بداية الرحلة الى الجحيم - الصفحة 2 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: رفيف (آخر رد :صبري الصبري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰

⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-2017, 05:52 PM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: بداية الرحلة الى الجحيم

رائع وعميق
اتابعك قصي






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 03-07-2017, 01:08 AM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: بداية الرحلة الى الجحيم

الروعة في مرورك أختنا فاطمة الزهراء
نفتقدك هنا في الفينيق عسى أن تكوني بخير






  رد مع اقتباس
/
قديم 21-07-2017, 01:40 AM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

افتراضي رد: بداية الرحلة الى الجحيم

جميل هذا التناغم في السرد
المرآب والرحلة الحزينة الشاقة
والعجوز التي لا يزال الأمل يغمرها
برؤية ابنها ....
أخي قصي أين البقية
أنتظرها منك يا جميل
محبتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 25-08-2017, 11:58 AM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: بداية الرحلة الى الجحيم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
جميل هذا التناغم في السرد
المرآب والرحلة الحزينة الشاقة
والعجوز التي لا يزال الأمل يغمرها
برؤية ابنها ....
أخي قصي أين البقية
أنتظرها منك يا جميل
محبتي
وجميل هذا المرور العذب مع شهادة اعتز بها
لظروف شخصية حالت دون كتابة الباقي واعدك قريبا جدا
بتكملتها
فائق تقديري ومحبتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 25-08-2017, 09:49 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
خالد يوسف أبو طماعه
عضو مجلس إدارة
المستشار الفني للسرد
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الاردن

الصورة الرمزية خالد يوسف أبو طماعه

افتراضي رد: بداية الرحلة الى الجحيم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود مشاهدة المشاركة
وجميل هذا المرور العذب مع شهادة اعتز بها
لظروف شخصية حالت دون كتابة الباقي واعدك قريبا جدا
بتكملتها
فائق تقديري ومحبتي


أستغفر الله
هذا من كرم تواضعك النبيل
وهذه شيمة الكبار
أنتظر البقية قريبا
محبتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-09-2017, 11:28 PM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: بداية الرحلة الى الجحيم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه مشاهدة المشاركة
أستغفر الله
هذا من كرم تواضعك النبيل
وهذه شيمة الكبار
أنتظر البقية قريبا
محبتي
كم أنت رائع ..
محبتي وتقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-12-2017, 12:35 PM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: بداية الرحلة الى الجحيم

نشعل شمعة وناتي بالورقة الى واجهة القراءة






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 18-01-2021, 12:33 PM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: بداية الرحلة الى الجحيم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
نشعل شمعة وناتي بالورقة الى واجهة القراءة
دائما سباقة لنصرة الأدب للكل أديبتنا الفاضلة الزهراء
شكرا من القلب






  رد مع اقتباس
/
قديم 18-01-2021, 12:36 PM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: بداية الرحلة الى الجحيم

(الجزء الثاني..المرآب) بعد التعديل
في فجر اليوم التالي حزم امتعته وودع زوجته التي لم تزل تعاني من آثار الولادة، طبع قبلة على جبينها وعلى جبين الطفلة دعاء كما أسموها ، حاول أن لا يلتفت للوراء حتى لا يرى دموعها النازلة بصمت وعلى وجهها المتعب الذي بدت عليه علامات الخوف، هذا هو اليوم الثاني من ولادتها ولكنها كانت تعي أن على زوجها الالتحاق لوحدته العسكرية المنتدب لها حديثا وهو الذي تأحر يوماً واحداً عن موعده، أنها الحرب وقوانينها والتي تغيب عن بعضها الجوانب الإنسانية وتحجب مفرداتها بيانات المعارك، أستقل سيارة أجرة إلى بغداد حيث مرآب النقل للمدن الجنوبية ومنه يستقل الحافلة لمدينة البصرة المتخامة للحدود الكويتية حيث وحدته العسكرية، كان المرآب يعج بالعسكريين وهم يرومون الِالتحاق الى وحداتهم بعد انتهاء اجازتهم القصيرة، صوت الباعة يختلط مع أصوات توديع الأهل لأولادهم، رجل مسن يحتضن ولده بقوة، امرأة طاعنة في السن تحبس دمعتها وبجانبها شابة في مقتبل العمر تحمل في احضانها طفل رضيع يودعنَّ شاباً بدت عليه الوسامة، وهو يهم بالصعود للحافلة وجد أمامه امرأة مسنة قد أحدودب ظهرها تساعدها فتاة في مقتبل العمر للصعود، تباطأ في الصعود لحين صعودهما وجلوسهما في المقاعد المخصصة لهم، صادف أن يكون مقعده المخصص له أمام مقاعدهم، بعد اكتمال نصاب الركاب تحركت الحافلة منطلقة صوب الجنوب، مع عبور الحافلة آخر نقطة تفتيش في بغداد أستسلم البعض لأغفاءة والبعض الآخر ذهب في احاديث جانبية، وهو ينظر من النافذة نحو الأفق البعيد ترافقه صورة عائلته وطفلته الحديثة الولادة شعر بيدين مرتجفتين تربت على كتفه، وما أن هم بالالتفات وقبل أن يكملها قرّبت المرأة المسنة وجهها منه هامسة: هل تعرف كاظم؟؟اصابته الحيرة وكان هذا السؤال المباغت جعله لا يعرف كيف يجيب هذه المرأة المسكينة؟، شعر من نبرة صوتها وقسمات وجهها مدى قسوة الوجع الذي تعانيه واللذي لا يخلو من مسحة الطيبة التي طبعت جبين الأمهات العراقيات، وضع يده على كتفها وبلغة حرص على أن يدس فيها لغة الأمومة لطمأنتها بتلبية حاجتها
_ من هو كاظم يا أمي
_ولدي، ولدي ألتحق قبل أيام معكم في الجيش
هنا تدخلت الفتاة المرافقة لها معتذرة منه وقد بدت على وجهها علامات الاِنكسار
_ لا عليك سيدي، فهذه المرأة أمه وأنا زوجته، نحن ذاهبون للبحث عنه ولا نعرف عنه شيئاً سوى أنه تم تسويقه كجندي احتياط لأحدى الفرق العسكرية الموجودة داخل الكويت وكما قالوا لنا تسمى الفرقة (17)
شعر أن قلبه يكاد يخرج من بين اضلعه، هذه الزوايا المعتمة في زمن الحرب حين تتفاعل معها تلعن الحرب مهما كانت مسبباتها ودوافعها محقة كانت أم باطلة، استرسلت الفتاة بحديثها الموجع قائلة
-- هو الوحيد لأمه بعد استشهاد أخيه الأكبر في الحرب مع ايران ووفاة والده بعده حزناً عليه وهو معيلنا الوحيد ونقتات على عمله اليومي، خفضت رأسها وتمتمت منكسرة بلغة شابتها الحياء، لم يمض على زواجنا سوى بضعة أشهر، قاطعتها المرأة المسنة-- لا نريد أن نثقل على الرجل وعادت توجه الكلام إليه وكأنها على يقين انه يعرفه-- أسمه كاظم، طويل القامة قاطعها وهو يحاول أن يكتم عنها الحزن الذي انتابه وحاول أن تكون اجابته لها تعطيها نوعاً من الاطمئنان، حينها تذكر والدته وهي تودعه وقد بللت دموعها وجنتيه
--- أمي..أعطني الأسم الكامل لولدك وأعدك أن أبذل كل ما بوسعي لأجده، صدقيني أعدك خيراً ولكن لي طلب وهو أن تعودي أمي لأن البصرة منطقة حرب ومن الصعوبة أن تصلي إليه أو تجدي مكاناً للسكن المؤقت
بدى على وجهها وكأنها لم تقتنع بحديثه معها من خلال نظرة العتب التي بدت على محياها وكأنها تلومه، شعر بنوع من الأحراج لأحساسه بتقاربها الروحي العفوي معه والذي يجسد فطرة الأم العراقية التي جُبلت عليها، وفي غمرة انفعاله قال لها
-أمي أعطيني عنوان نزلك في البصرة وأعدك أن ولدك سيكون عندك بعد وصولنا بأقل وقتاً ممكن
أنفرجت اساريرها ولم يشعر إلا بيدين صلبتين ليس تلك المرتجفتين تسحبانه بقوة لتطبع قبلة طويلة على جبينه وتمتمت بصوت متهدج : سنبقى في مرأب البصرة ونبيت فيه ..وعادت الى كرسيها لتذهب في اغفاءة طويلة.






  رد مع اقتباس
/
قديم 18-01-2021, 12:37 PM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: بداية الرحلة الى الجحيم

الجزء الثالث والأخير
لا يدري كيف قطع لها هذا الوعد الذي قد لا يستطيع تحقيقه في ظل هذه الظروف المعقدة، فقد تم قصف بدالات الأتصالات الرئيسية في العاصمة مما جعل الأتصال بالهاتف الأرضي غير ممكن، حال وصوله أتصل بعامل البدالة وطلب منه الحصول على هاتف قريبه وصديقه آمر كتيبة دبابات تابعة لذات الفرقة، بدت الساعات ثقيلة عليه وقد جاوزت الساعة الواحدة ما بعد منتصف الليل، فجأة رن هاتفه فرفع السماعة على عجل وأذا بعامل البدالة يخبره أن المقدم فرج آمر الكتيبة على الخط، بعد التحية بينهما بادره مقدم فرج مستغربا اتصاله معه في هذا الوقت المتأخر والمأزوم عسكرياً
-ياه ..أخفتني يا رجل في هذه الساعة المتأخرة من الليل .. أبا ماهر ما الخطب ؟؟
-لا شيء حالة إنسانية واعتبرها خاصة لي لأني لم اشأ الأتصال بمقر الفرقة ومكالمة مقدم أنمار للظروف التي تعرفها
بعد أن قص عليه باختصار القصة ووعده للمرأة المسنة أعطاه الأسم الكامل ورجاه البحث عنه في وحدات الفرقة ومنحه اجازة بأي وسيلة ممكنة
.......
الشيء الوحيد الذي ندم عليه كاظم هو زواجه من طيبة ,فبقدر حبه لها لكنه يشعر بتأنيب ضمير لربطه مصير حبيبته بالمجهول في منطققة مشتعلة كلما انطفأت ناراً اشتعلت أخرى وفي بلد يبدو أن حرائقه لن تطفأ, بعد أن تعاطف معه آمر وحدته حين عرف إنه الوحيد لعائلته ومتزوج حديثا وضعه في الموقع الخلفي للوحدة مع القطعات الأدارية,وهو في غمرة تأملاته سمع صوت عريف الفصيل يناديه..
-كاظم ..أستعد فقد جاءك السعد يا رجل ..
-خيرا إن شاء الله ..ليس هناك أكثر سعادة من الموقع الخلفي لمنطقة قتال مشتعلة
وبلهجة ساخرة قال له العريف حسن
-يا رجل يبدو انك تملك (واسطة) لها تأثيركبير.. لقد مُنحت اجازة عشرة ايام وعجلة توصلك للبصرة وهناك من ينتظرك والعنوان مع سائق العجلة!!انه السعد يا كاظم
اصابته الدهشة فهو لا يكاد يعرف إلا جاره بائع (البالة)وهي الملابس المستعملة والتي دائما ما يجود عليه ببعضاً منها ,افاق من دهشته على صراخ العريف عليه
-هيا..أرزم أغراضك واركب العجلة الواقفة أمام الخيمة ..هذا أمر آمر الفوج.
بعد وصوله للوحدة العسكرية في (الدريهمية) على اطراف مدينة الزبيركما مدون في العنوان الذي أعطي له وبعد قليلاً من الانتظار في الاستعلامات شاهد رجلا وقورا بملابس مدنية يدخل عليهم وصوت جهوري فيه رقة لم يألفها في الأوامر العسكرية يناديه كأنه يعرفه حق المعرفة
_هيا يا كاظم ..تعال معي لنذهب لوالدتك وزوجتك فهما في المرآب ينتظرانك
عقدت لسانه الدهشة ,نظر إلى الرجل المدني وفي عينيه تساؤل لا يجروء البوح فيه ,وقار الرجل واحترام من يحيط به جعله يكتم ما يدور من اسئلة في مخيلته
وصلا لمرآب البصرة وقد علت شمس الضحى ,جالا ببصرهما في انحاء المرآب ولم يرى أثراً للمرأتين,فقد كان المرآب يعج بالمسافرين ..ذَهاباً وَإياباً ..تقدم منهم بائع الوجبات السريعة (الفلافل), بعد السلام عليهم بادرهم بالقول :
_يبدو انكما تبحثان عن أحد ما ..لعلي أستطيع مساعدتكما
-نبحث عن امرأتين احدهما مسنة والأخرى في مقتبل العمر وصلا عصر أمس وقالا سنبيت في المرآب..هما ينتظراننا
بسرعة دلت عن سرعة بديهية لهذا الرجل ..رغم أنه يعرف الجواب من خلال نظرته الثاقبة ..سألهما

_من منكما ..كاظم؟
_أنا..وهذا...
قاطعه أبا ماهر
_ لنذهب معه
في الطريق إلى حي (الحيانية)وهو الحي الذي يسكنه أبو جواد بائع (الفلافل)في المرآب قص عليهم كيف أستضاف المرأة المسنة ورفيقتها ,عندما وجدهما تفترشان الأرض وتلتحفان بالعباءة في هذا البرد القارص، لم يجد أمامه إلا دعوتهما للمبيت في بيته ورغم ممانعة المرأة (أم كاظم) لكنه أقنعها أنه سيكون بديلاً عنها في حالة مجيء ولدها لذا لم يأخذ أستراحته المعهودة ولم يغمض له جفن منذ الأمس وهو في انتظارهما .
لم يتحمل الموقف الإنساني بلقاء كاظم ووالدته وزوجته فخرج مسرعاً واضعا منديله على عينيه حتى لا تفلت دمعة منها، كان يعلم في قرارة نفسه إنهما لن يسمحا له بالألتحاق مجددا ولم يلثم مبادئه العسكرية فهو يؤمن أنه طبق المباديء الإنسانية المشتركة أولا والقانون الذي يعطي المعيل الوحيد لأهله الحق في العمل بالوحدات والمقرات العامة ولا يجوز نقله للوحدات الفعالة والذي يخرقه البعض بالمغالاة بشعارات الوطنية المزيفة، قطعت سلسلة افكاره حين وجد المرأة المسنة تجري خلفه مسرعة
-ولدي...ليحفظك الله
حبس دمعته وهو يصعد لسيارته ثم يلتفت إليها قائلا لها بصوت تكاد تخنقه العبرات التي كادت أن تفضح مدى ما كان فيه من إنفعال إنساني
-والدتي دعواك لأن يعم السلام على الجميع






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:48 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط