في جعبة الحكايات ( من حكايا شهر زاد ) ..

[راحيل الأيسر]

خذها ببساطة .Take it easy

ضحل هذا الكون الذي تتسكع فيه .
تكفيه قطرة ويغرق .

قاتمون نحن بما يكفي .
فلا تلصق عينيك عند زجاج ينهمر عليه
الليل .
دع مراعي النجوم شاسعة .
فالقمر دؤوب ، ورب الشعرى يحرس الثريا ، وسهيلا من بنات نعش .
فعلام ذئب همك منقض على قطيع الوسن ؟

أيقظ الطفل الوادع فيك ، قبل أن تنتفخ أوداج الضجر .
ماذا لو هدم السور الذي تقفز منه خراف الأرق ؟
ماذا لو قطف القمر ؟
لو أحدث رتقا في ثوب المساء .

سيظل طفلا !
ابسط يديك .
كن كوليد يستقبل الحياة
سيفاض عليك قطرات بيضاء من رحمته .
قاتمون نحن بما يكفي .
فابتر امتداد اليأس إلى ما تبقى من بسمة مذابة في الأمل .
لا تجزع يمامة ترقد في سكينة .
الأرض مستمرة في دورانها .

[راحيل الأيسر]

يتشجر نور الشمس في الأفق كالشرايين ..
يتغصّن الدفء في معاريجه ..
يقلّم وحشة باردة تراكمت في سويداء الليل ..
كغابة كثيفة
تعبئ فراغ الصمت
بأشباح الظنون ..
وإذ تتشقق جداول الضياء على ضفتيه ..
تتبدد ظلال الأشباح
فتشهق الزهور
ينسدل حنان الصبح على أنين النوافذ تلك التي استجارت بأستار الليل
لتعزف على قيثارة الشوق
يسامر / يسافر منها اللحن مسترسلا كسرب يمام يردد الأشعار حتى ينبثق النهار
وعلى شرفته العاطرة يتفتح حبق تلك الأشجان وأسرار النجوى .. !

[أحلام المصري]

وحكاية الملكة التي دنّس الشك قلبها،
وراودها شيطان الحزن عن نفسها مرارا،
لكنها كانت تعجن لفقراء القرية أرغفة المسرة والسكينة
،
لا تزال الملكة تدير رحى الفرح،
علها تنال يوما رغيفا كالآخرين!

[راحيل الأيسر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري

وحكاية الملكة التي دنّس الشك قلبها،
وراودها شيطان الحزن عن نفسها مرارا،
لكنها كانت تعجن لفقراء القرية أرغفة المسرة والسكينة
،
لا تزال الملكة تدير رحى الفرح،
علها تنال يوما رغيفا كالآخرين!

وستنال إن شاء الله
وستبقى ملكة تلك التي بعطرها تفتحت حدائق بابل
كانت عطرا تهب للورد رونقه
وللياسمين شذاه
كانت عطرا والعطر لا يلمس
فقط نشتمه فتتوسع فينا شرايين الحياة
العطر يترك أثره ويمضي
يتسامى نحو الأعلى
ليس وردة لتقطف
يستهلك الأنف فيها حاسته
حتى إذا ما ذبلت صارت نهبة للرصيف ..
العطر خالد لا يذبل
لا يذوى
لا يفني
فقط يتسامى
يمر على الحدائق
تتفتح على إثره الورود
وتُعشق اللحظات بلمسة منه ساحرة
يضمخ الآن والأوان
العطر ذاكرة
العطر خلود
لذا فهو العصي على الإمساك
هو الحر الطليق عبر الأثير
هو الأثر هو روح تلك الملكة ..


سلمت روحك أيتها النبيلة أحلام 💜

[راحيل الأيسر]

الشمس تلملم جدائلها الصفراء ، تلفها كعقصة خلفها ..
، تلمح الغروب ؛ تحمر خجلا
تختبئ منه خلف البحار ..
وإذ تترك مسرح الأفق شاغرا ، تبدأ بذور الضوء تنفلق واحدة تلو الأخرى في حقل السماء
تتلألأ نجوما ..
تحوك لليل ثوب غواية ..

وهناك ..
على جانب من الكون
ينغلق عاشق في عزلته والغياب
يغرق في بُهْتانه
يكاد يتخيل خلف الموانئ الخاشعة في محراب السكون
أنثى بعينين مسهدتين و شمعة
تقطر
فتقطران
لهبا بلهيب

وهو الذائب في صمته
وريش الحلم
يحمله حيث سماء بسعة عينيها
حيث غيمتها الحبلى بألف أنثى .
لا تفارقهن رفرفة ريش
ولا تخضر دوحهن إلا بدهشة حلم ..!

[راحيل الأيسر]

الليل الغارق في الآهات يرتشف جرعة باردة من كأس الشتات
العيون في حانات الحزن
شاردة من هدب الحيرة
وافرة الشجن
تتوارى عن الضوء
تتأبط قلبا كسيرا
تمشي هائمة على وجهها
تأوي إلى حديقة الصمت

تجلس على كرسي أصابه صقيع النسيان
محشو بحكايا الغابرين والهائمين ..
وفي الأرجاء همهمة الأشباح
تجوب دروب الذاكرة ..

ولا لحن يستدرج الشمس
لتكنس حشائش الوجوم
وتلتهم الظلام بنهمة
لا تبقي منه سوى رميم الزمن ..

ولا شمس يأنس بها
عصفور
أفقدته الريح النائحة
بوصلة العش ..
تغريده إعتاق الزفرات من حشرجاته
فلا ترنيمة يلف بها الكون صداحا
ولا نورا يهدئ روع خفقاته ..

غيمات مراوغة
نداءات ريح
سماء ممتدة تضيق بحلم مسروق
من ابتدع الآخر ؟
من ولد أولا ؟
ذئب سوق النخاسة
أم ملكا جاء منتعلا عبودية ..


لا مفاتيح للحكاية
كل المعاني قبض ريح ..
وفي آخر التأويل ثمة نهاية
تعفرت بغبار السراب .. !



نثرية قديمة
من ( قديمي )

[رضوى المغازي]

شهرزاد أميرة الحكاية وليالي الخوف الطويلة
أسعدني زيارة هذه الحديقة أستاذة راحيل الأيسر
شكرا