الفينيق الشاعر محمد الفيتوري يليق به الضوء - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: إخــفاق (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-05-2015, 02:07 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي الفينيق الشاعر محمد الفيتوري يليق به الضوء

سلام
نعتذر من روح الشاعر السوداني المصري الليبي الكبير محمد مفتاح الفيتوري
ونفتح هذا المتصفح لنلملم كل ما نستطيعه من خلال سجل عطائه واحتفاء بالقصيدة والشعر والكلمة المسئولة


من هو الشاعر:

محمد مفتاح الفيتوري ، شاعر سوداني بارز يعد من رواد الشعر الحر الحديث ويلقب بشاعر إفريقيا والعروبة. وتم ّ تدريس بعض أعماله ضمن مناهج آداب اللغة العربية في مصر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كما تغنى ببعض قصائده مغنّون كبار في السودان.
عمله:

عمل الفيتوري محرراً أدبياً بالصحف المصرية و السودانية ، وعُيّن خبيرًا للإعلام بجامعة الدول العربية في القاهرة في الفترة ما بين 1968 و 1970. ثم عمل مستشارًا ثقافياً في سفارة ليبيا بإيطاليا. كما عمل مستشاراً وسفيراً بالسفارة الليبية في بيروت بلبنان ، ومستشارا للشؤون السياسية والإعلامية بسفارة ليبيا في المغرب.
أسقطت عنه الحكومة السودانية في عام 1974 إبان عهد الرئيس جعفر نميري الجنسية السودانية وسحبت منه جواز السفر السوداني لمعارضته للنظام آنذاك وتبنّته الجماهيرية الليبية وأصدرت له جواز سفر ليبي وارتبط بعلاقة قوية بالعقيد معمر القذافي وبسقوط نظام القذافي سحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبي فأقام بالمغرب مع زوجته المغربية رجات في ضاحية سيدي العابد ، جنوب العاصمة المغربية الرباط.[1] وفي عام 2014 ، عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسي.

أعماله:

يعتبر الفيتورى جزءًا من الحركة الأدبية العربية المعاصرة، ويعد من رواد الشعر الحر الحديث، ففي قصيدة «تحت الأمطار» نجده يتحرر من الأغراض القديمة للشعر كالوصف والغزل، ويهجر الأوزان والقافية، ليعبر عن وجدان وتجربة ذاتية يشعر بها وغالبًا ما يركّز شعره على الجوانب التأملية، ليعكس رؤيته الخاصة المجردة تجاه الأشياء من حوله مستخدماً أدوات البلاغة والفصاحة التقليدية والإبداعية [3]. ففي قصيدة «معزوفة درويش متجول» يقول الفيتوري:
في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق
وزحمت براياتي وطبولي الآفاق
عشقي يفني عشقي وفنائي استغراق
مملوكك لكني سلطان العشاق
وتعد أفريقيا مسرحا أساسياً في نص الفيتوري الشعري، شكلت فيه محنة الإنسان الأفريقي وصراعه ضد الرّق و الإستعمار ونضاله التحرري أهم الموضوعات التي تناولتها قصائده، وألف عدة دواوين في هذا المضمار منها ديوان «أغاني أفريقيا» الصادر في عام 1955، و «عاشق من أفريقيا» وصدر في عام 1964م ، و«اذكريني يا أفريقيا» ونشر في عام 1965 ، وديوان «أحزان أفريقيا» والصادر في عام 1966، حتى أصبح الفيتوري صوتَ أفريقيا وشاعرها. يقول في إحدى إفريقياته:
جبهة العبد ونعل السـيد
وأنين الأسود المضطهد
تلك مأساة قرون غبرت
لم أعد أقبلها لم أعــد
وللهّم العربي أيضاً مكانة في أعمال الفيتوري من خلال تناوله للقضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية. فقد تنقل الفيتوري بين العديد من بلدان الوطن العربي ومدنه من الإسكندرية وحتى الخرطوم ومن بيروت و دمشق حتى بني غازي و طرابلس، وكتب العديد من القصائد المهمة التي جعلته واحدا من كبار الشعراء العرب المعاصرين،[2] فهو يقول:
لقد صبغوا وجهك العربي
آه... يا وطني
لكأنك، والموت والضحكات الدميمة
حولك، لم تتشح بالحضارة يوما
ولم تلد الشمس والأنبياء
وكتب الفيتوري عن الحرية والإنعتاق ومناهضة القيود والإستبداد والإعتزاز بالوطن منذ بداياته الشعرية ففي قصيدة «أصبح الصبح» والتي تغنى بها المغني السوداني محمد وردي يقول:
أصبح الصبح ولا السجن فلا السجن ولا السجان باق
وإذا الفجر جناحان يرفان عليك
وإذا الحسن الذي كحل هاتيك المآقي
التقى جيل البطولات بجيل التضحيات
التقى كل شهيد قهر الظلم ومات
بشهيد لم يزل يبذر في الأرض بذور الذكريات
أبدا ما هنت يا سوداننا ويوما علينا
بالذي اصبح شمساً في يدينا
وغناء عاطرا تعدو به الريح، فتختال الهوينى
وفي قصيدة أخرى يقول:
كل الطغاة دُمىً
ربما حسب الصنم، الدمية المستبدة
وهو يعلق أوسمة الموت
فوق صدور الرجال
أنه بطلاً ما يزال
وإلى جانب نظمه للشعر نشر الفيتوري العديد من الأعمال النثرية والنقدية وبعض الدراسات في الصحف والمجلات العربية وتمت ترجمة بعض أعماله إلى لغات أجنبية [4] ومن بين تلك الأعمال المترجمة:
نحو فهم المستقبلية (دراسة)
التعليم في بريطانيا
تعليم الكبار في الدول النامية

الجوائز:
حصل محمد الفيتورى على «وسام الفاتح» الليبي و «الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب» بالسودان .
دواوينه الشعرية:
أغانى إفريقيا (صدر في عام 1955)
عاشق من إفريقيا (1964)
اذكرينى ياإفريقيا (1965)
أحزان إفريقيا (1966)
البطل والثورة والمشنقة (1968)
سقوط دبشليم (1969)
سولارا (مسرحية شعرية) (1970)
معزوقة درويش متجول (1971)
ثورة عمر المختار (1973)
أقوال شاهد إثبات
ابتسمى حتى تمر الخيل (1975)
عصفورة الدم (1983)
شرق الشمس... غرب القمر (1985)
يأتي العاشقون إليك (1989)
قوس الليل... قوس النهار (1994)
أغصان الليل عليك
يوسف بن تاشفين (مسرحية) (1997)
الشاعر واللعبة (مسرحية) (1997)
نار في رماد الأشياء
عريانا يرقص في الشمس (2005)






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 02-05-2015, 10:12 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد نور
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
يحمل ميدالية الأكاديمية للتميز
سوريا

الصورة الرمزية محمد نور

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

محمد نور غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الفينيق الشاعر محمد الفيتوري يليق به الضوء

شكرا للفائدة والمتعة
شكرا للزهراء






قال تاجور
( ما اكثر القيود التي تربط الإنسان بالدنيا ولكن أعجبها جميعاً قيد الأمل .)
  رد مع اقتباس
/
قديم 02-05-2015, 04:27 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
حسن العاصي
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
فلسطين
افتراضي رد: الفينيق الشاعر محمد الفيتوري يليق به الضوء

الشاعر السوداني المصري الليبي الكبير محمد مفتاح الفيتوري .....

وأنا أضيف المغربي أيضاً

باعتبار الشاعر تزوج من سيدة مغربية وأقام في المغرب سنوات

وكان قد عبَّر عن حبه للمغرب في أكثر من مناسبة

رحم الله الشاعر

والتحية للمغرب الحبيب الذي أحاط بعنايته عدد من المبدعين

والشكر للزهراء على هذا الرفد والإفادة






يتدفق نبضي على وريقات قلبي...وتفيض ضلوعي ورداً على ضفاف رحيقها
  رد مع اقتباس
/
قديم 04-05-2015, 12:44 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: الفينيق الشاعر محمد الفيتوري يليق به الضوء

عوض
محمد نور
الحسن

شكرا أصدقائي مع حفظ الود لكم
وأتمنى لو تسهموا معي لنكمل هذي الصفحة معا ، بما تعرفون عن الرجل
تقديري






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 04-05-2015, 12:46 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: الفينيق الشاعر محمد الفيتوري يليق به الضوء

حوار مع الشاعر الفيتوري وأشعار
هنا







الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 04-05-2015, 01:04 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: الفينيق الشاعر محمد الفيتوري يليق به الضوء

التراب المقدس

وَسِّدْ الآنَ رَأْسَكَ
فَوْقَ التُّرَابِ المقدَّس
وَاركَعْ طويلاً لَدَى حَافَةِ النَّهْرِ
ثَمَّةَ من سَكَنَتْ رُوحُهُ شَجَرَ النِّيلِ
أَوْدَخَلتْ في الدُّجَى الأَبنوسيّ
أَوْخَبَّأَتْ ذَاتَها في نُقُوشِ التَّضَارِيس
ثَمَّةَ مَن لَامَسَتْ شَفَتَاهُ
القرابِينَ قَبْلَكْ
مَمْلكةُ الزُّرْقَةِ الوثنيِة...
قَبْلكَ
عاصِفَةُ اللَّحَظاتِ البطيئِة..
قَبْلكْ
يا أيُّها الطيْفُ مُنْفلِتاً مِنْ عُصُورِ الرَّتَا بِةِ والمسْخِ
مَاذا وراءك
في كتب الرمل؟
ماذا أمامك؟
في كتب الغيم
إلاّ الشموس التي هبطت في المحيطات
والكائنات التى انحدرت في الظّلام
و امتلاُؤك بالدَّمْع
حتَّى تراكمت تحت تُراب الكلام
****
وسد الآن راسك
متعبة’’ هذه الرأس
مُتعبة’’..
مثلما اضطربت نجمة’’ في مداراتها
أمس قد مَرّ طاغية’’ من هنا
نافخاً بُوقه تَحت أَقواسها
وانتهى حيثُ مَرّ
كان سقف رَصَاصٍ ثقيلاً
تهالك فوق المدينة والنّاس
كان الدّمامة في الكون
والجوع في الأرض
والقهر في الناس
قد مرّ طاغيةُ من هُنا ذات ليل
أَتى فوق دبّابةٍ
وتسلَّق مجداً
وحاصر شعباً
غاص في جسمه
ثم هام بعيداً
ونصَّب من نفسه للفجيعة رَبَّا
****
وسد الآن رأسك
غيم الحقيقة دَربُ ضيائك
رجعُ التَّرانيم نَبعُ بُكائك
يا جرس الصَّدفاتِ البعيدة
في حفلة النَّوْء
يشتاقك الحرس الواقفون
بأسيافهم وبيارقهم
فوق سور المدينة
والقبة المستديرة في ساحة الشَّمس
والغيمةُ الذَّهبيَّةُ
سابحة في الشِّتَاءِ الرمادي
والأفق الأرجوانى والارصفة
ورؤوس ملوك مرصعة بالأساطير
والشعر
والعاصفة
***
أمس جئت غريباً
وأمس مضيت غريباً
وها أنْتَ ذا حيثما أنت
تأتي غريباً
وتمضي غريباً
تُحدَّق فيك وجوه الدُّخَانِ
وتدنو قليلاً
وتنأى قليلا
وتهوى البروق عليك
وتجمد في فجوات القناع يداك
وتسأل طاحونةُ الرِّيح عَنك
كأنك لم تكُ يوماً هناك
كأن لم تكُنْ قطُّ يوماً هنالك
***
وَسِّد الآن راسك
في البدء كان السُكُونُ الجليل
وفي الغد كان اشتعالُك
وسد الآن رأسك
كان احتجابُك
كان غيابُك
كان اكتمالك
***
وسد الآن راسك
هذا هو النهر تغزلهُ مرتين
وتنقضه مرتين
وهذا العذاب جمالُك


2..
المتنبي

يَمُرُّ غَيْركَ فِيهَا مُحْتضرُ
لا برق يخطف عينيه ولا مطر
وأنت.. لا أسألأُ التاريخ عن هرمٍ
في ظلِّه قمم التاريخ تنتظر
عن عاشق في الذُّرى..
لم تكتمل أبداً
إلا على صدره الآيات والسور
عن الذي كان عصرا شامخا
ويدداً تشد عصرا اليها
وهو ينحدر
يمر غيرك
بعض العابريت على بطونهم
يثقلون الأرض إن عبروا
كمثل من أبصرت عيناك
ثم نأت عيناك عنهم
فلا غابوا.. ولا حضروا
وبعضهم أنت تدري
ان شعرك لو لم يلق ضوءاً
على أيامهم غبروا
كانوا ملوكا على أرض ممزقة
يجوع فوق ثراها النبت والبشر
كانوا ملوكا مماليكا
وأعظمهم تحت السموات
من في ظللك استتروا
***
ورحت تنفخ فيهم منك
ترفعهم ، فيسقط البعض
أو تبنى ..فينكسر
أردت تخلق أبطالاً ، تعيد بهم
عصر النبوة والرؤيا ، فما قدروا
هتفت : ياعمر
مكتوب لك العمر
وليس ينقص فيك الجهد والسهر
وإنما تنقص الاعمار في وطن
يغتاله القهر، أو يغتاله الخطر
!وقلت..
والشاهدان ، اللّيل والسفر
وشغلة في مدار الكون تستعر
هذي الطيور التي احمرت مخاليبها
فوق الصخور لنا
ولتستح الحفر
وسرت غضبان في التاريخ
لا عنق إلأ ومنك على طياته أثر
تصفو ، وتجفو
وتستعلي ، وتبتدر
وتستفز ، وتستثنى ، وتحتقر
هذا زمانك
لا هذا زمانُهم
فأنت معنى وُجُودٍ ليس ينحصر
في كل أرض وطئتها أمم
تُرعى بعيدٍ كأنها غنم
وإنما الناس بالمملوك
وما تصلح عرب ملوكها عجم
وتكفهر على مرآتك الصُّوَرُ
!أتعقم الأ{ض؟ هذي الأم
أيُ دجى هذا الذي في عُيون الناس ينتشر
وينحني شجر الأيام
والغضب القدسي يغدُو انكسارات
وينحسر
***
فلتسمع النُصُبُ الجوفاء والأُطُرُ
هذى الأغاني البواكي في فمي نذر
إذا تساقط في أيامهم علمُُ
فأن أعلام من يأتي ستنتصر
وإن يخن خائن فالارض واحدة
برغم من خان .. والآلأم مُخْتبرُ
***
وقلت بغداد
يا بغدادُ أيُّ فتى كان الفتَى
وهو في عينيك يزدهر
أنت التي اخترته للعشق
كان إذا رآكِ في لهب الأحداث
ينفجر
ويحرث الأرض كالمجنون
يحرثها براحتين هما الإحباط والظفر
أقل مجك أن الفاتحين وقد
جاءوا غُزاةًَ على أبوابك انكسروا
وبعض مجدي ، أنَّ الكون لي فلكُُ
شعري وأنت عليه : الشمس والقمر
بغدادُ.. أشأمتُ مشدوداً إليك
ويا شام الهوى أنا في العاقُول أنتظر
ويا حدائق كافور القديم
سوى تلك الثمار التي حُمِّلتها الثَّمرُ
**
الله.. يا كم تغرّبنا
وكم بلغت منا الهموم
كما لم يبلغ الكبر
فإن أكُن أمس قد غازلت أُمنيةً
حيث آستوى الصمتُ
أو حيث استوى الضّجر
فالمجد أعظم ايقاعاً
وَربَّ دمٍ يمشي حزيناً
ويمشي إثرهُ القَدَرُ

3..
طفل الحجارة


ليس طفلا ذلك القادم فى أزمنة
الموتى الهىّ الأشارة
ليس طفلاً وحجاره
ليس بوقاً من نحاس ورماد
ليس طوقاً حول أعناق الطواويس محّلى بالسواد
انه طقس حضارة
انه العصر يغطى عريه فى ظل موسيقى الحداد
ليس طفلاً ذلك الخارج من قبعه الخاخام
من قوس الهزائم
انه العدل الذى يكبر فى صمت الجرائم
انه التاريخ مسقوفاً بازهار الجماجم
انه روح فلسطين المقاوم
انه الأرض التى لم تخن الأرض
وخانتها الطرابيش
وخاننتها العمائم
انه الحق الذى لم يخن الحق
وخانته الحكومات
وخانته المحاكم
***
فانتزع نفسك من نفسك
واشعل أيها الزيت الفلسطينى أقمارك
وأحضن ذاتك الكبرى وقاوم
وأضىء نافذة البحر على البحر
وقل للموج ان الموج قادم
ليس طفلاً ذلك القادم
فى عاصفة الثلج وأمواج الضباب
ليس طفلاً قط فى هذا العذاب
صدئت نجمة هذا الوطن المحتل فى مسراك
من باب لباب
مثل شحاذ تقوست طويلاً فى أقاليم الضباب
وكزنجى من الماضى تسمرت وراء الليل
مثقوب الحجاب
***
ليس طفلاً يتلهى عابثاً
فى لعبة الكون المحطّم
أنت فى سنبلة النار وفى البرق الملثم
كان مقدوراً لأزهار ك وجه الأعمدة
ولأغصانك سقف الأمم المتحدة
ولأحجارك بهو الأوجه المرتعده
***
ليس طفلاً
هكذا تولد فى العصر اليهودى وتستغرق
فى الحلم أمامهْ
عاريا الأّ من القدس ومن زيتونه
الأقصى وناقوس القيامه
شفقياً وشفيفاً كغمامة
واحتفالياً كأكفان شهيد
وفدائياً من الجرح البعيد
ولقد تصلبك النازية السوداء فى
أقبية العصر الجديد
فعلى من غرسوا عينيه بالقضبان أن
لا يتألم
وعلى من شهد المأساةَ
أن لا يتكلم






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 05-05-2015, 04:42 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: الفينيق الشاعر محمد الفيتوري يليق به الضوء

درر من روائع شاعر أفريقيا السوداني محمد مفتاح الفيتوري
عن سودارس
بقلم:
ايليا أرومي كوكو


درر من روائع شاعر أفريقيا السوداني محمد مفتاح الفيتوري
المصدر : ديوان الشاعر محمد مفتاح الفيتوري - دار العودة - بيروت.
مفتاح افيتوري سيرة ذاتية
ولد الفيتوري في السودان في عام 1936م و نشأ في الاسكندرية و هناك حفظ القرآن الكريم ثم عمل محرراً في الصحف المصرية و السودانية .
لقد ترك الجامعة قبل أن ينهي دارسته فيها واتجه نحو العمل الصحفي هارباً من رتابة الدروس وقوانين وقيود الجامعة والحقيقة أن عمله في الصحافة أمن له لقمة العيش وهو ما كان يبحث عنه .
ويصور الفيتوري نظرات الناس التي كانت تلاحقه بسبب لون بشرته الأسود وقصر قامته وفقره إلا أنه يبقى الرجل الحالم الذي تستيقظ النجوم في قلبه النقي الطيب :
فقير أجل .. ودميم دميم
بلون الشتاء .. بلون الغيوم
يسير فتسخر منه الوجوه
وتسخر حتى وجوه الهموم
فيحمل أحقاده في جنون
ويحضن أحزانه في وجوم
ولكنه أبداً حالم
وفي قلبه يقظات النجوم
ورغم حقده وغضبه واشمئزازه من تلك النظرات يبقى متسلحاً بالكرامة فاللون الأسود ليس عيباً أو مذلة :
قلها لا تجبن .. لا تجبن
قلها في وجه البشرية
أنا زنجي
وأبي زنجي الجد
وأمي زنجية
أنا أسود
أسود لكني حر أمتلك الحرية
وكثيراً ما أعلن ثورته السوداء قائلاً :
لتنتفض جثة تاريخنا
ولينتصب تمثال أحقادنا
آن لهذا الأسود .. المنزوي
المتواري عن عيون السنا
آن له أن يتحدى الورى
مارس الفيتوري أثناء إقامته في القاهرة العمل الصحفي وكتب الكثير من الدراسات الأدبية والسياسية والمقابلات في صحيفة » الجمهورية « وبعد انتقاله الى السودان عام 1958 رئس تحرير أكثر من مجلة وجريدة ومن أبرزها مجلة » الإذاعة والتلفزيون « السودانية .. وفي لبنان عمل محرراً أدبياً في مجلة الأسبوع الأدبي » ومحرراً في جريدة » بيروت « وشارك في إصدار مجلة » الديار « كما أسند إليه مهام رئيس تحرير مجلة الثقافة العربية « الليبية .
كما شغل وظيفة خبير إعلامي في جامعة الدول العربية في القاهرة إلا أنه ترك وظيفة هذه وقدم الى بيروت ليعمل من جديد في الصحافة لكن الفيتوري أبعد عن لبنان لأسباب قيل أنها سياسية وقد اختار السفر الى ليبية ومن ثم الى دمشق وكان لإبعاده ضجة في الأوساط الفكرية التي استنكرت هذا الترحيل وسمح له بالعودة الى لبنان في 8 أيار عام 1975 .
من أهم مؤلفات الفيتوري دواوينه الشعرية » أغاني افريقيا « و عاشق من افريقيا و » اذكريني يا افريقيا « و » سقوط بشليم « و » معزوفة لدرويش متجول « و » سولارا « و » الثورة والبطل والمشنقة «و»أقوال شاهد اثبات «و » ثورة عمر المختار « وابتسمي حتى تمر الخيل « .
عاش الفيتوري غريباً عن أرضه التي ولد فيها لكن آلام الغربة لم تثبط من عزيمته بل زادته تحدياً و اصراراً فوقف في وجه الحياة هازئاً من كل شيء ثائراً على كل شيء لا يعجبه حتى كان له ما أراد و قد صدقت نبوءة والده الذي قال له يوماً : « إن نجمك سينتشر و لست ادري ما ستكون في المستقبل احاكماً أم رجل دين أم أي شيء آخر .»
كان الفيتوري اسود البشرة قصيرة القامة دميم الوجه لكنه طيب القلب و أفضل من الكثير الذين يحملون جمال الملامح و هم سود القلوب عاش فقيراً حتى انه يصور في إحدى قصائده نظرات الناس اليه و يتعجب منها يقول :
فقير أجل .. دميم دميم / بلون الشتاءبلون الغيوم . يسير فتسخر منه الوجوه /و تسخر حتى وجوه الهموم . فيحمل احقاده في جنون / و يحضن احزانه في وجوم / و لكنه ابداً حالم . و في قلبه يقظات النجوم .
فهو لا يعد اللون الاسود عيباً او عاراً لانه من صنع الله و الله لا يخلق إلا جميلاً قلها لا تجبن ... لا تجبن . قلها في وجه البشرية . أنا زنجي / و أبي زنجي الجد / و أمي زنجية . أنا أسود . أسود لكني حر امتلك الحرية / .
و رغم كل ماحصل و قيل عنه الا انه ثائر في كل شيء غالباً ما يعلن ثورته السوداء التي تأبى إلا ان تدخلها شمس الامل لكي يتحدى رغم انه واحد كل البشر يقول : لتنتفض جثة تاريخنا / و لينتصب تمثال احقادنا . آن لهذا الاسود المنزوي المتواري عن عيون السنا . آن له ان يتحدى الورى /
عندما اشتدت وطأة الحرب عام 1944 انتقلت اسرته الى ريف مصر و هناك اتحد الفيتوري بكل مظاهرها و عاش جماليتها و راقب الفلاحين و هم يعملون و يكدحون و استطاع ان ينظم في القرية شعراً جميلاً يحلم من خلاله بالثورة على الاقطاع .
كانت جموع السحب // كان الدجى يرخي جناحيه على القرية / و كانت الأوجه ذات الاسى / ذات العيون الاستوائية / قد انزوت خلف سراديبها / تحلم بالنار و الثورة
فالفيتوري يرى انه في هذا الزمن يسقط كل شيء حتى الشعراء فهو شاعر صلب لم يهادن و لم يساوم حطم كل القيود و خرج من عباءات الذل والعبودية رافضاً كل ما خلفه الاستعمار من ظلام و ضعف يقول : يا أخي في الشرق ، في كل سكن . يا اخي في الارض في كل وطن / انا ادعوك فهل تعرفني ؟ / يا اخاً اعرفه رغم المحن . انني مزقت اكفان الدجى . انني هدمت جدران الوهن /.
فهو يكره الماضي الذي يذكره بالذل و القيود وهو يهرب من عصر العبودية الى عصر الحرية الذي ما فتئ فيه يحلم به فهو يؤمن بارادته و انه قوي بما فيه الكفاية ليحطم قيوده يقول : لم اعد مقبرة تحكي البلى / لم اعد ساقية تبكي الدمن . لم اعد اعبد قيودي /لم اعد عبد ماض هرم / عبد وثن / انا حي خالد رغم الردى /. انا حر رغم قضبان الزمن /
لقد كان للفيتوري نظرة في الشعراء الموجودين في هذا الزمان زمان الغناء و الرقص الزمان الذي اصبح خالياً من الوطنيين الا ما ندر يقول : « إننا كشعراء اصبحنا مثل المغنين في هذا العصر مثل راقصات (video clib )
هذا العصر ، مثل جماعات يعتمدون على ايقاعات ، على سيقان ، على افخاذ ، ثم لا شيء ، وراء كل هذا ابتسامات باهتة و رؤوس محنطة و افكار ساقطة و رؤى مظلمة و توجيهات نحو عصر خاو من الابداع و الروعة من الجمال ، و من القيم الحقيقية للانسان » يقول :
« إن نكن بتنا و لقينا من أذاه ما لقينا / ان نكن بتناعراة جائعينا / او نكن عشنا حفاة يائسينا . ان تكن قد اوهت الفأس قوانا . فوفقنا نتحدى الساقطينا
نستطيع ان نقول ان محمد الفيتوري شخصية فلسطينية بامتياز فهو فلسطيني الهوى سوداني الهوية انعجن بالقضية الفلسطينية و عاش آلامها و شارك الناس مشاعرهم فهو المنصهر في عذابات ابن الارض ، المتطلع الى التحرير الموعود يقول في قصيدة طفل الحجارة :
ليس طفلاً /هكذا تولد في العصر اليهودي و تستغرق في الحلم امامه . عارياً إلا من القدس و من زيتونه . الاقصى و ناقوس القيامة /. شفقياًو شفيقاً كغمامة واحتفالياً كأكفان شهيد . و فدائياً من الجرح البعيد .
يقول الفيتوري « انا لا أملك شيئاً غير ايماني بشعبي و بتاريخ بلادي» فهو متوغل في اصلاب القضايا العربية من المحيط الى الخليج المسكون بهواجس العربي الساعي الى الخلاص من كوابيس الحكام و الانظمة يقول :
« انه العدل الذي يكبر في صمت الجرائم / انه التاريخ مسقوفاً بأزهار الجماجم . انه روح فلسطين المقاوم . انه الارض التي لم تخن الارض / و خانتها الطرابيش و العمائم . انه الحق الذي لم يخن الحق / و خانته الحكومات و خانته المحاكم .
و هو يبحث عن وطنه ،و لكن لا يدري اين يجده فهو يتساءل ما هو و هو يبحث عن جوابه .. انه يقول :
« خارج من دمائل / تبحث عن وطن فيك . مستغرق في الدموع . وطن ربما ضيعت خوفاً عليه / و امعنت في التيه كي لا تضيع . اهو تلك الطقوس ؟/ التي البستك طحالبها في عصور الصقيع / اهو تلك المدائن ؟ / تعشق زوارها ثم تصلبهم في خشوع /.
فالفيتوري شاعر كبير لا يؤمن ان هناك شعراً دون وجود انسان وراء هذا الشعر و دون ان تكون هناك قضية آثار تسهم في تدفق الابداع يقول في قصيدة صلوا على الجلاد و الضحية :
« كان الدجى عباءة . صلوا على الجلاد و الضحية / و قالت الحرية / أولهم آخرهم . صلوا على الانسان و الحرية . و قالت القضية / يا فقراء استيقظوا / صلوا على الخائن و القضية /.
فهو مؤمن بأنه مهما طالت سنوات الاحتلال لابد ان تنتهي و انه مهما تغيرت الاسماء و اختلفت الوجوه يبقى العدو عدواً نميزه و نقاتله يقول :
ايتها الاسماء . لو طالت لحى الأطفال و النساء . لن تطول ايامكم من بعد و لو امطرت السماء . اقنعة فسوف تخضوضر روح الخلق في الاشياء ،و سوف لن تختلط الوجوه و الاسماء .
حصل الفيتوري على جائزة الوسام الفاتح عام 1988 و جائزة الوسام الذهبي للعلوم و الفنون و الآداب في السودان كما عمل قبلها مستشاراً ثقافياً في السفارة الليبية 0791 اهم دواوينه الشعرية - أغاني افريقيا - عاشق من افريقيا - البطل و الثورة المشنقة - شرق الشمس - غرب القمر .دنيا لا يملكُها من يملكُها
أغنى أهليها سادتُها ..الفقراءْ
الخاسرُ من لم ياخذ ..منها
ما تعطيه على ..استحياء
والغافل من ظنَّ الأشياءَ
هى الأشياء !
تاجُ السلطانِ الغاشمِ تفاحهْ
تتأرجح أعلى سارية ِ ..الساحهْ
تاجُ الصوفى ..يُضىْ
على سِجادة ..قَشْ
صدقنى يا ياقوت ..العرشْ
أن الموتى ليسوا ..همْ
هاتيكَ الموتى
والراحة ليستْ
هاتيك ..الراحة
**
عن أى بحار العالمِ تسألنى يا محبوبى
عن ..حوت
قدماه من صخرٍ
عيناه من ..ياقوت
عن سُحُبٍ من ..نيران
وجزائر من ..مُرْجانْ
عن مَيْتٍ يحمل ..جثته
ويهرول حيث ..يموت
لا تعجب يا ياقوتْ
الأعظم ُ من قدرِ الإنسان هو الإنسان
القاضى يغزل شاربه لمغنيه ..الحانه
وحكيم ُ القرية ..مشنوقْ
والقَرَدَةُ تلهو فى ..الشوقْ
يا محبوبى ..
ذهبُ المضطِّر نُحاسْ
قاضيكم مشدود'' فى مقْعده ..المسرقْ
يقضى ما بين ..الناسْ
ويجُرُّ عباءته كِبْراً فى الجبانه
***
لن تُبْصرْنا بمآقٍ غير مآقينا
لن تَعْرِفْنا
ما لم نجذبك ..فَتَعْرِفَنا
وتكاشفنَا
أدنى ما فينا قد يعلُونا يا ياقوتْ
فكن ..الأدنى
تكن الأعلى ..فينا
***
وتَجفُ مِيَاهُ البحرْ
وتقطعُ هجرتها أسرابُ ..الطيرْ
الغربال المثقوب على ..كتفيك
وَحُزنْكَ فى ..عينيكْ
جبالْ
ومقاديرُ
وأجيالْ
يا محبوبى
لا ..تبكينى
يكفيك ويكفينى
فالحزنُ الأكبرُ ليس ..يُقال
أغنى أهليها سادتُها ..الفقراءْ
الخاسرُ من لم ياخذ ..منها
ما تعطيه على ..استحياء
والغافل من ظنَّ الأشياءَ
هى الأشياء !
تاجُ السلطانِ الغاشمِ تفاحهْ
تتأرجح أعلى سارية ِ ..الساحهْ
تاجُ الصوفى ..يُضىْ
على سِجادة ..قَشْ
صدقنى يا ياقوت ..العرشْ
أن الموتى ليسوا ..همْ
هاتيكَ الموتى
والراحة ليستْ
هاتيك ..الراحة
**
عن أى بحار العالمِ تسألنى يا محبوبى
عن ..حوت
قدماه من صخرٍ
عيناه من ..ياقوت
عن سُحُبٍ من ..نيران
وجزائر من ..مُرْجانْ
عن مَيْتٍ يحمل ..جثته
ويهرول حيث ..يموت
لا تعجب يا ياقوتْ
الأعظم ُ من قدرِ الإنسان هو الإنسان
القاضى يغزل شاربه لمغنيه ..الحانه
وحكيم ُ القرية ..مشنوقْ
والقَرَدَةُ تلهو فى ..الشوقْ
يا محبوبى ..
ذهبُ المضطِّر نُحاسْ
قاضيكم مشدود'' فى مقْعده ..المسرقْ
يقضى ما بين ..الناسْ
ويجُرُّ عباءته كِبْراً فى الجبانه
***
لن تُبْصرْنا بمآقٍ غير مآقينا
لن تَعْرِفْنا
ما لم نجذبك ..فَتَعْرِفَنا
وتكاشفنَا
أدنى ما فينا قد يعلُونا يا ياقوتْ
فكن ..الأدنى
تكن الأعلى ..فينا
***
وتَجفُ مِيَاهُ البحرْ
وتقطعُ هجرتها أسرابُ ..الطيرْ
الغربال المثقوب على ..كتفيك
وَحُزنْكَ فى ..عينيكْ
جبالْ
ومقاديرُ
وأجيالْ
يا محبوبى
لا ..تبكينى
يكفيك ويكفينى
فالحزنُ الأكبرُ ليس ..يُقال
مات ..
فلم تحزن عليه قطرة من المطر
ولا تجهمت أوجه حفنةٍ من البشر
وأطل ذات ليل فوق قبره القمر
ولا تلوّت دودة كسلى ...
ولا انشق حجر
مات غدا ..
متّسخ الجثة ..
منسيّ الكفن
كحلم ..
- واستيقظ الشعب -
كإعصار نتن
مرَّ على حقول الورد ساعة السحر
*
مات ..
وملء روحه المسودة المحترقة
ماض يغطيه دم المشانق المعلقه
وصرخات الثائرين في السجون المطبقه
وأوجه العجائز الأليمة .. المشققه
وهنّ يرفعن إلى السماء ...
في أسى ذليل
أذرعة معوجة مثل مناجل الحقول
وأعيناً يغوص فيها ظل مشنقه
*
يا ابني ..
ترى أين يمضي الجند بوجهك الحبيب
فحرموني شمة الثوب ... ونشقة الطيوب
الله .. ما أجمله ابني .. في شبابه القشيب
كأنما يمشي على كل عواطف القلوب
إبني ؟
وأوصد السجان باب سجنه الكبير
وزحفت سلسلة راح يجرها الخفير
وانهار كرباج يلف الليل بالنحيب
*
- وأنت يا أبي
ألن تعود لي قبل الشتاء ؟
إنا جميعاً لم نزل نبكي ..
نضج في البكاء .
أنا ، وإخوتي وأمي
في الصباح والمساء
فعد لنا
كي لا يسمونا يتامى فقراء
كم مرة سألت كل الناس في حزن شديد
أبي بريء
فلماذا صفدوه في الحديد ؟
فأطرقوا ..
كأنهم جميعاً سجناء
*
وذات ليل طرقوا الباب ومروا داخلين
من أنتم ؟
ماذا تريدون ؟
ماذا تحملون ؟
أما كفاكم أنهم وراء قضبان السجون
لكنهم ألقوا إلى قرب الجدار جثته
وحدقتْ فيّ وجوه الذكريات الميته
وجففت مدامعي دموع الآخرين
*
غداً يمر موكب الجوع بدربنا القذر
فاخضوضري يا سنوات القحط
وانزل يا مطر ..
أغرق حقول الرز والقمح
وأغرق النهر
وامسح بكفك الرمادية أحزان الشجر
لا بد أن تصبح يوماً غلةً الحصاد لي
وتصبح السماء والأرض ومجرى الجدول
وتنتهي مجاعة التراب ..
والبشر
*
وذات يوم مظلم رطب ..
كسرداب طويل ..
صحا يهز راحتيه في تشنج ذليل
وكانت الأيدي التي تحكي مناجل الحقول
تمتذّ في عينيه سوداء كأشجار النخيل
فانهار فوق الأرض ..
في حشرجة ممزقه
ثم تدلى من جدار الأفق حبل مشنقه
وجثة باردة تسقط في الوحول
-------------------------------------------------------------------------------------
أنا زنجي
قلها لا تجبن
قلها في وجه البشرية
ان زنجي
وابي زنجي الجد
وامي زنجية
انا اسود
اسود لكني حر امتلك الحرية
ارضي افريقية
عاشت ارضي
عاشت افريقية
ارضي والابيض دنسها
دنسها المحتل العادي
فلامض شهيدا
وليمضوا مثلي شهداء اولادي
فوراء الموت .. وراء الارض
تدوي صرخة اجدادي
لستم ببنينا ان لم تذر الارض رماد الجلاد
لستم ببنينا ان لم يجل الغاصب عنها مدحورا
ان لم تخلع اكفان الظلمة
ان لم تتفجر نورا
ان لم يرتفع العلم الاسود
فوق رباها منصورا
ان لم يحن التاريخ لكم جبهته فرحان فخورا
الفجر يدك جدار الظلمة
فاسمع الحان النصر
هاهي ذي الظلمة تداعي
تساقط تهوي في ذعر
ها هو ذا شعبي ينهض من اغمائته
عاري الصدر
ها هو ذا الطوفان الاسود
يعدو عبر السد الصخري
ها هي ذي افريقيا الكبرى
تتالق في ضوء الفجر
_________________
أصبح الصبح
محمد مفتاح الفيتورى
أصبح الصبح
ولا السجن ولا السجان باقي
واذا الفجر جناحان يرفان عليك
واذا الحزن الذي كحل هاتيك المآقي
والذي شد وثاقا لوثاق
والذي بعثرنا في كل وادي
فرحة نابعة من كل قلب يابلادي
أصبح الصبح
وها نحن مع النور التقينا
التقى جيل البطولات
بجيل التضحيات
التقى كل شهيد
قهر الظلم ومات
بشهيد لم يزل يبذر في الأرض
بذور الذكريات
أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا
بالذي اصبح شمسا في يدينا
وغناء عاطرا تعدو به الريح
فتختال الهوينى
من كل قلب يا بلادي
فرحة نابعة من كل قلب يابلادي
__________________
لو لحظة من وسني
تغسل عني حزني
تحملني
ترجعني
الى عيون وطني
يا وطني ..
يا وطني يا وطن الأحرار والصراع
الشمس في السماء كالشراع
تعانق الحقول والمراعي
واوجه العمال والزراع
يا وطني ..
أصبح الصبح كأن الزمن الماضي على الماء نقوش
فارفعي راية اكتوبر فالثورة مازالت تعيش
وانا مازلت في البعد انادي
يا بلادي
يا مغاني وطني ..
أجمل من فراشة مجنحة على ضفاف المقرن الجميل
أجمل من نوّارة مفتحة ترقد تحت ذهب الأصيل
أجمل من رائحة النضال لم أشم رائحة في صبحك الجليل
يا فخر هذا الجيل
يا وطني ..
يوميات حاج الى بيت الله الحرام
محمد مفتاح الفيتوري
(1)
قوافل يا سيدي قلوبنا اليك
تحج كل عام
هياكل مثقلة بالوجد والهيام
تسجد عند عتبات البيت والمقام
تقرئك السلام
يا سيدي عليك افضل السلام
(2)
على الرفات النبوي كل ذرة عمود من ضياء
منتصب من قبة الضريح
حتى قبة المساء
على المهابة التي
تخفض دون قدرك الجباه
راسمة على مدار الافق افقا عاليا
من الاكف والشفاه
يموج باسم الله
- الحمد لله
والشكر لله
والمجد لك
والملك لك
يا واهب النعمة يا مليك كل من ملك
لبيك لا شريك لك
لبيك لا شريك لك
(3)
يا سيدي عليك افضل السلام
من امة مضاعة
خاسرة البضاعة
تقذفها حضارة الخراب والظلام
اليك كل عام
لعلها تجد الشفاعة
لشمسها العمياء في الزحام
(4)
يا سيدي
منذ ردمنا البحر بالسدود
وانتصبت بيننا وبينك الحدود
متنا
وداست فوقنا ماشية اليهود
(5)
يا سيدي
تعلم ان كان لنا مجد وضيعناه
بنيته انت ، وهدمناه
واليوم ها نحن
اجل يا سيدي
نرفل في سقطتنا العظيمة
كأننا شواهد قديمة
تعيش عمرها لكي
تؤرخ الهزيمة
(6)
لا جمر في عظامنا ولا رماد
لا ثلج لا سواد
لا الكفر كله ولا العبادة
الضعف والذلة عادة
يا سيدي
علمتنا الحب
فعلمنا تمرد الارادة
(7)
ابك لنا
وادع لنا
فالعصر في داخنا جدار
ان لم نهدمه
فلن يغسلنا النهار
هوانا
الهوى كل هوى دون هوانا نحن من أشعلت الشمس يدانا
والخُطى مهاتناءت أودنت فهى في دورتها رجع خطانا
واذا التاريخُ أغنى أُمَّةً بشهيدً فأُلوف شهدانا
واذا الثورة كانت بطلاً يطأُ الموت ويحتلّث الزمانا
فلنا في كُلِّ جيل بطل'' مجدهُ يحتضن المجد أحتضانا
عرب'' نحن .. وهذا دمنا يتحدى في فلسطين الهوانا
عرب رايتُنَا وحدتنا حلقت صقرا وحطت في سمانا
عرب'' .. لا أمضُغُ الملح ، ولا أكسر السيف بعينيّ مُهُانا
فأنا أعرف أنَّ الروح من روحنا نحن..وأن الكون كانا
وأنا أعرف أن الشمس في غيبة ثم تعود الدورانا
والمخاضاتُ عذاب.. ولقد تلدُ الأرحامُ وَحلاً واحتقانا
وأنا أعرفُ أني أُمَّةُ هي عند الله أعلى صولجانا
وأنا أركضُ فى بسُتانها خيلاءً..وأغُنىَّ المهرجانا
وأسألوُا التاريخ عنها ينتفض كلُّ عرق عربي عُنفُوانا
*** ***
أه يا ذاكرة الأرض لكم ثقُلتْ أقدامُهم فوق ثرانا
والدُّجى كان بطيئاً والأسى كان مُرًّا رَشَفَتُه شفتانا
يا أخي في الشرق ، في كل سكن
يا أخي فى الأرض ، فى كل وطن
أنا أدعوك .. فهل تعرفنى ؟
يا أخاأعرفه .. رغم المحن
إنني مزقتأكفان الدجى
إننى هدمت جدرانالوهن
لم أعد مقبرة تحكى البلى
لم أعد ساقية تبكى الدمن
لم أعد عبد قيودى
لم أعد عبد ماض هرم عبد وثن
أنا حى خالد رغم الردى
أنا حر رغم قضبان الزمن
فاستمعلى .. استمع لى
إنما أذن الجيفة صماء الأذن
إن نكن سرنا على
الشوك سنينا
ولقينا من أذاه ما لقينا
إن نكن بتنا ولقينا من أذاه ما لقينا
إن نكن بتنا عراة جائعينا
أو نكن عشنا حفاة بائيسنا
إن تكن قد أوهت الفأس قوانا
فوقفنا نتحدى الساقطينا
إن يكن سخرنا جلادنا
فبنينا لأمانينا سجونا
ورفعناه على أعناقنا ولثمنا قدميه خاشعينا
وملأنا كأسه من دمنا
فتساقانا جراحا وأنينا
وجعلنا حجر القصر رؤوسا ونقشناه جفونا وعيونا
فلقد ثرنا على أنفسنا ومحونا وصمة الذلة فينا
الملايين افاقت من كراها ما تراها
ملأ الأفق صداها
خرجت تبحث عن تاريخها
بعد ان تاهت على الأرض وتاها
حملت فؤسها وانحدرت
من روابيها وأغوار قراها..!
فانظر الإصرار فى أعينها وصباح البعث
يجتاح الجباها
يا أخى فى كل أرض عريت من ضياها
وتغطت بدماها
يا اخى فى كل ارض وجمت شفتاها
واكفهرت مقلتاها
قم تحرر من توابيت الأسى
لست اعجوبتها
أو مومياها انطلق
فوق ضحاها ومساها






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 20-01-2020, 09:11 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: الفينيق الشاعر محمد الفيتوري يليق به الضوء

الكبار لا ينسون أبدا






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط