ضوء جهاد بدران على نص/ ضد الجاذبية/ أ.عبد الرحيم التدلاوي - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-08-2017, 09:23 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي ضوء جهاد بدران على نص/ ضد الجاذبية/ أ.عبد الرحيم التدلاوي

ضد الجاذبية/ ومضة حكائية / أ.عبد الرحيم التدلاوي
***
" قفز الذئب الجائع إلى داخل أذني..
سقط قلبي في بركة الخوف..
خضبت الماء الشمس الغاربة..
أيقظتني من إغماءتي الطويلة قبلة الحياة..."

.................................

يا لروعة هذه الومضة وما حملت بين جنبيها من تأويلات واسعة المدى..وحركت معها مغاليق الذهن وشرّعت أبواب الفكر للإنطلاق نحو خيال خصب واسع التأويل..
ومضة بارعة النسج متقنة التراكيب عميقة المعاني ..أهدافها متعددة المرامي..
نبدأ من العنوان..الذي هو خيط الومضة الذي يؤدي لكشف أسرارها..
ضد الجاذبية..
الجاذبية برأيي لها اتجاهين..جذب نحو السلبية وجذب نحو الإيجابية ..ولكل واحدة لها مدلولاتها وخواصها وتأثيرها الكبير العميق في الطريق الذي تسلكه..
وبما أن الكاتب يضع عنوانها بكلمة ( ضد).. هذا يعني أنه يريد الشكل الإيجابي..والذي يأخذنا نحو النقاء والسمو والرفعة لا للجذب نحو المكر والدهاء والخداع والمكيدة والإفتراس البشري ..والتي توارث هذه المعاني الفكر المتناسل من تواجد الذئب الذي يبدأ به الكاتب ومضته...والذي يرمز لهذه الصفات..
فالذئب له عدة دلالات ورموز يستخدمها الكاتب ليتسلح بها الكاتب في تمكين ومضته من إحداث الفارق وتكون سبباً من أسباب الجمال في السبك والتراكيب البنائية..ليفتح للمتلقي ذهنه ويوسع له خياله وهو في طريقه نحو البحث والتنقيب وكشف أسرار المعاني المختبئة بين الحروف...
يبدأ الكاتب ومضته بقوله:

( قفز الذئب الجائع إلى داخل أذني..)

عملية القفز هنا تكون كثيراً من الأحيان على حين غرة ..بشكل مفاجئ بسبب حدوث عملية تخلص من موقف ما..أو قفزٌ للفريسة للإنقضاض عليها..وأرجح الثاني لدهاء ومكر الثعلب وخديعته..والأدهى والذكاء هنا أن الكاتب أراد من الذئب رمزاً لما يحمله من خبث وخديعة للإستيلاء الكامل على فريسته وهو الإنسان الضعيف..
فالقفز له توظيف متقن لأن عملية القفز تتم بسرعة وتحقق الذهول والفجاءة للطرف الآخر..وتحقق فرض السيطرة والإحتلال البشري للفكر..
أما كلمة الذئب الجائع ..توظيفها كان حنكة وفطنة ودهاء من الكاتب لتحقيق معالم أهدافه وبصمة فكره من قوة نسيج حرفه ..لتكون لها ذات قيمة ووزن في الأدب وقد تحقق ذلك ..
الذئب هو ذلك الإنسان المفترس الذي يتصف بكل صفات الذئب ثم ينقض على البشر بعد الخديعة والدهاء..والذئب ذلك العالم الغربي والفكر اللقيط الذي يغرسونه في فكر الإنسان العربي والمسلم ليتشبع بصفاتهم ومزاياهم اللا إنسانية..ودليل على تجرد البشرية مع هذه الحروب من معالم الإنسانية ليتخذوا صفات العدوانية والحيوانية لكبار الساسة الذين يتلاعبون ويوشون بالضعفاء للمسير على طريقتهم ونهجهم الغبي...
وعملية القفز تدل على وثبة المكر والخديعة للإنسان بغير إرادته وموافقته ..وإلا لما حدثت عملية القفز من البداية ..
عملية الجوع للذئب هي دليل على قوة الإفتراس والهجوم والإستيلاا ..ليكون الحصيلة بشكل حيوان مفترس بكل ما تحمل الكلمة من معنى..

( إلى داخل أذني)..

أذني ..وليست أذنيّ..وهذا توظيف مدروس أيضاً..إذ تكفي عملية الولوج من أذن واحدة لتحقق المراد من عملية السمع وإيصال المادة لداخل الذهن...
والأبلغ من ذلك كله..والذي يدل على عبقرية التوظيف وقمة الذكاء لحرف الكاتب ..أن جعل عملية القفز لصفات الذئب داخل الأذن..لماذا؟!
لأن عملية التذويت والإستيعاب وبرمجة الكلمات وترجمة الألفاظ وما تحمل من أصوات وحروف ..إنما يدخل عبر الأذن والتي هي أول قناة لتفكيك ذبذبات الصوت الخارجي داخل الذهن وعملياته العميقة في تفكيك شيفرة هذه الأصوات وتحويلها للقراءة ثم تدوينها لردات فعل حقيقة يجسدها الجسم بأعضائه المختلفة....لذلك الأذن هي أهم طريق للإستيعاب وتحقيق عملية الغرس وتحويلها لمنظومة ملائمة للسلبية أو الإيجابية ..بحسب ذبذبات الصوت العابر داخلها لتصل لكل مراكز الحواس في الجسم وتصبح منظومة تحققت فيها ما دخل إليها من رموز وإشارات صوتية...
وهنا يريد الكاتب توضيح الذكاء والفكر العميق من الفكر المسموم المحمل من طغاة الفكر وكيف يتسللون لفكر الإنسان البسيط الفقير والشعوب عامة..عن طريق العقل والفكر يتم الإستيلاء عليهم..
وهنا تأتي عملية التجاذب وصدها أو الإنجذاب لمسامير الأفكار المسمومة التي يبثونها في العقول الهشة الضعيفة والفقيرة من الفهم والوعي..
ومن خلال هذا العبور عن طريق الأذن والوشاية والكذب والدهاء الذي يغرسونه في أذن العربي الفقير..والذي يدخل لمركز الحواس ألا وهو القلب..لتحدث عملية الخوف الشديد..بقول الكاتب:

(سقط قلبي في بركة الخوف..)

عملية السقوط تحدث عندما يمتلئ القلب بالكثير ولم يعد يحمل المزيد..بمعنى ازدياد عملية الخوف بشدة مما أثار القلب من الرعب ليتحول لعملية السقوط من وهل ما سمع وما امتلأ من رعب..
وماأجمل الوصف بكلمة بركة الخوف..ليضيء الكاتب لنا مقدار الخوف الذي يعيشه الإنسان والذي هو سبب الصمت والتقاعس والجبن وعدم القدرة على الصمود والتصدي للطغاة..لأن الخوف هنا كان هو المسيطر لأبواب الشاعة الثورة واستبدالها بالخنوع والذل وقلة الجرأة والإرادة...

(خضبت الماء الشمس الغاربة..)

الشمس الغاربة..هي رمز لبعض من نورها ..أي ضوء خافت ضعيف ..لأنه في حالة غاربة..تحويل عن مسارها المشع الأكثر إضاءة..وهذا يعني أن ثمة بصيص من الأمل يعيد الإتزان لأهل الأرض..
والماء هو رمز الحياة ..والنقاءة وإعادة جدولة الحياة من جديد..
لقوله تعالى:" وجعلنا من الماء كل شيءٍ حيّ"..
ليعيد الماء والشمس الحياة للإنسان مع أمل جديد ليتحقق عملية الإنجذاب نحوهما ..بمعني تحقذق العنوان..ضد التجاذب..

(أيقظتني من إغماءتي الطويلة قبلة الحياة)

وهنا مع بريق الأمل والشجاعة والإرادة يعيد الإنسان كيانه الحر ولا يستسلم للوشاة المخادعين وإن كان التأويل للدنيا الفانية وليست للحياة الكريمة...
فالضوء والنقاء الذي كان رمزهما الماء والشمس..هو الخيط الذي يتمسك به الإنسان الحر الصامد الصبور الغيور على أمته..
ليوقظه من غفلته وإغفاءته الطويلة وسكرته التي ثمل من خمر الغرب ما أضاع له فكره وعقله وتشتت عمله وضعفت جرأته..
يعود بعد هذا السبات الطويل ليجدد العزيمة ويأبى الجاذبية للباطل وأهله من خلال إعادته لسبل الحياة السليمة وما منحته في الأخير من قبلة توافق معها لتحقيق كيانه المستقل والحفاظ على ما منحته من نفائس ما عليه أن يحافظ عليها من خلال عقيدة نقية كان رمزها الماء وطريق المنير بالحق وهو ما رمزت به الشمس...
......
أستاذنا الكبير الشاعر الكاتب الراقي المبدع
أ.عبد الرحيم التدلاوي
لقد أتحفتنا بوضة ما زالت تتناسل تأويلات ويلالات مختلفة متعددة الأهداف والمعاني واستطعنا استخراج من دررها ما يعيد للفكر اتزانه
بورك قلمكم وحرفكم الواعي الناضج العميق وفكركم العملاق
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/
قديم 07-08-2018, 01:02 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: ضوء جهاد بدران على نص/ ضد الجاذبية/ أ.عبد الرحيم التدلاوي

تبحر في النصوص
وتصطاد الدرر
بوركت الجهاد
وبورك المبدع التدلاوي
وود






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط