حدة البصيرة ... - الصفحة 2 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :إيمان سالم)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-03-2018, 02:08 AM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
ريما ريماوي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية ريما ريماوي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

0 مداهمة..
0 بطولة أمّ
0 حنين
0 العقد
0 حريّة!
0 قاهر المرض..

ريما ريماوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حدة البصيرة ...

شكرا لك الاستاذ خالد..

تغمرني بلطفك.

تقديري.







أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
  رد مع اقتباس
/
قديم 26-03-2018, 04:55 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: حدة البصيرة ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
حدة البصيرة
_________



قفزت إلى الوراء مبتعدة عندما مد يديه الاثنتين إلى وجهي يريد تحسسه، فكرت:

"يا لوقاحته كيف يجرؤ؟!" استغرب نفوري:

- آسف أن أزعجتك، سامحيني..


- أعذرني، سأذهب لحضور محاضرتي الآن، سعدت بمعرفتك، وداعا.

- انتظري.. أود أن أرافقك بعد انتهائك منها لزيارة أهلك والتعرف عليهم...

ارتبكت، لقد أحرجني طلبه، وهو يشرق بابتسامة مرحة تملأ وجهه، لم أسطع رده خائبا للمرة الثانية، وعدته خيرا، ومضيت راكضة إلى كلّيتي البعيدة.

يتنازعني شعور بالندم على قيامي أصلا بتعريفه على نفسي، ممزوجا بإحساس الفخر به، لأنه يحمل اسم عائلتي واسمه موجود على لوحة شرف الجامعة.

لكن مسألة مصاحبته إلى بيتي ما فتئت تضايقني، فأنا خجولة وليس من عادتي اصطحاب أحد من زملائي إلى البيت، تذكرت تملصي من يديه، يرغب في تلمس وجهي قائلا:

- لكنني أود التعرف على ملامحك...

حينها نظرتُ إلى الفراغ الأجوف داخل محجر عينيه المفقودتين، يملأ مكانيهما سائل مغثٍ، يتلونان بلون الأحمر القاني مثل جمر النار...
نعم هو أعمى لا يحمل عصا، لهذا سأكون مجبرة على تأبط ذراعه، ولم أك لأرغب في ذلك...

سألته بجرأة:

- لماذا لا تضع نظارة سوداء؟ أعتقد ذلك أفضل، فأجاب رافضا بشدّة:

- كلا.. لا أريد أن أخفي نفسي عن عيون الناس، وعلى من يود محادثتي تقبلي هكذا كما خلقني ربي.

أعجبني منطقه، وشخصيته المنطلقة، وكونه محاورا فذا حاد الذكاء، لكنني تمنيت لو أخفى عينيه المخيفتين. ولم تعجبني جرأته في طرح الأسئلة كالقذائف الواحد تلو الآخر وبغزارة، حتى صرت أمامه كالكتاب المفتوح يعرف أصلي وفصلي وكل شيء عني.

نسيته أو بالأحرى تناسيته بعد انتهاء المحاضرة، وعدت إلى بيتي بالمواصلات، يداهمني شعور بعدم الارتياح فليس من عادتي عدم الوفاء بمواعيدي.

فوجئت به لما ولجت منزلي، يجلس في صدر البيت على الكنبة، يحتسي الشاي مع أفراد عائلتي، والكلّ على نار ينتظر وصولي.. لم أستطع مداراة نظرات إخواني الصغار وضحكاتهم المكتومة، وأمي تحدجني متسائلة غير راضية، ولن أنسى مدى ارتباكي أمامه أبرر نسياني موعدي معه. فكرت لكم هو محبوب وقد أوصله أحد زملائه من الأثرياء في سيارته.

تحملت ردحا من الزمن سخريتهم بخصوص زيارته. علما أنه لم يكررها مطلقا، أعتقده شعر بانزعاجي وسخرية أهلي، وأنا بدوري لم أحاول رؤيته أبدا.


على الرغم من بقائي معه ساعات قليلة يومئذ، إلا أنه لم يغب عن ذهني، واستمر تأنيب الضمير يطاردني، ماذا لو سمحت له بالتواصل؟ من المؤكد لاستفدت من علمه وذكائه، لكنني كنت غرّة صغيرة لأول مرة أتعامل مع شخص حرم نعمة الإبصار، ولم أستوعب جيّدا السبب الحقيقي لرغبته في تحسس وجهي.

بعد بضعة سنوات، اضطررت لمراجعة إحدى الوزارات بخصوص معاملة لي لمتابعة الدراسات العليا، وجدت اسمه مكتوبا بالخط العريض على غرفة مكتب المدير، فتحت الباب بهدوء وألقيت نظرة، فرأيته جالسا على مكتب فخم يرتدي من الثياب أفخرها، ويغطي عينيه بنظّارة ثمينة سوداء.

بادرته بالسلام. رفع رأسه وأصاخ بسمعه ثم هتف باسمي: أهذه أنت عزيزتي... ؟!


ما بين حدة البصر .. والبصيرة النافذة الشفيفة
غير صورة تؤجج المشهد.. تفصيل دقيق لمشاعر
الفتاة .. والتناقضات التي تقضم يقينها انها تعرف
ما تريد .. الأضداد هنا لها قوى متساوية وهذا
ما يجعل الرسو على شاطئ آمن يحتاج الى القرار
على أن يتميز بالحكمة.. هدوء وتأني. مراقبة
الزمن في تدفقه..ما جعلها تتمسك به رغم
كل ما عرفت عنه.. أنه أعمى..؟! لكنك مبصرة
إن أحببته .. فأنت الى عينيه ملزمة.. تبصرين له
وعنه ما تعتقدين أنه يحبه.. الحوارات الطويلة
وفي مواطن عديدة مختلفة يشي باانجذابك إليه
واستلطافه.. كان طلبه الوحيد أن يتحسس وجهها
مدعيا أنه يريد التعرف على ملامحك جرأة تحترم
ورغبة تتسبب بحرج كبير..!
هنا الفعل وردة الفعل..



{{
قفزت إلى الوراء مبتعدة عندما مد يديه الاثنتين إلى وجهي يريد تحسسه، فكرت:

"يا لوقاحته كيف يجرؤ؟!" استغرب نفوري:

- آسف أن أزعجتك، سامحيني..


- أعذرني، سأذهب لحضور محاضرتي الآن، سعدت بمعرفتك، وداعا.

- انتظري.. أود أن أرافقك بعد انتهائك منها لزيارة أهلك والتعرف عليهم...
}}

تتوالى مواقفه الجادة والنبيلة رغم رفضها لفكرة أن يلمس وجهها. وتتوالي
المواقف المثيرة للبطلة. صارت ما بين مشاعرها كطفلة تائهة.وهنا ما يدفع
للتساؤل : لماذا تنبش بأشياءه دون حسم للأمر .. وما بين ترابط المواقف
التي أوثقت نفسها فيها .. وخوف من تجربة قد تكون فاشلة وتتسبب بألم
دائم .. تحدث القطيعة. لكنه لم يغب عن ذاكرتها التي استحلها وهو لا يبصرها
لا يبصر ارتباكها حين تواجهه.


{{
بعد بضعة سنوات، اضطررت لمراجعة إحدى الوزارات بخصوص معاملة لي لمتابعة الدراسات العليا، وجدت اسمه مكتوبا بالخط العريض على غرفة مكتب المدير، فتحت الباب بهدوء وألقيت نظرة، فرأيته جالسا على مكتب فخم يرتدي من الثياب أفخرها، ويغطي عينيه بنظّارة ثمينة سوداء.

بادرته بالسلام. رفع رأسه وأصاخ بسمعه ثم هتف باسمي: أهذه أنت عزيزتي... ؟!
}}

لم ينساها.. رغم عدم وجود صورة يكون بإمكانه رؤيتها.. وكأنه عرفها من رائحة أحبها
لأنها تسكنها .. وها هو يميزها .. يعرفها.. ينطق بأسمها ويسألها: أهذه أنت عزيزتي.؟!
لم يغادرها.. كما أنها لم تغادره.. هناك رابط عجيب ما بينهما يتحسسه ببصيرته وهي
لا تتمكن من رؤيته بعينها المبصرة.. وكأن الخفوت بدأت شعائره.. سيظلم عالمه من جديد
أما هي فستجرب العتمة .. وفي كل مقدار زمني ستتأثر بوخز ضمير وكيف تعلقت بمعادلات
خائبة..!

القاصة المبدعة ريما ريماوي

الفكرة المبتكرة والبديعة تعين الناص على تشكيل
لوحة خرافية. هنا فكرة تستحق التدوير الى قصة
قصيرة.. قصة تميزت بقوة اللغة ومتانة الحبكة
سردها تمكن من الإمساك بالقارئ..من الحرف
الحرف..وقفلة على قوة صدمتها إلا أنها كانت تتكشف
بعد كل كلمة..فكشفت الومضة بالكامل وانكشفت
قفلتها قبل ان نصل إليها..ومع هذا بقيت القصة
راقية معنى ومبنى..

بوركتم وبوركت حروفكم المضيئة
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 28-03-2018, 01:38 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
ريما ريماوي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية ريما ريماوي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

0 مداهمة..
0 بطولة أمّ
0 حنين
0 العقد
0 حريّة!
0 قاهر المرض..

ريما ريماوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حدة البصيرة ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
ما بين حدة البصر .. والبصيرة النافذة الشفيفة
غير صورة تؤجج المشهد.. تفصيل دقيق لمشاعر
الفتاة .. والتناقضات التي تقضم يقينها انها تعرف
ما تريد .. الأضداد هنا لها قوى متساوية وهذا
ما يجعل الرسو على شاطئ آمن يحتاج الى القرار
على أن يتميز بالحكمة.. هدوء وتأني. مراقبة
الزمن في تدفقه..ما جعلها تتمسك به رغم
كل ما عرفت عنه.. أنه أعمى..؟! لكنك مبصرة
إن أحببته .. فأنت الى عينيه ملزمة.. تبصرين له
وعنه ما تعتقدين أنه يحبه.. الحوارات الطويلة
وفي مواطن عديدة مختلفة يشي باانجذابك إليه
واستلطافه.. كان طلبه الوحيد أن يتحسس وجهها
مدعيا أنه يريد التعرف على ملامحك جرأة تحترم
ورغبة تتسبب بحرج كبير..!
هنا الفعل وردة الفعل..



{{
قفزت إلى الوراء مبتعدة عندما مد يديه الاثنتين إلى وجهي يريد تحسسه، فكرت:

"يا لوقاحته كيف يجرؤ؟!" استغرب نفوري:

- آسف أن أزعجتك، سامحيني..


- أعذرني، سأذهب لحضور محاضرتي الآن، سعدت بمعرفتك، وداعا.

- انتظري.. أود أن أرافقك بعد انتهائك منها لزيارة أهلك والتعرف عليهم...
}}

تتوالى مواقفه الجادة والنبيلة رغم رفضها لفكرة أن يلمس وجهها. وتتوالي
المواقف المثيرة للبطلة. صارت ما بين مشاعرها كطفلة تائهة.وهنا ما يدفع
للتساؤل : لماذا تنبش بأشياءه دون حسم للأمر .. وما بين ترابط المواقف
التي أوثقت نفسها فيها .. وخوف من تجربة قد تكون فاشلة وتتسبب بألم
دائم .. تحدث القطيعة. لكنه لم يغب عن ذاكرتها التي استحلها وهو لا يبصرها
لا يبصر ارتباكها حين تواجهه.


{{
بعد بضعة سنوات، اضطررت لمراجعة إحدى الوزارات بخصوص معاملة لي لمتابعة الدراسات العليا، وجدت اسمه مكتوبا بالخط العريض على غرفة مكتب المدير، فتحت الباب بهدوء وألقيت نظرة، فرأيته جالسا على مكتب فخم يرتدي من الثياب أفخرها، ويغطي عينيه بنظّارة ثمينة سوداء.

بادرته بالسلام. رفع رأسه وأصاخ بسمعه ثم هتف باسمي: أهذه أنت عزيزتي... ؟!
}}

لم ينساها.. رغم عدم وجود صورة يكون بإمكانه رؤيتها.. وكأنه عرفها من رائحة أحبها
لأنها تسكنها .. وها هو يميزها .. يعرفها.. ينطق بأسمها ويسألها: أهذه أنت عزيزتي.؟!
لم يغادرها.. كما أنها لم تغادره.. هناك رابط عجيب ما بينهما يتحسسه ببصيرته وهي
لا تتمكن من رؤيته بعينها المبصرة.. وكأن الخفوت بدأت شعائره.. سيظلم عالمه من جديد
أما هي فستجرب العتمة .. وفي كل مقدار زمني ستتأثر بوخز ضمير وكيف تعلقت بمعادلات
خائبة..!

القاصة المبدعة ريما ريماوي

الفكرة المبتكرة والبديعة تعين الناص على تشكيل
لوحة خرافية. هنا فكرة تستحق التدوير الى قصة
قصيرة.. قصة تميزت بقوة اللغة ومتانة الحبكة
سردها تمكن من الإمساك بالقارئ..من الحرف
الحرف..وقفلة على قوة صدمتها إلا أنها كانت تتكشف
بعد كل كلمة..فكشفت الومضة بالكامل وانكشفت
قفلتها قبل ان نصل إليها..ومع هذا بقيت القصة
راقية معنى ومبنى..

بوركتم وبوركت حروفكم المضيئة
احترامي وتقديري
ربنا يبارك فيك.. احب هذا الشغف لديك عند القراءة،
تحليلك للنص ورؤيتك له شافية وافية.
شكري الجم وقد لا يكفي لايفائك حقك.

كل المودة والتقدير.

مودتي.







أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط