لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-06-2014, 03:40 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
علبة كبريت
قصة قصيرة
علبة كبريت عدنان الفضلي عدم إكتمال ثمالته،جعلته يسهر حتى وقت متأخر من الليل،فالساعة تشير عقاربها الى الثانية بعد منتصف الليل،كما أن صوت المطر الثقيل منحه أرقاً لم يعتده،وهو الذي كان يذهب لفراشه مبكراً،ليس لأنه ملتزماً بدوام او مواعيد مهمة،بل لأن ثقل رأسه المخمور يجبره على النوم . في تلك اللحظات كانت السيجارة صديقته التي لا تعرف الإنطفاء،فهو يعشقها مثل أنثأه التي يحلم بها مشتعلة وتنتظر شفاهه لتمتصها،فتراه يردف في فمه المبلول بالخمرالسيجارة تلو الأخرى،ومع إحدى سجائره التي همّ بإشعالها إنتبه الى نفاد أعواد علبة الكبريت،فصار يبحث عن بديل يشعل به سيجارته،فشل في العثور على بديل بسبب العتمة وانقطاع التيار الكهربائي،ثارت ثائرته وصار يركل الأشياء التي تحيط به،ثم لبس معطفه وخرج من دون أن يعرف الوقت. توقع ان يجد أحداً في الشارع يستعير منه علبة كبريت،لكنه فوجيء بالشارع خالياً تماماً،حتى من الكلاب السائبة التي بحثت لها عن ملجأ يقيها المطر،ففكر بأن يطرق باب جارته التي تسكن قبالة بيته،وبعد طرقات عدة فتحت له الجارة الباب وهي مفزوعة كون الوقت متأخر،فوجئت به يقف مترنحاً فبادرها القول من دون سلام: - أم سحر أريد شخاطة - ولك انت ما تستحي اتدگ الباب بهيچ وقت.. شتگول عليه الناس وانت جايني سكران وجه الصبح.. امشي ولّي عن وجهي لا أسمط ابوك - لا تصرخيين ولچ شبيچ .. أريد شخاطة شبيهه هاي؟ - امشي ولّي لا الم عليك الجيران غادر مكانه وخطواته بالكاد تحمله بسبب ثمالته وكثرة الوحل الذي يغطي الشارع،فكر بالذهاب الى أقرب دكان ليشتري علبة كبريت،لكن جميع المحلات كانت مغلقة ،فاتجه الى دورية للشرطة تتواجد في نهاية الزقاق الذي يسكنه،عله يجد عند الشرطة علبة كبريت أو أي شيء يشعل به سيجارته،وقبل أن يصل إليهم ناداهم بصوت عال: - أبو إسماعيل ما عدكم شخاطة زايدة فنادى عليه أحدهم - ها كرومي شنو عابر النص - والله مو بس النص .. بس المشكلة أريد أدخن والشخاطة خلصت - ومنين انجيبلك شخاطة واحنه كلنه ما ندخن - يمعودين مناه مناه - كرومي روح بول ونام ولك الساعة ثنتين ونص - لا فدوة لعينكم دبرولي ولو عودين - كرومي منين اندبرلك - زين ليش ماتوصلوني لأقرب دكان مفتح - ومنو باقي لهسه مفتح كرومي - هذا ابو باقر يلتمون يمه جماعة سكاره ويتأخر - ولك ابو باقر بطل العرك وصار حجّي - زين بالمركز ما الگه شخاطه - ههههههههههههه والله عندك سوالف كرومي ولك غير يحبسونك اذا رحتلهم سكران - لا فدوه انتو جيبولي ولكونهم يحبونه،ويعلمون انه رجل طيب وسمعته حسنة وليس هناك سيئة تكتنف سيرته سوى ثمالته الدائمة،لكنه حتى وان كان سكيراً لكنه كان طيباً ومحبوباً لدى الجميع ،ولذلك اركبوه السيارة وتوجهوا به الى المركز ودخل أحدهم وعاد بعد دقائق الى السيارة وهو يحمل معه علبة كبريت سلمها الى كريم الذي أصبح يغني من شدة الفرح،فتناولها وهو يردد كلمات الشكر لهم،لكنه فوجيء بهم يخبرونه بوجوب عودته الى بيته مشياً على الأقدام لأنهم سيوصلون الضابط الى منزله،ورغم احتجاجه لكنه رضخ لهم منتشياً بعلبة الكبريت التي دسها في جيبه وانطلق ماشياً وهو يترنح ويغني، وعندما وصل الى بيته وما أن فتح باب البيت .. لاح أمامه الفانوس الذي أشعله بعد إنقطاع التيار الكهربائي. -
|
||||
09-06-2014, 07:53 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: علبة كبريت
الكريم عدنان
القصة قالت الحاجة لعلبة كبريت على الطريقة الشعبية وتصرفات ابن الجادة أو ابن الجيران حين يعتاز شعلة لإشعال سيجارة بعد نفاذ الكبريت ، اللغة تنوعت بين العربية واللهجة الشعبية ، وهذه الطريقة ذكرتني بكتابات نجيب محفوظ فقد اشتهر بالتنويع في اللغة ، وحقيقة هذا يعكس التراث التاريخي ، والمورروث الشعبي ويكشف جوانب كثيرة من طريقة الحياة الشعبية بأي بلد ، القصة تنوعت أداء بين الحوارية والسرد في حفاظ على جوهر الفكرة ، الجميل أنه اكتشف في النهاية عدم انتباهه إلى أنه كان يمكنه أن يشعل سيجارته من الفانوس الذي أشعله بُعيد انقطاع التيار ، وهذا يعيدنا لطرافة المواقف التي تحصل بحياتنا والتي تستدعي ردود أفعال قائمة على حميمية العلاقة بمن حولنا وطرفة مواقفها أهنئ فيك قدرتك على الحفاظ على النفس القصصي بجاذبية في أسلوبك كل الود لك
|
||||
15-02-2015, 01:03 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: علبة كبريت
الغالية الدكتورة عزة تكفيني شهادتك لاستمر بمحاولة التوغل بعمق السرد
|
||||
19-02-2015, 05:52 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: علبة كبريت
سرد طيب
وطرافة في النص تحكي وله َ المدمن السجائر همسة: وتنتظر شفاهه ؟؟ ربما شفتيه ثم النص جاء في الحوارية باللهجة المحكية وتمنيت لو وضعت ما بين معقوفتين ثم كثيرة هي المفردات المحكية صعب فهمها وتقديري للشاعر عدنان
|
||||
05-03-2015, 09:06 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: علبة كبريت
قفلة توحي بمصيبة
احتراق البيت ولكن سكره يجعله لا يكترث بالاحتراق نص فيه خيال واسع وقدرة على جذب القارئ باسلوب ماتع احترامي وتقديري |
|||
28-04-2015, 04:07 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: علبة كبريت
كنخلة انفطرت حلاوة وعذوبة
حلَّقت طيفاً كحكايات الجدَّات محبتي
|
||||
28-07-2015, 03:14 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: علبة كبريت
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي سرد طيب وطرافة في النص تحكي وله َ المدمن السجائر همسة: وتنتظر شفاهه ؟؟ ربما شفتيه ثم النص جاء في الحوارية باللهجة المحكية وتمنيت لو وضعت ما بين معقوفتين ثم كثيرة هي المفردات المحكية صعب فهمها وتقديري للشاعر عدنان / / شكرا لفيضك فاطم اعتز بنبضك يسكن متصفحي لا عدمتك
|
||||
30-12-2017, 12:21 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: علبة كبريت
نفتقد حضورك ايها العدنان الفاضل
فعساك بخير وبالمرة نعيد النص الى واجهة القراءة
|
||||
30-01-2018, 12:34 AM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: علبة كبريت
كان يظن أنه حين يذهب مع رجال الشرطة لا بد ويعيدونه الى بيته في سيارتهم. ولكنه وكما يقولون كان مثل (شاهد الزور يذهب راكبا ويعود سيرا على الأقدام) فلم يعد له أي حاجة وقد قبض ثمن ضميره. أديبنا المكرم عدنان الفضلي سرد ماتع ومتين..أجبرنا (كرومي) على متابعته حتى عودته ولحظة دهشته وهو يرى فانوسه المشتعل. حقيقة. رغم جمال النص وما فيه من حوارات طريفة، ومقدرة على جذب المتلقي إلا أنني لم أعثر على ما يريده النص وما هي مراميه. ربما بسبب عدم التركيز ..وقصور مني في إدراك المراد..وهذا لم يمنع من تحقيق متعة انهمرت من عذوبة النص عموما، واللهجة الشعبية العراقية والتي أعشقها بشكل خاص. {{أحسست أن كرومي هو ــ جمعة العتاك يغني : يم داركم صدفة..وأخذني السكر من يم داركم.. ولتمت فروخ المحلة ..واشتهيت أخباركم}} بوركتم وبورك مدادكم احترامي وتقديري.
|
||||
30-01-2018, 01:08 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: علبة كبريت
نص جميل صيغ باحترافية رائعة ..المزج بين الفصحى والمحلية المقروؤة يعطي جمالية للنص
فالمحلية جواز مرور للعالمية نص امتعني جدا .. تحياتي وتقديري |
||||
19-09-2020, 12:53 PM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: علبة كبريت
اقتباس:
/
/ ممتن لهذا الحضور والبصمة الرقيقة والراقية لا عدمتك
|
|||||
19-09-2020, 05:49 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: علبة كبريت
بانتظار تتمة فضل الفضلي تواصلا
وود |
||||
19-09-2020, 11:23 PM | رقم المشاركة : 13 | |||||
|
رد: علبة كبريت
اقتباس:
/
/ العاصي الجميل ممتن للحضور البهي والبصمة الدافئة لا عدمتك
|
|||||
21-09-2020, 03:55 PM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: علبة كبريت
أخي الكريم عدنان الفضلي
أرى أن النص قد وصف وصفا دقيقا و قال الكثير عن حالة البطل (كرومي أو كريم) المعروف بحاله و حالاته و المقبول كما هو في جيرته و بين جيرانه حتى أن رجال الدورية يعرفونه.. و أن المشهد الختامي هو الفيصل في هذه الأقصوصة.. حيث أن اشتعال منزله لم يلفت انتباهه..أو أن الأمر كله يتلخص في فقدانه للوعي لأنه خرج و فعل ما فعل و لقي ما لقي لإيجاد كبريت بينما هو لديه في المنزل فانوس مشتعل ..يعني كان يستطيع إشعال حبيبته..أقصد سيجارته منه.. إذا..فغياب الوعي أو الغياب عن الوعي هو بطل الحكاية و هنا ربما إسقاط على حالات مجتمعية مختلفة و متنوعة عموما..كانت هنا متعة القراءة تقبل احترامي و تقديري
|
||||
01-10-2020, 11:48 PM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: علبة كبريت
نص جميل وسرد شيق
أعجبني الأسلوب والوصف نتمنى أن نرى بصمتكم على نصوص الزملاء كل الاحترام والتقدير
|
||||
14-10-2020, 07:48 PM | رقم المشاركة : 16 | |||
|
رد: علبة كبريت
وكانت علبة الكبريت هي بطلة القصة بينما وقف السكير الطيب مع الفانوس في جو ممطر وغاب العقل
فغابت اليقظة تحياتي لك أ. عدنان الفضلي |
|||
17-03-2021, 04:09 PM | رقم المشاركة : 17 | |||||
|
رد: علبة كبريت
اقتباس:
/
/ ممتن لفيضك فاطم لا عدمت حضورك العذب لا عدمتك
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|