العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-02-2018, 03:57 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثناء حاج صالح غير متواجد حالياً


افتراضي حسن التعليل في الشعر الجميل/ ثناء حاج صالح

"حسن التعليل" أحد المحسنات البديعية المعنوية، والتي تشمل ( التورية و الطباق والمقابلة و حسن التعليل و تأكيد المدح بما يشبه الذم). وعلى الرغم مما تضيفه تلك المحسنات جميعها من جمال معنوي في الشعر إلا أن " حسن التعليل " أكثرها جمالاً من وجهة نظري.
مفهوم "حسن التعليل " يعني : أن ينكر الشاعر صراحة أو ضمناً علة الشيء المعروفة ، ويأتي بعلة أدبية طريفة من عنده ، تناسب الغرض الذي يقصده . وسر جمال " حسن التعليل " يكمن في عنصرين إبداعيين يتميز بهما عن سواه من المحسنات المعنوية الأخرى :
أولاً : عنصر النقض الذي يعني إنكار العلة القديمة المعروفة . وهو يتطلب من صفات الشاعر رهافة الملاحظة والانتباه ، لانتقاء ما يستحق التركيز عليه لنقضه وإنكاره من العلل المعروفة .
ثانياً: عنصر الاستطراف الذي يعني توليد علة إبداعية جديدة مناسبة لتحل محل العلة القديمة المعروفة.وهذا يتطلب القدرة على اكتشاف العلاقة الخفية، أو الرابطة غير الملحوظة بين صفات الموصوفات وخصائصها، والتي تبدو بعيدة عن الذهن ، وتجسيمها بالتعبير عنها لغوياً.
ثم إن حسن التعليل يشترط تفوق جمال العلة الجديدة على العلة القديمة ، وإلا فإن العلة الجديدة تفقد أهميتها وتسيء للشعر بدلاً من تحسينه. فلا يكثر من حسن التعليل إلا الشعراء المتميزون المبدعون ،وأما الشعراء المقلّدون المكررون للمعاني والصور الشعرية فحسن التعليل أقل حظاً في أشعارهم .
وكي نرى الأثر الجمالي لحسن التعليل في الشعر دعونا نستعرض بعضاً من أشعار الأولين والآخرين في هذا المجال .

يقول زهير بن أبي سلمى
أخي ثقة لا تهلك الخمرُ ماله .....ولكنه قد يهلك المال نائله
تراه إذا ما جئته متهللا ....كأنك تعطيه الذي أنت سائله
وذي نسب ناءٍ بعيد وصلته ....بمالٍ وما يدري بأنك واصله
ففي البيت الثاني نلاحظ حسن التعليل عند الشاعر في تفسيره سبب تهلل وإشراق وجه ذاك الذي جئته تسأله حاجتك من مال أو سوى ذلك، فإذا به يستبشر بك ويتهلل وجهه في لقائك ،حباً بأن يعطيك حاجتك. فكأنك أنت الذي تعطيه حاجته لشدة سروره بك . فالعلة القديمة هي السرور بالأخذ ، وأما العلة الجديدة فهي السرور بالعطاء وهي لا شك أجمل .
وأما النابغة الذبياني فيقنعك بحسن تعليله بقوله
تعصي الإلَهِ، وأنتَ تُظهِرُ حبَّه،.... هذا لعَمْرُكَ، في المَقالِ، بديعُ
لو كنتَ تَصدُقُ حبَّهُ لأطَعْتَهُ؛.... إنّ المحبّ، لمن يُحبّ، مُطيعُ
فالذبياني يسخر من ادعاء صدق حب الإله من قبل من يعصيه " هذا لعَمْرُكَ، في المَقالِ، بديعُ " وينكره . فهو ينقض العلة المعروفة التي تقول أن إظهار الحب للإله يكفي للتدليل على صدق حبه ، وسواء أكانت كلمة بديع بمعنى " جميل " كما نستخدمها هذه الأيام ، أو كانت بمعنى "جديد " وهو معناها الأصلي .فإن الشاعر ينكر هذه العلة ، ويأتي بعلة جديدة أجمل منها ، تدل على صدق الحب، ألا وهي الطاعة . لأن " المحب لمن يحب مطيع "

يقول أبو تمام
لا تُنْكِرِي عَطَلَ الْكَرِيمِ مِنَ الْغِنَى....فَالسَّيْلُ حَرْبٌ لِلْمَكَانِ الْعَالِي
فالمياه تجري في الأرض المنبسطة جرياناً عادياً وهذه علة قديمة ومعروفة. وهذا يماثل بقاء المال في يد الشخص العادي ، غير أن مياه السيل تحارب المكان العالي فتهرب منه وتغادره بأسرع ما يمكن فهي تنسكب منه بسرعة . وهذه كناية عن عدم بقاء المال في يد الكريم السخي . فنلاحظ أن الشاعر لم يأت على ذكر العلة القديمة ،بل العلة القديمة تتضح من العلة الجديدة فإذا كان السيل حرباً للمكان العالي ، فالسيل يبقى جارياً في المكان المعتدل المستوي ليدل على قلة السخاء .
يتبع بإذن الله






  رد مع اقتباس
/
قديم 24-02-2018, 03:59 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثناء حاج صالح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حسن التعليل في الشعر الجميل/ ثناء حاج صالح

من جميل " حسن التعليل " ما جاء في هذه الأبيات الرائعة للشاعر أبي الشمقمق

بَرَزْتُ منَ المنازِلِ والقِبَابِ .......فلم يَعْسُرْ على أَحَدٍ حِجَابِي
فمنزليَ الفضاءُ وسقفُ بيتي.......سماءُ اللهِ أوْ قطعُ السحابِ
فأنتَ إذا أردتَ دخلتَ بيتي.......عليَّ مُسَلِّماً من غَيْرِ بابِ
لأني لم أجدْ مصراعَ بابٍ.......يكونُ مِنَ السَّحَابِ إلى التُّرَابِ

فالشاعر ينكر العلة المعروفة التي تفرض وجود باب للبيت يطرقه الداخل قبل أن يسلِّم ويدخل ، والعلة الإبداعية البديلة الرائعة التي يعلل فيها الشاعر الذي يسكن الفضاء افتقار بيته إلى باب ، هي أنه لم يجد باباً شاهق الارتفاع يصل مصراعه ما بين السحاب والتراب ليصلح باباً لبيته






  رد مع اقتباس
/
قديم 24-02-2018, 04:04 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثناء حاج صالح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حسن التعليل في الشعر الجميل/ ثناء حاج صالح

تؤكد لي صعوبة الظفر بـ(حسن التعليل) في الشعر، صعوبة إنشاء هذا اللون من المحسنات البديعية عند الشعراء . لكنني اليوم ظفرت بأبيات رائعة تزخر بحسن التعليل للشاعر الصوفي عفيف الدين التلمساني
610 - 690 هـ / 1213 - 1291 م


عَيْنَاكِ إنْ سَلَبَتْ نَوْمي بِلاَ سَبَبِ """ فَالنَّهْبُ يَا أُخْتَ سَعْدٍ شِيَمةُ العَرَبِ
وَقَدْ سَلَبْتِ رُقَادَ النَّاسِ كُلِّهُمُ """ لِذَاكَ جَفْنُكِ كَسْلانٌ مِنْ التّعَبِ
هَلْ ذاكَ لاَمِعُ بَرْقٍ لاَحَ مِنْ إِضمِ """ أَمْ ابْتَسَمْتِ فَهَذَأ بَارِقُ الشَّنَبِ
وَتِلكَ نَارُكِ بِالجَرْعَاءِ سَاطِعَةٌ """ أَمْ ذَاكَ خَدُّكِ وَهَّاجُ مِنَ اللَّهَبِ
لاَ أَنْقَذَ اللهُ مِنْ نَارِ الجَوَى أَبَداً """ قَلْبي الَّذي عَنْ هَوَاكُمْ غَيْرُ مُنْقَلِبِ
إِنْ عَذَبَتْهُ بِنَارٍ مِنَ مَحَبَّتِهَا """ نُعْمَ فَذَاكَ نَعِيمٌ غَيْرُ مُحْتَجُبِ
منْ رامَ ذِكْرَ سِوَاهَا يَلْتَمِسْ أَحَداً """ غَيْرِي فَذِكْرُ سِوَاهَا لَيْسَ مِنْ أَرَبي
إِنْ حَدَّثَتْهُ الأَمَانِي أَنَّنِي أَبداً """ أَسْلُوا هَوَاهَا فَقَدْ أَصْغَى إِلى الكَذِبِ
لقد قدّم لنا عفيف التلمساني حسن التعليل مكرراً في أربعة أبيات متوالية؛ ففي البيت الأول :

