21-08-2016, 10:37 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
صديقي الذي كان...
صديقي الذي كان ...
كان رفيقي منذ طفولتي الأولى حتى سنين دراستي العليا بمدرجات الكلية. أعرفه جيدا، أعرف صبره وإخلاصه وجديته ومواظبته، فقد قضيت معه كثيرا من سنين عمري. ما يكفي من الزمن لأخلص إلى هذا الحكم الذي قد لا يعجب الكثيرين. كان صديقا ورفيقا رائعا. لم يتجرأ يوما على خيانتي، لم يبح بأسراري لأحد،لا أذكر أنه يوما جرحني فقد كان يسمع شكواي و أنيني ويرى دموعي ويعاين كثيرا من انهزاماتي فلا يعيرني ولا يسخر من أسمالي الرثة أو أحديتي البلاستيكية البالية ولا يحدث عني أحدا. لم يكن منافقا ولم يكن نماما ولم يكن همازا. كان يعرف أوقات تعبي ومللي بل وحتى الأوقات التي يغلبني خلالها النوم فيمشي بطريقة هادئة تجعلني أنام فوق ظهره كطفل في مهد متحرك، يتمايل يمينا وشمالا حتى إذا أحس بي استفقت من غفوتي غير وتيرة مشيته كي يوصلني في الوقت المناسب إلى المكان الذي كنت أقصده.علمني الصمت العميق والصبر العريض على المحن. علمني أن لا أبالي بنباح الكلاب المتواصل وأن لا أركلها أوألقمها حجرا إلا إذا أصرت على أن تمسكني بأنيابها. تلك هي الكلاب تقضي ثلاثة أرباع عمرها نباحا وتلك سنتها في إثبات وجودها. علمني صديقي الغالي أن أعمل بجد دون شكوى وبلا كلل تماما كما كان يفعل. علمني أن محطات الفشل أكبر عددا من باحات الاستراحة على طريق النصر. علمني رحمه الله برحمته الواسعة أن الليل كلما زاد حلكة ووحشة إلا وكان نور الصباح أكثر إشراقا. علمنى أن أنظر قدامي دوما كي تنتعش نفسي ويعظم أملي في الوصول إلى ما إليه تصبو روحي. دامت عشرتنا طويلا حتى وافته المنية. لما مات امتلأ قلبي حسرة أحسست عندها بغربة وخيبة عميقتين جعلتاني أعيش وحيدا لأعوام طوال، قررت بعدها أن أصير مثله: أقدم خدماتي للأجيال الصاعدة لكنني مع مرور الوقت اكتشفت أن خدماتي لم تعد تغري أحدا. حملت ليلي في جيبي الأيمن وانتظرت كثيرا انبلاج صبح لا يدركه الظلام ناسيا نصائح حماري الغالي رحمه الله برحمته الواسعة فقد كان حمارا بامتياز المصطفى العمري .
|
||||
31-08-2016, 03:07 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: صديقي الذي كان...
سلام الله
وتحية ترقى لبياض أرواحكم نرى فيما يراه الحريص على جدوى العلاقة التشاركية ان نرشح لكم هذا المنجز : http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=63594 تعقيبكم اثراء كل الود |
||||
02-09-2016, 06:05 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: صديقي الذي كان...
ولا أجمل ولا أوفى من هكذا صديق
قد يمر العمر كله ولن نجد مثله صديق أعجبتني وفاجأتني القفلة كل التقدير أ. المصطفى تحياتي |
|||
03-09-2016, 11:57 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: صديقي الذي كان...
الصديق الوفي نعمة من الله
وعملة نادرة في هذا الزمان الصعب الذي باتت تحكمه المصالح والمنافع الشخصية وعندما يكون هذا الصديق بهذا الوفاء فسيكون خير رفيق حتى ولو كان حمارا فهناك حيوانات اوفى بكثير من الانسان. سلمت اديبنا الوارف وسلم نبضك وكل الود والورد
|
||||
26-10-2016, 01:50 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: صديقي الذي كان...
نادر كلّ ذلك اليوم بين البشر فطوبى للدواب تسخيرها لنا لنستمتع بالطمأنينة و الأمان و الوفاء , تلك الصفات النبيلة التي أصبحنا نفتقدها لدى بني جنسنا .
قصّ هادف متميّز بحقّ شرّح معاناتنا الانسانية في عالم ضعفت فيه أواصر المحبّة و الوفاء . سعدت بالقراءة لك فاضلنا المصطفى فبمزيد الألق لك و راقي الابداع . مودّة لا تنتهي . |
|||
26-10-2016, 11:31 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: صديقي الذي كان...
رمزيتها رائعة ..
تحياتي وتقديري |
||||
07-11-2016, 09:09 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: صديقي الذي كان...
دالة وعميقة
فليتعلم البشر بشر هذا الوقت من وفاء الحمار تحيتي للسي مصطفى ودمت مبدعا
|
||||
25-12-2016, 08:48 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
رد: صديقي الذي كان...
اقتباس:
|
|||||
25-12-2016, 08:49 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: صديقي الذي كان...
نوال البردويل صديقتي الغالية شكرا على تواجدك هاهنا وخاصة على استحسانك لهذه الخربشات المجنونة. نلي تقديري العميق والمودة
|
||||
25-12-2016, 08:53 PM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: صديقي الذي كان...
الصديقة الغالية عبير محمد نعم صدقت بالفعل صار الصديق الحقيقي عملة ناذرة في عصرنا الذي غلبت عليه المادية المتوحشة وحب الذات. نليتقديري العميق وتحياتي الخالصة . شكرا على تواجدك هاهنا.دام لك الألق والعطاء.
|
||||
25-12-2016, 08:55 PM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: صديقي الذي كان...
اقتباس:
|
|||||
25-12-2016, 08:57 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: صديقي الذي كان...
الأستاذ قصي المحمود شكرا على استحسانك لهذا الحرف المعتوه. نل تقديري العميق والمودة.
|
||||
25-12-2016, 08:59 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: صديقي الذي كان...
فاطمة الزهراء العلوي يا ابنة الوطن الحبيب شكرا عميقة لأنك كنت هنا. ثم شكرا ثانية لاستحسانك لهذه الخربشات المعتوهة وهذا الحرف المجنون. نلي تحياتي وتقديراتي التي لن تبور.
|
||||
26-12-2016, 09:23 AM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: صديقي الذي كان...
السلام عليكم
يحيلني النص إلى رواية " التبر " لـ إبراهيم الكوني ، حيث يتشارك النص و الرواية في تقديم علاقة الصداقة بين الإنسان و " دابته " . لغة النص جميلة ، تظهر حكمة الرؤية ، لكني تمنيت أن يتكأ النص على سرد الأحداث ، و يطعم بالحوار المشهدي ، ليتحرر النص من التقريرية. خالص التقدير . |
||||
26-12-2016, 03:57 PM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: صديقي الذي كان...
قصة جميلة
سلم العطاء ودام تقديري |
||||
|
|
|