في بيتنا فأر

[فوزي بيترو]

في بيتِنا فأر

تسلَّل فأر ، ودخل بيتي من النافذة . حَرَمْنا المصون ، رأسها وألف سيف ، ما تنام في البيت بوجود
الفأر يسرح ويمرح فيه . بهدوئي المعتاد ، طبطبت على كتفها وطمأنتها أنني سأتعامل مع حالة احتلال
الفأر لبيتنا الفسيح ، بجدية . وأنني سألقنه درسا يكون عبرة لغيره من المتطفلين .
شمّرت عن ساعدي . رفعت طرف جلبابي والتقطه بأسناني . أخذت المقشّة بيدي وبدأت بالجري من
غرفة إلى غرفة باحثا عن الفأر الملعون ، ومع كل خطوة ، كنت أخبط المقشة بأي قطعة أثاث تصادفني .
وزوجتي من خلفي كانت تشد من أزري وتصرخ بعلو صوتها " ألله أكبر ....ينصرك على أعاديك " .
معركة أي والله معركة . هي ربع ساعة ، لا أكثر ولا أقل . أصبح البيت ركاما وكأن زلزالا قد ضربه .
الدواليب في غير مكانها ، والسراير والكراسي وحلل الطبيخ هجرت مكامنها .
افترشَتْ زوجتي الأرض وقَرْفَصَتْ ، وأنا فعلت مثلها . ( من التعب يا جدعان ) . صَدَقَتْ رَيّا حين قالت :
ـ ( مّحَدِّش بياكولها بالساهل ) .
قرّرت استعمال أساليب أكثر حِنكة من الخبط والرزع . سوف أغري الفأر بقطعة من الجبن داخل مصيدة
أو بقطعة لحم مقدد على طبق مغموس بالغراء . أو أن أقوم بخلط السم بالحلاوة المنفوشة ، ونخلص مِنّه .
خبير هذا الفأر ! من أي مصيبة جاءنا ؟! كان يلتهم الجبن واللحم المقدد والحلاوة المنفوشة بحرفية عالية
ويرقص لنا لسانه . لقد زاد وزنه ، وتضخم حجمه حتى بات يحاكي جرذان المجاري . يا خوفي نبيت ونصحوا
عليه في يوم وقد غدا ديناصورا ، ويلقي بنا في مهب الريح !
وأخيرا ، أدركنا أنا وزوجتي عبثية ما نقوم به . فقلنا معا وبصوت واحد : ــ " لا يفل الحديد إلا حديد مثله . "
هو القط . عدو الفأر اللدود من قبل آدم وحواء .
أحضرنا قطا شرسا من قطط الشوارع . اتفقنا معه على عمولة عالية حين يخلّصنا من الفأر . وإلى أن ينجز
مهمته ، هيَّئنا له المبيت والمأكل والمشرب .
انكمش الفأر وعاد ألى حجمه الطبيعي . وأصيب بحالة من الإكتآب بسبب هذا القط ، الذي سَدَّ عليه جميع المنافذ .
الحق أقوله لكم . لقد حزنت وانتابتني حالة من تأنيب الضمير . ألله يسامحك يا - والت ديزني - . غسلت أدمغتنا
حتى بتنا نتعاطف مع فأرك الذليل .
ما علينا على رأي - عم ونيس - محمد صبحي . في يوم من الأيام ، حشر القط فأرنا اللئيم في زاوية لا فكاك منها .
ابتسم الفأر بوجه خنّاقه القط ، وقال له متحدِيّاً :
ــ هيّا ، تفضل اقتلني ، وسِد ( السَبُّوبة ) إلّي بتوكل منها عيش . يا غبي ، أنا وأنت عايشين من خيرهم . ويوم ما
ينقفل ملف قضية " في بيتنا فأر " سوف تعود للشارع تتسول لقمتك ، وأعود أنا للمجاري أغرق في فضلاتهم .
سوف تتهمني بالجنون . وأنا أراك أشد جنونا . ضع يدك بيدي ، ( ورزق الهبل على المجانين ) .

[احمد المعطي]

هههههههه يا له من فأر ابن فأر! عرف كيف يلعبها مع القط ، أستطيع أن أتخيلهما معاً في قيلولة يتمتعان بالنعمة التي يوفرها لهما "المجانين" ، وأستطيع أن أتخيل السيناريو بعد فترة من الوئام والانسجام بين عدوين لدودين ليسا مثل توم وجيري بالطبع، لأن التطبع مسألة وقتية لا تلبث أن تتآكل بفعل الطبع.. مسكين هذا الفأر ستكون نهايته وخيمة إن لم يحمل عصاه وبقجته ويرحل لأن "الهبل" قد يتوصلون الى حل مع القط من وراء ظهره وعندها ..أترك الباقي لخيالكم أخي المبدع فوزي بيدرو.
بصراحة أنا حزين على الأثاث الذي تحطم لأن شيئا كهذا حدث عندنا ولكن البطل لم يكن فأرا؛ بل "صرصار" ولعلك تتذكر "صرصار حبنا" .
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

[أحمد علي]

هههههههههههههههههه
أخي الدكتور فوزي

ما أكثر الفئران المتطفلة في المنطقة العربية بأسرها ..


ساخر بامتياز ..


مع محبتي ،،،

[غلام الله بن صالح]

نص ساخر جميل
دمت مبدعا
مودتي وتقديري

[فوزي بيترو]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد المعطي

هههههههه يا له من فأر ابن فأر! عرف كيف يلعبها مع القط ، أستطيع أن أتخيلهما معاً في قيلولة يتمتعان بالنعمة التي يوفرها لهما "المجانين" ، وأستطيع أن أتخيل السيناريو بعد فترة من الوئام والانسجام بين عدوين لدودين ليسا مثل توم وجيري بالطبع، لأن التطبع مسألة وقتية لا تلبث أن تتآكل بفعل الطبع.. مسكين هذا الفأر ستكون نهايته وخيمة إن لم يحمل عصاه وبقجته ويرحل لأن "الهبل" قد يتوصلون الى حل مع القط من وراء ظهره وعندها ..أترك الباقي لخيالكم أخي المبدع فوزي بيدرو.
بصراحة أنا حزين على الأثاث الذي تحطم لأن شيئا كهذا حدث عندنا ولكن البطل لم يكن فأرا؛ بل "صرصار" ولعلك تتذكر "صرصار حبنا" .
تحياتي الحارة
كل الود والاحترام والتقدير

العداء بين القط والفأر هي حالة طبع يمارسها كل طرف على الطرف الآخر
أما في حالة التطبع فهناك حسابات المكسب والخسارة
ربما تجد القط بعد هذه الصفقة يخاطب غريمة بفأر حبنا !
تحياتي لك أخي أحمد المعطي
فوزي بيترو

[د انجي عبود]

حكاية القط والفأر من قديم الزمان

وهذا المتعارف عليه والطبيعي

ولكن اتحادهم سيقلب الموازين

وفعلاً انقلبت الموازين

والله المستعان على القادم

أخاف من الفيل يسلم أذنه للنملة

ساخر بجدارة

والله يحمي بيوتنا

تقبل مروري

مع

ودي

ووردي

[خالداحمدمحمود]

كدت أكتب للوالى
بيتنا ياسيدى يشكوا من قلة الفئران
لكن بعد هذا النص
أموت فقرا أكرم لى ...................................


تقديرى أيها الأنيق .

[فوزي بيترو]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نداء ميداني

حقا جميلة وروعة

مودتي
نداء

شكرا لمرورك أخت نداء
تحياتي
فوزي بيترو

[فوزي بيترو]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد على

هههههههههههههههههه
أخي الدكتور فوزي

ما أكثر الفئران المتطفلة في المنطقة العربية بأسرها ..


ساخر بامتياز ..


مع محبتي ،،،

يبدو أن المنطقة العربية جاذبة للفئران !
تحياتي لك أخي أحمد علي
فوزي بيترو

[فوزي بيترو]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غلام الله بن صالح

نص ساخر جميل
دمت مبدعا
مودتي وتقديري

تسلم يا غالي
شكرا لمرورك
تحياتي أخي غلام
فوزي بيترو

[فوزي بيترو]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د انجي عبود

حكاية القط والفأر من قديم الزمان

وهذا المتعارف عليه والطبيعي

ولكن اتحادهم سيقلب الموازين

وفعلاً انقلبت الموازين

والله المستعان على القادم

أخاف من الفيل يسلم أذنه للنملة

ساخر بجدارة

والله يحمي بيوتنا

تقبل مروري

مع

ودي

ووردي

انقلبت الموازين لأن أصحاب البيت قد فتحوا الباب على الغارب
استعانوا بالقط فإذ بهم يستعينون بكلب كي يخلّصهم من طمع القط
ثم استعانوا بذئب ثم بضبع ... والله المستعان !
تحياتي لك دكتورة أنجي عبود
فوزي بيترو

[فوزي بيترو]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي

سلام الله ،
نص ساخر لاذع
اسقاطات وانزياحات لغوية
أحدثت فارقا
فكان مدهشا...
ورسالة محترمة
رائع أنت
شكرا لك
مودتي

رسالة الساخر مع أنها قاسية أحيانا
إلا أنها مطلوبة أن تكون صادمة حتى لا ننام في العسل !
تحياتي لك أخي عوض بديوي
فوزي بيترو

[فوزي بيترو]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالداحمدمحمود

كدت أكتب للوالى
بيتنا ياسيدى يشكوا من قلة الفئران
لكن بعد هذا النص
أموت فقرا أكرم لى ...................................


تقديرى أيها الأنيق .

أضحكتني يا أخي خالد
تكتب للوالي شاكيا قلّة عدد الفئران ؟!
وزوجتي والقط ينتظران جواب الوالي . ربنا يهديه وينتع قريحته بالسلامة !
شكرا لمرورك
تحياتي
فوزي بيترو

[فوزي بيترو]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غبريني عبد الوهاب

هذا هو الواقع للاسف الشديد
لا فرق بين قط و فار كلاهما شرّ
لا فرق بين ذيب و كلب
كلاهما من عائلة واحدة
هذا يسرق منك اللقمة و ذاك تعطيها له جزاء الخدمة
تبا

قالها عدوّنا اللدود ذات يوم
إن سر قوّتنا وانتصاراتنا يكمن في غباء الطرف الآخر
الآهم أدم عليهم نعمة الغباء !
هذا هو الواقع يا أستاذ غبريني
تحياتي لك
فوزي بيترو