|
⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-10-2021, 09:38 AM | رقم المشاركة : 76 | ||||
|
رد: مجالس الأنس..
اسجل قراءة ومتابعة لهذه المجالس الغاية في الحكمة والبلاغة والعمق
صباحك خير وبركة شاعرنا السامق وكل الود والورد
|
||||
30-10-2021, 06:53 PM | رقم المشاركة : 77 | |||
|
رد: مجالس الأنس..
ابداع وحكمة من كاتب يمتلك زمام الحرف وتنساب معه الكلمات انسياب الجدول الهادر ...تحيتي أستاذ محمد أعجبني قلمكم.
|
|||
24-02-2022, 08:17 PM | رقم المشاركة : 78 | |||||
|
رد: مجالس الأنس..
اقتباس:
سعيد جدّا بمتابعتك..
|
|||||
24-02-2022, 08:18 PM | رقم المشاركة : 79 | |||||
|
رد: مجالس الأنس..
اقتباس:
جزاك الله خيرا..
|
|||||
24-02-2022, 08:32 PM | رقم المشاركة : 80 | ||||
|
رد: مجالس الأنس..
المجلس الرّابع
2 قالت : فبمَ يصلُ علمُه إلى قلوبِ الناسِ ؟ قلت : أن يكونَ أشبهَ الناسِ علانيةً بسريرةٍ ، وسريرةً بعلانيةٍ ، وآخذَهم لنفسهِ بما يأمرُ به غيرَه ، مستغنيًا عمّا في أيديهم من دنياهُم ليحتاجُوا إلى ما في يديهِ من دينهِم . قالت : أحسنتَ . فتمنّيتُ لو أنّ والدي أبا الجشَع كان حيًّا يسمعُ . ثمّ قالت : حدِّثني عن العقلِ ؟ قلت : العقلُ مرآةُ الرجلِ ، وهو مِكيالٌ ثُلثهُ فطنةٌ وثلثاهُ تغافلٌ كما قال مُعاوية رضي الله عنه. لذلك قيلَ : العاقلُ فطنٌ متغافلٌ .. وكان عُمر بن الخطّاب رضي الله عنه يقُول : ليسَ العاقلُ مَن عَرف الخيرَ من الشرِّ بل العاقلُ من عَرف خيرَ الشرَّين.. وقال الحسَن البَصريّ : لسانُ العَاقلِ من وَراءِ قلبهِ فإذا أرادَ الكلامَ تَفكّرَ فإن كَان لَه قالَ وإن كانَ علَيه سكتَ. وأعظمُ منافعِ العقلِ تركُ الذنوبِ. قالت : أحسنتَ . ثمّ إنّ جاريةً لها لعينةً لاحظتْ صُعوبةَ تنفُّسِي أثناءَ كلامِي لِمَا أجدهُ من أثرِ الحَبلِ ، فأَسرَّتْ لها بشيءٍ ، فنظَرتِ المَلاّءةُ الى بَطني وقالت : بقيَ سؤالٌ أخيرٌ إن وجدتُ جَوابهُ عندكَ كنتُ من نصِيبكَ . فقلت : هَاتيهِ أكادُ أطيرُ من فرحَتي ... قالت : ما أدبُ الطَّعام ؟؟. فشُلَّ جِسمِي وأحسَستُ ببُرودةٍ في رجليَّ ، وتفحَّصتُ الجدرانَ علّي أجدُ عَليها مُعلّقًا . ثمّ رجعتُ باللاّئمةِ على نَفسي وقلتُ : هذا ما جَنيتهُ على نَفسكَ يا جويشعُ ، لطالمَا ضَربكَ مُؤدّبكَ على نَهمكَ الذي سَدَّ مَنافذَ ذَكائكَ لكنّكَ تمَاديتَ ولم تَسمع . ثُمّ حَاولتُ إخفَاءَ ارتبَاكِي والتَّظاهرَ بمَعرفةِ الجَوابِ وقلتُ :آدابهُ كثيرةٌ وأهمُّها إكرامُ الإناءِ . فقَالت : أخفقتَ يا أبَا بطنٍ ، كِدتُ أن أتّخذكَ لي بَعلاً . فضَحكَ عبدُ المَلك بن مَروان ضَحكا شَديداً ، وسُرَّ القومُ بسُرورهِ سُروراً عظيمًا . وأشارَ إليَّ بيدهِ أن اكمِلْ .. فقلتُ : فتَمنّيتُ لو أنّ الأرضَ انشَقّت لي ودخلتُ فيها ، وأقسمتُ أن لا أشبعَ من طَعامٍ بعدَها أبدًا . ثمَّ خَرجتُ أجرُّ حَبلي ورجليَّ جرًّا ، وبعدَ حَطٍّ وترحالٍ رَستْ بي سَفينةُ القدرِ على صَحراءِ بنِي أسدٍ فأُخبرتُ أنّ عندَهم امرأةً ما جاءَها خاطبٌ إلاّ ولّى مُدبرًا ولم يُعقِّبْ فقلتُ في نفسي أجرِّبُ حَظّي عسَى أن يطلعَ نجمُ جدّي ، فدخلتُ لأنظرَها . فجَاءتْ بعدَ ساعةٍ تتدحرجُ كأنّما تَمشِي على أربعٍ ، وجلسَتْ فتدفّقَ بطنُها بينَ رِجلَيها كأنّها حُبلى في شَهرها التَّاسعِ ، ثُمَّ َدَعتْ بجَفنةٍ عَظيمةٍ مِن الثَّريدِ مُكلّلةٍ باللّحمِ فأتتْ على آخِرها ، وألقتِ العِظامَ بِيضًا ، وَدَعتْ بشنٍّ عظيمٍ مَملوءٍ لبنًا فشربتهُ حتّى أكفَأتهُ على وجهِها ثُمّ قالَت: يا عبدَ اللهِ هَذا طَعامي وشرَابي على ما ترَى فإن أحبَبتَ أن تتَقدّمَ فتَقدّمْ وإن أحببتَ أن تتأخّرَ فتأخّرْ . فقلتُ في نفسِي : والله لأَن أرجعَ بهذا الزقِّ خيرٌ لِي مِن أن أرجعَ صفرَ اليدين بعدَ هذَا البحثِ الطَّويلِ فيلصقَ بي العارُ أبدَ الدَّهرِ ، ومن يَومهَا وأنَا وإيّاها في الخِصامِ ، تجمَعُنا الجَفنةُ والشَّرابُ وتُفرّقنا اللّعنةُ والسِّبابُ ، حتَّى غَلا المِرجلُ وفاضَ فذَهبنا الى الشَّعبيِّ نتقَاضَى . فلمَّا دخَلنا علَيه قالَ: مَا الذِي جاءَ بكمَا؟ قلتُ: هذِه الواقفةُ بينَ يديكَ زوجَتي ، كلامُها وعيدٌ وصوتُها شديدٌ ، تَدفنُ الحسناتِ وتُفشي السيّئاتِ ، كثيرةُ الدّعاءِ قليلةٌ الإرعَاءِ ، تأكلُ لمًّا وتوسعٌ ذمًّا ، صخوبٌ غضوبٌ ، بذيَّةٌ دنِيَّةٌ ، ليسَ تطفأُ نارُها ولا يَهدأُ إعصَارُها ، صَبيُّها مهزولٌ وبيتُها مزبولٌ ، لَم تتَطيّبْ في صِغرٍ ولا كبرٍ . فقاطعتني قائلةً : وكيفَ لي ذلكَ والطّيبُ لم يدخلْ بَيتنَا منذُ زوَاجنا؟ فقال الشعبيّ: أهذا صحيحٌ ؟ قلتُ : نعَم يا سيِّدي ، وكيفَ أشتَري لهَا طيبًا ولو أنّ نَهرَ الفُراتِ كلَّهُ كانَ طيبًا واغتسَلتْ فيهِ لأسِنَ ؟ قالَ : ما تقولينَ أيّتُها المرأةُ ؟ قالت : أبغِضهُ واللهِ لِخلالٍ فيه.. قالَ : ومَا هِي؟ قالَت : هُو واللهِ قليلُ الغيرةِ سَريعُ الطِّيرةِ ، شديدُ العِتابِ كثيرُ الحِسابِ ، قد أقبلَ بَخرهُ وهجَمت عيناهُ واضطرَبتْ رِجلاهُ ، يُفيقُ سَريعًا وينطقُ رَجيعًا ، إن جاعَ جَزعَ وإن شبعَ جشعَ . قالَ عبدُ الملك : فما فعلَ الشَّعبيّ ؟؟ قلتُ : حَكمَ لها فأنشَدتهُ هذَينِ البَيتينِ فُتنَ الشَّعبيّ لمَّا رَفعَ الطَّرفَ إليهَا كيفَ لو أبصرَ مِنهَا نَحرَها أو سَاعِديهَا فضحكَ عبدُ الملك بن مَروان وسَألنِي : فمَاذا فعلَ بكَ؟ قلتُ : أشبَعني جَلدًا.. قالَ : قد أحسنَ واللهِ.. ثمّ قال : وبمَاذا كنتَ تريدُ أن تُوصِيَها ؟؟ قلتُ : كنتُ أريدُ أن أُخبرَها بأنّ لِي علَى أَميرِ المؤمنينَ عبدِ الملكِ بن مَروانَ عَشرةَ آلافِ درهمٍ لِتلتَحقَ به بعدَ مَوتي وتأخذهَا منهُ . فقالَ : ويحكَ ، ومن أنبأكَ أنكَ الفائزُ بالجائزةِ ؟ قلتُ : وهل سَرَّى على أميرِ المُؤمنين أحدٌ غيرِي ؟ فقال : واللهِ ما رأيتُ قبلَ اليومِ بعلاً أحفظَ للعشرةِ منكَ . وأمرَ لي بعَشرة آلاف دِرهَم ، وهدايَا مِن طيبٍ وألبسَةٍ فاخرةٍ لزَوجتي مُرجانة ثمَّ قالَ : لا تَحرِمنَا مِن رؤيتكَ في قابلٍ يا جُويشعُ.. ...يتبع...
|
||||
25-02-2022, 08:53 PM | رقم المشاركة : 81 | ||||
|
رد: مجالس الأنس..
لك اسلوب شيّق في سرد الاحداث
وتجسيد الحوار بكل براعة وتألق لتجعلنا نعيش بكل مشاعرنا داخل لوحاتك الــ تقطر حكمة وجمالا. ننتظر كل جديد هنا بكل الود والورد بوركت شاعرنا القدير وقلمك الذهبي الماتع
|
||||
26-02-2022, 02:55 AM | رقم المشاركة : 82 | |||
|
رد: مجالس الأنس..
الله الله ...أحمد الله أني التقيت صديقا استثنائيا هو أنت ...ماتع وباذخ ويمتنع عن غيرك في زمن سقط فيه الأدب والتأدب
|
|||
26-02-2022, 03:02 AM | رقم المشاركة : 83 | |||
|
رد: مجالس الأنس..
هنا : قالت : أحسنتَ .
فتمنّيتُ لو أنّ والدي أبو الجشَع كان حيًّا يسمعُ البدل ( أبو الجشع )... صحيح فيه وجهان : أولهما الرفع على الابتداء والثاني المطابقة للمبدل منه ما رأي أستاذي لو نتفادى الإشكال بعارضتين...؟ ثم لا أخفيك حيرتي بخصوص إعراب ( التظاهر) معطوفا بالواو في : حَاولتُ إخفَاءَ ارتبَاكِي والتَّظاهرِ بمَعرفةِ الجَوابِ؟ |
|||
26-02-2022, 03:04 AM | رقم المشاركة : 84 | |||
|
رد: مجالس الأنس..
شكرا لمأدبة شهية فاخرة
|
|||
27-02-2022, 05:51 PM | رقم المشاركة : 85 | |||||
|
رد: مجالس الأنس..
اقتباس:
شرّفت النصّ بمصافحتك ومتابعتك بارك الله فيك.. خالص مودّتي
|
|||||
27-02-2022, 05:53 PM | رقم المشاركة : 86 | |||||
|
رد: مجالس الأنس..
اقتباس:
وجزاك الله عنّي خيرا.. هذا من حسن ظنّك بأخيك بارك الله فيك.. تقبّل خالص المودّة والتّقدير
|
|||||
27-02-2022, 05:56 PM | رقم المشاركة : 87 | |||||
|
رد: مجالس الأنس..
اقتباس:
يقتضي أنّ جويشع لا يخفي تظاهره إنّما يحاول أن يبدو عارفا بالجواب.. تمّ التّعديل مع الدّعاء لك أستاذي الفاضل.. خالص المودّة
|
|||||
01-03-2022, 04:52 PM | رقم المشاركة : 88 | ||||
|
رد: مجالس الأنس..
مقامة
على متنها الفرادة والفائدة من لدن تمار له دالّة على كل بديع نتابع بامتنان وود |
||||
|
|
|