عَيْنَاكِ إنْ سَلَبَتْ نَوْمي بِلاَ سَبَبِ """ فَالنَّهْبُ يَا أُخْتَ سَعْدٍ شِيَمةُ العَرَبِ
فأخت سعد - حسب الترميز الصوفي للشاعر - هي حبيبته،وقد مارست في حقه فعلي "السلب والنّهب" غير المبرّرين بحق، وذلك عندما سلبت النوم من عينيه ، وكي لا توصم حبيبته بفعل شائن يحطّ من شأنها ، يلجأ الشاعر إلى رفع قيمة فعل "النّهب" وتحويله إلى شيمة كريمة ، ثم ينسب هذه الشيمة لجميع العرب، كي لا تنفرد حبيبته وحدها بهذا الفعل .
فمن أراد من العرب أن يعيب على حبيبته فعلها ، فليعب على قومه ما يتحلَّون به من "شيم" .
وهكذا تجدنا نبتسم لهذا الظُرْف في حسن التعليل الطريف الإبداعي الذي قدّمه الشاعر، فنقض به العلّة القديمة المتعارف عليها من الحكم على فعل "النّهب" بالسوء ، وقدّم علّة جديدة طريفة تقول إن "النّهب" شيمة العرب ، ومن ذا الذي ينكر على العرب ما يتحلّون به من "شيَم" . .؟
ونتابع فيما بعدُ ما جاء من حسن التعليل في هذه الأبيات ،إن شاء الله






  رد مع اقتباس
/
قديم 24-02-2018, 04:09 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثناء حاج صالح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حسن التعليل في الشعر الجميل/ ثناء حاج صالح


يقول عفيف الدين التلمساني

عَيْنَاكِ إنْ سَلَبَتْ نَوْمي بِلاَ سَبَبِ """ فَالنَّهْبُ يَا أُخْتَ سَعْدٍ شِيَمةُ العَرَبِ

وَقَدْ سَلَبْتِ رُقَادَ النَّاسِ كُلِّهُمُ """ لِذَاكَ جَفْنُكِ كَسْلانٌ مِنْ التّعَبِ
في البيت الثاني ، وبعد أن سوّغ الشاعر لحبيبته فعلها في سلب النوم من عينيه ، يلمّح إلى عذره في كونه مغلوباً على أمره، بأن حبيبته قد سلبت الرقاد من عيون الناس جميعاَ ، فهو فرد من هؤلاء الناس، ويبرهن على صحة ادعائه بما يجده في جفنيها من كسل وتعب . فالادعاء الذي قدمّه في الصدر أيّده ببرهان ودليل في العجز . وهكذا حصلنا على تشبيه ضمني امتد على شطري البيت .
إلا أن البرهان الذي قدّمه في العجز هو (حسن التعليل) الذي نبحث عنه؛ فالشاعر نقض العلّة المعروفة التي تفسر كسل الأجفان وتعبها ، وهي (النعاس) إو ربما ( الجمال )، وقدّم بدلاً عنها علّة جديدة ما قال بها غيره ، وهي إرهاق الأجفان من الجهد الذي تبذله في سلب الرقاد من الناس .






  رد مع اقتباس
/
قديم 24-02-2018, 04:10 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثناء حاج صالح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حسن التعليل في الشعر الجميل/ ثناء حاج صالح

يقول الشاعر عفيف الدين التلمساني :


هَلْ ذاكَ لاَمِعُ بَرْقٍ لاَحَ مِنْ إِضمِ """ أَمْ ابْتَسَمْتِ فَهَذَا بَارِقُ الشَّنَبِ

إضَم : اسم حي من أحياء العرب ، وقد ذكره الشاعر أبو إسماعيل الطغرائي المتوفى سنة 513 هـ : في قصيدته الشهيرة ( لاميَّة العجم ) بقوله:

إني أريد طروق الحي من إضم ... وقد حماه رماةٌ من بني ثُعَلِ

وأما حسن التعليل في بيت التلمساني
هَلْ ذاكَ لاَمِعُ بَرْقٍ لاَحَ مِنْ إِضمِ """ أَمْ ابْتَسَمْتِ فَهَذَا بَارِقُ الشَّنَبِ

فهو في الصدر، حيث يدّعي الشاعر أن الأمر قد اختلط عليه ، فهو يرى لمعانا عندما تبتسم محبوبته ، ولكنه حائر ولا يعرف بالضبط ما مصدر هذا اللمعان ، أيكون برقا جويا لاح لناظريه من حي "إضَم " ؟! إذ من المحتمل أنه ثمة (مطر ورعد) وبرق هناك .
أم أن ما يراه ليس في حقيقته إلا بارق الشنَب في ابتسامة محبوبته ؟ والشنَب هو جمال الثغر وصفاء الأسنان.
وهكذا نفهم من حيرة الشاعر وتساوله : هَلْ ذاكَ لاَمِعُ بَرْقٍ لاَحَ مِنْ إِضمِ أنه يقدم تعليلا جديدا طريفا للبريق الذي يراه وهو البرق الجوّي ، محاولا نفي علمه بالمصدر الحقيقي للبريق. لكنه يعود ( ربما مضطرا ) في العجز للإقرار بعلمه بالمصدر الحقيقي ، أَمْ ابْتَسَمْتِ فَهَذَا بَارِقُ الشَّنَبِ ؟
والجميل في إقراره هذه المراوغة التي صاغ بها إقراره بصيغة احتمالية . باستخدام حرف العطف( أم ) ، يعني صحيح أنه يقر بوجود بارق لابتسامة حبيبته ، لكنه مع ذلك غير متأكد بأنها هي مصدر ذلك البريق ، وليس هذا إلا مجرد احتمال ، ما يعني أنه محق في اختلاط الأمر عليه لشدة البريق التي تكاد تماثل البرق الجوي من إضم.






  رد مع اقتباس
/
قديم 10-04-2018, 01:01 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
خشان خشان
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
الأردن

الصورة الرمزية خشان خشان

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


خشان خشان غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حسن التعليل في الشعر الجميل/ ثناء حاج صالح

مهما تغيبين لا يشكو من البُعُد ..... علم العروض ولا يحتاج للجـــلَد
وذاك أنّك فيه صرتِ مودعَةً .... كالقلب في الجسم من فكرٍ ومن أدبِ






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-04-2018, 07:45 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبير محمد
الإدارة العليا
عضو تجمع الأدب والإبداع
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية عبير محمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عبير محمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حسن التعليل في الشعر الجميل/ ثناء حاج صالح

متصفح ثمين
يحتاج لأكثر من مرور
اثراء انتم شاعرتنا واديبتنا القديرة ثناء حاج صالح
اسجل حضور
ولي اكثر من عودة هنا بإذن الله
بوركتِ وجهدك المائز
وحضورك الــ يضفي على المكان اشراقة وألقا
تحية تليق بسمو القلم وعمق النبض
وكل الحب لروحك المعطاء








"سأظل أنا كما أريد أن أكون ؛
نصف وزني" كبرياء " ؛ والنصف الآخر .. قصّـة لا يفهمها أحد ..!!"
  رد مع اقتباس
/
قديم 14-04-2018, 07:18 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثناء حاج صالح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حسن التعليل في الشعر الجميل/ ثناء حاج صالح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
مهما تغيبين لا يشكو من البُعُد ..... علم العروض ولا يحتاج للجـــلَد
وذاك أنّك فيه صرتِ مودعَةً .... كالقلب في الجسم من فكرٍ ومن أدبِ
الله الله يا أستاذي الشاعر والمفكر والعالِم الفذ المبدع خشان خشان
جزيل شكري وتقديري لم جدتم به عليّ من وصف لمكانة لي من علم العروض الرقمي البديع أعتز بها دائما . وأرجو أن أستحقها دائما . وهذان البيتان الرائعان يستحقان مني أن أتوقف عندهما لشرح حسن التعليل الجميل فيهما .
وأرجو أن تسمح لي قبل ذلك أن أجري تعديلا بسيطا في البيت الأول كي نحقق جزم الفعل ( تغيبين ) وهو فعل الشرط المجزوم بـ ( مهما )، ولعلكم سهوتم عنه بسبب انشغالكم في إبداع المعنى الرائع في البيتين . ولنقل مثلا :
مهما تغيبي فلا يشكو من البُعُد ..... علم العروض ولا يحتاج للجـــلَد
وذاك أنّك فيه صرتِ مودعَةً .... كالقلب في الجسم من فكرٍ ومن أدبِ
وفي البيت الأول يعترض الشاعر المبدع الأستاذ خشان على المدعوَّة (ثناء) لابتعادها عن علم العروض الرقمي في الآونة الأخير،غيرر أنه يسوق اعتراضه في سياق الرضا وعدم الاعتراض . وذلك أن علم العروض لا يشكو من البُعُد/ البعيدين عنه ( البُعُد : جمع البعيد ) ، وهي الآن (ثناء) من جملة البعيدين عنه . غير أنها مهما تغب ، فلن يشكو علم العروض من بعدها ، ولن يحتاج إلى الصبر عن هذا البعد . فلماذا يا ترى ؟
لأنها ببساطة ، أصبحت مودَعة / موجودة فيه وجودا يشبه وجود القلب في الجسم ، غير أن هذا القلب ما هو إلا الفكر والأدب الذي يمثل أثرها الذي أودعته في جسم علم العروض الرقمي .
وإنني والله يا أستاذي الفاضل أشعر بثقل هذا التوصيف الذي أغدقت به علي ، وأنني أقل من ذلك بكثير بكثير بكثير . وما هي إلا فضائلك ومكارم أخلاقك ترفع من قيمتي .
ومهما اعتذرت الآن عن تقصيري بحق العروض الرقمي أمام توصيفكم الغالي هذا فلن يبلغ اعتذاري درجة استحقاقكم واستحقاق علم العروض الرقمي .
غير أنني لا أعد إلا بالخير
بوركتم وحفظكم الله مثلا وعلَما
ونفع الأمة بعلمكم






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-04-2018, 09:27 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
خشان خشان
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
الأردن

الصورة الرمزية خشان خشان

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


خشان خشان غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حسن التعليل في الشعر الجميل/ ثناء حاج صالح

أستاذتي الفاضلة المبدعة ثناء صالح

قولك:
اقتباس:
وأرجو أن تسمح لي قبل ذلك أن أجري تعديلا بسيطا في البيت الأول كي نحقق
جزم الفعل ( تغيبين ) وهو فعل الشرط المجزوم بـ ( مهما )، ولعلكم سهوتم عنه بسبب
انشغالكم في إبداع المعنى الرائع في البيتين
أقال الله عثراتك أستاذتي الكريمة.
أما القول تغيبين بعد مهما فخطأ لا يبرر.

ولكن لعلك قد بررت خطأ آخر لي بقولك :

اقتباس:
"وذلك أن علم العروض لا يشكو من البُعُد/ البعيدين عنه ( البُعُد : جمع البعيد "
ذلك أني قصدت البعْد كمصدر يجوز تحريك أوسطه ( العين ) للضرورة الشعرية.
وتبريره لدي :
أن منتدى الرقمي لا يشكو من بعدك أنت بالذات.
فالقول بأنه لا يشكو من بعد عديدين أنت من بينهم كسائرهم فيه تقليل من فضلك.
وبالتالي تقليل من جمال التعليل في البيت الثاني . كما أن فيه منافاة لحقيقة أنه يشكو من بعدهم.

ذلك ما جعلني تلقائيا أستعمل ( بعُد ) كمصدر أملت الضرورة تحريك أوسطه.

هذا المبرر، وسواء أصبت أو أخطأت فلك فضل إتاحة الفرصة لي لبيان قصد جمال التعليل.

كل ذلك في مجال التمثيل على حسن التعليل.

ولولاه لكنت قلت موجها الخطاب في البيت الأول لأساتذة الرقمي :
مهما تغيبوا فكم يشكو من البعـُد ....علم العروض، فيوم قاد للسهـُد
فمنذ عامين جل القوم قد رحلوا ..... أستاذتي فلتكوني أول المدد


حفظك الله ورعاك.






  رد مع اقتباس
/
قديم 17-04-2018, 02:48 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حسن التعليل في الشعر الجميل/ ثناء حاج صالح

احيانا يفوتنا من السمين الدسم منه حينما ننشغل في الغث من رغوته مع الأسف
ثري هذا المتصفح الرائع ..تحياتي للأخت الثناء مع فائق تقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 23-04-2018, 12:46 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثناء حاج صالح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حسن التعليل في الشعر الجميل/ ثناء حاج صالح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير محمد مشاهدة المشاركة
متصفح ثمين
يحتاج لأكثر من مرور
اثراء انتم شاعرتنا واديبتنا القديرة ثناء حاج صالح
اسجل حضور
ولي اكثر من عودة هنا بإذن الله
بوركتِ وجهدك المائز
وحضورك الــ يضفي على المكان اشراقة وألقا
تحية تليق بسمو القلم وعمق النبض
وكل الحب لروحك المعطاء
مرحبا بالحضور العذب والراقي للغالية الأستاذة الأديبة عبير محمد
الإشراق والألق يحل حيثما تحلين أستاذتي الكريمة
كل الشكر والتقدير والحب لإطلالتك
باركك الله






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-12-2023, 11:53 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
العنقـــاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أحلام المصري متواجد حالياً


افتراضي رد: حسن التعليل في الشعر الجميل/ ثناء حاج صالح

متصفح ثمين، وعامر باللغة وبيانها البديع
شكرا لشاعرة اللغة العالية الثناء
نفتقد إبداعك يا وارفة


محبتي الكبيرة






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
قديم 28-02-2024, 11:21 AM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
العنقـــاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أحلام المصري متواجد حالياً


افتراضي رد: حسن التعليل في الشعر الجميل/ ثناء حاج صالح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء حاج صالح مشاهدة المشاركة
"

يقول أبو تمام
لا تُنْكِرِي عَطَلَ الْكَرِيمِ مِنَ الْغِنَى....فَالسَّيْلُ حَرْبٌ لِلْمَكَانِ الْعَالِي
فالمياه تجري في الأرض المنبسطة جرياناً عادياً وهذه علة قديمة ومعروفة. وهذا يماثل بقاء المال في يد الشخص العادي ، غير أن مياه السيل تحارب المكان العالي فتهرب منه وتغادره بأسرع ما يمكن فهي تنسكب منه بسرعة . وهذه كناية عن عدم بقاء المال في يد الكريم السخي . فنلاحظ أن الشاعر لم يأت على ذكر العلة القديمة ،بل العلة القديمة تتضح من العلة الجديدة فإذا كان السيل حرباً للمكان العالي ، فالسيل يبقى جارياً في المكان المعتدل المستوي ليدل على قلة السخاء .
يتبع بإذن الله

كلما أردت أن أعدل مزاج روحي،
أمارس بعض أشيائي الخاصة..
ومنها القراءة لإبداع الثناء الغالية،
روعة الطرح، وجمال الانتقاء مع سلاسة التحليل والعرض
هكذا نتعلق أكثر بلغتنا الجميلة..

مع المحبة والتقدير الرائعة

وردة صباحية






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط