.. بين المبدع د. عبد الرحيم عيا وقصيدته // أنا لستُ صديقا للمرايا ،،

[د.عايده بدر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري

أنا لستُ صديقا للمرايا

عبد الرحيم عيـــــا






كلما اشتدَّ سوادُ الليلِ
تقودني الفراشات إلى مسْرى النورِ
هي النّاسك المُوَلَّهُ
حدَّ الاحتراقِ
وأنا المريدُ
أتهجَّى في صمت أبجدية الإشراقِ.
تلك النار آنَسَها موسى
فمشى يرجو منها قبسا
وأنا لم أولد أعمى
كي أترك النور
يتسلل من فيض الروح
وعلى هوامش الفراغِ يُهْرَقُ و يُراقُ.
من ظنَّ أن النورَ
يتجلَّى ويُرى بحاسّة البصرِ
فقد كفر
يا حادِيَ النورِ
إن غاب الماء
تَيمَّمْ بترابٍ أو حجرٍ
وإن غاب نور الفكرِ
فتيمَّمْ في كفنٍ.
أنتَ كما المرايا
تعكس الضوء
ولا ينفذ الى داخلها المصقول.
أنا لا أعرف من المرايا
إلا انكسارها السريع
أما وجهي الذي تاهت ملامحه
فيُرى في وجع الريح
من أنتَ في المرآة
حين أنظر إليَّ؟
يا شبيهي !
أنا استعارة الزمن المسروق
انزياح حرف خَطَّهُ الشـــوق
وَأَجَّجَهُ وَهْجُ السؤال
تكسَّرَ مجدافُ أحلامي
يوم حَدَّقتُ في المرايا
مصقولة
لا تعكس تضاريس الوجع
كسرتها
وصرختُ :
يا ..... أنايَ
لا تثقِي في المرايا
وثقي في انعكاس صورتك
على صفحة الماء الجاري.
في المرايا
تتعدَّدُ الأشكال
وتموتُ الأصواتُ.
على المرايا
تظهر الحروف مقلوبةً
لن تقرأُ المِرآة كينونَتَكَ
وحروفها طلاسم كاهنة عمياء
سلاما للنور
إن تجَلَّى
قامت من مرقدها الأموات.

شاعرنا الأرقى القدير
د.عبد الرحيم عيا
حرفك النثري الباذخ نوراً يتألق مع نصك البديع
"أنا لست صديقاً للمرايا"
حراك النفس الداخلي في منولوج عالي الوتيرة
تلك النفس التي تبحث في دواخلها عنها
وترى ذلك الانعكاس الداخلي في المرايا
ترى ذاتها بأشكال مختلفة الصورة
لكن الجوهر يبقى واحداً وهو ما تحرص عليه
لذلك ربما ترفض أي انعكاس ليس يظهرها بصورة حقيقية

ذلك الانعكاس في رأيي هو ما يحاول النص تسليط الضوء عليه
ولأن النفس في ذاتها نوراً تجلى
فكان انعكاسها ليس فقط في المرايا التي قد تتوهمه بشكل مغاير
لكنه انعكاس كلي على ما يحيط بها فكأم الجزء الذي ينعكس على الكل يصبح كلاً بالتبعية
مزج مدهش بين آفاق متعددة من الفكر الفلسفي المدهش مع نبض عالِ من التصوف
هذه الفلسفة التي تطرحها بين سطورك بكل ما تحمل من ثراء
والسماوات العليا التي يأخذنا إليها حرفك بتصاعدية رائعة
ليس غريباً على حرفك الراقي أن يكون نبعاً للنور

شاعرنا القدير المبدع
د.عبد الرحيم عيا
يأخذنا حرفك القدير الى عمق يستحيل ألا نقف أمامه احتراماً
يستحق أن تكون لنا معه وقفة أكثر تأملاً فالعذر منك لمرضي هذه الأيام
تقبل تقديري الدائم لروحك الراقية
ولحرفك العالي سماء وحده تليق به
مودتي وتقديري واحترامي
عايده

[عبد الرحيم عيا]

القدير منتصر عبد الله
أخجلتموني بكرمكم الباذخ
قراءة عميقة ، واعية بلعبة النص ومكر الشعر، جعلتني أعيد اكتشاف النص من جديد ، وأعيد قراءة المرايا من زاوية المتلقي
استمتعت بقراءة رؤيتكم للنص وتفاعلكم معه.
موووودتي وأكثر.

[عبد الرحيم عيا]

يعد العنوان من أهم عناصر النص الموازي وملحقاته الداخلية؛ نظرا لكونه مدخلا أساسيا في قراءة الإبداع الأدبي والتخييلي بصفة عامة، والروائي بصفة خاصة. ومن المعلوم كذلك أن العنوان هو عتبة النص وبدايته، وإشارته الأولى. وهو العلامة التي تطبع الكتاب أو النص وتسميه وتميزه عن غيره. وهو كذلك من العناصر المجاورة والمحيطة بالنص الرئيس إلى جانب الحواشي والهوامش والمقدمات والمقتبسات والأدلة الأيقونية
الناقد المغربي جميل حمداوي

من هنا بقدر ما جعلتني العنونة أهرع سراعا لمتن النص بقدر ما استوقفتني مديدا إلى درجة بعد كل قراءة و حتى أثنائها أعاود العنونة شغفا بها و مستفهما مكابدها لماذا مثلا لم تكن فعلية : لست صديقا للمرايا
و لو كانت أنا لست أو لست ممن يصادقون أو يحبون المرايا
و لماذا لم تكن أكره أو لا أحب المرايا مع جواز إضافة أنا المتكلمة مستهل الجملة لتصير إسمية تقريرية وهو ما قد يميل إليه الناص أكثر وفقا لأصل العنونة المثبتة أعلاه
و لم و فيما ورودها جمعا لا مفردا
.... المبدع القدير و صديقي النبيل عبد الرحيم عيا
السؤال أعلاه بمشتقاته لا يعد مقترحا بديلا بل اشادة برحابة مسام العنونة

العنونة و كأنها نص النص و ليست مجرد توطئة له و لم تكن موازية له فحسب
...
عودة قريبة بإذن الوقت من إذنه تعالى
محبتي أيها الفارق العزيز
*************************************************
العزيز الراقي شاعرنا فرج عمر الأزرق
لايحلو السمر إلا بالشغب الأزرق
شرفتموني ببهاء حضوركم، وأسئلتكم المطروحة مشروعة، تعبر عن انسجام خاص مع النص.
تحياتي وخالص الحب والتقدير.

[عبد الرحيم عيا]

القديرة شاعرتناعايد ة بدر
أهلا وسهلا ومرحبا بحضوركم الميمون
وصدقا لايكتمل الاحتفال إلا بحضور أمثالكم
لايحلو الحوار الا بالأحبة الكرام
متمنياتي القلبيةلكم بالشفاء والصحة والعافية.
مودتي

[أحلام المصري]

رفاق الحرف الكرام،
شاعرنا القدير د. عيا..
متابعينا الكرام في كل مكان
،
أعتذر منكم بشدة لانقطاعي خلال الأيام الماضية،
ونعود لاستئناف اللقاء..
وتعويض ما فاتني هنا من ألق وكرم وإبداع
،
،
معكم من جديد،
على مائدة الأدب

،
صباحكم البهجة
.
.

[عبد الرحيم عيا]

القديرة الدكتورة عايدة بدر

أثلج الصدرهذه المداخلة القيمة التي جاد بها قلمكم الراقي
قراءة واعية تعبر عن مرجعية ثقافية عميقة ومتنوعة
أشكركم من القلب على هذا الاحتفاء الراقي
مووودتي