قراءات في دفتر الجنون ـ عباس باني المالكي / رقم الايداع : ع.م / 13 / 2012 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ 📜 ▆ 📜 دار العنقاء 📜 ▆ 📜 ▂ > 🔰 سجلات الايداع>>>

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-2016, 03:47 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

الصورة الرمزية المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

افتراضي قراءات في دفتر الجنون ـ عباس باني المالكي / رقم الايداع : ع.م / 13 / 2012







المقدمة:

قال جيمس جوس ( أن العقلاء لا ينتجون إبداعا )


لم يكن هناك شيئا إلا مدن غادرتنا برمادها لتنبت على أجنحتها هذا النزف من جمر الجنون حين كان الصحو سيد الدروب التي عبرناها ونحن نبحث عن المرايا التي استفاق البحر بين أحضانها فلم يبق من صورها غير الجفاء في تنفس الماء للشواطئ العامرة بالنسيان والبحث في دفاتر الجنون كي نقلب ما بقى منها حين تعزف الروح اللحن الأخير من عزاء الفصول في غابات الهمس التي تحولت إلى طقوس البرد و الارتجاف عند رقصة الريح في أضلاع الخواء والتيه الأبدي .
وكانت هذه أوراق الجنون رتقنا بها نوافذ الغياب قبل أن يأتي المطر من حافات الأخيرة من الشتاء ...ليس فيها إهداء لأنها غائبة في أنامل الأقدار كاللوح المثبت في قراطيس الأبد وكانت هذه الأوراق رحلة الروح دون دليل في أقاليم الأمس الذي غادرنا دون كفوف الماء كي يغسل وجه السماء من شيخوخة المطر عند أرخبيلات المجهول.



1
(الغياب إليك)

ليس لي اختيار بقدري فإما أعشق بجنون وإما لا أعشق..!
لأن روحي تحمل روح شغف الانتماء ..
فلا أركن إلى الصمت إلا عندما تعاندني ذاكرتي في حواري مع الهواء حين يمر بي وهو لا يحمل عطر أزهارك ...
عندها أشعر بالاختناق ويراوح تنفسي شهقات احتضار ...
أغيب في حاضري لأبحث عن زمنك وسط عزاء الروح بمغادرة فصولي إلى دروبك ...
أبقى أداري وجعي بانتظار مواسم حنينك كي أعيد إلى قلبي وهج نبضه ..
أعيد إلى روحي الحياة
أرمي توبتي إلى أبواب المطر ..
وأغسل وثنية دروب الأيمان بك حد التشرد بين ثنايا روحك
وأتلبس جنوني وأغيب إليك.... !



2
(نعاس الضوء)

يأتي رحيل الندى من أصابع الشجر وقت نعاس الضوء على أغصان أول النهار ...!
تأتي العصافير محملة بباقة الزهور إلى أبواب النسيم لتفتح الممرات الصاعدة إلى نوافذ العطش ..
وقت ازدهار الشاهقات بأريج أغاني الأرض المسورة بالسحر والجمال
لتسكب أرواحها كأضواء تطارد ظلها على شرفات الحنين إلى الغائبين في الزمن المتكسر على وجوههم..
وقت اقتراب النهار من نهايته ..
تبحث عن مطارات الغيم التي سكنت وسادة أرواحهم الغائبة في مدن التيه وقرى الشتاء .. !
نبض الدفء بقى عند حدود الشرق ..
القصور التي تغسل شعرها في كل يوم بالبحر..
ليأتي الصباح محملا بأبواب الندى وتستيقظ العصافير باكرا ..!




3
(مركز الحياة)

أنا.. هي .. وهي.. أنا حد اليقين والارتقاء إلى مكنون الروح وتباشيرها الموحدة مع خطى الأيمان والحياة..أفتش في الجهات الأربع وأقف وسط دائرة التحليق أجدها قد تربعت على عرش الروح أبعثر الجهات فتعاد تجمعها صوب مدينتها كأنها جاذبية حدود القلب إلى مركز الحياة ، ومنها تعلمت كيف أصادق الحلم كثيرا في كل أزماني وأقيس نبضي على مشارف لهاث الروح عندما يأتيه صوتها عبر المدى يخترق ويمتزج مع وجداني كأنه اختراق الضوء لحجب الفضاء فتزدحم كل النجوم على أبواب روحي ..فأنتشي..تفتح كل مغاليق الروح بالفرح المجنون وتنهار كل المسافات والحدود فألمسها أنها تسير مع نبض القلب في أوردتي وشراييني ... عندها أدرك ما أنا إلا هي وما هي إلا أنا



4
(كل عام وأنت بحب)

أنا وكم أنتِ سأخرج من الأنا كي أراكِ أكثر ... لم أفعل شيئا غير أني لونت الأيقونة بلون الماء والغابات .... وتحكمت بلون السماء وقت انحدار الروح إلى فجوة غارقة بالعزلة ...أنا وكم أنت لم أفعل شيئا سوى أني طرزت الافتراض بحبال الحلم وجذبت الواقع من حدائق العطر خارج بكارة الندى في أول النهار ..
توقفت الدروب عند شفة الريح .. لتأشير حريتنا المستحيلة حيث يصعد المطلق العارم إلى جبين السماء كطائر من الجمر ... فيأتينا سادة القمر بأخر بشارة هلال العيد
أصنع من المدن التائهة في محطات الأقفال والمفاتيح .. مدى للبرتقال والحجار فقد جاء الفجر بأخر ترتيل الفيافي الغائبة بمسار الخريف البعيد ...
فأؤشر على سارية الموج تأشيرة حنين ... إلى فراديس القوافل أضجرها الخطى في قرى الروح ... فقد انطفأت النجوم ليأتي الهلال أول العيد ...
أبحث عن العائدين من جنازة طفولتي من عالم يكتنفه ارتجاف البرد من دروب النار ....
وأنقل شاخصة الروح إلى النفس الأخير من أسوار المدن التي احتضنت شواطئ يتسول فيها البحر قطرة ماء من خرير الغيم ..
أتحول إلى جدول تعب من الصيف وقت احتراق الماء بدمه
... أبقى أراقب العيد...
أنا المتهم بجنون الشعر والحنين ..
أعلق فرحتي على طفولة الشجر ..
وأغادر بأخر إغفاءة إلى أفق المدينة الساكنة في حلمي كي أراك يا سيدة الروح ...
لأجمع أصداف حروف العشق من شواطئ غسلت روحها بالفجر النقي .. لأعود إلى قاع الضلوع وأجمع لغة المسافات ...لأغسل هلال الغيم من الصدأ .........!!!!! وكل عام وأنت بحب...وكل بحر وأنت بموج .. وكل عشق وأنت بجنون .. وكل قمر وأنت مدينة حلم ...
عذرا أنا لم أمتلك بطاقة سفر عبر الزمان .. سأفكر بانتظارها فقد كلفت نوح أن يحملها في سفنه .. لهذا سأنتظرها



5
(لغة الدروب)

أنا أحمل اللعنة في دروبي لأن العصافير ولجت في دمي والتصقت فيﱠ الطيبة والصدق ...
هذا هو وجعي الدائم في زمن لا نعرف أين نصل معه ...
قطارات الماء توقفت فينا ونحن على حافة الموج ...
الفنارات فقدت زيت ضوئها ..
طريقنا صخري نحو الشروع إلى الأمل الأتي ..
هل ننتظر غودو أم ننتظر كلكامش وجدران أوروك تهدمت والبرابرة يداهمون روحنا بالزيف والخديعة ...
فقد أكون في مكان قريب إلى روحي ولكن لا أرى الأشجار حولي ....
فأين أكون أنا يا أيها الجنون ....؟؟؟؟





6
(أقداس اليقين)

عيناك هي كل مساحاتي وحين أراك تنزل كل أقمار المواسم إلى صدري وأكون أقرب إلى السماء من أرض المدن .. فأحرقي كل أسماء البحار .. لأني إليك نهر أكثر عذوبة من كل ماء العالم وإذا جفت منابعي فلن تجدي أصدق وأعذب من روحي ، أحبك بكل روحي فيزدحم فيها أو يتوحد معها لهاث الحنين المشدود إلى أقداس اليقين والأيمان حيت تسقمني المسافات بالبعد وتجاذبات الرؤيا إلى وجهك ، أتحسس كياني المبعثر في خطاي فأكون كخرائط الريح في بيادر القمح ، أجمع همسي وتوحدي لأسبق خطوات الأشجار في ربيع القيامة إلى فردوسك . .. فلا يسعني كل المدى في الشوق ، أفقد قدرتي و أتبع غبار الوحدة لأبني أهراماتي من هموم الروح كعلامة في الطرق المسافرة إلى أغوار خطاك في طرق البحر أغسل أوثاني وألغي كفري بالحنين والمسافات ..وأظل أحدق السماء
وأنتظر الملائكة أن تخرج من أجنحتها كي أعبد طرق السماء الغافية في حدود جدران همسك ..أمسك جمر النجوم وأعيد ترتيبها كي أسابق القمر من صحوته لأنتمي إلى السماء التي تراك في كل حين ... فأكون كالنجمة بلا سماء إلا سماء عينيك ... وفي نهارك المضيء وأغيب في روحك ....وأعد خطاك في دروبي لأعلق الفصول في حدائق همسك يداهمني الجنون في كل اندهاش فيك .. ومنك



7
(فطام الشمس)

آه من روحي الغائرة في العمق .. لسفر الحنين والوجد في نهارات غائبة في رؤاي عند أحراش الجنون حيث هناك تكون جدران الحلم كأغنية البدو، تختلط ذاكرة الصحراء مع تاريخ النجوم ..
وتكون للجغرافية طقوس الغرباء حين تصنع الأرض تاريخ الماء في وطن ينزف دما ..وأنكدو ما زال ينتظر عشبه الحياة من بحار لم يؤلفها الجسد ..
فتأتي طقوس المعابد في وهج عشق عشتار إلى الحنين المجهول حينما تسافر الغابات خارج ذاكرة الحطاب في زمن فقدت النار عشقها في مدن غادر فيها الدفء طوق أسوار تهجد الانتماء إلى الروح في مساء تلبس بعشق الماء وسافر كقامة جرح الأرض ينزف في الخليج .. أجذب سنيني من شهقة السماء في موج البحار وأتعلم فطام الشمس من نور الفراديس ...يكون عمري كذرة الرمال حين كان القمر يدلني على الشجر الباسق بالخضرة فتنزل الشمس من خدرها إلى سعف النخيل ، تكون كلجة العصافير في أول الضوء قبل أن تفقد الشمس حمرتها في غفلة الليل الأكيد في ليل الجنون... .....
تبقين أنت ضوء يمدني بكل نهارات الغابات الزاحفة باتجاه الفراديس ....
حين تعطش الروح إلى اليقين



8
(رماد الماء)

أغزل من المطر حبائل صوت حين يسقط على سطح الصفيح ..
وأترك نعاسي في كبد السماء كغيمة فارقت رماد الماء هربا من الرعد ..
أتكور كقطرة ثلج لأعاشر بياض نافذتك المرتفعة فوق جبروت البحر ..
أنت مرافئ روحي حين تغيب الدنيا وتزحف الفراديس إلى روحك النقية كثلج الغيم في أول أيام العيد عند سماء تعرف أين يقف الطهر ...
مهما أرتقت الأشياء بقممها تبقى دون مستوى الحنين إليك ...
قد لونت أكفي بأصابع الشجر كي تمر كل مواسمك في روحي وتعلم القمم أن بهجتي بك هو تحليق النوارس في مخاضات البحر حين تسكن ضلوعه على وسائد الشواطئ ...
أنتظر النهارات القادمة منك كي أغسل المسافات بجمر أضلعي وأحقق نبوة الروح ألّا فردوس في الدنيا غير الفردوس الذي يحمل ظلال مرورك بالفصول....
والفصول عرفت لون بهجتها عندما مرت بقناديل ضوء روحك النقية ...
وتعلمت كيف تلون الفضاء بسحر عينيك ......
كأنها سحر الفصول العامرة بالنوارس القادمة
من خطانا التي تركناها على الشواطئ ....
بلا موعد مع القمر....



9
(خرائط الذاكرة)

أرسم خرائط الذاكرة وأنت حدود كل خرائطي كعلامة نور أتوضأ به كلما داهمتني وثنية الروح أن الأتي أكثر انتظارا لامرأة تحملني في عينيها كنهايات المحطات المسافرة إلى عمق روحها حيث أجد السماء موشحه بالحنين وأرغفة الفردوس المعلوم ..فأنتشي كثيرا... وأشعر أنك تحملين روحي منذ الأزل كي نسافر معا إلى الأبد لنغسل ذاكرة البحر بالماء القادم من النبع و لنسافر معا إلى الفردوس الأبدي...
أتحسس قدري كهوية عبور إلى الأفق الذي ينشد إلى محرابك ..
لهذا سأترك كل أحلامي عند سماء عينيك..
لأني ما حلمت يوما إلا أن أجدك .. كنت عند حدود حلمي توغلين في روحي ..فتكونت كل أحلامي فيك ...
كنت أمتنع عن العشق في قلبي لأن روحي تعلم أني سأجدك وكانت الأيام طريق نور إليك ..فانتظرت عشقك في كل سنيني ..
وجدتك ترحلين في أمسي ويومي وغدي
سأحترق فيك كي أتطهر من رماد زمن خسارات انتظاري إليك ..
سأحترق فيك كي أولد من صباحاتك وأعيد إلى روحي مجدها الأرضي ..
وأغرق كل تفاصيلي في عينيك..
أبتدئ رسم خرائط عمري القادم من أنفاسك وفيك أغيب



10
(هشيم الأفق)

مررت كثيرا من هنا وفي كل مرة أكتشف شيئا جديدا وبقيت هذه الدروب في ذاكرتي وتسربت في روحي ..
..شعرت بهشيم الأفق فسكنت زرازير المساء أشجار غروبي
احترقت أصابع نهاري بغيوم لا يمطر سوى جمرا ...
تهت في صمت رمادي أرشح ماء الغروب فتهطل الملوحة بجرح كفي ويثير الدخان حريق دمعي فأورثه للبحر ..
أتعلق بخرائط اشتياق رسمتها بدمي المحترق بلون مساء الافتراض...
أني هنا منعت الآلهة من أن تشرب من نبع أصابعي ..
خوفا أن تأتي القيامة ويذهب جنون الحب إلى شجرٍ في الصحراء لا يسكنها إلا سنونو الفراغ في سراب الرمل فلا عزاء لي سوى أن أسكن في روح النعامة لأدفن جرحي في رمال الحرائق وأترك هذا الحوار وأذهب نحو نزيفي لعلي أجد بعض من عزاء لأني كنت يوما نبيا صغيرا في زمن لا يعترف بالتوبة ....
ولا شيء غير الجنون..............................................؟




11
(أقاليم الحنين)

أحرك هواجسي تباشير ضوء من أقاليم الحنين كرسالة النبوءة تبشرني أن الأفق بك تزدهر غاباته كحقيقة اليقين تقتل أسفار السراب في عالم مزدحم بالحدود وتأشيرات المطارات .. تقاسمني غيوم الجسد الساكن هنا ونور الروح هناك لديك كقارة الذات تتلبس مع شموس الفراديس ..
أنت كل ما جاءني من الأزل والذاهب بي إلى الأبد فلا تفرقنا كل قواميس القارات والمدن الغائبة في أحلام القطارات العابرة بأرجل الأرض إلى محطات النسيان ..
أعبر حراس القدر بمركب اليقين لأحافظ على سر الروح والأيمان فيك ..
لهذا أكفر بكل عثرات المسافات و سيوفها الذي أسقطها المجهول حول رقاب شجر الفصول أحمل جمري برداء الروح لأعبر إليك كطائر خارج خطوط الهجرة ..
أحمل جواز الوجود لأصل إليك كنبوءة الرؤيا ..
أمزق دفاتر الظنون وأكون المستقر بين يديك ..
كشمعة ألق تنير إليك كل الدروب ... وأتيك



12
( وريد المدى )

سأكسر كل مراياك لأعرف أسرارك وأتشظى في مسالك الضوء كي أعبر حدود عزلتك وأرسم اسمي فوق عاصفة أرواقك وكتبك ،فالأرض أيام ,النهار أجنحة ترفع المدى وأسقط كالغيم فوق حبر ليلك ..
فالليل خطأ الشمس عندما نست ضفيرتها عند الوجه الأخر للأرض وأسقط في روحك كهمس المطر في حكايات العصافير ،لأنبت في روحك خضرة الغابات بعد أن يصمت البحر عند عرس العاصفة..
أصبح على نوافذك كستائر الضوء لكي لا يأخذ وجهك الفراغ وتنمو الوحدة في قلبك...
و يأخذ الصمت أيامك ...أتدثر بعينيك وأسقط في ارتجافي قبل الغرق في حضرة الانتظار ولذة الشوق إليك ...
لهذا سأقطع أوراقي من كتبك وأزرعها في قلبي كأغنية المواسم وارتجاف الورد بأكف الحدائق لأعلمك حنين الفراشات إلى موسم الأزهار عندما يأتي الشتاء بأقدام البرد في الطرق المؤدية إلى أنفاس الثلج ... سأبحث عنك عندما تنزل الغابات خجلها من لغة الطيور ولا أكف عن البحث قبل انتحار الشمس بوريد المدى الموصل إلى قلب المدن الغافية على مرور خطاك ...
و أنتظر انتظار العاشق الذي لا يمل السهر .. وأنتظرك انتظار الروح عند أبواب الجسد
وأنتظر.............



13
( عطش المسافات )


سأتيك .........
كطائر النار أنثر دروب الحدود بالرماد وأبني من توهج أضلاعي حضارات العشق
الخالد إليك ..
وأصادق الريح لأحرق كل المدن إلا المدينة التي تسكنين فيها لأنها تكفيني عن مدن العالم ..فأنت أول الصباح النقي فيها وأنت أول الضوء في حناياها ..
فأصادق بحرها لأنه يزورها في كل حين ..
هو يتذكر خطانا ونحن نكتب أول أسطورة الماء عندما يعطش البحر إلى سمائك ...
سأتيك كالتوحد مع أسماء الفصول فأنت كل مداراتها أتي محلقا بأوردتي لأفك أسر القلب في بهجة عينيك يا أول الصدق وغابات الوفاء يا أنت ولتسقط كل الأسماء بحروفها الرملية على مد البحر وقت حنين الصبح إلى خطاك ..
نحن زمن انتظار في دفاتر السماء نكتب فيها خرائط أحلامنا عند تقاطع تضاريس حدود العالم مع هواجس الأرض في بزة عطش المسافات ...لهذا سأنتظر كي لا أفقد الأمل بالوصل إلى
سأتيك ...... سأتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييك



14
( أسفار محلقة)

دائما يدهشني الحنين بأسفارك المحلقة في عالم الغابات السحرية وقت ما يسبح الغيم في فضاء الأحلام للزمن الغائب من ذاكرتنا ,,
الكلمات لها مفتاح العبور إلى شواطئ تنتظر سفن الغائبين أن يعودوا قبل احتراق الضوء عند حافة القيامة ...
لكن لن يعودوا وقد سرقتهم المدن الراحلة في الأحلام خارج الذاكرة ...
لهذا تبقى المسافات زمن ارتجاف الانتظار وحنين الأتي ...
حيث تبقى العيون مسافات تحتضن الحنين من حبال الهواء ، والأنفاس الممتدة كجوازات لا تحمل لها روح في وقت توزعت ألواننا على جرف الصحراء الغائبة في ضلع قحط حلم العاشق التائه مابين نجومه والقمر الذي يأتي متأخرا عن أقاليم الزمان ويتدحرج تحت عباءة الحدود ليسرق زمنه من تأشيرة الشرطي الواقف في قرى الوهم والانتظار
.. تسافر خيول في المدى تحمل ارتجاف الواحات في سيف العطش
المتلبس بأردية الحدود وعساكر انحسار الهواء تحت أجنحة الاختناق كي تعبر أقدام الأرض بارتجاج الشوارع بالطيران أو بالهبوط ،
تسقط حبة مطر تغسل الوجوه وتعود إلى خدر الأرض كعلامة القوافل التي مرت يوما
دون احتراق خيم الرمل بالعطش ... لهذا تبقين أنت علامة جنون وقت نزوح القمر إلى عباءة البحر ليبشر الأرض بهجرته الوحيدة إلى حلم عينيك ... أرمي دفاتر جنوني وأتي إليك عاريا من أوراق السفر والمطارات كالغريب في وطنه ...وأتي إليك



15
( عباءة العاصفة)

وما النوارس إلا أغنية قبطان الهواء الذي تعلم لماذا يثور البحر في عباءة العاصفة عند انحدار القمر إلى أسفار الكون الواقف خارج أضلاع الأرض ، كأنها أغنية روحه تاهت عن حضن السماء تمخر بتعرجات المطارات والشوارع المؤدية إلى الأرض ..
لتستكين الأضواء على أشارات عبور عند أبواب الارتحال
إلى ألق الصباحات الغافية بين كفيك ...
أرتقي من احتضاري وأتعلق بخيط ضوئك لأصل إلى السماء....


وأعيد انبعاثي ،كي أنزل إلى سماء ذاكرتك أخزن كل أزمان الأرض ..
أدخل بؤبؤ الأبد لأكتب تاريخ عشقي على سر جمال روحك ...
أتلو طقوس الأنهار حين تستنهض السماء من إغفاءة المطر ..
أشارك الطيور الفرح حين تمر على المدن الواقفة بين يديك ... أنتظر فتحها من نقاء روحك ...وأنبعث إليك



16
( التأشيرة الأخيرة )


لا يدرك الندى إلا إذا كانت روحة زهرة الحدائق في فراديس النور...
أتدثر بأسرار المطر وقت عطش الأشجار ... أحمل حقائب البحر في الطرق المؤدية إلى غابات الروح...
السماء أغنية العصافير حينما تتغرب أجنحتها في وهج القنص عند بوابات الرحيل في شيخوخة الفصول ...
يتوقف الزمن كعلو السحاب للقادمين بسحر النوارس عند مرافئ الحنين...
أرمي حجارة بوحي الأخير على السنونو التي عششت فوق نافذة ذاكرتي المعطلة عن التفكير باحتراق أجنحة العصافير التي أوهمتني بالطيران ....
عند مجيء ألحان وقت صلاة القمر على غنج الماء المتسربل من أكف المطر في سر الريح..
يغادر رذاذ عربات العطش إلى الحفلة التنكرية للأشجار التي سدت فجوة الفصول القادمة من عينيك ..
أغادر إلى صمتي فللصمت طقوس الحزن عند ذبول الروح في تاريخ النوارس القادمة من شواطئك ..
أرمي نعش الأرض إلى المحيطات وأتلو طقوسي مع النوارس عند قبلتها في عطش الماء في البحار ..
أنتظر دوران الأرض ...
أدخل زمن الفراشات إلى حدائق دمي أعلمها رحيق الحنين بين أضلاعي قبل أن يغادر جسدي إلى غابات الوجع في أقاليم الأنين والنار ...
أكتب تعاويذ المجهول في دفتر الماء ...
أرمي أحلامي بالنار لتذوق ذاكرتي طعم الجمر في الغياب ...
يحرقني جمر المسافات بأصابع الحدود والتأشيرة الأخيرة لمسافر الذي حرق جوازه البحر الرابض بين كفيك الممدودة إلى الريح .....



17
(فصل الاحتراق)


تعلمت من عود البخور بأنه لا يضيء إلا جرحه وروحه تغادر كدخان تائه بين رائحة الأزهار
في الحدائق ، كلها تمر بها الفصول إلا هو يمر إلى فصل الاحتراق ...
يتعلق بالأزهار المنتظرة أن تعود إلى أغصانها التي اغتالتها الفصول بأصابع الخريف الممتدة كحكاية الدروب المؤدية إلى أسوار نهار دون شمس ...
تأتي النسائم تحمل نعاس شجر ملت الوقف كثيرا ...
يتحول عود البخور إلى ذاكرة رائحة كل الفصول الخالية من بهجة الأزهار، يتساقط خارجا رماده الهش على أرض مسورة بالأماني والأدعية ، لبس فيها الزمن أثوابه غير المرئية تحت ثقل احتراق أجزاءه العابرة إلى نوافذ النذور المنقادة إلى تهيكل أجسدنا على أماني المجهول ...
لا تبقى سوى ملاعق صفير الزمن الذي يأكل أعمارنا على طاولة دون أرجل عند دوراننا حول نفسنا وحول القمر الراقد في روح الحمائم المخفية من هواجسنا ..
نصدق نذورنا وننتظر مجيء المجهول ليحقق أمانينا التي وقفت باردة دون أرواحنا المعزولة بهوس الانتظار إلى القادم ..
لا نعلم أن المجهول لن يقترب منا ونحن قد سرقنا من الأشجار أسمائها ..
لنسور شوارعنا بخضرة متأرجحة في انكسار قوس قزح في حضن المدن الغافية ...
أعلن انكساري متطهرا من زمن الطلاسم ..
أنبعث إلى عمر خارج أسوار النعاس ونذور التمائم في معابد خارج مدارات القلب
أعيد روحي التي تأرجحت خارج فصول النقاء...
أنبعث كبراعم الفصول عندما تزدحم بالأماني الخضراء ....
لأعود إلى قلبي قبل أن تأخذه الصقور من تاريخي الواقف عند نوافذ روحك



18
( طلاسم السماء)


أمد يدي القمرية لأجمع النجوم من طلاسم السماء وارمي بقاياي إلى تمائم الماء لأعبر إلى السماء دون الغيم ...
أرافق الطيور بهجرتها إلى مدن لا تعطش من الدفء وقت حصار البرد على أبوابها ...
أتحجر بأقدام الأرض عند الغابات ورحيلها إلى جسد الكون المجهول ..
أرسل أخر بطاقة بريد إلى روحي الواقفة على النوافذ الخالدة في ذاكرة البحر..
يأتي يوما تتلبس فيه جذوع النخيل أردية الحب ..لينتج ثمرا أخر بلون سدر الانتظار ليؤرخ فردوسا أخر على الأرض من غابات السدر و النخيل
أغفو على ضباب الحنين القادم من متاهات سنيني ...
أتقاسم وحدة الروح ...أعيد نصفي القابع في خلايا المكان القصي من حافات المجهول
أتوسد العبور من ذاكرتي إلى ثرثرة الفراغ لأكتب تعاويذي في دفتر الجنون ... وأنتظر أزمان الأرض...ألوح إلى السنونو القادمة من حصار البحر عند المساء البعيد ... وأنتظرك



19
( مقصلة الصمت )


أراقب حتفي المرتقب على مقصلة الصمت المبطن بأساطير الفراغ ..
يأتني الحلم لينام في ليل دروبي الواقفة على ناصية الهمس ...
أقطف أزهار الماء بشباك النار حيث تبقى الأنهار غيمة تتوسد السر المدفون تحت طيات الأرض كأقدارنا مع الروح ..
أدرك أن للصمت فصول أكبر من الفصول الأربعة حين يغادر القلب صوت الحنين ، تدور الروح كالرحى تطحن بقايا أضلاع الطيبة ..تطحن أكف الغربة بالانتماء ...
تبقى تطحن كل ما في لأني صدقت القمر يوم أخبرني أن له يد ينام العشاق عليها وقت زوبعة الأرض على تاريخها المهزوم من تحجر الإنسان في طريقه إلى الحياة .....
تدور وتدور الأكف كإشارات لا تعرف التلويح وقت الوداع ...سوى قنص الحمائم التي أطعنت الريح أجنحتها على عمود بكارة الفجر ...
كنت كالظلال الذي وزع ثيابه على عري غابات النسيان أمام مرايا مرافئ الضجيج حيث يكون لحن المغني كالسفن التي بعثرتها ريح ناي لعاشق مل التلويح إلى الطيور التي لا تعود مع الموج حين تسقط النجوم فوق الظهيرة الباقية من القمر ...
يترمد النهار في الزمن المغروس بالفناء حد اللحظة الخفية من أسرار الروح ....
أتيك عاريا من ذاكرة الرمل أبني من أضلاع الهواء أخر أغاني الغجر ..وأنشر أخبار المدنية التي أقحمت عينيك بالدمع لأستفز ذاكرتها بطوفان الخلجان حين ترقص الأرض على المد قبل دخول القمر في مداراتها ..لأعلمها بشموخ روحك على الرماد الذي استحال من لهيب القيامة
ندي على خطواتك البكر في أول الصباح ...




20
( زنزانة العزلة )

أهيم بوحدتي كالفواخت التي غادرتها الهجرة إلى الزوال ... أبحث عن زمن المعجزة والعشاق تفرقوا على ضفاف تعودت أن تكون زنزانة العزلة في زمن صار الموج أكثر كذبا من البحر
أنتنفس الشموع... أحترق معها حين تمل الريح طعم الاحتراق
تتلبس ريح الوجع دم الضحية فكيف إذا أنا كنت الضحية والريح
يتلف حول عمري النقي الحبل السري للجمر وقت انشطار الذاكرة في زمن العشق حيث أخلق أجنحة خارج الطيران وأدمن الحلم حد الانتظار إلى حدود خارج روحي ويبقى جسدي كطيف الزمن ملفوف بنعش المكان ..أتنفس رماد الأفق من نخلة غادرت إلى البحر دون نهار
حيث تصير للكلمات دموع بلون حبر الأرق توزع حروفها آثار أقدامي حين أمر على بكر المطر على الأرض ...
أدمن عكاز التسامح في الطرق المؤدية إلى خرائب الروح
أتعلم من النوافذ لهجتها وقت حصاري في العودة إليك .. حيث تصبح النوافذ دفتر الوقت في ضوء المسافة الذي ينثال مع توحد روحي مع خطاي الذاهبة إليك لأتيك بطفولة الأشجار ..ازرعها في حدائق دروبك ..أنتظر الأتي بيقين حد الترهب في جمع روحي مع روحك بطقوس النذور عند أبواب القمر....



21
( ميلاد الضوء)

انتظرت طويلا حتى تحول قلبي إلى رماد أودعته إلى الريح على الطرق المؤدية إليك... تعالي نبكي معا لنطهر جدار الصمت من الخوف على الحدود
أحفر في ذاكرة الرمل أبحث عن كثبان المعجزة ...
لا أجد سوى عطش الماء إلى السماء حيث يحترق ظل الشمس بزحف الأرض إلى مساء نجوم لا تعرف أن طريق فصول لهاث الزمن في تقاويم الكون حيث يبقى القمر والشمس لا يدرك أحدهما الأخر حتى تسقط الأرض في تقاويم القيامة ، يتعرى الكون من كذبه في طلاسم ارتجاف الخوف من الأتي ....
يلد الغموض في افتراق نبوءتين من العائد بوصايا أحجية عشتار في غابات المرمر على أبواب أوروك ...
أنا ليس نبي لكني أبحث عن جمهورية الأنبياء حيث يكون الجنون طقوس الصحو في الدروب المختلطة مع أنفاسي الذاهبة إليك رغم صمت المسافات المزرعة على حدود الأقدار والمتناثرة تحت عباءة العزلة والتشرد في مجرات الحنين ...واختلاق الملائكة شفافية الروح حين نزول اللوح المكتوب على تضاريس غيبة الإنسان ..
أجمع كل طقوس المعابد لأعبر جفن القدر لأفك نذور البحر عند أقدام السفن العائدة من مدن السندباد وعلاماته التي وزعها على دروب العائدة إلى بغداد ....
أتيك بأصابع الضوء القمر...أرشح نجوم ميلاد الضوء إلى الدروب المؤدية إليك....
أرمي أسئلة النار الواقفة انتظارا لجمر الولادة الجديد على عرش غابات النخيل ... وأنتظر



22
...( جيوش الهمس)

أدافع عن حصار النوافذ في ذاكرتي...
أحبو ببكر المطر على الأرض
أخرج من قلقي في سلة الغيم حيث تكون يديك مزارات السفن الغافية في حلم السندباد
الذي أبتكر مدن أخرى لأحلامه حين تكون الطفولة مازالت عالقة بالحبل السري للزوال
المطر يبكي فراقه لعلو الغيم والأرض مازالت تلوث السماء بدخان النذور
أنا وغودو صوان كلنا ينتظر فتح أبواب الأماني بالرحيل إلى مدن أكثر صدقا من الجدران
فأنا تعودت أن أنام وسط أحلام تنام قبلي على وسادة الأرق ..
حتى صارت مرافئ دمي لشموع الدهر التي تزاحم ضوء ذاكرتي في غياب النور عنها منذ أن تعلمت الهجرة إلى خارج النجوم ..
قد عبئت القمر في جيوب الهمس كي لا يدركني الليل وأنا ألج إلى قارات الغائبة عن أصابع كف حلمي ..لأبشر البحر بأخر حصارات المد والجزر بعد كسوف الأرض عن جنون العشق إليك ....



23
( أردية الأرق)

أبعثر أوراق الزمن الأتي على وقع خطاي ...
يصبح البرد همس أصابعي حين تأرجحها خارج جيوب الدفء ...
يصير الثلج خط كبرياء الصنوبر الواقف على رعشة الأغصان حين تنتهي خيوط الجمر في المواقد مجروحة الرماد ....
تتحول المسافات إلى شمع لا يجتمع إلا في خطى الليل الجائع إلى القمر، الزاحف بالوصول إلى أردية الأرق .....
حيث تصير حضارات الذاكرة في حقول الوسائد المرتعشة تحت تقلبات الليل البطيء ... الحلم المتشرد على السواحل المخفية من الروح ..
تضيع فراشات الضوء بأجنحة أزهار الحدائق حيث يفقد الهواء صمته بصومعة قداس العاصفة ...
فاركض اتجاه القلب دون الفكر لأنتمي إلى جمهورية عينيك ووزع وجودي على عمر
نبيي صغير في هذه الجمهورية ...حيث يصبح القلب هو مركز الرؤيا قبل العقل
وأصادق الأنبياء والمجانين والعشاق الثوار كي أصل إلى دهشة القلب قبل وصول إلى العلماء ..الفقهاء ...الكهنة من أجل أن أحافظ على نقاء القلب من اللؤم وقت حضور الذكاء أو الغباء إلى ناصية الروح...
تبقى الرؤيا في تحفيز القلب على الوصول على النقاء دون الفكر ...
كي لا أسقط في اللامعقول قبل نهارات القلب ...
لم يبق لدي سوى سيف ماء أقص به سرية الأحلام من ذاكرة الموج الذي تحول إلى مطر في زمن عطش البحر إلى عينيك ...
أتيك بجنوني أمسك قلبي بكفي فأنت الرؤيا لكل حنيني في جمر الأكف الصادقة وأعشقك حد اليقين المجنون...



24
( رجفة السنين)

لم يبق في داخلي سوى رجفة السنين من فزع أنهار الأيام التي أدركت بزة الخفاء وسط تسلق الجنون الحافية الذكية من الغباء ...
يضيع الجمال وسط فوضى تزاحم الأماكن في شرائع الغرباء الباحثين عن الفضيلة في زمن فاقد المعنى ...
أبحث عن حكمة الأشياء ببصيرتي قبل بصري لأن الحكماء دائما يصلبون على جذع الضوء الخارج من أرواحهم ، لأنهم تعلموا كيف تتجاذب أرواحهم مع المعنى دون أن يغلق بصيرتهم الضوء الساقط من حافة اللامعقول
لأن شريعة المعنى فضيلة الغرباء ..
ويصبح الدمع أكثر طهارة من كل ماء الأرض حين يبقى الغيم بلا حزن ....
تبقى الأسئلة خارج قواميس الارتواء عند جاذبية الأرض التي تمسك بخاصرة البحر قبل فوضى الدوران كي تبقى الجبرية الوجودية على الخط السائر بأعمارنا إلى الغايات المجهولة
لهذا سأتيك قبل نهاية القمر المسفوك دمه على جرح الغبار العابر إلى قارات التاريخ ...أتيك أحمل فضيلة الغرباء في الزمن الصعب ...
أتيك ملوحا بنهارات القارات قبل أن يداهمني جنون المطر ..وأغرق في قطرة العزلة أبدا



25
( خاتم الزمن )


ترتدي أصابعي خاتم الزمن كارتداء الراهب جبة طقوس أيمانه الموزع في شرايين المعابد ...
حيث تصدع الأغاني بتراتيل الزمن المفقود من لوحة الخلق عند ابتكار التاريخ حكاية من الجمر الذي خبأه الوله عند الشروع بتوزيع نبضي المحاصر والمنفي في روحي ..
أدخل ذاكرتي المرتعشة بهمس اليقظة الواقفة على أبواب المصير حين يدب النعاس في قافلة الأشياء ...
الأزهار تعيد خلقها من أرجل الفراشات وتغازل أجنحتها حين يحضر العطر الموزع في أروقة الفصول
الضوء يعطي دفتر ذاكرته إلى مساء غائب بضجيج أحلام المسافات ..,أنا الواقف الذاهب
إلى ارتجاف الزمن عند نوافذ الشروع إليك ...
لم أعد أرى المرايا في علامات يومي المصغي إلى جلجامش الذي تأخر كثيرا عن موعد الميلاد والعشبة التي ضاعت في نعاس البئر في ظهيرة الماء...
فمنك تعلمت طقوس المطر في الغرف المجنحة بالماء الموزع من صنبور رداء ضوء عينيك الذي تلبستني كعشبة الخلود ...
لتخلد روحي في فردوسك الأبدي ....



26
( طقوس الجفاف )

تفترق قطارات الغيم عن معابد طقوس الجفاف ..
تغسل القطرة الأولى من أندهاشي الواقف عند حنجرة المدن ...
تزدحم بضجيج أقدامها وفي الليل تنام على أقدامها متدثرة بصمت الشوارع الذاهبة إلى قبة البحر لتتوسد سكون الموج الراعف بأماني ضحكة الصباح على دموع شواطئ الصخري
حيث تفترق الشوارع عند معابد كهنة الماء ..
تغسل القطرة الأولي من عطشي إليك
نقف هناك في الأعالي نراقب احتراق الليل في حضن النار لندفع عن المدن ليل حصارها ..
ويسقط الضوء المفتوح من عينيك كأنها النهارات غائبة المساء ....
أنتزع قلقي من دخان نهاية سقوط آدم من السماء ..ألوذ بك لأنك الشجرة الموصلة إلى عمق الجنة بين أضلاعي ...
تكبر البهجة في سماء عينيك حين يزدهر بنفسج النهار في الحدائق المارة بخطاك فيتلعثم الحصى على رصيف أقدامك الساكنة لون الأشجار في ازدحام الفصول عند أبواب روحك ....
أعرف لا فردوس بعدك ولا قبلك
أخرج من أنتظارات غودو لأني وجدت المعنى فيك ...
أنتظرك كالفصول التي لا تغيب عن أزهاري ..وأنتظر ..



27
( لوحة الحياة)

يزحف البرد في شوارع مقطوعة الأطراف ..
يقف كثقب في سماء الأشجار عند نهايات الأرصفة المختنقة بأقدام العشب ...
يدب الإحباط والفوضى في نهايات المكان ....
الزمن المكتوب على لوحة الحياة حيث نبدأ جميعا من ولد أو ولدت أو عاش أو عاشت بعدها يدخل المجهول من ثقب في أروقة النهايات فيكتب مات أو ماتت ..
وننتهي ويأتي الموت إلى الجسد في خدر الروح المحلقة في الفضاء كالنمل الزاحف إلى جسد السكر الساقط في زاوية الأطراف ...
يفتش عن أقنينة الحياة في طاغوت الزمن الجالس قرفصاء في تنهدات الرأس
الغائب في لجة زرقة الأشياء وبياضها ...
تصبح عروقنا مسارات المكان الخاوي من المرايا
تتكسر الأحلام الغائبة في حضور ذاكرتنا ...
يتغير لون أصابعنا لتحفر في تاريخنا الذاهب إلى نزهة المجهول ...
فأتفرد بلحظة الخلود وأتيك بكل غابات النور وأستعر في حضرتك جمرا لا يخفت توهجه في عطشه للنار متسلق جبل برموثوس لأتيك بحلقة الرباط الأبدي من أجنحة الصقور... وأتيك



28
( خارج الزمن)

الإحساس هو الضاغط من الزمن على شراييننا فتغيب الملامح عن بشرتنا..
نعيش تصادم أبعاد القلب مع الصخرة المتدحرجة من الزمن ..
يمتد هوس تقويم الجسد في أبعاد الليل والنهار ويكثر الظل المحفور على مساحات روحنا .....
متهالكين صوب الأتي بخطى أرصفة التعب لا تقفل أبوابها إلا حين تقف المدن غير المرئية حافتها بتباشير التراب من عناصر الحياة ...نبعث عن مدارات خارج الزمن المثبت والمسور لأجسادنا ...
نسقط في البعد الأخير من تراكم السنين على أبواب عمرنا ...
نودع المكان ونحن نلبس طاقية هواء الاختناق المتواري في تعرق أقدامنا السائرة إلى المجهول ...
كي لا تنهشني قوافل الوحشة وأبقى غائبا تحت جنح أضلاعي ....
أبتكر طرق أخرى للانتماء ،أحطب أشجار العزلة وأغصانها في الطرق المؤدية إليك
لأعثرت على حلمي المفقود من ذاكرة قدري الموصول إلى الأسماء
اسمك رضاء الحياة الواقف ضد أشرعة التعب والعزلة والموت
سأتيك غائبا من مكاني لأرمي كل تقاويم أزماني إلى فردوس عينيك ...
أتوسدها كالموج المستكين على أجنحة النوارس المنتظرة بزوغ الضوء من نافذتك المتوجة بكل فراديس الأرض ... ,أتيك



29
( طهر الألوان )

تمتزج دموع الحكماء مع مطر دموع الآلهة ..يظهر الملح حد الطيبة ويتدرج الطهر فوق الألوان يجيء البرد ينشر فضاء المدن بالبياض ...أتوقف عند قلبي الذي يحمل في جيبه
جمرات الدفء من عطش الأقدام التي توحدت مع بياض الروح ..أبحث عن وسادة الروح الغائبة في قارات الجسد فأجدها هناك تجاور الزهور التي لا تزدهر إلا بشمس عينيك
أحمل حقائبي وأغصاني المتكسرة من فوق أعشاب الزمن التائه كصهيل الفرح ،منتظرا ازدهار اللقاء بين كفيك ... ( طهر الألوان )
هاتي يدك لأزدهر قبل المغيب ....
هاتي روحك لنجاور القمر معا في البحيرة التي أدرنا حولها فوق عطش الخيول ...تحملنا عربة الأشجار حيث الثلج يتقافز بين أقدامنا بحثا عن دفء همسنا وصوتنا المكنون بحروف الضاد....
لنبعد انتحار الماء من عطش المطر ..نوزع صهيل بياض الخيول نحمل رسائل التائهين
عن العشق إلى قمم الجبال فتنزل العربات وأسلاكها إلى أقدامنا كنبوءة الأحلام في دروب يوسف ، نرمي السنين العجاف من فراقنا بالحجر الأخير من توبة الأشجار في احتراق
اللهفة على كهنة الحدود والمطارات ..
نؤرخ الزمن على كفينا ونكتبه في دفتر أسرارنا كي لا نغيب عن تمازجنا الأبدي...
نحن معا إلى نهاية الفردوس ....



30
( تساقط النيازك)

القلوب أقرب إلى السماء ...
القلب لحن البياض في تأويل النبض حين ترتجف الأحلام خارج الذاكرة...
أختلف الحكماء والعرافون والمجانين في تأشيرة القلب حين تنزل الملائكة في الشرايين الروح ...
أرسم خرائطي في افتراق القارات، أؤشر تساقط النيازك بحثا عن العشاق الذين سكنوا روح الأرض بعد أن جاء يوسف بالحلم وصار العزيز ..
تخلدت ممالك بالحلم ونجا الكثير بالحلم ومات الكثير بالحلم حيث يكون للظل رغبة باحتضان أجنحة العصافير في أوردة الشجر ...
كي لا تطفو أسرار الأغصان في تأخر مجيء الفصول ...
أرمي احتجاجي إلى الشواطئ ..أغسل وجهي بالهواء وأعود إلى نزيفي لأشعل أخر الخشب المتيبس بين الأضلاع
أنا أعطيت أسراري إلى النوارس كي تسكن أول الصباح المنثورة من وسائد النور الخالدة في ذاكرة البحر حين تمرين فوق رمل الخطى الساكنة في عطش اختصار النجوم في عينيك ...
أدفن بذور روحي في نُزل الهواء...
قد تختلط القارات يوما ونلتقي بلا موعد مع البوح
أخزن أحلامي في الجرار النهائي على سواحل الفصول ...وأنتظر




31
( ذاكرة الفصول )

أبحث عن لغة اللاعودة باتجاه المدن التي خلفتني باحتراقها رمادا وتمازجت خطوط دمي مع شوارعها ... نامت الأرصفة بإغفاءة الجدران , فقد بقت الفصول بلا ذاكرة...
الحدائق تحترق ذاكرتها اللونية حين يزحف التيبس إلى الأوراق..
أغمض عيني لأخلع المرآة من هاجس البنفسج ..
تكبر صورة الحلم وتتوزع الروح خارج أمواج الدائرة المنفلتة من الفكر..
أبحث عن أسرار الحكاية قبل احتراق النهار بالغروب ..
تحط طبول السراب في أضلاع الغائبين ليعبروا من ثقب في جدار الفصول
تصهل خيول الزمان في غياب الماء وأجنحته في الغيم قبل استيقاظ الفردوس من أقاليمها
أدخل الرواق القديم لأفصل ظلي وأرميه إلى خيمة القيظ المتوحد مع أسفلت الشوارع المؤدية إلى شمس جائعة إلى الضوء ...
ينهض الثلج على صهيل الخيول التي حملت الحنين في رحلات الشتاء والصيف
أسمي طيفك غصنا لألوح إلى المواسم بالقدوم ، فقد انهارت أضلاعي حين غادرتي بلا وداع
وظل الكرسي يسكنني كمقياس للزمن الذي خلفني بلا أطراف ...
يتكسر جسدي وأطرافي تعاشر الكرسي الأخير من الغياب ..أمسح زجاج واجهات المطار لعلي أعثر على صورتك التي تكسرت كالبلور فوق عناكب الضوء النهائي من الوداع
خرج جسد من الكرسي وبقيت أنا متمازج مع طيفي بجانبك فأنت التلويح الأخير
لجنة لا تفقد أجنحتها ...



32
( وجع الغياب )
أصابعي تبكي رحليك ...
يدب فيها الكسل ويسقط الانتعاش في دمها الملامس إلى الهواء ..
تفقد الحد الفاصل مابين دم الأشياء وجسدي يطحنها صخر العتمة باللمس الحزين
وتبقى ملمسها مصير الفقد بالفراغ ...
لا تتحسس إلا وجع الغياب لجسد كان أطهر من الضوء في نهارات تعلم الشمس كيف تحافظ على بوح العصافير ...
المدن غائبة على هدب الدروب ..فهل من يموت يرجع إلى أول رأسه أو تضيعه مدن اغتالتها سنين أعجرفة غجر المواسم وغيبوبة الإغفاءة على سرير السؤال عند خروج الشوق من حضنها قبل قيظ الروح في تعاويذ الحنين ...
قبل أن تنقر العصافير قمح الفراغ على شبابيك ذاكرتي..
أتطهر من وهمي وأعود إليك بلا اسم تاجرت به المدن بالعذل الأكيد ...
أطارد ظلي عبر الضوء القادم من نافذتك المحلقة فوق رأس الهواء
أتحول إلى صدأ الأبواب حين ينزله مطر الفصول كبكاء السنين الراحلة في توجع الريح
اٌقرأ آيات الألم في دفاتر الوجع المركونة على رفوف الوقت الضامر بالانتهاء
أسحب ظلي فقد سكن ضوء الرابط جنبك حين غبتي بلا وداع ...
فلا تتبعني غير العتمة وسقوط يدي بين افتراق المسافرين ، غادروا ذكرياتهم المعلقة بأنفاس صالات الانتظار...
أين أنا ..يغشيني ارتجاف النعاس الخارج من حقائب الروح
أتكور ..أتكور داخل أضلعي كعلامة استفهام ملت ألواح الحلم المغادر باتجاه التحديق
أين أنت ..فأنت حلمي خارج ذاكرتي ....
أنت روحي خارج جسدي .....
أتبع جسدي وتأشيرة الدخول ...
تبقى روحي خلف الزجاج تزحف في القنوات الذاهبة إلى الانتظار الأخير في مدن الأحزان
أين أنت ؟؟؟؟
كي أكون ...كي أكون ........ك..ي....أ..ك.. و..ن ..أكون
تعالي قبل أن يسقط الكون من روحي وتفرقنا القارات بالرحيل الأخير بانتكاس الماء في ضلع الشجر ..تعالي ..تتتتتتتتتتتعالللللللللللللللللللللللللللللللي



33
( همس الماء)

تصير الجدران الحبل السري للتيه والحكايات الغائبة في قدر الطلاسم المزدحم بالآمال الموشومة بالخسارات ...
تصبح السلالم تدرج الهواء عند اختناق البرد على سطوح الدفء لشمس فقدت الوعي حين يتراخى في حضنها اللهيب ...
تضج الأرض بالهمس المبتعد عن عصا موسى قبل تحول البحر إلى تراب التيه ..
تمشط الأرض خصرها في الحصى الأخير من بقايا الأساطير....
يرمي الزمن تجاعيده على سمرة بشرتنا لتقف خلف المرايا الآتية بالأرجل الثلاث كي تمر من أبواب أبو الهول ...
تتجمر الذاكرة من برودة الأحلام وتبقى طازجة في حضور المنفى الأخير من فصول القيامة
وأسقط بين يديك كالعصافير التي لا تعرف يقظة النهار إلا بين أشجار روحك العامرة بأنتباهات الوجود....
لا شيء يجذبني إلى تقاويم العمر إلا الدمعة الأخيرة من رأس يبكي الغيم الذي يمر على نوافذ غيابك الأخير من عرش الروح ...
فقد استطالت عيوني إلى همس ماء ينفرد من شلال العمر بعد أن غسل أنهار جنوني بحد ضياع ولادتي بين كفيك في كل حين ...
تعالي كل روحي إليك مهبطا قبل أن تضيعني براري الهوس بشرائع خرافة الألم في جبين العصور ...تعالي



34
( الفقد الأخير )


أتوه أبحث عن الذي سرق النوم من وسادة تموجات قلق الريح حين غفت الأشجار على أنهار غادرت مجراها إلى عصور جراد الجفاف ...
فلم يعد للأنبياء زمنا إلا في بطن الحوت الذي تكاسل حين طاف الطوفان على عصمة الجبل الأخير من التوبة ...
أهبط إلى تاريخي وأعرف أن العشق لا يأتي فتراضا إلا في زمن العراف الذي قال أن كروية الأرض لم تعد ذو جدوى والقارات تشبعت بانعزال القرن الأخير من الأيل التيه
أسقط لا شيء يوصلني إلى أقدامي سوى انبعاج الصراخ في فمي على الفقد الأخير
أنزل من سلالم الفصول إلى أرصفة مخلفات أجنحة الجفاف ..
فقد انتهت المواسم ولم يعد هناك سؤال ..لم يعد هناك سؤال ؟؟؟؟



35
( انكسار المساء)
كنت سادرا ...
أبكي البنفسج ...
كنت عامرا بالحب حين يشبها في الغياب
أعد ضحكتي حين لا يطاولها دفء اقتراب الشجر من روحها ...
أرمي انكسار المساء على زجاج فصولها في الغياب ..
تتجمد أصابع الثلج من برد وحدتي بعدها ..
أعد صمت الحصى التي مرت بخطاها ...
أختصر تاريخ ولادتي وجنوني في دفتر الغيب بلا انتباه إلى الأتي دونها
يصهل المكان الموحش بالغياب ....
لم يعد لي ناقوس لأجذب الرهبان إلى صومعتي ..كل القديسين مسكوا كف المكان وغابوا
يؤشرون الفرح الطازج بالانتماء إلى سمائك
قالوا أن حبكما يسكن الزهرة ...
أتابع ظل المعابد التي انهارت روحها قبل انتهاء مواعد الصلاة
بقوا الرهبان يجمعون الحقول ليبحثوا عن وطني الغائب في أغصان لا تنتمي إلى دروب الغابات ...
أصير غريبا لا ظل يؤشرني حين تبتدئ نجمة الزهرة طقوس الاغتسال
النجوم غادرت منفاها إلى رماد جنة معلقة في الهواء ...
الشوارع تزحف من جرحها إلى أقاليم مرورك ،لتخرج من وهنها ، وتعد أصابع الأرصفة التي مسكت ظلك قبل حضور ظل القطارات الخارجة من تحت الأرض ...
وقبل أن أشهق أنا دون دليل يوصلني إلى وطن تراجيح أشارات المرور وأنا أمسك كفك
بعد انتهاء الضوء العابر إلى الازدحام...
تعالي يا سيدتي رممي داخلي واكتبي أول الحروف من خربشة طفولة النهار
قبل أن تمطر الدنيا خيول تصهل بصدى الغياب ...
تعالي ..تعالي



36
( حداد الأزهار )

أجري تنفسا أخر إلى الجزء الميت من قلبي قبل أن تعبأ رئتي بجذور البنفسج وأصبح كالحدائق مات العشب فيها ، وأقف منتظرا حداد الأزهار على الفصول التي مرت دون المطر
هل رأيت العشب حين يصير كالضفادع تخرسه المسافات بلا نقيق ... وهل عرفت أنك بعدي تصبح الحياة حماقة ترتكب آثام قتل الرمل على شواطئ مرت عليها أقدامك المزدهرة بالبحار ..
أنت تتقاسمين يومي فلا تبقى لحظة أنظر فيها إلى مرايا الأنا ...
وينتحر داخلي ماس المسافات حين يكون الفضاء دروب تؤدي جنون الحضور
أمشط سنيني بالحبل السري لجسد المطر ، أجد عيوني قارات من الماء تسقط عند غجرية الحدود بحزن الأطفال
أتوقف عند نافذتك التي صارت عندها نجوم لا تهدي بحضن الضوء إلا بالشموع المضاءة من كفيك
تتشابه الحياة والموت فلم يعد لقلبي سرير أضلاع يستريح عليه بعد أن مات نبضه في خريف الشرايين وتبعثرت دقاته على رصيف الرجع البعيد ...
أصابعي لم تعد تلمس الهواء حين يتحجر من غبار الشمس التي انطفأت في روحي
والقارات قد تيبست في روحي قبل عودة السندباد من السفرة الخامسة ، بعد أن سافرت واحة روحي إلى الصحاري البعيدة ...
وصار لون دمي رحيق الرمل غسلته الأرض بالوجع النهائي من واحات الانتظار ...
ٍسأهيم في كل الدنيا أبحث عن خطاك و بيادر الفراغ ترمي روحي بحبات الخواء ...
أدثر روحي بثرثرة الأماكن التي كنا فيها ..أنادي روحك التي كانت لي يوما
لعلي أسترجع ذاكرتي ويغشاني الضوء قبل أن تنطفئ مصابيح روحي
وأغادر إلى اللامكان وأتيه في الجهات الأرض دون عنوان ..دون عنوان



37
( اختناق المسافات )

سأغادر كي أعلن موتي فلا جنة تحتويني وأنا شجرة تيبست في ربيع النار
سأعود إلى القابلة الأولي لتعيد لي الموت الأخر من الولادة ...
قبل أن يكتب على لوح الهواء موتي باختناق المسافات في حنجرتي
وقبل أن أكون حبة ماء تاهت في الفضاء اللانهائي حين تأمرت الريح مع البحر كي أكون حبة رمل في بحار تأخرت كثيرا على وصل السفن إلى الجرف الأخير من شباكك المضاء بجنة عناقيد النبيذ من الفردوس ..
دعي مدارات كفك تمسك العاصفة كي لا تقتلع بساتين أزهاري ... أني سألوذ ببنفسج شعرك الليلي بلا نجوم ...
قبل أن تبحر في روحي علامات البرد الأخير من حضن القيامة ....
وما فائدة كل سكون العالم وأنا لا أسمع نبض قلبك هو يرميني بحبات الرطب
أنت دائما تقولين أرحل إلى حياتك فبأي يدا أصافحها وأنا لا أتحسس روحك ترسمني بين شرايين ضجيج قلبك قبل قدوم الليل الأخير من البكاء ...
حاولت أن أطفئ ضوءك في روحي بحجر القلب تصير دوائر تبعد عني الهواء وأسقط مغشيا دون الأرض في التيه...
سأبحث عن الطرق المؤدية إلى أسمائك العميقة باشتعال الفجر على نافذتك ليفتح نهار أخر
من طفولة القمح في الحقول حيت تتماوج النسائم في نهضة الشمس في يديك ...
لتمسح غبار السنين عن خطوي الذي أرمده الفراق الأخير بعلامات الشتاء ...



