

[أمل الزعبي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى الصالح

ما أكثر القصص مأساوية ودموية

فهي تذبح القلب وتضحي بالمشاعر على عتبة الجنون

ماذا لو تخلصنا من هذا القلب؟

سردية موفقة ووأسلوب سلس ولغة جميلة تخللها بعض سهوات وما دام الأستاذ عبد الرشيد بدأ بها فأرفع ليتمم

لبقفلة جاءت باهتة قليلا حيث كان يجب أن تنتهي قبلا

تحياتي

أخي الكريم مصطفى صالح
كلنا يتمنى قفلة سعيدة
لكن النهايات الحزينة كثيرا ما تفرض لحنها الأخير

احترامي وتقديري

[فاطمة الزهراء العلوي]

رائعة
من روائع القص القصير
البنية السردية محكمة
الانفر اد بالبطلة وتسليط الضوء عليها من خلال الرواي - لم يشتت الحبكة ، ولم يشتت الحدث ..
وأسس لعمق البناء الذي تتطلبه القصة القصيرة ..هذه الكبسولة الجد صعبة
الحدث
يتنامى عبر خط تصاعدي موفق جدا ومعه تبرز جواينات البطلة وذلك من خلال حركاتها العصبية كردة فعل منطقية

القفلة رائعة
عمل مميز اشتغال جد رائع على الصورة السردية - إن صح التعبير
أضع خمس نجمات
وعمل يستحق الاعلى

أهنئك العزيزة أمل على هذا الإبداع الجميل جدا
محبتي

[سائد ريان]

قص جميل جدا
بيراعة عنقاء واثقة من أدواتها
والأجمل انها تتقبل النقد والتوجيه بروح طيبة
وهذه شيمة العنقوات الراقيات

الأستاذة أمل الزعبي
بوركتم و بورك الأدب عندكم

تحاياي

[انجي يوسف]

ما بين السيجارتين أنثى تحترق وحب يوءد
وكبرياء ينتصر
خاسرة منتصرة كانت
جميل ما قرأت
تحيتي والورد

[أمل الزعبي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روضة الفارسي

العزيزة أمل

سرد ثري جعلني من الثانية الأولى في قلب الحدث فكـنني أنا الحبيببة المكسور قلبها التي تحترق بالدخان وحوار جميل جدا


بارعة أنت في الوصف الدقيق وفي السرد لذاك كانت قصتك مميزة سعدت بهذا

تحياتي

روضة

أستاذتي الرائعة روضة الفارسي
القاريء المرهف يتقمص شخص البطل ويعيش الأحداث متسلسلة من ألفها الى يائها
وأنتِ لستِ فقط كاتبة وأديبة رائعة بل وقارئة أروع

لروحك بساتين الجنان

[أمل الزعبي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرشيد غربال

لغة السرد متألقة جدا ..حيث تعالق السرد والوصف والحوار

بقي أن العقدة ظلت خافتة لم تحمل توترا يخلق الدهشة

أحب أن أقرأ أمل الزعبي الشاعرة ..فهناك تتوهج أكثر

تقديري وكل الاحترام أختي

أهلا بعودتك أستاذي القدير عبدالرشيد
ما قلته حول العقدة هو بالضبط ما قاله لي الكاتب الجزائري طارق لحمادي
حين أخذت رأيه بمسودة القصة ...لكني لم أجر عليها أي تعديل
لم يسعفني الوقت لتناولها من جديد وتعديلها ...


تحب أن تقرأني في النثر
وأعترف لك أن النثر هوعشقي الأول

أسعدني حضورك الراقي والجليل
دمت بكل الود

[أمل الزعبي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه

قصة جميلة ورائعة بفكرتها ومضمونها
سرد جميل ولغة سامقة تغني لها العصافير
لها قلب ينبض بالحياة ومشاعر كتلك التي نسيتها
في شخص كانت تعشقه ولا تزال!
موفقة جدا أختي أمل في سرد القصة بكل مكوناتها
أجدت التصوير والتشبيه والحكي والحوار والمتن
وربما كنت متشوقا لقفلة تأتي بأمل الرجوع والمسامحة
استمتعت بحكيك هنا أختي الرائعة أمل الزعبي
تحيتي وتقديري

أستاذي القدير خالد يوسف

مثلك أنا تمنيتها قفلة تنتهي بالرجوع اليه
لكن المرأة لا تتنازل عن كبريائها وتنتصر له
حتى لو كانت خسارتها فادحة كتلك


أسعدني حضورك الراقي

احترامي وتقديري
جميل حضورك

[أمل الزعبي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بديوي

الرائعة المبدعة أمل الزعبي

قصة جميلة باسلوب سردي مشوق وماتع
وتصوير دقيق وموفق .. جميل هذا الحرف
شكرا جزيلا لك
مودتي والتقدير

الاديب القدير محمد بديوي

الأجمل حضورك ومرورك الأنيق بحرفي

دمت بكل الود