22-03-2012, 12:13 PM
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
آخر
مواضيعي |
|
|
بحثتَ عنـِّي فلـَم أجِدْك !
بحثتَ عنـِّي فلم أجِدْك !
د. نديم حسين
[justify]أنتِ وقتٌ من حِراب . أنتِ سرٌّ في جِراب . أنتِ غزالةٌ تُدمنُ كلأَ الروح .. روحي . تقيمُ في ضواحي عينَيَّ ولا أراها . تقبَعُ في دَخيلَتي . أعانقُها . لا أصطادُها تمامًا لتظلَّ بعيدةً " كلَّ القُربِ " عن شفتـَيَّ . لا أقولُها لتبقى ذاكرةً للنعناعِ . هي ورطتي الجميلة . بين يديها أسامرُ وِحدَتي . وهي نادرَةُ الوَجهِ . تتأبـَّطُ النـُّدرَةَ المُمـعِنَةَ في الوِحدةِ . هي شَوقٌ يصهَلُ في أقاصي القلبِ . تبكي ، فأجفـِّف قلبي من مطَرٍ وحيدٍ يهطُلُ بعيدًا عن ظمـَأ القلب . وحيدٌ هو المطرُ الذي يهطُلُ بعيدًا عن ظمأ القلب !
أنتِ نارٌ في موقدِ عمري . تنجبينَ الجمرَ لعاشق الليلِ البارد الوحيد . هبيني مِلقاطًا رحيمًا . ملامحي تحترقُ . عطَشٌ أنتِ يـَرِدُ على سواقي الروح . وأنتِ صباحٌ غليظُ القلبِ . سباتي رؤوفٌ . وحلمي خائفٌ ، فاسرِقيني من خَوفي لأراكِ . وظَلِّي كلَّ شئٍ سِواكِ . أنتِ تكتبين السهولَ بمفرداتٍ ناشفة . أنتِ الأرضُ الحُبلى ، فلا تلـِديني وحيدًا . ولي وللنهرِ أن نسيرَ . أن نتغيَّرَ . وألاَّ نعودَ أبدًا إلى سابِقِ عَهدِنا .. أمـَّا أنتِ ، فلَو يرحلُ البرتقالُ ستظلينَ بيـَّارتي الباقيةَ الوحيدةَ . وأنا ، قد أصيرُ سفينةً تُبحرُ ذاتَ يومٍ إليكِ . قد أقترفُ قصيدةً تقرؤني ذاتَ عِشقٍ بين يديكِ . قد أحملُ البلادَ ذاتَ سَفَرٍ إليكِ . ربـَّما .. ذاتَ يومٍ .. ربـَّما . أمـَّا الآنَ فإنـِّي أبحِرُ داخِلي إليكِ . وجَعي ذَهَبٌ مُلقًى على أقدامِ شلاَّلٍ . وجعي لَونٌ قاتمٌ . وجعي قمرٌ يسكبُ نبيذَ الضوءِ في دنانِ أشواقكِ المسائية . هو طيفُكِ المِغناجُ الذي يغتسلُ بحبرِ خواطري . هاتي إذًا ، قليلاً من الظلامِ لشمعتي . لعلَّها ترى وجهها يذوبُ . وارتَمي ريشةَ طاووسٍ على عمى الألوان .. بحرًا يسبحُ في نقعةِ ماءٍ . يا أنتِ ، متى تعودينَ إلى شطآنٍ صنعَتكِ ؟ أنتِ تدينينَ لي بساعتين من شَمسٍ .يا قسيمتي في إرثِ وحدَتي . يا مزروعةً في أمسِ قلبي . هل تراكِ تحصدينَ ذاتَ يومٍ غدًا بطَعمِ القمح ؟ هل تعِدينَ الذين يعيشونَ في شقوقِ جدرانكِ برغيفٍ شاسِعٍ ؟ أو بثَوبٍ غزلتهُ كفـَّا عاشقةٍ ؟
ما هذا الهدوءُ المُزعجُ ؟ ما زلتُ لا أسمعُ وقعَ قدمَيكِ على مصطبةِ انشغالاتي ! حتـَّامَ تجولين أروقةَ روحي كسائحةٍ أجنبيـَّةٍ ؟
سأسقطُ ذاتَ يومٍ مضرَّجـًا بأمسي . سأسقطُ مثل نظرةٍ تسلَّقَتْ علـُوًّا كثيرًا . تحتها خُطًى عتيقةٌ مرهقةٌ . وحولَها ضوضاءٌ تسقُطُ في كفِّ حلمٍ ناعِسٍ .. وعندها ، سأرمُقكِ ككأسِ ماءٍ . وسأكتبكِ بحبرِ العطشِ أسطُرًا يرحلُ عنها دخاني . فهل أطفأتِ احتِراقي ؟!
- عزيزي ،
ترمُقُكَ الحياةُ بإشفاقٍ شديدٍ كمَن تودِّعكَ . والحياةُ ، كما تعلَمُ ، تعيشُ على أمـَلِ الانتهاء .. وأنتَ بحثتَ عنـِّي فلـَم أجـِدْكَ !! لن أعترفَ بحبـِّي لكي لا أقتلكَ مرَّتين !! أرجوكَ حاوِلني مرَّةً أخرى أخيرة !.. [/justify]
|
|
|