38
( أخر الجمر )

وجعي لا سماء تلتحفني من عتمة الأرض ...
لهذا أسافر بلا اسم كي لا يؤشرني شرطي مرور الكون بأخر الجمر المتطاير من الجحيم
سأعيش بضمير محروق الليل ،لأن الأمطار لا تمر بأشجارك ...
الفراشات واقفة بحدائق روحي تنتظر رحيق أزهار حضورك ليبدأ موسمي ما بعد الشتاء
سأعانق القوس قزح الذي حمل كل ألوانك لأغسل روحي من بور المسافات ...
أقعد في ردهة الزمن أفتح شرفة خالية من هواء السديم اللانهائي
أنا يوم بلا غد يأتي ...
يذيبني ثلج غيابك بالرغبة الأخيرة من الانطفاء
أنا عود ثقاب اشتعلت مرة واحدة ولا احترق إلا بجمر التراب بعد غياب فراديسك
لن أتبع البحر في البحث عن جرف أخر...
أنت الشاطئ الوحيد بالضياء
كانت لي كل الشواطئ ..الموانئ ...البحار ...وطقوس المطر لكن بعدك لم أجرب إلا طقوس الغرق....
كانت لي كل المدن ...المطارات ...الشوارع لكن بعدك لم أجرب إلا السقوط موتا من رصيف القيامة ...
كـانت لي الشمس... القمر... و الريح لكن بعدك لم يبق لي إلا كهوف ضلوعي ألوذ بها من نزوح أطرافي إلى الفراغ ...
لم يبق لي غير انتظارك في محطات المجهول ..
أني أنتظرك أبدا ....



39
( ملاءات السراب)

هل يمسك الإنسان بوطن حلمه أم تنثره المدن الغائبة بين أضلاعه كالبثور على رقع جدرانها التائه بين شرخ حصار تاريخ الحدود ، الواقف على أكف الخيول المطاردة إلى ذيول الريح حتى يأتي العمر دون هوية ...
روحي بئر أسقطها الماء في الجفاف ولم تعد تمر نوق الغيم على قوافل الريح لتخبرني بالشواطئ التي تغتسل بالزيتون ... النوافذ توزع حزنها على سريري ...
أمسك بملاءات السراب في عش الذاكرة حيث يصير النوم بلا جدوى على وسادة الزمن المنقوع بتشظي المكان بهشيم المرايا ...فتخرج الأحلام كالشظايا تدمي عمري بأحزان الفقد والانتظار...
تحاصرني النوافذ كقطرة راكدة في عيون الجدران تبكي رحيلك ...
أنا خسرت فلم تعد تحتويك كلماتي ولم تعد ترتجف شرايينك على دقات قلبي ...
لم يعد المكان فسحة حلم حين نتنزه في أروقة المدن ...
لم أعد إلا طيف يسامر الفراغ بأخر تقنيات الوجع ..
لم أعد إلا طريق يرحل ولا يعود ...
لم ..لم أعد إلا نقطة في سطر قبل بدء الكتابة حين يغشى المكان العتمة ...
ولم أعد إلا حبة رمل تحلم ببناء الأهرامات ...
لم ...ولم أعد أنا إلا قوافل خيل مرت من هنا قبل أعوام النهايات لدفتر تصحر روحي في الدروب التي تغزل من الريح كلمات تعاويذ الكهنة والسحرة والذي جعلوا من نهر اللقاء يعطش في سماء تعرف أين تجد الأنبياء ...
تركض الريح حافية من أقدام الشجر في حدائق روحي التي أدمنت العزلة ...
تعبئ من تيجان الصمت للرحيل الأخير من أجنحة الفصول ...
قد تشابه الوقت عندي إلا من طيفك يحرك عقارب ساعة جدار الروح فلم أعرف كم مضى من غيابك إلا ظل يغيب ويأتي ....كموعد لحضور القيامة .



40
( احتباس السنين)

أقول احبك يختصر الكون بقطرة ندى تتوسد أزهاري ، يبدأ ربيع أخر من العبير يغسلني يطهرني من احتباس السنين فوق يومي الذي يمر....
أكون كشجرة صمتت من خمول الفصول
يبقى بور حياتي ظمأى إلى أمطارك مهما اقتربت مني الأنهار
ينازعني رماد أرصفة الريح أبحث عن أشارة الضوء الأول من بدأ النهار
لم تخلف في شموع النسيان سوى ذكرى سائرة إلى أشنأت الاحتراق واقفا وسط العتمة
لهذا سأدفن جرحي في صراخ الهواء وأدفن الأماني في سكينة الخراب وأغادر قلبي الذي تحول إلى برتقاله عصرتها أضلاع الوجع ..
الهواء أنسرق من فمي ..
يهتز المكان حولي ويدور نحو الوجع الجالس على الكرسي بلا انتباه
أزرع الأنهار في روحي كي تصبح شراييني مملكة عصافير الأشجار كي أقتل السأم الذي يطاردني من أول النهار إلى أخر نجمة تسقط في حضن المساء ...
أركض قبل أن تختنق أقدامي بعشب الكهولة وتصاب ذاكرتي بهشيم الأسرار
أتسلق أسوار التهمة لآيات الغياب ، أخيط جرحي بالهواء بلا موعد مع غبار الخسران
أخبئ الوميض الأخير من عينيك كي أرتقي سلام النور على جسدي الباحث عن حرية الاختيار...
أرمي صمتي بزجاج النوافذ لأرسم صورتك بكل الألوان ...
تضوع روحي بأنفاسك وأسقط بين كفيك بريئا من صلاة الأسفار..
أعرف أنك لن تعودي ولكني أعاند قدري بأنها ستأتي قبل موعد الانطفاء ..
سأنتظر ..سأنتظر حتى وأن جفت شفاف الأنهار على دموع النوارس
فلن تجدي قلبا يحميك من تقاسيم العزلة والانتحار بالطلقة الأخيرة من رحمة الأقدار
سأنتظرك بقلب لا يمل الانتظار ... سأنتظرك ...



41
( أغصان الحضور)

لا ليل يضمني إلا القمر المرسوم على نافذتك
حاولت مرارا أرسم صورتك تخذلني الألوان ..
أصابعي دائما تغادرني خارج الزمن المحسوس بالتوهج ..
تنطفئ على طيفك الذي يورق في وجه المكان غابات من الحزن ..
تبعثر أغصان حضورك مدارات روحي بوجوه لا أعرفها ، ترميني بشهقة عكاز المساء
متعلق بغرقي بكف المجهول الذي استطال إلى همس الجنون ..
لا شيء يبعدني عن ذاكرتي سوى ترهبي بعنوان الأمل الجالس فوق عش القمر الذي هو أقرب لي منك ...
أرددك كتعويذة تخرجني من جدار روحي الذي صار كالبيت المهجور ..فلا يسمع فيه طفولة الضوء تغسل نوافذه من غبار الانتظار ...
تتفجر حريتي بعبوديتي بين يديك ،فلا أعرف أن هناك زمن حر إلا حين أتحسس نبضات قلبك المغادرة إلى شراييني ..
سأبكي براءتنا وطفولتنا التي تركناها هناك خلف جدار البحر و خيمة الثلج وعطش أقدامنا إلى المسير فوق مسلة الحصى الموزع على نعاس البحر....
كسرت كل المرايا كي لا أرى وجهك يزيح قلبي من مكانه حين يعتصرني الحزن في النهارات الواقفة عند أروقة أشجار النخلون ....
كيف أجد غيرك وكل النساء اصطفت بين كفيك ...
هل أهرب مني كي أعود إلي والزمن فراغ يلهو بوجه الوجع ..
أنا أعرف أنت لي وأن طال الزمن ، هكذا بشرني العرافون على أبواب كفي...
كيف أهدأ وأنت علمتيني كل براكيني وثوراتي ، حين يتحول الثلج إلى أشرعة لأنتحار البحار على جرفك ....
تعالي تحسسي أضلاعي قبل نزوح القمر إلى مداره وسقوط النجوم في الدروب المؤدية إليك تعالي قبل مواسم الشتاء الأخير من انصهار مجد أحلامنا ...تعالي



42
( طعم الحنين )

سأشرب ذاتي لأذوق طعم الحنين قبل تحول جسدي إلى ذرات هواء تسكن الظلال التي انكسرت فيها العتمة ..فأغرق في قلبي بلا موعد مع النبض ..
أخاف أن يأتي الشتاء دون أن أجد أحد يظللني من انهزام أطرافي بالزمن البارد من الرغبة بالبقاء انتظارا إلى المجهول ....
تخرج الأحلام من ذاكرتي إلى أشيائك التي تخرس توهجي في الانتظار
لا سمع سوى اختناقي بالسأم المحفور في ذاكرة الأشياء حولي ،فتجف الأيام على جسدي ...
أذبل بوجع الانتظار حتى الغرق بذاكرة الاحتضار
أترك حقائب النجوم تجمع ضوءها من حافة القمر، أمتهن السفر بلا جسد كي لا تخبو المسافات في سراب السماء...
أنت موجودة في حضوري مهما غبت، يبقى حضورك طيفا في شرايين الوجود القادم من وجه المكان ...
أفصل ظلي أرمية إلى سراب الضوء قبل أن يقشرني الفراغ بحماقاته ...
أكتب تاريخي بلا زمن كي أرمي كرات الوجع من شرفة بالوجود حيث النهايات سائبة بالخسران ...
فهل أنا ربيع الهم حين تزدهر فصول فردوس في المسافات ..
أغادر أحلامي بجوف عصفور قبل أن يتحول دمي بلون القمح ...
أطعم المرايا بخاصرة النسيان قبل أن تصير المسافات ثعالب تأكل أقدام الزهر في حدائق روحي ...
تصهل خيول المساء على خفوت النجوم حين توسدت شرفات القمر عند نوافذ تعلمت طعم الأرق على أسرة غائبة الأحلام ..
وأصير كقبره الوقت تبني عشها في زفرت الريح القادمة من وجع النهايات ...
أطعم كل المرايا بريق عيوني وأنام بلا إغفاءة قبل أن تستدير وسادتي على هجوع الليل
بلا موعد مع النهار ....
أنزع قلبي من توهمه كي يرجع إلي قبل إغلاق أبواب الروح ، انتظارا إلى موعد بلا تاريخ أمزق أملاءات الانتظار وأغفو لعلي أحلم أني موجود في حضوري ...
وأحلم بالأتي دون ارتجاف البحر على سريري ...وأغفو



43
( برد الأحزان )

كان لي وهما وربيعا أغسل روحي بأحلامه .. فأخرج من دمي الضوء كي أرى قلبي يحتضن
روحك الغائبة ...
يأتيني النبض ..
أعد ضحكاتي التي تجمدت من برد الأحزان ..
أعد خطانا التي مررنا بها على صمت البحر ...
أختصر تاريخنا لأجعل من الوقت بلا ميلاد ..
أعد همسات العزلة وأرفع عن كفي طقوس العرافين وأدير وجهي إلى الشمال قبل أن يأتي الغروب بأنباء البحر ...
أرمي حقائب سفري إلى محطات لا يعود فيها الغائبون من رحلة الغياب ..
حاولت مرارا أن أمسح ذاكرتي من صورتك فلا أجد غير حلم وسط أشجار بلا أغصان
أحرق وقتي البارد في إطرافي وأتعلم كيف الخشوع إلى القمر ...
علمتك أسماء المدن فلم تتعلمي إلا مدن التي تعرف كيف تنسى حضورنا عند أول الغياب...
ما ذنبي أن بريء من دم يوسف ...وأنت تصطفين مع أخوته حين حضور جنازة جنوني فيك
إن الحب ليس مهرجان تمزقين بطاقاته حين تتفرق الأقدام إلى بيوت غافية في ذاكرتها
وأنا لدي الحب تاريخ القلب لا ينتهي إلا حين يتوقف شهيقي عند اختناق الهواء في حنجرة الصمت ....
ما طعم الحياة حين لا يكون لملحك طعم أرغفة الروح وقت الجوع...
كل تجاربي أني بلا تجارب في الحب لكني حين أعشق يزدحم العالم في قلبي
أنا أخجل أن اذكر امرأة أخرى في حلمي غيرك ....
أنت تشيعين نبضي إلى البيت العتيق حيث وقفوا يحرسون كلماتك ..لكني وجدتك في نفس المكان تبحثين عن اسم أخر إلى المرايا التي توزعت على حافة الشوارع بلا أسماء ...
أنا نبي صغير ...
يوم تعلمت كيفية التوغل في سمائك ...
وأبقى مرابطا مع النجم المسافر في مساءاك ...حيث يهبط الليل دون دليل إلى الضحكات التي زرعناها على شفة الريح ..أقف منتظرا دون أسماء الأتي ...دون ؟؟؟؟؟



44
( أرخبيل التيه)

سنلتقي ما دام هناك سماء وبحر ..سأحزم حقائبي وأصمت فكل قواميس الأرض لا تكفي لمعنى روحك في كلامي ...فأصمت فللصمت كلام أخر لا تفهمه إلا السماء ...أصمت ... أصمت .. وأتجه نحو أرخبيل التيه بلا كفن الهواء ... فالكلام لغيرك دون معنى ...أصمت لأنتظر جوالك يأتيني بصوتك ينطق حروف اسمي وأسقط بغيم حضوري...
وأنتظر مطر الروح في حدائق أنفاسي وأبعد الغيم عن عيني أبدا .....
أتساقط بين كفيك كالنجم من سماء روحك أتدثر بالمدن وأسهو عن ذاكرتي يوم تأتي الأشجار لتنازعني على خضرة روحي ..
أصنع من أغصان شراييني كراسي الموج وأحشد كل أنتباهات الريح في روحي لأمد جسدي في خلجان الصدق بأظافر الوفاء والحنين لحلم سرقته ذئاب المسافات حين كان القمر يعد نجومه التي غادرت إلى تخوم المجهول دون الحنين إلى السماء ..
كنت هنا أو هناك أغافل المدن باختيارات التلويح للقدر المتستر بين خطانا وأعد واجهات البيوت المعكوسة في دواخلنا قبل ارتحالنا بقطار الليل إلى المدن الفائضة بغيض البحر
نبشرها بأغانينا المخزونة و بأثواب هواء حنجرتنا، توزعها محطات أستطاب فيها المسافرون هلع ارتجاج السكك بمرور اللقاء على صراخ المدن...
كان الصمت يوزع مناشير على الكرسي التي طال انتظارها لقدوم المسافرين من ثقوب نعاس الضوء على سكك الجديد ...
نمر بالمدن مثل وداع الغرباء الذين تفرقهم محطات لا تجمعها إلا أقاليم الوقت المار باتجاه المجهول ....
اصمت لعلي أجد حلما يبعدني عن هذا الضجيج والأغاني المبتورة بالإنصات إلى التذكر
وأنتظر الصمت وأذهب مع حلمي المتشرد خارج دوران المدن ..
أصمت ......؟؟؟؟؟



45
( رحم السراب)

أرسم على يدي هواء أخر، لنفوذ النهايات بحتمية الاختناق في زمن الغبار والطلع الخارج من رحم السراب ..
كانت هناك لي زيتونة أذابها الماء بالجفاف حين مرت خيول العزلة إلى المنتهى في شوارع
وقفت اندهاشا لفوضى الحواس ...
النهار نهد الليل في عطش البيوت إلى الضياء ...
وحكايات المواقد عن الشجر العجيب حيث يصير المساء ظل حجر في مقبرة اللحظات
قد أعاد الشجر إلى موطن السندباد كاللوح المحفوظ في قراطيس العشاق...
كل شيء يؤشر بالرحيل إلا أنا أبحث عن ذاكرة القوافل التي سكنت ذاكرة المكان
أحشد كل مواسم الروح لفتح أبواب الأحلام كي تغسل الذاكرة من يأسها بتعاويذ النذور
حين تقف عشتار تبحث عن دراويش نجوى الروح في زمن التراب دون استيعاب أخبار البحر وطقوس الموج على أكف الرهبان ....
أبحث عن مخالب فم الغيم لأطفئ أخر الجمر المتبقي من احتراقي .
أفتح نافدة الحضور للزمن الذاهب من ذاكرتي وأقيس توجعي بمقياس الوهم كأني مركز كرة الوجع في غيابك ..
تصير روحي مقعدة بعربة المكان تحت ظل يفترسه السكون وعلامات الأسئلة عن جدوى المعنى لروح لا ترى نوافذ النجوم ...
تصير السقوف ارتفاع لتكدس أماني الضياع في حضورك...
ألف خاصرة الجدران كعلامة النبوءة حين يدق الصمت في مسمار العزلة ...
تتراجع روحي إلى وكر الضلوع كانكسار المساء في مدن التيه
وأنتظر حضورك كبشارة الموج الذي يأتي بالغرقى حين تذبل السفن في أعاصير السكون وأنتظرك ...حتى تقفز الفراشات من الفردوس ...سأنتظرك



46
(سكون الجنون )

يغمرني سكون الجنون فأكون متفرد في التحديق إلى المدى ...
أبحث عن روحي التي استوطنت خلف رابية النخيل تخيط المدى بالحلم والضوء ...
تنزل الشمس من سرير القمر لكي تبشر حدائق الروح بغبش الحنين الى خطاي التي ظلت مرابطة عند نافذة البحر...
حيث يصير الصبح جدائل ضوء تمر على روحها الساكنة بين الضلوع كأغنية الهوى واليقين ...
في زمن يغزل من السراب أحلام التائه في ذاكرة الأفق حقيقة الوجد والوله في لحظة التحديق إلى زمن الانتظار...
أجد عينيها كبسملة الصبح الذي فارق أسمه في زحمة الفنارات المرسومة على وجنة المدن التي لا تستيقظ إلا على وقع أقدامها نحو المقاهي العربية ...
تتشرد روحي في مسامات المدى كالعصافير المتهمة بسرقة نجمة أول المساء...
أفقد دائرة الاتجاهات الأربع التي وزعت ضلوعي على هدهدة الأشجار وقت نسائم البحر عند مرور النوارس التي تنتظر مرور على خطانا معا ...
يجذبني انتباه النهار إلى عينها كأنها ليالي الفردوس في قحط جنوني ... ألتهب بالسؤال على وقع أسفاري بخرائط الجنون
أغسل الروح بصوتها الصباحي كأنها تباشير السماء عندما يرتد الضوء على جنح الغيم
أغشى بتراتيل الجنون إلى الصحو ..
أتلبس خطاها ونسير معا في الشوارع ونبتدئ النهار كأراجيح الروح وقت يقظتها من الحلم المستديم في الذاكرة ...
نسير على خرائط جنوننا إلى نهايات الكون كخروج آدم وحواء إلى احتواء الأرض في أول التكوين
.....ونقف على نافذة الكون نراقب مسارات العالم ..
نرميها بقين الصدق والأيمان والحب .......ونحلق فوق البحر..
جاءت توا من طقوس التوحد ...
وننتظر ..ننتظر



47
( وجع الموج )

أكون كغيمة فوق جسر الذاهب إلى المجهول تنخر روحه أسفار الحديد ..يشبعني النهر بتثاؤبه بين طيات موجه المتكسر على أقدام الرمل ...
أتقمصن روحه ..أمطر على أساريره الموحشة برقاص الرمل المار على شواطئ تغتال النوارس ...
أفك أسر روحي من وجع الموج ..أبحث عن شيء يشبهني لأكسر المرايا التي خلفتها في غرف الهواء ...تطارح أسرة المطر لتغسل الهمس الساقط من عيون الجدار المبلل برغبة عصافير الزجاج بالتشظي حين تعطش الصورة المعلقة دون أطار...
أزحف إلى كف دم الذاكرة المعطوبة الضوء لأتشرد بمدن الخيال خارج أسوار الظل ...
أعانق الجذور لأعرف متى تأتي المواسم بلا عيون المعابد ... حيث تحرق الشموع نفسها
في دروب القمر فلا يبقى سوى عكاز الظلام ..أتوكئ علية في زحمة احتراق الهمس بأعواد البرد كالحطب في أول الربيع ..
تتصاعد روحي إليك خارج جسدي كي تلامسك .. وأسقط بعيدا عن أسوارك في أحضان الإلهة التي تحب ملامسة السماء كي لا يقترب البرد من صدور الشجر الأخضر..
تكون غجريتي مفتاح رضاب الوهم القادم من فم المسافات ...
أراك تتلبسين عيون المدى المأهول بكل ألوان قوس قزح ..
يسقط الضوء القادم من عينيك على أبواب الحواس لينير الطرق إلى عاصمة القلب ..
وأنتظرك انتظار المتصوف بقدوم رؤيا التوحيد إلى الأيمان من جرف العزلة عند بحر الغيب
أنتظرك لعل الزمان يعود وأخزنه بين ضلوعي إلى غد..
الأمس الذي غادرني دون وداع ... فهل حكايتي محض انتظار ؟؟؟؟؟
هل حكايتي محض انتظار في دروب الجنون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



48
( لعبة المدن)

حين تكون الأشياء في زمن فوضى الأحاسيس تبدو كتذكرة الحياة حين تسافر دون الفكر.. وتصبح النهارات موج يتقاذفنا خارج لعبة المدن التي ظلت ترزح تحت أقدام الزمن المأخوذ من تداعيات الأيام كرحيل الغابات وقت انقراض الفصول بأصابع التيه ...
وتأتي المرايا كصفير النازل على وجوهنا لتؤشر قطارات الأيام بعد أن أتعبها الرحيل باتجاه مدن القلب .. تحاصرها حواس المسافات بأعصاب الحدود ..
أشعر كأني أرتديك كالهواء يغلف جسدي بعد التعري من حضارات الثياب حين أرميها إلى الزاوية القصية من جدران العزلة ...
الجدران التي تدهشني بصمتها والخيالات التي رسمتها على شرايين الوقت قبل أن أمرر يدي على جسد الزمان الرابض بين أصابعي وأكف الحلم ..أقرا شرايين الأيام وقد صبغت الحنين بلون دم المدن التي غادرتني ، دون العودة إليها إلا مع حلمي في حضور عينيك
حيث كان هناك المساء كجنازة الوقت نشيعه إلى سرير البحر ونعود لنرتدي أثواب الموج لنهرب قناني الترويض إلى الذاكرة من أجل اقتناص الحلم من حافة العطش ..
تزدحم هواجسنا بالرحيل الأخير من انكفاء الروح حين تعطش أجسادنا إلى لون الشجر عند أبواب الفصول ...
يأتي البحر بأرواحنا الغارقة بالمدى دون أجسادنا ليؤشر تاريخ الغرق على أسرة الريح ...وأصوات لذة العزلة قي نبضات الماء المنزوعة بالطهارة ..حيث لا بشارة أن نعود
وقد تركنا أحلامنا تنمو كطفولة شجر العنب ... تنتظر أن يأتي النبيذ بأقداح الماء الغائبة عن أنامل أجنحة طقوس التوحد مع جسد القمر على سرير همسنا ..
ونحلق مع هجرة النوارس إلى موانئ الدفء دون ضجيج البرد عند شرفات تعانق الشجر
لتبتكر رحلة أخرى إلى الحلم في زوايا تنهدات بلا عودة إلى التماثيل مقطوعة الأطراف ..عندما نكملها بأصابعنا في رحلة الصور في ذاكرة آلات التصوير
فنحمل الأماكن في حقائبنا ونغيب ...لعل يوما تعود حقائبنا ...دون أصابعنا وتمر على أنتظارات التماثيل ..لنكتب في لوح الأبد عن عزلتنا الأخيرة مع الرماد ....لعلنا ...لعلنا ...لا نستفيق ....



49
( الشهقة الأخيرة )

تندس بين أضلاعي أحلام مترفة الصقيع ...
أبحث عن الدفء الذي ينضج في حضن البرد ...
وأحقق نبوءة العراف لا دفء أكثر من دفء جسدين متلاصقين إلى حد انهزام الفراغ
من مسامات الفجوة العابرة إلى معابد التقديس حين ترتج الأرض تحت أقدام الرغبة المقشرة من أبعاد المكان ...
تبدأ الموسيقى من اعترافات الهواء على أسرة غائبة في تلاطم الأجساد قبل أن يفزع الهواء الخارج من الشهقة الأخيرة من الارتواء ...
تبدأ الموسيقى...
أبدا بالحوار الصامت مع محارات الشواطئ التي هزمت البحر مبكرا قبل قدوم الجزر من أطراف اللؤلؤ المرسوم على صدرك..
تخرج الموسيقى من دواخلنا لتلتف حول تضاريس الفراغ ..
تسحب الرؤيا الخفية من أرواحنا بأننا هنا ..كي نرمي العتمة المسجونة في قراطيس الصمت ...
نخرجها من صورنا المخزونة في ذاكرتنا ..نلبسها طاقية الصراخ المبطن بتعبد الكهنة .. نصير نحن المعبد والكهان حين يخرج شعاع الموسيقى داخل أرواحنا إلى اندهاش
تسربل الموج على جسدينا ...
أرمي الصدفة باحتراق البراكين على كفي
وأسافر إلى جسدك دون هوية الفراغ .....
لعلي أجد في جزره الاحتراق الأخير من نجوم الفردوس في روحك ...
قبل أن أدخل الشواطئ الذابلة بالانتظار
لا شيء غير أن أتلو صلاتي وألوذ داخل حجر ضلوعي الممتلئة بعبير أنفاسك
وأنتظر الزمن القادم بلا انتظار ...؟



50
(التوبة من العويل)

حملت كل الغيم القادم من سمائك في حقائب روحي ..
لم يمطر في إلا وجع البرد في ليالي الخيبة النهائية من محطات قطار الليل الصارخ بالتوبة من العويل قبل أن يسامر مدن النوم الزاحفة إلى ثقب الترقب في وجع الأشجار ...
أفتح أزار قميص الموج لأتنفس الهواء الخارج من رئة النوارس .
فلم يعد هناك معنى لانسكابي فيك ...
الأمل في فم الغيم المظلل لموانئ الانتظار ..
تخلى عن آلهة الحنين ومعابدها في الروح ..
قبل إحراق الشموع نفسها انتظارا إلى مجد النجوم في الدروب المؤدية إلى السؤال عن جدوى المرور على الضوء في أخر هبوطه في شرفة انتظار الأبد ...
هذا الفراغ أتقن فن التحايل على أرجوحة الرماد الغارق في الأماكن التي أومأنا بها إلى الرحيل
قد سحب ضجيجك عمر السكينة من أروقة روحي...
ذاكرتي أخترقها الفراغ يوم تسلل جسدك إلى نافذة القمر القادم من وجع الطين ...
بعد هول كل هذا الحنين ..
تأتين بعزلة الروح وتقولي رجعت إلى الخطوة الأولي برسم أسرة الموت البطيء ...
لا أقدام تسامرني بنزوح أصابعي إلى أكف الشجر ولا جسد يطاوعني في رحلة الألف ميل
فقلبي تركته خلفي هناك حيث ذاكرتي تجمع حطب الموج لدفء خيام الثلج ..
هناك على حافة صخر الموحش والموحي بقدوم المساء من خلف قامة بردي الأحزان ...
حين كان يطعمنا المشهد البحري أصداف المحار ..
أشم رائحة اللؤلؤ في كفك وأنت توعدين العشب بالقدوم في عام انتحار أسماء المقاهي في أقاليم اللوح الشفاف بالعطش إلى أصابع دخان التبغ الموجع إلى حنجرة المكان ...
كيف كل هذا وأنا لم أعطيك سوى عمرا إلى التحليق في غابات الثلج ..
لحظة كانت آلة التصوير تدور حولنا كالنوارس حين تدور على موانئ الميعاد للرحلة المؤجلة إلى البعيد
بدأ الزمن ينسج شرايينه على ملامحي كالعنكبوت الذي شاخ مبكرا ...
سأغيب على الشواطئ لأرسم دوائر الرمل ...
أرمي قدري المتهم بطيبة الماء ، بأخر وصايا الصحراء ...
وأرمي صوري على الجدار المتحرك باتجاه الصمت المغلف بالنسيان ....
لعلي أجد بعض العزاء .....
بعض العزاء من خطوتك باتجاه السابق في الامتلاك
وأبقى أنا أعد أصابع الرمل المنشورة بالغياب ..
وأغيب كقطرة لا تنتمي إلى كل مياه الأرض ....وأغيب



51
( بشارة الدفء)
تولدين من رحم ذاكرتي كفصول الأيام الموحشة بالزوال ..
تلامسين مرايا روحي كالطفلة الأولى ..
أخاف عليها من زحمة أقدام الشجر عند صوت الريح أدخلك بين ضلوعي كبشارة الدفء في تاريخ أرض الميعاد حيث مصيرنا ينصهر بين أصابع الأقدار ...
أرمي أحلامي الذابلة إلى وجوه التحديق لعل النبوءة تأتي بأخر وصايا رحمة الأزمان المسافرة دائما إلى حفلة الأحلام في الزمن الماضي ...
انكسرت روحنا ببيادره المطحون إلى حد احتراق أظافر خطانا التي مرت بابتكارات البحر في قوس قزح...
فلا شيء يبقى من أعراس الهواء على شرفتنا يلامس شهقتنا العميقة بالتقديس
كانت العصافير تحتفل بطعام أكفنا حين كانت الشمس توزع انتباه ظل الشجر الوقف على كراسي التعميد ..
المطر المخزون في مواسمنا القادمة دون الغيم نهديها إلى عيوننا التي بقيت معلقة هناك ما بين جفن الشجر والتماثيل الواقفة منذ عصر التنجيم ..
قد أنكسر هدوء المكان في أرواحنا المنبعجة في ثقوب المساء البعيد عن تنفسنا ...
كان النهار كجسر الضوء نعبره من حافة الفجر إلى أول نجمة في المساء ..
أنت الآن تتدثرين روحك برماد النيازك الساقطة على عزلتي حين تفترق الشوارع إلى البيوت الساكنة أهوال الصمت ....
قد ضمر نبضي فيك يوم سافرتي بحقائب الهواء وانكسارات الضوء من ظلي على لوح المزجج بتاريخ النوارس التي انتحرت على لكنة خطانا هناك عند جرة الماء الحزين
لا أجدك الآن إلا في جرحي الذي لن يلتئم بين المسافات التي تشبهك بين أضلاعي
سأخرج من جسدي وأبقى حارس المدى الذابل بوصايا الرجوع إلى دارك الأخير
سيكون مثواي الهواء قبل أن تختنق المدن بعلامات الرجوع إلى قيام الأرض من جاذبيتها في زمن الروح ..
وأنكسر لعل لا يأتي زمن الغياب ...
أغيب في مرايا نجمة الزهرة عند المساء الأخير ....
أقطف زهرة البنفسج الحزين من دمي أتوسدها وأغفو ...
لعلي لا أستفيق ........
لا أستفيق ...... !!!!!!!!!!!



52
( عصافير الهجرة)

سأتحاشى الطرق المؤدية إليك وأقطف السنابل من راحة الأرض كي أوزع قمح روحي على عصافير الهجرة التي تقتحم فصول الذهول أن إليك دارا غير أضلاعي .
وأن لك شاطئا غير المحار الساكن في كفي ، لا يسبقني البحر إليه في أول جزره ...
أسقط بذبول في الطرق وقت الظهيرة المؤدية إلى موانئ تحترف بتشرد النهايات في سماء لا توصل عمق وصايا الحقيقة إلى نبضات قلبي أن هناك دارا تحتويك غير أذرعي
في الغياب ...
أوقف تشردك بين شرايين القلب ...
هو لم يعد إليك بعد أن سقيت أزهار البحيرة الدائرة حول مدانا بخيول لاهثة بمسامات الماء الواقفة عند جزرنا المنفية عن أقدامنا ..
كانت الخيول تنتظر امتطاءك على صهوتها كالماء الأبيض في صباحاتنا..
أمسح مسافات التيه من خيوط التذكر إليك فأنا لم أعد إليك وأنت لن تعودي إلي
سأبحث في الوجوه عن وجه يشبه روحي ...
أتحسس أضلاعي وأمرر كفي على نبضات الزمان قبل أن تدركني شيخوخة المكان وأغادر ذاكرتي لعلي أجد حلما أضعته في مطارات كفوفي في زحمة مقاهي الانتظار ...
مازلت تراودني الأسئلة هل أنا هنا أم مازلت راقدا على سرير العزلة والوجع المستديم
كعباءة الحنين في قحط الوجوه التي نراها مرة واحدة وتغيب في حضور المدن إلى أحلامها
سأنزلك من ذاكرتي وحين يأتي وقت النوم أفك قفص الذاكرة إليك وأقبل جبين الغياب ..
كي أتلمس عنوان حلمي بعيدا عن الوسائد التي تطعمني الأرق إليك
سوف أزداد بياضا بغيابك قبل أن تخنقني المسافات بحبل الحنين ...
لم تعودي لي وأنت في دار لم يألفها القلب في غربة نبضه عنك ...
لم تعودي لي ..
سأنتظر النوم الأخير كبشارة الفرح في عزاء الروح عند خيمة الغبار
الأخير ...الأخير




53
( شجرة الهواء)

قد خسرنا ولم يعد أنت أنا ولا أنا أنت بل أنت له وأنا إلى المجهول ..
ضمر الزمن الذي كان يجمعنا حين كنا نمد أيدينا إلى شجر الهواء لنقطف تفاحة الفردوس من عناوين توحدنا ها قد خسرنا وربحت مسافات عزاءنا ...
صرنا كبندول في ذاكرة جسد الوقت يعد الظل والألوان التي بعثرتها غربتنا ..
أصبح القلب خيط الأمس يمتد باتجاه وجوهنا التي كانت تؤشر الفرح في لقائنا ...
ما عادت هكذا وذبلنا من أجل لقاء قد لا يأتي أبدا إلى دروبنا ...
وتقطعت علامات الحنين في كوابيس أرقنا ..
نمى فقدان الذاكرة دون أشارة أني عشت أمسنا ....
وتصاب روحي بالأرق وتبقى مستيقظة في داخلي تعد فوضى الحواس واختلاطها مع أمسي ...
لا حدود أمتلكها غير ضلوع تحن إلى تضاريس ما عادت تمر عليها أقدامنا وأخذت الأشياء تتثاءب بأكفي ..
ولم يعد مصيرنا إلا بركان ساح في أحلامنا ....
لم يعد هناك إلا لهيب مرور الوقت تحت أجنحتنا كي نغادر إلى شهقتنا الأخيرة بعنوان الفراق ...
تفرقت خطانا ....
احترقت أوراق الرغبة باجتماع أرواحنا وصار التراب يعد أضرحتنا
لم تتغير الفصول إلا فصل البرد صار علامتنا النهائية في رحلتنا
وننتظر زمن التراب أن يأتي مبكرا كي يمسح بقايا عشقنا من ربيع الشجر
كي نجاور الجذور ....
ونسبق سفرنا باتجاه العدم ....
نسقط في التوجع الأخيرة من الأرض ونغيب كشاخص النسيان في الدروب البعيدة...
البعيدة لعلنا نعثر على بقايا أرواحنا لعلنا ...
لعلنا نجد الفردوس دون التوبة من عشقنا ..لعلنا ....!!!



54
(نزيف الجفاف )

في أول فصول الروح تفتح شباك الوهم على ربيع خالي من الغابات تكسرت أغصانها عند جنائز العشب .. لم يبق في روحها غير ملمس الجسد المحترق بنار مطمورته في جفاء البحر ..
لم يبق منها في غير الوجع أمارسه بسرية صراخ الدموع التي تغلف كفن جسدي المرسوم بجبر الريح على تابوت أنفاس الورق الأصفر الهارب من قدره إلى أرصفة العزاء ..
لم يبق غير رقصة ثمالة الكأس الأخير بأقدام وشى بها تعب النعاس وسط تصفيق
حضور الغرباء ..
الابتسامات مملة من الضحك العابر إلى أجساد تمارس طقوس ذبح ضحية إلهة البرد بمواقد الوهم بالإنصات إلى همس خراب الروح ...
كان الغناء يتلو بحنجرة ذاكرة صوت فزع الشوارع القادمة من مدن أضلاع المسافات المرمية على لوائح الكراسي التي لا يجالسها غير صمت الدخان الموبوء بسعال حشرجة البحر وقت ذبول السفن على كفه ....
تجالس ما بين أسماء طحالب الريح عند شهوة الأشجار في خريف نزيف الجفاف..
أنا أنصت إلى روحي وهي تغادرني ببراقع الانكسار إلى الزاوية القصية من طقوس
الهم الأخير من قبائل اندهاش عيون المسافات إلى أحلام التي ما عادت تطير من نهايات ذاكرتي لتسابق مهرة جنوني المسرجة بعربات الغربة وسط العشب المنحدر بغابات الشوفان ....
لا ليس هناك عزاء في ضمور نجمة المساء الأخير ...
لا ليس هناك عمرا أخرا بعدها برغم كل مواويل الدم المراق من أجنحة طيور العمر
المغادر إلى الفناء ....
صار جسدي يشبه السجن حين تتنفس الروح العطر الأخير من فردوس أنفاسها ،
قد انتهت أقامتي في الحضور يوم انتهت ضرورة تلاقينا عند مطارات نشرع في زحمتها الأحلام على واجهات إعلاناتها ...
نكتب في دفتر اللاغيب علامات تصافحنا على أجنحة هبوطنا الاضطراري من الأحلام في هواء تنفسنا الغربة من جديد ...
دعيني وأسكني صرير الأخر الموجود فيك قبل أن أولد في الدروب المؤدية إلى روحك
فأنا قررت الرحيل إلى مدن منفى جنوني قبل أن أفزع كثيرا من تلاشي خضرتي
بين كفيك ...
وقبل سقوطي في ثقب دوران الأرض عند مسيرة غبار عدم توازن ذاكرتي في غيابك ...
قد أقبل الجنون .....
أقبل ..أقبل كمهرة الريح أمتطيها وأغيب....؟؟؟



55
(ثياب الغياب)

سأرتدي ثياب الغياب كي أتصالح مع حنيني ...
هي مازالت تسكنني كامرأة لا تشبهها امرأة أخرى حتى وأن طال الفراق ....
أهاجر معها إلى الزاوية القصية من المرايا التي تكسرت في روحي حتى صرت رجلا أخر لا يشبهني ...
أهبط من قمم تضاريس روحي إلى الخلجان تسكن كراسي النسيان ملوحا إلى أضلاعي كفارس لا يحمل سوى سيف الهواء يستبدله بشهيقه الأخير عند زحمة المطارات في دمعته التي لا تعترف بصداقة البحر بعدها ......
أفترق عن الرجل الأخر فهو لا يشبهني لكنه يتغذي من دمي ..
أزحف في خلاياه حين يتطابق مع نسيانها ..
نعبر مطارات زرناها في صدى خطواتنا ولن نعود إليها ....
تتحول ذاكرتنا إلى تاريخ المدن ....
تتوزع أثار أقدامنا المسكونة بفاجعة الغياب والانتهاء
يتحول القلب إلى ضريح حماقات الموج ...
قد غادرت درجة الصفر من كفها ...
كي أبدأ في صباحات مع النشرات الجوية لتقلبات أقاليم زمنها ..
ماسحا أطوار حياتي من همسات الزمن الذي هي فيه..
أفتح الأبواب قبل أن تكثر الغيوم أحزاني بالفقد والضياع من فوضى أعاصيرها ..
ألمس صفحات جنوني وأتفرد بالغياب قبل أن أدخل لعبة الظل و الضوء عند بحيرة التي نشرنا عندها صمتنا لنراقب الأشياء التي خلف الأشياء ونسرج خيولنا إلى المجهول
كل المدن التي كانت لنا احترفت البكاء على خطانا المتعثرة بلا عودة إلى أرصفتها
والأشجار أضمرت مواسمها انتظارا لأقدامنا دون تأشيرة المطارات والحدود ..
هل ندمن الخيال ونركب أنفاس الريح لنبحث عن أطيافنا التي بقيت وحيدة هناك ...
تستجدي خطانا المغروسة بالغربة في أجنحة الشجرة العجيبة..
أم ننتظر الأتي بلا غد بلا ارتجاف على نبض المسافات بيننا ونحرق أشجار كفوفنا
كعلامة التائهين في جزر أرخبيلات التيه ...
سننتظر الأمس أن يأتي قبل الغد ..سننتظر .......قبل الغرق في لوحة الكون الأخير من الاشتعال ..
سننتظر الأمس الأتي ....سننتظر



56
( نافذة السمع )

أبحث عن أرقام الوجود على الأرض ..
لا تغير السماء زرقتها حين يجهض البحر عذابات السفن الغارقة بالمجهول ...
أبحث عن هواتف الأرض وهي معطلة عن ذاكرة الزمان ....
أبحث عن من غيرت أرقام نبضها وكانت تتبعني كالظل أينما أكون ...
أتمنى أن أسمع صوتها وأن جاء مع الغيم ينقر على زجاج نافذة سمعي ...
قد أتعبني هذا الزمان لأني أبحث عن هواتف غير قابلة للتغير ...
وجنوني أني أكثر صحوا في زمن تفخخ بمشاعر لمواعيد لا تأتي إلا من ثقب يخرج من جدار الحواس ويبقى معلق دون أمل الوصول إلى الرقم الحقيقي للسرير المطر في وحشة الغابات ..
يقف الزمن في دروب العرض والطول بلا تأشيرة للدخول إلى بلد دون تغير هواتفهم ...
نحن نعيش في عصر مطحون الفؤاد باحتراق رماد الصحو حين تأتي النار الأخيرة من فراديس العصافير ..
قد ننفق حياتنا دون أن نعيشها لأننا أصبحنا في دفتر الغيب القريب ...
نغسل روحنا في حافة الموج الذي يجالسنا وقت الغروب ..
يأتي العمر بلا عشق مجنون ينقذنا من جنون الصحو على مفرق قطارات الأتي
دون هوية الأرقام المتغيرة في الحواس ...
أنا ضيعت وجهي في زحمة المطارات التي ترتقي فوق تنفس الهواء الممزوج بالغيم
أبحث عنه ..
ابحث في مرايا عابري السبيل باتجاه نقطة هوس البحر وقت ازدحامه على صخرة الرب
أنتزع وجهي من المرايا وأعبر الشوارع دون انعكاس الضوء على عيون المكان ...
أعبر إلى زمن الضياع و أبقى أسكن حدقة التيه ....
كي لا تراني العيون أني ضيعت مطري بغيوم لا تأتي من نافذة صوتها في الغياب
وأغيب ...أغيب على غيمة صيف الجنون ...أغيب



57
( تغريب الوجوه)

تزدحم الأبواب بخفايا الروح والقلق المسمر بتغريب الوجوه وهي تمر من أبواب الخروج إلى جنون الفرح بقدومها ....
الزمن الرابض فوق صخرة الانتظار وهي تتحرك على ظهر السلحفاة ، تحتبس الوجوه كغصن معلق في الهواء فيسحب خلفه القلق الموزع في شرايين اليد التي تلوح بالقدوم إلى البعيد ...
هل يكون الأثير رحيم بروحي الملعقة في جفونه ....
وهل يرى توسلاتي بنزولها في مهبط الروح بسلام ..
دقات قلبي مشرعة لمرور الانتظار لأتصفح الوجوه وهي تأتي من قطارات السماء
سأنتظرها ...
أنتظرها حتى لو التصقت على زجاج أبواب المطارات ...
أنتظر المعنى بالقدوم إلى امتدادات الروح بالشوق ....
قلبي أمانة تعلقت بها ...
قد تجاهلت كل المسافات والحدود ونقاط التفتيش العربية ...
أعد نفسي وأقدامي تلتصق على الأرض كاليتيم ينتظر بشارة الزائر القادم من أبوة الروح
هي تحمل ضوء الحنين من فنارات الزيتون والمدن المدللة بالبحر ...
هي معلقة في الطوابق الثلاث عند بكارة صبح السفن الغافية على زقزقة موج
النهار .....
أتحرك وأنا مشدود إلى كل أوقات العالم وهي تودع اللحظات لأعبر إلى زمن القلق والخوف فتصبح ذاتي ساحة كل هواجس التاريخ و تقاويم الهلع ..
تمر علي الوجوه وأنا الوحيد بينها وتنزل في روحي عسر نجوم الفراق إلى لهاثها عبر مسافات موءودة بجدران الحدود وأسلاكها الشائكة حول القلب البعيد عن أوردت السماء الغافية في توجعي ...
أنا هنا غريب لا أحد يلوح لي بالقدوم سوى أنتظارات التحديق في أقببت المطارات القادمة من انزياح البحر وتموجه في عطش الغيم ....؟؟؟؟
أنا هنا أنتظر ولا أحد يؤشر انتظاري بانعكاس المرايا في وجه الغريب الساكن داخلي ...
أنا هنا غريب وحتى الوجوه العربية تسمرت كأوراق الذبول أستحم بها المطر ...
أنا هنا غريب فتعالي ....تعالي
تعالي فكل شيء بعدك يصير إلى الذبول ...
تعالي قبل أن تعاندني الأشجار بإحراق الأطواق الخارجة من انكسار روحي من عشقها
في دروب لا تمل الانتظار ....
تعالي ...أنت معنى لكل ألوان الطيف الخارج من تنفس الغيم بين أكفك
تعالي فأنا محض نهار يسكنه المساء الأخير من تساقط النجوم على الدروب المؤدية
لانتمائي إليك ....
تعالي عانقي جنون عشقي ... فروحي كلها إليك دون همس الوجع
تعالي ..تعالي



58
( مواسم التحليق)

أنا أغرق بذاتي حتى عطش النوارس إلى عينيك ...
قدومك يأتي بكل الفصول وتزدهر الدروب ....
أنزلي على أشجار شراييني لأعيد أجمل مواسم التحليق إلى السماء ...
سأنتظركِ حتى لو سرقت عيوني المسافات ، لأني بعدكِ لا معنى لكل أنتظاراتي فكل الطرق المؤدية إليكِ هي انتشاء عطش الشجر لقدوم الماء .
أتمحور حول لحظة القلق كمصباح معلق في غرفة الريح يتدخل فيها ضوء الانتظار مع ظلمة القلق ...
أستفيق من ذات الوقت كبندول انتهى توقيته ...
أعيش على حافته كأني أرتدي تاريخ الشجر وأنتظر الفصول عند باب القادمين...
فلم أعد أثق بوقت ساعات الجدران بل أخذت أنظر إلى الوقت الذي داخلي منذ افتراقنا ...
أتعلم من طرق الجموع وهي تنتظر القادم تتساءل عن موعد الهبوط وكأن وقته يعاند مروره في ذاكرة أبواب الانتظار...
أقيسه ذهابًا وإيابًا كعينين لا تدركان تموجات لوحة الإعلانات وهي تعلن وصول الطائرات ومغادراتها حتى أصبحت عيني تجمع أرواق الوقت من سلة انتهائه ...
أصير موطن هواجس القلق كجنون تذكرة الطفولة تاهت في فوضى الشوارع..
تبقى الأسئلة نهر يغسل روحي في تزاحم القادمين والمستقبلين والوجوه تبحث عن الوجوه.............
حيث العيون تلتقي العيون وتبتسم بفرحة اللقاء وبعدها يتم العناق بين الأحبة غادروا إلى ذاكرة الأحلام وعطش الحنين ....
تعالي فلم تعد عيوني ترى أقدام الزحام وهي تتسابق في الخروج إلى الشوارع المؤدية إلى زمن البحر وحضارات القصور....
تعالي ... سأنتظرك حتى لو تحولت إلى ظل يراقب الزمن وهو يمر على وجوه الترقب والانتظار ...
تعالي أيها الموعدة بدمي وقد تيبس الماء في أوردت القلب بعدك ...
تعالي ....
تعالي .....
أنت أبدية الانتظار في عيني



60
( ثقوب الهواء)

ينفلت الزمن من دورانه البطيء في دائرة العزلة ليمتد كخط مستقيم يسابقني عبر ثقوب
الهواء كأنه طفل يعبث بخطواتي يبعثرها ذاكرتي المحشودة إلى السفر ..
أخرج من صمتي وتوحدي مع الجدران التي صارت كقراطيسي تكتب عليها عيني هاجس الحلم البعيد الذي شظى روحي وذاكرتي فلا أستطيع جمعها إلا وأنا أنظر إلى مدى يديها وهي تقترب من أزهار حدائقي ...
أبقى مشتت ضائع بين حزني وحدتي وهمس الريح وهي تدق على زجاج نوافذي التي تغتسل بألق الضوء القادم من انعكاس البحر بين أضلاع الشمس أجمع روحي وهي تتقافز من يدي إلى السفر فرحا بخطواتي الذاهبة إليها .....
أنا هنا وهناك توزعني صفارات المركبات الذاهبة من مدينة تضج بالصمت إلى المدن تضج بالحلم..
أشعر بغربة المركبات وهي تودع المحطات بأخر نعاس الصباح حيث تصبح الشمس كلعبة الأطفال تأتي وتغيب وسط غفوة الغيم ...
فلا أعلم هل هي هكذا أم أنا أراها وسط قلقي الذي أدى إلى تشظي ذاكرتي والزمن حتى أخذت أشعر أن الأرض تزداد جاذبية على سير المركبات وهي يدخلني إلى زمن الانتظار ..
أحاول أن أقرأ خطوط يدي بالرغم أني لا أجيد قراءة الكف ولكن أحاول أن أهرب من بطيء الزمن وتثاقل سير المركبة وكأني أتجاوز مركز جاذبية الأرض لعلي أجد الجواب من هلعي أجده يخرج من بين هذه الخطوط وأعرف أنها واقفة عند الأبواب تنتظرني تتشبث بالانتظار كعكاز تهش بها الزمن ليسرع بالعبور من بوابته ويحرك بندول الوقت ...
كي نلتقي قبل أن يتراجع الوقت ولا يتقدم باتجاه تناسل أرواحنا قبل أن تسكن جسدينا
سنكون أول العاشقين تنزل الملائكة في دروبهم المؤدية إلى صفاء البحر بين كفوفهم ...
دون التلويح بانقطاع المطر في بساتينهم حتى وأن كثر الجفاف في غابات الأرض ...
ستكون لنا لغة نفك بها كل طلاسم الروح حين تعشق بكل خفايا الوجود ...
لنرتقي فوق تضاريس الأشياء وعناوين البشر ...
فهل نحن عاشقان حتى الجنون أم نحن مفردة الملائكة تغسل الأرض من جفاف الروح ؟؟؟؟
هل نحن ....؟؟؟؟؟؟
لكن قد افترقنا .....................................................



61
( رمل المسافات)
ها أنا وصلت المطار بعد مفارقة زحمة أبواب المركبات وانتظارها المألوف والمعبئ بالوجوه تبحث عن مركبات الواصلة إلى مدنها ....
ها أنا وصلت المطار ...
أشعر أن كل الهواء المعلق في السماء ينزل ليحمل أقدامي إلى تاريخ موجود في ذاكرتي قبل يؤرخ مواعد الطيران ...وقد تأخر الإقلاع بقيت متشبث بكل أدعية الوصول والطيران ...
بعد هذا التأخير طارت الطائرة وشعرت أن روحي تلامس الغيم قبل أجنحة الطيارة فتنتابني قشعريرة الفرح الواصلة إلى المنتظر عند أراجيح القادمين من الفضاء الهابط على الأرض تمر الطائرة بمطبات الهواء ..
ألتصق بذاتي لأعبر هاجس الخوف ..
أشعر بيديها تمتد لي فأتشبث بها فتنقذني من خوفي وهواجسي .. أخرج ديوانها الشعري فأشعر بالاطمئنان أكثر فأغفو بين سطور كلماته ...فلا أستفيق والطائرة بدأت تلامس الأرض بارتجاجات الهبوط أشعر بالفرح يتداخل بسير الطائرة على الأرض حتى سكونها ...
تنهض كل أفراحي كتراتيل المعابد إلى القادم من الغيب ...
أبدأ بالسير أقدامي تتلعثم بالوصول إليها ...أشعر أن الزمن يزاحمني بالوصول فأرتبك بين الوجوه وهي تبحث عن وجوه الواصلة ..
أين هي أنظر فلا أراها وكل الوجوه أصبحت متشابه كأنها لوحة إعلان تثبت أسماء القادمين ..
ألتفت أراها تمسك بيدي ونبدأ بالمسير إلى زحمة البحر والشوارع المؤدية إلى روحينا ..
تطير طيور بيضاء من روحي لتحلق في السماء ...
خارج الزمن والمكان ......
ولا نهبط على رمل المسافات أبدا إلا بعد أن يحتضن البحر في أول موجه ...
لأعلم البحر لا يأتي متأخرا عن فنارات أكفي حين تمطر سفني تواشيح الغائبة عن صمتي .....
لكن ها أنا أصمت لأعبر ضجيج همسنا إلى النهايات مع موعد لقاء المجهول ..
أسير على نهايات أصابعي قبل استيقاظ النوم من نعاسة ... لعلي أجد العزاء في أحلامي القادمة بلا ذاكرة المدن ...لعلي



62
( صمت الغيم )

كانت المسافة مابين الذاكرة و الخطوات تيارات الهواء تعبئ بها سنين اختناق الحلم عند أبواب الروح ، فتزحف الأماني بازدحام العمر ....
أكون أنا السندباد توأمان لمسافات الحنين في مدن تنشد أراجيح الفاقة في طراوة الحلم المعلق بأجنحة الغيم ..
تمطر في دروبنا الخضرة على أقدامنا فتوزعانها مع الأشجار المؤدية إلى معبد الروح ...
تموج الفراديس على الأرض الرخوة كعلامة الطيران إلى جنة فوق الحلم والخواطر البشرية فنمسك بأول السماء لنعيد هجرة الطيور في كل المواسم عبورها إلى التصاق الماء على أجنحتها وقت الفرح المجنون..
كم كانت خطواتنا مسورة بالسحر وقت أنشداد الأرصفة إلى الزمن المشرع على خرائط المدن التي تسافر فيها النوارس على أحجية الموانئ الفائضة بحنين البحر وحكايات الرحالة عبر مضايق المحيطات ..
حيت ظلال الأشجار وتزور خمائل الروح كارتداد الماء إلى نفسه وقت زحمة الموج على شواطئ أتعبها انتظار السفن الملعقة في جرح الغياب ...
تأتي الأخبار على أجنحة النوارس أن الأتي هو سندباد الرحيل في مدن المجهول يبحث عن أميرة المسافات ...
سافرت بأكف الماء إلى حلم التاريخ القادم من الجزيرة إلى أفق بداوة الماء بعد أن ضجر من بداوة الرمل في أضلع الصحراء التي تمتد مع زيارة الشتاء والصيف حيث القوافل تمسك الطرق المؤدية إلى الشام وحين تعود ترمي ظل الشمس بأخر حبات الحلم في قرفصة صيف الصحراء ....
الشمس متلبسة جمر الصيف في عطش الشفاه ...
بغداد تغفو كذاكرة البداوة في خيمة التاريخ لتعيد اكتشاف الحنين في الدروب المؤدية إلى النجوم عندما تنهيه سفن قوافل الجمال في صمت الغيم السابح في تيه الصحراء ..
يدرك السندباد أن الحلم حين يحلق في ذاكرة الأرض سوف يستفيق على صحو موج البحار عند شرفة الشجر المتلبس عند ضحكة غابات الزيتون العامرة بضحكة الندى بغبش وداعة أول البحر ...
تسرقنا الدروب المؤدية إلى الشمس ..
نكون كألفية النجوم عندما تنزل من نخيل السماء إلى الأرض ..
نحضن حلمنا ونغيب كنبوءة عشق على أرصفة أشجار تنتظر أمطار المحبة
كي نبشر الزمن القادم نحن فيه حتى الأبد ... حتى الأبد



63
(غبش الغيم )

أتمسك بالحنين كبشارة الإنسان الأول إلى الوجود وقد صعدنا تجرنا خيول تآلفت مع الطرق المؤدية إلى قمتها وجعلنا من أعيننا دفاتر البكر في أوراق الأشجار وهي تكتبنا بين أغصانها كالعصافير وسط كيانها ...
لأننا قد نمتلك اللحظة الآنية بالتفتيش في جيوب التاريخ عن ما حدث هنا وما مر من هنا ، لهذا تعلمنا لحظة التأمل في سحر جوانح هذه الأشجار التي أصبحت دليلنا إلى قمة الجزيرة لكي نبقى نراقب البيوت التي نمر عليها وهي تسجد بخشوع على سجادة الحاضر ، فقد سكنتها روح الماضي ولا تطل على الحاضر إلا من خلال النوافذ التي تحمل زخرفة القادم من
الماضي ..
وقت اختناق الهواء في قصور السلاطين ..فيذبل الزمن ذروته على طبول تناشد الصبح أن يأتي خلسة ً من نوافذ تعرت من السهر ...
شعرنا بأريج وتموجات النسيم هو يهطل من تلك النوافذ كأنها المنفذ إلى رقاص الوقت المتوقف عند أبوابها وقت مرور الأميرات من هنا ...
صادقنا أشجارها و أخذنا معها الصور لعلها تكشف لنا ما حدث هنا ...
لكنها ظلت تحمل الحلم المتأمل خارج اللحظة التي تسكننا بقربها ..
أخذنا نراقب الخيول وقد أتعبها الصعود المتكرر ..
حتى صارت هذه القمم لهجتها فملت تهجي حروف الطرق المؤدية أليها ..
أغمضت عيونها لعلها تحلم بمصائر النزول قبل أن ينشد اللجام بينها وبين الحوذي وتسلطه على تعبها ...
زاحمنا هذه الخيول وأخذنا صورها لنجعلها تذكرة أرتحار إلى الغابات الحارسة لبوابات البحار وأرخبيلاتها..
وعندما نعود يوما ما...
نذكرها أننا أصدقائها قبل اللحظة التي نوجد قربها لعلها تبوح لنا بما مر بها من الأحداث التي تسكن المجهول حولها ...
كانت الأميرة تسافر معها بحلمها الأخضر إلى حد الندى وقت غبش المسافات في تباريح انبعاث الصبح في مسيرة الحمام...
عدنا إلى محطة انطلاقنا نحمل ذكريات الأشجار والعصافير التي ترد وحشتها حين يصفر السكون في تقاويم صمت المساء..
جالسنا المقهى نراقب النوارس وقد أتعبها البحث عن جوعها في ضفاف الجزيرة و موجها ...
نقعد لنعيد اندهاشنا ببعضنا حد الجنون ...
ونعد طرقنا القادمة على تلويحية الأقدار ...
نمد أيدينا إلى الماء ..
نعطش إلى أيامنا القادمة دون انتظار ..دون انتظار



64
( ماء الأحزان )

ارتشفنا همسنا لعله يعيد صحونا من أحادث الصعود إلى القمم ..
وانتظرنا المركب لكي يعود بنا إلى المدن المزدحمة بأحلام المغادرين من جزيرة الوقت ..
كي يودعوا الجزر الباقيات في اجترار الحلم عند نهوض البحر وقت مغادرة السفن إلى القارات مررنا على جميع الجزر نلوح لها بأكف سقاها الحلم علامة التوديع إلى الغابات حين يغفو ماء المطر في كهوف الغيم ...
عدنا نمسك شواطئ المدينة لندخل في زحام شوارعها عبر حاضرنا ..
فقد امتلكنا زمن أكبر من الزمن لأننا دعمنا حلمنا بأحلام الجزر النقية وهدوء البحر عندما لا يعاند القمر في مده وجزره ...
لتبقى الشواطئ ممالك النوارس وبيوتها وقت العاصفة عند رحيل الشمس إلى الطرف الأخر من أفق الأرض ليفتح سماء القمر كي يهب لونه إلى قمح العصافير في مساء الأشجار الواقفة في الشوارع المؤدية إلى الانتظار عند أبواب المطارات .....
عدنا... لعلنا نرجع يوما ونكتب رسائل البوح إلى البحر في تقاويم عشقه عند همس القارات وقبل أن تتفرق الأرض عن مسارات القمر ويلقي حنينه في سلة الغروب الطويل ....
عدنا كي نعلق مرايا ذاكرتنا على الموج ونكتب حروف البحار على كفينا ونغيب فوق نقطة انتمائنا فوق غيم الأبد...
لنمطر في دفاتر جنوننا همس السماء بزرقتها ....
نرسم عمرنا في محراب سجدتنا في تواشيح الأبد ....
فقد عثرنا على عشبة جلجامش قبل أن يسرقها البئر نثرناها على دروبنا قبل أن يأتي السحر من ثقوب في جدار الحسد ...
فقد تعلمنا لغة البحر حين يعصي الماء أسفاره في الغيم ...
تعلمنا كيف نرمي بؤبؤ الأبد بدمعة فراقنا الأبدي على سواحل الزمن الأخير من اللوعة
وقبل أن تلتفت النوارس إلينا حين تقتنص أجنحتها مساءات ماء الأحزان ....
وندخل مدن عامرة بأشجار الأبد نوزع أحلامنا في بريد الموج العابر إلى القارات من ثقب المجهول ....
ندخن لفيفه أصابع المدى نرميها بدخان شهقتنا الأخيرة من وجع الأحلام التي انتهت ونهرب إلى أضلاعنا كنزيف لا ينقطع عن الضياع ...
ونفترق ....ونفترق



65
( مسلة المجهول)

كنا كالفراشات تمتص رحيق الزهر لصنع عسل الحلم ...
كان العشق علامات التوحد مع الدفق الشعري يلقيه بين جوانحي و جعلني أقيس وقتي بنصوص الجنون ..
ومازال يوهجني بقطارات الصحو ...
أقف عند بابه صامتا متألما ...
لعلي أجد ما سكنني من هذا الجنون كالمطر الذي تسجنه جدران الغيم ولا يجد غير شهيق البحر لينزل إلى الأرض ....
أبحث عن دواء لعلي أجده في المطر كي أغسل أشجار حدائقي وأجمع تشظي وقتي من الفصول
أسأل كل الفصول هل مرت على تقاويم عينيها ...
لأني مزقت كل تقاويمي على جدران عزلتي لأدرك كم هي قريبة من البحر أكثر مني فأحزن لأننا علقنا أحلامنا على فنارات الهواء وعدنا معًا نعلم ذاكرة البحر كيف تحتفظ بتاريخ أقدامنا على الرمل الأخير من الموج .....
قد تعلمت من البحر الصمت حين تحليقها على تضاريس روحي .....
أغيب أبحث عنها أجدها أخذت كل عناوين روحي إلى وصايا الضوء في الأرض
أغسل مداي بالشجر قبل النهار لأنها تأتي مع الشمس كبشارة الفردوس الوحيد
كان أسمها يحشد كل المعاني في الذاكرة ...
فصار أسمها مسلة المجهول تشطر جراحي في هموم الغيب .. كأنها رؤيا لا تأتي إلى الذاكرة إلا بعد الوجع الدائر في فينيقية الرماد ..
اطعم روحي غبار الوهم فتختنق الأحلام كطفولة النجوم أنزلتها الأقدار في أردية الصحراء الغارقة في فك السراب دون تذكرة الشجر..
يصبح فراقنا حتمية الفناء كي لا تبقى المسافات تغسلنا بنزيف حكايات لا توصلنا إلى أحلام خارج ذاكرتنا ...
يصبح فراقنا حتمية الموت دون كفن همسنا المتناوب على صرخة الأمس
الذي ظل يسكن عيوننا وحيدا دون انتظار الأتي ...دون الأتي



66
( شبكة الضوء )

الصباح يمد أصابعه كشبكة الضوء ليصطاد عيوننا بالاستيقاظ إلى رحلة الجزر حيث يكون صفاء السماء قريب إلى مجسات عيوننا كأنه شراشف البياض وقت نهوض المدن من نومها عند حافة الماء الموشح بحضرة الموج القادم من ابتعاد القارات عن بعضها لكي تتشابك أيديها من أجل أن تحتضن البحار..
كان عشنا يتمايل وسط الموج كأنه يسافر في وطن الغيم و النوارس تحلق كأنها انتفاض البحر للتحليق وسط السكون الذي يغشى فراغات الجو حولنا ..
نشعر أن الغيم ينهض من بيوته ليعلق أردية الصباح على حبل السير إلى السماء على جناح الماء ..
كنا نحدق إلى الأفق نبحث عن الجزر فلا نراها إلا تله غسلت روحها بأفق الضباب الخارج من المجهول البعيد وكلما اقتربنا منها نرى الأشجار تغسل روحها بضوء الشمس لترتشف عصافيرها أغنية الضوء وتنام على خدر الدفء وتتمايل على ضحكات الأميرات وهن يحكن مسارات العشق في القصور عند الطرف الأخر من الماء ..
تستقر عيوننا على تحليق النوارس وهي تتسول عن بقايا تخمة الإنسان الموزعة قرب أكف الجزر ....
كان المركب يسير كأنه يفتح ضفائر البحر وروحه المسدولة على صمت المطر حين يغيب الضباب خلف وجه في فراغات الماء وهي تتطاير بالريح فترتفع بأجنحة الموج ورغبتها بالطيران فتختلط مع زفرات صباحات الغيم ..
نتسلق سلالم الماء إلى الجزر .....
هي مقود الماء في الجزر الخارجة من كفها ....
أستقر الموج رهبة من روحها النقية كأنها الصباح بطفولته ..
حين تضحك تأتي تيارات من البهجة الصافية تسكن روحي وأخذ المجهول الذي حولنا يسمح دمعته لتعاد ذاكرته إلى المعلوم ويصبح حالة من الوجود ...
كانت ضحكتها تسع الروح بأقاليمها نحو الأمل الدافق بالعشق والحنين والصفاء ...
اكتفيت بخزائن عينيها التي تلبسني طاقية جمال الأشياء في كل الفصول والدروب ....
يتراقص حوت القدر على أقدام المركب لتبشر الجزر الأحلام بقدوم الأميرة التي تفك أسر الأميرات من انحسار الحلم المعتق من ذاكرة المكان ..
وتتعلم الأشجار فصول التي تغرق الحطاب من جفاف الجذور ...
كي يأتي الدفء بعد الشتاء وترقص العصافير على أجنحة الشجر وتمر دورة المواسم بهدوء وصفاء .....
عيناها جدولة الكون حين ينهزم التاريخ من أوراقه...
عيناها صديقة كل المواسم التي تنثر بساتين روحي بكل أزهار الفردوس
كانت امرأة خارج النساء حين ينبت ضلع الطين على أجسادهن ....
كانت وطن القلب دون جدران المدن ....
كانت وكانت ....
افترقنا دون عنوان الروح بالمسير إلى وطن .. دون وطن



67
( خط الأفق )

نشعر بالزمن كأنه أجنحة الفراغ لأننا لم نعد نشعر بمروره ....
أخذنا نعد الموج الخارج من أضلاع المركب لكي نعرف كم ابتعدنا فقد تحول الوقت إلى ساعة من الماء ....
الرمل تركناه عند الشواطئ وعبئنا الساعة بموج البحر...
كان الصمت كطاقية المجهول لا تشعرنا بوجودنا إلا النوارس التي تقارب أحاسيسنا في التوجه إلى الجزر .......
أدرت أله التصوير نحوها ...
شعرت أن الغيم يزاحم هدوء السماء ليزاحمنا بوجوده
تهت باندهاشي فهل الغيم أقترب منها أم هي حلقت إلى الغيم لتلامس الفضاء السابح بحكايات السماء الملامسة إلى وجه الشمس ..
قللت هذه الشمس سخطها على طراوة البحر وقت انحدار الأرض إلى الضفة الأخرى إلى القمر ...
أخذنا نشعر أن الماء أخذ يبتعد ويقترب وهو يغادر إلى الجهة المنحنية من الأرض..
يتيه نظرنا وسط المجهول إلا الضباب الذي صار صديق لمدى نظرنا حين نتوجه بالدعاء إلى السماء أن نصل بالأمان خارج البحر....
ابتعدنا عن المدينة التي أخذت تغوص في خط الأفق ..
توجهنا مع خيالنا نحو الجزر الموءودة بالأحلام وهمسات العشق وسط محرمات قصور الملوك ومجونهم ...
فهم يبعدون أميراتهم عن حرائق الشرف المصون إلى منطقة خارج الحلم والخيال ..
ليبقى شرفهم الذكوري المدجج بالرغبة الميئوس من وصولها إلى الانطفاء وسط عواصف جواري العراء ...
شعرنا أن المطر هو خيط الطهارة المعفر بروح السماء من أجل الوصول إلى كل شيء حي ...
السماء حاضرة بروحها الخضراء في الغابات..
أفرحنا مرافقة الضباب لنا إلى حد ملامسة روحه لنبقى نحافظ على نقائنا من صرخات الأميرات الموءودات من الحلم ...
كي نحافظ على ذاكرة الحلم فينا ونمسك الأتي بالأمل ..
غسلنا أحلامنا قبل يصاب المطر بالشيخوخة وندخل في زحام النسيان ....
حولنا أسمائنا إلى حروف ماء لكي يكمل دورة التحليق مع نواميس المطر في المدن العامرة بطهارة أقدمنا وحلمنا الذي ينتظر الشمس دائما ....
لكي نعيش في تلك المدن ونبني تضاريس روحنا على خرائط تعبر خطوط الطول والعرض إلى شواطئ أدمنت الحلم والنخيل والبحر....
ونسكن طبقات الهواء دون اختناق الشوارع
ونسكن أحلامنا إلى استحالت كالخرافة في زمن توبة المدن من العشق
فنحن قطرة ماء غربتها البحار ....
أم نحن كنا مطر الصيف ...
أم نحن ؟؟؟؟؟؟



68
( تاريخ البحر )

ركبنا أول نهار الماء على عَبْارة حيث انتعلنا أمواج الماء إلى حنين الزمن الواقف هنا ... لنرمي شاخص الجرف بأخر عناقيد الرغبة بالحلم والسفر في تاريخ البحر حين تكون الشواطئ محلقة على ضفة الزمن العائد إلى قباب أبواب الملوك وتاريخهم الزاخر بالترف ... هنا نقعد متقاربين ننحت من الهواء بيننا كأغنية التحديق إلى عشقنا الواصل بين ذاكرتنا والحلم الممتد بحدية المسافة وكانت أقرب من فيض الروح إلى تقاويم الجسد الرابض على مدراك الأحاسيس حيث كان هاجس الفراق عزلة المكان فكل الحواس كانت تسافر بأبجدية الأحلام ... لكن كان البعد يرمي الروح بخسارات النوم على وسادة الأرق فيزداد الوله ناقلا حواس الجسد كشوارع غادرت ألفتها ، فتدحرج بأقدامها كذوبان الشمع على طاولة الوجد والشوق ، فلا يبقى سوى صهيل الفراغ يعاند الذاكرة بالحلم ، كانت بجانبي تحمل مسك الفردوس وسماواته المعطرة بغيم أنفاس السماء ...نرمي المدى المائي برغبة الطيران والانبعاث من تاريخ البحر الغافي بجذور الماضي لنغسل كل أوجاع الفراق.
أخذ لها صور فتزيح كل الصور العالقة بخزانة الذاكرة و تتحول كعلامة ضوء بالغوص إلى عمق الحاضر والأتي كأيقونات في كل معابد الذكرى ....
طيور النوارس تبحث عن صورتها الغارقة على سطح الماء .
أني أراها كأنها خزنت عمق المدى وغاباته المطهرة بالمطر كأميرة خرجت من تاريخ الانتظار من الحضور .... يمتلئ الفراغ الذي بيننا بذرات ماء كمحج الندى وشوق الفراشات أول الصباح ..
تغرقنا السماء في زرقتها والعبارة تفتح بوابات الماء المنتشي برحلة التاريخ على جرفه حين تعطش الأشجار لرؤية نفسها وهي تراقص أحلامها بانعكاس السماء على ظلها
كي تتعلم لغة المرايا في انتظار مرور الفصول على جنين أرواقها بعيدا عن أقمطة البرد والوحشة ...
تمتلئ روحينا بالبياض المزجج بضحكات استراحة الروح على كرسي الحلم القادم بامتزاج ذاكرتنا إلى غد الموعود بالأبد...
تسكنني كتوتر الهواء على جنح العصافير في مجيء مساء التوبة حيث أسافر من مطار إلى مطار ولا أحد ينتظرني بالمطار الأخير المشبع بهواء الوجع المستديم فوق علامات مواعيد المسافرين الذين لن يأتوا أبدا ...
حقائبهم مازالت تبحث عن أيديهم عند دروب المنتهى ....
فقد أدمنوا الوجع والبكاء السري على أحبة ظلوا مستيقظين فيهم حتى انتحار النجوم بدولة الشموع ...
أنتزعك من ذاكرتي وأنتمي إلى دولة الشموع ...
لأنك نجمة قحط ضوئها في دروب الروح ....
أرميك بالغبار وأسلك طريق العودة إلى دورة الحياة في بيتي الصحيح ...
كي أعود إلي .. وأعود إلى فرشات كفي كي أستريح .... كي أستريح من هذا الوجع الخرافي ...دون مبرر الانتظار لقطار لا يأتي إلا بالخيبة والانكسار وسككه سرقتها رغبات خارج الانتماء ...وها أنا في حدائقي أشم رائحة البحر في المطر المتساقط في كفي ...
وأنام على وسادة تخزن أسرار الغابات بالمواسم القادمة من جسد الربيع ..
وأنام دون قلق .... دون قلق .



69
( شجرة الريح)
الأيادي الممتدة إلى شجرة الريح لتهز غفوة الحلم من فضاء مدن الماء التي تغتسل بحدود نظرنا بين قوارب همس النسيم و قصور الشجر التي تستمر بتقلب وجع التاريخ .....
نتأرجح معها كأغنية استفاقت من عطبها في مرارات التاريخ الزاخر بسطوة الإنسان من أجل أن يسبق الزمن ولكنه يبقى يرابط في مكانه ويتقدم الزمن حيث يترك التاريخ على وجهه أثار حوافر خيل اللحظات ويمضي ................
حين تكون بجانبي تتجمع كل الأحلام كحضارات الغيب من ألق فيض السماء حيث تغني الروح بتراتيل الملائكة وقت حضور الفردوس على أجنحتها لأنها نبض السماء في مواويل الإنسان.
طيور النوارس تبحث عن صورتها الغارقة على سطح الماء .
العَبْارة تستمر بشق صدر الماء لتخرج أنفاسه كأمواج غاضبة بزفير الأحياء الساكنة في عمقه ،نمر تحت الجسر المعلق على ضفاف القارات ليهدهد الريح في غفوة الماء الماسك بأصابع الرمل...
نرمي تقنيات الاتصال إلى الفراغ فيهرب الفراغ إلى البعيد ويتحول إلى همس القريب ونصير كالأزهار متلاصقة بأغصانها في كل الأزمان ...
يخرج عطر وجودنا كاقتراب الحلم من حافة الذاكرة كرجرجة الموج عند شواطئ أسفار القصور فتأتي عصارة الأحلام لتماثلنا في حوار الروح والذاكرة ونصير كامتزاج البحر مع لون السماء لتبقى الشمس مركبنا في الدروب إلى الروح ...
نعود إلى بداية رحلتنا ...
تقف كسارية الماء أغافل ذاكرة الضوء لأخذ لها صورة وقت تحليق النهار بضوئه الذي قد لا ينقطع في سفر حياتي القادمة ......
أغفو أجدها تحولت إلى قطرة ماء في تاريخ البحر ...
تتحول النوارس إلى دمعة تراود البحر على روحه المسافرة في الأعماق ..
تتحول هي إلى روح أدمنت المجهول ....
فلا يكون العشق هو الكتابة الأولى والأخيرة على بياض ورق الروح دون توقف حين ذوبان الأصابع في قارورة الأحلام بالنفس الأخير من الحياة ...
تكتسح دورة دم النهار بنبضات قلبها الذي يرشح الأحزان حيث تضع شرايين روحها خارج زمن بياض الضوء ..
أتركها هناك على كرسي الانتظار وبقاياه وأعود إلى مطارات ذاتي دون انحباس الهواء في حنجرتي
أتنفس حضن الأبد وأغفو بين كفيها كالحمام الأبيض ..
تلوذ بين أضلاعي كدفء لا يذوب أبدا ...لا يذوب




70
( مدى الوجع )

كونت إدراكي بحضوري من خلال عينيك ...
عيناك التي غسلها ماء النسيان حين غادرتي إلى الضفة الأخرى من مدى الوجع
الذي ذهبت إليه خارج حضور ذاكرتك ..
لكن حين تأتيك الأيام بفراغ الذاكرة من الحضور الملتف حول ذراع نسياك ...
سوف تتذكرين كم كنت أنا قريب إلى روحك لكنك أقتنصتي علامات الوهم في خطواتك باتجاه الأخر وأذاب روحك المنفى ...
ستحرقين الغموض المسيطر على خلجات روحك بالأنين وتبحثين عني حتى أخر قطرة في الأرض بعد أن تتحول عيناك إلى غيوم لا تمطر إلا ملح الجراح...
لا تجديني لأني غادرت أضلاعي باتجاه المجهول أغزل من ذكراك أغطية أخرى من الرماد ...
ستدركين على همس الأيام الآتية أن روحي تتوغل فيك برحلتك باتجاه المجهول حولك وسيسقيك العدم مرارة فقدي لأنك لامستي روحك بعمري فيك ...
ستسكت الأشياء حولك بالسكتة القلبية في شرايين العزلة وتغيب ,تبحثين عن المنطقة الوسطى من ذاكرتي فلن تجدي إلا التيه المؤدية إلى تكسر ضلوع الأيام على جسد الفراق
كنت فيك نبي في صدقي و خوفي وانتمائي إلى همسك وكنت أبحث فيك عن توازن الحياة بين نبضي والمرور إلى قلبك ...
كنت ترمين دمي حبات قمحا إلى العصافير كي تسكني خيمة القصيد وحدك وأنا ما انتميت إلى القصيد إلا من أجل أن أوهج كلماتي في محراب عينيك..
ستتحول كل هواجسك حالات التمرد فيك لأنك فقدت من كان يعطك طعم الأمان والجنون بين يديك ...
ستنصتين إلى داخلك كثيرا ...
لن تجدي إلا مجرات نجوم تبرق بزيت الضوء الأخير في الغرف المضاءة بهدوء العزلة وطعم الحنين ..
سأتحول فيك كلوحة الانتماء معلقة على جدار الكون لا تحتويها روحك إلا في درجة الصفر من حركة الأرض عند قافلة الدنيا ....
سأنزل خارج مدار أرضك بلا تكوين لأحرف الموج في كفيك وأغيب كجنون البحر حين دوران العاصفة حول سقوط القمر في فكي الليل الأخير من القيامة ..وأغيب



71
( الدروب الباردة)

عبئ أغوار روحي بالأحلام المستيقظة في هواجسي ...
أمسح هزائمي السرية من الزمن المقطوع من حتمية الممكن وصار لي حلم على الأرض أسلفن به مسافات الاختيار ما بين كفي وعيوني قبل أن أدخل بوابة المستحيل وتغسلني السكينة بالانتماء إلى الجنون والزمن الخارج من روحي إلى شبكة الغربة المستديمة في عناوين الإنسان الساكن في ....
لم تعودي أنثاي التي أكتبها بين حروف أصابع أضلاعي وأعبر إليها بورق أرقي المتوج بالغياب والحنين ....
لم تعودي المرأة التي تبعدني عن زمن التيه ...
لم يعد بيننا إلا كراسي المستحيل نقعد عليها أحلامنا دون أطراف في سباق الشواطئ العائدة بأحلام السندباد من خلف جزر التي تنفست هوائها من بغداد ....
ستتحول كل الأحضان إلى نهارات البرد في الشوارع العاقرة بشجر الحنان حيث تنطفئ كل الحرائق الخاوية من العشق ...
ستبرد كل الأسرة حين يمنع التحليق إلى غابات الأيام التي تشتهي الشمس فيها إلى عشبها في قحط أقدام الخضرة في حدائق السماء ...
ستسقط أقدام الانتماء لعناوين الرغبة في زحمة الدروب الباردة من خطوط أقدار الحياة سأغير كل مقاييس جنوني وأكون خارج مداراتك الضاجة بالضوء في روحي
أنتمي إلى أعمدة التي ظلت وحيدة دون الشمس على الشجرة العجيبة ...
أوراقها صارت لي المساء الذي لا يأتي بالنجوم حيث يكون القمر فيه وحيدا دون الذهاب إلى البحيرة قبل أن تختلط الأسماء وتتشابه في أجسدها ...
قد جاء الليل والطرق تتشابه أحتويك داخل أضلاعي خوفا أن يمسك البرد
بلا ثوب ظل أرتديه وسط تضاريس الشقاء عند أبواب لا تفتح أجنحتها إلا من أتى دون لعنة برمثيوس عند احتراق غابات الحنين لامتداد عينيك في روحي ...
ليس هناك مفاتيح أغرسها في أبواب وجعي حين تقفل أضلاعي على قلب ظل نبضه تائه بين أحراش النجوم في مساء انتمائي إليك .....
لا تقولي أنت لي وأنا دون حضن يسامرني على أسرة أسئلة حين حضور الغربة ...
أنت تتعبين هوامش الجدران بالانتحار الأخير من الفردوس المفقود على أسرة السابق
وأنا أفتش في شبابيك هواء جنوني عن اللوعة الاحتراق بين كفيك ...
سأرمي أغصان شجرنا الواقف عند النادل الذي كان يطعمنا مر القهوة ...
وأكسر فناجين حضورنا الوهمي ...
أعيد يدي إلى صدري قبل أن تدمن التلويح إلى المدن التي أنت فيها ....
وأرمي المستحيل بأخر جمر أضلاعي وأستفيق من بردي ...
وأرجع إلى مدني التي لا تخذلني بانتمائي وقت الشتاء ...
أرجع دون اشتهاء إلى البحر .. أرجع




72
( زمن البوح)
لا أستطيع أن أسرقك من المستحيل ..
دعينا نلتحف جنوننا السري كالزمن المار على جباهنا
ونحطم كل الأوقات على جدراننا كي لا نرى من يسرق طفولة عشقنا وقصصه العامرة بالجنون والوجع السري ...
مازال طيفك يتدفأ هنا بين أضلاعي بلا موعد مع الجلسة الأخيرة من البهاء
كل الجبال تعد شهيقك وتسكر وتنتزع بردها من كفيك فتكوني أول التاريخ في رحلة الصنوبر
سأنزلك من ذاكرة الحلم كي تتنزهي في شراييني وأغفو على طفولتك في نبضي ..
تأتين عيوني كلون البكر بعد طوفان ترسمين بكفك البهجة الأولى في تأرجح سفن مخاضات أنفاسي بالغياب وتكونين كالهواء أول الصبح بعد المطر ...
سأنزلك من أروقة روحي كالبياض عندما تخنقني المسافات بحبل الحنين
أشارك المجانين في طرق المغلقة من الذاكرة كي أرمي العشاق بأغصان الشجر التائه عن أثماره ...
قد كنت أحلق إليك دون مطبات الغربة ...
الآن التصقت كل عناوين التيه في زمن البوح وتكثف الغبار والعتمة في دارك الأخير
وأرتفع سور العوسج وألتفت حول جسدي النهارات التائه عن شمسها ...
أفتح شراييني إلى البحر المجاور لنافذتك قبل أن يهرب نبضي إلى الجدار المبتل بهمسك إلى الأخر وأسقط غريبا في الدروب .....
كل الذكريات تلتصق بكفي كالتصاق أضلاع السفن على خد الموج ..
أهرب قبل حمرة الشمس في النهار الفائض عن وقته في محطات القطار الأخير من الجنون ...
حقائبي تزداد ثقلا بالجنون فلا أعرف أيهما ستنفجر بالرغبة الأخيرة من أجنحة الجوع في سفر اللا جدوى في دمي ...
أصبح دمي بلون عش كناري فرقتها الأمطار عن أجنحتها حين جاء وقت القنص ....
سأمنح قلبي إلى النهايات التائه عن خطاي ...
أسافر دون موعد المحطات التي اغتالت أقاليم الهجرة ...
أسافر إلى قلبي الذي ظل يرتجف من برد المسافات وحيد وحيد...
دون الدروب إليك ...ظل وحيدا




73
( مدن التيه)

ترميني بملح اللعنة حين كانت أكفي تسقيك الماء العذب ....
سأفتش في كل دفاتر النسيان لأشطب اسمك من عناوين القلب وأطلق قهقهت الدروب التي سلكناها معا دون وحشة الروح ..
سأهرب من ذاكرتي وأستوطن قلب النسيان وأترك جدران الذاكرة التي تهاوى فيها الزمن ، فهي تعد تصلح لسكن القافلة الخارجة من تنفسي ،
ففيك صار التاريخ منشور خيبة المستحيل ...
أحاول أن أمحو ذكراك لتنبت في صدري الغابات المتحركة ، يموت فيها ظل أقدامي الذابلة بالرحيل إلى مدن التيه والغربة ..
أبحث عن عشبة النسيان قبل أن تتوهمي التلويح إلى الأخر بالهواء القادم من شهيقي ...
ستشمين عطر كل الآخرين إلا عطري لأني تعلمت كيف أحتوي أنفاس المكان دون ذاكرة أنفاسك ...
سيصير جسدي أرجوحة مملوءة بالطعنات من احتراق الإمكان بذكراك
سأغادر المستحيل إلى الممكن قبل اهتزاز الجفون في عيني ..
أعرف أنك لم تدخلي دار أضلاعي دون الرغبة بالرحيل إلى المجهول ..
أرحلي فما قيمة الجسد لا ينبض فيه القلب وتتوزعه الشرايين في رجفة العشق ....
فالعشق هو الانتماء إلى الواحد حتى أخر محطات الانتظار لكفن القمر ..
هو الانتماء دون تأشيرة السؤال ..
العشق ليس الرغبة بالانتماء بل هو انتماء الدفء في شرايين وطن الروح
هو التأثيث لوطن أكبر من الأوطان خارج أيادي الأرض ..
هو الجنون حتى بوابة الفردوس الأخير ..هو ممالك الروح في معارك الجسد ...
هو الوجود حين تنهزم المدن من التقديس ...!!!!
ها أنا دونك ولتسقط كل الحروف من الأسماء وأذهبي قشري بصلة الندم لكن لن تفيد لن تفيد ....فقد فات الوقت وانتهى زمن الانتظار.......
فأنا اكتفيت بالبيت الوهم دون الفراق عن سرير الضوء في وحشة الطريق الطويل
فقد وجدت حتمية الغياب فغبت ...
غبت لا شيء يجمعني مع وطن الروح إلا النهايات الذابلة بحتمية الانتهاء لزمن النشور
خارج تنفسي على الأرض...غبت دون سؤال ...دون سؤال



74
(وطن الرخام )

كان بحثي رحلة نزيف الدفء في صقيع برد أنفاسها...
كان القطار يعزي منشور الليل وهو يودع أغطية النوم حين تأتي الأغاني مزدحمة بانصهار صوت الريح التي بقيت مستيقظة بصوت مدن لا ترى الحنين إلا عباءة موج يأتي دون تأشيرة الحضور من عصور حكايات الانتماء ...
ليس هناك غير الرغبة الحميمة لأسرة معبأة برئة الهواء الطازج بنداء أجساد تصالحت كثيرا مع الروح حين فقدت أرغفة دفئها في تنور الثلج ...
سكن طيفها أروقة روحي فكان حضورها ضمن مدى أصابعي التي لونتها المواسم بالهجرة إلى مواقد الوجع عندما تغادر دون وداع على كرسي الأزل ...
فبعدها أفقد أرجلي وأتدحرج على الحافة الحادة من الاحتراق ...
توزعني الخيبة والمرارة القصية من سفر لم أعد أصل إليه حيث كان ينتظرها البؤس المجنح بالأصفاد في مدن بريئة من البحر ....
أتحول إلى إنسان أخر لا يشبهني حيث يأخذ اتزاني أشكال الجنون وتتحول عباداتي إلى كفر في الطرق المؤدية إليها ...
ليس هناك أحد ينتظر أحد إلا أنا بانتظاري إليها حتى وأن حاصرني الطهر بالخطيئة وتبعثرت خطواتي بين الحضور أو لا حضور كي أخرج مقاسات الجسد خارج الرجل الذي يسكنني ...
أدمن جنوني فيها وأغيب بحضوري بجنة الوهم ....
فهل أنا غريب عن هذه الأرض ...
أحلامي تنشطر إلى مسميات غير مألوفة عليها ، لأني أدمن ذاكرتي التي يسورها حنين الأنبياء فبالرغم من تورعي في مدن لم تعطني معها غير أرغفة الوهم وكوابيس سياط الوجع من داخلي ....
تتحول رحلتي إليها إلى رحلة داخل تشعبات ذاتي الممطرة دائما بالقطر القاني بالجنون
لهذا أفاوض ذاتي على النسيان يخرج مني ألف إنسان يحملني على تثبيت لوح ذكراها
على جدران زمن الروح ....
أنهض من زمني فلا أجد غير ذاكرة المدن في وطن الرخام الموصول إلى تلاشي الزمن حولي إلا الزمن الذي كانت هي عمره ...
لهذا قررت أن أصنع امرأة أخرى على قياس السماء عندما أرتدي زرقتها في أوقات اليأس والجنون ..
وأبحث عن عناوين لا تشبها وأداوي خراب روحي ..
وأغيب بالقطر الأخيرة من مطر الرماد ..
لعلي أجد بعض أضلاعي لم تحترق ...لعلي أغيب !!!!!!!



75
(الأحلام الملونة)

دعيت الآخرين يصدقون أنفسهم قبل أن نمشي في دروب عشناها معا ..
جعلت الحب زمن المستحيل في تكوين الممكن في الروح ...
جعلت المسافات تأكلني كبراءة الأطفال حين تغيب عن أكفها الأحلام الملونة بالحنين
جعلتني أخاف أن أنام على جرفها ولا يغطيني حتى الهواء القادم من شهيق الملائكة
نحن التقينا وكونا مملكة ما بعد الغيم ، يغسل دروبها الصنبور السابع من الضوء الأزرق...
هذا جرفي يمتد إلى جبل الطيبة ولكنها غادرت باتجاه الغرق بحكايات اللاحب وابتعدت كثيرا عن الطرق المؤدية إلى مدينة القلب ...
سأحتضن النجوم الأخيرة الساقطة بحروف الماء كي لا تسكن روحي ممالك السراب على أبواب المدن القادمة من البحر دون خجل ....
فلا يكفي أن نلتقي كي تدرك هذه النجوم أن كفينا سماء أخرى من الانتماء في همس الفردوس المفقود ...
لهذا سأمر على جميع المدن التي مررنا بها لأجمعها منها ..
وأخزنها في تاريخ روحي المفجوع ، كي أوزع وجعي على دروب المنفى وأسكن وحدتي الأبدية ..
قبل أن يفوت الوقت وتموت علامات الرؤيا أن هناك حلما داخل الحلم ...
سأرتدي قميص لون أشجارها فأرضي هنا قاحلة من الفصول ...
وسأدخل بطن الحوت لإخراج بقايا وصايا الأنبياء حول طقوس ماء العطش حين يمر على جبين مدينة البحر حيث القلاع تغسل ذاكرتها بعبور الشواطئ المتعطش إلى جرف مدينتها
عند المقهى الأزرق الموشح بتراتيل العصافير التي تخزن أحلامها الطائرة على أشجار المارة على ظلها في سوسة الحالمة بغسل بداوتي بخيام الماء المنصوبة في نافورة الحنين إلى ضياء عينها السرمدية في دار روحي ...

لهذا سأرمي البحر بالحجر الأخير من التوبة وأعود إلى دروبي قبل أن يدثر أضلاعي البرد الأخير من احتراق الغبار على مساحة جسدي ...وأغيب




76
( توبة الكون)

أمد كفيها كي أقرأ طالعي فكل النجوم تسكن عينها ، وكل المنجمين تعلموا طرق التنجيم من سمائها ...
فقد جمعت كل الليل لتدثر القمر حين ترتجف أكوان أضلاعي من غيابها عن سمائي
فقد كانت أصابعنا ذكريات نامت على خطانا المصقولة بيتم مسافات ، عبئناها ونحن لا نحمل سوى ثقل أحلام تخاف الأيام القادمة ...
قد حصدنا مواسم العشق من تنفس المدن الغريبة عن ملمس شفاهنا ولكنتنا المدجنة بصهيل خيول نبضت في أضلاعنا بجنون الترادف بالبرد في يوم صيفي عابر يتساقط فيه البرد من داخلي بارتجاف المكان حولنا من لحظة فراقنا ...
تتلبسني قشعريرة خواء الزمن الذي يمر علي دونها ، لأنها تلبست عمري من داخل ضلوعي وسافرت إلى مدى خارج غابات تنفسي ..
يصير المدى مجرات دخان ، لاحتراق دمي على وسادة الريح المنثورة لتنفسي عطرها
الممزوج ببخور الملائكة حين تبشر الأرض أن العشق هوية العبور إلى الفردوس دون المرور على مقاييس الأرض في دروب تقديس وصايا الأنبياء ....
لأننا أدركنا النجوم دون المرور على حروف قراطيس دراويش المسافات و بعيدا عن الفناجين المقلوبة على صدر الأقدار حين تزدحم الأماني بالعثور على هوية الانتماء
تدخل ذاكرتي من خارج اللوح الذي تمر عليه خيانات الزمن في الأماكن ويصير الوقت أرجوحة بندول تحسس صدري دون تأشيرة تاريخ المدن التي مررنا بها في أروقة الليل والنهار ....
تهاجر في دمي كسفر الأرض في تكون الحياة حتى المحطة الأخيرة من تشجر البحر عند مجيء عاصفة توبة الكون في زمن شجرة الغاوية داخل الفردوس ...
تبقى ذاكرتنا بعيدة عن سخرية الأقدار حين تحاول أن تهشم حلمنا أن نلتقي حتى لو دارت الأرض حول خريف القمر ....
نبقى ربيع مزدهر بحدائق الضوء ونغسل ما بقى لنا من عمرنا بحلم توحدنا بعد تقاويم الأرض ، نعلم الغابات كيف تعشق خضرتها حين يرتكب الماء آثام الجفاف في عصور يتسول العشق الأرواح بصدق الانتماء ...
نبقى علامة النجوم في الدروب المؤدية إلى ذاكرة مجرات الكون .



77
(ضجر الانتظار)

تتحول المسافة غطاء ذاكرة أعطبها غبار نهارات ضجر الانتظار يسكن نداء الأماكن حولي
تكون المسافة بيننا قاموس حلم ينقش في ذاكرتنا لغة أخرى نعبر بها محطات همسنا الذاهب إلى قرى الروح ..
مودعين أجسادنا على أقدام تؤشر خطواتنا في نوافذ الضوء قبل ازدحام البرد في عباءة الشجر المزدهر بفصولها ..
نحن تلبسنا أرواحنا على أجسدنا بعشق لا يلامس خبث الأرض ونبدأ مسيرة الأبد بعمر لا يعد رقصة بندول الوقت الواقف ما بين عكاز الضوء والظل كي لا نتوارث السحر في سفر نوبا نشتم عند أول الخلود .....
سنصنع تمثال عشقنا الحي كي نصادق المطر عندما يغيب شكل المدن في رؤيا العرافين ... وقبل أن يخزن البحر ترحال شواطئه إلى برزخ الموج الذابل بالنهايات الحتمية لانتهاء الماء في وطن الروح .....
أنها الزمن الأكبر من نشر حطب الضلوع في مواقد دفء الروح ..
فهي ترفع تشظي البرد عن كل عناوين الدروب المؤدية إلى القلب ...
أفتح أبواب رمال الانتظار وعطش الجنون كي أنظر إليها من ثقب في جدار الماء المطهر بعطش الملائكة ...
أعتذر إلى عمري كثيرا عن خسارات الزمن الذي لم أنتمي إليها ...
سأروي عطشي من أنهار كفيها ...فهي امرأة تمنحني أثمار شجر العالم تحت ظلالها قبل أن تنحرف خطوط الطول والعرض ..
وأبقى مسافرا إليها أبدا حتى وأن تطاير الجمر من فوهة المستحيل ...فلا فردوس لي دونها في الكون .... لا فردوس



78
( عيون العشب)

لا أتهرب من الموعد الأخير من النار وأنا قد رميت كل أوراق ضجري إلى احتراق صحو جنوني عند حافات هزائم الطيور في غابات تنتمي إلى فردوس المشتعل بالروح ....
أرمي سؤالي هل أن جنوني أني أدمنت النظر إلى السماء قبل أن يسقط قوس قزح من مطر كفيها ...
وهل كانت الشواطئ الممتدة من جرحي إلى الموج الغارق في مساء التيه عن مركز الأحلام الناهضة من تباشير المدن التي كانت همس الدفء فيها حوافر سمعنا المؤجل إلى الهاتف الغرق بضجيج نافورات غاسلة وجه الصباح الخرج من حلم العصافير حين تشيخ الأشجار الواقفة عن انتصاف الذبول ..
عندما كنا نكتب ملاحم ، بعيدا عن هواجس المكان الذي كنا نرتديه في مألوف أجسادنا عندما تؤشر الذكريات إلى وجع مدفون تحت جلودنا ...
قد تباعدت نقاط التوحد المحفورة في هواجسنا وصارت جرح المسافات يمر علينا ونحن نؤشر عزاءنا باستحالة لقائنا بذرات الأبد ...
ها نحن نفقد الليل والقمر ...نفقد البحر والنهار وظلت سفننا بلا هوية الانتماء عند شواطئ يسكنها قرصان الحجر المسنن بالحافات الحادة للخراب ...
تضيع منا لحظات تلوين الوقت بحضورنا معا في عربة البحيرة الدائرة حول همسنا
لن تعودي وتري عيون العشب الذي يرمي الضوء على قدمك وأنت توحدين خطواتك مع المجهول ، بعيدا عن حدائق مازالت مستيقظة على حلمنا الممهور بوجع الفراق لنبض الأماكن التي لن نعود إليها أبدا ....
تباعدت خطواتنا فتحولت المسافات إلى تراب يجذب أقدامنا إلى التيه بعيد عن لحظة الأمان
فلم تعد الروح نداء التلاصق في خلوة زرقة السماء بل أصبح الوجع نبض في جسد المكان ..
نبدأ نؤرخ تاريخ الأمس لانتهاء دفاتر الذاكرة من حضور الغد ويتحول الفراق إلى وطن الهواجس خارج جمهوريات عشق الأبد...
تعالي قبل أن تضيع جغرافية روحنا ..فبعدها لن نستطيع أن نستدل على خرائط مشاعرنا الكامنة في ثنايا ذاتنا العاشقة لبعضنا أبدا.... أبدا



79
(ملاءات الحنين)

منذ غادرتي باتجاه الغرف الباردة ...ضاعت تراتيل صدري الموزعة على أحلام طازجة بحضور الوجود بين أصابع ذاكرتي ..
لم يبق في ذاكرتي إلا حلم ينشد إليك ، لهذا سأترك ذاكرتي تحتضن المسافات وتنام عند حدود بلا وجوه تعاند الشمس في طريقها إلى النهار الأخر....
أتوحد مع جنوني المتلاطم في روحي إلى حد التوحد مع محرابك الذي لا يسكن إلا عند حدود الهواء الملامس لأنفاسك ..
أبعد عني احتراق الحنين وأبحث عنك في كل النساء فلا أجد إلا أنت ...
لهذا سأقفل قلبي على علامة المدى الزاحف إليك وأرحل إلى داخل روحي تكللني الوحدة والعزلة دون انتماء إلى خطاي باتجاه العالم الغريب ...
أبحث عن خرافتي فيك كي أكتب فيها كل عناوين العشق الذي لا يحتاج المطر كي يشم رائحة البحر في غابات انتظاره عند قياس نبض قلبك ..
فحين ذهبت إلى أروقة التاريخ كي تسكني جدران همسا لا أستطيع أن أفك طلاسمه في حضور السحرة وعكازاتهم تلتهم بقايا الطيور العابرة من عمري إلى عمرك المعلق دون وقت الانتظار ....
الأبعاد ألأربعة دارت حول قلبي غرقا بالاتجاهات وضاعت الدروب التي تؤدي إليك لهذا رميت بالجمر كل مسافات الزيتون لتأتي المواسم دون ثمر من فصولك ....
قد تعلمت من وجعي لا أصدق حكايات الثعالب حين أريد أن أمنحك بياض الروح ..
وتعلمت من وجعي لا أجعل جسدي حلما تسرق روحه أسرار الشجر بعيدا عنك
سأرمي كل التائهين بالزمن دون كفن الوقت ...
تعالي قبل أن تأتيك الأحلام كوابيسا وقبل أن تتحولي غصنا بيد الجمر فلا موسم يمر عليك دوني ، فبعدي ستتخشب أحلامك بزمن التراب وتقفل ذاكرتك على المدن التي كنا فيها فلن يكون هناك بحر ولا مدن ولا سماء و ستشيخ عيونك عند الشجر العجيب ....
وستأتيك كل التماثيل دون أطراف ...
ستغسلين روحك بمر البحر لتسكني شاهق أحلامنا التي تركناها عند الجرف البعيد ..
ستدمي ذاكرتك أشواك حروفنا حين كتبناها لأناشيدنا عند صخرة الموج ، حيث بساتين
أقدامنا تمر على شواطئ الحلم ...
ستبقين طير مهاجر يختصر المسافات دون التحليق بأجنحتنا التي كنا نصنعها من ملاءات الحنين عند شرفة صديقة البحر .....
تعالي قبل أن نتحول إلى تاريخ دون تدوين ونتيه في خراب الوحدة والعزلة ...
تعالي قبل أن تتحول شعوب دمائنا قافلة الوجع في محاولة النسيان ولا نعرف السكينة أبدا ... تعالي .....



80
( دواء النسيان)

رسمتك بخيال الأولين كي تأتيني بنبوءة الذين تاهوا بعشقهم عندما لم يجدوا دواء النسيان
صارت الأيام عواصف وجع الذاكرة ...
انتظروا طويلا في ذاكرة الأيام كي تمسح من روحهم أحراش السنين الذاهبة إلى الزوال
فلم يجدوا إلا معاطف الأيام تذبل بساتين أرواحهم فلا هم استطاعوا أن يطيبوا ولا استطاعوا أن ينسوا ...
فصاروا كهنة في معابد النسيان ارتدوا ثياب الوجع والانكسار ويحملون صخرة سيزيف بعد أن تاهوا عن أسمائهم بأنطفأ كل النجوم على وسائد أرقهم ...
لم يعد يمتلكون إلا أجنحة لا تعرف زرقة السماء في وطن صلاة أمانيهم ..
قد ضاع منهم ميزان العمر المستديم بالجمال والسلام ولم يعودوا يتلمسون أضلاعهم إلا برغبة الرماد الموزع في معابدهم عندما يشعلون شموع الندم كي يأتي طائر الحلم من خيال المرايا عندما يسألونها عن روح سكينتهم وقد فرقتهم الخيام بظلال سقطت أول النهار على جرحهم النزف بزمن التوبة ....
الدفء غادرهم بحنين الضياء بعد أن جاء برد ليل الشتاء الطويل وضاعت محطات الانتظار بتعاويذهم الموسومة بعودة الزمن إلى الوراء من أجل اللقاء والبداية ...
لا شيء يبشرهم بعودة القادم وقد فات الوقت فات ....
ولم يعد يمر عليهم إلا ماء البحر يرميهم بالعطش كي يتفرجون على موتهم وهم ينتزعون سفن الإبحار من أضلاعهم ..
فبنوا جزر صمتهم من الريح خرائب البحر عندما يغادر باتجاه النهايات المستكينة بالفوضى
الحادة لخيم الفراغ ...
لم تعد هناك شفاه تنشد ترتيل الفراشات من أزهار دم الحدائق التي مررنا بها لنغسل أحلام المقاهي العامرة بدخان أنفاسنا ...
ولم نعد نتلمس الماء العذب في العلب المغلفة بضحكاتنا ...
ولم نعد نتحسس إلا جرح الخيبة الأخيرة من درجة تكورنا حول خسارتنا الأبدية
فقد افترقنا ..قد افترقنا نحمل صخرة سيزيف إلى جبال افتراقنا الأبدي ..الأبدي



81
(صحراء الروح)

لم نعد نخزن موت الفراشات في بيت العنكبوت ، الوقت صار لدينا تاريخ مهزوم دائما والمسافر إلى العدم ...
لم تعد هناك إلا مسارات أجسادنا الفاقدة لنهارات الشجر، فقد أصبحت الرؤيا طريق في صحراء الروح ، ولم نعد نعرف عشقنا كي نستدل عليه بالنجوم والقمر أصبح جمرا بين الضلوع ..لا توجره الشمس باحتراق المساء فوق مدن نسكن جدرانها ...
سأزرع الأشجار عندما يعود المساء إليك وحيدا دون قمري ....
سأبعد الخراب عن عينيك كي ينعم قلبي بالنهار الوحيد بين يديك ..
وسأصادق دون كيشوت في رحلة التيه فلم هناك وقتا للانتظار والهواء صار ذابلا من أنفاسك المعطرة بشهيقي ....
فكم تآكلت أضلاعي من البرد كي أصنع إليك وطنا من الدفء ...
كم غيرت في كيمياء الروح كي أقرا الصمت الموزع في عطر المسافات القادم من مرورك على شوارع أدمنت حضورك عند انتباه البحر إلى براءة الصبح المار على عينيك ...
تعالي كي ننادي الواقفين عند أبواب الفردوس ..
أننا امتلكنا الأرض بعشق موحد ....
صارت روحينا بجسد واحد خارج العابرين على سرير الهواء حين تصطاد النجوم كفيك لتنزل النيازك على طريقنا عند فردوس توحدنا الأبدي....
فقد كتبتك على لوح روحي قبل أن تغرق النوارس في شواطئ أدمنت حضورنا معا ...
كي نزيل صدأ أيامنا من الفراق ونعلم حوافر الخيول كيفية الصهيل على أيام النسيان ...
فتعالي قبل أن يغرق المطر دون كفن الماء ..
تعالي قبل أن يجف همس العصافير على أشجارنا ويدخلنا الخريف الأبدي دون علامة النسيان ...تعالي



82
( أسرار الموج)

لم يبق لنا وقت كي نحرقه عند مقاهي الانتظار فجمر تنفسنا خفت والطريق إلى أشجار صيف أضلاعنا قد قصر وقد اقترب صنوبر الشتاء الأخير من حدائق أرواحنا ...
يأتي المدى في مساء الانتظار كمخاض البحر في وحشة القمر وأسرار الموج ..
أبحث عنك في وطن القلب أجدك في البعيد تزرعين بساتين الكلمات على الدروب المؤدية إلى هلال العيد لوطن توحد الماء في عروق الأرض ..
هنا كان أسمك في دار الروح...هناك كانت طفولتك ... هناك كانت الأقدار تقرب همسك ..
لكن أبتعدتي كثيرا حتى شاخت المسافات على تعرق كفيك و أنا أعد النجوم التي تراك وأنت في الجزر المتهمة بعطش الشواطئ إلى وجهك المزدهر بماء عطشي لعينيك ..
كل البحار تطهر روحها بقطرة مطر من ماء كفيك...
غبت حتى المدى صار يهذي باسمك ...
فقد كان لنا منار في هلال العيد على أرصفة المدن أرسل إليها بريد الروح ..
وكانت لي هناك نجمة أستظل بها باسمك وهاتفك بعيد عن أصابعي ..
وقد ضيعتها في تقنيات العصر عندما نزفت السماء دم فراقنا ....
ونقطع اليوم بحضورك وصورك ...
لهذا سأتجه إلى هلال العيد قبل أن يتفخخ بأمانينا المستحيلة بحضوري جنبك وأتيه في مدن عينيك بجواز مروري إلى قلبك ....
ها هو العيد وأنت فيك عيدي وكل عيد في سفر التحليق نحو نجوم نسيان...
وقد أزيح الزمن من تراب السنين كي أرى طفولتي في مدنك من أجل أن ألامس مدن القمر قبل أن تعبئ بأيام العيد ...
و أنت في البعيد ...
أرى أول نجمة في المساء قبل العيد وأغفو لعلي أرى هلالي في عينيك الممتدة بروحي إلى السماء ...
فلا عيد لي دون وسائدي بين كفيك ...
طفولتي وجدتها في عيد ضحكتك ..
كل عيد وأنت هلالي ......
أنتظر لعلي أجد سفن نوح يوما ما وأسافر معها إلى وطن النسيان دون المرور على أيام العيد ...أو لعلي أقيم دولة النسيان في دمي ، أوزع قراطيسها على حروف الماء في دفتر الرمل .... وأنتظر




83
( الهجرة الأبدية)

لم يبق لي تاريخ كي أكتب وذاكرتي تلاشت في عينيك ..
يومنا انحدر إلى أخر زوايا النسيان ...
أنت تطعمين فنجان قهوتك بقمري الأخير المنحدر من خفوت أضلاعي على سرير وثنيتي بتفاصيلك المنحوتة بأزميل السماء ...
يحترق الليل عند مقاهي الانتظار وأنت تسدلين شعرك بضوء القادم من الشوارع التي عاشرناها كثيرا عندما كنا نرتقي السلالم إلى دخان أنفاسنا ونعاس القهوة بين يديك وكان النادل يطعم الجمر إلى نار شهيقنا ....
رمادا انتشى على قدسية أقامتنا ...
توزعين فاكهة الصبح على طعم الطابق السابع من الفضاء ....
تحلق النوارس إلى جرف شواطئ عينيك وتبتكر صباح أخر من عسل شفتيك لتطعمي مر ريقي في أول الارتقاء إلى ديباجة النهار ....
أكنز أنين البحر حين تعبر سفن التيه على جرحه ، تتلبس روحي الغربة خارج هذا العصر أعبر قارات الهمس في زمن النبوءة وأنتمي إلى ديانة عينيك فروحي انتمت إليك كانتماء الطهر في زمن الماء ...
أهرب إلى ذاتي قبل أن تحتلني الأشياء بصمتها وتدخن ذاكرتي ...
يصبح الوقت في لحظات نبضي رمادا ...
يرمي غدي بصورة فقدت زيتها عند مساء فقد قبعة المدن التي حاصرتني بعشقك الأبدي
حاولت مرارا أن أتمرد أن أبتعد عن تلاشي ذاكرتي بفقدك ..
وكلما ابتعدت سرت في دروب لا أعرف أسمائها ، فعبرت ناصية النسيان ...
أبحث عن اللوح المفقود من أعراس الألم المسافر بدمي حتى الهجرة الأبدية نحو عينيك أتلو عزف ناي الأحزان في قصب الروح ..
أعبر حدود الوهم وأبتكر لون أخر لأصابعي كي أتحسس صدري الذي أشتعل حطبا في قافلة البرد كي يدفئ طيفك المنحوت من شرايين الوقت المار على تنفسي ...
أشعل رمادك وأنام على دفء الحرائق في داخلي .. دون انتظار الصبح الأتي
دون انتظار ....



84
(أرجوحة الضوء )

أرمي لعنتي على كل الصباحات التي جاءتني دونها ... (أرجوحة الضوء )
لن تهرم روحي وهي بطفولة انتظارها عند مدى أخاط سمعه عن كل الذي يأتي منها إلى ضلوعي ..
فلم يعد هناك حلم في ذاكرة الأماكن المعطوبة السفر إلى قوس قزح حين تطهر الشمس من حرائقها قبل أن يصاب الفضاء بالعمياء ...
وتصير ذكراها أرجوحة الضوء من عصور التنجيم ..
فلم يعد يتناسل صوتنا عبر الفضاء ليزرع النجوم الغافية في حضن قمر عينيها..
لم يعد همسنا تسمعه الملائكة عندما تضجر من تراتيل الفردوس ..
فلم نعد نحن إلا أرقام موزعة على القارات دون شوق المطر إلى الغيم ...
الشوارع لم تعد لنا ونحن امتهنا الفضاء كالعنوان الأخير من النقاء في عالم يزدحم بسنين العجاف بالأتي من تلاقينا ...
أتمرد على عروق روحي قبل أن تتعثر بالأماكن التي صارت مزارات عيوني قبل أن تسرق ألوان حلمنا الأيام القادمة من وادي النسيان ....
قد قتلت أخر توجسات الروح في عمر الشجر حين كانت تحدثني عن مزاراتها في تنفس المدن التي تستطيب رغبة التحليق إلى سقوف لم تعد تمتلك ألوان النهار ..
كانت توزع ضوء الشموع على نوافذ أفرغت هواء الحنين إلا بالرغبة المكبوتة بالانتشاء الساقط من جرف سطوح الرمل الأخير من زمن القيامة..
تمر دون عناوين الروح لأنها تبحث عن بندول الوقت في ساحة الظل الذي يكبر دون مرور النهار ..
قد أخذ المساء كل عناوينها ..
كانت توزعها دون حروف ...
سرها أنها تصطاد اللعنة من البحر مع أن في كفي عذوبة كل مياه الأنهار التي تسقي روحها من بياض الثلج عند جبال تعصم الشمس من حرق حنين المدن .....
تعلمت منها كيف أنظر إلى الشمس من خلال غربال المساء الذي جاء دون حلم النجوم في امتداد الخيام إلى نوق زرعت الصحراء على سنامها وغادرت إلى خيال الفصول أن الربيع سيأتي مع ذرات عطش الغيم إلى سماء تكنز روح الماء .....
لم أعد أترقب نجمة المساء التي كانت تذكرني بامتداد أقدامنا على صهوة الشوارع المزدهرة بربيع أنفاسنا ونحن نرمي القمر بضحكتنا الأزلية ..
لم أتذكر المساء الأخير من تشابك أيدينا فوق الطرق المؤدية إلى معبد الصباح عندما تأتي النوارس وهي محملة بألق الضوء .. لم أعد ...فقد أفترق الحلم عن مدننا ....
وغابت الأشجار في وحشة الطرق المبنية من الرماد ...
لم أعد ...لم أعد



85
(أردية الشتاء)

قبل أن يصاب الخيال بزكام التواصل ويتلف الحلم المؤشر باتجاه القلب وتغيب الرغبة بالتوحد مع خطاي نحو الناقص من أسراري المدفونة بين رياض أضلاعي ...
أبني أقنان الحمام المسافر في دمي حتى الهجرة الأخيرة من أقفاص الوجع ...
أرمي مسافات الوهم بأخر الجمر كي أنشر أردية الشتاء الموعود بمواقد الحنين على قمر التوبة ...
أرجع إلى ذاتي كي أسورها بدولة النسيان وأعلم رعايا روحي أن الأشجار التي نبتت على سواحل كفي لم تكن إلا حلما في أول نيسان ....
وأن المدن التي مررنا بها لم تكن إلا قراطيس ورق في أماني الوعود التي بشرتنا أن غدنا سيكون أقرب من الوريد ...
ها نحن قد دفنا أخر مواعد النجوم في ثقوب الريح كي تبشر البحر أن السندباد ما عاد يحلم بالمدن الغربية عن طفولته ...
لم يعد ينتظر هطول المطر من كفوف لم تعرف لون أحجية الماء ...
قد كسرت سنديان الأفق وأبعدت النوارس عن شفاه عطشي ورجعت إلى كنوزي من أجل أن أتعلم كيف يكون الأمان حتى لو سرق الجنون حروف المدن أو حتى لو غابت الأنهار يوم العطش ....
يا أيها الواقفون عند أبواب جرحي ..أنا غادرت جسدي وسكنت روح الشجر كي أدرك مواسم الريح دون الانتباه إلى الجرف الذي غادرني باتجاه المنفى ...
سأحتفظ بوصايا الطفولة كي لا تصاب الروح بالشيخوخة حين تزدحم الذاكرة بأقاليم النسيان
ولا تصاب بوصلة القلب بعطب ارتجاف العشق في خريف شرايين المسافات التي انتمت إلى جنون التوحد مع الهواء العامر بأنفاس الانتظار ...
كل الذين قالوا الأبد نسوا في أول تبدل مواسم الأيام بألوانها عند انحدار الجدران نحو أفياء الصمت ...
لم يعد هناك الأبد إلا عند لغة الفراديس الغائبة عن أحلامنا...
لم يكن هناك الأبد ونحن نفقئ عيون المدى بتراتيل شتاء الكلمات ...
لم يكن هناك الأبد ونحن نحاكم الطيور البيضاء على حنين الشجر ...
لم يكن ..
لم يكن ونحن نترك السماء إلى عصور الأمس ...
فالأبد أن تبقى روحنا حتى وأن ذوت أشارات الروح في الأزل ...
وحتى وأن ارتجفت السماء بأخر صيحات الغرق في البحار المتوجة بالعزلة ..
الأبد هو نعبئ الروح بخلايا الجسد حتى الرجفة الأخيرة من برازخ النجوم في كون يحتضر
بالرحمة النهائية من الرب ...
الأبد أن نتوقف على شهادة الزمن أن روحنا هي فصول الأزهار في بساتين لا تفنى حتى الرغبة الأبدية من الوجود ...
فلنتوقف عند الحاضر ونكتفي بمراقبة العالم من خلف ضلوع الأبد ...فلنتوقف ...



86
( هجرة الطيور)

كم قطفنا من النجوم كي نمد سكك الارتجاج من مدينة الضوء إلى مدينة حضن البحر ...
كم من أغنية وزعناها كي نوقظ الليل من نعاسه على أبواب المدن المتسللة من صراخ القمر عندما ينحدر صوت المغنية نحو الارتياب ...
كانت تتلو الأغاني من اجتهاد الوجوه التي مسحت ملامحها حين غفا الليل على أوراق شجر التين ...
كان صوتها معلبا بالجدران عندما تنتهي ساعة الضوء المعلقة على تباشير الانتشاء المحطم بهمس الريح المبشرة بفاقة الروح ..
قد حصلت على كل مواسم القلب دون تبدل في مذاق الروح المأخوذة بالانتماء ..
تبقى تسكن شرايين الخريف دون سؤال ...
بقيت تشرب قهوة صوتها حتى أطعمت ندب الحنين إلى شفاه الجذوع التي أدمنت مواسم الخريف ...
كان هناك احتضار إلى النجوم وهي تغسل دم الضوء بتمزيق جيوب النهار بمنشار بانتباه الآخرين بالصوت الوحيد لأنفاسها ...
تجمع الغرور من سقوط ظل طيفها على الزجاج المجروح بسيوف البرد ، حيث كان الذباب يرمي أجنحته على الزاوية القصية في مستعمرة أحلامها السائحة إلى برك أدمنت الظلال على كفوف العطش ...
لم يكن هناك احتشام من الهواء الهارب من دفء دخان لفائف محطات الانتظار ...
روحي تصير كالنسر حين يغيب الوجد في حضورنا هنا ...
أعد أصابع الليل هربا من الضجر المسافات المارة على أجنحة أضلاعي ...
أعاشر الغيم الذي انتحر بوجع الموج ...
أمطر على كفي كي أغسله من رماد الوهم القادم من مواسم عصورها الدامية بكل عناوين احتراقها دون النار ...؟؟؟؟
يدب نمل البرد في ارتجاف عمري ...
أعبر فصولي دونها أؤشر فصول الشتاء المحترقة
بين حنايا وجدي كي أغافل الذاكرة بمعطف النسيان ...
أدمن الخيال لأعبر قارات التوجع إلى الوخز الأخير من الذكريات التي اغتسلت بركود الزمان على أردية الفراق الواعي بخطوات الوهم ...
أؤشر الدروب إلى روحي من أجل أن احدد بياض هجرة الطيور التي أدمنت الرحيل إلى أنفاسي التي تلتحف حقيقة الذات الطيبة في كل مواسمها دون تردد دون تراجع كي تلامس السماء في كل أوقاتها ...
تنتمي إلى اليقين أني حاضر في روحي قبل أطراف المكان ...
قبل سقوط الضوء في تنور الطوفان .
وقبل ....؟؟؟؟؟؟؟؟




87
( حروف الروح)

أكلت قلبها كي لا تنتمي إلى زمن الاختيار في العشق ،لأنه يعلم حروف
الروح قبل أوان الجسد ...
أدمنت شرب روحها كي تبقى خارج زمن التوبة دون عنوان ، فقد امتهنت الشيخوخة لتمارس لعبة طفولة العشق البريء ..
كم أطعم القطار أراجيح العويل المار من بؤبؤ زمن عيون الليل حيث تصير أضواء المدن كالنهارات الكاذبة بصوت الوهم في الأغاني المسورة بصمت الروح ...
كان الزجاج يرشح برد محطات الانتظار بالصعود إلى صوتها القادم من ألحان قحط همس العشق المترف دون وفاء ...
كانت تناغي امتداد أضلاع الدفء عندما يمر القطار على محطات زاخرة بعدم النزول من الكراسي المثبتة بأراجيح صوت أنفاس الهواء على وسائد البرد...
كانت الوجوه أربعة أخرى ترمي الجهات بالضحك المستتر بإغفاءة عيون لا تعرف هم الموج المسافر في أودية الغيم والراجع من ضياع شفافية ماء الطهر على الجرف المأخوذ بنهايات لا تعترف المعنى في أن يجد الإنسان روحه في الانتماء إلى الرغبات الممزوجة بنبوءة العشق وليس بحنين الجسد دون تنفس خضرة الغابات وحين يسقط بغفلة الزمنكانية دون الإشهار بسوء الأطراف التي عاشرت الرغبة كثيرا ،و بعيدا عن الضوء الموصول إلى صدر دفء شموع الشمس عند نهارات لا تمل السهر ...
كانت تعترف الكلام في نهار سقطت أقدامه خارج توهج الضوء عندما كانت النيازك تلهو في بشارات المدن التي سكنتنا وسكناها لكي لا تظل وسائد الحلم كملاءات أطعمت روحها إلى البرد حين كنا نسمع صمت الليل على الأشجار الواقفة تحت نوافذنا ....
فقد كان ليلنا كأحجية الفردوس على أرأيك السحر...
حيث كنا متفردين بملامسة أضواء روحينا دون حواجز الهواء ...وكنا ...
لكن سقطت الأقدار على أقدامنا وتفرقت خطانا ...
هي بقت جالسة على كرسي انتظار الهواء الموصل إلى سماء البحر ...
أنا زاحمت مرايا الهمس على الطيران كي أصل إلى المدينة التي لا ينتظرني أحدا فيها وأسافر بمركبات الأرض إلى البيت الأخير في زمن الطفولة والحنان ...
كي لا أبقى معلقًا دون قلب في أمد الانتظار غير المجدي بالوفاء دون الدنيا ...
هكذا كانت روحي تقول أن أنتمي أو لا أنتمي من أجل لا تغربلها الأيام دون ارتجاف القلب بالحياة والعشق الأبدي ...
لهذا سأزحف مع المركبات إلى الهواء الأخير من الجنة ..
وأغفو على أسرة الحنين أن غدا قد لا يأتي أبدا ...
أطفئ ضوء روحي وأغفو دون خيال ... دون حلم
وبعيدا عن مسلات الانتظار ..بعيدا عن زمن السؤال
بعيدا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟



88
( التمازج الأبدي)

غادرت مواقد كفي لتسكن بيتا دون نوافذ الروح ..
دون شبابيك تصد برد العزلة ....
تتنفس جمر السفن القادمة من شفاه البحر حيث كنا هناك نرسم خرائط موجنا الموشومة بالدفء والحنين ...
لم تعد الذاكرة تحمل أحلام الرجع البعيد حيث كنا نكون مملكة الأسفار من تضاريس العالية باليقين لكي نرى الزمن قادم دون أنين المواعيد البعيدة بمسافات تشبه القارات ..
المسافات تجمع غبار الصحارى دون تلاقي المركبات القادمة من مزارات عيوننا سوى خيوط الهمس الممتد كشرائط ضوء القمر الحزين ..
عندما تكون معابد الغيم طقوس الضوء المنكفئ من النجوم ...
حيث يداوي الهلال جراح الليل الأخير من موعدنا أن غدا سوف يأتي بأقدامنا وروحنا تنتظر التلاقي في سياحة الزمن المترع بغياب المكان عند ساحات الهواء الهابط من الأعالي إلى جرف عشقنا الذي لا ينقطع ضوئه ، فقد صادقنا زمن الأبد ...
كي نبقى اللوحة في شرائع الكون ...
أصعد جبل الروح حتى القمة الأخيرة من ملامسة سماء أضلاع العشق التي تستوعب كل المدن دون أن تنفذ توهجها ...
هي الانتماء حتى الزمن الأخير من بقاء الجنة على أجنحة الملائكة حين تهاجر الأرض إلى دروب موقوفة بالتمني من عصور الأيمان...
ليس النار هي احتراق الحطب في جرح البرد بل النار هي احتراق أضلاع العشق في بعد مسافات الفراق وانكفاء الروح في عزلة القارات حيث يصير الرماد قوس قزح في الأنفاس حين يهطل اللقاء مطر الأرواح التي تخزن سماء الذكريات دون غيم النسيان...
من يريد الخلود فليدمن العشق دون أرجوحة السؤال ...
فقد كتب العرافون أن خلف الروح عالم من جنة العناق والتمازج الأبدي ...
سأفارق خطوي كي تطير السنونو من قبب الأبد وتبني هجرها بين مواسم روحي التي ما عرفت الفصول إلا بين عينيها ...
أسقطت حروف الروح على زوايا حنين عيون العشق عندما يزور الأفق المجروح في شرايين غاباتي كي تعانق دم الطيور الممزوج بلون نهار لا يأتي إلا بخيبة المساء عند أشجار تضيع لون الضوء القادم من نجمة الزهرة ...
أنا أصل بعشقي إلى أبدية أشجار في معنى فراديس الآلهة ..
أني عاشق لا يعرف التوبة من روحه حتى وأن جاء فناء العالم في الزوال ...
لهذا سأتوقف عند بوابة الأبد دون المرور على سواحلها التي أغرقت القمر في الرمل قبل وصول نوح من أسفار الجبل المعصوم في أبدية العشق عند الرب ...
وسأرمي جدار زمنها بأخر الحجارة التي أذبلتها الأيام عند نعاس النهار على حافات موج التلويح إلى عصور الصدق ... وأسافر دون الالتفات إلى الفناء ...دون ؟؟؟؟؟



89
(مسارات الماء)

بشرني العرافين أن عيوني حلما مستيقظا على تراتيل الهواء الذي ضاق في تنفس مرورنا عند أكف الأقدار الممزوجة بعصور النسيان ...
قد كنت فيها الأبد وكانت تبحث عن اللحظات الفانية من أجنحة الزمن وتشرب أول المساء عندما تسقط النجوم بلا تأشيرة الأتي إلى مدن اللقاء حين البحر يضاجع سفن العزلة والانتهاء ....
لا يصل العشق إلا من تطهر من عصا الندم وأمن أن الروح لها موقدا واحدا حتى لو اكتنف العالم شرائع البرد وحتى وأن بعدت مسافات الحنين ..
فالدفء ليس ملامسة الجمر بل الدفء من يأخذنا بين ذراعيه كبشارة الحنان القادم من أعماق قرون الروح حين لا يصبح الجسد كشواطئ والانتحار على أشعة النيازك المتهمة بالتراجع عن قطرات الندى في بكارة نهارات المطر بل يصبح الجسد ارتجاف الشوق المتنهد بإغفاءة الروح على وسائد الحلم والأمان وتكون له لغة لا ينطقها إلا مع حنان جمر الجسد الأخر الواقف بين الأضلاع ليرينا شفافية الروح ...
دون الهجرة إلى الأطراف ...
هو التوحد إلى أن تمتزج حروف الأسماء بينهما ويصير الاسم الواحد الموحد دون جذوع
بل ألق امتزاج السماء على أسرة الأبد ....
لا يخفت الحب حتى وأن ضمرت النجوم في طريق الجسد ..
حتى وأن صار الجسد ملاذ النوارس التي تقتفي مسارات الماء في زمن العطش ...
حتى وأن انفتحت أبواب التيه للعمر المتأخر من احتراق الغابات ...
سأتوقف على ناصية العالم كي أراقب ذوبان القلب في الوجد الأول من إعصار الشهيق حين كنت أتنفسها كالهواء الوحيد للحياة ...
قد غابت عن عيني ترتدي ثياب قحط المسافات ..
لم تبق في داخلي سوى هواجس جمر أطيافها ...
مرة أقربها ...مرة أبعدها ...
مرة أحمل رأس النعامة في جرحي لأدفن أحلامي في برزخ وسائد الأرق وتصير السقوف علامات خيالي ، ولا تأتي الإغفاءة إلا والفجر يأخذ بقايا السقوف ويغادر ...
يصير الليل كتاب أوزع أرواقه على ارتجاف عيوني كأنها أشارات الانتظار لحلم يغزو في دول أقاليم نومي ....
أنام النهار وأنا أمسك بيدي أرق الليل الطويل كأنه صرير الرحيل باتجاه المنفى...
أسير في دروب الحدائق وأنام دون أجنحة الحمام ..
لعل غدا يأتي دون أطياف الأرق ....
أغفو دون إصرار الذات على أنها تعيش بدمي ..
أغفو كأني أثنين ..
وأغفو ...



90
( فصول المدارات)

كل الذين تعلموا طرق الأحلام في استيقاظ الجسد ، أتعبتهم الفسحة المحصورة ما بين الروح والأضلاع ...
قد فقدوا الدفء العامر بالانتماء وصاروا أرجوحة المطر في غيوم الصيف ..
ولن يكونوا إلا قطعة من كبد الليل ترمي ضوء النهار بالنعاس ...
فمن خسر الحنين في الروح لن تعيده كل فصول المدارات ، حتى وأن غادر إلى رﹶحمُه الأول ، لن يجد سوى القبور قد أخذت وسادة البدء دون حنان الأرض ..
ليس الظل دائما تحدب الضوء في حضن قامة الأشياء بل هو امتزاجه مع نهوض قامة شموخ الأشياء فوق جاذبية الأرض حين تستيقظ الأرض من رقادها لتأشر علامات الوقوف في دائرة المدى ...
لهذا لن أشعل الشموع في أعياد ميلادي بل سأخزنها لليوم الأخير من الغبار وأوصي بتوسيدها جسدي ، كي أخذ السنين الماضيات دون ذاكرتها ...
فقد تلونت الحقيقة عن ثباتها إلا من الزمن المجهول في المراحل النهائية من خلوة جدران الطين ...
فكل الذين أشعلوا الشموع في قبة سنينهم ، سيتأسفون عليها لأنهم أحرقوها قبل حضور الظلام الأخير إلى أجسادهم ...
لم يبق من طيفهم إلا شبح يعاقر الظلام ليفتش عن لحظات نسوها في الغرف المترفة بصراخ السقوف الموزعة لظلها دون أشارات الروح في حضن الأبد ...
كل الذين يغسلون وجوهم بهواء التيه تمطر في روحهم بقايا من همس الليل الطويل دون تنفس الصباح من سكينة حديقة الأزهار ...
وكل الذين يمرون دون أشارات المرور إلى طريق الشجر يحملون أنفسهم أعباء الماضي دون أنتباهم إلى الضوء الخارج من أرواحهم ...
لم يعد هناك أحد ينادي الذات التي سرقتها الزوايا المنسية من حلم الضوء بجوار القمر ..
لم يعد هناك أحد يبشر الدروب بمجيء جلجامش من بحار العطش قبل أن تسقط الأرض في الحوار الأخير من الطوفان ....
فكل الذين يبدلون تاريخ ميلادهم سوف يدمنون السنين الفارغات ..عندها سينتحر الزمن في روحهم لفقدانهم شهية عمرهم المتجاذب مع الدروب المتوجة بالمحبة...
ويسقطون في حفرة العزلة دون تصوف الروح لبهاء الأيمان بالانتماء إلى الذات العامرة بالحياة وسط فردوس الوجود ....
ويظلون يلهثون حول طقوس الجسد ويسقطون في حنين الموت دون مرورهم على فاكهة العشق الأبدي ...يشيعهم غبار النسيان ...
النسيان ....



91
( تراتيل الأطراف )

سأموت متوحدا على حافة النهائية من انتماء الزمن المدعوم بنهاية الأحلام المركبة من شرائعي التي تركتها خلفي تبني للذين يبحثون عن الطرق المؤدية إلى العشق والذي لا يمل السفر في روحها حتى لو جاء ألف ليل دون نهار أو كثر زمن الصحراء في توحد خطا نوق العشق في واحات أضلاع الزمن...
أبتعد عن من تركت معاول البرد تحفر العلامة المتلاشية في جوف الزمن المتخلف من قلبها عند دكاكين الروح ..
لا تعرف الوصول إلى القلب عندما يتماسك الحنين القادم من عمق الانتماء في جواهر الذات لا تعرف إلا الأشياء اللامعة في حتف العمر في دروب النهايات المزمنة بقحط الحب في زمن الولادة ..
و لا تعرف إلا كلمات الشعر الخاوية في براقع تراتيل الأطراف حين تبدل الفصول في اللعنة التي لا تذُوب ولا تُعذب ...
تكون كمنشار القحط في زمن الدراويش حين يباع رغيف العشق في السنين العجاف كغايات البخل عندما تنام المدن على صراخ الجوع ...
كان من الممكن أن نكون أجمل أثنين من الطيور التي تهاجر حين ينتهي زمن المدن الممتدة أمام وحشة العيون التي أدركت لا زمن للتواجد في بعضنا إلا عصور امتزاج دمائنا بالصنف الموحد كخطى الآلهة في دروب الأبد ...
لكن ضاعت في المدن الافتراض والزمن العابر من ثقب الظل المنتشر دون ضياء ..
فمن يخسر زمن الروح لن يربح عمره حتى وأن ارتدى مياه البحار لأنه غادر باتجاه زمن طوفان الخسارات ....
كم من العمر نعيش لكي نجمع في سلة الروح الثمار الموحية بانتهاء المواسم ...
كم من الماء نعطش كي نرمي كفوفنا إلى السحاب الذي لا يمطر سوى الضفادع ...
كم من النهارات نعيش كي ندمن سراب الليل التموج بقمر شموع لا يعترف بضوء الروح
كم من هاجس نشعر كي نجمع أحلام موشحه ببراقع الوهم واللذة المستفيضة من جفاف الموج على أكف الصخر في لحظة العاصفة ...
وكم من الرغبة نريد حتى نثمل ذاتنا بسراب الانتماء حين تحاصرنا الرغبات بتوجع الجدران ....
وكم ..وكم ...حتى نسقط كحرف في أسماء المجهول ....
فهل نسافر مع اهتزاز الموج قبل أن ينخر الأضلاع وسط توجس الحنين بالوجود
ما عاد العشق يرسي على شواطئ القلب بل صار كالأحلام المجنحة بالجنون ...
ولا يوصل دفق الحنان الذي يهب القلب الاستمرارية ، أن القادم أكثر ازدهارا من الفصول التي مضت ....
ويكون الانتظار حلم اليقين في الرؤيا القادمة ...
بدل أن يصير الانتظار خيال تكذبه العيون من غبار عدم الرؤيا في تأرجح الأحلام في الذاكرة
فتشيخ طفولة الروح في عصور الجسد وينتهي عند القدم الثالثة من أسئلة أبو الهول ...
ينتهي ....ويتلاشى قبل الوصول إلى مدينة الخلود ...
وينتهي على جرف المجهول
ولا حافة تحتضنه إلا الهاوية .. وينتهي ..؟؟؟



92
( أجنحة السفن )

كانت كحلم سرق كل الأماني وغاب في جرح البعيد حيث تصير الأحلام كشظايا الدم على أجنحة السفن المغادرة إلى غضب البحر ....
يصير اللقاء كوجع الحنين الموزع على شجر الشرايين حيث يصير القلب مرجع إلى كل ما يأتي من المدن التي سكنت مرايا عيوني كمقاسات بؤبؤ الحنين للغائبين ...
هنا كان وهناك كنا لا شيء بقى سوى السراب يوزع غبار الصحراء في شهيقي ....
كيف أجتاز هذا العالم و الوصول إليها و الحدود لعنة والريح أبواب اختناق ....
أراقب المدى من ثقب الشواطئ التي أدمت القلب كثيرا فلا سفن تعود ولا القبطان عاد من التيه سوى مواويل المجهول وهمس تلامس روحينا في اختلاط ألوان الشجر ...
قد أمتزج دمنا المتوج بالمساحات الغافية ما بين كفينا وهي تنتظر خطانا كي تعبئ تاريخها من أقدامنا السائرة في دروب الأبد ....
الشتاء قادم دون موعد مع دفء الأضلاع ...
الشتاء قادم وقد ازدهرت مسافات تفرق مواقد الحنين على علامات انتهى حضورها في فصول الذاكرة ..
تسربت أشياؤنا في ظل موج أسرارنا وقد كشفت عناوين الوجود من خيط عشقنا
وبقى الشلال هناك عندما رافقنا إلى إسرار الحافات الحادة من الماء ...
مشينا بحدائق مزدهرة بظلال أقدام البحر حيث كانت الطرق تعبئ برائحة الموج القادم من أعماق المدينة التي تسكننا في الضفة الأخرى من ربيع الشواطئ حيث نتطلع إلى سماء عارية من تكور نهد الأرض التي ترضعنا بالتوحد دون نهاية عطشنا إلى بعضنا حتى و أن احتلت المسافات أقدامنا ...
حتى وأن غابت أصواتنا بضجيج الثعالب التي تسرق بساتين الأحلام من ذاكرة أيامنا المتفردة بالتمازج في أرواحنا ...
كانت الثعالب التي ترمينا بالقواميس السود من السحر في شعوذة نفوسهم الهاربة إلى أزيز الحسد حيث يحولون العشق إلى مهارات العداوة مع أننا لا نمتلك أي عداء لهم سوى صدقنا في التوحد في خطانا معا في أرواحنا التي تعبر كل ثقوب الأرض المارة بالتيه والتوقف عند شاخص النسيان الأبدي ...
يرمونا كي تضيع ملامحنا في حجر صراخهم المنتهي بالذبول عند أقدام الغايات الدفينة من توجعهم في أرواحهم بأنهم لم يعرفوا ما معنى العشق الخالد بعناوين الأبد ...
هكذا افترقنا دون قدرة النسيان ..
روحنا هناك خالدة وحتى وأن ذبلت الشجرة العجيبة القادمة من عمق التاريخ المتلبس
بثوب قراطيس كتب الأيام الزائلة من زمنها ...
روحنا هناك تناشدنا بالعودة لها وأن طالت أيام الفراق أو أبعدتننا حكايات الآخرين فنحن شريعة لا تملها المدن لأنها تبدل فصولها بأنفاسنا وتثبت تاريخها بمرور أقدامنا في دروبها وتكتب بهجتها بهمسنا ...
فنحن فيها صدق العشق في سفر صمت المدن في روايات التوبة بلعنتها في الكراهية والكذب ...
نحن شريعة جديدة في عالم يضج بعويل القطارات الذاهبة إلى المجهول دون هوية الحضور في نهارات الأبد ...
لكن افترقنا .. افترقنا ...افترقنا .......!!!!!!!!!!!
عسى أن نلتقي في مرايا الوجود الأخر من تصدع الأرض بالزوال من دهشة البحار .
افترقنا ...افترقنا ......؟؟؟؟؟؟
لتبقى حسرة سؤال عند أبواب الزمن دون جواب ..دون جواب ؟؟؟




93
( انقراض القمر )

حين يمتد المساء بصمته في الشوارع المترفة بحنان السكون تستيقظ الأرصفة لمرور همسها من بوابة انقراض القمر على الزاوية المنفرجة بانتمائها ..
كنت أرى غدا فيها أقرب من تحسس أضلاعي وكانت ترى غدا حلما أخر تتوزعه قارات البحر التي غادرت أكفنا ، أنا أفتح بوابات عمري إليها كالنهار الذي يستطيب الجلوس على نافذتها ...
كانت تخزن مواويل الفراق على الضفة الأخرى من عمر أخر عند أرجوحة الوجع الساقط على أثارنا في حين كنا روحين في جسد واحد أو كنت هكذا أعيش لم أشعر بحضور جسدي إلا حين تدركني روحها بين أضلاعي ..
كنت أطعم النوارس المحلقة على شواطئ همسنا ...
كانت تطعم النوارس على الشواطئ الأخرى في أسفار الموج إلى الجرف البعيد ...
كنت أحلم بها كراهبة في قداس روحي حين تعطش أنفاسي إلى عطر أنفاسها ..
وكانت تفكر أن للبحر لون أخر من الموج حين تمخر السفن في الرحيل ...
كنت أنا الثابت فيها حتى وأن زلزلت المدن بأخر بنبوءة افتراق الأرض عن دورانها
وكانت تفكر بالغيوم الحبلى بعسر الصيف حين تنقرض علامات الحدود بالدهر الذي يعيد تلويحة الفراق عند أرق البحر بالموج الذابل بالنسيان ...
كنت أراها حتى زمن الروح حين تأتي الملائكة من شجرة طوبي تبشر أن السماء قريبة من الجسد ...
وكانت ترى الجسد أوثان مهد لا يأتي إلا حين تسد أظافر الحنين وجه السماء بلون بالتراب
كنت أراها مهد الروح في ترنيمة الأبد ولا تصطفي الفصول من غبار المدن العارية من الحنين إلا بالمرور على عينها ....
كانت توزع الكلام على مناشير الوجوه دون احتفاظ الروح بالارتقاء إلى جبل الكبرياء ..
كانت تناغي كل المسافات بحنجرة سكنها البرد في أول مواسم الثلج ..
كنت أحرس بوابات الجمر بأضلاعي كي أوزع الدفء في مساراتها ، ولكي لا تتوقف عند محطات اشتعال النار من أجل أن تدفئ أطراف الحنان المنزوع من عنوانها ..
كنت وكانت ...
حتى صارت عند صخرة القارات تبحث عن أثار حطبي حين تشتعل مدنها بزمهرير البرد في الدروب إلى قلبها ...
هي كانت ولكن لن تكون إلا زهرة البرد في براري عطش الحضور في شرائع الصدق الذي توصل إلى دفء مواقد الأبد ...
ستسقطها أنفاس العزلة الأخيرة من التوجع النهائي من الحضور إلى قلبي برحلة الفراغ ..
يمتهنها الأرق دون ذاكرة الدفء ...
تحتضن الخواء وتتلاشى بلا حضور ...بلا حضور وتغيب ..





94
( قناديل الضوء )

أنتزع قدري من سرير الدفء وأصعد إلى الطوابق السبع من الحنين ، أتطاير إلى الشرفات المطلة على سماء البحر والجوامع الساكنة في دفتر التاريخ ...
تمر النوارس وهي تودع نعاسنا بالعسل الملوح على لوح النحل ...
أجذبها إلى همس الصبح على طاولة أول النهار كأميرة استفاقت بحضور وجدي المرسوم على أكفها ..
أرسم أول قناديل الضوء من عينها كأنها تاج النهار الذي مستيقظا لانتظارنا
أخبئها كالتعويذة بين أضلاعي خوفا عليها من العطش الحنان ..
أعلمها أسماء المدن التي تنتظر مرور أقدامنا في شوارعها لعلها تبتسم ويعاد النهار شروقه من ثغرها ..
وكانت لي كأولي وأخري ..
حين تتنفس تملأ رئتي بالهواء ..
وحين تصمت تهدأ الروح ...
حين تشهق تطير روحي تحتضنها خوفا أن يأتي الغبار إلى تنفسها ...
كنت أرى بحضورها كل الأزمان تنتظرنا على شرفة الزجاج التي تغسل نقائها بالضوء من مرورها ....
كنت أراها حاضر الدنيا وأولها وأخرها ...
كنت أقتسم معها الحضور في أوله فيكون أخره في زاوية النسيان ..
هكذا كانت لي فلم أعلم أنها كانت تخزن كل غبار المسافات و جفاف الصحاري لترمي تنفسي بالاختناق ...
لكي أبقى غريب عن انتظار ضوء الروح ...
لم أعرف أنها تهمس إلى غد بتباشير الغياب والذهاب إلى البيت القديم تعد المقصلة إلى روحي وترميني بلجة الوجع المزمن بالنسيان ، مع أني كنت أكافح احتراقها من عثة هذا البيت وأمررها على المدن لتستطيب الحضور وتغسل ذاكرتها من تلقفات صراخ الجدران في ذاكرتها في الأمس ،
كانت تحدثني عن ومرارتها وحزنها المقفى بدائرة الحروف أليف لام ميم ...
وتلك جدارية الصم في تغريبة الروح عندما تنهار أطراف المكان عليها بالجلد لذاكرة حضور القمر في وحشة البلاط الممتد إلى عاصفة الانهيار لخواء الوجود ...
كانت كلما حدقت إلى البعيد ..
كنت أظن أنها تحتضني بالشجر المتفرد بخضرته ، فلم أعلم أنها تفكر بالاختلاء بالملامح الممسوحة من عشقي إليها لأنها اللون الأخر من البحر...
تلفها العزلة ولا تستفيق إلا عند الجدار المدمي بالنهايات المتوجة بانكسارات ضوء الشمس في ثقوب جثث الأشياء دون رؤية الشجر الأخضر في حضرة النهار ..
وتغيب كلعنة لا ينتهي زمانها في غابات الزمن القديم ...وتغيب




95
( أرق النهار )

كنا نبحث عن لحظة الأمان مع الذات حين تشرخ هواجسنا المترفة بأرق النهار على حافة الأرصفة حين يصبح الظل ميعاد المساء في نهار لم يكتمل دورته في شرايين جسد المدن التي لم تجد في انجذاب الضوء إلا رحلة باتجاه الشموع التي تقتات على مساءات أحلام فقدتها الذاكرة في حضور أسماء تغربت من أسماء الوجود ...
تصبح الأحلام كطائر السراب في عطش الدروب إلى الحنين المقتبس من تجور الضلوع في باحة تشرد الرؤيا عند نشور الأحلام لأجداث الشجر التي فقد أثمارها في ظلال السطوح الملونة بالجوع إلى ألوان السماء ...
أحببتها حتى أحرقت دمي بلون حدائق الوحشة التي خلفتها أشجارها في تنفس الضوء المتأخر في ممالك المساء البعيد ...
قلت لها تعالي أسكني مدني...
قالتﹾ كيف أسكن وإذا مرت الغيوم دون هجرة البحر إلى سفن نوافذي ..
قلتُ وهل من يعشق بلون دمه يبحر في سؤال الغيب إذا مرت الأيام دونه ..
كنت أصنع لها مساحات الخضر من أكفي لتزدهر أنفاسها بخضرة الربيع
وكانت تبني جدران الفولاذ في دروب الغربة والبرد إلى تنفسي ....
كنت أصعدها قبل كل شيء على أجنحتي الناعمة لتتنفس الحياة من روحي
كنت أناشد الطيور البيضاء أن تمر بسمائها كي تشكل لها بياضا من الفرح المطرز بالنهار...
وكانت تخبئ الخيول السود خلف متاريس أنفاسها لتصهل بالفراغ القادم لكي تلغي تاريخ الروح من معابدنا ...
كانت تلون المسافات بالسواد حتى تبهت صورنا في شوارع المدن التي مررنا بها ..
كانت ترافقني بحضوري كأني أنا ...
وكانت أرافقها بحضورها كأنها هي ..
كنت أرسمها بحجم شراييني في مقلتي ...
كانت ترسمني خارج أصابعها على ثوب المساء دون فرحة العصافير..
وكانت المسافة بين عيني وقلبي تشبه القارات وقد أدمنتها الروح إلى حد أصبح دمي بلون اعتراف السنونو حين نست المدن التي مرت بها فتعلقت بالتيه كعلامة لوطن يبعدها عن تصدع ريش الحنين على أجنحتها في أسماء المجهول الذي يغادر ولا يعود إلى مهد ذاكرته ...
يتخثر الدم في شراييني كانقطاع العالم عن وريدي المؤدي إلى سماء فقدت زرقتها في دروب عاصمة القلب ...
فقد اخترت مدن لا تشبه ولادتي فسقطت بعيدا عن مسقط رأس القلب ...
لكني عدت لأرمي غربتي إلى أجنحة الفراشات كي أفتش عن لون الحدائق المقيمة في تنفسي قبل أن تصاب الأزهار بالعطل الأخير من وجع الفصول ...
عدت إلى نخلة تظل نوافذي حتى في زمن الغياب ...
عدت لملأ روحي بتواريخ القلب قبل الدروب الأخيرة من عطش الهواء ...
وأغلقت نوافذي لأستريح ...لأستريح



96
( أسلحة الموج)

كانت تخبئ أسلحة الموج لتغسل روحي من اصطفائها الشواطئ العامرة بالحنين ...
وكانت تخبئ لوح الحجب لكي ترمي قلبي بأخر توجع القمر في وحشة الليل الأخير من تساقط النجوم في مسافات سنين الضوء المحفورة على خد السماء قبل نهوض الكون من صمته وارتداءه أثواب الذهول أن الزمن قادم دون ذاكرة الماء ...
كم كنت متشبث بها إلى حد ارتجاف أضلاعي من البرد الذي يلامس أناملها ...
وكم كانت متشبثة بحبل الهواء الذي يرمي مدني بالاختناق...
لم تكن تعتني إلا بقحط المسافات في عجاف سنابل السنين عند أبواب الروح ...
كان وجهها قسمات لوجه لا تجتمع ملامحه إلا حين انشطار الجسد على اللوح المسبوغ بالرغبة المنتهية من أسفار الروح ...
كانت كالفجر الذي أقيلت شمسه من الإشراق عند نوافذ مخفية من هواجس الانتماء
وكنت أرمي كفوفي إلى الشمس كي تنير لها طرق المساء في حوافر البرد حتى لا تتسلق أقدامها حقول الشوفان قبل الوصول إلى معابد طقوس الدفء ...
كنت أخاف عليها من مدن النسيم إن لامست خصلات حلمها لكي لا تستيقظ من توهج ذاكرتها في القادم الجميل ..
كنت أعيد تنظيم أنفاسي مع فصولها حتى وأن احتضرت رئتي بالفناء في ربيع الجسد
وتتناسل في القلب كل أمواج الحنان لأسكنها في دروب شراييني حتى وأن غاب القلب عن نبضه بعيدا عن تعطش الروح للحياة ...
النجوم أتعبتني بتحديقها فقد أقفلت حدود المواعيد باللقاء وتاهت الروح في خيمة بدوي لم يعرف حدود نجمة الثرية في السماء..
فقد سقطت دروب التبانة في وحشة الليل الوحيد عندما يتغزل القمر بالأرض بعد عشاء
النيزك في مجرات الانتظار ...




97
...( جغرافية الانتماء )

أحتضر خارج نبضي في الدوائر المرسومة حول غربة جغرافية الانتماء ، أبحث عن أشيائي لعلي أجد بقايا أرق الحنين في أسفار أعددنا لها كل محافل الوله الرحيم بالقلب دون نزوح مسافاتنا إلى الافتراق ...
كنت أسامر روحي بصوتها ...
كنت أتلمس نبضي بشريانها ...
كنت أكتب اسمي ممزوجا باسمها حتى تاهت الحروف بين أسمينا أيهما يخضر من عشقنا قبل حدوث الانبعاث كأننا توأم من نفس الروح في تفاصيل جسدين ...
كنت أعد زمني لأرسمه بين عينها كحقيقة اليقين كأن عمرنا واحد دون تفاصيل المكان
كانت تنشد من المكان افتراق النبوءة عن عصور التوحد في مسارات الروح حين تمازجها برمجة الأرقام في تيه عصر الافتراض....
كل المسافات أدمنت حضورنا دون ترفق بالوجع المكتوب في عصور الروح
كنت أدرك بعدها العدم والتشظي في مصير القدر الذي يبني فنارات الريح عند عصر السفر التي سرقت كنوز الحياة وغابت إلى البعد الخامس من الأرض ..
قد سقطت عوالم أخبار الصيف في محطات البرد المتنفس شهادات العمر الراحل إلى نفاد الضوء الأخير من نهارات قارات أتعبها عطش البحر ..
كنت قد أعطيتها كل أدوات التي تخلد ملامحها على لوح الزمن حين تختلط أنفاس الريح مع وجع القيامة ، وعددتها أدوات البتر في زمن الارتقاء إلى أضلاع التاريخ الذي أنكتبه على أكف ورق الذاكرة في زمن اقتحام القلب إلى العشق الخالد في خلايا دم الأيام من جسد التاريخ ...
كانت ترتدي ثوب الفناء في زمن الحضور إلى خلود الروح بعشقها ، لم تعترف أن القلب طير أبيض في سماء لا تطالها تقاويم الزمن الرابض على الأرض ...
لم أعرف أنها التاريخ الذي أنزله القدر بيني وبين ذاتي كي أطال زمن الوجع على سطح الريح حين يغادر زمن التنفس قلعة الرئة إلى ممالك عناصر التكوين في ذرات الأوكسجين
لم أعرف إلا بعد ذوبان قبلة الشجر في تنفس الطوفان في تاريخ الغابات ....
لم أعرف أنها ملح اللعنة في عصور رغيف الجوع حين تصاب المدن بعسر الهضم في بقايا حصون سجن الروح في قفص البحر ...
لم أكن أعرف أنها تسكن المدن التي تغتال خيول البحر حين تعطش إلى قطرة مطر النعاس على سرير المرجح للفيضان من سدود القلاع التي غادرها البحرة إلى شواطئ تراقب سفن المجهول ...
لم أعد أعرفها لهذا سأتركها إلى لعنة الأيام وألوذ بأضلاعي أهدئ القلب من نبضه
لم أعد أعرفها ....لهذا سأتركها إلى المجهول ..سأتركها إلى المجهول




98
( الأناشيد الذابلة )

كانت البدايات حلما أرتقيناه الى عناوين السماء وكنا نرسم خارطة الأتي بعناوين الوفاء كأنها شفافية السماء على قوس قزح حين تزدحم العصافير عند أبواب مطر الشجر..
كنت أسافر معها بكل الحنين وكانت تغتاله بانتظار المجهول لزمن لم يعد يلوح لها إلا بأناشيد الذابلة بالفراق ..
كنت أرسمها قبل يومي وغدي كي تكون المخلدة في دوام الروح بالحضور في أزمان لا تطالها النسيان ..
كنت أحرم نفسي من نفسي كي أراها تكبر بين أضلاعي ..
كنت أحسر البرد بأناملي كي أعطي أطرافها الدفء بمواقد القلب وهو يخفق بالحنين من أجل أن أبني لها مواكب الحنان من احتراق أنفاسي بعشق الروح لزمن لا يغادرني بالشوق إليها وهي بين أصابعي وكأنها أقاليم تخزن شفافية السماء قبل انحدار الشمس إلى قبضة المساء الطويل بأرق النجوم في حفرة القمر ..
كنت كل لحظة أملئها بحنيني كي يمر الزمن على ملامحها متوجا نضارتها بعصور الزهور
كأنها آلهة حدائق النور الذي لا ينتهي من زمن الروح ...
كنت لا أعد الوقت من الفجوة المرسومة على دوائر الوقت كي تمر روحها إلى السلام دون صخب مدن العالم في تاريخها .. وكأنها هي التي تمنح الزمن عمره بعيدا عن الظل والضوء في دروب الزمن ....
كنت أحبها كأن لا تاريخ إلى قلبي إلا حين يمر الزمن من ضوء عينيها ..
وكنت أبتعد عن كل تاريخي وأعاند الزمن ألّا موعد مع ارتجاف الهمس في القلب إلا مع اسمها ...
قد غادرت لأنها لم تنتمي إلى عواصم الروح وتترك الأبواب مفتوحة لعواصم أخرى لتأتيها السنونو بأخبار الناعسين من حدائق الخراب ..
قد أحترق قبو القلب ولم تعد هناك رغبة بتنفس عطر مواسمها التي حملتها قوافل الرماد و غادرت إلى مواسم فاجعة أثداء الضباب الأخير من قراطيس البحر...
قد صدأ الزمن سأجمع كل أوقاتها وأرميها إلى البحر كي يتفرع على شواطئه باتجاه السفن الراكدة عند المنحدر الغريب عن الماء ...
فوقتي لم يعد يعرف مواعيد المطر ولون الريح التي تأتي بأنفاس الزمن من خلال ثقب حصارات عقارب الساعة الذابلة بالشيخوخة للروح ....
لم يعد هناك انتظار وهي أخذت محاصيل الصيف إلى برد أماكنها الجديدة بالعزلة
ها أنا أرمي وجعها بالضحك القادم من زمن بلا أطراف ...
هي ليس بشاعرة لأنها لم تعرف كيف تصادق الأنبياء حين تنزل رحمة السماء في غروب الروح في وثنية الأجساد ...
لهذا سأغادر ذكراها وأرميها بتعاويذها التي جاءت بها من طلاسم فوضى الوحدة النهائية لأروقة قلبها ...
سأجعلها تنتظر العزلة الأبدية بعيدا عن ذاكرة القلب وتغيب في تيه الحجر ..وتغيب



99
...( أجنحة الغيم )

ستبقى روحي مهاجرة إليها....
حتى وأن انقرض حضن زمن الضوء ...
حتى أن تبدلت طقوس الجسد من الحياة العامرة بزحف النهارات إلى نهاية تؤشر قافلة الأعوام في تقاويم التاريخ المتراجع من أضلعي في دفء مدن سقطت كاللوح المثبت من قراطيس السماء ....
ستبقى روحي مهاجرة إليها ...
حتى وأن صارت الحياة عامرة بسكون سقوط القمر بحفرة لا نهاية لها عند سماء تطعم الرماد إلى أخر فجوات البرد المثقوب بريح العزلة..
حتى وأن توقفت أنفاسي على الزمن المدجن بغبار الصمت النهائي من تلاشي العمر في كفن الحضور عند برازخ الفراديس غير المرئية بعيون الضوء عند قنطرة تبدل النهارات والليالي ....
فقد بينت شهقاتي من لون عينيها وسقيت مواسم روحي من نبضها ...
وكانت لي أقرب من روحي إلى جسدي ..
كانت موزعة في خلاياي حتى أستطاب دمي المقام بين خلاياها ....
كانت لي جنون العشق الذي لا تنهار ثوابته حتى وأن أذاب المطر أجنحة الغيم عند تلاقي صراخ الموج المتآخي مع عواصف الغرق في التيه ...
هاجرت بعيدا عن حضور القلب وقد جمعت في توجعي كل رقصات الطيور المذبوحة في شرائع الصيادين ..
هاجرت كنجمة رمتها السماء بأخر أبعاد السنين الضوئية من تراجع شعاع الأطياف بالحضور إلى حلم نسيان ..
هاجرت تبحث عن دفء لقائنا في الغرف المترفة بالبرد والمرقع بدفء الأغطية الذابلة من الحنان ..
هاجرت دون العودة إلى دوائر أنفاسي الممتدة من مركز الروح إلى حافة الزرقاء من السماء
هاجرت ببطاقات الغياب إلى انهيارات جبال عشقنا في تيارات اهتزاز النار في قلب الريح ..
هاجرت وهي تلوح بالنسيان وأنا فيها الأبد..
أبقى مستقرا بأكفها الممتدة إلى حزن النهايات النازفة في جراحي...
وتبقى هي في كأسفار الخلود في عمري الكوني لا نهاية لنبض قلبي في توجع الحنين الأبدي...
وما هذه القراءات إلا عناوين المقدس في رحلة قراطيس الأبد ، كي يعرفوها كل العاشقين الذين يأتون بعدنا ويفهموا كيف تكون الرؤيا لروح تعشق بصدق حتى الذرة الأخيرة من وجودها ...
وكيف تكون الرؤيا في معناها كالمزامير في كتب الأنبياء ...
وكيف تأتي رؤيا العاشقين في زمن صمت المسافات ...
وكيفية انتحار الهواء في تنفس العصافير الرابضة فوق شرايين الروح
وكيفية نبحث عن النسيان في مدن لوحت إلى اللحظة الأخيرة من سرقة الدفء في أروقة البرد ...وكيفية النسيان



100
(النهاية )

سيغيب التاريخ عن أصابعها وستتحجر على رفوف الغرف الباردة وهي تحاول أن تمسك قطار نزيف الثلج الواقف عند أبواب الخريف المتعري فوق جسر حصارات الروح ...
لن تهجع الروح حين يغتسل الجسد بالقطرات المحصورة في جفن المطر لكراهية البحر إلى السفن التي تبحث عن كنوز الكلمات في قواميس الضوء المرتاب بإسقاط القصائد في اللغات الأخرى عندما يعطش الحضور في الدفء الصحيح من قبائل الشمس ...
فمهما طال ضوء الكلمات على نوافذها سترقص على رماد الغياب دون حضور أناشيد القلب في زمن بوح الروح وقد غمرتها الأيام التي لا تمتلك ذاكرة بكر الأرض في قداس الأنبياء
ستنازعها الأوهام البعيدة من أراجيح غفلة الأحلام في عطل الذاكرة عندما تأتيها رؤيا كجنائز الكوابيس في خرائط جغرافية خلايا الجسد المباح بالعطش لنوافذ لا تتذكر لون الضوء ....
وهي تغيب الدنيا من حزمة عينيها الموحشة بالغموض والعشق المجهول ...
دون معرفة الوصايا في توبة الأنبياء عن السؤال كي يطمئن القلب ....
كانت تخبئ قلبها في سنديان الشتاء كي لا تدمن بهجة الدفء القادم من قداس السماء
وتعاند الزيف برغيف متعدد المواقد على أرصفة المدن المنحدرة إلى مساء همس الدروب المزدانة بعطش بفقد البحر إلى عذوبة الماء الموزع على جبل النهار ...
كنت فيها الزمن وهي تبحث عن اللحظة المنفلتة سهوا من الذاكرة ...
كانت تراقص الليل كي تجمع النجوم من أخره ....
كانت توزع مسارها على الأرقام كي تكثر من أبواب النعاس المعلن من تسرب الصمت في ثقوب الجدران ...
لن تُقبل المرايا وجه القمر حتى وأن ازدانت نوافذها بالنجوم فقد حجبت بالصوت الأخير من تحجرت الدروب في أوردة الزجاج ...
تغسل روحها بدخان المسافات المعتمة من الضوء حين يضيع القمر في الترف الأخير من جنون الغيم ...
يسقط المطر في تعري الأنهار من عطش بداية الدهشة للحضور بين أحضان الغابات دون المرور على همس الفصول في أذان الورق المسجى بنهايات ماء ، ليغسل أقدام القمر
في ليل تعرى من نجوم الانتماء ...
ستغيب الأماكن التي سورنا سحرها بأقدامنا في جدار النسيان ...
لم يعد هناك ذاكرة للزمان ، فأنا أعطيت كفي إلى المطر كي لا يغسل البحر من موج عشقي إليها ....
لكن قد عاد السندباد بالخسارات من رحلته و أنكسر الحلم في روحه التي أدمنت العشق والنور والماء القادم من الضفاف المخفية بين أروقة الفردوس والشجر العجيب المعمر بالظلال عند الجبل الأخير من الحلم ...
قد عاد السندباد ...
عاد كي يعيد مملكة نهاره دون ليلها البعيد وأغانيها المسورة بالمجهول ...
عاد من المنفى كي يبحث عن قلبه قبل الرحلة التي أدمت روحه بنزيف الذاكرة دون التذكر
قد عاد يحمل الجزر النائية من خلجان نزيفه كي يعمر البيت القديم من زمرد أضلاعه ويبني أحلامه عند المحطات الصاعدة إلى السماء دون المرور على أرض المسافات التي احترقت دون أقدام الحنين ...
قد عاد قبل انكسار الحلم في ذاكرته كي يدفن كل ما كان تحت جذور الشجر ويسابق الريح
ليصل إلى روحه قبل أن يأتي الغروب الأخير من أسمائها الموشومة بالغياب ..
لقد عاد كي يبدأ رحلة أخرى في ديار العطش من مواسم الروح ..
عاد ليرمي زمنها بالحجارة و يغلق أبواب ريحها في زمن الغروب ...
عاد من مدنها المذبوحة بانتحار الماء على جرفها المدمي بكل خسارات الخريف ...
قد عاد وانتهى زمن فصولها في حدائق الروح ...
عاد بالزهرة الأخير من النار ، قبل أن تنطفئ الحقول في كفه ..
فقد انتهى زمن ذاكرتها في دفاتر النسيان.








عدد النصوص : ( 100 ) نص




المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
أكاديمية الفينيق للأدب العربي

قراءات في دفتر الجنون ـ عباس باني المالكي
المادة محمية بموجب حقوق المؤلف عضو تجمع أكاديميّة الفينيق لحماية الحقوق الابداعية
رقم الايداع : ع.م / 13 / 2012
تاريخ الايداع : 28 - 11 - 2012








  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط