رواية الجميلة والشِبَاك - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :إيمان سالم)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰

⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-03-2018, 01:20 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رواية الجميلة والشِبَاك


الجميلة والشباك
الفصل الأول

ثوب من غزل الحياة
الجميلة والشِبَاك
هذا هو الريس فهيم ، عاد حاملاً فأسه على كتفه ،لم يتغير منذ أن كان صبياً صغيراً ،قدميه حافيتان لا ينتعل في قدميه حذاء،يكاد يصل طول قدمه إلى أربعون سنتيمتر وجلبابه ملطخ بالطين والعفر . لا يعرف طريقاً للملابس البيضاء ، فهو لا يحبذها أو لا يحتاجها ، فحياته كلها كدح وشقاء . يرتدي دائماً الملابس السمراء والسراويل الطويلة التي تصل أسفل ركبتيه ،فإذا ما عاد للدار خر صريعاً ملقى على ظهره أو جنبه ، قد يأتيه طعام فيأكل ، وقد لا يستجيب لنداء زوجته وبناته من أجل الطعام ، فسنة من نوم أفضل ألف مرة من أن يأكل ، إنما يستجيب للنوم والراحة ، إنه منهك مجهد على الدوام تزيد الشمس من لفحة وجهه فيزداد حرقة وسواداً ، بالرغم من كثرة التجاعيد التي تعلو جبهته والتي كالطرقات في تفرعها وامتدادها لا تُعرفُ لها نهاية فإذا انتهت تجاعيد وجهه انتهت ملامحه . متعدد الزوجات وكأنه بين كر وفر بينهن ،فيهن من أبت القعود معه ،ومنهن من لم يسترح لها ،فتعدد زوجاته مقرون بتعدد همومه ،فحياته شاقة وعيشته ضنك ، لم يستطعن العيش معه في شقاءًً وكدٍ طوال يومه ،أنه لا يستريح ولا يجلس في الدار يومه . تصفه إحدى زوجاته المفارقات له ، أنه مثل الثور المعلق في الساقية أو مثل( وابور ) الطحين لذلك لم تعمر معه النساء طويلاً وكأنهن ينجين بأبدانهن فراراً من هذا الشقاء الذي يأكلهن ويسلب أجسادهن وصحتهن ، فلا سعادة في بيت فهيم تنالها امرأة إلا تلك التي ظلت حتى فنيت من أمامه فقد أفناها الشقاء وأصابها المرض وعجزت عن الحركة






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 01:22 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك



وظلت تعوي في هجيره وتحت قيظه حتى فارقت الحياة .تاركة له خمسة بنات ، تركتهن وهي تنظر إليهن بشفقة ورحمة ولسانها رطب بالدعاء لهن ، تتمني لهن السعادة وتأمل من الله لهن رزقاً واسعاً وعيشاً رغداً حتى لا تكون حياتهن مثل الحياة التي عاشتها أمهن في منزل أبيهم ، لقد ماتت صفية والدموع من عينها تنهمر خوفاً وجزعاً على بناتها ،لأنها تعرف قسوة الأب ،وقسوة وظروف الحياة الشديدة ، لقد جزعن بناتها على فراقها وبكين بكاءً مراً، فأصبحت الحياة أمامهم أشد قسوة بعدما غاب الظهر والسند لقد رحلت التي كانت تخفف عنهن وتلاطفهن حيثما يعدن بعد عناءٍ النهارٍ،وما لقين من تعب وسمعن فيه من الكلام ما يُسممُّ به البدن ،كانت دائما تقف أمام سطوة أبيهم وغلظته بالمرصاد محتملة أشد العقاب من سب ٍ وضربٍ وركل ٍ بالقدم ِ،لقد كانت امرأة صبورة جلدة فحق لها أن تعمر بعض الشيء مع الريس فهيم ، وهذا ما ساعدها للتحمل والصبر ، ظروف مشابهةٍ تركتها خلفها عند بيت أبيها وأهلها ،فأثرت الجلادة ًوتحملت مالا يطاق فلا فرق بين هنا وهناك ،ولذا فما الذي أوقعها مع رجل مثل الريس فهيم ؟؛ لكنها الآن رحلت وتركت خلفها كل ما أجهدها وبالرغم مما لقيته في دار الريس فهيم فهي تنام مؤرقة من شيء
واحد فقط ......
فقط ،غلظة الأب وشدته على بناتها ،لقد كانت تأمل كما يأمل الريس فهيم أن يرزقهما الله بولدٍ ، فهو يكره البنات ولا يهتم بهن،ولقد عرفت ذلك من معاملته للبنات ، دائماً ما يقول ولا يخفي قوله ،كان بودي ولداً يساعدني ويخفف عني حملي وأثقالي ،لكن شاء القدر أن لا يرزق بهذا الولد من صفية أو غيرها من زوجاته ،وتمت إرادة الله وتقدما في السن وسرى المرض وتملكها في جسدها الواهن الضعيف ، فمضت الأيام وتوقف العد ُ ،لكن البنات سرعان ما شببن واستدار قوامهن وأصبحن محل نظر الطامعين وبدت عليهن علامات الأنوثة الحقيقة ،التي إن دلت فأنها تدل علي وفرة الجمال واكتماله عندهن جميعا بالرغم من الفقر المحيط بهن ً،فكان هذا الجمال مؤشر جيد ودافع عند الناس






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 01:23 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك




________________________________________
للتقدم لخطبتهن والزواج منهن ،بالرغم من الفقر الذي يحيط بهن ويسكن معهن الديار .ويلازمهن العيش والسكن ، فلهن جمال لا يتوفر عند غيرهن من بنات العائلات الشهيرة بالقرية ،وقد ساعدهن هذا الحظ الجمالي في الهروب واحدة تلو الأخرى من خضم هذا اليم الغادر وهذا العذاب المعيشي ،لقد كانوا ينظرن بعين الحسرة على أمثالهن أو مثيلاتهن من البنات وهن يرتدين الأثواب الجديدة والسعادة تغمرهن في وجوههن أينما ذهبوا أو في بيوت أبائهن ،كن يردن ....! لكن الظروف لا تسمح ،لقد كانت صفية تستقطع بعضاً من أجرتهن في حقول الغير خلسة لتستطيع أن توفر لإحداهن ثوباً جديداً أو طرحة تغطي الواحدة منهن بها رأسها أمام الناس حينما تخرج ،ولقد تجاوزن مرحلة أدمت قلوبهن وأجسادهن ، لقد تزوجن فراراً ونجاة من هذه الحياة التي كادت تقضي عليهن لو استمرين في بيت أبيهن على نفس الوتر والعيشة الضنكة فلم يتبقى منهن إلا واحدةً لم تتجاوز العقد الثاني من العمر طولها فارع ووجهها مشرق كالبدر في كماله بالرغم من مسحة الفقر التي تشوب ملامح الوجه ، ضفائر الشعر المدلاة والخصر المنمق الملفوف والطول الفارع والعيون العسلية الواسعة ، مهرة عربية تراها في استقامة الرقبة واتساع مساحة الصدر إذا تحركت اهتزت كأنها لوالب تشابكت تراقصت على أنغام الدفوف القارعة ، سبحان من خلق ، تنظر الأقران وتتحسر ، تود لو جيء إليها يوماً بفستانٍ جديدٍاً أو جلبابٍاً جيدٍاً كما الفتياتَ من حولها يلبسن ويرتدين ؛ لكن ما باليد حيلة ، وحيدة مع زوجة أبيها القاسية ودموعها لا تنقطع تأمل الفرار وتخشى الغدر من الزوجة المتسلطة وغدر الأب ، قد يسلمها لأي متقدم وتقع فيما تخشاه ، أو التي هي فيه واحلة في بيت أبها من فقر وذل وحرمان ؛
فالعوز يسكنها والأمل يراودها، والدنيا لا تكتمل لأحد ، فالجمال رزق والغنى رزق وليس لها حيلة في ذلك أنها من بين خمسة مثيلاتها يتألق الجمال فيهن ويَشُدنَّ إليهن الأنظار لكن الفقر الذي كاد يقف سداً عائقاً لهن وماذا يفعلن ؟ .






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 01:24 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

******
إنه القدر والعرف السائد عند الناس والدنيا المقلوبة فلا حاجة للناس فيهن ماداموا فقراء ، والعيون المفتوحة والإغراء حولهن يأكلها وأصحاب الشهوات المكبوتة يلاحقنها ،كأنها فريسة خلقت للوحوش الضارية ؛ داخلها بركان متأجج يلوكها حرقاً والسدود كثيرة وعالية ، العادات ، التقاليد ، العرف السائد المتبع والذئاب التي تحوم حول الغنم وتتربص بها ، لولا يقظة الراعي لافترس الذئاب الغنم وبالرغم من الفقر الذي يحوط الريس فهيم إلا إنه يحاول أن يكون حارساً بالرغم من ضعفه وفقره فيتخلص منهن واحدة تلو الأخرى فإذا ما تقدم إليه حتى عابر سبيل وافق على زواج من طلبها منه والتخلص منها المهم عنده أن يجد من يقوم عليها ويحرص عليها ويصونها ويطعمها ويسقيها ، رجل فقير والبضاعة جيده والقادم مشتت بعيد يبحث عن مواصفات لا تتوفر في مثل بنات الريس فهيم كالعزوة ، والجاه ، والمال ، أما هن ، لا يتوفر عندهن ما سبق ، إلا الجمال وحتى الأخلاق قد أصبح الناس لا يهتمون بها، وليس لأبيهن طلباً ، غير السترة ،وليس من حقهن الرفض أو القبول ، ويضربون مثلا في ذلك (ظل رجل ولا ظل حيطة ) عندما تعثر الواحدة على زوج ،فقد حازت على الدنيا بما فيها ،لأن ذلك سيكون فرجة لها من العمل في الحقول ،ونظرات الناس لها ، وستفتح الطريق للتي تليها ، ويخف العبء عن كاهل والدها ،






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 01:27 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك


ولقد جاء دورها بعد إخوتها وتقدم إليها رجلا مسنناً ابيض شعره ، وبدت عليه علامات الوهن وانحناء الظهر ، عمله بسيط ، فهو يعمل صانع أسرجه للحمير والبغال (برادعي ) كما يقولون : ما أن تقدم حتى تمت الموافقة لم يُأخذ برأيها ولم تُسأل في أمرها ، جلبت إليه بأقل مهر (ثمن ) ،وسيقت إليه كما تساق الشاة إلى السوق يجرها خلفه أدخلوها عليه في حجرةٍ ،بالكادِ تكون قبراً فيه سراجٌ زيتيٌ مشعل يتصاعد دخانه في سماء الحجرة ،نظرت بعينيها وغاصت في تيه عميق وفاقت على الصدمة الكبرى وقد تيقظت فكره الهروب عندها ، لماذا تدفن حية ؟لماذا يكون مصيرها هذا القبر ؟ ولا يمكن أن مثواها هكذا ولا أمنيتها ،أتقضي حياتها موت بعد موت ؟ هي التي كانت تتطلع وتنظر إلي السماء تدفن بهذه الطريقة ، تظاهرت بالرضا حتى تُتاح لها الفرصة كي تفك نفسها من خيوط الشبك والأسر التي وقعت فيه ، أوهمته بالذهاب إلى الحمام لقضاء حاجتها وقد أسدل الليل ستره ، ووضعت يدها على مقبض الباب وهو جالس يتنظر الفريسة ويمني نفسه بليلة حمراء مع أجمل غزال ، وقطعت أول خيطاً من خيوط الشبك ؛و اكتمل لها الفكاك والتحرر وغاصت في أعواد الذرة لا تخشى ليلاً ولا ذئاب وإنما تؤنسها رغبة قوية في أن تعيش الحياة حتى لو نبحتها الكلاب ،ودلت عليها النجوم التي كانت تخاطبها ،،،،






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 01:29 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

الفصل الثاني : ـــ

متى تصل الطريق ؟
(الجميلة والشباك )
لم تغادر منطقة الخطر لم ترحل بعيداً ،إنها في دائرة الظلام يحركها الفزع من المجهول الذي تخشاه قرأت عواقب فعلها ،توجست في الأفق ومضاً يقتل ظلام الليل الجاثم على صدرها وفوق رأسها ، راحت تعدو بلا وجل متناسية غافلة عن أي مخاطر قد تلاقيها في طريقها ، مرت عليها تلك الليلة جبل من حجر صوان ، وأطبق الليل بكامل قوته وجبروته ، وكلما قسا عليها نهرته ، فهزمت الخوف بالعناد ونحتت لنفسها معبراً في بهيم الرؤية وطأ جوانبها فلم تهاب الليل ولا الوحوش التي تسعى لصيد فرائسها بين أعواد الذرة المتشابكة ،دموعها لم تجف وأنينها لم يكف وارتعاشها مستمر ،كلما سمعت أذناها خربشة الأوراق التي تخدش السكون ويرعشها الهواء أقتُلع قلبها من صدرها وسقط في الأرض ، تكتم صرختها وهي تكمم فمها وتطلق بعدها زفرة عريضة وهي تحدق في الظلام لعلها تجد لها ركناً تأوي إليه ،لكن لا جدوى فيما تريد الآن ،قبعت بين هواجسها وتحاملت حتى بزغ فجر النهار وأطلت عليها الشمس وهى تعرج في كبد السماء ،لقد أطلت الشمس علي الدنيا تبث وتبعث فيها الحياة ، فإذا هي قد اشتد بها الخوف أكثر من أن يراها أحداً ويتعرف عليها أو يدل عليها أهلها ،فهذا الويل كل الويل لقد تشوقت إلى الطعام وهي تسمع عواء بطنها وأحشائها لكن من أين يأتيها ،تشوقت إلى غطاءٍ تبتغيه لجسدها الذي أنداه الندي المتساقط على أوراق الزرع ، لكن من يأتيها ؟ هل تعود إلى أبيها؟ ،وماذا سيكون شأنها؟ ،سيقتلها حتماً ؟ أم أنها حفرت قبرها بيديها وتصرفها ؟ ،لا لن تعود ولماذا تعود ؟ في كلا الأمرين عذاب حتى لو لم تمت ،لقد كان في داخلها صراع محموم ،يصعد بها إلى السماء ويعود بها إلى قبرها في الأرض وقد اختارته لنفسها ،لقد ضاقت عليها الدنيا بما رحبت ،فما من ملجأٍ ، ولا شفيع لها إلا الله ،تقف عيناها على شجرة سدر يفترش ظلها الطريق ويغمر حافة الحقل الذي تختبئ فيه ،أعواد الذرة عالية مرتفعة متشابكة ،ماذا لو جلست قريباً من الطريق ،لقد بدا عليها التعب والإرهاق ،ثقلت رأسها فوق جسدها والدنيا تدور كالرحى في عينيها ، والصور أًصبحت في عينيها متعددة ،كأنها علي وشك من فقدان البصر ،راحت تجر قدميها في إعياءٍ شديد تكاد تسقط علي الأرض ،مدت يدها كأنها تتحسس جسد السدرة ،أو كأنها تتأكد من الوصول ......






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 01:40 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك



،ألقت بنفسها حميدة وهي حذرة وجعلت من الطريق مصدراً لبصيرتها وبصرها هوت إلى السدرة كأنها تهوي إلى باب الفرج ،لقد أحست ببعض الأمان وأحست بروحها قد ردت إليها ،واتخذت من جذعها متكأً ،فهي شجرة عتيقة غير عقيمة تمد غصونها وتتدلى فروعها وتتشابك فتشجي بالظلال والهواء الربيعي عندما تحركها الريح ، وضعت يدها على الأرض تسند ظهرها ، وتلمس أناملها ثمار السدرة المتساقط على الأرض بفعل الريح ؛لقد جاءها الطعام رغداً وأي طعام ...؟ فاكهة تروق للجميع ، حباتٌ من ثمار السدرة ،فكثير لا يهتم بها الفلاحون بتلك الثمار يتركونها للطير أو التلف فتمتلئ بها الأرض 0وقد دب بجسدها العزيمة والهمة وهي تلتقط حبات السدر من على الأرض كي تقتل الجوع الذي يكاد يعصرها أو تلقى حتفها ،ظلت تأكل بنهم ولم تتوخ نوى الثمار حتى ابتلعت البعض منها،وذلك لا يؤثر معها ولا تخافه مع واحدة مثل حميدة ،فقد تربت على الجفاف والعيش الصلب ،ومعدتها جاهزة مثل الزرافة قوية وجدارها متين تستطيع أن تطحن الزلط لو دخل إليها ،وحين أحست بالشبع جمعت من الثمار شيئاً يكفيها لأكثر من يوم وكأنها وجدت قوتها فتستطيع العيش دون الحاجة إلى الخبز أو من يطعمها ، قبعت تحت الظلال وأسندت رأسها وغاصت في يمها الغاضب تضرب أحداقها في المدى قد يأتيها الفرج ، أو تستريح بعضاً من الوقت وقبل أن تذهب إلي المجهول ،
لكن الدموع لا تتركها وعيناها لا تكفان عن الخرير وأجفانها تخشى الخشوع تلالي وتحدق في نجوم السماء تدعو ربها وما هو ببعيد عنها لقد غابت عن الوعي رغما عنها وراحت في ثبات عميق ليس نوماً وإنما غياب التيه الذي يخالطه الأنين والوجع ،وتمر الدقائق والساعة تلو الساعة ولا أحد يراها وما الموت عنها ببعيد ،إنها تدرك أن الأمر ليس سهلاً لكنها مصرة ألا تعود مهما كان الحساب والعقاب لها ،
ومهما كانت النتيجة بالرغم من الخوف الذي يسيطر عليها والرعشة التي تلازمها ، مسكينة حميدة ،،،،،،،، يجري الفقر وراءها ويتملكها ولا يريد أن يذهب بعيداً عنها ويتركها كأنه مرض عضال أصيبت به هي وعائلتها






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 01:42 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك



تخرج من جوفها صرخة .....وهي ترى يد تمتد إليها وصوت يحادثها ووجه رجل يتفحصها لقد ألقى إليها الخوف والفزع وأشبعها رعباً . ما لم يكن له وجود في رأسها ....تهب قائمة ..! تنظر حولها تدور برأسها لا أحد ، تجلس مرة ثانية وتحاول أن تغمض عينيها لكن عيناها لا تستجيب ،لقد تذكرت حميدة صاحبتها وصديقة عمرها بنت بائعة الجميز أخت إبراهيم أبو عصعوص البنت سنية ،التي كانت دائما تساررها وتلازمها الشقاء في الحقول أثناء الرواح والعودة ،كانا يفضيان إلى بعضهما بعضاً همومها ،والأمل يجمعهما مثل ما يجمعهما الشقاء ،لقد كانت نظرتهما إلى الدنيا أوسع رحابة مما كانا فيه ، كانا يريدان أن يحلقان في سماء الدنيا مثل الطير ،كانت شهيتهما مفتوحة وبصيرتهما رائدة ،يتطلعان إلى حياة أكثر رغداً مما هما فيه من فقر وحرمان ، صحيح حميدة لم تذهب إلى المدينة كما كانت تذهب سنية مع والداتها أو حين اعتمدت عليها أمها وبدأت ترسلها لتقضي لها بعض متطلباتها من المدينة ،فكانت ترى ما لم تراه حميدة وتلبس ما لم تلبسه حميدة من اللباس الجيد والنظافة والطعام الذي تمتلئ به المطاعم في المدينة والسكن النظيف بدلاً من الأكواخ والعشش التي يسكنون بها ،فكانت كلما ذهبت إلى المدينة ورجعت التقت مع صاحبتها وحكت لها عن رحلتها وعما أحضرته لأمها من المدينة ،أما حميدة فكانت تفتقد إلى مثل ما تقوم به سنية وما تحصل عليه من رؤية ، لقد كانت القيود حول حميدة أكثر وأشد ، وخصوصاً بعدما فارقتها أمها ،وأصبحت قيد نظرات زوجة أبيها لها وتحت رعايتها ، فكانت مقيدة لا تستطيع عمل شيء دون الرجوع إلي زوجة أبيها ، وكثيراً ما كانت تشكو إلي أبيها منها فتنال قسطاً وافراً من الضرب المبرح والسب ولا يوجد بالبيت من يرفع عنها ويمنع عنها العصا التي تسقط و تنزل على جسدها النحيل وهي تتلوي






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 01:47 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك


كان
الحلم يجمعهما مع الشقاء الذي يوحد بينهما ،لكن سنية فارقت حميدة على حين غرة ، لقد وجدت مدرجة غارقة في دمائها بجوار (زريبة) أبو طاقية ، لم تنس حميدة منظرها وأهل القرية يلتفون حول جسدها الممد ،وعيونهم زائغة ورؤؤسهم منكسة ووجوههم مكتئبة وأفواههم مغلقة مكممة ،لقد كانوا كالأصنام والتماثيل التي رصت في طريق معابد الملوك والآلهة الفراعنة في حلقة دائرية تحدق عيونهم شاخصة لا ينظرون عن يمين أو شمال ،اختلطوا شباناً ورجالاً ونساء ،إلا امرأة راحت ترفع الثري على رأسها وتغطي به ثوبها وهي تولول وتنوح وتقدح بالصراخ على أبنتها ،وأخ جلس فوق رأسها يظهر الحزن والألم ويتوعد بالانتقام لمن قتل أخته وجلب له العار هو وأسرته وأهله ، .......لقد لفتها الحسرة والخوف والجزع أكثر حينما حط الخيال إليها بهذه الصورة وذكرها بها ، لكن حميدة كانت تعرف شيئاً أقرب إلى الحقيقة مما كان يثار ويقال عن سنية البنت المسكينة ، لقد كانت ترغب سنية وتتطلع إلي الزواج من أحد أبناء الأثرياء ، حيث كانت تلتقي به على غفلة من أهلها ،وقد سول لها طموحها الزائد وتطلعها إلى حياة الثراء والنعيم أن تتزوج يوماً بأحد أبناء الأثرياء ،فهي تملك قدراً من الجمال والرشاقة وخفة الدم ،فلماذا لا يكون زواجها من هذا الثري ؟ الذي طالما وعدها ومناها،لكن يبدو أنه غدر بها يوماً بعد أن أشبع رغبته ونال مراده منها ، فانحدرت تحت ضعف تطلعها وصدقت هواها وهوى إرادته أملاً أن يكون منفذاً للخروج من سجن الفقر ، هيهاتَ ...هيهاتْ ، فما للشيطان صدق في الوعود ، لقد وقعت سنية ضحية الفقر والطموح ، أوقعها الشيطان فسلمت واستسلمت وسقطت ثم تركها لتقتل على يد أخيها الذي جلس فوق رأسها يتوعد قاتلها ،لقد ذهبت الشكوك أن صلاح بن أبو طاقية هو الذي قتلها ،لكن حميدة كانت تعلم الصواب وقريبة من الحقيقة ،وهناك من يعرف ويعلم ما تعلمه حميدة عن سنية من أهل القرية ،لكن لا يستطيعون الكلام فهذه الأمور وأنما يتهامسون به في مجالسهم ويتساررون به في الخفاء ، أنها عادة أهل الريف في هذه الأمور ،يتغامزون ويلمحون من بعيد أما حين تسألهم لا تجد غير كلمة واحدة على أفواههم (ما أخبرش ) أي لا أعلم من الأمر شيئاً ,ومهما فعلت مع الواحد منهم سواءً بالترغيب أو الترهيب لا يقر إلا بهذه الكلمة ، لقد قتلها إبراهيم أخيها خوفاً من إفشاء أمرها بين أهل القرية وقد عرف أن الشيطان قد أغراها فسقطت مثل غيرها ولم يحرك ذلك للشيطان ساكناً ، وحميدة تعلم أن هروبها لا يجلب لها إلا نفس المصير لو أمسكوا بها فلن تعود وإن عادت سوف تعود إلي قبرها مخضبة مدرجة في دمائها فهي تعرف أن أبيها لا يرحمها وتعرف أن الفقراء مثلهم لا يستطيعون الحلم والاختيار،لقد أخذت حميدة القرار ولن ترجع أو تعود فإن عادت ستعود إلى الفقر والشقاء لو تركوها وإن سلمت ونجت لم يتركوها وسيكون مصيرها مصير صاحبتها سنية وبئس القرار ،







قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 01:48 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك



الفصل الثالث
الجميلة والشباك
أرادت حميدة أن تستمر في مخبؤها لكن يبدو قد غلبها قاهر الأرواح ، لقد غشاها ما غشا وهي جالسة غائبة في ملكوتها المضطرب غلبها النوم فانطرحت تحت أعواد الذرة الكثيفة والسدرة تظللها فلم تع بمن يمر قريباً منها ولا بالشمس التي أخذت ظلها معها ،إنها مثل أهل الكهف في كهفهم لا يسمعون ولا يشعرون بالشمس في حراكها إن أشرقت أو وغربت أو سكنت في كبد السماء ؛ لقد مر النهار وغابت شمسه وجاء الليل وألقى خيمته السوداء وهي راقدة ممدة لم يكتشفها أحداً ولم تستيقظ من نومها بعد ، واقترب الليل على الزوال وهي نائمة ومد الفجر خيوطه وبدت النجوم تتواري في السماء رويداً رويدا ، وراح الندى يتساقط على جسدها فأحست برعشة البرد وأرادت أن تتدثر في غطاء رأسها (الطرحة ) التي تغطي بها شعر رأسها ،لكن يبدو أن الصقيع كان شديداً على جسدها الهزيل من قلة الطعام ، فتيقظت وهي ترتعش وتنظر حولها وكأنها تريد أن تعرف وتتعرف على ما حولها من وجود . انتصبت واقفة مذعورة حينما أدركت أمرها وخطت بقدمها ناحية الطريق ،فإذا بها تغوص قدميها في الوحل لقد كانت على وشك أن تغمرها المياه وهي نائمة لقد كان صاحب الحقل يروي حقله حسب دورته المعتادة ولكن لم يشعر بها ولم يراها ولم تشعر به وأخرجت قدمها وانفرجت رجليها وساحة بجسدها تنحدر ساقطة على الأرض لولا تعلقها بكل قوتها وهي تقبض أعواد الذرة بيديها حتى لا تسقط فتتبلل بالمياه ويتلطخ جلبابها على جسدها من الوحل بالطين ،ولكن خرجت منها صرخة وهي تنحدر على أعواد الذرة محدثة خربشة غير معتادة تصل إلى أذن صاحب الحقل (توفيق ) ابن الثلاثين عاماً الذي تسمر مكانه وقد أصغى بأذنيه يستطلع الأمر فهذا الصوت غير طبيعي في مثل هذا الوقت وهذا المكان ، وضرب بعينيه بين أعواد الذرة وجلس وهو يكتم أنفاسه لعله يرى شيئاً أو يعرف مصدر الصوت ،






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 01:58 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك


استطاعت أن تنصب عودها قبل أن تسقط على الأرض ولم تدرك أن هناك من سمعها وأحس بوجودها و يحاول أن يرى ويتأكد مصدر الخربشة ، فصارت وهي لا تعلم ....فلما تحركت أدركها صاحب الحقل (توفيق ) ورآها ..! فتاه تخرج من حقله إلي الطريق ...! ، كان الأمر في نفسه بغرابة ودهش ،امرأة في حقله قبل طلوع الشمس في دبر الليل بين أعواد الذرة ؟ لا يخلو الأمر من سوء ، صار برقة وحذر وهو يحاول أن يلحق بها ويمسك ليعرفها ويقف على أمرها ، فما الذي أوجدها في هذا المكان وتلك الساعة ؟، وقد تعبأ ت رأسه بالظنون وتوقف عقله وهو يحاول أن يمسك بها ويستكشف أمرها ،حتى أدركها دون أن ينادي عليها وقد أحست به وهو خلفها يلحق بها ورأته عن قرب منها ،حاولت أن تهرب ، لكن شدة الفزع والخوف قيدا حركتها فلحق بها وأمسكها فصرخت صرخة مدوية رجت الفراغ لولا أن الله ستر في تلك اللحظة فقد خلت الحقول المجاورة والطريق من المارة فتمكن منها وأمسكها وهي مرعوبة
مرعوبة ...! من أنت .....؟ وماذا تريد منى .....؟ لماذا تريد أ ن تردني ؟ ، لماذا تريدون قتلى .... ؟وما هو ذنبي .....؟راح توفيق يهدأ من روعها وفزعها ويربت عليها ويطمئنها حتى هدأت واستقرت في ظنها وعرفت وأيقنت أنه لا يريد بها سوء وأنه ليس من أهل العريس ولا هو من أهل القرية التي هي منها وقد تفحصت ملامحه جيداً .....و لم يأت خلفها ليقتلها أو يمسك بها ليردها ، يبغي بها مكروه إنه صاحب الحقل والشجرة التي جلست في ظلها ،سألته وهي تتوسل إليه كتمان أمرها وأن لا يُعلم أحداً من أهلها ولا أهل قريتها بها ، واستعطفته وأقسمت عليه بكل ما هو غالي لديه عنده أن لا يردها ولا يسلمها






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 02:06 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك


كان توفيق في سريرته لا يقر ولا يعتقد ما يقره المجتمع حوله والذي هو جزء منه ،لقد نال قسطا من التعليم بين أهله فأهله العلم للفهم فكان مصدراً جيداً يستقي من العلم الوعي ويتمرد على العادات والتقاليد البالية المتبعة حوله بين أهله في الريف ،والتي نشأ عليها فكان كلما لاح له التمرد في أمرٍ ما ...!وأيقن أنه على حق وأن ما أتى به القوم مخالف للحق خالف القوم وتمرد عليهم وعلي عاداتهم التي لا يقرها في ذاته ولم يقرها دين ،وكثيرا ما أنصت إليها واستمع وأقر في نفسه قراراً أن لا يسلمها ولا يردها مهما كلفه الأمر من عناء أو مشقة ،وقد بهرته بجمالها وحز في نفسه حالها ،وبذلك وجب عليه أن يتدبر أمرها،ويكتم سرها ولا يطلع عليه أحداً من الناس فكيف يكون ذلك ويتسنى له؟غاص بها بين أعواد الذرة وطلب منها الانتظار حتى يرجع إليها ،بعدما اطمأنت له بالرغم أنها لا تعرف كيف يكون مصيرها؟ ،ذهب عنها وهي قابعة في مخبؤها ولم يغب عنها طويلاً لقد ترك الماء يجري في حقله بعدما أمَّنَ مجراه ثم ذهب حيث يبتغي ويريد ،كانت اللحظات ثقيلة والريب يفتك بها والخوف يلتف حولها ،لكن لا مناص و لا مفر إلا الرضوخ والانتظار له ،وتمر اللحظات وهي ترعى الطريق بعينيها ،وتطلق أذنيها حولها كلما جاء إلى سمعها شيئاً ، غاصت بين أعواد الذرة ،






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 02:22 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك


عاد توفيق وهو يحمل في يديه صرة من طعام وشراب ،لقد كانت حميدة في أشد الحاجة إلى ذلك ويعوذها غطاء للرأس أتى به توفيق كي يسترها ويغطى به وجهها ويستر جسدها ،فتح الصرة وهو يدعوها ويحضها للطعام والشراب وعيناها ترمقه كأنها تستشف ما وراءه ،مدت يدها وأمسكت بإناء الماء تروي الجسد وتلين العروق في جسدها بعد أن كادت تجف وما أن نالت من الماء ما روت به ظمأها وتناولت بعضا من الطعام الذي قدم إليها ،حتى انتشت روحها ودبت النضارة إلى وجهها كنبات ضمر عوده فلما سرى الماء لجذوره انتشى من ذبوله وضموره وراحت تتفتح كالوردة حينما يرويها الماء ، وقد أمرها بالجلوس مكانها على ألا تفارقه ولا تتحرك حتى يتدبر أمرها وتكون خطواته مؤمنة كي لا ينكشف أمرها لأحد أو يراها الناس معه ،فتكثر الأقاويل حوله وتكون هي ضحية أمام عينه للجهل والعادات والعرف العقيم .......
ذهب وطال غيابه وهي جالسة منزوية حتى اشتدت حرارة الشمس ويشتد في صدرها الأمل الذي طالما راودها وكأنها تنظر إليه بعينيها وتخشى أن يبتعد ولا يعود صار من كثرة الخوف والظن من الهواجس التي تلهبها وتطبق عليها وتحرق ما تبقى من دم في شرايين قلبها ،
عاد توفيق بعد غياب طال وقد تدبر أمره وعرف كيف يخبؤها ويحميها ،ثم نظر إليها وقال : أسمعي وهو يحثها على الطاعة وإتباع أوامره من فضلك اسمعي كلامي جيداً ونفذي ما أقوله لك بالحرف ، وإياك أن تخالفي قولي فإننا سوف نتحرك وأخشى أن يراك أحداً من الناس فيخبر عنك ونقع سوياً في المحظور أنا وأنتي فطريقنا غير ممهدة وأخشى الأمر وقد يحدث لنا ما لا يحمد عقباه ، ثم قال كلمة :وهو ينظر إليها كأنه ينشدها الحذر ويُعْلمُها بالارتحال ، كوني في قدمي ....ثم أمرها بالتحرك خلفه غير عابئ بها كأنها لا تعرفه ولا يعرفها ، وقد أوصاها قبل التحرك علي أن تمشي خلفه ولا تعير للناس أمراً ولا تلتفت حولها مهما كان الأمر ،أو بما يدور حولهما أو بمن يقابلهما،ودخل القرية في حين غفلة من أهلها ....






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 02:30 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك


وقد سلك طريقاً غير معتادٍ للناس في كثيراً من الوقت ومر بأحد الشوارع الجانبية التي تكاد تكون خاوية من أهلها ،ودلف في بهو باب فتح له من قبل صاحبه ( إدريس ) وهو يسرع منزويا وصاحبه ينظر إليهما مندهشاً وهو يصفد الباب من خلفهما ، وقد انتابه جمالها وهو مستغرب من أمرها ،ولم يطل اندهاشه فقد نبهه توفيق وهو يقول وينادي عليه ستحكي لك المسكينة قصتها ، وراحت حميدة تسرد قصتها وقد تملكها الحزن وقد هدرت العيون دموعها وغررت عيون إدريس شفقة ورحمة عندما رآها وسمع لها وهى تبكى بكاء يدمي القلوب وهما يهدئان من خوفها ويطمئنان قلبها ، حتى أطمئنت لهما وتركها توفيق وغادر على أن يأتي ليأخذها بعد ذلك ،حينما يتدبر لها الاستمرار أو الرحيل إلى جهة غير معلومة ،ثم هم بالمغادرة مرة ثانية تاركاً إياها في حماية وأمان صاحبه المختار
وصديقه المفضل إدريس ،وقد أوصى بها وشدد عليه وأقسم عليه أن يرعاها في غيابه وأن لا يفرط فيها بأي حال من الأحوال حتى ولو كان ذلك مقابل حياته بأكملها ،ذلك هو مبدأ الاعتقاد والعلم الذي محيا به أعراف القوم وجعلهما محرران بعيدان عن قيود الجاهلية والتخلف ،
لقد خرج******* توفيق الذي أتى بها إلى هنا لدار تأمن فيها على نفسها ليعود إليها مرة ثانية وتركها جاداً ومجتهداً في إيجاد وسيلة أو طريقة ينقذها بها ،وهو يعلم صعوبة أمره في ذلك المجتمع المغلق علي نفسه بعاداته وتقاليده البالية ،لقد خرج ولكن لم يعود.....! فقد طال غيابه كما قال ووعد ، مرت الساعات تلو الساعات واليوم بعد اليوم ولم يأتي إليها ، باتت دقات قلبها تتسارع وبدأ الحزن يخيم عليها






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 02:35 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك



ذهب توفيق وبدأ يمضي ويمر الوقت وقد ضاقت بها الدنيا،فمتى يعود توفيق إليها ..؟ ومتى تراه ؟، يبدو أنه خرج أو ذهب بلا عودة .....!، ماذا جري له ؟وما الذي أعاقه عن الحضور لقد وضعت أذنيها ترصد الباب لعل وعسى تسمع صوته وهو ينادي صاحبه حين يعود ويكون هو الطارق له وتفتح له الباب ،وبدأ ليلها يطول والهواجس تشعلها والسؤال لا يتوقف متى يعود؟ لقد امتلكها الأرق وقلة شهوتها للطعام وبدأ النوم يخاصمها وصاحبة الدار تراقبها على وجل ، كأنها تخشى أن تحل محلها فجمالها مبهر وصغيرة في السن ،لقد سمعت زوجها يذكر محاسنها ويوصف بريق عينيها ونضارتها ،فكانت الشكوك تعتلي رأس الزوجة ، أنها تنتظر خروجها من منزلها في أقرب فرصة وأكثر مما تتمنى حميدة لنفسها الخروج ،لقد ظنت صاحبة الدار أن تكون رعايتها ليلة أو ليلتين على الأكثر لكن الأمد طال والأيام توالت وامتدت عدة من الشهور ولم يعد توفيق بعد ،






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 02:36 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

وإلى لقاء أخر وفصل أخر من فصول روايتنا (الجميلة والشباك )
بإذن الله تعالى وفضله






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 10:39 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك


الجميلة والشباك

الفصل الرابع

انتشر الخبر في القرية انتشار الذر مع الريح في الخواء عم جميع أرجاء القرية ومحيطها ، فلم يعد بيتا من بيوت القرية وإلا دخله الخبر أو حارة أو رجلاً أو امرأة أو صبياً صغيراً كان أو كبيراً إلا وسمع قصتها وقصة هروبها من زوجها ليلة عُرسها وزفافها وحيكت حولها القصص والروايات وأضيفت لها خرافات من النساء في البيوت وفي الطرقات وتناولها الرجال في نواديهم على المقاهي وفى جلسات السمر التي تجمع بينهم بالليل قبل أن يذهبوا إلى مخادعهم حتى وأثناء ذهابهم لحقولهم وانتشر الخبر انتشار مثل انتشار النار في الهشيم والحطب ،كان الناس به يتهامسون في البداية لكن سرعان ما بدا له ضجيج يسمع ويري علانية بعد أن كان سراً بين البعض من الناس ،لم يتوقف خبراً كهذا عند حدود تلك القرية بل ذهب الخبر مع الناس حيث يذهبون وأصبح الخبر خبراً معلناً عند الجميع فوكالات الأنباء لا تدخر جهداً في إفشاء الخبر مهما كان سراً ، وأهل النم والقيل والقال متربصون قد وجدوا بغيتهم في خبر كهذا ،,
أما بيت الريس فهيم فقد اشتعلت النار فيه على أشدها ولا تجد من أحد يخمدها ، والبكاءً والحزنٌ والوعدٌ والوعيدٌ في أقسي الدرجات، لقد جاء إخوتها وأزواجهن وأبناء عمومتها وأبناء أخوالها وخالاتها الكل جاء منكباً على وجهه ينظر حوله لعله يكون ما سمع من خبرٍ كذباً وافتراءً ، أنه العار الذي لفهم جميعاً وأصبحن جميعهن مهددون أمام أواجهن بالطرد ، فقد يلحقن بهن الضرر جراء فعلتها المشينة ،لقد طارت كل واحدة علي رأسها بعدما عرفن الخبر وسمعن من زوجة أبيهن وما أكثر ما سمعن من الألفاظ البذيئة والسباب والطعن في أخلاقهن ومن قامت بتربيتهن ، ونظراً للحالة المذرية اللاتي يتواجدن فيها تمالكن أعصابهن وكتمن غيظهن مع الحزن في صدورهن ،فماذا يقولون لها في تلك الساعة؟






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 10:43 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك




لقد تلقمن الجمر وكممن أفواههن ،ف.. لا شيء يقال ....! ، والريس فهيم جالس مكانه تدور عيناه في المدى والأفق البعيد يحرق تغبه من علبته التي كان يدثرها في جيبه أما الآن فأنها وضعها أمامه لا يخبؤها يشعل سيجارة تليها الأخرى يخرج زفيره كأنه يخرج من عادم ماكينة تعمل بالمازوت أو القطران ،أو سيارة خف محركها يعضض على شفتيه ويكاد يأكلهما ويضرب أخماساً في أسداس وهو يقلب كفيه ،فكيف له التصرف والإمساك بتلك الفاجرة الملعونة التي وضعت رأسه ورؤؤس كل العائلة في الوحل والطين ،انتشرت العائلة في كل البطاح المجاورة فإذا هم كالجراد منتشرون أو فإذا هم في كل وادٍ هائمون .... وزعوا أنفسهم على الطرقات إلى جميع ما يصل إليهم في تفكيرهم وظنهم ، كالجراد فوق الأرض ينظرون ويسألون ، أما الزوج التعيس الذي ساقه قدره وظن أنه قد حصل على هدية ليس لها مثيل فلم يسأل نفسه يوماً ما أو أي لحظة جلس فيها مع نفسه قبل أن يعرض نفسه على أبيها ويطلبها منه ، هل هو كفء لها و لمثل من هي في عمرها؟ ،أم أنه الغرور عند بعض الناس .....! والجهل الذي يمسك بلباب القوم ..؟ أم هو أراد أن يحصل على تلك الوردة ليقتل نضارتها و ليستمتع بها هو .؟ ولا يهمه أن الوردة لا تريده ولا تحتاج إلى مثله أنما تريد شاباً يافعاً يضاحكها يلاعبها يسعدها ولا يشقيها معه لم يعرف أن الوردة كانت تنظر إلى السماء ،لقد عافت الوردة الأرض التي خرجت منها فكانت تطلق عيناها في عنان السماء ،جعلت رأسها دائما مرفوعة تنظر النجوم وتحلق بينها وحولها ، تنظر القمر وتمد يدها وكأنها تريد أن تمسكه ، فما الذي دهاك أيها التعيس كي تخرج تلك الوردة من حلمها التي كانت به تحلم ؟، أنك أنت الجاني على نفسك ،






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 10:57 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك


هناك من الورود من لديه أسلحة يفتك بها ...! لمن يحاول أن يقترب منها لتلتهمه ويصبح في عداد الأموات ،فتخرج إفرازاتها اللزجة السكرية ذات الروائح العطرية لتغري الفريسة فتقع الفريسة في المحظور، كثيراً من الورود لديها أسلحتها المخبأة في داخلها تدافع بها عن نفسها وعن حياتها في الوجود فلا تقربها الحشرات ولا تنال منها أو يصيبها منها أذى ،لقد أقسم علوان الزوج التعيس أن لا يعود إلا ومعه فتاته وعروسته فجمع بعضاً من أقاربه وذهب لبيت الريس فهيم وجلس يضرب كفاً بكف جلس يجاوره سويا والريس فهيم يتدبرا الأمر بينهما ،أما سالم ابن أخ علوان العريس (المتعوس ) فقد كان يقف بين عنينه شيطان أزرق فإنه لا يهدأ من لحظة وصوله فساعة يلوم عمه وساعة يقذف أهل حميدة ببعض الكلام الجارح ويقفز من مكان إلى مكان وكأنه صب على رأسه دن من حميم .......يجب أن تعود بأي شكل أو أي لون ،لقد جعلت سمعة رجلهم علوان في الوحل وعلى السنة الناس وأضحوكة لهم وسخرية كلما مر أمامهم صار عرضة للغمز واللمز للذي يعرفه والذي لا يعرفه سخرية كلما مر أمامهم ، ماذا يفعل الريس فهيم في ذلك الأمر ؟لقد سدت الطرقات وخارت قوى القوم وتحطمت الحيل أمامهم ولا يملكون من الأمر شيئاً ،فالأمر يفوق طاقتهم وطاقة الريس فهيم وعائلته وأهله فلا ناقة لهم ولا جمل ......فمن يدلهم عليها ؟


























قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 11:03 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك


لا يملك الريس فهيم في جعبته شيء إلا كلمة واحدة يهون بها على نفسه وعلى علوان وأهله ويصبر نفسه بها ، لن تذهب بعيداً عن هنا........ فهي قاصرة لم تخرج مثل ما كان البنات يخرجن ولم تعرف من الدنيا شيء كما تعرف البنات ،سوف تعود حتماً بعد أن يأكلها الجوع أو يمتلكها الخوف ولا تعرف إلى أين تذهب ؟،سوف نعثر عليها حتماً أو يأتي بها أحد من الناس ويعثر عليها ابن الحلال فيأتينا بها ..... فصبراً يا أيها الناس .... فلن يطول الأمر وسوف تعود أو نعود بها ،فقد أقسمنا أن لا نرجع أو نعود بدونها ....
توالت الدقائق وكبرت وصارت ساعات والساعات إلى أيام والأيام إلى شهور وهم يحرثون الأرض حرثاً فلم يأتوا بها ولم تعود وكأن الأرض انشقت وابتلعتها ، لقد أحكم صاحبها القبضة عليها وأخفاها حتى صارت للناس خبراً في كان َ؟
وصارت في عداد المفقودين فأعياهم البحث وما من سبيل للعثور عليها أو وجودها .....! ،






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 11:04 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك



الجميلة والشباك
الفصل الخامس
ما أن دخل المقدم علاء مكتبه وجلس على كرسيه وضغط على ذر جرس وضع أمامه على المكتب ليستعدي الجندي المكلف بمكتبه ليعرف أخر الأخبار التي وردت إلى مكتبه والأحداث الجارية في محيط الدائرة ، قبض الحارث على مقبض الباب وعلى بعد خطوتين من كرسي رئيس وحدة المباحث مقدم علاء ورفع يده لأعلى ناحية جبهته ورأسه وضرب قدمه في الأرض يقدم التحية العسكرية له ويعطيه التمام .....
لم ينتظر المقدم علاء طويلاً وهو ينظر بعين خلسة إلى (الشاويش ) ويقول : كيف الأحوال ..؟ تمام : يا أفندم ...
المقدم : نسألك عن الجديد في الناحية ...؟
كله تمام يا أفندم .. .. أرسل إلى المرشد يأتيني فوراً
الشاويش : من تقصد يا أفندم ..؟
المرشد : ذكي
فوراً يا سعادتك سيكون عند ( معاليك )
كان المقدم علاء معاون المباحث قد نقل في حركة التنقلات الجديدة ودفع به ليكون في هذه الدائرة أملاًً أن يقضي على بعض التوترات العائلية والبلطجة أو يحد منها فكثيراً ما يشكو الأهالي من السرقات وكثيراً ما تأتي قسم الشرطة المنازعات العائلية والتي لم يفلح من سبقوه في الحد منها أو علاجها فقد كان علاء يمتاز بسرعة الحركة وقدرته على تقصي الخبر واستنباطه للحلول مع الحزم مع الجناة لذلك بعث بأمر سيادي من رئاسته ليتولى رئيس وحدة مباحث هذه الدائرة ...






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 11:05 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

لقد آل تقرير قدم من أحد المرشدين السريين يفيد بغياب فتاه في سن العشرين
في ليلة زفافها في ظروف غامضة وأهلها يبحثون عنها ويخشون الفضيحة
وكعادتهم هنا في هذه الدائرة لا يلجئون إلى الشرطة خوفاً من القيل والقال أو سؤالهم فيما يفعلون ....
أراد المقدم علاء جمع بعض المعلومات عن الفتاه وعائلتها وظروف معيشتها
وعلاقتها بمن حولها في قريتها وأهلها في الدار ....
وصل المرشد ذكي وهو يظهر الالتزام ويهندم من عمامته ولباسه قبل الدخول .... دق على الباب وأخذ الأمر بالدخول وأعطى التحية للمقدم علاء مرحباً به متمنيا له قضاء وقتاً طيباً في الدائرة وحظاً أوفر ، شكره المقدم علاء ولم يمهله كي يسترسل في الزبد والعجن ، فأين الأخبار يا ذكي ....؟ تحت أمرك يا باشاً ... أنت تأمر .... المقدم علاء : كلام فقط نسمعه ... أبداً يا باشا ...! كل ما تطلبه .. تحت أمرك
ما هي تحرياتك عن البنت الغائبة ....؟ ، تقصد البنت حميدة بنت الريس فهيم ...! نعم ... يا غبي ، أنا كنت رايح أقولك وأقدم تقريري لسيادتك ...
وماذا كنت تنتظر يا ذكي.؟ أبدا يا باشا .... الإشارة فقط بطرف أصبعك .... تبسم المقدم علاء أبسامة خفيفة كأنه يعطيه الأمر ليدلي بتحرياته التي جمعها عن موضوع حميدة .....





















وراح المخبر ذكي يسرد ما وصل إليه من أخبار جمعها من محيط دار حميدة ومعارفها من هنا وهناك ويحشو رؤيته بين الكلام والمقدم علاء يستمع لا يقاطعه حتى وصل إلى زوجة أبيها وصب كل غضبه عليها وقد أفرد من مساؤها الكثير وأضاف من جعبته ما يجعل كل الشكوك تحوم حولها نظراً لمعاملتها القاسية لحميدة وأخوتها ...... لم ينسى المرشد ذكي أن يجمع بعض المعلومات عن زوج حميدة والتي
أدت لمشاركة المقدم علاء الزوج بالشك في الزوج ولذلك ذهب المقدم علاء على رأس قوة مصغرة من جنود الحماية والمداهمة حيث بيت الريس فهيم بعد اتصاله بالعمدة وجلبهم وجلب المشكوك فيهم إلى قسم الشرطة لسؤالهم .....ألقى المقدم علاء بالمقبوض عليهم وأودعهم زنزانة القسم أو كما تسمى حجرة الحجز الاحتياطي ، وراح يسألهم واحد بعد الأخر ويشدد في اتهامه ويتوعد من يكذب عله يخرج بنتيجة أو خيط توصله لمصير حميدة .... لقد التزم جميع من قبض عليه رواية واحدة وتوحدوا في أرائهم بالرغم من محاولات المقدم علاء الإيقاع بهم وأحداً بعد الأخر بطرح الأسئلة المباغتة لهم لكنهم كانوا على قلب رجل واحد ورأياً واحد ، وهم صادقون فيما أدلوا به من شهادة أو تبرير ، فكلهم لا يعلمون عن مصيرها شيء ولم يتعرضوا لها بسوء وإنما كان اختفاؤها من تلقاء رؤيتها وتطلعها وعدم موافقتها الزواج برجل يكبرها سنا بعقود زيادة على فقره المدقع ورثاء حاله ...






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-03-2018, 11:06 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك


لم يجد المقدم علاء بغيته فيما أوكل فيهم خلاص مهمته فكان لابد من إرسالهم إلى سرايا النيابة ، لتتولى النيابة التحقيق معهم ويفرغ هو لإكمال تحرياته ويقدم الجاني للنيابة بعد أن يتم القبض عليه فهذا ما تعود عليه في مثل تلك الأمور .....
كان هذا ظن المقدم علاء ويدعم ظنه ما ألقاه إليه المرشد السري من تحريات تدعم ظنونه وكذلك الغموض المحيط بتلك الواقعة ، فحميدة لم ترجع للدار ولم يراها أحداً خارجة من بيت علوان وإنما مرقت تحت ستار البهيم واختفت فجأة فدارت الشكوك حول قتلها ودفنها من علوان وزوجة أبيها فهي المعنية بذلك وبأمر حميدة ...
رحلت زوجة الريس فهيم وعلوان إلى سرايا النيابة وجدد لهم الحبس بتهمة القتل وإخفاء جثة المجني عليها مع سبق الإصرار والترصد ...






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 16-03-2018, 10:21 AM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

أشجعك وأتابع معك الأخ يوسف
همسة
الفصول كلها تحتاج تنقيحا
هفوات كثيرة نحوية ورقنية


وتحيتي الكبيرة






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 17-03-2018, 12:14 PM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
أشجعك وأتابع معك الأخ يوسف
همسة
الفصول كلها تحتاج تنقيحا
هفوات كثيرة نحوية ورقنية


وتحيتي الكبيرة

أسعد الله صباحك بالخير أختي الكريمة الفاضلة فاطمة الزهراء
أسعدني وأغبطني حضورك سعادة ليس لها مثيل
فهذا فهذا دأبك على الدوام لا تبخلين بل معطاءة كريمة كما عاهدناكم
والشرف كل الشرف أن يتابع نص لي من كاتبة وأديبة مثلكم
وهمسكم على وجود الهفوات تدل ثراء المتابعة والقراءة ولا أنكرها
وليس عندي تعليل إلا أن العجلة والكشافات لا يساعداني
فمرحباً بكم على الدوام وفي كل وقت كان ودائما أسعد بحضوركم
محبتي وتقديري وتحية تليق بكم






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط