العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ ذاكرة⊰

⊱ ذاكرة⊰ ان التهمهم الغياب ... لن تلتهمهم الذاكرة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 11-03-2016, 04:20 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


نوال البردويل غير متواجد حالياً


افتراضي *حين تغيب شمس الحقيقة*/ القصة البرونزية لشهر أيار 2018

*حين تغيب شمس الحقيقة*

جلس على كرسيه وحيداً.. يحدق فيما حوله من أشياء.. ما زالت تلك المدفأة القديمة تبث الدفء وتبعث بحرارتها كما في كل شتاء... على سقف المقهى الذي قام بتجديده يراقب حركة الظلال المتماوجة وكأنها رسوم متحركة... تروح وتجيء مع تمايل لهب النار... صار يمتلك المال بعد عودته من الحرب، تصطف فناجين القهوة وأكواب الشاي على الرفوف ككتيبة جنود تعودت الاستعداد تنفيذا لأوامر سيدها... لا تلمح ذرة غبار هنا أو هناك، المكان أصبح شبه مهجور بعد الذي حدث في القرية بفعل بعض المخربين واللصوص ... كانت نظراته لا تفارق ذاك الحاجز الزجاجي اللامع الفاصل بينه وبين العالم الخارجي، يأخذ برأسه بين كفيه متمتما بقهر: ليتني ما... أنا الجاني... مر وقت لا يعلم طوله أو عرضه وهو على تلك الحال..
كاد ان يسقط ارضا ... كان يحدق خارج الزجاج حين لاح له ذلك الظل الذي يعرفه تمام المعرفة، بل إنه يحفظ تفاصيله عن ظهر قلب، لم يصدق ما رأى... هل حقيقة ما لمحت أم أنه نسج خيال! همس لنفسه وصاح بأعلى صوته مناديا يحاول أن يوصله.. عيناه تزوغان في كل الاتجاهات، لكن قدميه لم تسعفاه على حمل جسده المتهالك، كان يريد اللحاق بذلك الظل الذي لم يتوقف، بل راح يسرع الخطوات وبلمح البصر اختفى دون أثر، في تلك اللحظة صار عقله مسرحا، انزاح الستار ليبدأ شريط الذكريات بعرض الصور والأحداث.. كم حاولتْ استعطافه وثنيه عن قراره إكراماً لها ولأطفاله الذين كانوا يخطون خطواتهم الأولى في الحياة، لكنه كان يرفض وبإصرار معتقداً أنه يفعل عين الصواب.. بشتى الطرق حاولت إغراءه من أجل البقاء واخترعت كثيرا من الحيل والمغريات، لكن دونما جدوى.. كانت الفكرة تكبر في رأسه وتسيطر على كيانه ويزداد تصميمه يوماً بعد يوم، وعلى حين غرة ودون سابق إنذار انطلق مندفعا دون اكتراث لكل توسلاتها.. غادر حاملاً بندقية وحقيبة على كتفه، والدمع ينزف من عينيها..
مضى لا يلوي على شيء سوى ما كان يداعب مخيلته من ثراء سيجنيه كما فعل فلان وفلان ... كم كنت أحمقاً قالها وهو يترنح.... غير قادر على هضم ما حدث ثم أسدل جفنيه على الصورة ملقياً نصف وجهه الأسفل في ياقة قميصه وغاب ....






  رد مع اقتباس
/
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:03 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط