قراءة المبدع الراقي قصي المحمود في نص "الجسر" / عايده بدر - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-10-2020, 12:47 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي قراءة المبدع الراقي قصي المحمود في نص "الجسر" / عايده بدر


قراءة المبدع الراقي قصي المحمود في نص "الجسر" / عايده بدر



الجسر
لا أحد يعلم كم يمضي عليه من وقت وهو جليس الجسر، كيف ينمو الليل على شرفة روحه ، وهو يتابع الأضواء المتوهجة هناك، وأصوات لا يكاد يميزها لكنه موقن أنها تتلألأ من هناك وتناديه، والحياة التي تتوقف ليلا حتى يفرغ الجسر القديم من هواء الليل ويستقبل الفجر بموعد جديد.
كل من يمر بالجسر ينخلع قلبه من الضباب المحيط به، والأصوات المفزعة التي يحدثها تلاطم الموج أسفله، وهذا اللون الأسود الغريق الذي يدثره، أو هكذا يخيل إليهم، رغم سكون الموج وركود حركته، لا أحد يعلم بالتحديد متى ظهر هذا الجسر ولا من أقامه وشيده ، والحديث الذي يتوقف على شفاه الكبار و المسنين إذا ما تجرأ أحدٌ من الصغار وسأل ؛ إلى أين يمضي هذا الجسر وإلى أين يصل طرفه الآخر؟ يزيد من غموض هذا المكان الذي كأنه نبت فجأة في قريتهم، يبدو أن الكبار أنفسهم لا يعلمون عنه شيئا، وما صمتهم أمام أسئلة الصغار إلا صمت متوارث جيلا بعد جيل .
من يستقبلهم الجسر يوميا لا يستطيعون العبور سوى خطوات دائرية فوق ممشاه، بالكاد يعدون خطواتهم على أصابع اليد الواحدة، ويصيبهم فزع شديد وتتصبب ملامحهم خوفا لمرأى امرأة مشعث شعرها، تجرجر طفلا صغيرا في يدها، وتغرق به خلف الضباب المحيط بالجسر، لكن أحداً لم يتكلم يوماً مع تلك المرأة أو يؤكد أنه شاهدها بالفعل لحماً ودماً ، جميعهم يصفون شعرها الليلي الطويل، والظلام البادي حول عينيها ووجهها الشاحب غرقا في بياض مخيف، ويصمتون عندما يتساءلون بينهم لماذا لم ينادها أحدُ من قبل أو يمضي خلفها، والشباب يرمون بعضهم بعضا بالجبن أمام حضورها الذي لا يستغرق سوى لحظات لكن كأنها الدهر، الأمهات تزعم أنها سبب ضيق الأرزاق في هذه البلدة ،و يحذرن أولادهنَّ من الاقتراب منها أو الحديث عنها، تكاد حكاية هذه المرأة أن تكون فزاعة يستخدمونها عند النهي عن أمر لا يريدون حدوثه.
أما عنه هو فلم يعد أحدٌ الآن يستغرب توقفه الدائم بالجسر ليلا أو صمته وهو يحدق في وجه الضباب ، في بدء الأمر كانت دموعه التي لا تصمت تستحوذ على أفكارهم، وكانت تمتمات كلماته التي لم يستوعبوا شيئا منها دائما محل تفسير البسطاء وتأويل من أوتي علماً، لكن أحداً لم يصل لأمر جازم بشأنه، فكأنه لغز آخر أضيف إلى ما لا يعرفون، فكما لم يعرفوا سر هذا الجسر، فلا يعلموا سر هذا القابع أمام الجسر، يظهر ليلا جالسا متأملا لأضواء يصفها لهم ويشير إليها لكنهم عاجزون عن رؤية ما يصف لهم ولا يسمعون تلك الأصوات التي يحدثهم عنها، ويبدو كأنه وحده من يسمعها ، حدثوه جميعاً عن تلك المرأة التي يرونها تخرج من الضباب، تجرّجر في يدها طفلا صغيراً، و حده ينفي رؤيتها و يجيبهم عنها بعبرات لا يكادون يفهمون منها شيئا غير مزيد تفاسير لا طائل لها
تساءلوا كثيراً فيما بينهم متى حضر إلى قريتهم ؟ ماذا يعمل و بأي صنعة يشتغل ويملأ نهاره طالما يمضي ليله قابعا على طرف الجسر؟ هم فجأة وجدوه ؛ و هو من نبَّههم إلى هذا الجسر المهمل، أين كان هذا الجسر؟ و كيف لم يلتفتوا إليه قبلا؟ ، كأن هذا الجسر كان مختبئا بين الأحراش وظهر فقط بظهور الغريب، فأصبح واضحاً أمام أعينهم أو لعل الجسر ظهر ليظهر معه الغريب.. لا أحد يعلم وليس ثمة إجابة.
الخوف جعلهم يربضون في بيوتهم بدءاً من نزوح الشمس عن جانب الجسر، فأصبح كل واحد منهم يلزم بيته حتى يدق الفجر نوافذهم ،و لحياة تسير رتيبة كأن عجلة الفلك ربطت أجسادهم في آلية عمل لا يتوقفون أمامه، فجرا يخرجون جميعا باتجاه الأرض، نهارا يبذرون ويحرثون و يسقونها ، ونساؤهم يحصين الأطفال كما يحصين أجولة الحصاد، تمتلئُ القرية كل عام بحصاد جديد من الأرض ومن النساء، وهم دائما يرددون : نعمل من أجل أطفالنا حين يكبرون، لنوفر لهم ما يأكلون والجفاف القادم لابد له من حيلة، والسماء بعيدة حين نمد إليها أيدينا بالبذور لا تنصت لنا ، بالكاد تجيبنا ببضع زخات هزيلة، من أين للسماء بدموعها وهذا الضباب يغلف سماء القرية ولا ينزح عن أنفاسهم حتى مع الدعوات و الصلوات
كان ظهور هذا الغريب حدثا أخرجهم عن دائرة الرتابة وفتح شهيتهم لأحاديث جديدة وتفاسير مطروحة من قِبل الجميع عن أصله وبلده ومن أين هبط إليهم ، ذات ليل وجدوه مزروعاص أمام الجسر الذي ظهر معه ولم يكن أحدٌ من قبل يعلم عن وجوده ، أتى هذا الغريب بالجسر وبالضباب وبهذه المرأة التي تجرجر طفلا في يديها ثم نهارا يغيب الجميع وتزداد كثافة الضباب حول الجسر كأنه يختبىء عن عيون الفضوليين.
ذات ليلة شهق الجميع على إثر صيحة مدوية هرعوا إلى خارج بيوتهم تاركين كل الخوف جانباً، ولعله هو نفسه الفزع الذي تملَّكهم حين شاهدوا الغريب يصحب المرأة التي تجرجر طفلا في يديها ويرحلون من فوق الجسر الذي بدا لأول مرة واضح التفاصيل، ولأول مرة يرون إلى أين يؤدي ممشاه الطويل، ويسمعون أصواتاً كان يتمتم بها ولا يصدقون ... يغادر الغريب مع المرأة والطفل والضباب والجسر تاركين القرية بكل ساكنيها جاثين على ركب الفزع وصيحة عظيمة حصدت أرواحهم.


عايده بدر
9 / 8 / 2016







مراحب أستاذتنا القديرة الأديبة والقاصة المبدعة الأخت عايدة بدر
وكل التقدير لروحك الراقية وحرفك البهي .بتواضع جم اسمحي لي بالتوغل بالنص
وفق ما وجدت وأجتهدت من خلال قراءة النص..
نص كتب بحرفنة ورمزية عالية الجودة وقراءة النص
بتمعن تضعنا أمام اسئلة كثيرة تعمدت الأخت الفاضلة
عايدة بدر أن تتركها للمتلقي ...بداية العنوان (الجسر)
وهو يرمز للعبور ما بين ضفتين وتسمية الضفتين تركتها
للمتلقي من خلال قراءة المتن,ارتكز النص على اعمدة ثلاثية
وهي الجسر والغريب و(خيال)امرأة تجر طفلا..وجعلت سكان
القرية على الهامش من خلال تفرجهم وما يحملوه من تساؤلات
هذه الرمزية الرائعة التي صيغت بخيال مبدع وحرفي وتركت
للمتلقي تفسيرها اعطت للنص خصوصية متفردة وأشغلت القاريء
في التفسير والنسج وحسب مخيلته
النص من وجهة نظري المتواضعة يرمز للأوطان التي تسمح
للغرباء من يحدد مستقبلها والعبور من مرحلة الى اخرى
فالجسر يمثل مرحلة العبور
والغريب يمثل التدخل في العبور
والمرأة والطفل يمثل الحياة والمستقبل
السلبية التي كانت عليها القرية في عدم التحري عن الجسر
(رغم ظهوره المفاجيء)وعن الغريب وخلفية تواجده وبعد
اداء مهمته ..قالته الخاتمة برمزية فائقة متقنة
(يغادر الغريب مع المرأة و الطفل و الضباب و الجسر تاركين
القرية بكل ساكنيها جاثين على ركب الفزع و صيحة عظيمة حصدت أرواحهم)
النص شفرته عالية ,ورمزيته متقنة .وهو لزوار النهار!!!
تحياتي وتقديري للأخت الأديبة القاصة المبدعة عايدة بدر








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 19-12-2020, 03:55 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قراءة المبدع الراقي قصي المحمود في نص "الجسر" / عايده بدر

جزيل شكري للأديبة الفاضلة د. عايدة لأهتمامها بمداخلتي المتواضعة
لنص فخم ...يستحق أن يسلط الضوء عليه لما فيه من رمزية متقنة
كل التقدير والامتنان






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-12-2020, 03:56 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قراءة المبدع الراقي قصي المحمود في نص "الجسر" / عايده بدر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان حماد مشاهدة المشاركة
بورك القارئ والناصة والنص
وبورك مرورك الكريم أخي الفاضل
تحياتي وتقديري







  رد مع اقتباس
/
قديم 19-12-2020, 01:38 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: قراءة المبدع الراقي قصي المحمود في نص "الجسر" / عايده بدر

أعرف المبدع قصي كاتبا أديبا وها أنا ذي أكتشفه ناقدا
بوركتما مبدعنا قصي والبدر الحبيبة حروفها تستحق تسليط الضوء






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 11-06-2022, 09:41 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: قراءة المبدع الراقي قصي المحمود في نص "الجسر" / عايده بدر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان حماد مشاهدة المشاركة
بورك القارئ والناصة والنص

خالص التقدير مبدعنا وشاعرنا القدير
أ.عدنان حماد
حضوركم الوارف في النص والقراءة
تقبل تقديري الدائم ومودتي واحترامي
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 11-06-2022, 09:48 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: قراءة المبدع الراقي قصي المحمود في نص "الجسر" / عايده بدر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود مشاهدة المشاركة
جزيل شكري للأديبة الفاضلة د. عايدة لأهتمامها بمداخلتي المتواضعة
لنص فخم ...يستحق أن يسلط الضوء عليه لما فيه من رمزية متقنة
كل التقدير والامتنان

أستاذنا ومبدعنا القدير الراقي قصي المحمود
وهذا الهطول السماوي الراقي في الحضور والقراءة وتأمل الحرف
فتحت أبواب الشمس فأشرقت بتألق الحروف وأزهرت
لمثل هذه القراءة الراقية والحضور المتوج بالنور
تتوقف الحروف للتحية والتقدير
ولهذه الرؤية الراقية كل التقدير والاعتزاز والمودة
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
قديم 11-06-2022, 09:50 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
د.عايده بدر
فريق العمل
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فائزة بالمركز الأول
مسابقة قصيدة النثر 2020
تحمل صولجان الومضة الحكائية
وسام المركز الاول في القصة القصيرة
مصر

الصورة الرمزية د.عايده بدر

افتراضي رد: قراءة المبدع الراقي قصي المحمود في نص "الجسر" / عايده بدر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
أعرف المبدع قصي كاتبا أديبا وها أنا ذي أكتشفه ناقدا
بوركتما مبدعنا قصي والبدر الحبيبة حروفها تستحق تسليط الضوء

والحضور المطل من سماوات النور
بحضورك الغالي زهرائي الحبيبة
كل التقدير والمحبة لروحك الغالية وحضورك الوارف دائما
عايده








روح تسكن عرش موتي
تعيد لي جمال الوجود الذي هو بعيني خراب
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط