العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-01-2013, 12:08 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ريما ريماوي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية ريما ريماوي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ريما ريماوي غير متواجد حالياً


افتراضي طاحونة .. الحياة !

طاحونة الحياة

جلست في غرفة الجلوس الضيّقة امرأة تتمتع ببشرة بيضاء، من يراها يحسّ النّور ينبثق من وجهها الألق
يسربله جمال يوشك على الأفول، أخذت تمسّد كفّتي يديها الخدرتين وتتأمل عروقهما البارزة، تفكّر حزينة في
وحدتها المفروضة عليها بعد وفاة زوجها وتقسيم إرثه بين أفراد أسرته، حصّتها مكّنتها من شراء شقة
صغيرة، بعد أن تزوّج أولادها واستقلّ كلّ في بيته الخاص. شعرت بالجوع يقرص معدتها لكن همّتها غدت
ثقيلة ولم تسمح لها بالقيام لتجهيز الطّعام، شعرت بضربات سكّين حادة تمزّق قلبها الواهن، فتناولت من جيبها
علبة دواء تضعه تحت لسانها وصفه الطّبيب لها كلّما داهمتها الحالة، وندّت عنها صيحة "الآه" خارجة
من أعماقها.

ردّدها الصدى ورجّعها مضاعفة لتتوحّد مع صرخة عجوز سمعتها أيّام طفولتها. استعادت صورتها: امرأة
عجفاء سمراء هزيلة، فمها الواسع خاليا تماما من الأسنان، هالها منظره، وكأنّه مغارة تستطيع ابتلاعها
بلقمة واحدة، وقتئذٍ كانت بنتا صغيرة لمّا تبلغ التاسعة من عمرها، وكانت صديقتها سعاد قد حاولت تخويفها
قبل أن تراها وإيهامها بأن جارتهم شاغلة الغرفة الصغيرة قربهم ماهي إلّا ساحرة شمطاء وهمهاتها
المسموعة صوتها تلقي التّعويذات المخيفة.

في عائلتها نساء متقدمّات بالعمر ترتشف طيبتهن وحنانهن لهذا بقيت صامدة في مكانها، وجدتها تقارب في
هيئتها مومياءات مصر التي رأتها في تحقيق مصوّر لإحدى المجلّات. هذا قد يخيف صغيرة أخرى، لكنها
تشجّعت وبادرتها التحيّة، ردت التحيّة بأحسن منها مهلّلة بها. بعدها نشأت بينهما علاقة صداقة، وأصبحت
تهتمّ بزيارتها هي على وجه الخصوص لا صاحبتها، لتسري عنها وحدتها، تجلسان على باب الغرفة تتحدّثان
تحت شمس الرّبيع الّدافئة.

ذات مرة زارتها فوجدتها في غرفتها الضيّقة - بالكاد تسعهما الاثنتين تتناول طعامها- جالسة على طرف
فراشها من شرائط ملابس قديمة، تزدرده بشهيّة وقد أتت على ما في القصعة الصغيرة بدقائق قصيرة، قالت
معلّقة: يبدو أنّك لم تشبعي بعد، سأطلب لك المزيد من بيت ابنك الكبير إن رغبت؟!

- حسنا، أعتقد أنّهم سيرفضون. فكّرت في طريقها إليهم: "ولم يرفضون؟ أمّي تزيدني، والابتسامة تعلو
محيّاها لأنني أحببت طعامها." لكن حدث ما كانت تخشى منه العجوز ورفضت كنّتها صاحبة البيت الكبير
منحها حصّة إضافيّة، بل استعادت الوعاء منها و طردتها بنزق. عادت إلى صديقتها صفر اليدين تجرّ أذيال
الخيبة، فعبست وقد ترقرقت الدموع في عينيها طالبة منها الانصراف، ثمّ طرقت الباب بقوّة وقبل أن تبتعد
سمعت صرخة مكلومة:

"آه" تخرق أذنيها.

ذهبت إلى والدتها باكية ورمت نفسها في أحضانها، خبّرتها عن صديقتها العجوز الجائعة، واستها الأمّ قائلة:
- للأسف يا ابنتي في الحياة هنالك بشر قلوبهم جوفاء جرداء يتعاملون وفق نفوسهم الأنانيّة، وقد انتزعت
الرحمة من قلوبهم تماما. سأعدّ لك غدا ثريدا يناسب كبار السنّ لكي تأخذيه لها.
في اليوم التالي أعدّت الأمّ الطعام كما وعدت، وذهبت الصغيرة به إليها مسرعة قبل أن يبرد، لكنّها لم تفتح لها
رغم إلحاحها في طرق الباب.

انتهى فصل الربيع. في يوم صيفيّ لطيف ذهبت للعب مع صديقتها، وتهلّلت أساريرها لمّا وجدت العجوز
جالسة تتشمّس، ما كادت تجلس إليها إلّا ومرّ مراهق لا يتجاوز الرابعة عشرة، صاح بكبيرة السنّ ناهيا:

- لماذا أنت بالخارج يا جدّة؟! هيّا أدخلي واستري نفسك. انصاعت لأمره على الفور خائفة منه.

كان هذا آخرعهدها بها لم ترها بعدها رغم محاولاتها المتكرّرة، هاهي تمضي بها الأيّام سريعة، لتجد نفسها
وقد فتك بها المرض، تعيش وحيدة بعد أن هجرها أحبّتها وأولادها رغم تضحياتها، وإفناء حياتها في خدمتهم
والعناية بهم. تستعيد ذكرى تلك العجوز التي صارت جليستها لا تفارقها مؤخّرا. وصارت على ثقة بأنها تمشي
في دربها المريرة ذاتها.

*******

أخيرا حضروا للزيارة في عيد الأمّ، ليجدوها على الأرض ساقطة عن كرسيها المدولب، منكفئة على وجهها،
يدها ممتدّة باتجاه علبة الدواء المرميّة قربها على الأرض. باليد الأخرى تقبض على صورة عائليّة مأخوذة
لهم كلّهم مجتمعين، ترنو فيها إليهم مبتسمة باعتزاز وفخر. لمّا رفعوها راعهم منظرها لقد تحوّل وجهها إلى
الأسود القاتم مغضّنا مثل المومياء، وكأنّ روحا أخرى تلبّستها!






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-01-2013, 12:55 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبير محمد
الإدارة العليا
عضو تجمع الأدب والإبداع
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية عبير محمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عبير محمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !

اندمجت مع القصة من واقعيتها واسلوب سردها الماتع

احييكِ اديبتنا الوارفة على جمال قلمك ورقي نبضك وحضورك

محبتي واكثر








"سأظل أنا كما أريد أن أكون ؛
نصف وزني" كبرياء " ؛ والنصف الآخر .. قصّـة لا يفهمها أحد ..!!"
  رد مع اقتباس
/
قديم 01-02-2013, 03:40 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ريما ريماوي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية ريما ريماوي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ريما ريماوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !

الله يسعدك الاستاذة عبير كما اسعدتني

بحضورك الجميل وتقييمك الايجابي للنص...

لك مودتي واحترامي وتقديري.

تحيتي.






  رد مع اقتباس
/
قديم 01-02-2013, 06:52 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
روضة الفارسي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


روضة الفارسي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !



أنت صاحبة قلم ممتاز

ومازت اود أن تشاركينا نصوصنا

كل الحب

روضة






  رد مع اقتباس
/
قديم 02-02-2013, 12:42 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
علي الطائي
عضو اكاديمية الفينيق
يحمل وسام الاكاديمية للعطاء
رابطة الفينيق / الرافدين
العراق

الصورة الرمزية علي الطائي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


علي الطائي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !

الاخت ريما
الحياة فيها الكثير من واقع ما ذكرت
هناك اناس يقاسمون امهم العجوز الهرمة ايجار البيت بحجة انهم ورثة وهذا شرع الله
تحياتي لك






اتق شر من احسنت الية
/www.ahewar.org/m.asp?i=551
http://www.postpoems.com/members/alihseen/
  رد مع اقتباس
/
قديم 12-02-2013, 10:55 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ريما ريماوي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية ريما ريماوي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ريما ريماوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روضة الفارسي مشاهدة المشاركة


أنت صاحبة قلم ممتاز

ومازت اود أن تشاركينا نصوصنا

كل الحب

روضة
الله يسعدك الأستاذة روضة...
سعيدة بردك الجميل...

إن شاء الله اتمكن من تكثيف
حضوري هنا..

كوني بخير وصحة وعافية.

تحيتي وتقديري.






  رد مع اقتباس
/
قديم 12-02-2013, 10:59 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ريما ريماوي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية ريما ريماوي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ريما ريماوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الطائي مشاهدة المشاركة
الاخت ريما
الحياة فيها الكثير من واقع ما ذكرت
هناك اناس يقاسمون امهم العجوز الهرمة ايجار البيت بحجة انهم ورثة وهذا شرع الله
تحياتي لك
اهلا ومرحبا بك الأستاذ علي الطائي...

نعم سيدي هنالك مشاكل كثيرة مع كبار السن،
جميل التركيز عليهم في بعض الأحيان،
فذكر ان نفعت الذكرى...

لكم سعدت بحضورك الكريم.

تحيتي وتقديري.






  رد مع اقتباس
/
قديم 15-02-2013, 01:06 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عبير هلال
عضو أكاديميّة الفينيق
الأميرة
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية عبير هلال

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عبير هلال غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !

قصة واقعية مؤلمة غاليتي ريما


للأسف الشديد هناك أشخاص جاحدون..قد تعروا من انسانيتهم حين أكلتهم الانانية ..


آمل أن تكون فيها عبرة لكل من نسي أو تناسى ذويه أو جديه من كبار السن


محبتي وورودي






  رد مع اقتباس
/
قديم 20-02-2013, 03:55 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ريما ريماوي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية ريما ريماوي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ريما ريماوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !

أهلا بك أختي

شكرا على مداخلتك،

نورت المتصفح.

تحيتي.






  رد مع اقتباس
/
قديم 25-02-2013, 07:47 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
تسنيم الحبيب
عضو أكاديمية الفينيق
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
الكويت

الصورة الرمزية تسنيم الحبيب

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


تسنيم الحبيب غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !

السلام عليكم

الأديبة المكرمة
ريما ريماوي

نص أبيض كدعوته للبر والتحاني ..

خالص التقدير.






  رد مع اقتباس
/
قديم 25-02-2013, 08:39 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ريما ريماوي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية ريما ريماوي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ريما ريماوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسنيم الحبيب مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

الأديبة المكرمة
ريما ريماوي

نص أبيض كدعوته للبر والتحاني ..

خالص التقدير.

أنار الله دربك وبيض وجهك الاستاذة تسنيم...

لكم سعدت بتشريف متصفحي...

الله يسعدك ويحفظك...

تحيتي واحترامي وتقديري.






  رد مع اقتباس
/
قديم 02-03-2018, 04:40 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


خالد يوسف أبو طماعه غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !

للواجهة من جديد
وللمزيد من التلقي
كل الود






حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
  رد مع اقتباس
/
قديم 03-03-2018, 04:00 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ريما ريماوي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية ريما ريماوي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ريما ريماوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !

تسلم الأستاذ خالد، أخذ هذا النصّ الأولوية بالتنقيح، وتمّ.







أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
  رد مع اقتباس
/
قديم 16-03-2018, 05:56 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


محمد خالد بديوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !

كنت شاهدا على آخر سنوات امرأة قدمت الكثير
من تضحيات في حياتها من أجل أبنائها الذين
اختلفوا على رعايتها حتى رحلت وقد ذاقت كل
ألوان الأم حتى فارقت الحياة.
لا ندريما الذي يعبث بمسار المشاعر الإنسانية
ليحوله إلى حيوان بشع خال من الأحاسيس لا
يهتم لبر ولا للحظات ستنقلب فيها الأيام فيكون
هو مكان العجوز الذي استنكر له ولم يحاول
اسعاده قبل رحيله الحتمي.

نص مؤثر وموجع فكرته من الواقع المرير
سرده شاعري وحبكته متينة تجبر القارئ
على الإنصات للحرف والكلمة حتى القفلة
التي قلبت كرسيها المدولب باعثة رسالة صارخة
ومدوية في هذا الكون الواسع.

أديبتنا المكرمة ريما ريماوي

هناك تركيز واضح للعزف على أوتار المشاعر
الإنسانية من خلال سردكم لنصوص واقعية
همومها مجتمعية وإنسانية تقطفينها من يوميات
الحياة التي ستظل ترينا مشاهدها المؤلمة كما
شاهدنا مشاهدها الجميلة الباعثة على السعادة.

بوركت وبوركت حروفكم المشرقة

احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 21-03-2018, 03:24 AM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ريما ريماوي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية ريما ريماوي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ريما ريماوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
كنت شاهدا على آخر سنوات امرأة قدمت الكثير
من تضحيات في حياتها من أجل أبنائها الذين
اختلفوا على رعايتها حتى رحلت وقد ذاقت كل
ألوان الأم حتى فارقت الحياة.
لا ندريما الذي يعبث بمسار المشاعر الإنسانية
ليحوله إلى حيوان بشع خال من الأحاسيس لا
يهتم لبر ولا للحظات ستنقلب فيها الأيام فيكون
هو مكان العجوز الذي استنكر له ولم يحاول
اسعاده قبل رحيله الحتمي.

نص مؤثر وموجع فكرته من الواقع المرير
سرده شاعري وحبكته متينة تجبر القارئ
على الإنصات للحرف والكلمة حتى القفلة
التي قلبت كرسيها المدولب باعثة رسالة صارخة
ومدوية في هذا الكون الواسع.

أديبتنا المكرمة ريما ريماوي

هناك تركيز واضح للعزف على أوتار المشاعر
الإنسانية من خلال سردكم لنصوص واقعية
همومها مجتمعية وإنسانية تقطفينها من يوميات
الحياة التي ستظل ترينا مشاهدها المؤلمة كما
شاهدنا مشاهدها الجميلة الباعثة على السعادة.

بوركت وبوركت حروفكم المشرقة

احترامي وتقديري
الله يبارك فيك، الحرف يهل لوحده لما نتاثر فعلا بالحدث..

دائما يسعدني حضورك، وافرح لما ترضى عن النص،

كل الاحترام والتقدير.


مودتي.







أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
  رد مع اقتباس
/
قديم 24-03-2018, 01:45 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
ريما ريماوي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية ريما ريماوي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ريما ريماوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: طاحونة .. الحياة !

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
سردية هادئة ومؤثرة ..
استطاعت الكاتبة نقل مشاعر الشخوص بحرفية عالية تشد الأحاسيس بعمق.
بورك القلم.
تحياتي لك.
ربنا يبارك فيك وبك..

سعدت بحضورك ورايك في النص،
وانت المبدع جزل العطاء.

احترامي وتقديري.

تحيتي.







أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط